"عَنْ أَبِى يَزيد الْمَدنِى، عَنِ ابن عَبَّاسٍ، عَنْ أبِى ذَرٍّ قَالَ: كَانَ لى أَخٌ يُقَالُ لَهُ أنيس وَكَانَ شَاعِرًا فَذَكر إسْلَامه وَقَالَ فِيهِ إِذْ مَر رسُولُ الله ﷺ وَأَبُو بكْرٍ يَمْشى وَرَاءَهُ فَقُلتُ السَّلَام عَلَيْكَ يَا رَسُول الله، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَام وَرحْمَة الله قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ إنَّها طَعَامٌ وَشَرَابٌ وَإنَّهَا مُبَارَكَةٌ، قَالَهَا ثَلَاثًا، فَأقَمْتُ مَعَ رَسُول الله ﷺ فَعَلَّمَنِى الإسْلَامَ، وَقرأتُ مِنَ الْقُرآنِ شَيْئًا، فَقُلْتُ يَا رَسُول الله إنِّى أرِيدُ أَنْ أُظْهرَ دِينى، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ إِنِّى أَخافُ عَلَيْك أَنْ تُقْتَل قَالَ: لَابُدَّ مِنْه يَا رَسُولَ الله وإِنْ قُتِلْتُ، فَسَكَتَ عنِّى وَقُرْيشٌ حِلَقٌ يَتَحَدَّثُونَ في الْمَسْجِدِ فَقُلتُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، صعصعة الحلق، فَقَامُوا فَضَرَبُونِى حَتَّى يَدعَونِى كَأنِّى نُصب أحْمر،
وَكَانُوا يَرَوْن أَنَهمُ يَقْتُلونِى فَأَفَقْتُ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ فَرَأَى مَا بِى مِنَ الْحَالِ، فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ؟ فَقَالَ يَا رَسُول الله كَانَتْ حَاجَة في نَفْسِى فَقَضيتُها فَأقَمْتُ مَعَ رَسُولِ الله ﷺ فَقَالَ: الْحَقْ بِقَوْمِك فإنَّه إِذَا بَلغَ ظُهُورِى فأتنى".