47. Actions > Letter ʿAyn (4/55)
٤٧۔ الأفعال > مسند حرف العين ص ٤
"عَنْ سَعيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ الله ﷺ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْر بِالْمَدينَةِ في غَيْرِ سَفَرٍ وَلا خَوْفٍ، قَالَ: قُلتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: وَلِمَ تَرَاهُ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَرَادَ أَنْ لا يُحْرجُ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِهِ".
"عَنِ ابْن عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ اللهَ أَنْزَلَ جُمْلَةَ الصَّلاة، وَأَنَّهُ فَرَضَ للمُسَافرِ
صَلاةً وَلِلمُقِيم صَلاةً فَلا يَنْبَغِى لِلمُقيم أَنْ يُصَلِّىَ صَلاةَ الْمُسَافرِ، وَلا يَنْبَغِى لِلمُسَافِرِ أَنْ يُصَلِّىَ صَلاةَ الْمُقِيمِ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَامَ الْفَتْحِ فِى شَهْرِ رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الكَديدَ ثُمَّ أَفْطَرَ".
"خَرَجَ رَسُولُ الله ﷺ عَامَ الْفَتْحِ في شَهْرِ رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى مَرَّ بِغَدِيرٍ في الطَّريقِ وَذَلِكَ في نَحْرِ (*) الظَّهِيرَةِ فَعَطِشَ النَّاسُ، وَجَعَلُوا يَمُدُونَ أَعْنَاقَهُمْ وَتَتُوقُ أَنْفُسُهُمْ إِلَيْهِ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ ﷺ بِقَدحٍ فِيهِ مَاءٌ فَأَمْسَكَهُ عَلَى يَدِه حَتَّى رَآهُ النَّاسُ، ثُمَّ شَرِب فَشَرِبَ النَّاسُ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلَ سَعْدُ بْنُ عَبادَةَ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَنْ نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمَّهِ مَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَقضِى، فَأَمَرهُ بِقَضَائهِ، وَفِى لَفْظٍ فَقَالَ: اقْض عَنْهَا".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُوُفِّيَتْ أُمُّ سَعْدِ بْنِ عبَادَةَ، وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا، فَأَتَى النَّبِىَّ ﷺ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ: إِنَّ أُمِّى تُوفيَتْ وَأَنَا غَائبٌ عَنْهَا، فَهَلْ يَنْفَعُهَا إِنْ تَصدقْتُ عَنْها بِشئ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ فَإِنِّى أُشْهِدُكَ أَن حَائِطَ المَخْرفِ صَدَقَةٌ عَنْهَا".
"نَهَى النَّبِىُّ ﷺ عَنْ الربا (الدُبّاءِ)، والنَّقير، (والمُزَفَّتِ)، وَالحَنْتَم".
"صَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ بِأَصْحَابِه يَوْمًا، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ نَادَى رَجُلًا فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ هَذَا رَجُلٌ شَاربٌ، فَدَعا النَّبِىُّ ﷺ الرَّجُلَ فَقَالَ: مَا
شَرِبْتَ؟ قَالَ: عَمَدْتُ إِلَى زَبِيبٍ فَجَعَلتُهُ في جَرٍّ حَتَّى إِذَا بَلَغَ شَرِبْتُهُ، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ يَا أَهْلَ الْوَادِى، أَلا إِنِّى أَنْهَاكُمْ عَمَّا في الجَرِّ الأَحْمَرِ، والأخْضَرِ، وَالأَبْيَضِ، وَالأَسْوَدِ مِنْه، لِيَنْتَبِذْ أَحَدُكُمْ في سِقاءٍ، فَإِذَا خَشِيَه فَليَشْحُحه بِالمَاءِ".
"نَهَى نَبىُّ اللهِ ﷺ أَنْ يُنْبَذَ فِى جَرٍّ، أَوْ فِى قَرْعَةٍ، أَوْ فِى جَرَةٍ منْ رَصَاصٍ، أَوْ فِى جَرَةٍ منْ قَوَاريرَ، وَأَنْ لا يَنْتَبِذُوا إِلا في سقَاءٍ يُوْكَؤُ عَلَيْه".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَأَلَ عَنْ البَاذِق، فَقَالَ سَبَقَ مُحَمَّدٌ البَاذِقَ، وَمَا أَسْكَرَ فَهُوَ حَرامٌ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ قَتَلَ قَتيلًا فَإِنَّهُ لا يَرِثُهُ، وَإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِيرَاثٌ غَيْرَهُ، وَإِنْ كَانَ وَالِدهُ أَوْ وَلَدُهُ، قَضَىَ رَسُولُ الله ﷺ أَنَّهُ لَيْس لِلقَاتِل مِيرَاثٌ، وَقَضَى أَنْ لا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ شَرِبَ مِنْ زَمْزَم منْ دَلوٍ مِنْهَا وَهُوَ قَائِمٌ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَصَدَّقَ عَليٌّ بخَاتَمِهِ وَهُوَ رَاكعٌ. فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ للسَّائلِ مَنْ أَعْطَاكَ هَذَا الخَاتمَ؟ قَالَ: ذَلِكَ الرَّاكِعُ، فَأَنْزَلَ الله فيهِ {إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ الله وَرَسُولهُ} قَالَ: وَكَانَ في خَاتمِه مَكْتُوبًا (*) (سُبْحَانَ مَنْ فَخَرَنى بأَنِّى لَهُ عَبْدٌ، ثُمَّ كَتَبَ فِى خَاتمِه: عَبْدُ الله الْمَلِكُ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ النّبِىَّ ﷺ فَاطِمَةَ منْ عَلىٍّ، قَالَتْ فَاطمَةُ: يَا رَسُولَ الله زَوَّجْتَني مِنْ رَجُلٍ فَقيرٍ لَيْسَ لَهُ شَئٌ، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ أَمَا تَرْضينَ أَنَّ اللهَ اخْتَارَ مِنْ أَهْل الأَرْضِ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبَوكِ، والآخَرُ زَوْجُكِ".
"عَنِ الْحَسَنِ مَوْلَى (ابْنِ) نَوفَلٍ قَالَ: سُئلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ عَبْدٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ تَطليقَتَيْنِ ثُمَّ أُعْتِقَا أَيَتَزَوَّجُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ عَنْ مَنْ؟ قَالَ أَفْتَى بذَلِكَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ زَوْجَ بَريرَةَ كَانَ عَبْدًا لِبَنِى فُلان، نَاس مِنَ الأنْصَار، يُقَالُ لَهُ: مُغيثُ، والله لَكَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَيْهِ الآنَ، يَتَّبِعهَا في سِكَك الْمَدِينَة وَهُوَ يَبْكى، فَكَلَّمَ رَسُولَ الله ﷺ بَرَيْرةَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى زَوْجهَا، فَقَالَتْ يَا رَسُولَ الله: أَتَأمُرنِى بِذَلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّما شَفِيعٌ لَهُ، فَقَالَتْ: لا، واللهِ لا أَرْجِعُ إِلَيْه أَبَدًا".
"عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ: أُتى النَّبِىُّ ﷺ بمَاعز فاعْتَرَفَ مَرَّتَيْن، ثُمَّ قَالَ: اذهَبُوا، ثُمَّ قَالَ: رُدُّوهُ فَاعْتَرَفَ مَرَّتَيْنِ حَتَّى اعْتَرَفَ أَرْبَعَا. فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ اذهَبُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِى البِكْرِ تُوجَدُ عَلَى اللُّوطِيَة قَالَ: تُرْجمُ".
"عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ اقْتُلُوا الفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِه، يَعْنى الَّذى يَعْمَلُ بِعَمَل قَوْم لوطٍ، وَمَنْ أَتَى بَهِيمَةً فَاقْتُلُوه، وَاقْتُلُوا البَهيمَةَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لئلا يُعَيَّرَ أَهْلُهَا بِهَا، وَمَتَى أَتَى ذات مَحْرمٍ فَاقْتُلُوه".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِى الَّذى يَقَعُ في البَهيمَة قَالَ: لَيْسَ عَلَيْه حَدٌّ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَفْرِضُ عَلَى مَمْلوكيهِ البَاءَةَ، وَيَقُولُ: مَنْ أَرَادَ منْكُمْ البَاءَةَ زَوَّجْتهُ، فَإِنَّه لا يَزْنى زَانٍ إِلا نَزَعَ الله مِنْهُ رَبقَة الإِيمَان، فَإِنْ شَاءَ أَنْ يَردَّ عَلَيْهِ بَعْد ردّه، وَإِنْ شَاءَ أَنْ يَمْنَعَهُ مَنَعَه".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنِ الْحَيَوانِ بِالْحَيَوانِ نَسيئة".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنَّ النَّبِىَّ ﷺ نَهَى عَنْ كُلِّ ذَى مَخْلبٍ من الطيْرِ، وَكلُّ ذِى ناب مِنَ السِّبَاعِ".
"عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ: نَظَرَ رَسُولُ الله ﷺ إِلَى حنْظَلَةَ الرَّاهبِ وَحَمْزَة بْن عَبْد الْمُطَّلب تُغَسِّلُهُمَا الملائِكَةُ".
"عَنْ مُوسى بْن عَبْد الرَّحْمَن الصَنْعَانِى، عَنْ ابْنِ جُريْجٍ، عَنْ عَطَاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِيقَ صَحبَ رَسُولَ الله ﷺ وَهُوَ ابْن ثَمان عَشْرَةَ، والنَّبِىُّ ﷺ ابْنُ عشْرينَ وَهُمْ يريدُونَ الشَّامَ فِى تِجَارَة حَتَّى إِذَا نَزَلُوا مَنْزلًا فِيه سِدْرَة، فَقعَدَ رَسُولُ اللهِ ﷺ في ظِلِّهَا، وَمَضَى أَبُو بَكْرٍ إِلَى رَاهِبٍ يُقَالُ لَهُ بَحَيْرًا يَسْأَلُهُ عَنْ شَىْءٍ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ الرَّجُلُ الَّذى في ظِلِ السِدْرَةِ؟ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الْمُطلبِ، فَقَالَ: هَذَا واللهِ نَبِىٌّ ما اسْتَظَلَ تَحْتَها بَعْدَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ إِلا مُحِمَّدٌ، وَوَقَعَ في قَلب أَبِى بَكْرٍ اليَقِينُ والتَّصْدِيقُ، فَلمَّا نُبِئَ النَّبىُّ ﷺ اتَبَعَهُ".
"عَنْ طَاوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لا أَدْرى أَبْلَغَ بِهِ النَّبِىُّ ﷺ قَالَ: نَهَى عَنْ بَيْعْ الثَّمَرَةِ حَتَّى تُطلَعَ (*) ".
"عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قُلتُ لِطَاوسُ: لَوْ تَرَكْتُ الْمُخَابَرةَ فَإِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ نَهَى عَنْهَا، فَقَالَ أبى (أَى) عمرو أَخْبَرَنى أَعْلَمُهُمْ يَعْنى ابْنَ عَبَّاسٍ أنَّ رَسُول اللهِ ﷺ لَمْ يَنْهَهُ (لم يَنْه) عَنْهَا".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: أَصَابَتْ نَبِىَّ الله ﷺ خَصَاصَةٌ، فَبَلَغَ ذَلكَ عَليًّا، فَخَرَجَ يَلْتَمِسُ عَمَلًا يُصِيبُ فيهِ شَيْئًا ليُغيثَ بِهِ النَّبِىَّ ﷺ فَأَتَى بُسْتَانًا لِرَجُلٍ منَ الْيَهُود، فَاسْتَقَى لَه سَبْعَةَ عَشَرَ دَلْوًا، كُلُّ دَلَوٍ بتَمْرَةٍ، فَخَيَّرَهُ الْيَهُودِىُ على تمرة فأَخَذَ سَبع عَشْرَةَ عجوَةً، فَجَاءَ بهَا إِلَى النَّبِىِّ ﷺ فَقَال: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا يَا أَبَا الْحَسَنِ؟ قَالَ: بَلَغَنى مَا بِكَ مِنَ الْخَصَاصَةِ يَا نَبِىَّ اللهِ، فَخَرَجْتُ الْتَمسُ لَكَ عَمَلًا لأصيبَ لَكَ طَعَامًا، قَالَ: حَمَلَكَ عَلَى هَذَا حُبُّ الله وَرَسُولِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا نَبِىَّ الله، قَالَ النَّبِىُّ ﷺ مَا مِنْ عَبْدٍ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ إِلَّا الْفَقرُ أَسْرَعَ إِلَيْهِ مِنْ جَرْيَةِ السَّيْلِ عَلَى وَجْهِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ اللهَ وَرَسُولَهُ فَليعُدَّ للبلاءِ تَجْفَافَا (*) وَإِنَّمَا يَعْنِى الصَّبْر".
"عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبىُّ ﷺ أَعْطَى زَيْنَبَ امْرَأَةَ ابْنِ مَسْعُودٍ تَمْرًا أَوْ شَعِيرًا لِجَبَيْر (* *)، فَقَالَ لها عَالْمُ بْنُ عَدِىِّ: فَهَلْ لَكِ أَنْ أُعْطِيكَ مَكَانَهُ
بِالْمَدِينَة وآخذَه لرقيقى هُنَالِكَ؟ فَقَالَتْ حَتَّى أَسْألَ عُمَرَ، فَسَأَلَتْهُ، فَقَالَ: كيْفَ بِالضَّمان كَأَنَّهُ كَرهَهُ".
"عَنْ عَطَاء بْنِ أَبِى رَبَاحٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابن عَبَّاس، فَأَتاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يا بْنَ عَبَّاسٍ أَرَأَيْتَ السَاعَةَ الَّتِى ذَكَرَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ في الْجُمُعَة، هَلْ ذَكَرَ لَكُمْ مِنْهَا؟ فَقَالَ: اللهُ أَعْلَمُ إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ العَصْرِ خَلَقَهَا مِنْ أَدِيم الأرْضِ، كُّلُّهَا تُسمَّى آدَم، أَلا تَرَىَ أَنَّ مِنْ وَلَدِهِ الأَسوَدَ وَالأَحْمَرَ، وَالْخَبِيثَ وَالطَّيِّبَ، ثُمَّ عَهِدَ إِلَيْه فَنَسِى، فَسُمِّىَ الإِنْسَانَ، فَبا الله إِنْ غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلكَ الْيَوْم حَتَّى أُهْبِطَ مِنَ الجَنَّةِ".
