60. Actions > Mursal Aḥādīth (2/20)
٦٠۔ الأفعال > المراسيل ص ٢
"عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ لأَبِى مُوسَى وسَمِعَ قِرَاءَتَهُ: لَقَدْ أُوتِى هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ، عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: جَاءَ قَيْسُ بْنُ مَطَاطِيَةَ إِلَى حَلَقَةٍ فِيهَا سَلْمَانُ الْفارِسِىُّ، وَصُهَيْبٌ الرُّومِىُّ، وَبلَالٌ الْحَبَشىُّ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ الأَوْسُ وَالْخَزْرجُ قَامُوا بِنُصْرَة هَذَا الرَّجُلِ فَمَا بَالُ هَؤُلَاءِ؟ فَقَامَ إليه مُعَاذٌ فَأَخَذَ بتلبيبه (*) حَتَّى أَتَى بِهِ النَّبِىَّ ﷺ فَأَخْبَرَهُ بمقالته، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُغْضَبًا يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، ثُمَّ نُودِىَ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الرَّبَّ رَبٌّ وَاحِدٌ، وَإِنَّ الأَبَ أَبٌ وَاحِدٌ، وَإِنَّ الدِّينَ دِينٌ وَاحِدٌ، وَإِنَّ الْعَربَيَّةِ لَيْسَتْ لكم بِأَبٍ وَلَا أُمٍّ, إِنَّمَا هِىَ لِسَانٌ، فَمَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبية فَهوَ عَرَبِى، فَقَالَ مُعَاذٌ وَهُوَ آخِذٌ بتلبيبه: يَا رَسولَ اللَّهِ! مَا تَقُولُ فِى هَذَا الْمُنَافِقِ؟ فَقَالَ: (دَعْهُ) إِلى النَّارِ، (قَالَ): فَكَانَ فِيمن ارْتَدَّ فَقُتِلَ فِى الرِّدَّةِ".
"عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَمَّا أَنْ هَجَتْ قُرَيْشٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أحزنه ذَلِكَ، فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ: اهْجُ قُرَيْشًا، فَهَجَاهُمْ هِجَاءً لَيْسَ بِالْبَلِيغِ إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يَرْضَ بِهِ، فَبَعَثَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: اهْجُ قُرَيْشًا، فهجاهم هِجَاءً لَمْ يَبْلُغْ فِيهِ، فَلَمْ يَرْضَ بِذَلِكَ، فَبَعَثَ إِلَى حَسَّان بْنِ ثَابِتٍ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَى حَسَّان، فَقَالَ حَسَّانُ حِينَ جَاءَهُ الرَّسُولُ أَنِ اهجُ قُرَيْشًا: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَبْعَثُوا إِلَى هَذَا الأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ فَقَالَ حَسَّانُ: وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لأَفْرِينَّهُمْ بِلِسَانِى هَذَا، ثُمَّ أَطلَعَ لِسَانَهُ، فَتَقُولُ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ كَأَنَّ لِسَانَهُ لِسَانُ حَيَّةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : إِنَّ لِى فِيهِمْ نَسَبًا وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تُصِيبَ بَعْضَهُ، فَأتِ أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا فيخلُصُ لَكَ نَسَبِى، قَالَ حَسَّانُ: وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لأَسُلَّنَّكَ مْنِهُمْ وَنَسَبَكَ مثل سَلِّ الشَّعْرَةِ مِنَ الْعَجِينِ، فَهَجَاهُمْ حَسَّانُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : لَقَدْ شَفَيْتَ يَا حَسَّانُ واشتفيت".
"عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ أَزْوَاجُ النَّبىِّ ﷺ يَأخُذْنَ مِنْ شُعُورِهِنَّ حَتَّى يَدَعْنَهُ كَهِيْئَة الْوَفْرَةِ".
"عن أَبى سلمة عن أَبى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِىُّ جِالِسًا إِلَى جَنْبِ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَخْطَبُ، فَتَلَا
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ آيَةً لَمْ يَكُنْ أَبُو ذَرٍّ سَمعَها، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ لأُبِىٍّ: مَتَى أنزلت هَذِهِ الآيَةُ؟ فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، فَلَمَّا أُقِيمَت الصَّلَاةُ قَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ: فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُكَلِّمَنِى حِينَ سَأَلْتُكَ؟ فَقَالَ لَهُ أُبِىٌّ: لَيْسَ لَكَ مِنْ جُمُعَتِكَ إِلَّا مَا لَغَوْتَ، فَانْطَلَقَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: صَدَقَ أُبِىٌّ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِى ذَرٍّ وَتُبْ عَلَيْهِ".
"حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن عروة عن أَبى سلمة ويحيى ابن عبد الرحمن بن حاطب (قالا) كانت بين رسول اللَّه ﷺ وبين المشركين هدنة، فكان بين بنى كعب وبنى بكر قتال بمكة، فقدم صريخ بنى كعب على رسول اللَّه ﷺ فقال:
لاهم إنى ناشدٌ محمدًا ... حِلْف أبينا وأبيه الأتلدا
فانصر هداك اللَّه نصرًا عتدًا ... وادعُ عباد اللَّه يأتوا مددا
فمرت سحابة فرعدت فتال رسول اللَّه ﷺ : إن هذه لترعد بنصر بنى كعب، ثم قال لعائشة: جهزينى ولا تعلمى بذلك أحدًا، فدخل عليها أبو بكرٍ، فأنكر بعض شأنها، فقال: ما هذا؟ قالت: أمرنى رسول اللَّه ﷺ أن أُجهَزهُ، قال: إلى أين؟ قالت: إلى مكة، قال: فواللَّه ما أنقضت الهدنةُ بيننا وبينهم بعد، فجاء أبو بكر إلى رسول
اللَّه ﷺ فذكر له، فقال النبى ﷺ : إنهم أولُ من غَدرَ، ثم أمر بالطرق فحبست، ثم خرج وخرج المسلمون معه، فغم لأهل مكة لا يأتيهم خبر، فقال أبو سفيان لحكيم بن حزام: أى حكيم واللَّه لقد غممنا واغتممنا فهل لك أن تركب ما بيننا وبين مُرٍّ لعلنا أن نلقى خبرًا، فقال له بديل بن ورقاء الكعبى من خزاعة: وأنا معكم قالا: وأنت إن شئت، فركبوا حتى إذا دنَوْا من ثنية مُرٍّ وأظلموا فأشرفوا على الثنية، فإذا النيران قد أخذت الوادى كله، قال أبو سفيان لحكيم بن حزام: أى حكيم ما هذه النيران؟ قال بديل بن ورقاء: هذه نيران بنى عمرو خدعتها الحربُ، قال أبو سفيان: لا، وأبيك لبنو عمرو أذل وأقل من هؤلاء، فتكشف عنهم الأراك، فأخذهم حرس رسول اللَّه ﷺ نفر من الأنصار، وكان عمرُ بن الخطاب تلك الليلة على الحرس، فجاءوا بهم إليه، فقالوا: جئناك بنفرٍ أخذناهم من أهل مكة، فقال عمر وهو يضحكُ إليهم، واللَّه لوجئتمونى بأبى سفيان مازدتم، قالوا: قد واللَّهِ أتينا بأبى سفيان، فقال أحبسوه فحبسوه حتى أصبح، فغدى به على رسول اللَّه ﷺ فقيل له: بايع، فقال: لا أجد إلا ذاك أو (شرًا منه)، فبايع ثم قيل لحكيم بن حزام: بايع فقال: أبايُعك، ولا أُخِرُّ إلا قائمًا، قال رسول اللَّه ﷺ : أما من قبلنا فلن تخرَّ إلا قائمًا، فلما ولوا قال أبو بكر: يا رسول اللَّه! إن أبا سفيان رجلٌ يحبُّ السماع -يعنى الشرف- فقال رسول اللَّه ﷺ : من دخل دار أَبى سفيان فهو آمنٌ إلا ابن خطل ومقيس بن صبابة الليثى، وعبد اللَّه بن سعد بن أَبى سرح والقينتين، فإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة فاقتلوهم، فلما ولوا قال أبو بكر يا رسول اللَّه ﷺ لو أمرت بأبى سفيان فحبس على الطريق وأذِّن في الناس بالرحيل فأدركه العباس فقال: هل لك إلى أن تجلس حتى تنظر؟ قال: بلى، ولم يكره ذلك فيرى ضعفه فسألهم، فمرت جهينةُ فقال: أى عباس من هؤلاء؟ قال: هذه جهينة، قال: مالى ولجهينة، واللَّه ما كان بينى وبينهم
