58. Actions > Those With Teknonyms (1/31)
٥٨۔ الأفعال > مسانيد الكنى ص ١
" صَلَّى بِنَا عَلِىٌّ يَوْمَ الجَمَلِ صَلَاةً ذَكَّرَنَا بِهَا صَلَاةَ رَسُولِ الله ﷺ فَإِمَّا أنْ نَكُونَ نَسِينَاهَا وَإِما أَنْ نَكُونَ تَرَكْنَاهَا عَمْدًا، يُكبِّرُ في كُلِّ خَفْضٍ وَرَفعٍ وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ، وَيُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَيَسَارِهِ".
"قَالَ النَّبِىُّ ﷺ أُعْطِيْت فَوَاتِحَ الكَلِم وَخَوَاتِمَه وَجَوَامِعَهُ، فَقُلْنَا: عَلِّمْنَا مِمَّا عَلَّمَكَ الله تَعَالَى، فَعَلَّمَنَا التَّشَهُّدَ".
"إِنَّ سَائِلًا أَتَى النَّبِىَّ ﷺ فَسَأَلَهُ عَنْ مَوَاقِيتِ الصَّلاةِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ حِينَ انْشَقَّ الْفَجْرُ، فَصَلَّى، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الصَّلاةَ وَالْقَائِلُ يَقُولُ: قَدْ زَالَتِ الشَّمْسُ أوْ لَمْ تَزُلْ؟ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعَصْرَ والشَّمسُ مُرْتَفِعةٌ، وَأَمَرَهُ فَأَقَامَ الْمَغْربَ حِينَ وَقَعَت الَّشْمسُ (ثُم أَمَرَهُ)، فَأَقَامَ الْعِشَاءَ، عِنْدَ سُقُوطِ الشَّفَقِ، ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ مِنَ الْغَدِ، وَالْقَائِل يَقُولُ: قد طلعت الشمس أو لم تطلع، وهو كان أعلم منهم وصلى الظهر قريبا من وقت العصر بالأمس، وصلى العصر والقائل يقول: قَدِ
احَمَّرتِ الشَّمْسُ، وَصَلَّى المَغْرِبَ قَبْلَ أَن يَغِيبَ الشَّفَقُ، وَصَلَّى العِشَاءَ ثُلُثَ اللَّيْلِ الأوَّلَ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْوَقْتِ؟ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ وَقْتٌ".
"أَتَيْتُ النَّبِىَّ ﷺ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِر لَىِ ذَنْبِى وَوَسِّعْ لِى في دَارِى، وَبَارِكْ لي في رِزْقِى".
"خَطَبَنَا رَسُولُ الله ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَال: أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا الشِّركَ فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمِل، فَقَالَ مَنْ شَاءَ أَنْ يَقُول: وَكَيْفَ نَتَّقِيهِ وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمِل يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أنْ نَشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمهُ، وَنَسْتَغفِرُكَ لِمَا لَا نَعْلَم".
"بَعَثنِى رَسُول الله ﷺ أَنَا وَمُعَاذ إِلى الْيَمَنِ فأَتَانِى ذات يومٍ وَعِندِى يَهُودِىٌ قَد كَانَ مُسْلِمًا فَرَجَعَ عَنِ الإِسْلَامِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، فَقَالَ: لَا أَنْزِل حَتَى تَضْرِبَ عُنُقَهُ وَكَانَ أَبُو مُوسَى دَعَاهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا".
"قَامَ رَسُولُ الله ﷺ عَلَى بَابٍ فِيهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْش فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الأَمْرَ في قُرَيشٍ".
"عَنِ الزُّهرى أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِى قَالَ: نُحَرِّقُ عَلَى أَنْفُسِنَا فَإِذَا صَلَّينَا المكَتُوبَةَ كفَّرت الَّصَلاة مَا قَبْلَهَا، ثُمَّ نُحَرِّقُ عَلَى أَنْفُسِنَا فَإِذَا صَلَّيْنَا كفَّرت الصَّلاة مَا بَيْنَهَا".
"عَن أَبِى رَجَاء قَالَ: أَخَذْتُ مِنْ أَبِى مُوسَى اقْرأ بِاسْم ربِّكَ الَّذِى خَلَقَ، وَهِىَ أَوَّلُ سُورَةٍ أنزلَت عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ ".
"عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ: لَيَكُونَنَّ بَيْنَ أَهْل الإِسْلَامِ بَيْن يَدَى السَّاعَة الْهَرْجُ وَالْقَتْلُ حَتَّى يَقَتُلَ الرُّجُلُ جَارَهُ وابْن عَمِّهِ وَأَبَاهُ وَأخَاهُ وَايْم الله لَقَد خَشِيتُ أنْ تُدركْنَى وَإيَّاكُم".
"عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ: إِنَّ بَعْدكُم فِتَنًا كَقِطَع اللَّيلِ المُظْلِم يُصْبِح الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا، وَيُمسى مُؤْمِنًا وَيُصْبح كَافِرًا، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْر مِنَ الْقَائِم، وَالْقَائِم خَيْرٌ مَنِ الْمَاشِى، وَالْماشِى خَيْر مِنَ الراكِب، قَالُوا، فَمَا تَأمُرنَا؟ قَالَ: كُونُوا أَحْلَاسَ البُيُوتِ".
"قَالَ رَسُولُ الله ﷺ إِنَ بَينَ يَدَى السَّاعَة لَهَرْجًا، قَاُلوا: وَمَا الهَرْجُ؟ قَالَ: القَتْل وَالْكَذبُ، قَالُوا: يَا رَسُول الله، قِيلَ أَكَثر مِمَّا نَقْتُل الآن مِنَ الكُفَّارِ، قَالَ إنه لَيْسَ بَقْتِلكم الكُفَّارَ، وَلَكِنْ يَقْتُل بَعْضُكُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَقْتُل الرَّجُلُ جَارَهُ وَأَخَاهُ وابن عَمِّه، فَأَبْلَس القَومُ حَتَى مَا يُبْدى رَجُلٌ مِنَّا عَن وَاضِحَةِ، قُلْنَا: وَمَعَنَا عُقُولنَا يَوْمَئِذٍ؟ ! ! قَالَ: تُنْزعُ عُقُولُ أَكْثر أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَان ويخلف هنات مِنَ النَّاس يَحْسب أَكثرهم أَنَّهُم عَلَى شَىْءٍ وَلَيْسُوا عَلَى شَىْءٍ".
"عَنْ طَاووسٍ أَنَّ رَجُلًا اعْتَرضَ لأَبِى مُوسَى الأَشْعرَى فَقَالَ: هَذِه الْفِتْنَة الَّتِى كانَتَ تُذكَر وَقَالَ حِينَ افْتَرَقَ هُو وَعَمرو بن الْعَاص حِينَ حُكِّما، فَقَالَ أَبُو مُوسى مَا هَذِه إِلَّا حَيْصَةٌ (*) مِنْ حَيْصَاتِ الْفِتَن وَإِنَّهَا لقيت) الرواح المطبقة مَنْ أَشْرَفَ لَهَا أُشْرِفَتْ لَهُ، القَاعِدُ فِيهَا خَير مِنَ القَائِم وَالْقَائِم خَيْر مِنَ الْمَاشِى والْمَاشِى خَيرٌ مِنَ السَّاعِى، والصَّامِتُ خَيرٌ مِنَ الْمُتَكَلِّم، وَالنَّائِمُ خَيْر مِنَ المُستَيْقِظِ".
"عَنِ أَبِى مُوسَى: يَأيُهُّا النَّاسُ إنَّها فِتْنَة بَاقِرَةٌ يُدعُ الحليم فيهَا كَأنَّما ولِدَ أَمْس، تَأتِكُمْ مِنْ مَأمَنِكُمْ كَدَاءِ الْبَطنِ: لَا يَدرِى أَنّى يوفّى، الْمضطجِعُ فِيهَا خَيْر مِنَ الْقَاعِد، والْقَاعِد فِيهَا خَيْر مِنَ القَائِم، والْقَائِم خَيْرٌ مِنَ المَاشِى، وَالْمَاشِى خَيْرٌ مِنَ السَّاعِى".
"ذَكَرَ رَسُولُ الله ﷺ فِتْنَة بَيْنَ يَدى السَّاعَة، قُلتُ: وفِينَا كتَابُ الله؟ قَالَ: وَفِيكُم كِتَاب الله، قُلتُ: وَمَعَنَا عُقُولنَا، قَالَ: وَمعكُم عُقُولكُم".
"عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ: مَا خَصم أَبْغَض إِلَىَّ يَوْمَ الْقِيَامَة مِن رجُل تَشْخُبُ أَوْدَاجهُ وَمَا يحلنى (*) غَير مِيزَانِ الْقسط، فَيَقُولُ يَارَبِّ، سَلْ عَبْدكَ بِمَا قَتَلنِى؟ وَلَا أَسْتَطِيعُ أنْ أَقُول كَانَ كَافِرًا، فَيَقُول أَنْتَ أَعْلَم بِعَبْدِى مِنِّى".
"عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ: ذَكَر رَسُولُ الله ﷺ بَيْنَ يَدَى السَّاعَة فِتْنَة، ثُمَّ قَالَ أبُو مُوسَى: وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدهِ مَا لِى وَلَكُم مِنْهَا مَخْرجٌ، إِنْ أَدْرَكْنَاهَا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا ﷺ إلَّا أَنْ نَخْرجَ مِنْها كَمَا دَخَلْنَاهَا، لَا نَحْدِثُ فِيهَا شَيْئًا".
"كَانَ الخَصْمَانِ إذَا اخْتَصَما إِلَى رَسُولِ الله ﷺ ، فاتَّعَدَا لِلمَوعِدِ، فَوافَى أَحَدُهُمَا وَلَمْ يُوَافِ الآخَر، فَقَضَى لِلَّذِى بَقى مِنْهُمَا".
"إنَّ رَجُلَين اخْتَصَمَا إِلى النَّبِى ﷺ في دَابَةٍ لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا بيَنةٌ فَقَضَى بِهَا بَيْنَهُما نِصْفَيْنِ".
"لَقِىَ عُمرُ بنُ الْخَطَّاب أَسْماءَ بِنْت عُمَيسٍ فَقَالَ: نِعْمَ القَومُ أَنْتُم لَوْلَا أَنَّنا سَبَقْناكُم بالْهِجْرَةِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِى ﷺ ، فَقَالَ: بلى لكُم الهِجْرةُ مَرَّتَين، هِجْرَةٌ إلىَ أَرْضِ الحَبَشَةِ، وَهِجْرَةُ المَدِينَةِ".
"عَن أَبِى مُوسَى قَالَ: بَلَغَنَا خُروج النَّبِىِّ ﷺ وَنَحْنُ بِالْيَمنِ فَخَرجْنَا أَنَا وأخوان لِى، وَأَنَا أَصْغَرهُم في ثَلَاثٍ أَوِ اثْنَين وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِى، فَأَلْقَتْنَا سَفيْنَتُنَا إِلَى النَّجَاشِى بِالحَبَشَةِ، فَوَافَقْنَا جَعْفَر بن أبِى طَالِب وأَصْحَابهُ عِندهُمْ، فَقَالَ جَعْفَر: إنًّ رسُولَ الله ﷺ بَعَثَنَا هَهُنَا، وأمَرَنَا بالإقَامَةِ، فَأَقِيمُوا مَعَنَا، فَأَقَمنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا، فَوَافَقْنَا رَسُولَ الله ﷺ حِينَ افتتَح خَيْبَر، فأَسْهَمَ لَنَا، وَقَالَ يَا أَهْلَ السَّفِينَةِ: لَكُم أنْتُم هِجْرَتَانِ".
"وُلِدَ لِى غُلامٌ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ فَسَمَّاهُ إبْرَاهِيم، وَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ وَدَعَا لَه بِالْبَركَةِ وَدَفَعَه إلَىَّ".
"عَن حطَّان بن عَبْد الله الرَّقَاشِى قَالَ: كُنَّا مَع أَبِى مُوسَى الأَشْعَرىِّ في جَيْشٍ عَلَى سَاحِلِ دجْلَة وَحَضرتِ الصَّلاةُ، فَنَادَى مُنَادِيه للظُّهْرِ، فَقَامَ النَّاسُ إلَى الوُضُوءِ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّىَ بِهِم ثُمَّ جَلَسُوا حلقًا فَلَمَّا حَضَرتِ العَصْر، نَادَى مُنَادِى العَصْر، فَهَبَّ النَّاسُ لِلوُضُوءِ أَيْضًا فَأَمَر مُنَادِيهِ، أَلَا لَا وضُوءَ إلَّا عَلَى مَن أَحْدَث، قَالَ: أَوْشَكَ العِلْمُ أَنْ يَذْهَبَ، وَيَظهَر الجَهْل حَتَى يَضْربَ الرُّجل أمَّه بالسَّيْفِ مِنَ الجَهْلِ".
"عَنْ صَفْوان بن مُحرز المَازِنى، قَالَ صَلَّى بِنَا أَبُو مُوسى الأَشْعَرِىُّ صَلَاةَ العَصْر فِى يَوْمٍ دَجِن، فَلَمَّا أصْبَحت السَّماءُ إِذَا هُوَ قَدْ صَلَّاهَا لِغَيْر وَقْتٍ فَأَعَادَ الصَّلَاةَ".
"عن زهدم الجرس قال: كنت عند أبى موسى الأشعرى فقرب إليه طعام فيه دجاج فقام رجل من بنى تيم الله، فاعتزل، فقال له أبو موسى: ادن فقد رأيت
رسول الله ﷺ يأكلها، فقال لى: إنى رأيتها تأكل شيئًا قَذَّرتُهُ، فحلفتُ أن لا آكلَهَا، قال: فادْنُ حَتَى أخبرك عن يمينك أيضا، إنى أتيتُ النبى ﷺ في نفر من قومى، فقلنا: يا رسول الله احملنا، فحلف أن لا يَحْمِلَنَا، ثمَّ أتاهُ نَهْبٌ (*) من إِبِلٍ، فأَمَرَ لنا بخمْسِ زودٍ فَقُلنَا: تَغَفَّلْنَا (* *) يَمِين رسول الله ﷺ والله لئن ذهبنا بِهَا على هذا لا نُفْلِح فرجعنا إليه، فقلنا: يا نبى الله إنَّكَ حَلَفْتَ أن لا تحملنا ثم حملتنَا، فقال: إن الله تبارك وتعالى هو الذى حملكم، وإنى لَنْ أحلف على أمر فأرى الذى هو خير منه إلَّا أتيتُ الذى هو خيرٌ وتحللت".
"عَن يَحْيى بن سَعِيد أنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِى، قَرَأ فِى الجُمعْة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} فَقَالَ: سُبْحَان ربِّى الأَعْلَى، وَقَالَ: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ".
"عَن ابنِ سِيرِينَ قَالَ: رَأَيْتُ امْرأة عَلَى عَهْدِ أبِى مُوسَى الأَشْعَرى أَنَّهَا تَمُوت يَوْمَ كَذَا وكَذَا، فَقَسَّمت مَالَها كُلَّه، ثُمَّ مَاتَتْ لِذَلِك الْوَقْت، فَجَاءَ زَوْجُهَا إِلى الأشْعِرى، فَأَخْبَرهُ فَقَالَ لَهُ، أىَّ امْرأةٍ كَانَت امْرَأتُكَ؟ قَالَ: كَانَت أَحَقَّ النِّسَاءِ أنْ تَدُخُلَ الجَنَّة إِلَّا الشَّهِيد في سَبِيلِ الله، قَالَ أبُو مُوسَى: أفَتأمُرنِى أنْ أرُدَّ أمْرَ هَذِه، فَأَجَازَهُ".
"عَنْ عَرْفَجَة قَالَ: قَالَ أبُو مُوسَى لأُمِّ ابْنِهِ أَبِى بُرْدَةَ: إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ، رَجُلٌ لَيْسَ بِذِى مَحْرمٍ، فَادْعِى إِنْسَانا مِنْ أَهْلكِ، فَليكُن عِنْدَكِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ والْمَرْأَةَ إِذَا خَلَوَا جَرَى الشَّيْطَانُ بَيْنَهُمَا".
"عَنْ أحْسن أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرى رَأَى كَأَنّه يَكْتُب فِى مَنَامِهِ سُورَة "ص" فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى السَّجْدة بَدَرَ القَلَم مِنْ يَدِهِ فَسَجَدَ، وَبَدَرَت الدَّوَاةُ وَلَمَ يَبْقَ في الْبَيْتِ شَىْءٌ إِلَّا سَجَدَ، فَكُل مَن سَجَد مَعَة يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِر بِهَا ذَنْبًا واحْطُط بِهَا وِزْرًا وأعْظِمْ بِهَا أَجْرًا، قَالَ أَبُو مُوسَى: فَعَاوَدْتُ إلَى النَّبِى ﷺ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى سَجْدةٌ سَجَدَهَا نبىٌ، سَجَدَ سجدةً حتى كَانَت عِنْدَهَا تَوَبة، فَسَجَدْت كمَا سَجَدَ وَتَرفَّيت كما تَرَفَّى".
"عَن الضَّحَّاك بن عَبْد الرَّحْمَن قَالَ: لَمَّا حَضَرت أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِىَّ الْوَفَاة دَعَا فِتْيَانَهُ فَقَالَ: اذْهَبُوا فَاحفروا لِى وَأَعْمِقُوا فإنَّه كَانَ يسْتَحِبُّ الْعُمْق، ثُم قَالَ: وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدهِ إنَّهَا لإِحْدَى مَنْزِلَتَينِ، إمَّا لَيُوسَّعَنَّ قبرى حَتَّى يَكُون زَاوِية مِنه أَرْبَعينَ
ذِرَاعًا، وَلَيفْتَحنَّ لِى بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الجنَّة، فَلأنْظُر إِلى مَنْزِلِى فِيهَا وَإِلَى أَزْوَاجِى وَمَا أَعدَّ الله لِى فِيهَا مِنَ النَّعِيم، ثم لأنا أهدىَ إِلَى مَنَازِلى في الْجَنَّة مِنَ النُّورِ إلى أهل وَليصيبَنى من روحها وَرَيْحانِها حَتَّى أُبعَث، وَلَئن كَانَتِ الأُخْرَى، وَنَعُوذُ بِالله مِنْهَا لَيضيِّقنَّ عَلَىَّ قَبْرِى حَتَّى تَخْتَلِف فِيهِ أَضْلَاعِى حَتَّى يَكُون لِى أَضْيقَ مِنَ الفناة في الرح، ثُمَّ لَيُفتَحنَّ لِى بَابٌ مِن أَبْوَابِ جَهَنَّم، فَلأنْظُرَنَّ إِلَى مَقْعَدِى وَإِلَى مَا أَعَدَّ الله تَعَالَى لِى فِيهَا مِنَ السَّلَاسِل والأغْلَال وَالْقُرنَاء، ثُمَّ لأكُونَنَّ إِلَى مَقْعِدى مِنْ جَهَنَّم أهدى مِنِّى اليَوم إِلَى بَيْتِى، ثُمَّ لَيُصِيبَنى مِنْ سُمُومِهَا وجحيمها حَتَّى أُبْعَثَ".
"عنَ سويد بن غَفَلة، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِى يَقُول، قَالَ: رَسُولُ الله ﷺ سَيكُونُ في هذِه الأمة حَكَمانِ ضَالَّانِ، ضَالٌّ مَنْ اتَّبعَهُمَا، فَقُلتُ: يَا أبَا مُوسَى: انْظُر لَا تَكُونُ (*) أَحَدَهُمَا، قَالَ: فَوَالله مَا مَاتَ حَتَّى رأَيتُ أَحَدَهُمَا".
"عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ الله ﷺ بَعَدمَا فُتِحتْ خَيْبَرُ بِثَلاثٍ فأَسْهَمَ لَنَا وَلَمْ يُسْهِم لأحَدٍ لَمْ يَشْهَد الفَتْح غَيْرنَا".
"عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُول الله ﷺ فَى غَزَاةٍ ونَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ بَيْنَنَا بعير نَعْتَقِبه فَتَعِبَتْ أَقْدَامُنَا وَسَقَطَت أَظْفَارُنَا، فكُنَّا نَلفُّ عَلَى أَرْجُلِنَا الخِرقَ فَسُمّيت غَزْوة ذَات الرِّقَاع لما كُنَّا نَعْصبُ عَلَى أَرْجُلِنَا مِنَ الْخِرقِ"
.
"عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ: كُنَّا عِنْد النَّبِى ﷺ وَهُو نَازِلٌ بِالْجِعِرانة بَيْن مَكَّة والْمَدِينَةِ وَمَعَه بِلَال فَأَتَى رسُولَ الله ﷺ رَجُلٌ أَعْرَابِىٌّ، فَقَالَ: أَلا تُنْجِزُ لىِ يَا مُحَمَّد مَا وَعَدْتَنِى؟ ! فَقَالَ لَهُ رَسُول الله ﷺ : أَبْشِر، فَقَالَ لَه الأَعرَابِيُّ: قَدْ أَكْثَرتَ علىَّ مِنَ البُشْرى، فأَقْبَلَ رَسُولُ الله ﷺ عَلَى أَبِى مُوسَى وَبِلَال كَهَيئَة الغَضْبَان، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا قَدْ رَدَّ الْبُشْرى فَاقْبلَا أَنْتُما، فَقَالَا: قَبِلنَا يَا رَسُولَ الله! فَدَعَا رَسُولُ الله ﷺ بِقَدحٍ فيهِ مَاء فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيه، وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ لهما: اشْربَا مِنْه: وأفْرغَا عَلَى رُؤوسِكُما وَفِي رِوَايَة وجُوهكُمَا، وَنُحُوركُمَا، وأبْشِرَا، فَأَخَذَا الْقَدَحَ، فَفَعَلَا مَا أَمرهُما بِهِ رَسُولُ الله ﷺ فَنَادَتْهُما أُمُّ سَلَمَة مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ، ائذا فضلَا مَعَكُما في إنَائِكُما (*)، فَأفْضَلَا لَهَا مِنْه طَائِفَة".
"عَنْ أَبِى مُوسَى أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ وَعَائِشَةَ مَرًا بِأَبِى مُوسَى وَهُوَ يَقْرَأُ في بَيْتِهِ فَقَامَا يَسْتمعانِ لِقِرَاءَتِهِ، ثُمَّ إِنَّهُمَا مَضَيَا فَلَمَّا أَصْبَحَ لَقِى أَبَا مُوسَى رَسُولُ الله ﷺ فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى مَرَرْتُ بِكَ الْبَارِحَةَ وَمَعِى عَائشَة وَأَنْتَ تَقْرَأُ فِى بَيْتِكَ، فَقُمْنَا فَاسْتَمَعْنَا فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: أَمَا إنِّى يَا رَسُول الله لَوْ عَلْمِت بمكانِكَ لحَبَّرْتُ لَكَ الْقُرآنَ تحبْيرًا (*) ".
"عَنْ أَبِى مِرْيةَ قَالَ: جَعَل أبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ يُعَلِّمُ النَّاسَ سُنَّتَهمْ وَديِنَهُم، فَقَالَ: وَلَا يُدَافِعَنَّ أَحَدٌ مِنْكُم فِى بَطنِهِ غَائِطا، وَلَا بولًا، وإن حَكَّ أَحَدكم فَرْجَهُ فَمرْشَةً أَوْ مَرْشَتَيْنِ (*) وَلَيَكُن ذَلِكَ خَفِيفًا، فَشَخَصت أَبْصَارهُم، فَقَالَ: مَا صَرَفَ أَبْصَاركُم عنِّى؟ قَالُوا: الْهِلال قَالَ: فَكَيْفَ بِكُم إِذَا رَأيْتُم الله تَعَالَى جَهْرًا".
"عَنْ أبى مُوسَى قَالَ: كَان ابن مَسْعُودٍ يَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا وَيُؤْذَنُ لَهُ إِذَا احْتَجَبْنَا (حجبنا) ".
"عَن أَبِى مُوسَى قَالَ: أتَى رَسُولَ الله ﷺ جِبْريِلُ في صُورَةِ أَعْرَابِىٍّ وَرَسُولُ الله ﷺ يَعْرِفُهُ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِالله وَالْيَومِ الآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ وَالْبعْثِ بَعْدَ المَوْتِ، وَالْقَدَرِ خَيْرِه وَشَرِّهِ، قَالَ: إِذَا فَعَلتُ ذَلِكَ فَأَنَا مُؤْمِنٌ؟ قَالَ: نَعَم: قال: صَدَقْتَ، قَالَ: فَمَا الإِسْلَام؟ قَالَ: أنْ تَشْهَد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأن مُحَمَّدًا رَسُولُ الله وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ وَتَحُج البَيْتَ وَتَصُومَ شَهْر رَمَضَانَ، قَالَ: فَإذَا فَعَلتُ ذَلِكَ، فَأَنَا مُسْلِم؟ قَالَ: نَعَم، قَالَ: صَدَقْت، قَالَ: فَمَا الإِحْسَان، قَالَ: تَعْبُدُ الله تَعَالَى كَأنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَم تَرَهُ فَهُو يَرَاكَ، قَالَ: صَدَقَتَ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَالتَفَتَ النَّبىُّ ﷺ لطلب الرَّجُلِ، فلَمْ يَقْدِر عَلَيْه، فقَالَ النَّبِى ﷺ هَذَا جبْرِيلُ جَاءَكُم يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُم، وَفِى لَفْظ أَمْر دِينكُم".
"عَنْ أبِى مُوسَى قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ الله ﷺ أَنْ نَنْطَلِقَ مَعَ جَعْفَر بن أبِى طَالِب إِلَى أَرْضِ النَجَاشِى، فَبَلَغ ذَلِكَ قَوْمنَا، فَبَعَثُوا عَمْرو بن العَاص وَعِمارَة بن الوَلِيد وَجَمعوا لِلنجَاشِى هَدِيَةً، فَقَدِمْنَا وَقَدِمَا عَلَى النَّجَاشِى، فَأَتوهُ بِهَدِيتَّه فَقَبِلَهَا وَسَجَدُوا
لَهُ ثُمَّ قَالَ عَمْرو بن العَاص، إِنَّ قَوْمًا مِنَّا رَغِبُوا عَن دِينِنَا، وَهُمْ في أَرْضِكَ، فَقَالَ لَهُم النَّجَاشِى فِى أَرْضِى؟ قَالُوا نَعَمْ، فَبَعَثَ إَلَيْنَا، فَقَالَ لَنَا جَعْفَر لَا يَتَكَلَّمْ بينكم (منكم)، أَحَدٌ أَنَا خَطِيبكُم الْيَومَ قَالَ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى النجَاشِى وَهُوَ جَالِسٌ في مَجْلِسِهِ، وَعَمْرو بن العَاصِ عَنْ يَمِينِهِ، وَعِمَارةُ عَنْ يَسَارِهِ، والقسيس (والقسيسون) وَالرَّهْبَان جُلُوسٌ (سماطين)، وَقَد قَالَ لَهُ عَمْرو بن الْعَاص وعِمَارَة إِنَّهُم لَا يَسْجُدُون لَكَ قَالَ فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ زَبَرَنَا مَنْ عِنْدك (عِنْده) مِنَ (القسيسين) وَالرُّهْبَان: اسْجُدُوا لِلْملِك، فَقَالَ جَعْفَر: لَا نَسْجد إِلَّا لله، فَلَمَّا انْتَهَينَا إِلَى النَّجَاشِى، قَالَ: مَا يَمْنَعُك أَنْ تَسْجُد، قَالَ: لَا نَسْجد إِلَّا لله، قَالَ لَهَ النَّجَاشِى (وَمَا ذاكَ) وَمَا ذَلِك؟ قَالَ: إِنَّ الله تَعَالَى بَعَثَ فِينَا رَسُولَهُ وَهُوَ الرَّسُولُ الَّذِى تبشر (بَشَّرَ) بِهِ عِيسَى ابن مَرْيْمَ (بِرَسُول يَأتِى مِنْ بَعْدِى اسْمه أَحْمَد)، فَأَمَرنَا أنَّ نَعْبُد الله تَعَالَى وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَنُقِيم الصَّلَاةَ وَنُؤْتِى الزَّكَاة، وَأَمَرَنَا بِالْمَعْرُوف وَنَهَانا عَنِ المُنْكرَ، فَأعَجَب النَّجَاشِى قَوْلُهُ: فَلَما رَأَى عمرو بن العاص، قَالَ: أَصْلَحَ الله تَعَالَى المَلك إِنَّهُم يُخَالِفُونَكَ في ابن مَرْيمَ، فَقَالَ النَّجَاشِى لجَعْفر، مَا يَقُولُ صَاحِبُكَ في ابن مَرْيَمَ؟ قَالَ: يَقُولُ فِيه، هُوَ روحُ الله وكَلِمتُهُ، أَخْرَجَهُ مِنَ البتول العَذْرَاء الَّتِى لَمْ يَقْربهَا بَشَر قَالَ: فتناوَلَ النَّجَاشِى عُودًا مِنَ الأرْضِ، فَقَالَ يَا مَعْشَرَ القِسِّيسِينَ والرُّهْبَانِ، مَا يزيدُ مَا يقُولُ هَؤُلاءِ عَلَى مَا تَقُولُونَ في ابن مَرْيمَ، مَرْحَبًا بِكُم وَبِمَن جِئْتُم مِنْ عِنْدِهِ، فَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ الله وَالَّذىِ بشر بِهِ عِيسَى ابْن مَرْيمَ، وَلَوْلَا مَا أَنَا فِيه ملك (من الملك) لأَتَيْتُهُ حَتَّى أَحْمِلَ نَعْلَيْهِ، امْكَثُوا في أَرْضِ (أَرْضِى) مَا شِئْتُم وَأَمَر لَنَا بِطَعَامٍ وَكسْوَة، وَقَالَ: رُدُّوا عَلَى هَؤُلَاء هَدِيَّتهُمْ (هديتهما)، وَكَانَ عَمْرو بن العَاص رَجُلًا قَصِيرًا، وَكَان عِمَارَة بن الْوَلِيد رَجُلًا جَمِيلًا فأَقبَلَا في الْبحْرِ إلَى النَّجاشِى، فَشَرِبُوا وَمَعَ عَمْرو بن الْعَاص امْرَأتُه، فَلَمَّا شَرِبُوا الْخْمَر، قَالَ عِمَارَةُ لِعَمْرو، مُرِ امْرأَتكَ فَلْتُقبِّلْنِى، فَقَالَ لَهُ عَمْرو بن العاص أَلا
تَسْتَحْيى؟ فَأَخَذَه عمارَة فَرمَاهُ في الْبَحْرِ، فَجَعَلَ عَمْرو يُنَاشِدهُ حَتَّى أَدْخَلَه السَّفينَةَ فعقد (فحقد) عليه عَمْرو ذَلِكَ، فَقَالَ عَمْرو لِلنَجَاشِى، إنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ خلق عمارة في أَهْلِكَ قَالَ، فَدَعَا النَّجَاشِى بِعَمارَةَ، فَنَفَح في إسطبله (إحليله)، فقال فسار (فَصَارَ) مع الْوَحْشِ".
"عَن أَبِى مُوسَى قَالَ: سَمِعَ النَّبِىُّ ﷺ رَجُلًا يُثنِى عَلَى رَجُلٍ وَيُطريهِ في الْمدحَةِ، فَقَالَ: لَقَد أَهْلَكْتُمْ أَوْ قَطعْتُم ظَهْرَ هَذَا الرَّجُل".
"عَنْ أَبِى مُوسَى أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: الَّذِى يَصَومُ الدَّهْرَ يَضِيق كَضِيقِ هَذِه وَعَقَد تِسْعِينَ".
"عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ: مَنْ صَامَ الدَّهْرَ ضُيِّقَتْ عَلَيْهِ جَهنَّم هَكَذَا وَعَقد تِسْعِينَ".
"عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ: كَانْتِ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِىِّ ﷺ رَجَاءَ أَنْ يَقُول: يَرْحَمُكُمْ الله تَعَالَى، وَكَانَ يَقُولُ يهْدِيكمُ اللهُ وَيُصْلح بَالَكُم".
لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ الله ﷺ مِنْ حُنَيْن بَعَثَ أَبَا عَامِر عَلَى جَيْشِ أَوْطَاسٍ فَلَقِىَ دريْد بن الصِّمَةِ فَقَتَل الله تَعَالَى دُرَيْدًا وَهَزَم أَصْحَابَهُ، قَالَ أَبُو مُوسَى، وَبَعَثنِى مَعَ أَبِى عَامِر فَرُمِىَ أَبُو عَامِر في رُكْبَتِهِ، رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِى جَشمْ بِسَهْمٍ فأثْبَتَهُ في رُكْبَتِهِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَقُلتُ: يَا عَمِّ مَنْ رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ أَبُو عَامِر إلَى هَذَا فَأَتَيْتهُ فَجَعْلَتُ أَقُولُ، أَلا تَسْتَحْيِىْ؟ أَلَسْت عَرَبِيًا؟ ألا تَثْبَت؟ فَالْتَقَيْتُ أَنَا وَهَوَ فَاخْتَلَقْنَا ضَرْبَتَيْن، فَضَرْبتُه بِالسَّيْفِ فَقَتَلتُه، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِى عَامِر، فَقُلتُ، قَدْ قَتَلَ الله صَاحِبَك، قَالَ: فانْتَزِعْ هَذَا السَّهْمَ، فَنَزعته، فَقَالَ يَا بنَ أَخِى انْطَلِق إِلَى رَسُولِ الله ﷺ فَأَقْرِئْهُ مِنِّى السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ اسْتَغْفِرْ لِى، وَاسْتَخْلَفَنِى أَبُو عَامِر عَلَى النَّاسِ، فَمَكَثَ يَسِيرًا ثُمَّ إِنَّهُ مَاتَ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى النَّبِىِّ ﷺ دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ في بَيْتٍ عَلَى سَرِيرٍ مُرَمَّلٍ وَعَلَيْهِ فِرَاش وَقَد أَثَّرَ رِمَالُ السَّرِيرِ بِظَهْرِ رَسُولِ الله ﷺ وَجَسَدِهِ، فَأَخبَرْتُه بِخَبَرِنَا وَخَبَر أَبِى عَامِرٍ، فَقُلْتُ يَقُولُ لَكَ، اسْتَغْفِرْ لِى، فَدَعَا رَسُولُ الله ﷺ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِر لِعَبِدكَ أَبِى عَامِر حَتَّى رَأَيْت بَيَاض إِبطيْهِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَل لَهُ يَوْمَ الْقِيَامِة نُورًا كَبَيرا، فَقُلْتُ: ولِى يَا رَسُولَ الله فاسْتَغْفِرْ، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ ابن قَيْس ذَنْبَه، وَأَدْخِلْهُ يَوْم الْقِيَامَةِ مدْخَلًا كَرِيمًا، قَالَ أَبو بُرْدَةَ، إِحْدَاهُمَا لأَبى عَامِر والأُخْرَى لأَبِى مُوسَى
"عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ: يُؤْتَى بِالْعَبْدِ يَومَ الْقِيَامة فَيَسْتُرهُ رَبُّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاس فَيَرىَ خَيْرًا فَيَقُولُ: قَدْ قَبلت، وَيَرى سَيِّئًا، فَيَقُول: قد غَفرت، فَيَسْجُدُ عِنْدَ الْخَير والشَّرِّ فَيَقُولُ النَّاسُ: طُوبَى لِهَذَا الْعَبْدِ الَّذِى لَمْ يَعْمَل شَرّا قَطُّ".
"عَن أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِىِّ ﷺ قال: كَسِّرُوا قِسِيَّكُمْ يَعْنِى في الْفِتْنَةِ وَقَطِّعُوا الأَوْتَارَ، والْزَمُوا أَجْوَافَ الْبُيُوتِ، وَكَونُوا فِيهَا كَالْخَيْرِ مِن بَنِى آدَمَ".
"عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ ، إِنَّ مِنْ وَرَائِكُم أيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْم، وَيَكْثُر فِيهَا الْهَرْجُ، قَالَ "الْقَتْلُ"".
"عَنْ حَبِيب بن شهَاب عَن أَبِيهِ أَنَّه صَحِبَ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِي في فَتْحِ فَارِس فَكَانَ يَجْمَع بَيْن الصَّلَاتَيْنِ، بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْربِ وَالْعِشَاءِ".
"عَن أَبِى مُوسَى قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِىِّ ﷺ في حَدِيْثِهِ مِنْ بَنِى فُلَان وَالْبَابُ عَلَيْنا مُغْلَقٌ وَمَعَ النَّبِىِّ ﷺ عُودٌ يَنْكُثُ بِهِ في الأَرْضِ، إِذِ اسْتَفْتَح رَجُلٌ، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ يَا عَبْدَ الله بن قَيْس، فَقُلْنَا: لَبيَّكَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: قُمْ فَافْتح لَهُ الْبَابَ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ لَهُ الْبَابَ، فَإِذَا أَنَا بِأَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيق فَأَخْبَرتهُ بِمَا قَالَ النَّبِىُّ ﷺ ، فَحَمِدَ الله تَعَالَى وَدَخَلَ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَعَدَ وَأَغْلَقْتُ الْبَابَ، فَجَعَلَ النَّبِىُّ ﷺ يَنْكُثُ بِذَلِكَ الْعُود في الأَرْضِ، فَاسْتَفْتَحَ آخَر، فَقَالَ يَا عَبْدَ الله بن قَيْس، قَمْ فَافْتَح لَهُ الْبَابَ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّة، فَقُمْتُ فَفَتْحْتُ لَه الْبَابَ، فَإِذَا أَنَا بِعُمر بن الْخَطَّابِ فَأَخْبَرتهُ بِمَا قَالَ النَّبِى ﷺ ، فَحمدَ الله تَعَالَى وَدَخلَ، فَسَلَّمَ وَقَعَد، وَأَغْلَقْتُ الْبَاب، فَجَعَل النَّبِىُّ ﷺ يَنْكُثُ بِذَلِكَ الْعُودِ في الأَرْضِ، إِذِ اسْتَفْتَح الثَّالِثُ، فَقَال النَّبِىُّ ﷺ قُمْ فَافْتَح لَهُ وَبَشِّرهُ بِالجَنَّةِ عَلَى بَلْوى تَكُون فقمت ففتحت لَهُ الْبَابَ، فَإِذَا أَنَا بِعُثْمَان بن عَفَّانَ، فَأَخْبَرتُه بِمَا قَالَ النَّبِىُّ ﷺ ، فَقَالَ: الله المُسْتعانُ وَعَلَى الله التّكلانُ ثُمَّ دَخَلَ فَسَلَّمَ وَقَعَدَ".
"أَعَجَزتَ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ عَجُوزِ بَنِى إسْرَائِيلَ، إِنَّ مُوسَى حِينَ أَرَاد أَنْ يَسِيرَ بِبَنِى إسْرَائِيلَ، ضَلَّ بِهِ الطَّرِيقُ، فَسَأَلَ بَنِى إسْرَائِيلَ مَا هَذَا؟ قَالَ عُلَمَاءُ بَنِى إسْرَائيلَ، إِنَّ يُوسُفَ حِيْنَ حَضَرهُ الْمَوْتُ أَخَذَ عَلَيْنَا مَوْثِقًا مِنَ الله تَعَالَى أَنْ لَا نَخرُجَ مِنْ مِصرَ حَتَّى نَنقَل عظامَهُ مَعَنَا، فَقَالَ لَهُم مُوسَى: أَيُّكُمْ يَدْرِى أَينَ قَبْر يُوسُفَ؟ ، فَقَالَ لَهُ عُلَماءُ بَنِى إسْرَائِيلَ: مَا يَدرِى أَيْنَ قَبْر يُوسُفَ، إِلَّا عَجُوزٌ لِبَنِى إسْرَائِيلَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مُوسَى، فَقَالَ دُلِّينِى عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ فَقَالَتْ: لا وَالله حَتَى تُعْطِينِى حُكْمِى؟ قَالَ وَمَا حُكْمُكِ؟ قَالَتْ: حُكْمِى أَنْ أَكُونَ مَعَك في الْجَنَّةِ فَكَأنَّه ثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقيلَ لَهُ. اعْطِهَا حُكْمهَا، فَأَعْطَاها حُكْمَهَا، فانْطَلَقَتْ بِهِمْ إِلَى بُحَيْرة مُسْتَنْقَعِ مَاءٍ، فَقَالَتْ: انْضبُوا هَذا الْمَاء، فَلَمَّا نَضَبُوا، قَالَتْ: احْفُروا في هَذَا الْمكان، فَلَمَّا احتفروا أَخْرَجُوا عِظَامَ يُوسُفَ، فَلَمَّا اسْتَنْقَلُوهَا مِنَ الأَرْضِ، فَإِذَا الطَّرِيقُ مِثْل ضَوءِ النَّهَار".