"عَنْ مجِاهدٍ قَالَ: بَينَا نَحْنُ جُلُوس أَصْحَابُ ابْنِ عَباسٍ: عَطَاء، وَطَاوُس، وَعكْرمَة إِذ جَاءَ رَجُل وَابْنُ عَبَّاسٍ قَايمٌ يُصَلِّى، فَقَالَ: هَلْ مِنْ مُفْتٍ؟ فَقُلتُ: سَلْ، فَقَالَ إِنِّى كُلَّمَا بُلتُ تَبِعَهُ الْمَاءُ الدَافِقُ، فقُلنَا الَّذِى يَكُونُ مِنْهُ الوَلَدُ؟ قَالَ: نَعَمْ فَقُلنَا: عَلَيْكَ الْغُسْلُ، فَوَلَّى الرَّجُلُ وَهُوَ يَرْجِعُ فَجَعَلَ ابْنُ عَباسٍ فِى صَلاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: يَا عِكْرِمَةُ عَلَىَّ بِالْرَّجُلِ فَأَتَاهُ بِه، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: أرَأَيْتُمْ ما أَفْتَيْتُمْ بِهِ هَذَا الرَّجُلَ عَنْ كتَابِ اللهِ؟ قُلنَا: لا، فَعَنْ سُنَّةِ رَسُولِ الله ﷺ ؟ قُلنَا: لا: فَعَنْ أَصْحَاب رَسُولِ اللهِ ﷺ ؟ قُلْنَا: لا، فَعَنْ مَنْ؟ قُلنَا عَنْ رَأْيِنَا، فَقَالَ، لذَلِكَ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقيهٌ واحِدٌ أَشَدُ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الرَّجُلِ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ مِنْكَ
هَلْ تَجدُ شَهْوَةً فِى قَلبِكَ؟ قَالَ: لا، قَالَ: فَهَلْ تَجدُ خَدَرًا فِى جَسَدِكَ؟ قَالَ: لا، قَالَ: إِنَّمَا هَذِهِ أَبْرِدَةٌ، يَجْزيكَ مِنْهُ الوُضُوءُ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِىُّ ﷺ إِذَا جَلَسَ جَلَسَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِه، فَأَبْصَرَ أَبُو بَكْرٍ العباسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلبِ يَوْمًا مُقْبِلًا، فَتَنَحى لَهُ عَنْ مَكَانِه وَلَمْ يَرَهُ النَّبىُّ ﷺ قَالَ النَّبِىُّ ﷺ ما نَحَّاكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ: هَذَا عَمُّكَ يَا رَسُولَ الله، فَسُرَّ بذَلِكَ النَّبِىُّ ﷺ حَتَّى رَأَى ذَلكَ فِى وَجْهِهِ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله ﷺ إِذَا جَاءَ الشِّتَاءُ دَخَلَ الْبَيْتَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، وَإِذَا جَاءَ الصَّيْفُ خَرَجَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، وَإِذَا لَبسَ ثَوْبًا جَديدًا حَمد اللهَ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَكَسَا الْخَلقَ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ عِمَارَةَ ابْنَةَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْد الْمُطَّلبِ وَأَمَّهَا سَلمَى بنْتَ عُمَيْسٍ كَانَتْ بِمَكَّةَ فَلَمَّا قَدِمَ رسُولُ الله ﷺ كَلَّمَ عَلىٌّ النَّبِىَّ ﷺ فَقَالَ عَلىٌّ: تَتْرُكُ بنْتَ عَمّنَا تَتِيهُ (بنْتًا عَمْيَاء يَتِيمَة) بَيْنَ أَظهر الْمُشْرِكينَ، فَلَمْ يَنْهَهُ النَّبىُّ ﷺ عَنْ إِخْرَاجِهَا، فَخَرَجَ بِهَا فَتَكَلَّمَ زَيْدُ بْنُ حَارثَةَ وَكَانَ وَصِىُّ حَمْزَةَ، وَكَانَ النَّبِىُّ
ﷺ آخَى بَيْنَ الْمُهَاجرِينَ، فَقَالَ أَنَا أَحَقُّ بِهَا ابْنَة أَخى، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ جَعْفرٌ قَالَ: الْخَالَةُ وَالِدَةٌ وَأَنَا أَحَقُّ بِهَا لِمَكَانِ خَالَتهَا عِنْدِى أَسْمَاء بنْت عُمَيْسٍ، فَقَالَ عَلِىٌّ أَلا أخبركم (أَرَاكُمْ) فِى ابْنَة عَمِّى وَأَنَا أَخْرَجْتُهَا مِنْ بَيْنِ أَظهُرِ الْمُشْرِكينَ، وَلَيْسَ لَكُمْ إِلَيْهَا نَسَبٌ دُونِى، وَأَنَا أَحَقُّ بِهَا مِنْكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ أَنَا أَحْكُمُ بَيْنَكُمْ: وَأَمَّا أَنْتَ يَا زَيْدُ فَمَوْلَى اللهِ وَرَسُوله، وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَلِىُّ فَأَخِى وَصَاحِبِى، وَأَمَّا أَنْتَ يَا جَعْفَرُ فَتُشْبِهُ خَلْقِى وَخُلُقِى، وَأَنْتَ يَا جَعْفَرُ أَوْلَى بِهَا تَحْتَكَ خَالَتُهَا، وَلا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى خَالَتِهَا، وَلا عَلَى عَمَّتها فَقَضَى بِهَا لِجَعْفَر، فَلَمَّا قَضَى بِهَا لِجَعْفَر، فَحَجَلَ حَوْلَ رَسُولِ الله ﷺ فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ مَا هَذَا يَا جَعْفَرُ؟ فَقَالَ: يَا رسُولَ الله كَانَ النَّجَاشىُّ إِذا أَرْضَى أَحَدًا قَامَ فَحَجَلَ حَوْلَهُ، فَقِيلَ لِلنَّبىِّ ﷺ تَزَوَّجْهَا فَقالَ: ابْنَةُ أَخِى مِنَ الرَّضَاعَة، فَزَوَّجهَا رَسُولُ الله ﷺ سَلَمَةَ بْنَ أَبى سَلَمَةَ، فَكَانَ النَّبىُّ ﷺ يَقُولُ هَلْ جرَّب (جَرَّبْتَ) سَلَمَةَ".
"عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وُضِعَتْ جِنَازَةُ أُمِّ كُلْثُومٍ امْرَأَةِ عُمَر وابن لهَا: يُقَالُ لَهُ: زَيْدٌ فَصَفُّوهُمَا جَميعًا وَفى النَّاسِ ابْنُ عَبَّاس وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرىُّ، وَأَبُو قَتَادَةَ فَوُضِعَ الْغُلامُ ممَا يَلِى الإِمَامَ فَأَنْكَرْتُ، فَنَظَرْتُ إِلَى ابْن عَبَّاسٍ، وَإِلَيْهِمْ فَقُلتُ مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: هِىَ السُّنَّةُ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ عِدَةُ أَهْلِ بَدْر ثَلاثَمِائَةٍ وَثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، كَانَ الْمُهَاجِرُونَ سَبْعَةً وَسَبْعِينَ رَجُلًا، وَالأَنْصَارُ مِائَتَيْن وَسِتَةً وَثَلاثينَ رَجُلًا، وَكَانَ صَاحِبُ رَايَةِ الْمُهَاجِرينَ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالبٍ، وَصَاحِبُ رَايَةِ الأَنْصَارِ سَعْدُ بْنُ عُبادَةَ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ لواء رَسول الله ﷺ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ عَلِىِّ ابْنِ أَبِى طَالِبٍ، وَلِوَاءُ الأنْصَارِ مَعَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ رَايةُ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِى المَواطِن كُلِّهَا، رَايةُ المُهَاجرينَ مَعَ عَلىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ، وَرَايةُ الأَنْصَارِ معَ سَعد بْنِ عُبَادَةَ حَتَّى كَانَ يَوْمُ فَتْح مَكَّةَ دُفعَتْ رَايَةُ قُضَاعَةَ إِلَى أَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرَّاح، وَدُفَعَت رَايَةُ بَنِى سَلِيمٍ إِلَى خَالِدِ ابْنِ الْوَلِيدِ، وَكَانَتْ رَايَةُ الأَنْصَارِ مَعَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَرَايَة الْمُهَاجرِين مَعَ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمعْتُ النَّبِىَّ ﷺ (*) جَمَعَ أَبَوَيْهِ لِأَحدٍ إِلا لِسَعْدٍ، فَإِنِّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ارْمِ سَعْدُ، فدَاكَ أَبِى وَأُمِّى".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ لِسَعْد بْنِ أَبى وَقَّاصٍ: دُونَكَ نَحْو العَدُو فَداكَ أَبِى وَأُمِّى، وَكَانَ يَضَعُ سَهْمَهُ في كَبدِ قَوسه فيَقُولُ: اللَّهُمَّ سَهْمُكَ وَفِى سَبِيلِكَ، اللَّهُمَّ انْصُرْ رَسُولَكَ. فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ اللَّهُمَّ اسْتَجبْ لِسَعْدٍ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَى حِرَاءَ فَتَزَلْزَلَ الْجَبَلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ اثْبُتْ حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِىٌّ، أَوْ صدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ، وَعَلَيْهِ رَسُولُ الله ﷺ وَأَبُو بَكْر، وَعُمرُ، وَعُثْمَانُ، وعَلىٌّ، وَطَلَحَةُ، والزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعدُ بْنُ أبِى وَقَّاصٍ، وَسَعِيدُ بْن زَيْدِ بْنِ عُمَرو بْنِ نُفَيْلٍ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاس أَنَّ رَجُلًا وَقَعَ في قَرَابَة لِلْعَبَّاسِ، فَجَاءَ قَوْمهُ، فَقَالُوا لنلطمنه كَما لَطمَهُ فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ الْعَبَّاسُ مَنِّى وَأَنَا مِنْهُ، لا تَسبوا أَمْوَاتَنَا فَتؤذوا أحْيَاءَنَا".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِه قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ الله ﷺ وَفْدُ بَنِى عَدِىٍّ عَنْهُمْ الحَارِثُ بْن وَهْبَانَ وَعُوَيْمِرُ بْنُ الأَخْرَمِ، وَحَبِيبُ بْنُ رَبِيعَةَ ابْنَا ملِّة وَمَعهُمْ رَهْط مِنْ قَوْمهمْ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ نَحْنُ أَهْلُ الحَرَامِ وسَاكِنَهُ (وساكنُوه) وَأَعَزُّ مَنْ بِهِ، وَنَحْنُ لا يَزِيدُ (نُرِيدُ) قِتَالَكَ وَلَوْ قَاتَلَكَ غَيْر قُرَيْشٍ قَاتَلْنَا مَعَكَ، وَلَكِنَّا لا نُقَاتِلُ قُرَيْشًا، وَإِنَّا لَنُحبُّكَ وَمَنْ أَنْتَ مِنْهُ، وَقَدْ أَتَيْنَاكَ فَإِنْ أَصَبْتَ مِنَّا أَحدًا خَطَأ فَعَلَيْكَ دِيَتُهُ، وَإِنْ أَصَبْنَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ فَعَلَيْنَا دِيَتُهُ إِلَّا رَجُلًا مِنَّا قَدْ هَرَبَ، فَإِنْ أَصَبْتَهُ أَوْ أَصَابَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ فَلَيْسَ عَلَيْنَا وَلا عَلَيْكَ، وَأَسْلَمُوا، فَقَالَ: عُوَيْمِرُ بْنُ الأَخْرَمِ: دَعُونِى آخُذُ عَلَيْهِ. قَالُوا لا، مُحَمَّد لا يَغْدِرُ وَلا يُرِيدُ أَنَّ يغْدرَ بِهِ، فَقَالَ حَبِيبٌ وَرَبِيعَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أُسَيْدَ ابْنَ أَبِى أُنَاسٍ هُوَ الَّذِى هَرَبَ، وَتَبَرَّأنَا إِلَيْكَ منْهُ وَقَدْ نَالَ مِنْكَ، فَأَبَاحَ رَسُولُ اللهِ ﷺ دَمَهُ، وَبَلَغَ أُسَيْدًا قَوْلُهُمَا لِرَسُول الله ﷺ فَأَتَى الطَّائفَ، فَأقَامَ بِهِ وَقَالَ لرَبِيعَة وَحَبيب.
فَإِمَّا أَهْلَكَنَّ وَتَعيشَ بَعْدِى ... فَإِنَّهُمَا عَدُوُّ كَاشِحَانِ
فَلمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ كَانَ أُسَيْد بْنُ أَبِى أُنَاسٍ فِيمَنْ أَهْدَرَ دَمَهُ، فَخَرَجَ سَارِيةُ بْنُ زينَم إِلَى الطَّائِفِ، فَقَالَ لَهُ أُسَيْد: ما وَرَاءكَ؟ قَالَ: أَظهَرَ الله نَبِيهُ وَنَصَرَهُ عَلَى عَدوِّه، فَاخْرُجْ يَابْنَ أَخِى إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ لا يقْتَلُ مَنْ أَتَاهُ، فَحَمَلَ أُسَيْد امْرَأَتَهُ وَخرَجَ وَهِىَ حَامِلٌ تَنْتَظِرُ، وَأَقْبَلَ فألْقَت غُلامًا عِنْدَ قَرْنِ الثَّعَالِبِ، وَأَتَى أُسَيْدٌ أَهْلَهُ فَلَبسَ قَميصًا وَاعْتَمَّ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ الله ﷺ وَسَارِيَةُ قَائِمٌ بِالْسَيْفِ عِنْدَ رَأسِهِ يَحْرسُهُ، فَأَقْبَلَ أُسَيْد حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدىِّ رَسُولِ الله ﷺ وَقَالَ: يَا مُحَمَّد أَنْذَرْتَ دَمَ أُسَيْد؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ أَتَقْبَلُ مِنْهُ إِنْ جَاءَكَ مُؤْمِنًا؟
قَالَ: نَعَمْ، فَوَضَعَ يَدَهُ في يَدِ النَّبِىِّ ﷺ فَقَالَ: هذِهِ يَدِى في يَدِكَ أشهد أَنَّكَ رَسُول الله ﷺ وَأَن لاَ إِلَه إِلا الله، فَأَمَرَ رَسُولُ الله ﷺ رَجُلًا يَصُرخُ أَنْ أُسَيْدَ بِنَ أَبِى أُنَاسٍ قَدْ آمَنَ، وَقَد أَمَّنَهُ رَسُولُ الله ﷺ وَمَسَحَ رَسُولُ الله ﷺ وَجْهَهُ، وَأَلْقى يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ، فَيُقَالُ إِنَّ أُسَيْدًا كَانَ يَدْخُلُ الْبَيْتَ المُظْلِمَ فَيُضئُ، وَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ أَبِى أُنَاسٍ:
أَأَنْتَ الَّذى تَهْدِى معْدًا لدِينها ... بَل الله يُهْدِيهَا وَقَالَ لَكَ أَشْهَدِ
فَمَا حَمَلْتُ مِنَ نَاقَةٍ فَوْقَ كُوِرهَا ... أَبرَّ وأَوفَى ذمَة مِنْ مُحَمَّدِ
واكسِى البَرْدَ الحَالَ قَبْلَ ابْتَذالِه ... وَاعْطى لِرأسِ السَابقِ المتَجَردِ
تَعَلَم رَسُول الله أَنَكَ قَادِرٌ ... عَلَى كُلِ حَيى مُتَهمينَ وَمُنْجِدِ
تَعْلَمُ أَنَّ الركْبَ عُوَيْمرٍ ... هُمُ الكَاذِبُونَ المُخلَفو كُلَّ مَوْعِدِ
أأنْبَوْا رَسُولَ الله أَنْ قَدْ هَجَوْتُهُ ... فَلاَ رفعت سوْطِى إِلَّاَ أَذًا يَدى
سِوَى أَنَّنِى قَدْ قُلْتُ وَيْل أَم فتية ... أُصِيبُوا بِنَحْسٍ لاَ بِطائر أَسْعَدى
أَصَابَهُمْ مَنْ لَمْ يَكُنْ بِدِمَائِهم ... كَفَاء فَقرت حَسَرتى وَتَبلدى
ذُوَيْبُ وَكُلْثُومُ وَسَلَمَى تَبَايَعُوا ... جميعًا فَإِنْ لاتَنمَع أنْعَيْنُ أَكمدِ
فَلَمَّا أَنْشَدَهُ أَأَنْتَ الَّذِى تهْدى معدا لِدينِهَا قَالَ رَسُولُ الله ﷺ بَلْ الله يهْدِيهَا، فَقَالَ الشاعرُ: بَل الله يهْدِيَها وَقَالَ لَكَ أَشْهَد".
"عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاس أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ لَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ صَدَّقَ أُمَيَّةَ بْنَ أَبِى الصَّلْتِ فِى شَىْء مِنْ شعْرِهِ أَنْشَدَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْلِ أُمَيَّةَ:
وَالشَّمْسُ تَطلُعُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَة ... حَمْرَاءَ يُصْبِحُ لَوْنُهَا يَتَوَرَّدُ
تَأتِى (*) فَمَا تَطلُعُ لَنَا فِى رِسْلِهَا ... إِلاَّ مُعَذَّبَةً وَإِلاَّ تُجْلَدُ
فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ صَدَقَ
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ كُلَّ سَنَة فِى ثَلاَثِمِائَة وَسِتِّينَ كُوَّةً، تَطْلُعُ كُلَّ يَوْمٍ فِى كُوَّةٍ، لاَ تَرْجِعُ إِلَى تلْكَ الْكُوَّةِ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْعَامِ الْقَابِلَ، وَلاَ تَطْلُعُ إلا وهِىَ كَارِهَةٌ فَتَقُولُ: رَبِّ لاَ تُطْلِعْنِى عَلَى عِبَادِكَ، فَإِنِّى أَرَاهُمْ يَعْمَلُونَ بِمَعَاصِيكَ".
"عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: أَرَأَيْتَ مَا جَاءَ عَنِ النَّبِىِّ ﷺ فِى أُمَيَّةَ بْنِ أَبِى الصَّلْتِ: آمَنَ شِعْرُهُ وَكَفَرَ قَلْبُهُ؟ فَقَالَ: هُوَ حَقٌّ، فَمَا أنْكَرْتُمْ مِنْ ذَلِكَ؟ قَلْتُ: أَنْكَرْنَا قَوْلَهُ:
وَالشَّمْسُ تَطْلُعُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ ... حَمْرَاءَ يُصْبِحُ لَوْنُهَا يَتَوَرَّدُ
لَيْسَتْ بِطَالِعَة لَهُمْ فِى رِسْلِهَا ... إِلاَّ مُعَذَّبَةً وَإِلاَّ تُجْلَد
مَا بَالُ الشَّمْسِ ثُجْلَدُ؟ فَقَالَ: وَالَّذى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَطُّ حَتَّى يَنْخُسَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، فَيَقُولُونَ لَهَا: اطْلُعِى، فَتَقُولُ: لاَ أَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ يَعْبُدُونِى مِنْ دُونِ الله، فَيَأتِيهَا مَلَكٌ فَتَشْتَعِلُ لِضِيَاءِ بَنِى آدَمَ، فَيَأتِيهَا شَيْطَانٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّهَا مِنَ الطُّلُوعِ فَتَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْهِ، فَيَحْرِقُهُ الله تَحْتَهَا، وَذَلِكَ قَوْلُ رَسُولِ الله ﷺ : مَا طَلَعَتْ إِلاَّ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ، وَلاَ غَرَبَتْ إِلاَّ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ، وَمَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَطُّ إِلاَّ خَرَّتْ لله سَاجِدَةً، فَيَأتِيهَا
شَيْطَانٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّهَا عَنِ السُّجُودِ، فَتَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْهِ فَيُحْرِقُهُ الله تَحْتَهَا، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : وَلاَ غَرَبَتْ إِلاَّ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ".
"عَن الْوَاقِدىِّ، حَدَّثَنِى ابْنُ أَبِى حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُحَمًّدِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَاصَمِ بْنِ عُمَر بْنِ قتَادَةَ، وَمُعَاذِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِى طَلْحَةَ، وَإِسْمَاعِيل بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ فَكُلٌّ قَدْ حَدَّثَنِى مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ بِطَائِفَةٍ، وَعِبَارَة حَدِيثِ ابْنِ أَبِى حَبِيبَةَ قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ الله ﷺ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ مِنْ تَبُوكَ فِى أَرْبعِمِائَةٍ وَعِشْرِينَ فَارِسًا إِلَى أُكَيْدِر بْنِ عَبْدِ الْمَلَكِ بَدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ، وَكَانَ أُكَيْدِرُ بْنُ كنْدَةَ قَدْ مَلَكَهُمْ وَكَانَ نَصْرَانِيًا، فَقَالَ خَالِدٌ: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ لِى بِهِ وَسْطَ بِلاَدِ كَلْبٍ، وَإِنَّمَا أَنَا فِى أُنَاسٍ يَسِيرٍ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : سَتَجِدُهُ يَصِيدُ الْبَقَر فَتَأخُذُهُ، خَرَجَ خَالِدٌ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ حِصْنِهِ بِمَنْظَرِ الْعَيْنِ، وَفِى لَيْلَةٍ مُقْمرَةٍ صَائِفَةٍ وَهُوَ عَلَى سَطْحٍ لَهُ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ الرَّبَابُ بِنْتُ أَنِيفِ بْنِ عَامِرٍ مِنْ كِنْدَةَ، فَصَعِدَ عَلَى ظَهْرِ الْحِصْنِ مِنَ اْلْحَرِّ وَقَيْنَتُهُ تُغَنِّيهِ، ثُمَّ دَعَا بِشَرَابٍ، فَأَقْبَلَتِ الْبَقَرُ تَحُكُّ بِقُرُونِهَا بَابَ الْحِصْنِ، فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ الرَّبَابُ، فَأَشْرَقتِ الْحِصْنَ فَرَأَتِ الْبَقَرَ، فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ كَاللَّيْلَةِ فِى اللَّحْمِ، هَلْ رَأَيْتَ مِثْل هَذَا قَطُّ؟ قَالَ: لاَ، ثُمَّ قَالَتْ: مَنْ يَتْرُكُ هَذَا؟ قَالَ: لاَ أَحَدٌ، قَالَ: يَقُولُ أُكَيْدِرُ: وَالله مَا رَأَيْتُ جَاءَتْنَا بَقَرٌ لَيْلًا غَيْرَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَلَقَدْ كُنْتُ أُضَمِّرُ لَهَا
"عَنِ ابن عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ طَالُوتُ مِائَةَ أَلْف وَثَلاَثَةَ آلاَفٍ، وَثَلاَثَمِائَةٍ، وَثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَشَرِبُوا مِنَ النَّهْرِ كُلُّهُمْ إِلاَّ ثَلاَثَمِائَةٍ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلًا عِدَّةَ أَصْحَابِ النَّبِىِّ ﷺ يَوْمَ بَدْرٍ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَعَثَ النَّبِىُّ ﷺ ضِرَارَ بْنَ الأَزْوَرِ الأَسَدِىَّ إِلَى عَوْفٍ الْوَرْقَانِى مِنْ بنى الصَّيْرَاءِ".