58. Actions > Those With Teknonyms (2/31)
٥٨۔ الأفعال > مسانيد الكنى ص ٢
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ كصِيَامِ السنَةِ كُلِّهَا، قَالَ: فَصَدَّقَ الله ورَسُولَه ﷺ في كِتَابِهِ، فَقَالَ: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّهُ دُعِىَ إِلَى الطَّعامِ فَقَالَ: إِنِّى صَائمٌ، ثُمَّ دُعِىَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأَكَلَ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: إِنِّى أَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَوْصِنِى، فَقَالَ: أَخِفْ أَهْلَكَ وَلَا تَرْفَعْ عَنْهُم عَصَاكَ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ أَمَرَ بِصِيَامِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: مَنْ كَانَ صَائِمًا مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثةَ أَيَّامٍ فَلْيَصُم الثَّلَاثَةَ الْبِيضَ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: أَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله ﷺ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ فَقَالَ: وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ، وَطَفِقْتُ أَغْسِلُهَا غَسْلًا، وأَدْلِكُهَا دَلْكًا".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ قَالَ لأَصْحَابِهِ: أَىُّ النَّاسِ أَغْنَى؟ قَالُوا: أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ آخَرُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ آخَرُ: عثمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ أَغْنَى الَّناسِ حَمَلةُ الْقُرآنِ، مَنْ جَعَلَهُ في جَوْفِهِ".
"عَنْ سُوَيْدِ بْنِ يَزِيدَ السُّلَمِىِّ عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: لَا أَذْكُرُ عثمَانَ إِلَّا بِخَيْرٍ بَعْدَ شئ رَأَيْتُهُ، كُنْتُ أَتَتَبَّعُ خَلَواتِ رَسُولِ الله ﷺ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ فَرَأَيْتُهُ يومًا خَالِيًا وَحْدَهُ فَاغْتَنَمْتُ خَلْوَتَهُ فَجِئْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَيهِ فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ عَنْ يَمِينِ النَّبِىِّ ﷺ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْر: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: الله وَرَسُولُهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ عَنْ يَمينِ "أبى بكر ثم جاء عثمان فسلم ثم جلس عن يمين" عُمَر فَقَالَ: يَا عثمَانُ مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: الله وَرَسُولُهُ، وَبَيْنَ يَدَىْ رَسُولِ
الله ﷺ سَبْعُ حَصَياتٍ، أَوْ قَالَ: تِسْعُ حَصِيَاتٍ، فَأَخَذهُنَّ فَوَضَعَهُنَّ في كَفِّهِ فَسَبَّحْنَ حَتَّى سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنِينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ، ثُمَّ أَخَذَهُنَّ فَوَضَعَهُنَّ في يَدِ أَبِى بَكْرٍ فَسَبَّحْنَ حَتَى سَمِعْتُ لَهُنَّ حنينًا كحَنِينِ النحلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ، ثُمَّ تنَاوَلَهُنَّ فَوَضعَهُنَّ في يَدِ عُمَرَ فَسَبَّحْنَ حَتَّى سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرسْنَ، ثُمَّ تَنَاوَلَهُن فَوَضَعَهُنَّ في يَدِ عُثْمَانَ فَسَبَّحْنَ حَتَّىَ سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنِينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ فقال رسول الله ﷺ : هَذِهِ خِلَافَةُ النُّبُوةِ".
"عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَلْتَمِسُ النَّبِىَّ ﷺ في بَعْضِ حَوَائِطِ الْمَدِينَة فَإِذَا أَنَا بِالنَّبِىِّ ﷺ قَاعِدٌ تَحْتَ نَخَلَاتٍ، فَأَقْبَلتُ فَسَلَّمْتُ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: الله -تَعَالَى- جَاءَ بِى وَأَبْتَغِى رَسُولَهُ، فَقَالَ: اجْلِسْ، فَجَلَسْتُ، ثُم قَالَ رَسُولُ الله ﷺ لَيْتَ أَتَانَا رَجُلٌ صَالِحٌ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ الله ﷺ فَرَدَّ رَسُولُ الله ﷺ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: الله جَاءَ بِى وَأَبْتَغِى رَسُولَهُ، فَأَمرَهُ فَجَلَسَ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ لِيُرْيعْنَا
