"عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو أَن رَجُلًا قَالَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِى تَزْعُمُ أَنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ إِلَى مِائَةِ سَنَةٍ؟ قَالَ: سُبحَانَ الله: وَأَنَا أَقُولُ ذَلِكَ؟ وَمَنْ يَعْلَمُ قِيَامَ السَّاعَة إِلَّا الله إِنَّمَا قُلتُ: مَا كَانَتْ رَأَسُ مِائَةٍ لِلخَلْقِ منذُ خُلِقَتِ الدُّنْيَا إِلاَّ كَانَ عنْدَ رَأَسِ الْمِائَةِ أَمْرٌ، قَالَ: ثُمَّ يُوشِكُ أَنْ يَخْرُجَ ابْنُ حَمَلِ الضَّأن. قَالَ: وَمَا ابْنُ حَمَلِ الضَّأنِ؟ قَالَ: رُومِىٌّ أحَدُ أبَوَيْه شَيْطَانٌ، يَسيرُ إِلَى الْمُسْلِمِينَ فِى خَمْسمائَةِ أَلْفِ بَحْرًا حَتَّى يَنْزِلَ بَيْنَ عَكَّا أَوْ صُوَرٍ، ثُمَّ يَقُولُ: يَأَهْلَ السُّفُنِ، اخْرُجُوا مِنْهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَأُحْرقَتْ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُمْ: لاَ قُسْطَنْطينِيَّةَ لَكُمْ وَلاَ رُومِيَّةَ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْعَرَب، قَالَ: لَيَسْتَمِدّ أَهْلُ الإِسْلاَم بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى يَمُدَّهُمْ عَدَنُ () عَلَى قُلَصَائِهِمْ، فيَجْتَمِعُونَ فَيُقْتَلُونَ، فَتُكَاتبهُمْ النَّصَارَى الَّذِينَ بالشَّامِ ويُخْبِرُونَهُمْ بِعَوْرَاتِ الْمُسْلِمِينَ، فَيَقُولُ الْمُسْلمُونَ: الْحَقُوا فَكُلُّكُمْ لَنَا عَدُوٌّ حَتَّى يَقْضِىَ الله بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ، فَيَقْتَتلُونَ شَهْرًا، لاَ يَكلُّ لَهُمْ سِلاح وَلاَ لَكُمْ، وَيُقْذَفُ الصَّبْرُ عَلَيْكُمْ وَعَلَيْهِمْ، قَالَ: وَبَلَغَنَا أَنَّه إِذَا كَانَ رَأَسُ الشَّهْرِ، قَالَ رَبُّكُمْ: الْيَوْمَ أَسلُّ سَيْفِى فَأَنْتَقِمُ منْ أَعْدَائِى. وَأَنْصُر أَوْلِيَائِى، فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً مَا رَأَى مِثْلَهَا قَطُّ، حَتَّى مَا تَسيرُ الْخَيْلُ إِلَّا عَلَى الْخَيْل، وَمَا يَسِيرُ الرَّجُلُ إِلاَّ عَلَى الرُّجُلِ، وَمَا يَجدُونَ خَلْقًا يَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَلاَ رُومِيَّةَ، فَيَقُولُ أَميرُهُمْ يَوْمَئِذٍ: لاَ غُلُولَ الْيَوْمَ، مَنْ أَخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ قَالَ: فَيَأخُذُونَ مَا يَخفُّ عَلَيْهِمْ وَيَدَعُونَ مَا ثَقُلَ عَلَيْهِمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُمْ ان الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَكُمْ في ذَرَارِيكُمْ، فَيَرْفُضُونَ مَا فِى أَيْدِيهمْ وَيُقْبِلُونَ، وَتُصِيبُ النَّاسَ مَجَاعَةٌ شَديدَةٌ حَتَّى إِنَّ الدَّجَّالَ لَيَحْرِقُ حَجَفَتَهُ فَيَأكُلُهَا، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُكَلِّمُ أَخَاهُ فَمَا يُسْمِعُهُ الصَّوْتَ منَ الْجَهْد، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَ سَمِعُوا صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ: أَبْشِرُوا فَقَدْ جَاءَكُمْ الْغَوْثُ، فَيَقُولُونَ: نَزَلَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، فيَسْتبْشِرُونَ وَيُسْتَبْشَرُ بِهِمْ، وَيَقُولُونَ: صَلِّ يَا رُوحَ الله، فَيَقُولُ: إِنَّ الله أَكرَمَ الأُمَّةَ فَلاَ يَنْبَغِى لأحَدٍ أَنْ يَؤُمَّهُمْ إِلاَّ مِنْهُمْ، فَيُصَلِّى أَميرُ الْمُؤْمِنينَ بالنَّاس، قِيلَ: فَأَمِيرُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ؟ قَالَ: لاَ، وُيصَلِّى عِيسَىَ خَلْفَهُ، فَإِذَا انْصَرَفَ عِيسَى دَعَا بَحْربَتِهِ فَأَتَى الدَّجَّالَ فَقَالَ رُوَيْدَكَ يَا دَجَّالُ يَا كَذَّابُ، فَإذَا رَأَى عِيسَى عَرَفَ صَوْتَهُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ إِذَا أَصَابَتْهُ النَّارُ، وَكَمَا تَذُوبُ الأَلْيَةُ إِذَا أَصَابَتْهَا الشَّمْسُ، وَلَوْلاَ أَنْ يَقُولَ رُوَيْدَكَ ذَابَ حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنْهُ شَىْءٌ، فَيَحْمِلُ عَلَيْه عيسَى، فَيَطعَنُ بحَرْبَتِهِ بَيْنَ ثدْيَيْهِ فَيَقْتُلُهُ وَيُفَرِّقُ جُنْدَهُ تَحْتَ الْحِجَارَةِ وَالشَّجَرِ، وَعَامَّةُ جندهِ الْيَهُودُ وَالْمُنَافِقُونَ. فَيُنَادِى الْحَجَرُ يَا رَوَحَ الله هَذَا كَافِرٌ تَحْتِى فَأَقْتُلْهُ، فَيَأمُرُ عِيسَى بالصَّلَيبِ فَيُكْسَرُ، وَبِالْخنْزير فَيُقْتَلُ، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا حَتَّى إِنَّ الذِّئْبَ ليَرْبِضُ إِلَى جَنْبِهِ مَا يَغْمزُ بِهَا، وَحَتَّى إِنَّ الصِّبْيَانَ لَيَلْعَبُونَ بِالْحَيَّاتِ "مَا نَنهَشهمْ" وَتمْلأُ الأَرْضُ عَدْلًا، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلكَ إِذ سَمِعُوا صَوْتًا قَالَ: فُتحَتْ يِأجُوجُ وَمَأجُوجُ، وَهوَ كَمَا قَالَ الله، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسلُونَ، فَيُفْسِدُونَ الأَرْضَ كلَّها حَتَّى إِنَّ أَوائِلَهُمْ لَتَأتِى النَّهْرَ الْعَجَّاجَ فَيَشْرَبُونَهُ كُلَّه، وَإِنَّ آخرَهُمْ لَيَقُولُ: قَدْ كَانَ هَاهُنَا نَهَرٌ، ويُحَاصِرُونَ عِيسَى وَمَنْ مَعَهُ بِبَيْتِ الْمَقْدِس وَيَقُولُونَ: مَا نَعْلَمُ في أَحَدٍ إِلاَّ الْجُنَاةُ، هَلُمُّوا "نَرْمِى" مَنْ فِى السَّمَاءِ، فَيَرْمُونَ حَتَّى تَرْجعَ إِلَيْهمْ سِهَامُهُمْ فِى نُصُولِها الدَّمُ قَليلًا، فَيَقُولُونَ: مَا بَقىَ فِى الأَرْضِ وَلاَ فِى السَّمَاءِ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُونَ: يَا رُوحَ الله ادع عَلَيْهِمْ بالْفناء فَيَدْعُو الله عَلَيْهِمْ، فَيَبْعَثُ النَّغَفَ فِى آذَانِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ فِى "يَوْمٍ وَلَيْلَة واحدة" () فَتُنْتِنُ الأَرْضُ كُلُّهَا منْ جِيَفِهِمْ، فَيَقُولُونَ: يَا رُوحَ الله نَمُوتُ منَ النَّتَنِ؟ فَيَدْعُو الله فَيَبْعَثُ وَابِلًا منَ النَّهْي فَجَعَلَهُ سَيْلًا فَيَقْذفُهُمْ كلَّهُمْ فِى الْبَحْرِ، ثُمَّ يَسْمَعُونَ صَوْتًا، فَيُقَالُ: مَه: قِيلَ: غَزَا الْبَيْتَ الْحَصِينَ، فَيَبْعَثُونَ جَيْشًا فَيَجدُونَ أَوَائِلَ ذَلِكَ الْجَيْشِ، وَيُقْبَضُ عيسَى بْنُ مَرْيَمَ، وَوَلِيَهُ الْمُسْلمُونَ وَغَسَّلُوهُ وَحَنَّطُوهُ وَكَفَّنُوهُ وَصَلُّوْا عَلَيْهِ وَحَفرُوا لَهُ وَدَفَنُوُهُ فَيَرْجِعُ أَوَائِلُ الْجَيْش وَالْمُسْلمُونَ يَنْفِضُونَ أَيْدِيَهُمْ منْ تُرَابِ قَبْرِهِ، فَلاَ يَلْبثُونَ بَعْدَ ذَلكَ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى يَبْعَث الله الرِّيحَ الْيَمَانيَّةَ، قِيلَ: وَمَا الرِّيحُ الْيَمَانيَّةُ؟ قَالَ: رِيحٌ مِنْ قبَلِ الْيَمَنِ لَيْسَ عَلَى الأَرضِ مُؤْمِنٌ يَجدُ نَسِيمَهَا إِلاَّ قَبَضَتْ رُوحَهُ، قَالَ: وَيَسْرِى عَلَى الْقُرْآنِ فِى لَيْلَةٍ وَاحدَةٍ وَلاَ يُتْرَكُ فِى صُدُور بَنى آدَمَ وَلاَ فِى بُيُوتِهِمْ مِنْهُ شَىْءٌ إِلاَّ رَفَعَهُ الله، فَيَبْقَى النَّاسُ لَيْسَ فِيهِمْ نبىٌّ وَلَيْسَ فِيهِمْ قُرْآنٌ وَلَيْسَ فِيهِمْ مُؤْمنٌ، قَالَ عَبْدُ الله بْنُ عَمْرٍو، فَعِنْدَ ذَلِكَ أُخْفىَ عَلَيْنَا قيَامُ السَّاعَةِ فَلاَ نَدْرى كُمْ يُتْرَكُونَ كَذَلكَ؟ حَتَّى تَكُونَ الصَّيْحَةُ، قَالَ: وَلَمْ تَكُنْ صَيْحَةٌ قَطُّ إِلاَّ بُعثَتْ مِنَ الله عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ، قَالَ: وَقَالَ الله: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا (*) صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ}: قَالَ: فَلاَ أَدْرى كمْ يُتْرَكُونَ كَذَلكَ؟ ".
Add your own reflection below:
Sign in from the top menu to add or reply to reflections.