حربٌ قطُّ، ثم مرَّت مزينة فقال: أى عباس من هؤلاء؟ قال: هذه مزينة، قال: مالى ولمزينة، واللَّه ما كان بينى وبينهم حرب قط، ثم مرت سليم فقال: أى عباس: من هؤلاء؟ قال: هذه سليم، ثم جعلت تمرُّ طوائفُ العرب فمر عليه أسلمُ، وغفار فيسأل عنها فيُخبره العباسُ حتى مَرَّ رسول اللَّه ﷺ في (أخريات) الناس في المهاجرين الأولين، والأنصار في (لأمةٍ تلمعُ) البصر، فقال أى عباس: من هؤلاء؟ قال: هذا رسول اللَّه ﷺ وأصحابه في المهاجرين الأولين والأنصار لقد أصبح ابن أخيك عظيم الملك، قال، لا واللَّه ما هو بملك، ولكنها النبوة، وكانوا عشرة آلاف، أو اثنى عشر ألفًا، ودفع رسول اللَّه ﷺ الراية إلى سعد بن عبادة، فدفعها سعد إلى ابنه قيس بن سعد، وركب أبو سفيان فسبق الناس حتى اطلَّع عليهم من الثنية، قال له أهل مكة: ما وراءك؟ قال: ورائى الدهْمُ، ورائى مالا قبل لكم به، ورائى من لم أر مثله، من دخل دارى فهو آمنٌ، فجعل الناس يقتحمون داره، وقدم رسول اللَّه ﷺ فوقف بالحجون بأعلى مكة، وبعث الزبير بن العوام في الخيل في أعلى الوادى، وبعث خالد بن الوليد في الخيل في أسفل الوادى، وقال رسول اللَّه ﷺ إنك لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وأحب أرض اللَّه إلى اللَّه، وإنى واللَّه لو لم أُخرج منك ما خرجتُ، وإنها لن تَحلَّ لأحدٍ كان قبلى، ولا تحلَّ لأحدٍ بعدى، وإنما أُحِلَّتْ لى من النهار ساعةً، وهى ساعتى هذه حرامٌ لا يُعضَدُ شجرها، ولا يحتشُّ حشيشها، ولا يُلتْقطُ لقطتها إلا لمنشد، ثم قال له رجل يقال له أبو شاه والناس يقولون قال له العباسُ: يا رسول اللَّه! إلاذخر، فإنه لبيوتنا وقُيونِنا (*)، أو لبيوتنا وقبورنا، فأما ابن خطل فوجدوه معلقًا بأستار الكعبة فقتل وأما مقيس بن صبابة فوجدوه بين الصفا والمروة، فبادره نفرٌ من بنى كعب ليقتلوه، فقال ابن عمه نميلة خلُّوا عنه فواللَّه لا يدنو منه رجلٌ إلا ضربتُه بسيفى هذا حتى يَبُردَ، فتأخروا عنه فحمل عليه بسيفه ففلق به
هامته، وكره أن يفخر عليه أحدٌ، ثم طاف رسول اللَّه ﷺ بالبيت، ثم دخل عثمان بن طلحة فقال: أى عثمانُ! أين المفتاح؟ فقال: هو عند أمى سلامة ابنة سعد، فأرسل إليها رسول اللَّه ﷺ فقالت: لا واللات والعزى لا أدفعه إليه أبدًا، قال: إنه قد جاء أمرٌ غير الأمر الذى كنا عليه، فإنك إن لم تفعلى قتلت أنا وأخى فدفعته إليه فأقبل به حتى إذا كان وجاه رسول اللَّه ﷺ عشر فسقط المفتاح منه، فقام إليه رسول اللَّه ﷺ فأحنى عليه بثوبه، ثم فتح له عثمان فدخل رسول اللَّه ﷺ الكعبة، فكبر في زواياها وأرجائها، وحمد اللَّه -تعالى- ثم صلى بين الأسطوانتين ركعتين، ثم خرج فقام بين الناس، فقال علىٌّ: فتطاولت لها ورجوتُ أن يدفع إلينا المفتاح، فتكون فينا السقاية والحجابة، فقال رسول اللَّه ﷺ أين عثمان؟ هاكم ما أعطاكم اللَّه -تعالى- فدفع إليه المفتاح، ثم رقى بلال على ظهر الكعبة فأذن، فقال خالد بن أسيد: ما هذا الصوت؟ قالوا: بلالٌ بن رباح، قال: عبدُ أَبى بكر الحبشى؟ قالوا: نعم قال: أين؟ قالوا: على ظهر الكعبة، قال على مرقة بنى أَبى طلحة؟ قالوا: نعم، قال: ما يقول قالوا؟ يقول: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدًا رسول اللَّه، قال: لقد أكرم اللَّه أبا خالد بن أسيد عن أن يسمع هذا الصوت -يعنى أباه، وكان ممن قتل يوم بدر في المشركين، وخرج رسول اللَّه ﷺ إلى حنين، وجمعت له هوازن بحنين فاقتتلوا فهزم أصحاب رسول اللَّه ﷺ قال -تعالى- {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا} الآية، فنزل رسول اللَّه ﷺ عن دابته فقال: [اللهم إنك إن شئت لم تُعَبْد بعد اليوم، شاهت (*) الوجوهُ، ثم رماهم بحصباء (* *) كانت في يده، فولوا مُدبرين، فأخذ رسول اللَّه ﷺ السْبَى والأموال، فقال لهم إن شئتم فالنداء، وإن شئتم فالسبى، فقالوا: لن نؤثر اليوم
على الحسب شيئًا، فقال رسول اللَّه ﷺ : إذا خرجت فاسألونى فإنى أعطيكم الذى لى، ولن يتعذر (*) على أحد من المسلمين، فلما خرج رسول اللَّه ﷺ صاحوا إليه، أما الذى قعد أعطيتكموه، وقال المسلمون مثل ذلك إلا عيينة بن حصن فإنه قال: أما الذى لى فأنا لا أعطيه، قال: فأنت على حقك (من ذلك)، فصارت له يومئذ عجوز عوراء، ثم حاصر رسول اللَّه ﷺ أهل الطائف قريبًا من شهر، فقال عمر بن الخطاب: أى رسول اللَّه ﷺ دعنى أدخل عليهم فأدعوهم إلى اللَّه -تعالى- قال: إنهم إذًا قاتلوك، فدخل عليهم عروة فدعاهم إلى اللَّه -تعالى- فرماه رجل من بنى مالكٍ بسهم فقتله، فقال رسول اللَّه ﷺ : مثله في قومه كمثل صاحب يسن، وقال رسول اللَّه ﷺ : خذوا مواشيهم، وضيقوا عليهم، ثم أقبل رسول اللَّه ﷺ راجعًا حتى إذا كان بنخلة جعل الناس يسألونه، قال أنس: حتى انتزعوا رداءه عن ظهره (فأبدوا) على مثل فلقة القمر، فقال: ردوا على ردائى لا أبالكم أتُبَخِّلونى (* *)، فواللَّه لو كان لى ما بينهما إبلا وغنمًا لأعطيتكموه، وأعطى المؤلفة يومئذٍ مائة مائة من الابل وأعطى الناس، فقالت الأنصار عند ذلك، فدعاهم رسول اللَّه ﷺ فقال: قلتم كذا وكذا، ألم أجدكم ضُلالًا فهداكم اللَّه بى؟ قالوا: بلى، قال: أو لم أجدكم عالة فأغناكم اللَّه -تعالى- بى قالوا: بلى، قال: ألم أجدكم أعداءً فألف اللَّه بين قلوبكم بى؟ قالوا: بلى، قال: أما إنكم لو شئتم قلتم: قد جئتنا مخذولًا فنصرناك، قالوا: اللَّه ورسوله أمَّنُّ قال: لو شئتم قلتم: جئتنا طريدًا فآويناك، قالوا: اللَّه ورسوله أمنُّ، قال: ولو شئتم قلتم جئتنا عائلًا فواسيناك قالوا: اللَّه ورسوله أمَّنُّ، قال: أفلا ترضون أن ينقلب الناس بالشاة والبعير وتنقلبون برسول اللَّه ﷺ إلى
دياركم، قالوا: بلى، فقال رسول اللَّه ﷺ : الناس دثارٌ (*) والأنصار شِعارٌ، وجعل على المغانم عباد بن وقش أخا بنى عبد الأشهل، فجاء رجل من أسلم عاريًا ليس عليه ثوب فقال: اكسنى من هذه البرود بردةً، قال: إنما هى مقاسم المسلمين ولا يحل لى أن أعطيك منها شيئًا، فقال قومه: اكسه منها بردة، فإن تكلم فيها أحد فهى من قسمنا وأعطائنا فأعطاه بردة، فبلغ ذلك رسول اللَّه ﷺ فقال: ما كنت أخشى هذا عليه ما كنت أخشاكم عليه، فقال: يا رسول اللَّه! ما أعطيته إياها حتى قال قومه: إن تكلم فيها أحدٌ فهى من قسمنا وأعطائنا، فقال: جزاكم اللَّهُ -تعالى- خيرًا، جزاكم اللَّه خيرًا".
