"إِنَّ الله بَعثني رحْمَةً للنَّاسِ كافةً فأَدُّوا عنِّي رَحِمكُم الله، وَلا تخْتلفُوا كما اخْتلفَ الحَوَاريُّون على عِيَسى؛ فإِنَّهُ دعَاهُمْ إِلى مِثْل مَا أَدْعُوكم إِليه ؛ وأَمَّا مَن قرُبَ مَكَانُهُ فَكرهَه، فشَكَا عِيسَى بن مَرْيَم ذَلكَ إِلى الله - تعالى - فأَصْبَحوا وَكُلُّ رجُلٍ مِنْهُمْ يَتَكلَّمُ بِلِسَانِ القَوْم الذيَنَ وُجِّه إليهم، فقال لَهُمْ عيِسى: هَذَا أمْرٌ قَدْ عَزَمَ الله لكم عَليه فامْضُوا، فافْعَلوُا".
#jesus (12)
"ذَاكَ المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، سلَّمَ عَلىَّ".
"رأَيتُ جِبْرِيلَ، فَإِذَا أَقْربُ مَنْ رأَيتُ بِهِ شَبهًا دِحْيةُ، ورأَيْتُ عيسى ابنَ مرْيم، فَإِذَا أقْربُ مَنْ رأَيْتُ بهِ شَبَهًا عُرْوةُ بْنُ مسْعُودٍ".
"خَيْرُ هذِهِ الأُمَةِ أَوَّلُهَا وآخرُها: أَوَّلُها فِيهم رسُول اللَّه، وآخِرها فيهم عيسى بن مَرْيمَ، وبَيْنَ ذَلِكَ نَهْجٌ أَعْوَجُ، لَيْس مِنْكَ ولَسْت منْهُمْ".
"دِحْيَةُ الكَلْبىُّ يشْبِهُ جِبرْيلَ، وعُرْوةُ بنُ مسعود الثَّقَفِىُّ يُشْبِهُ عيسى بن مريمَ، وعبدُ العُزَّى يُشْبِه الدَّجَّالَ".
"رأَيْت عِيسى بْنَ مرْيم، فَإِذَا هو رجُلٌ أَبْيضُ مُبطَّنٌ مِثْلُ السَّيفِ".
"لا تَبْكُوا فَإِنَّما مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ حَدِيقَةٍ قَامَ عَلَيهَا صَاحِبُها فاحْتَدَرَ رَوَاكِبَهَا، وَهَيَّأَ مَسَاكِنَهَا، وَحَلَقَ سَعَفَهَا، فَأَطْعَمَتْ عَامًا فَوْجًا، فَلَعَلَّ آخِرهَا عامًا يكَوُنُ أَجْوَدَهَا قِنْوَانًا، وَأَطوَلهَا شِمْراخًا، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَيَجِدَنَّ ابنُ مَرْيَمَ فِي أُمَّتِي خَلَفًا مِنْ حَوَارِيِّهِ".
"مثَلُ أُمَتى كَحدِيقَة قَام عليها صاحِبُهَا فَاحْتَدَرَ رَوَاكِيها وَهَيَّأَ مساكِنَها، وحَلَق سَعَفَها، فأَطعمَ عامًا فوجًا، وعامًا فوجًا، فَلَعَلَّ آخِرَهما طعمًا أَن يكونَ أجودَهُما قِنْوانًا، وأَطوَلَهُمَا شِمراخًا، والذي بعثَنِى بالحق لَيَجدَنَّ عيسى ابن مريم في أُمتى خَلفًا من حواريِّهِ".
"أخذ الله - ﷻ - مِنِّى الميثاقَ كما أخَذَ من النبيين ميثاقهم، بَشَّرَ بِى المسيحُ عيسى ابنُ مريم، ورأت أمُّ رسول الله ﷺ في منامِها: أنه خرج من بين رِجْلَيْها سراجٌ أضاءتْ له قصورُ الشامِ".
"أحبُّ شئ إلى الله الغُرباءُ الفرارون بدينهم، يبعثهم الله يوم القيامة مع عيسى بن مريم" .