رَجُلٌ صَالِحٌ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: الله -تَعَالَى- جَاءَ بِى وَأَبْتَغِى رَسُولَهُ، فَأَمَرَهُ فَجَلَسَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ لِيُخْمِسْنَا رَجُلٌ صَالِحٌ، فَأَقْبَلَ عثمَانُ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ الله ﷺ السَّلَامَ، فَأَمَرَهُ فَجَلَسَ، ثُمَّ جَاءَ عَلِىٌّ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ الله ﷺ فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ الله ﷺ ثُمَّ قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: الله -تَعَالَى- جَاءَ بِى وَأَبْتَغِى رَسُولَهُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَجَلَسَ، وَمَعَ رَسُولِ الله ﷺ حَصِيَاتٌ يُسبِّحْنَ في يَدِهِ، فَنَاوَلَهُنَّ أَبَا بَكْرٍ فَسَبَّحْنَ في يَدِهِ، ثُمَّ انْتَزَعَهُن مِنْهُ فَنَاوَلَهُنَّ عُمَرَ فَسَبَّحْنَ في يَدِهِ، ثُمَّ انْتَزَعَهُنَّ مِنْهُ فَنَاوَلهنَّ عثمَانَ فَسَبَّحْنَ في يَدِهِ، ثُمَّ انْتَزَعَهُنَّ مِنْهُ فَنَاوَلَهُنَّ عَلِيًا فَلَمْ يُسبِّحْنَ وخرسن".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: يُوشِكُ الْمَدِينَةُ أَن لَّا يُحْمَل إِلَيْهَا طَعَامٌ عَلَى قَتَبٍ، وَيَكُونُ طَعَامُ أَهْلِهَا بِهَا مَنْ كَانَ لَهُ أَصْلٌ أَوْ حَرْث، أَوْ مَاشِيَةٌ يَتْبَعُ أَذنَابَهَا في أَطْرَافِ السَّحَابِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْبُنْيَانَ قَدْ عَلَا سَلْعًا فَارْتقبُوهُ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله أَىُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَنْ يُجَاهِدَ الرَّجُلُ نَفْسَه وَهَوَاهُ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ الله ﷺ مِنْ سَفَرٍ فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ تَعَجَّلَ قَوْمٌ عَلَى رَايَاتِهِم، فَأَرْسَلَ فَجَاءَ بِهِم فَقَالَ: مَا أَعْجَلكُم؟ قَالُوا ولئنِ قَدْ أذِنْتَ لَنَا قَالَ: لَا وَلاشهت، وَلِكنكُم تَعَجلْتُم إلى "البنا" النساء بالْمدِينَةِ ثُمَّ قَالَ: أَلا لَيْتَ شِعْرىِ مَتَى تَخْرجُ نَارٌ مِنِ قبَلِ جَبَلِ الْوَرَّاقِ يُضِئُ لَهَا أَعْنَاقُ الإبِلِ "مردكًا" بُرُوكًا إلى "مزون" برك الغماد مِنْ عَدَن أبتر "أبين" كَضَوْءِ النَّهَارِ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: لئِن أحْلف عَشرًا أَنَّ ابن صَيَّاد هُوَ الدَّجَال أَحَبّ إِلىَّ مِنْ أَنْ أَحْلف وَاحِدَةً أَنَّهُ لَيْسَ بِهِ، وَذَلِك بِشَئ سَمعته مِنْ رَسُولِ الله ﷺ بَعَثَنِى رَسُولُ الله ﷺ إِلى أُمِّ ابن صَيَّاد فَقَالَ: سَلْهَا: كَمْ حَمَلت بِه؟ فَقَالَتْ: حَمَلْتُ بِهِ اثْنى عَشَر
"عَنْ عَبْد الله بن الصَّامِتِ، عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ أَنَّ بَعَدى أَنْ سَتكُون بَعدِى (*) مِنْ أُمَّتِى قَوْمٌ يَقْرءَوُنَ الْقُرْآنَ لَا يجَاوِزُ حُلُوقَهُم، يَخْرجُون مِنَ الدِّين كَمَا يَخْرجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّميَّةِ، لَا يَعُودُونَ فيه، هُمْ شِرَارُ الْخَلْقِ والْخَلِيقَة، قَالَ عَبْد الله بن الصَّامِت فَذَكَرْتُ ذَلِك لِرَافِعِ بن عمر الْغِفَارِى فَقَالَ: أَنَا أَيْضا سَمِعْتهُ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ كَيْفَ أَنْتَ وَقَدْ اسْتُؤثِرَ عَلَيْكَ بِالْفَئِ؟ فَقُلتُ: آخذ إِذَنْ بسْيفىِ فَأَجْلِدهُم بِهِ حَتَّى يَظْهَر الْحَق، قَالَ فَأَدُلُّكَ عَلَى خير مِنْ ذَلِكَ؟ تَصْبِرْ حَتَّى تَلْقَانِى".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: أَوْصَانِى حَبِيبِى ﷺ أَنْ أَقُول: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّة إِلَّا بِالله".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ رَابِعَ الإسْلَامِ، أَسْلَمَ قَبْلِى ثَلَاثَةٌ وَأَنَا الرَّابِع".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: رَأيْتَنِى رَابِع الإسْلَامِ، لَمْ يُسْلِم قَبْلِى إلَّا النَّبِىُّ ﷺ وأَبو بَكْرٍ، وَبِلَال".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ لى رَسُولُ الله ﷺ : مَا تُظِلُّ الْخَضْرَاء، وَلَا تقلُّ الْغبَرَاء عَلَى ذِىِ لهْجَةٍ أصْدَق مِنْ أَبِى ذَرٍّ شَبِيه ابنِ مَرْيَم".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: إِنَّ أَقربكُم مِنِّى مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيْئة يَوم تركته، وَإنَّهُ وَالله مَا مِنكُم مِن أَحَد إلَّا وَقَد شبث (*) مِنْهَا بِشَئ غَيْرى، وَإِنِّى لأَقربكم مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّه قِيلَ لَهُ: إِنَّكَ امرُءٌ مَا يَبْقَى لَكَ وَلَدٌ، فَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِى يَأخُذهم بِالفَناء، وَيُؤَخِّرهُم في دَارِ الْبَقَاءِ".