"إن الحمد للَّه ما شاءَ جعل بين يديه، وما شاء جعل خلفه، وإن من البيان سحرًا".
"إن الحمد للَّه أحمده وأستعينه، نعوذ باللَّهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده اللَّه فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله اللَّه وحده لا شريك له: إن أحسن الحديث كتاب اللَّه قد أفلح من زينُه اللَّه في قلبه وأدخله في الإسلام بعد الكفر، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس، إنه أحسن الحديث وأبلغه، أحِبُّوا من أحبَّ اللَّه -تعالى- أحبوا اللَّه -تعالى- من كل قلوبكم، ولا تملوا كلام اللَّه وذكره، ولا يقسى عنه قلوبكم، فقد سماه اللَّه -تعالى- خيرته من الأعمال والصالح من الحديث، ومن
كل ما آوى (*) الناس من الحلال والحرام، فاعبدوا اللَّه ولا تشركوا به شيئًا، واتقوه حق تقاته واصدقوا صالح ما تقولون بأفواهكم، وتحابوا بروح اللَّه ﷻ بينكم إن اللَّه يغضب أن ينكث عهده، والسلام عليكم ورحمة اللَّه".
"عن أَبى العالية قال: سيأتى على الناس زمانٌ تُخَربُ صدورهم من القرآن، وتبلى كما تبلى ثيابهم، لا يجدون لها حلاوة ولا لذاذة، إن قصروا عما أمروا به، قالوا: إن اللَّه غفُورٌ رحيم، وإن عملوا ما نهوا عنه، قالوا: إن اللَّه لا يغفُر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، أمرهم كلُّه طمعٌ ليس معه خوفٌ، لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب، أفضلهم في أنفسهم المداهِنُ".
"عن أَبى العالية: أن خالد بن الوليد قال: يا رسول اللَّه! إن كائدًا من الجن يكيدنى، قال: قل أعوذُ بكلماتِ اللَّه التاماتِ من شرِّ ألمى لا يجاوزهن بر ولا فاجر،
من شرِّ ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر ما يعرُجُ في السماء، وما ينزلُ منها، ومن شر كل طارقٍ إلا طارقًا يطرقُ بخيرٍ، يا رحمنُ، قال: ففعلتُ ذلك فأذهبه اللَّه -تعالى- عنى".
"عن أَبى العالية قال: كنا نتحدث أنه سيأتى على الناس زمان خَيْرُ أهله الذى يرى الخير فيحابيه قريبًا".
"عَن أَبِى قلَابَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِيمَا يُحَدِّثُ عَنِ اللَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: يَا بْنَ آدَمَ خصلتان أعطيتكهما لَمْ يكُن لَكَ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا: جَعَلْت طَائِفَةً مِنْ مالك عِنْدَ مَوْتِكَ ارْحَمكَ بِهِ أَوْ قال: أُطَهِّركَ بِهِ، وَصَلَاةُ عِبَادِى عَلَيْكَ بَعْدَ مَوْتِكَ".
"عَنْ أَبِى قلَابَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ غُلَامًا لَهُ عن دُبرٍ مِنْهُ، فَجَعَلَهُ النَّبِىُّ ﷺ مِنَ الثُّلُثِ".
"عَنْ أَبِى قَلَابَةَ قَالَ: أَعْتَقَ رَجُلٌ عَبْدًا لَهُ، لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرهُ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَاعْتَقَ النَّبِىُّ ﷺ ثُلُثَهُ وَاسْتْبَقَاهُ (*) فِى الثلُثَيْنِ".