"أَنتم كُفَلَاءُ على قَوْمِكُمْ ككفالة الحواريين لعيسى بن مريمَ، وأَنا كفيل قومى".
"أوحى اللَّه تعالى إِلى عيسى بن مريم في الإِنجيل أن قل للملأ من بنى إِسرائيل: إِنَّ من صام لمرضاتى أصححت له جسمه، وأَعظمت له أجره".
"أَوْحَى اللَّهُ تَعالَى إِلى عيسى: أَنْ يا عِيسَى انتقل مِنْ مكانٍ إِلَى مكانٍ لئلا تُعْرفَ فَتُؤْذى، فَوَعِزَّتِى وجَلَالِ، لأزَوِّجَنَّك أَلْفَى حَوْرَاءَ ولأُولمنَّ عَلَيكَ أَربعمائة عامٍ".
"أَنَا دَعُوَةُ أَبِى إِبْرَاهيمَ، وبُشْرَى عيسَى ابْن مَرْيَمَ" .
"أَنَا دَعْوَةُ إِبراهِيمَ، وكَانَ آخِرَ مَنْ بَشَّرَ بى عِيسى بنُ مَرْيَمَ" .
"أَنَا دَعْوَةُ إِبْرَاهيمَ وَبَشَّرَ بِى عيسَى بْن مَرْيَمَ ، وَرَأَتْ أُمِّى حينَ وَضَعَتْنى خَرَجَ منْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ، واسْتُرضعْتُ في بَنى سَعْد بن بَكْر. فَبَيْنَا أَنَا مَعَ أخٍ لِى خَلفَ بَيُوتنَا نَرْعَى بُهْمًا لَنَا أَتَانِى رَجُلَان عَلَيْهِمَا ثيَابُ (بَيَاض) بِطَسْتٍ منْ ذَهَب مَمْلُوءًا ثَلجًا فَأَخَذَانِى فَشَقَّا بَطْنِى فَاسْتَخْرَجَا قَلْبِى فَشَقَّاهُ واسْتَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَةً سَوْدَاءً فَطَرَحَاهَا ثُمَّ غَسَلَا بَطْنى وَقَلبِى بذلِكَ الثَّلج. ثُمَّ قَالَ: زِنْهُ بِمَائَة منْ أُمَّتِهِ فَوَزَنُونِى بِهِمْ فَوَزنْتُهُمْ ثُمَّ قَالَ: زِنْهُ بِأَلْفٍ منْ أُمَّتِهِ فَوَزنُونِى بِهِمْ فَوَزنْتُهُمْ، ثُمَّ قَال دَعْهُ فَلَوْ وَزَنْتَهُ بأُمَّتِهِ لَوَزَنَهَا".
"عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَان، عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنَا عَنْ نفْسِكَ، قَالَ: دَعْوَةُ إبْرَاهِيمَ، وَبُشْرَى عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أضَاءَتْ (له) قُصُور بصْرى مِنْ أرْضِ الشَّامِ، وَاسْتُرْضِعْتُ فِي بَني سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ فَبَيْنَا أَنَا مَعَ أَخٍ فِي بُهْمٍ لَنَا أَتَانِي رَجُلانِ بِثَيَابٍ بِيضٍ مَعَهُمَا طَسْتٌ مِن ذَهَبٍ مَمْلُوء ثَلْجًا فَأضْجَعَانِي فشقا بَطْنِي ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي فَغَسَلَاهُ، ثُمَّ جَعَلَا فِيهِ حِكْمَةً وَإِيمَانًا".
"أَنا أَولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة؛ ليس بينى وبينه نبىٌّ والأَنبياءُ أَولاد عَلاتٍ، أُمهاتهم شتى ودينهم واحدٌ" .
"أوَّلُ الآيات الدَّجَّالُ، ونزُولُ عيسى، ونارٌ تخرُجُ من قَعْر عَدَن أَبْيَنَ، تَسُوقُ النَّاسَ إِلى الْمَحشَر تَقِيلُ مَعَهُمْ إِذا قَالُوا، والدُّخانُ، والدَّابَّةُ، ويأْجوجُ ومأْجوجُ؟ قيل يا رسول اللَّه! ما يأجوج ومأجوج؟ قال: يأجوجُ ومأجوجُ أُمَمٌ كُلُّ أُمَّة أربعمائة أَلف لا يموت الرَّجُلُ منهم حتَّى يَرَى أَلْفَ عين تطوفُ بين يَدَيْهِ من صلبه، وهم ولَدُ آدم فَيسيرون إِلى خَرَاب الدُّنيا، ويكونُ مَقْدَمُهُمْ بالشَّامِ، وساقتهُمِ بالعراق، فَيمرُّون بأَنَّهارِ الدُّنْيَا، فَيَشْرَبُون الْفُراتَ ودِجْلَةَ، وبحيرة الطَّبريَّةِ حتَّى يأْتوا بيت المقدِس فَيَقُولُونَ: قد قَتَلنَا أهْلَ الدُّنيا فقاتِلُوا مَنْ في السَّمَاءِ، فيرمون بالنُّشَّاب إِلى السَّمَاءِ فَتَرْجعُ نُشَّابُهم
مخضَّبَة بالدِّمِ، فيقولون: قد قتلنا من في السَّمَاء، وعيسى والمسلمون بجَبَلِ طُور سينين فَيُوحِى اللَّهُ إِلى عِيسَى: أَنْ أَحْرزْ عبادى بالطُّور وما يَلِى أَيلة ثُمَّ إِنَّ عِيسَى يرفَعُ يَدَيهِ إِلى السَّمَاءِ وَيُؤَمِّنُ المسلمونَ، فَيَبْعَث اللَّه عليهم دابة يقال لها: النغف تدخل في مناخرهم فَيُصْبحُونَ مَوْتَى من حَاق الشَّامِ إِلى حَاق الْمَشْرق حتَّى تُنْتِنَ الأَرْضُ من جيَفِهمْ، ويأمُرُ السَّماءَ فَتُمْطِرُ كأَفواهِ الْقِرَب فَتَغْتَسِلُ الأَرْضُ من جيفهم ونتنهم، فعند ذلك طلوعُ الشَّمْسِ من مَغربهَا".
"إذا كانَ يومُ القيامة دُعِيَ بالأنبياءِ وأُمَمها، ثُمَّ يُدْعى بعيسى، فيُذكِّرُهُ الله نِعْمتَه عليهِ فُيِقرُّ بها، فيقولُ: ({إِذْ قَال اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ} الآية، ثُمَّ يقولُ: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَينِ مِنْ دُونِ اللَّهِ؟ } فينكرُ أنْ يكونَ قال ذلك، فُيؤتَى بالنصارى، فَيُسألونَ فيقُولونَ: نعمْ هو أمرنا بذلك فيطُولُ شعْرُ عيسى حتَّى يأخُذَ كلُّ ملكٍ من الملائكةِ بشعرةٍ من شعر رأسه وجسده، فيحاسبُهم بين يدِي الله ﷻ ألفَ عامٍ حتَّى يوقعَ عليهم الحجةَ، ويرْفَع لهم الصليبَ، ويَنْطَلقَ بهم إلى النَّار".
"بَينَ يَدَى السَّاعَةِ عَشْرُ آيَاتٍ كالنَّظمِ في الخَيطِ، إِذَا سَقَطَ مِنهَا وَاحِدَةٌ تَوَالتْ: خروج الدَّجَّالِ، وَنُزُولُ عيسَى بْنِ مَريَمَ، وَفَتْحُ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ، والدَّابَّةُ، وَطُلُوعُ الشمسِ مِن مَغرِبِهَا، وَذلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نفسًا إِيمَانُها".
"مَا مِنْ مَوْلُودٍ إلَّا وَقَدْ عَصَرَهُ الشَّيطَانُ عَصْرَةً، أَوْ عَصْرتينِ، إلَّا عِيسى ابنَ مرْيمَ ومَرْيَمَ".