"عَنْ أُمِّ ذَرٍّ قَالَتْ: لَمَّا حَضَر أَبَا ذَرٍّ الْوَفَاةُ بَكَيْتُ، فَقَالَ مَا يبكِيك؟ فَقَالَت: مَا لِى لَا أَبكِى وَأَنْتَ تَمُوت بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرْضِ، وَلَيْسَ عِنْدِى ثَوْبٌ يَسَعكَ كَفَنًا،
قَالَ: فَلَا تَبكِى فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ لنفرٍ أنَا فيهِم: لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنكُم بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرْضِ يَشْهَده عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِين، وَلَيْسَ مِنْ أُولئكَ النَّفَر أَحَد إِلَّا وَقَدْ هَلَكَ في قَرية وجَمَاعَة، وَأَنَا الَّذِى أَمُوتُ بِفَلَاةٍ، وَالله مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِّبْتُ فَأَبِصرى الطَّريق، قَالَتْ: فَقُلْت وأَنَّى وَقَد ذَهَبَ الْحَاجُّ، وانْقَطَعتِ الطَّريق، قَالَ: اذْهَبِى فَتَبَصرى، قَالَت: فَكُنْتُ أَجِئ إلى كثيبٍ فَأَتَبَصَّر ثُمَّ أَرْجِعُ إلَيْه فَأمَرِّضهُ، فَبَيْنَا أَنا كذَلِكَ إِذا أَنَا بِرَجالٍ عَلَى رِحَالِهِم كَأَنَّهُم الرخمُ فَأَلَحْتُ بِثَوْبِى فَأَقْبَلُوا حَتَّى وَقَفُوا عَلِىَّ وَقَالوا: مَا لَكِ يَا أَمَةَ الله، قلْتُ امرؤ مِنَ الْمُسْلِمين يَمُوتُ فَكَفِّنُوه، قَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟ قُلتُ: أَبُو ذَرٍّ، قَالُوا: صَاحِب رسُولِ الله ﷺ ؟ قلْتُ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَفدوُهُ بِآبائهم وَأمَّهاتِهِم وَأَسْرعُوا إِلَيه فَدَخَلُوا عَلَيْه فَرحَّبَ بِهِم وَقَالَ: إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ لِنَفَر أَنَا فِيهم: لَيَمُوتنَّ رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرْضِ فَتَشْهَده عِصَابَة مِنَ الْمؤْمِنينَ، وَلَيْسَ فِى أُولئكَ النَّفر أَحد إِلَّا وَقَدْ هَلَكَ في قَريَةٍ وَجَمَاعَةٍ وَأَنَا الَّذِى أمُوتُ بِالْفَلَاة، أَنْتُم تَسْمَعُون أَنَّه لَوْ كَانَ عِنْدِى ثَوْبٌ يَسَعنِى كَفَنًا لم أكَفَّن إِلَّا فِيهِ أَنْتُم تَسْمَعُون أَنى أشْهِدكُم أَن (*) يكفننى رَجُلٌ مِنكُم كَانَ أَمَيرًا، أَوْ عَريفًا، أَوْ بريدًا، أَوْ نَقِيبًا، فَلَيْسَ مَنِ الْقَومِ أَحَدٌ إِلَّا قَارَفَ بَعْض مَا قال إلَّا فَتًى مِنْ الأَنْصَارِ، قَالَ: يَا عَمّ أَنَا أكفنكَ وَلَم أصِبْ مِمَّا ذَكَرت شَيْئا، أكفّنكَ في ردائى هَذا أَو بَين ثوبين "وفى ثوبين في عيبتى" قَسٍ مِنْ غَزْلِ أُمِّى حاكتهما لِى فَكَفَّنَهُ الأَنْصَارِى في النَّفَر الَّذِى شَهِدُوهُ".
"عَنْ أَبِى يَزيد الْمَدنِى، عَنِ ابن عَبَّاسٍ، عَنْ أبِى ذَرٍّ قَالَ: كَانَ لى أَخٌ يُقَالُ لَهُ أنيس وَكَانَ شَاعِرًا فَذَكر إسْلَامه وَقَالَ فِيهِ إِذْ مَر رسُولُ الله ﷺ وَأَبُو بكْرٍ يَمْشى وَرَاءَهُ فَقُلتُ السَّلَام عَلَيْكَ يَا رَسُول الله، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَام وَرحْمَة الله قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ إنَّها طَعَامٌ وَشَرَابٌ وَإنَّهَا مُبَارَكَةٌ، قَالَهَا ثَلَاثًا، فَأقَمْتُ مَعَ رَسُول الله ﷺ فَعَلَّمَنِى الإسْلَامَ، وَقرأتُ مِنَ الْقُرآنِ شَيْئًا، فَقُلْتُ يَا رَسُول الله إنِّى أرِيدُ أَنْ أُظْهرَ دِينى، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ إِنِّى أَخافُ عَلَيْك أَنْ تُقْتَل قَالَ: لَابُدَّ مِنْه يَا رَسُولَ الله وإِنْ قُتِلْتُ، فَسَكَتَ عنِّى وَقُرْيشٌ حِلَقٌ يَتَحَدَّثُونَ في الْمَسْجِدِ فَقُلتُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، صعصعة الحلق، فَقَامُوا فَضَرَبُونِى حَتَّى يَدعَونِى كَأنِّى نُصب أحْمر،
وَكَانُوا يَرَوْن أَنَهمُ يَقْتُلونِى فَأَفَقْتُ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ فَرَأَى مَا بِى مِنَ الْحَالِ، فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ؟ فَقَالَ يَا رَسُول الله كَانَتْ حَاجَة في نَفْسِى فَقَضيتُها فَأقَمْتُ مَعَ رَسُولِ الله ﷺ فَقَالَ: الْحَقْ بِقَوْمِك فإنَّه إِذَا بَلغَ ظُهُورِى فأتنى".
"يَا أَبَا ذَرٍّ اعقل مَا أقُولُ لَكَ، إِنَّ المكْثرِينَ هُم الأقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَة إلَّا منْ قَالَ كَذا وَكَذا، اعْقِل مَا أَقُولُ لَكَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الْخَيْلَ في نَواصِيهَا الْخَيْر إِلَى يَوم الْقِيَامَةِ، وَإنَّ الْخَيْر في نَواصِى الْخَيْلِ".
"يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَرى كَثْرَةَ الْمَالِ هُوَ الْغِنَى، وَتَرى قلَّةَ الْمَال هُوَ الْفَقْر؟ لَيْسَ كَذلِك إنَّمَا الْغِنَى غِنَى الْقَلب، وَالْفَقْرُ فَقْر الْقَلبِ".
"يَا أَبَا ذَر بَلَغَنِى أَنَّكَ عَيَّرتَ الْيَوْمَ رَجُلًا بِأُمِّه يَا أَبَا ذَرٍّ ارْفَع رَأسَكَ فانظُر ثُم اعلَم أنَّكَ لَسْتَ بِأَفْضَل مِن أَحْمَر فِيهَا وَلَا أَسْوَد إِلَّا أن يفضلهُ بِعَمَلٍ، يَا أَبَا ذَرٍّ إذَا غَضبْتَ فإِنْ كُنْت قائِما فَاقْعُد، وَإن كُنْتَ قَاعِدًا فاتَّكِئْ، وَإِن كُنْتَ مُتكئًا فَاضْطَجعْ".
"يَا أَبَا ذَرٍّ لَا عَقْل كَالتَّدْبِيرِ، وَلَا حَسَبَ كحُسْنِ الْخُلُقِ".
"يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَدْرِىِ أَيْنَ يُعَذَّب هَذَا؟ فَإِنَّمَا يُعَذَّبُ في عَيْنٍ حَامِيَة"
"يَا أَبَا ذَرٍّ كُنْ للِعَمَل بِالتَّقْوَى أَشَدَّ اهْتِمَامًا مِنْكَ بِالْعَمَلِ، يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الله -تَعَالَى- إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا جَعَلَ الذُّنُوبَ بَيْنَ يَديهْ مُمثَّلة، يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الْمُؤْمن يَرَى ذَنْبَه كَأَنَّه تَحْتَ صَخْرةٍ يَخَافُ أَنَ تَقَعَ عَلَيْهِ، وَالْكَافِرُ يَرَى ذَنْبَه كَأنَّه ذُبَاب يَمُرُّ عَلَى أَنْفِهِ، يَا أَبَا ذَرٍّ لَا تنظر إِلَى صِغَر الخطيئة وَلِكن انْظُر إِلَى عِظَمِ مَنْ عَصَيْت، يَا أَبَا ذَرٍّ لَا يكونُ الرَّجُل مِنَ التعيُّر حَتَّى يُحَاسِب نَفْسَه أَشَدّ مِنْ مُحَاسَبَةِ الشَّريكِ لِشَرِيكهِ، يَعْلَم مِنْ أَيْنَ مَطعَمهُ، وَمِنْ أَيْنَ مَشْرَبُه، وَمِنْ أَيْنَ مَلبَسهُ أَمِنْ حِلٍّ ذَلِكَ أَمْ مِنْ حَرَامٍ".
"يَا أَبَا ذَرٍّ أَلَا أوصِيكَ بِوَصَايَا إِنْ أَنْتَ حَفِظْتَها، نَفَعَكَ الله -تَعَالَى- بِهَا: جَاوِر الْقُبُور تَذْكُرْ بِهَا وعِيدَ الآخِرَة، وزرها بِالنَّهَار وَلا تَزُرْهَا بِاللَّيْلِ، وَاغْسِلِ الْموْتَى فَإِنَّ فِى مُعَالَجَةِ جَسَدٍ خَاوٍ وعظة، وَتَتَبَّع الْجَنَائِزَ فَإِنَّ ذَلِكَ يُحَرِّك الْقَلْب وَيُحزنهُ، وَاعْلم أَنَّ أَهْلَ الحُزن في أمنِ الله، وَجَالِس أَهْلَ الْبَلَاءِ وَالْمسَاكِين، وَكُل مَعَهُم وَمَع خَادِمك، لَعَلَّ الله -تَعَالَى- يَرْفَعُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، والْبس الْخَشن وَالصَّفيقَ مِنَ الثِّيَابِ تَذَلُّلًا لله ﷻ وَتَوَاضُغا لَعَلَّ الْفَخْرَ وَالْعِزَّ لَا يَجِدَانِ فِيكَ مَسَاغًا، وَتَزين أَحْيَانا في غِنَى الله بِزِينَة حَسَنَة تَعَفُّفا وَتَكَرُّمًا، فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَضُرُّكَ إِنْ شَاءَ الله، وَعَسَى أَنْ تُحدثَ لله -تَعَالَى- شُكْرًا، يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّه لَا يَحلُّ فْرجٌ إِلَّا مِنْ وَجْهَيْن: نِكَاح الْمسْلِمينَ بِوَلِىٍّ وَشَاهدَىْ عَدْلٍ، وَفَرْج تَملْكُ رَقَبَتَهُ وَمَا سِوىَ ذَلِكَ زِنًا، يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّه لَا يَحِلُّ قَتْل نَفْسٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاث: النَّفْس بِالنَّفْس وَالثَّيّب الزَّانِى، وَالْمُرتَد عَن دِينِهِ في الإِسْلَامِ يُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابِ وَإِلَّا قُتِلَ، يَا أَبَا ذَر وَكُلُّ مَالٍ
أصَبْتهُ في غَير أَرْبَعَةِ وُجُوهٍ فَهُوَ حَرَامٌ: مَا أَصبتَ بِسَيْفِكَ، أَو تِجَارَةٍ عَنْ تَرَاضٍ، أَوْ مَا طَابَتْ بِه نَفْسُ أَخِيكَ الْمُسْلِم، وَمَا وَرثَ الْكِتَابُ".
