"ابن جرير، حدثنى محمدُ بنُ الهيثم، حدثنى الحسنُ بنُ حماد، ثنا يحيى بن يعلى الأسلمى، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: جاء أبو بكر إلى النبي ﷺ فقعد بين يديه فقال: يا رسولَ الله! قد علمتَ مُنَاصَحَتِى وقِدَمى في الإسلام وإنِّى، وإنى، قال: وماذا؟ قال تزوجنى فاطمة! فسكت عنه وقال: أعرض عنه - فرجع أبو بكر إلى عمر فقال: هلكتُ وأهلكتُ، قال: وما ذاك؟ قال: خَطَبْتُ فاطمةَ إلى النبي ﷺ فأعرض عنِّى، قال: مكانَكَ حتى آتى النبي ﷺ فأطلبُ مثل الذى طلبتَ، فأتَى عمرُ النبيَّ ﷺ فَقَعدَ بين يديه فقالَ يا رسولَ الله! قد علمتَ مِنَّا صُحبتى وقِدَمى في الإسلام وإنى، وإنى، قال: وما ذاك؟ قال: تُزَوِّجَنِى فاطمةَ! فأعرضَ عنه، فرجع عمرُ إلى أبي بكر فقال: إنه ينتظر أمرَ الله فيها، انطلق بنا إلى عَلِيٍّ حتى نأمره أن يطلب مثلَ الذى طلبنَا، قال عَلِيٍّ: فأتيانى وأَنَا أعالج فسيلًا فقال: ابنةُ عمك تُخْطَبُ، قال: فنبهانى لأمر، فقمتُ أجر ردَائِى طرفًا على عاتِقى، وطرفًا أجُرُّه على الأرضِ حتى أتيتُ رسولَ الله ﷺ فقعدتُ بين يديه فقلتُ: يا رسولَ الله قد عرفتَ قِدَمى في الإسلام ومُنَاصَحتِى وإنى وإنى، قال: وما ذاك يا عليُّ؟ قلتُ: تزوجنى فاطمةَ! قال: وعندك شئ؟ قلتُ: فرسِى وبدنى قال: أعنى درعى قال: أما فرسُك فلابدَّ لك منها، وأما درعُك فبعها، فبعتها بأربع مائة وثمانين فأتيتُه بها فوضعْتُها في حِجْره، فقبض منها قبضة فقال: يا بلالُ! ابغنا بها طيبًا، وأمرهم أن يجهِّزُوها، فجعل لَهم سريرًا يشرط بالشرط ووسادة من أدمٍ حشوها ليف وملأ البيت كثيبًا. يعنى (رملًا)
وقالَ لي: إذا أتتك فلا تُحْدثْ شيئًا حتى آتيك، فجاءت مع أم أيمن حتى قعدت في جانب البيت، وأنا في جانب، وجاء رسول الله ﷺ فقال: هاهنا أخى، فقالت: أم أيمَن أخوك أو أخوك وقد زوجته ابنتك؟ ! فقال: نعم، فدخل فقال لفاطمة: ائتينى بماء، فقامت إلى قعب في البيت فجعلت فيه ماء فأتت به، فأخذه فمسحَ فيه ثم قال لها: قومى فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال: اللهمَّ إنى أُعيذها بك وذريتَها من الشيطان الرجيم، ثم قال: ائتنى بماء فعلمتُ الذى يريد فقمت فملأت القعْبَ ماء فأتيته به، فأخذ منه بفيه ثم مجَّهُ فيه ثم صب على رأسى وبين ثديى ثم قال: اللهمَّ! إنى أعيذُه بك وذريته من الشيطان الرجيم، ثم قال: أَدْبرْ فأدبرتُ فصَبَّ بين كتفى وقال: اللهمَّ إِنى أعيذُه بك وذريته من الشيطان الرجيم، وقال لى: ادخل بأهلك باسم الله والبركة".
Add your own reflection below:
Sign in from the top menu to add or reply to reflections.