"عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَمَّا أَنْ هَجَتْ قُرَيْشٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أحزنه ذَلِكَ، فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ: اهْجُ قُرَيْشًا، فَهَجَاهُمْ هِجَاءً لَيْسَ بِالْبَلِيغِ إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يَرْضَ بِهِ، فَبَعَثَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: اهْجُ قُرَيْشًا، فهجاهم هِجَاءً لَمْ يَبْلُغْ فِيهِ، فَلَمْ يَرْضَ بِذَلِكَ، فَبَعَثَ إِلَى حَسَّان بْنِ ثَابِتٍ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَى حَسَّان، فَقَالَ حَسَّانُ حِينَ جَاءَهُ الرَّسُولُ أَنِ اهجُ قُرَيْشًا: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَبْعَثُوا إِلَى هَذَا الأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ فَقَالَ حَسَّانُ: وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لأَفْرِينَّهُمْ بِلِسَانِى هَذَا، ثُمَّ أَطلَعَ لِسَانَهُ، فَتَقُولُ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ كَأَنَّ لِسَانَهُ لِسَانُ حَيَّةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : إِنَّ لِى فِيهِمْ نَسَبًا وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تُصِيبَ بَعْضَهُ، فَأتِ أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا فيخلُصُ لَكَ نَسَبِى، قَالَ حَسَّانُ: وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لأَسُلَّنَّكَ مْنِهُمْ وَنَسَبَكَ مثل سَلِّ الشَّعْرَةِ مِنَ الْعَجِينِ، فَهَجَاهُمْ حَسَّانُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : لَقَدْ شَفَيْتَ يَا حَسَّانُ واشتفيت".
Add your own reflection below:
Sign in with Google to add or reply to reflections.