"يَا أَبَا ذَرٍّ أَنْتَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَسَيُصيبنكَ بَلَاء بعْدِى في الله فَاسْمَع وَأطِع وَلَوْ صَلَّيت وَرَاءَ أَسْوَد".
"يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ أَمَامَكَ عَقَبَةً كؤودًا لَا يَقْطَعُهَا إِلَّا كل مُخف، قَالَ: يَا رَسُولَ الله: أَمنهُم أَنَا؟ قَالَ: إِنْ لَم يكُن عِنْدَكَ قُوت ثَلَاثَة أَيَّامٍ فَأَنْتَ مِنْهُمْ".
"يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيرتَه بِأُمِّهِ، إِنَّك امْروءٌ فيِكَ جَاهِلِيَّةٌ، إخوانكُم خَوَلكم، جَعَلَهم الله تَحْتَ أَيدِيكُم، فَمَنَ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطعمهُ مِمَّا يَأكُل، وَلْيلْبِسْه مِما يَلْبَس وَلَا تُكلِّفُوهُم مَا يَغْلِبهم، فإنْ كَلَّفْتُموهُم فَأعِينُوهُم".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرتهُ بِأمِّه، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ فَذَكَرَهُ" .
"يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ امْرُوء فِيكَ جَاهِلِيَّة: إِنَّهُم إخوانكُم، فَضَّلكُم الله -تَعَالَى- عَلَيهم فَمَنْ لَا يلَائِمكمْ فبيعوه، وَلَا تُعَذِّبُوا خَلْقَ الله".
"يَا أَبَا ذَرٍّ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خِصْلَتَينِ هُمَا أَخَفُّ عَلَى الظهر وَأثْقَلُ في الْمِيزَانِ مِنْ غَيْرِهمَا: عَلَيْكَ بِحُسْنِ الْخلُق، وطُول الصَّمْتِ، فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا تَحملُ الْخلَائِقُ مِثْلَهَا".
"يَا أَبَا ذَرٍّ بَشِّر النَّاسَ أَنَّهُ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله دَخَلَ الْجَنَّة".
"يَا أَبَا ذَرٍّ لأن تَغْدو فَتُعَلِّم آية مِن كِتَابِ الله خَيْر لَّكَ مِنْ أَن تُصَلِّى مِائة رَكعَة تَطَوُّعًا".
"عَنْ أبِى ذَرٍّ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِد فَإِذَا رَسُولُ الله ﷺ جَالِسٌ وَحْدَه فَجَلَسْتُ إِلَيهِ فَقَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ: إِنَّ لِلْمَسْجِدِ تَحيَّة، وَإِنَّ تَحيَّته رَكْعَتَان فَقمْ فَارْكَعْهُمَا، قَالَ: فَقُمْتُ فَرَكَعْتهُمَا، قُلْتُ يَا رَسُول الله: إِنَّكَ أَمَرْتَنِى بِالصَّلَاةِ فَمَا الصَّلَاة؟ قَالَ خَيْر مَوضُوع فَمَن شَاءَ أقَلَّ وَمَنْ شَاءَ أَكْثرَ، قُلْتُ يَا رَسُولَ الله: أَىُّ الأَعْمالِ أَحَبُّ إِلَى الله -تَعَالَى- قَالَ: إِيمَانٌ بِالله - ﷻ- وَجِهَاد في سَبِيلِه، قُلْتُ: فَأَى الْمُؤْمِنِين أكْمَلهم إِيمَانًا؟ قَالَ: أَحْسَنهُم خُلُقًا، قُلْتُ: فَأَىُّ الْمؤمنِينَ أَسْلَم؟ قَالَ: مَنْ سَلِم النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، قُلْتُ: فَأَىُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَل؟ قَالَ: مَنْ هَجَر السَّيِّئَات، قُلْتُ: فَأَىُّ اللَّيْل أَفْضَل؟ قَالَ: جَوْفُ اللَّيْل الْغَابِر، قلتُ: فَأىُّ الصَّلَاةِ أَفْضَل قال: طول القنوت، قلت: فما الصيام، قال: فرض مُجْزِئٌ وعند الله أضعاف كثيرة، قلت: فأى الجهاد أفضل؛ قَال: مَنْ عُقِرَ جَوَادَهُ وَأهْريقَ دَمهُ، قُلْتُ: فَأَىُّ الرِّقَاب أَفْضَل؟ قَالَ: أَغْلَاهَا ثَمنًا وَأَنْفَسُها عِنْدَ أَهْلِهَا، قُلْتُ فَأىُّ الصَّدقَة أَفْضَل؟ قَالَ: جهدٌ مِنْ مُقِلٍّ تسر إلىَ فقِير، قُلْتُ: فَأَىُّ آيَةٍ مِمَّا أنْزَلَ الله -تَعَالَى- عَليكَ أَعْظَم؟ قَال: آيَةُ الكُرْسىِّ، ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ: مَا السَّمَواتُ السَّبع مَع الكُرْسِى إِلَّا كحَلْقَة مُلْقَاةٍ بأرض فلاة، وَفَضْلُ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِىِّ كَفَضْل الْفَلاةِ على الحقلةِ، قُلْتُ يَا رَسُول الله: كَم الأنْبَياءُ؟ قَالَ: مِائة أَلف، وَأَرْبَعَة وَعشْرُون أَلْفًا، قُلْتُ: كَمْ عَدد الرُّسُل مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: ثَلَاثَمائة وثَلَاثَةَ عَشَر جَمّا غَفِيرًا، قُلْتُ: مَن كان أولُهمْ؟ قَالَ: آدَمُ، قال: أَنَبىٌ مُرسَل؟ قَالَ: نَعَم، قَالَ: خَلَقَه الله -تَعَالَى- بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، ثُمَّ سَوَّاهُ وَكَلَّمهُ قبلا، ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ أَرَبَعَة سريانيون: آدَم، وَشِيث، وَخنَوخَ وَهُوَ إدْرِيس، وَهُوَ أَوَّل مَنْ خَطَّ بِالْقَلَم، ونُوح، وأَرَبَعَة مِنَ الْعَرَب: هُود، وَصَالِح، وَشُعَيْب، وَنَبِيُّكَ: يَا أَبا ذَرٍّ، وَأَوَّلُ الأَنْبِيَاء آدَم وآخِرهُم نَبِيُّكَ مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلام، وَأَوَّل نَبِىٍّ مِنَ أَنْبِياءِ بَنىِ إِسْرَائِيلَ مُوسى، وآخِرهُمْ عِيسَى، وَبَيْنَهُما أَلْف نَبِىٍّ، قُلْتُ كَمْ كتابًا أنْزَلَ الله - تَعَالىَ؟ قَالَ: مِائة كِتَاب وَأَرْبَعة كتُب أُنزلَ عَلَى شِيث خَمْسُون صَحِيفَة، وَأُنزلَ علَى خنُوخ ثَلَاثُونَ صَحِيفَة، وأُنْزِلَ عَلَى إِبْراهِيم عَشْر صَحَائِف، وأنزِلَ عَلَى مُوسى قَبْل التَّوْرَاةِ عَشْر صَحَائِف، وأَنْزَل التَّوْرَاة، والإنْجِيل والزَّبُور والْفُرقَان، قلْتُ: فَمَا كَانَتْ صُحُفُ إبْرَاهِيم؟ قَالَ: كَانَتْ أَمْثَالًا كُلها: أيها الْملَك المسلط المبتلى المغرور إِنِّى لَمْ أَبعثكَ لتجمع الدُّنْيَا بَعْضها عَلَى بَعضٍ، وَلَكِنِّى بَعثتُكَ لِتَردِّ عَنِّى دَعْوَةَ الْمظلوم فَإِنَّى لَا أَردهَا ولَوْ كَانَت مِنْ كَافِر، وَكَان فيهَا أَمْثَال: عَلَى الْعَاقِل مَا لَم يكن مَغْلُوبًا على عَقْلِهِ أَن يكُون لَهُ ثَلاث سَاعَات: سَاعَة يُنَاجِى فِيها رَبَّهُ، وَسَاعَة يُحَاسبُ فِيهَا نَفْسَهُ، وَسَاعَة يَتَفكرُّ فِيهَا في صُنْع الله، وَسَاعَة يخْلوُ فِيهَا لِحَاجَتِه مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرب، وعلى العاقل أن لا يكون ظَاعِنًا إلا لثلاث: تزود لمعادٍ، أو مرمة لمعاش، أو لذةٍ في غير محرم، عَلَى العاقل أن يكون بَصِيرًا بِزَمَانِه، مُقْبِلًا عَلَى شَأنْهِ، حَافِظًا لِلسَانِهِ، وَمن حَسب كَلَامهُ مِنْ عَمله قَلَّ كَلَامه إِلَّا فِيمَا يَعْنِيه، قُلْتُ: فَمَا كَانَ في صُحُفِ مُوسَى؟ قَالَ: كَانَتْ عِبْرًا كُلهَا: عَجِبْت لِمن أَيْقَن بِالْمَوتِ ثُمَّ هُوَ يَفْرحُ، عَجِبْتُ لِمنْ أَيْقَنَ بِالنَّار ثُمَّ هُوَ يَضْحَكُ، عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالقَدِر ثُمَّ هُوَ يَنْصب، عَجِبْت لِمنْ رَأَى الدُّنْيَا وتَقَلُّبهَا بِأهْلِها ثُمَّ اطْمَأن إِليْهَا، عَجِبْت لِمنْ أَيْقَن بِالْحِسَابِ غَدا ثم لا يَعْمَل، قُلْتُ يَا رَسُولَ الله: هَل فِيمَا أَنْزَل الله - تَعَالَى عَليْكَ شَىْءٌ مَّمَا كَانَ في صُحف إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى؟ قال: يَا أَبَا ذَر تَقْرأُ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزكَّى إِلَى قَوْلِهِ صُحف إبَراهِيم وَمُوسَى، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: أَوْصِنِى، قَالَ: أُوصِيكَ بِتَقْوى الله فَإِنَّه رَأسُ الأمْر كلِّه، قُلْتُ: زِدْنِى، قَالَ: عَليْكَ بِتلَاوَةِ الْقُرآنِ وَذِكْر الله -تَعَالَى- فَإِنَّه نُورٌ لَكَ في الأَرْضِ وَذِكْرٌ لَكَ في السَّمَاءِ، قُلْتُ: زِدْنِى، قَالَ: وَإيَّاكَ وَكَثْرةَ الضَّحِكِ فَإنَّهُ يُميتُ الْقَلْب، ويذهب بِنُور الْوَجْهِ، قُلْتُ: زدْنِى، قَالَ: عَلَيْكَ بِالصَّمتِ إلَّا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّهُ مَطردَةٌ لِلشَّيْطَانِ عْنَكَ، وَعَوْنٌ لَكَ عَلَى أَمْرِ دِينِكَ، قُلْتُ: زِدْنِى، قَالَ: عَلَيْكَ بِالْجِهَاد فإنَّهُ رَهْبَانِيَّة أمَّتى، قُلْتُ: زِدْنِى، قَالَ: أَحِبَّ الْمَسَاكِينَ وَجَالِسْهُم، قُلْتُ: زِدْنِى، قَالَ: انْظُر إِلَى مَنْ تَحْتكَ، وَلَا تَنْظُر إِلَى مَنْ فَوْقكَ فَإنَّه أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرِىَ نِعْمَةَ الله -تَعَالَى- عِنْدَكَ، قُلْتُ: زِدْنِى، قَالَ: لَا تَخَف في الله لَوْمَةَ لائِم قُلْتُ: زِدْنِى، قَالَ: قُل الْحَقَّ وَلَو كَانَ مُرًا، قُلْتُ: زِدْنِى قَالَ: ليردكَ عَنِ النَّاس مَنْ تَعْرِف مِنْ نَفْسِكَ وَلَا تَجد عَلَيْهِم فِيمَا يَأتِى، وَكَفَى بِك عَيْبًا انْ تَعْرِفَ مِن النَّاسِ مَا تَجْهَل مِنْ نَفْسِكَ، أَوْ تِجد عَلَيْهم فِيمَا تَأتِى، وَفِى لَفْظٍ ثُمَّ قَالَ: كفَى بالِمرَء عَيْبَا أَنْ يَكُون فِيهِ ثَلَاثُ خِصَال: أَنْ تعرف مِنَ النَّاسِ مَا تَجهَل منِ نفسك، وَتَسْتَحِىَ لَهمُ مِمَّا هُوَ فيك وَيؤْذِى جَلِيسَه مِمَّا لَا يَعْنِيه، ثُمَّ ضَرَبَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِىِ فَقَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ لَا عَقْلَ كَالتَّدبِيرِ، وَلَا وَرَعَ كَالكَفِّ، وَلَا حَسبَ كحُسْنِ الْخُلقِ".
"يَا أبا ذَر أَلَا أُعَلمكَ كَلِمات إِذا قُلْتهنَّ أَدْرَكتَ مَن سَبَقَكَ، وَلَا يلْحَقُ بِكَ أَحدٌ بَعْدَكَ إِلا مَنْ أَخَذَ بِمِثلِ عَمَلِكَ: تُكَبِّرُ في دُبُر كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِين تكَبْيرَة، وَتحمدُ ثَلَاثًا وثَلَاثِين تَحميدَة، وَتُسبِّح ثلَاثًا وَثَلَاثِين تَسْبِيحَة، وَتَخْتِمُها بِلَا إِلَه إلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلَكُ وَلَهُ الْحَمْد وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِير".
"يَا أَبَا ذَرٍّ لَا يَضُرُّكَ مِنَ الدِّين مَا كَانَ لِلآخِرَةِ، إِنَّمَا يَضُرُّكَ مِنَ الدُّنْيَا مَا كَانَ لِلدُّنْيَا".
"يَا أَبَا ذَرٍّ أَقِلَّ مِنَ الطَّعَامِ وَالْكَلَامِ، تَكُنْ مَعِى في الْجَنَّةِ".
"يَا أَبَا ذَرٍّ لَا تَيْأسْ مِنْ رَجُلٍ يَكُونُ عَلَى شَرٍّ فَيَرْجِع إِلَى خَيْرٍ فَيَمُوت
عَلَيْهِ، وَلَا تَأمَنْ رَجُلًا يَكُونُ عَلَى خَيْرٍ فَيَرْجِع إِلَى شَرٍّ فَيَمُوت عَلَيْهِ، لِيَشْغَلْكَ عَنِ النَّاسِ مَا تَعْلَمُ مِنْ نَفْسِكَ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قالَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ في الْمَسْجِدِ إِذْ خَرَجَ عَلَىَّ رَسُولُ الله ﷺ فَضَرَبَنِى بِرِجْلِهِ فَقَالَ: ألَا أَرَاكَ نَائِمًا؟ فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله غَلَبَتْنِى عَيْنِى، قَالَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أَخْرجَوُكَ مِنْهُ؟ قُلْتُ: أَلْحَق بِأَرْضِ الشَّامِ فَإِنَّهَا أَرْضُ الْحَشْرِ، وَالأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ، قَالَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذا أَخْرَجُوكَ مِنْهَا؟ قُلْتُ: أَرْجِع إِلَى مُهَاجِرى، قَالَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهَا؟ قُلْتُ: آخُذُ بِسَيْفِى وَأَضْرِبُ بِه، قَالَ: أَوَ لَا تَصْنَعُ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ وَأَقْرَب؟ تَسْمعُ وَتُطِيعُ وَتَنْساقُ مَعَهُمْ حَيْثُ سَاقُوكَ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: كنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ الله ﷺ وَإذَا أَنَا فَرَغْتُ أَتَيْتُ الْمَسْجِدَ وَاضْطَجَعْتُ فِيه، فَأَتَانِى رَسُولُ الله ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ وَأنَا في الْمَسْجِدِ فَغَمَزنِى بِرِجْلِهِ فَاسْتَوْيتُ جَالِسًا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ كَيْفَ تَصنَعُ إِذَا خَرَجْتَ مِنْهُ؟ قُلْتُ مِنْ مَسْجِدِ رَسُولِ الله ﷺ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ نَعَمْ، قُلْتُ: أَلْحَق بِأَرض الأَنْبِيَاءِ، قَالَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا خَرَجْتَ مِنْهَا؟ قُلْتُ: آخُذُ بِسَيْفِى فَأَضْرِبُ بِهِ مَنْ يُخْرِجُنِى فَضَرَب بِيَدِهِ عَلَى منْكبِىَّ ثُمَّ قَالَ: عَفْوًا يَا أَبَا ذَرٍّ عَفْوًا يَا أَبَا ذَرٍ، بَلْ تَنْقَادُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَادُوكَ، وَتَنْسَاقُ مَعَهمُ حَيْثُ سَاقُوكَ، وَلَوْ لِعَبْدٍ أَسْودَ، قَالَ: فَلَمَّا أُنْزِلْتُ الَرِّبَذَةَ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ أَسْودُ عَلَى أبْيَض (*) صَدَقَاتهَا، فَلَمَّا رآنِى أَخَذَ لِيَرْجِعَ وَيُقَدِّمَنِى فَقُلْتُ لَهُ: كَمَا أَنْتَ، بَلْ أَنْقَادُ لأَمْرِ رَسُولِ الله ﷺ ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: أَوَّلُ مَا دَعَانِى إِلَى الإسْلَامِ أَنَّا كُنَّا قَوْمًا غُربَا: فَأَصَابْتنَا السَّنَةُ فَحَمَلْتُ أُمِّى وَأَخِى "أنيسًا" أَتَيْنَا إِلَى أصْهَارٍ لنا عَلَى "بأعلى" نَجْدٍ، وَذَكَرَ قِصَّةَ مُنَافرَةِ أَخِيهِ وَالشَّاعِرِ ودريد بن الصمة، ومقاضاة أُنَيْسٍ لدُرَيْدٍ إِلَى خَنْسَاءَ "وقال" وَأَقْبَلتُ وَجِئْتُ رَسُولَ الله ﷺ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ وَمِمنْ أَنْتَ؟ وَمِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ وَمَا جَاءَ بِكَ؟ فَأَنْشَأتُ أُعْلِمُهُ الْخَبَر، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ كنتَ تَأكُلُ وَتَشْرَبُ؟ "فَقُلْتُ" مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَقَالَ أما إنه طَعَامُ "طُعْمٍ" طَعمَةٍ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: ائْذَنْ لِىَ أُعَشِّيه، قَالَ: نَعَمْ، فَدَخَلَ أَبُو بَكر "ثم" فَأَتَى بِزَبيبٍ مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ، فَجَعَلَ يُلْقِيهِ لَنَا قَبْضًا قَبْضًا "قبصًا قبصًا" وَنَحْنُ نَأكلُ مِنْهُ حَتَى تَمَلانَا مِنْهُ فَقَالَ لي رَسُولُ الله ﷺ يَا أَبَا ذَرٍّ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، فَقَالَ: أَما إِنَّهُ قَدْ رُفِعَتْ إِلِىَّ "أولى" أَرْضِى وَهِىَ ذَاتُ مَاءٍ لا أَحْسَبُهَا إِلَّا تِهَامَةَ، فَأخْرُجْ إِلَى قَوْمِكَ فَادْعُهُمْ إِلَى مَا دَخَلْتَ فِيهِ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ ﷺ في الْمَسْجِد عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَقَالَ: أَتَدْرِى أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ؟ قُلْتُ: الله وَرسُولُه أَعْلَمُ، قَالَ: تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ عِنْدَ ربِّهَا، وَتَسْتَأذِن في الرُّجُوعِ فَيُؤْذَن لَهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْتَأذِنَ فَلَا
يُؤْذَن لَهَا حَتَّى تَسْتَشْفِعَ وَتَطْلُبَ، فَإِذَا طَالَ عَلَيْهَا قِيلَ لَهَا: اطْلُعِى مَكَانَكِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}.
"عَنِ الْحَسَنِ الْفِرْدَوْسِىِّ قَالَ: لَقِىَ عُمَرُ أَبَا ذَرٍّ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَعَصَرَهَا، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: دَعْ يَدِى يَا قُفْلَ الْفِتْنَةِ، فَعَرفَ عُمَرُ أَنَّ لكَلِمَتِهِ أَصْلًا، فَقَالَ يَا أَبَا ذرٍّ: مَا قُفْلُ الْفِتْنَةِ؟ قَالَ: جِئْت يَوْمًا وَنَحْنُ عِنْدَ النَّبِىِّ ﷺ فَكَرِهْت أَنْ تَتَخَطَّى رِقَابَ الْقَوْمِ، فَجَلَسْت في أَدْنَاهُمْ "أدبارهم"، فقال لنا رسول الله ﷺ لَا يُصِيُبُهمْ فِتْنةٌ مَا دَامَ هَذَا فِيكُمْ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ لَهُ: كَيْفَ تَرىَ جُعَيْلًا؟ قُلْتُ مِسْكِينًا كشَكْلِهِ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: فَكَيفَ تَرىَ فُلَانًا؟ قُلْتُ: سيِّدًا بِينَ السَّادَاتِ، قَالَ: فَجُعَيْلٌ خَيْرٌ مِنْ (مِثلِ) هَذا مِلْء الأَرْضِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: فُلَانٌ هَكَذَا وَأَنْتَ تَصْنَعُ بِه مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: إِنَّهُ رَأسُ قَوْمِهِ فَأَتَأَلَّفهُمْ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله ﷺ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ نَمُوتُ وَنَحيَى (*)، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: الْحَمْدُ لله الَّذِى أَحْيَانَا بَعْدَ مَوْتِنَا وَفِى لَفْظٍ: بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ".