58. Actions > Those With Teknonyms (8/31)
٥٨۔ الأفعال > مسانيد الكنى ص ٨
"عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ يُصَلِّى وَعَلَيْهِ بُرْدُ قُطْنٍ وَشَمْلَةٌ، وَلَهُ غُنَيْمةٌ وَعَلَى غُلامِهِ بُرْدُ قُطنٍ وَشَمْلَةٌ وَلَهُ غُنَيْمَةٌ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ
يَقُولُ: أَطْعموهُمْ مِمَّا تَأكُلُونَ، وَألبسُوهُمْ مِمَّا تَلبسُونَ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا لَا يُطِيقُونَ، فَإِنْ فَعَلْتُمْ فَأَعِينُوهُمْ وَإِنْ كَرِهْتُمُوهُمْ فَبِيعُوهُمْ وَاسْتَبْدِلُوا بِهِمْ، وَلَا تُعَذِّبُوا خَلقًا أَمْثَالَكُمْ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: مَا كُنَّا نَعْرِفُ الْمُنَافِقِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله ﷺ إِلَّا بِثَلَاثٍ: بنكيرهم الله ورسوله، وَالتَّخَلُّفِ عَنِ الصَّلَاةِ، وَبِبُغْضِهِمْ عَلِىَّ بْن أَبِى طَالِبٍ".
"عَنْ أبِى ذَرٍّ قَالَ: إِذَا خَرَجَ عَطَاءٌ حَبَسْتُ مِنْهُ نَفَقَةَ أَهْلِى - يَعْنِى إِلى أَنْ يَخْرُجَ العَطَاءُ الآخَرُ".
"انْظُرْ مَا تَسْأَلُنِى، فَإِنَّكَ لَا تَسْأَلُنِى عَنْ شَىْءٍ إِلَّا أَذاكَ الله بِهِ بَلَاءً".
"عَنْ أَبِى الْعَالِيَةِ قَالَ: كُنَّا بِالشَّامِ مَعَ أَبِى ذَرٍّ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: أَوَّلُ رَجُلٍ يُقِيمُ سُنَّتِى رَجُلٌ مِنْ بَنِى فُلَانٍ يُقَالُ له: يزِيدُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ إِذَا هُوَ قَالَ: لَا (*) ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ يَا أَبَا ذَرٍّ زُرْغِّبا تَزْدَدْ حُبّا".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله: يَعْمَلُ الْعَمَلَ الصَّالِحَ لِنَفْسِهِ وَيُحَدِّثُهُ النَّاسُ، قَالَ: تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: أَوْصَانِى خَلِيلِى ﷺ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنِّى، وَلَا أَنْظُر إِلَى مَنْ هُوَ فَوقِى، وَأَنْ أُحِبَّ الْمَسَاكِينَ وَأَنْ أَدْنُوَ مِنْهُمْ، وَأَنْ أَصِلَ رَحِمي، وَإِنْ قَطَعُوني وَجَفَوْنِى وَأَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مرًا، وَأَن لا أَخَافَ في الله لَوْمَةَ لائِمٍ، وَأَن لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا، وَأَنْ أَسْتَكْثِرَ مِنْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله، فَإِنَهَا مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: تَرَكنَا رَسُولُ الله ﷺ وَمَا طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَهُ في الْهَوَاءِ إِلَّا وَهُوَ يَذْكُرُ لَنَا مِنْهُ عِلمًا، فَقَالَ: ﷺ مَا بَقِىَ شَىْءٌ يُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُ مِنَ النَّارِ إِلَّا وَقَدْ بُيِّنَ لَكُمْ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِ النَّبِىِّ ﷺ قَالَ: إِذَا أُحَدِّثكَ بِهِ إلَّا أَنْ يَكُونَ شَرًا، قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يُصَافِحُكُمْ إِذَا لَقِيتُمُوهُ؟ قَالَ: مَا لَقِيتُهُ قَطُّ إِلَّا صَافَحَنِى".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَىَّ النَّبِىُّ ﷺ في مَرَضهِ الَّذِى تُوُفِّىَ فِيهِ، فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ نَائِمًا فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ فَرَفَعَ يَدَهُ قَالَ: مرمنى "فالتزمنى"".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: يَا رَسولَ الله: ذَهَبَ بِالأُجورِ أَصْحَاب الدُّثُورِ، نُصَلِّى وَيُصَلُّونَ، وَنَصُومُ وَيَصُومُونَ، وَلَهُمْ فضُول أَمْوَالٍ فَيَتَصَدَّقُونَ بِهَا، وَلَيْسَ لَنَا مَا نَتَصَدَّقُ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : يَا أَبَا ذَرٍّ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُولهن تَلْحَقُ مَنْ سَبَقَكَ وَلَا يُدْرِكُكَ إِلَّا مَنْ أَخَذَ بِعَمَلِكَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رسُولَ الله، قَالَ: تُكبِّرُ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَخْتِمُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ، فَأُخبِرَ الآخَرُونَ بِذَلِكَ، فَأتَوْا رَسُولَ الله ﷺ فَقَالُوا يَا رَسُولَ الله: إِنَّهُمْ قَدْ قَالُوا مِثْلَ مَا قُلنَا، قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، وَعَلَى كُلِّ نَفْسٍ في كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ، فَضْلُ بَصَرِكَ لِلْمنْقُوصِ بَصَرُهُ صَدَقَةٌ، وَفَضْلُ سَمْعِكَ لَلْمَنْقُوصِ لَهُ سَمْعُهُ صَدَقَةٌ، وَفَضْلُ شِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ لِلضَّعِيفِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَفَضْلُ شِدَّةِ سَاقَيْكَ لِلْمَلْهُوفِ صَدَقَةٌ، وَإِرْشادُكَ الضَّالَ صَدَقَةٌ، وَإرْشَادُكَ سَائِلا أَيْنَ فُلَان فَأَرْشَدْتَهُ لَكَ صَدَقَةٌ، "وَرَفعُكَ" الْعِظَامَ وَالْحَجَر عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ لَكَ صَدَقَةٌ وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمبَاضَعَتُكَ أَهْلَكَ لَكَ صَدَقَةٌ".
"أَوْصَانِى خَلِيلِى ﷺ بِسَبْعٍ: الحُبِّ لِلمسَاكِينِ وَأَنْ أَدْنُوَ مِنْهُمْ، وَأَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنِّى وَلَا أَنْظُرَ إلى مَنْ هُوَ فَوْقِى، وَأَنْ أَصِلَ رَحِمِى وَإِنْ جَفَانِى، وَأَنْ أكثرَ مِنْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِالله، وَأنْ أَتَكَلَّم بِالحَقِّ (*)، وَلَا يَأخُذنِى في الله "تعالى" لَوْمَةُ لائِمٍ، وَأَنْ أَسْأَلَ (* *) النَّاسَ شَيْئًا".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: إِنَّ الله تَعَالَى يَقُولُ: يَا جِبْرِيلُ! انْسخْ مِنْ قَلْبِ عَبْدِى الْمُؤْمِنِ الْحَلَاوَةَ الَّتِى كَانَ يَجِدُهَا، فَيَصِير الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ وَالِهًا طَالِبًا لِلَّذِى كَانَ يَعْهَدُ مِنْ نَفْسِهِ؛ نَزَلَتْ بِهِ مُصِيبَة لَمْ يَنْزِلْ بِهِ مِثْلُهَا قَطُّ، فَإِذَا نَظَرَ الله -تَعَالَى- إِلَيْهِ علَى تِلْكَ الْحَالِ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ؛ رُدَّ إِلَى قَلْبِ عَبْدِى مَا نَسَخْتَهُ مِنْهُ فَقَدْ أَبْلَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ صَادِقًا، وَسَأمدُّهُ مِنْ قِبَلِى بِزِيَادَةٍ، وَإذَا كَانَ عَبْدًا كَذَّابًا لَمْ يَكْتَرِثْ وَلَمْ يُبَالِ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِىِّ ﷺ وَهُوَ ببقَيعِ الْغَرْقَدِ فَقَالَ: وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنَّ مِنِكُمْ رَجُلًا يُقَاتِلُ النَّاسَ مِنْ بَعْدِى عَلَى تَأوِيلِ الْقُرْآنِ كمَا قَاتَلْتُ الْمُشْرِكِينَ عَلَى تَنْزِيلِهِ وَهُمْ يَشْهَدُونَ أَن لا إِلَهَ إِلَّا الله فَيَكْثُرُ قَوْلُهُمْ عَلَى النَّاسِ حَتَى يَطْعَنُوا
عَلَى وَلِىِّ الله -تَعَالَى- وَيَسْخَطُوا عَمَلَهُ كمَا سَخِطَ مُوسَى أَمْرَ السَّفِينةِ، وَقَتْلَ الْغُلَامِ، وَأَمْرَ الْجِدَارِ، وَكَانَ خَرْقُ السَّفِينَةِ وَقَتْلُ الْغُلَامِ وَإِقَامَةُ الْجِدَارِ فِيهِ رِضىً، وَسَخِطَ ذَلِكَ مُوسَى".
"عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الدِّيَرةِ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَوْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ أَبَا ذَرٍّ يَسْأُلُه فَأَعْطَاهُ شَيْئًا، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ غَنِىٌّ، قَالَ: وَمَا أَجْعَلُ أَنْ يَحْيى يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمَرُّ وَجْهُهُ؟ ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَة وَلَوْ كَأسًا بِدِينَارٍ".
"عَنْ سَلَمَةَ بناتة المحاربى قَالَ: لَقِينَا أَبَا ذَرٍّ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ رَجُلٍ يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ إِلَّا الْفِطْرَ وَالأَضْحَى؟ قَالَ: لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ، فَعَاوَدَهُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَسَأَلَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ، كَيْفَ يَصُومُ؟ قَالَ: أَطمَعَهُ مِنْ رَبِّى أَنْ أَصُومَ الدَّهْرَ كُلَّهُ، قَالَ: فَهَذَا الَّذِى عِبْتُ عَلَى صَاحِبِى، قَالَ: كَلَّا أَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَأَطْمَعُ مِنْ رَبِّى أَنْ يَجْعَلَ لى مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ عَشَرَةَ أيَّامٍ، وَذَلِكَ صَوْم الدَّهْرِ كُلِّهِ، وَذَلِكَ بِأَنَّ الله -تَعَالَى- قَالَ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ كصِيَامِ السنَةِ كُلِّهَا، قَالَ: فَصَدَّقَ الله ورَسُولَه ﷺ في كِتَابِهِ، فَقَالَ: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّهُ دُعِىَ إِلَى الطَّعامِ فَقَالَ: إِنِّى صَائمٌ، ثُمَّ دُعِىَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأَكَلَ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: إِنِّى أَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَوْصِنِى، فَقَالَ: أَخِفْ أَهْلَكَ وَلَا تَرْفَعْ عَنْهُم عَصَاكَ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ أَمَرَ بِصِيَامِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: مَنْ كَانَ صَائِمًا مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثةَ أَيَّامٍ فَلْيَصُم الثَّلَاثَةَ الْبِيضَ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: أَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله ﷺ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ فَقَالَ: وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ، وَطَفِقْتُ أَغْسِلُهَا غَسْلًا، وأَدْلِكُهَا دَلْكًا".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ قَالَ لأَصْحَابِهِ: أَىُّ النَّاسِ أَغْنَى؟ قَالُوا: أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ آخَرُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ آخَرُ: عثمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ أَغْنَى الَّناسِ حَمَلةُ الْقُرآنِ، مَنْ جَعَلَهُ في جَوْفِهِ".
"عَنْ سُوَيْدِ بْنِ يَزِيدَ السُّلَمِىِّ عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: لَا أَذْكُرُ عثمَانَ إِلَّا بِخَيْرٍ بَعْدَ شئ رَأَيْتُهُ، كُنْتُ أَتَتَبَّعُ خَلَواتِ رَسُولِ الله ﷺ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ فَرَأَيْتُهُ يومًا خَالِيًا وَحْدَهُ فَاغْتَنَمْتُ خَلْوَتَهُ فَجِئْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَيهِ فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ عَنْ يَمِينِ النَّبِىِّ ﷺ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْر: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: الله وَرَسُولُهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ عَنْ يَمينِ "أبى بكر ثم جاء عثمان فسلم ثم جلس عن يمين" عُمَر فَقَالَ: يَا عثمَانُ مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: الله وَرَسُولُهُ، وَبَيْنَ يَدَىْ رَسُولِ
الله ﷺ سَبْعُ حَصَياتٍ، أَوْ قَالَ: تِسْعُ حَصِيَاتٍ، فَأَخَذهُنَّ فَوَضَعَهُنَّ في كَفِّهِ فَسَبَّحْنَ حَتَّى سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنِينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ، ثُمَّ أَخَذَهُنَّ فَوَضَعَهُنَّ في يَدِ أَبِى بَكْرٍ فَسَبَّحْنَ حَتَى سَمِعْتُ لَهُنَّ حنينًا كحَنِينِ النحلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ، ثُمَّ تنَاوَلَهُنَّ فَوَضعَهُنَّ في يَدِ عُمَرَ فَسَبَّحْنَ حَتَّى سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرسْنَ، ثُمَّ تَنَاوَلَهُن فَوَضَعَهُنَّ في يَدِ عُثْمَانَ فَسَبَّحْنَ حَتَّىَ سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنِينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ فقال رسول الله ﷺ : هَذِهِ خِلَافَةُ النُّبُوةِ".
"عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَلْتَمِسُ النَّبِىَّ ﷺ في بَعْضِ حَوَائِطِ الْمَدِينَة فَإِذَا أَنَا بِالنَّبِىِّ ﷺ قَاعِدٌ تَحْتَ نَخَلَاتٍ، فَأَقْبَلتُ فَسَلَّمْتُ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: الله -تَعَالَى- جَاءَ بِى وَأَبْتَغِى رَسُولَهُ، فَقَالَ: اجْلِسْ، فَجَلَسْتُ، ثُم قَالَ رَسُولُ الله ﷺ لَيْتَ أَتَانَا رَجُلٌ صَالِحٌ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ الله ﷺ فَرَدَّ رَسُولُ الله ﷺ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: الله جَاءَ بِى وَأَبْتَغِى رَسُولَهُ، فَأَمرَهُ فَجَلَسَ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ لِيُرْيعْنَا
رَجُلٌ صَالِحٌ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: الله -تَعَالَى- جَاءَ بِى وَأَبْتَغِى رَسُولَهُ، فَأَمَرَهُ فَجَلَسَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ لِيُخْمِسْنَا رَجُلٌ صَالِحٌ، فَأَقْبَلَ عثمَانُ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ الله ﷺ السَّلَامَ، فَأَمَرَهُ فَجَلَسَ، ثُمَّ جَاءَ عَلِىٌّ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ الله ﷺ فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ الله ﷺ ثُمَّ قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: الله -تَعَالَى- جَاءَ بِى وَأَبْتَغِى رَسُولَهُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَجَلَسَ، وَمَعَ رَسُولِ الله ﷺ حَصِيَاتٌ يُسبِّحْنَ في يَدِهِ، فَنَاوَلَهُنَّ أَبَا بَكْرٍ فَسَبَّحْنَ في يَدِهِ، ثُمَّ انْتَزَعَهُن مِنْهُ فَنَاوَلَهُنَّ عُمَرَ فَسَبَّحْنَ في يَدِهِ، ثُمَّ انْتَزَعَهُنَّ مِنْهُ فَنَاوَلهنَّ عثمَانَ فَسَبَّحْنَ في يَدِهِ، ثُمَّ انْتَزَعَهُنَّ مِنْهُ فَنَاوَلَهُنَّ عَلِيًا فَلَمْ يُسبِّحْنَ وخرسن".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: يُوشِكُ الْمَدِينَةُ أَن لَّا يُحْمَل إِلَيْهَا طَعَامٌ عَلَى قَتَبٍ، وَيَكُونُ طَعَامُ أَهْلِهَا بِهَا مَنْ كَانَ لَهُ أَصْلٌ أَوْ حَرْث، أَوْ مَاشِيَةٌ يَتْبَعُ أَذنَابَهَا في أَطْرَافِ السَّحَابِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْبُنْيَانَ قَدْ عَلَا سَلْعًا فَارْتقبُوهُ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله أَىُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَنْ يُجَاهِدَ الرَّجُلُ نَفْسَه وَهَوَاهُ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ الله ﷺ مِنْ سَفَرٍ فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ تَعَجَّلَ قَوْمٌ عَلَى رَايَاتِهِم، فَأَرْسَلَ فَجَاءَ بِهِم فَقَالَ: مَا أَعْجَلكُم؟ قَالُوا ولئنِ قَدْ أذِنْتَ لَنَا قَالَ: لَا وَلاشهت، وَلِكنكُم تَعَجلْتُم إلى "البنا" النساء بالْمدِينَةِ ثُمَّ قَالَ: أَلا لَيْتَ شِعْرىِ مَتَى تَخْرجُ نَارٌ مِنِ قبَلِ جَبَلِ الْوَرَّاقِ يُضِئُ لَهَا أَعْنَاقُ الإبِلِ "مردكًا" بُرُوكًا إلى "مزون" برك الغماد مِنْ عَدَن أبتر "أبين" كَضَوْءِ النَّهَارِ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: لئِن أحْلف عَشرًا أَنَّ ابن صَيَّاد هُوَ الدَّجَال أَحَبّ إِلىَّ مِنْ أَنْ أَحْلف وَاحِدَةً أَنَّهُ لَيْسَ بِهِ، وَذَلِك بِشَئ سَمعته مِنْ رَسُولِ الله ﷺ بَعَثَنِى رَسُولُ الله ﷺ إِلى أُمِّ ابن صَيَّاد فَقَالَ: سَلْهَا: كَمْ حَمَلت بِه؟ فَقَالَتْ: حَمَلْتُ بِهِ اثْنى عَشَر
"عَنْ عَبْد الله بن الصَّامِتِ، عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ أَنَّ بَعَدى أَنْ سَتكُون بَعدِى (*) مِنْ أُمَّتِى قَوْمٌ يَقْرءَوُنَ الْقُرْآنَ لَا يجَاوِزُ حُلُوقَهُم، يَخْرجُون مِنَ الدِّين كَمَا يَخْرجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّميَّةِ، لَا يَعُودُونَ فيه، هُمْ شِرَارُ الْخَلْقِ والْخَلِيقَة، قَالَ عَبْد الله بن الصَّامِت فَذَكَرْتُ ذَلِك لِرَافِعِ بن عمر الْغِفَارِى فَقَالَ: أَنَا أَيْضا سَمِعْتهُ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ كَيْفَ أَنْتَ وَقَدْ اسْتُؤثِرَ عَلَيْكَ بِالْفَئِ؟ فَقُلتُ: آخذ إِذَنْ بسْيفىِ فَأَجْلِدهُم بِهِ حَتَّى يَظْهَر الْحَق، قَالَ فَأَدُلُّكَ عَلَى خير مِنْ ذَلِكَ؟ تَصْبِرْ حَتَّى تَلْقَانِى".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: أَوْصَانِى حَبِيبِى ﷺ أَنْ أَقُول: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّة إِلَّا بِالله".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ رَابِعَ الإسْلَامِ، أَسْلَمَ قَبْلِى ثَلَاثَةٌ وَأَنَا الرَّابِع".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: رَأيْتَنِى رَابِع الإسْلَامِ، لَمْ يُسْلِم قَبْلِى إلَّا النَّبِىُّ ﷺ وأَبو بَكْرٍ، وَبِلَال".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ لى رَسُولُ الله ﷺ : مَا تُظِلُّ الْخَضْرَاء، وَلَا تقلُّ الْغبَرَاء عَلَى ذِىِ لهْجَةٍ أصْدَق مِنْ أَبِى ذَرٍّ شَبِيه ابنِ مَرْيَم".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: إِنَّ أَقربكُم مِنِّى مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيْئة يَوم تركته، وَإنَّهُ وَالله مَا مِنكُم مِن أَحَد إلَّا وَقَد شبث (*) مِنْهَا بِشَئ غَيْرى، وَإِنِّى لأَقربكم مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّه قِيلَ لَهُ: إِنَّكَ امرُءٌ مَا يَبْقَى لَكَ وَلَدٌ، فَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِى يَأخُذهم بِالفَناء، وَيُؤَخِّرهُم في دَارِ الْبَقَاءِ".
"عَنْ أُمِّ ذَرٍّ قَالَتْ: لَمَّا حَضَر أَبَا ذَرٍّ الْوَفَاةُ بَكَيْتُ، فَقَالَ مَا يبكِيك؟ فَقَالَت: مَا لِى لَا أَبكِى وَأَنْتَ تَمُوت بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرْضِ، وَلَيْسَ عِنْدِى ثَوْبٌ يَسَعكَ كَفَنًا،
قَالَ: فَلَا تَبكِى فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ لنفرٍ أنَا فيهِم: لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنكُم بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرْضِ يَشْهَده عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِين، وَلَيْسَ مِنْ أُولئكَ النَّفَر أَحَد إِلَّا وَقَدْ هَلَكَ في قَرية وجَمَاعَة، وَأَنَا الَّذِى أَمُوتُ بِفَلَاةٍ، وَالله مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِّبْتُ فَأَبِصرى الطَّريق، قَالَتْ: فَقُلْت وأَنَّى وَقَد ذَهَبَ الْحَاجُّ، وانْقَطَعتِ الطَّريق، قَالَ: اذْهَبِى فَتَبَصرى، قَالَت: فَكُنْتُ أَجِئ إلى كثيبٍ فَأَتَبَصَّر ثُمَّ أَرْجِعُ إلَيْه فَأمَرِّضهُ، فَبَيْنَا أَنا كذَلِكَ إِذا أَنَا بِرَجالٍ عَلَى رِحَالِهِم كَأَنَّهُم الرخمُ فَأَلَحْتُ بِثَوْبِى فَأَقْبَلُوا حَتَّى وَقَفُوا عَلِىَّ وَقَالوا: مَا لَكِ يَا أَمَةَ الله، قلْتُ امرؤ مِنَ الْمُسْلِمين يَمُوتُ فَكَفِّنُوه، قَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟ قُلتُ: أَبُو ذَرٍّ، قَالُوا: صَاحِب رسُولِ الله ﷺ ؟ قلْتُ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَفدوُهُ بِآبائهم وَأمَّهاتِهِم وَأَسْرعُوا إِلَيه فَدَخَلُوا عَلَيْه فَرحَّبَ بِهِم وَقَالَ: إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ لِنَفَر أَنَا فِيهم: لَيَمُوتنَّ رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرْضِ فَتَشْهَده عِصَابَة مِنَ الْمؤْمِنينَ، وَلَيْسَ فِى أُولئكَ النَّفر أَحد إِلَّا وَقَدْ هَلَكَ في قَريَةٍ وَجَمَاعَةٍ وَأَنَا الَّذِى أمُوتُ بِالْفَلَاة، أَنْتُم تَسْمَعُون أَنَّه لَوْ كَانَ عِنْدِى ثَوْبٌ يَسَعنِى كَفَنًا لم أكَفَّن إِلَّا فِيهِ أَنْتُم تَسْمَعُون أَنى أشْهِدكُم أَن (*) يكفننى رَجُلٌ مِنكُم كَانَ أَمَيرًا، أَوْ عَريفًا، أَوْ بريدًا، أَوْ نَقِيبًا، فَلَيْسَ مَنِ الْقَومِ أَحَدٌ إِلَّا قَارَفَ بَعْض مَا قال إلَّا فَتًى مِنْ الأَنْصَارِ، قَالَ: يَا عَمّ أَنَا أكفنكَ وَلَم أصِبْ مِمَّا ذَكَرت شَيْئا، أكفّنكَ في ردائى هَذا أَو بَين ثوبين "وفى ثوبين في عيبتى" قَسٍ مِنْ غَزْلِ أُمِّى حاكتهما لِى فَكَفَّنَهُ الأَنْصَارِى في النَّفَر الَّذِى شَهِدُوهُ".
"عَنْ أَبِى يَزيد الْمَدنِى، عَنِ ابن عَبَّاسٍ، عَنْ أبِى ذَرٍّ قَالَ: كَانَ لى أَخٌ يُقَالُ لَهُ أنيس وَكَانَ شَاعِرًا فَذَكر إسْلَامه وَقَالَ فِيهِ إِذْ مَر رسُولُ الله ﷺ وَأَبُو بكْرٍ يَمْشى وَرَاءَهُ فَقُلتُ السَّلَام عَلَيْكَ يَا رَسُول الله، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَام وَرحْمَة الله قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ إنَّها طَعَامٌ وَشَرَابٌ وَإنَّهَا مُبَارَكَةٌ، قَالَهَا ثَلَاثًا، فَأقَمْتُ مَعَ رَسُول الله ﷺ فَعَلَّمَنِى الإسْلَامَ، وَقرأتُ مِنَ الْقُرآنِ شَيْئًا، فَقُلْتُ يَا رَسُول الله إنِّى أرِيدُ أَنْ أُظْهرَ دِينى، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ إِنِّى أَخافُ عَلَيْك أَنْ تُقْتَل قَالَ: لَابُدَّ مِنْه يَا رَسُولَ الله وإِنْ قُتِلْتُ، فَسَكَتَ عنِّى وَقُرْيشٌ حِلَقٌ يَتَحَدَّثُونَ في الْمَسْجِدِ فَقُلتُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، صعصعة الحلق، فَقَامُوا فَضَرَبُونِى حَتَّى يَدعَونِى كَأنِّى نُصب أحْمر،
وَكَانُوا يَرَوْن أَنَهمُ يَقْتُلونِى فَأَفَقْتُ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ فَرَأَى مَا بِى مِنَ الْحَالِ، فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ؟ فَقَالَ يَا رَسُول الله كَانَتْ حَاجَة في نَفْسِى فَقَضيتُها فَأقَمْتُ مَعَ رَسُولِ الله ﷺ فَقَالَ: الْحَقْ بِقَوْمِك فإنَّه إِذَا بَلغَ ظُهُورِى فأتنى".
"يَا أَبَا ذَرٍّ اعقل مَا أقُولُ لَكَ، إِنَّ المكْثرِينَ هُم الأقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَة إلَّا منْ قَالَ كَذا وَكَذا، اعْقِل مَا أَقُولُ لَكَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الْخَيْلَ في نَواصِيهَا الْخَيْر إِلَى يَوم الْقِيَامَةِ، وَإنَّ الْخَيْر في نَواصِى الْخَيْلِ".
"يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَرى كَثْرَةَ الْمَالِ هُوَ الْغِنَى، وَتَرى قلَّةَ الْمَال هُوَ الْفَقْر؟ لَيْسَ كَذلِك إنَّمَا الْغِنَى غِنَى الْقَلب، وَالْفَقْرُ فَقْر الْقَلبِ".
"يَا أَبَا ذَر بَلَغَنِى أَنَّكَ عَيَّرتَ الْيَوْمَ رَجُلًا بِأُمِّه يَا أَبَا ذَرٍّ ارْفَع رَأسَكَ فانظُر ثُم اعلَم أنَّكَ لَسْتَ بِأَفْضَل مِن أَحْمَر فِيهَا وَلَا أَسْوَد إِلَّا أن يفضلهُ بِعَمَلٍ، يَا أَبَا ذَرٍّ إذَا غَضبْتَ فإِنْ كُنْت قائِما فَاقْعُد، وَإن كُنْتَ قَاعِدًا فاتَّكِئْ، وَإِن كُنْتَ مُتكئًا فَاضْطَجعْ".
"يَا أَبَا ذَرٍّ لَا عَقْل كَالتَّدْبِيرِ، وَلَا حَسَبَ كحُسْنِ الْخُلُقِ".
"يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَدْرِىِ أَيْنَ يُعَذَّب هَذَا؟ فَإِنَّمَا يُعَذَّبُ في عَيْنٍ حَامِيَة"
"يَا أَبَا ذَرٍّ كُنْ للِعَمَل بِالتَّقْوَى أَشَدَّ اهْتِمَامًا مِنْكَ بِالْعَمَلِ، يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الله -تَعَالَى- إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا جَعَلَ الذُّنُوبَ بَيْنَ يَديهْ مُمثَّلة، يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الْمُؤْمن يَرَى ذَنْبَه كَأَنَّه تَحْتَ صَخْرةٍ يَخَافُ أَنَ تَقَعَ عَلَيْهِ، وَالْكَافِرُ يَرَى ذَنْبَه كَأنَّه ذُبَاب يَمُرُّ عَلَى أَنْفِهِ، يَا أَبَا ذَرٍّ لَا تنظر إِلَى صِغَر الخطيئة وَلِكن انْظُر إِلَى عِظَمِ مَنْ عَصَيْت، يَا أَبَا ذَرٍّ لَا يكونُ الرَّجُل مِنَ التعيُّر حَتَّى يُحَاسِب نَفْسَه أَشَدّ مِنْ مُحَاسَبَةِ الشَّريكِ لِشَرِيكهِ، يَعْلَم مِنْ أَيْنَ مَطعَمهُ، وَمِنْ أَيْنَ مَشْرَبُه، وَمِنْ أَيْنَ مَلبَسهُ أَمِنْ حِلٍّ ذَلِكَ أَمْ مِنْ حَرَامٍ".
"يَا أَبَا ذَرٍّ أَلَا أوصِيكَ بِوَصَايَا إِنْ أَنْتَ حَفِظْتَها، نَفَعَكَ الله -تَعَالَى- بِهَا: جَاوِر الْقُبُور تَذْكُرْ بِهَا وعِيدَ الآخِرَة، وزرها بِالنَّهَار وَلا تَزُرْهَا بِاللَّيْلِ، وَاغْسِلِ الْموْتَى فَإِنَّ فِى مُعَالَجَةِ جَسَدٍ خَاوٍ وعظة، وَتَتَبَّع الْجَنَائِزَ فَإِنَّ ذَلِكَ يُحَرِّك الْقَلْب وَيُحزنهُ، وَاعْلم أَنَّ أَهْلَ الحُزن في أمنِ الله، وَجَالِس أَهْلَ الْبَلَاءِ وَالْمسَاكِين، وَكُل مَعَهُم وَمَع خَادِمك، لَعَلَّ الله -تَعَالَى- يَرْفَعُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، والْبس الْخَشن وَالصَّفيقَ مِنَ الثِّيَابِ تَذَلُّلًا لله ﷻ وَتَوَاضُغا لَعَلَّ الْفَخْرَ وَالْعِزَّ لَا يَجِدَانِ فِيكَ مَسَاغًا، وَتَزين أَحْيَانا في غِنَى الله بِزِينَة حَسَنَة تَعَفُّفا وَتَكَرُّمًا، فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَضُرُّكَ إِنْ شَاءَ الله، وَعَسَى أَنْ تُحدثَ لله -تَعَالَى- شُكْرًا، يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّه لَا يَحلُّ فْرجٌ إِلَّا مِنْ وَجْهَيْن: نِكَاح الْمسْلِمينَ بِوَلِىٍّ وَشَاهدَىْ عَدْلٍ، وَفَرْج تَملْكُ رَقَبَتَهُ وَمَا سِوىَ ذَلِكَ زِنًا، يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّه لَا يَحِلُّ قَتْل نَفْسٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاث: النَّفْس بِالنَّفْس وَالثَّيّب الزَّانِى، وَالْمُرتَد عَن دِينِهِ في الإِسْلَامِ يُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابِ وَإِلَّا قُتِلَ، يَا أَبَا ذَر وَكُلُّ مَالٍ
أصَبْتهُ في غَير أَرْبَعَةِ وُجُوهٍ فَهُوَ حَرَامٌ: مَا أَصبتَ بِسَيْفِكَ، أَو تِجَارَةٍ عَنْ تَرَاضٍ، أَوْ مَا طَابَتْ بِه نَفْسُ أَخِيكَ الْمُسْلِم، وَمَا وَرثَ الْكِتَابُ".
"يَا أَبَا ذَرٍّ أَنْتَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَسَيُصيبنكَ بَلَاء بعْدِى في الله فَاسْمَع وَأطِع وَلَوْ صَلَّيت وَرَاءَ أَسْوَد".
"يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ أَمَامَكَ عَقَبَةً كؤودًا لَا يَقْطَعُهَا إِلَّا كل مُخف، قَالَ: يَا رَسُولَ الله: أَمنهُم أَنَا؟ قَالَ: إِنْ لَم يكُن عِنْدَكَ قُوت ثَلَاثَة أَيَّامٍ فَأَنْتَ مِنْهُمْ".