"عَنْ أنس قَالَ: لمَّا افتتح رسولُ الله ﷺ خيبرَ قالَ الحجاجُ بن علاط: يا رسول الله إنَّ لى بمكة مالًا، وإنَّ (والله) لى بها أهلًا، وإنِّى أَرِيدُ أنْ آتيهم (ائتهم)
وأنَا في حلٍّ إن نلتُ منك أو قُلتُ شيئًا، فَأذِنَ لَهُ رسولُ الله ﷺ أن يقول ما شاء فأتى امرأته (حين) قدم فقال: اجمعى ما كانَ عندك فإنى أريدُ أن أشترىَ مِن غَنَائِم محمد وأصحابه فإنَّهمْ قد (استبيحوا)، أو أصيب (وأصيبت) أموالهم وفَشَا ذلكَ بمكةَ فانقمع () المسلمون وأظهرَ المشركون فرحًا وسرورًا وبلغَ الخبرُ العباسَ بنَ عبد المطلب (فعقر) وجعل لا يستطيع أن يقوم، ثم أرسلَ غلامًا إلى الحجاج بن علاط ويلك (وتلك) ماذا جئت به؟ وماذا تقولُ؟ فما وعدَ الله عَزَّ وجَلَّ خَيْرٌ مما جئتَ بهِ. فقالَ الحجاجُ: اقرأ على أَبي الفضلِ السلامَ وقُلْ لهُ فليخْلُ لى (فليخل بى) في بعض بيوته لآتيه فإنَّ الخبرَ على ما يَسرُّه فجاءَه علامه (غلامه) فلما بلغ البابَ قالَ: أبشر يا أبا الفضل فوثب العباس فرِحًا حتى قبَّل بين عينيه فأخبرَهُ بما قالَ الحجاجُ فأعتقه، ثم جاه (جاءه) الحجاجُ فأخبرَهُ أنَّ رسولَ الله ﷺ قد افتتح خيبرَ وغَنِمَ أمْوَالَهم وجرت سهامُ الله فِى أمْوَالِهم واصْطَفى رسولُ الله ﷺ صفية بنت حبر (حُيىٍّ) واتخذَها لِنفسه، وخيَّرَها بين أن يَعتقَها وتكونَ زوجةً، أو تلحقَ بِأهْلِهَا، فاخْتارت أَنْ يَعتقَها وتكونَ زوجةً، ولكنْ جيت (جئت) لِمالٍ كَانَ لِى هَاهُنَا أَرَدْتُ أن أَجمعَهُ فاذهبْ بِه فاستأذنتُ رسول الله ﷺ فأذِنَ لِى أنْ أقولَ مَا شِئْت فأحَقَ (فاخَفَ) عليَّ ثلاثًا ثم اذكر ما بدا لك، فجمعت امرأتُه مَا كانَ عِندها من حُليٍّ أو متاعٍ فدفعته إليه ثم انشمر ( *) به فلمَّا كانَ بعدَ ثلاثٍ أتى العباسَ امرأةَ الحجَّاج فقال: ما فعلَ زوجُكِ؟ فأخبرته أنَّه قد ذهبَ يوم كذَا وكذَا وقالت: لا يخزيك (لا يحزيك) الله يا أبَا الفضلِ لقد شَقَّ عَلَيْنَا الذى بلغَك، قالَ: أجل لا يخزنى (لا يخزينى) الله ولم يكن يحمد الله إلا ما أحببنا (ما أحيينا) فتحَ الله خيبرَ علَى رسولِ الله، واصطفى رسول الله ﷺ صفية لِنَفْسه، وإنْ كانَ لك حاجة في زوجك فالحقى به قالت: أظنُّكَ والله صَادِقًا. قالَ: فإني والله صادِقٌ والأمرُ على ما أخبرتك ثم ذهبَ حتى
أتَى مجالسَ قريش وهم يقولُون: إِذَا مرَّ بِهم لا يصيبك إلَّا خَيْرٌ يا أبا الفضل، قالَ: لم يُصبنى إلا خيرٌ بحمد الله، لقد أخبرنى الحجاجُ بن علاط أن خيبرَ فتحها الله على رسولِه وجرت سِهامُ الله فيها، واصطفى رسولُ الله ﷺ صفيَّة لِنَفسه، وقد سألَنى أن أخفى عنه ثلاثًا، وإنَّما جَاءَ ليأخذ مالَه وما كانَ لَهُ مِن شئ هاهنا ثم يذهب، فردَّ الله الكآبة التى كانت بالمسلمين على المشركين وخرجَ المسلمونَ مَنْ كَانَ دخل بيته مكتئبًا (مكتبا) حتى أتَوا العباس، فأخبرهم الخَبر، فَسُرَّ المسلمون وردَّ الله ما كانَ من كآبةٍ أو غيْظٍ أو حزنٍ على المشركين".
Add your own reflection below:
Sign in from the top menu to add or reply to reflections.