"القاضي أبُو الفرج المعافى بن زكريَّا، ثنا ابُو بكر محمد بن الحسن بن دُريد، ثنا أوسُ بن ضمعج، عن أنس قال: استأذنَ العلاءُ بن يزيدَ الحضرمى على النبي ﷺ فاستأذنت له فأذِنَ، فلمَّا دَخَلَ عليه سُفِر (*) له النبي ﷺ البيت، ثم أجلسه وتحدثا طويلًا، ثم قالَ له: يا علاءُ تُحْسِنُ من القرآن شيئًا؟ قالَ: نعم، ثم قرأ عليه "عبس" حتى ختمها فانتهى إلى آخرها وزاد فيها من عنده، وَهُوَ الَّذى أخرجَ الحبلَى نسمة (* *) تسعى مِنْ بين شراسيفِ (* * *) وحَشَا (* * * *)، فصاحَ به النبيُّ ﷺ يَا عَلاَءُ انتهِ، فقد انتهت السورةُ، ثُمَّ قَالَ: يا عَلاء هل تروى من الشعر شيئًا؟ قالَ: نعم، ثم أنشده:
وَحَيّ ذَوى الأضْغَانِ (* * * * *) تَسْبِ قُلُوبَهم ... تَحِيتُكَ الأدْنَى فَقَد يَرفَعُ النَّغَل (* * * * * *)
وَإنْ دَحُوا (* * * * * * *) للشَّر فَاعفُ تَكَرُّمَا ... وَإنْ كَتَمُوا عَنْكَ الحَدِيثَ فلا تَسَلْ
فَإِنَّ الذى يُؤذِيكَ مِنْه سَمَاعه ... وَإنَّ الذى قَالُوا وَرَاءَك لَمْ يَقلْ
فقال النبي ﷺ : أحسنتَ يا عَلاءُ أنت بهذا أحذق منك بغيره إن من الشعر لحكمًا، وإن من البيان لسحرًا، فَصَارتْ من كلامه مثلًا ﷺ ".