"عَنْ أَبِى قَلَابَةَ، وَيَحْيَى بن سَعِيدٍ: أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ بَدأَ بِالأَنْصَارِ فَقَالَ: استحلفوا فَأَبوا أَن يَحْلِفُوا، فَقَالَ للأنصار: إِنْ يَحلِف لَكُم يَهُود؟ فَقَالَتْ الأَنْصَار: لَا تُبَالِى الْيَهُود أَن يَحلِفُوا فوداه رسُولُ اللَّهِ ﷺ مِن عِنْدِهِ مِائةً مِنَ الإِبِلِ".
"عَنْ أَبِى قَلَابَةَ قَال: أَمَر النَّبِىُّ ﷺ بِجَزُورٍ فنُحرتْ، فانتهب النَّاسُ لَحْمهَا فَأَمَرَ النَّبِىُّ ﷺ مُنَادِيًا فنادى: إِنَّ اللَّهَ ورَسُوله يَنْهاكُم عِن النُّهَبة".
"عَنِ أَبِى قلَابَةَ قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ : لَا يَحلُّ لِرَجُلٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليوِم الآخِرِ أَنْ يُجَامِعَ على حبلٍ لَيْسَ مْنِهُ، قَالَ: وَنَهَى عَنْ بَيْعِ المغانم حَتَّى تُقْسَمَ".
"عَنْ أَبِى قَلَابَةَ قَالَ: جَاءَ النَّبِىُّ ﷺ إلَى أَهْل الْبَقِيعِ فَنَادَى بصوتٍ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْبقيع! لَا يَتَفَرَّق البيعان إلَّا عَن رضًى".
"عَنْ أَبِى قَلَابَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُول اللَّه ﷺ عن الطَّرِيقِ (الميتاء) (*) قَالَ: اجعلوها سَبْعَةَ أَذْرُعٍ".
"عَنْ أَبِى قلَابَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : لا تُضَارُّوا فِى الْحَفْرِ قَالَ: وذَلِكَ أن يَحْفِرَ الرَّجُلُ إلى جَنْبِ الرَّجُلِ ليَذْهَبَ مَاؤُهُ".
"عَنْ أَبِى قَلَابَةَ قَالَ: فِى الْجَنَّةِ قصرٌ لِصُوَّامِ رَجَب".
"عَنْ سَهْل بن أَبِى زينب قَالَ: كنت عند عُمَر بن عَبْد العَزِيزِ إذَ قَالَ: يَا أَبَا قَلَابَةَ! حَدّثنَا، فقال أَبَو قَلَابَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : إنى رَأَيْتُ أن أؤمكُم إذْ لَحِقَنِى ظِلَالٌ وَتَقَدَّمْتُ، ثُمَّ لَحِقَنِى ظِلَالٌ فَتَقَدمتُ، لحقنى ناس مِنْ أُمَّتى يكُونُون مِنْ بَعْدى تَخَلَّقُ بى قُلُوبهم وَأَعْمَالهم، فَقَالَ عُمَر: إى واللَّهِ يَا أَبَا قَلَابَة مَا كُنْت تسرُّنا بِهذَا الْحَديثِ قَبْلَ الْيَوْمِ".
"عَنْ أَبِى قَلَابَةَ: أَنَّ امْرأَةً صَامَتْ حَتَّى مَاتَتْ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ ﷺ لَا صَامَتْ وَلَا أفطرت".
"عَنْ أَبَى قلَابَةَ: أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ صَلَّى يَوْمًا بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى القَوْم بِوَجْهِهِ فَقَالَ: هَلْ تقرأون فِى صَلاتِكُمْ وَالإمَامُ يَقْرأُ؟ فَسَكَتَوُا فَأَعَادَ ذَلَكَ عَلَيْهم مَرَّتَيْنِ أَوْ ثلاثًا، فَقَالَ قَائِل أَوْ قَائِلُونَ: إِنَّا لَنَفْعَلُ، قَالَ: فَلَا تَفْعَلُوا وَليقْرَأ أَحَدكُم بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ فِى نَفْسِهِ".
"عَنْ أَبِى قَلَابَةَ: أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ قَالَ: لَا عَدْوَى، وَفِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ".