"عَن الضَّحَّاك بن عَبْد الرَّحْمَن قَالَ: لَمَّا حَضَرت أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِىَّ الْوَفَاة دَعَا فِتْيَانَهُ فَقَالَ: اذْهَبُوا فَاحفروا لِى وَأَعْمِقُوا فإنَّه كَانَ يسْتَحِبُّ الْعُمْق، ثُم قَالَ: وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدهِ إنَّهَا لإِحْدَى مَنْزِلَتَينِ، إمَّا لَيُوسَّعَنَّ قبرى حَتَّى يَكُون زَاوِية مِنه أَرْبَعينَ
ذِرَاعًا، وَلَيفْتَحنَّ لِى بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الجنَّة، فَلأنْظُر إِلى مَنْزِلِى فِيهَا وَإِلَى أَزْوَاجِى وَمَا أَعدَّ الله لِى فِيهَا مِنَ النَّعِيم، ثم لأنا أهدىَ إِلَى مَنَازِلى في الْجَنَّة مِنَ النُّورِ إلى أهل وَليصيبَنى من روحها وَرَيْحانِها حَتَّى أُبعَث، وَلَئن كَانَتِ الأُخْرَى، وَنَعُوذُ بِالله مِنْهَا لَيضيِّقنَّ عَلَىَّ قَبْرِى حَتَّى تَخْتَلِف فِيهِ أَضْلَاعِى حَتَّى يَكُون لِى أَضْيقَ مِنَ الفناة في الرح، ثُمَّ لَيُفتَحنَّ لِى بَابٌ مِن أَبْوَابِ جَهَنَّم، فَلأنْظُرَنَّ إِلَى مَقْعَدِى وَإِلَى مَا أَعَدَّ الله تَعَالَى لِى فِيهَا مِنَ السَّلَاسِل والأغْلَال وَالْقُرنَاء، ثُمَّ لأكُونَنَّ إِلَى مَقْعِدى مِنْ جَهَنَّم أهدى مِنِّى اليَوم إِلَى بَيْتِى، ثُمَّ لَيُصِيبَنى مِنْ سُمُومِهَا وجحيمها حَتَّى أُبْعَثَ".