"مَا مِنْ نَبِيٍّ إلَّا لَه نَظِيرٌ في أُمَّتِي، وأَبُو بكْرٍ نظِيرُ إِبراهيمَ، وعُمَرُ نظير مُوسى، وعُثْمان نَظِيرُ هارُونَ، وَعليُّ بن أَبي طالِب نَظِيرى، وَمنْ سَرَّه أَنْ يَنْظُرَ إِلى عِيسى ابنِ مريمَ، فَلْيَنْظُر إِلى أَبِي ذَرٍّ الغِفَارى".
"مثّلَتْ لأَخِى عِيسَى ابْن مَرْيَمَ (الدُّنْيا) (*) في صُورَة امْرَأَة، فقَال لَهَا: أَلَكِ زَوْجٌ؟ فَقَالت: نَعم، أَزْوَاجٌ كَثِيرَةٌ، قَال: أَهُمْ أَحياءٌ؟ قَالتْ: لأَقْتُلنَّهُم، فَعلِمَ حِينئَذٍ أَنَّهَا دُنْيَا مَثُلَتْ لَهُ".
"أخرجوا إلىَّ اثنى عشرَ منكم يكونوا كُفَلاءَ على قومِهم، كما كَفَلت الحواريُّون لعيسى ابن مريمَ، ولا يَجِدَنَّ أحدٌ منكم في نفسه أن يُؤْخَذَ غيرهُ، فإنما يختارُ لى جبريلُ".
"مَا أظلتِ الخضراءُ وَلا أقلت الْغبْرَاءُ مِنْ ذِي لهْجَةٍ أصْدَقَ وَلَا أوْفى من أبِي ذرٍّ، شِبه عيسى ابن مريم".
"مَا أَظلَّتِ الْخضرَاءُ، وَلا أقَلَّتِ الْغبْرَاءُ ذا لهْجَةٍ أَصْدَق مِنْ أَبى ذر، مَنْ سَرَّه أن يَنْظرَ إِلى توَاضعِ عيسى ابنِ مريمَ - فليَنْظر إِلى أَبى ذر".
"مَا أظلت الْخضرَاءُ، وَلا أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ من ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَق من أَبى ذَرٍّ، فَإِذا أَردتم أَن تنظروا إِلى أَشبه الناس بعيسى ابنِ مريمَ هَدْيًا وبِرّا وَنُسُكًا فَعَلَيكم بِهِ".
"مَا أَظَلَّت الخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّت الغَبْرَاءُ عَلَى ذي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ من أَبى ذَرٍّ، وَمَنْ سَرَّهُ أنْ يَنْظُرَ إِلى زُهْدِ عيسى ابنِ مريمَ، فَليَنْظُر إِلى أَبى ذرٍّ".
"مَا أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّت الغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَة أَصَدَقَ من
أَبى ذر، ثم رجلٌ بَعْدى، من سرَّه أَن ينظُرَ إِلى عيسى ابنِ مريم زُهْدًا وسَمْتًا فَليَنْظُرْ إِلى أَبى ذَرٍّ".
"عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ لى رَسُولُ الله ﷺ : مَا تُظِلُّ الْخَضْرَاء، وَلَا تقلُّ الْغبَرَاء عَلَى ذِىِ لهْجَةٍ أصْدَق مِنْ أَبِى ذَرٍّ شَبِيه ابنِ مَرْيَم".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِى جَهْلٍ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَقَالَ أبو جَهْلٍ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ! إنَّ محمدًا قد شَتَمَ آلهَتكُمْ، وَسَفَّهَ أَحْلَامَكُمْ، وَزَعَمَ أَنَّ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِكُمْ يَتَهَافَتُونَ فيِ النارِ، أَلَا وَمَنْ قَتَلَ محمدًا فَلَهُ علىَّ مائةُ نَاقَةٍ حَمْرَاءَ وَسوداءَ، وَأَلفُ أُوقيَّةٍ من فِضَّةٍ، فَخَرجتُ مُتَقَلِّدًا السَّيفَ مُتنكِّبًا كِنَانَتى أرِيدُ النَّبِىَّ ﷺ فمررْتُ عَلَى عجْلٍ يَذبَحُونَهُ، فَقُمْتُ أنظرُ إليهِمْ، فَإِذَا صَائِحٌ يَصيحُ، مِن جَوْفِ العِجل: يا آلَ ذُرَيْحٍ! أمرٌ نَجِيحٌ، رَجُلٌ يصيحُ، بِلسانٍ فَصيحٍ، يدْعُو إِلَى شَهَادَةِ أن لا إِلَهَ إِلَّا الله وأن محمدًا رسُولُ اللهِ، فَعلمتُ أنهُ أرَادَنِي، ثُمَّ مررتُ بغنَمٍ فإِذَا هَاتفٌ يهتِفُ يقولُ:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ذَوُو الأَجْسَامِ ... مَا أَنتمُ وطائِشُ الأَحْلَامِ
وَمُسْنِدُو الحكم إلى الأصنام ... فَكُلُّكُمْ أَرَاهُ كالأنْعامِ
أَمَا تَرَوْنَ مَا أَرَى أَمَامِى ... من سَاطِعٍ يَجْلُو دُجَى الظَّلَامِ
قَدْ لَاحَ للناظِرِ من تهامِ ... أكْرِمْ به الله من إمامِ
قَدْ جاء بعد الكفرِ بالإِسلام ... والبرِّ والصِّلَاتِ للأرْحامِ
فقلت: والله ما أراه إلا أرادنى، ثم مررتُ بِالضِّمَارِ، فَإِذا هَاتفٌ من جوفِهِ:
تُرِكَ الضِّمَارُ وَكَانَ يُعْبَدُ وحدَهُ ... بَعْدَ الصَّلَاةِ مَعَ النبيِّ محمدِ
إن الذي وَرِثَ النبوةَ والهدى ... بعد ابنِ مريمَ من قريش مُهتدِ
سيقولُ من عَبَدَ الضمارَ ومثلَهُ ... لَيتَ الضِّمارَ ومثلَهُ لم يُعْبَدِ
فَاصْبِرْ أبا حفصٍ فإِنَّكَ آمِنٌ ... يأتيكَ عِزٌّ غيرُ عِزِّ بَنِى عَدِى
لا تَعْجَلَنَّ فأنتَ ناصِرُ دينهُ ... حقًا يَقِينًا بِالِّلسَانِ وباليد
فوالله: لقد علمتُ أنهُ أرادَنِي، فجئتُ حتى دَخلتُ على أُخْتِي فإِذَا خَبابُ بن الأرت عندها وزوجُها، فقال خبابٌ: وَيْحَكَ يا عُمرُ أَسْلِمْ، فَدعوتُ بالماءِ فتوَضَّأتُ، ثمَّ خرجتُ إلى النبي ﷺ فقالَ لِي: قد استُجيبَ ليِ فِيكَ يا عمرُ، أسلم، فأسلمتُ وكنتُ رابعَ أربعينَ رجلًا ممن أسلم، ونزلَتْ {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} ".
"ينزلُ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَبْلَ يَوْم الْقِيَامَةِ فَيكْسِرُ الصَّلِيبَ، ويَقْتُلُ الخِنْزِيرَ، وَيَجْتمعُ النَّاسُ عَلَى الديِن، وَيَضَعُ الجِزْيَةَ".
"ينزلُ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَى ثَمَانِمِائَةِ رَجُلٍ وَأَرْبَعِمِائَةِ امْرَأَةٍ أَخْيَارُ مَنْ عَلَى الأَرْضِ، وأَصْلَحُ مَنْ مَضَى".
"ينزلُ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عِنْدَ بَابِ دمَشْقَ عِنْدَ المَنَارَة البيْضَاءِ لِسِتِّ سَاعَاتٍ مِنَ اللَّيْلِ فِى ثَوْبَيْنِ مُمَشَّقَين كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ رَأسِهِ الُّلؤْلؤُ".
"يَعِيشُ كُلُّ نَبِىٍّ نِصْفَ عُمُرِ الَّذِى قَبْلَهُ، وَإِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ مَكَثَ فِى قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ عَامًا".
"مَنْ أَدْرَكَ مِنْكُم عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ".
"مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْمَسِيحِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، إِلَى بِرِّهِ وَصِدْقِهِ وجِدِّهِ، فَليَنْظُرْ إِلَى أَبى ذَرٍّ".
" عَنْ عَلِىٍّ: أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى وَصَلَّى عَلَى نَبِيِّهِ ثُمَّ قَالَ: مَعَاشِرَ النَّاسِ! سَلُونِى قَبْلَ أَنْ تَفْقدُونِى، يَقُولُهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ صَعْصَعَةُ بنُ صُوحَانَ الْعَبْدِى فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنينَ! مَتَى يَخْرُجُ الدَّجَّالُ؟ فقالَ: مَهْ يَا صَعْصَعَةُ! قَدْ عَلِمَ الله مَقَامَكَ، وَسَمِعَ كَلامَكَ، مَا الْمَسئُولُ بِأَعْلَمَ بِذَلِكَ مِنَ السَّائِلِ؟ وَلَكِنْ لِخُرُوجِهِ عَلاَمَاتٌ وَأَسْبَابٌ وَهَنَّاتٌ، يَتْلُو بَعْضُهُنَ بَعْضًا حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ فِى حَوْلٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ إِنْ شِئْتَ أَنْبأتُكَ بِعَلاَمتِهِ! فَقَالَ: عَن ذَلِكَ سَأَلْتُكَ يَا أَمِيرَ الْمؤْمِنينَ! قَالَ فَاعْقدْ بِيَدِكَ وَاحْفَظ مَا أَقُولُ لَكَ؛ إِذَا أَمَاتَ النَّاسُ الصَّلَوَاتِ، وَأَضَاعُوا الأَمَانَاتِ، وَكَانَ الْحُكمُ ضَعْفًا، والظُّلْمُ فَخْرًا، وَأُمَراؤهُمْ فَجَرَةً، وَوُزَرَاؤهُمْ خَونَةً، وَأَعْوَانُهُمْ ظَلَمَةً، وَقُرَّاؤهُمْ
فهَدَى، وَأَنَا رَبُّكُم الأَعْلَى"، كَذَبَ عَدُوُ الله! لَيْسَ رَبُّكمْ كَذِلكَ، أَلاَ إِنَّ الدَّجَّالَ أَكْثَرُ أَشْيَاعهِ، (وأتباعه) الْيَهُودُ، وأَوْلاَدُ الزِّنا، يَقْتُلُهُ الله تَعَالَى بِالشَّامِ عَلَى عَقَبَةٍ يُقَالُ لَهَا عَقَبَةُ أَفيق (*)، لِثَلاَثِ سَاعَات يَمْضِينَ مِنَ النَّهَارِ، عَلَى يَدِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ خُرُوجُ الدَّابَّةِ مِنَ الصَّفَا، مَعَها خًاتَمُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وَعَصَا مُوسَى بْنِ عِمْرانَ، فَتَنْكُتُ بِاْلخَاتِمِ جَبْهَةَ كُلِّ مُؤْمِنٍ، هَذَا مُؤْمِنٌ حَقّا حَقّا، ثُمَّ تَنْكُتُ بالْعَصَا جَبْهَة كُلِّ كَافِرٍ؛ هَذَا كَافِرٌ حَقّا حَقّا! أَلاَ! إِنَّ الْمؤْمِنَ حِينَئِذ يَقُولُ لِلْكَافِرِ: وَيْلَكَ يَا كَافِرُ! الحَمْد لله الَّذِى لَمْ يَجْعَلْنِى مثْلَكَ، وَحَتَّى إِن الْكَافِرَ لَيَقُولُ لِلْمؤْمِنِ: طُوبَى لَكَ يَا مُؤْمِنُ! يَا لَيْتَنِى كُنْتُ مَعَكُمْ فَأفُوزَ فَوْزًا عَظيمًا، لاَ تَسْأَلُونِى عَمّا بَعْدَ ذلَكَ، فَإنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْه وَسَلَّم - عَهِدَ إلَىَّ أَنْ أَكْتُمَهُ".
"قال تَمّامٌ الرّازى في كتابِ فضلِ مغارة الدمِ: ثنا أبو يعقوب إِسحاق ابنُ إبراهيم الأذرعى، حدثنى من أثقُ به، ثنا محمد بن أحمدَ بن إبراهيمَ، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عروةَ بنِ رويم، عن أبيه قال: سَمعْتُ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ وَمُعَاوِيَةَ يَقُولاَنِ: سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ ﷺ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الأَثَارَاتِ بِدِمَشْقَ فَقَالَ: بِهَا جَبَلٌ يُقَالُ لَهُ "قَاسْيُونُ" فِيهِ قَتَلَ ابْنُ آدَمَ أَخَاهُ، وَفِى أَسْفَلِهِ فِى الضَّرْبِ وُلِدَ إِبْرَاهِيمُ، وَفِيهِ آوَى الله - تَعَالَى - عيسَى بْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ مِنَ الْيَهُودِ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ أَتَى مَعْقِلَ رُوحِ الله فَاغْتَسَلَ وَصَلَّى وَدَعَا لَمْ يَرُدَّهُ الله خَائِبًا، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! صِفْهُ لَنَا، قَالَ: هُوَ بِالْغُوطَةِ فِى مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا "دِمَشْقُ" وَأَزيدُكُمْ؟ إِنَّهُ جَبَلٌ كَلَّمَهُ الله، فِيهِ وُلدَ أَبِى إِبْرَاهِيمُ، فَمَنْ أَتَى هَذَا الْمَوْضِعَ فَلاَ يَعْجِزْ فِى الدُّعَاءِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَكَانَ لِيحْيَى مَعْقِلًا؟ قَالَ: نَعَمْ، احْتَرَسَ فِيهِ يَحْيَى مِنْ هَذَا وَرَجُلٌ مِنْ قَوْمِ عَادٍ فِى الْغَارِ الَّذِى تَحْتَ دَمِ ابْنِ آدِمَ الْمَقْتُولِ، وَفِيهِ احْتَرَسَ إِلْيَاسُ مِنْ مَلِكَ قَوْمِهِ، وَفِيهِ صَّلى إِبْرَاهِيمُ وَلُوطٌ وَمُوسَى وَعِيسَى وَأَيُّوبُ، فَلاَ تَعْجِزُوا عَنِ الدُّعَاءِ فِيه، فَإِنَّ الله أَنْزَلَ عَلَىَّ {ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ} فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! رَبُّنَا يَسْمَعُ الدُّعَاءَ أَمْ كيْفَ ذَلِك؟ فَأَنْزَلَ عَلَىَّ {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاع إِذَا دَعَانِ} ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سأَلهُ رَجُلٌ عَنِ الصِّيَامِ، فَقَالَ: لأَحَدِّثنَّكَ حَدِيثًا هُوَ عِنْدِى فِى التَّخْتِ (*) الْمَخْزُونِ إِنْ أَرَدْتَ صِيَامَ خَلِيفَةِ الرَّحْمنِ دَاوُدَ، كَانَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ وَأَشْجَعِ النَّاسِ، وَكَانَ لا يَفِرُّ إِذَا لاقَى، وَكَانَ يَقْرَأُ الزَّبُورَ بِاثنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ صَوْتًا يُلَوِّنُ فيهِنَّ، فَيَقْرَأُ قِرَاءَةً يُطْرِبُ الْمَحْمُومَ، وَكَانَ إِذَا أرادَ أَنْ يُبْكِىَ نَفْسَهُ اجْتَمَعَتْ دَوَابُّ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَوْلَ مِحْرَابِهِ فَيُنْصِتْنَ لِقَرَاءَتِهِ، وَيَبْكِينَ لِبُكَائِهِ، وَكَانَ يَسْجُدُ لله - ﷻ - فِى آخِرِ اللَّيْلِ سَجْدَةً يَتَضَرعُّ فِيها إِلَى اللهِ وَيَسْأَلُ حَاجَتَهُ، وَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ إِنَّ أَفْضَلَ الصِّيَامِ صِيَامُ أَخِى دَاوُد، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَإِنْ أَرَدْتَ صِيَامَ ابْنِهِ سُلَيْمَانَ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ، وَمِنْ وَسَطِهِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ، وَمِنْ آخِرِهِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ، فَكَانَ يَسْتَفْتِحُ الشَّهْرَ بِالصِّيَامِ، وَوَسطَهُ بِالصِّيَامِ، وآخِرهُ بِالصِّيَامِ، وَإِنْ أَرَدْتَ صَيَامَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَكَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ فَلا يُفْطِرُ، وَكَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَلا يَرْقُدُ، وَكَانَ يَلْبَسُ الشَّعَرَ، وَيَأكُلُ الشَّعِيرَ، وَيَبِيتُ حَيْثُ أَمْسَى، وَلا يَحْبِسُ شَيْئًا لِغَدٍ، وَكَانَ رَامِيًا إِذَا أَرَادَ الصَّيْدَ لَمْ يُخْطِئْهُ، وَكَانَ يَمُرُّ بِمَجَالِسِ بَنِى إِسْرَائِيلَ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَيْهِ حَاجَةٌ قَضَاهَا، وَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى الشَّمْسِ، فَإِذَا رآهَا قَدْ غَرَبَتْ قَامَ فَصَفَّ بَيْنَ قَدَمَيْهِ فَلا يَزَالُ قَائِمًا للهِ - ﷻ - حَتَّى يَرَاهَا قَدْ طَلَعَتْ،
فَكَانَ هَذَا شَأنَهُ حَتَّى رَفَعَهُ الله إِلَيْهِ، وَإِنْ أَرَدْتَ صِيَامَ أُمِّه مَرْيَمَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَيْنِ وَتُفْطِرُ يَوْمًا، وَإِنْ أَرَدْتَ صِيَامَ خَيْرِ الْبَشَرِ النَّبِىِّ الْعَرَبِىَ الْقُرَشِىِّ أَبى القَاسِم ﷺ فَكَانَ يَصُومُ فِى كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، وَيَقُولُ: هِىَ صِيَامُ الدِّهْرِ، وَهِىَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ".
"عَنْ سَعيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَنَحْنُ نَقُولُ: اثْنَا عَشَرَ أَميرًا ثُمَّ لا أَمِيرَ، وَاثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا ثُمَّ هِىَ السَّاعَةُ، فَقَالَ: مَا أَحْمَقَكُمْ! إنَّ مِنَّا أَهْلَ البَيْتِ المَنْصُورَ وَالسَّفَّاحَ وَالمَهْدِىَّ، يَدْفَعُهَا إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ".
"عَنِ ابْن عَباسٍ أَنَّهُمْ ذَكَروا عنْدَهُ اثْنَى عَشَرَ خَلِيفَةً ثُمَّ الأَمِيرَ، فَقَالَ: وَالله إِنَّ مِنَّا بَعْدَ ذَلِكَ السَّفَاحَ، وَالْمَنْصُورَ، وَالْمَهْدِىُّ يَدْفَعُها إِلَى عيسى ابْنِ مَرْيَمَ".
"عن عبادة بن الصَّامت قال: قيل يا رسول الله أخبرنا عن نفسك، قال: نعم أنا دعوة أبي إبراهيم، وكان آخر من (بَشِّر بِى) عيسى ابن مريم".
"عَن العَبَّاسِ بْن مِرْدَاسٍ أَنَّهُ كَانَ فِى لِقَاحٍ لَهُ نِصْفَ النَّهَارِ، إِذْ طَلَعَتْ عَلَيْهِ نَعَامَةٌ بَيْضَاءُ عَلَيْهَا رَاكِبٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بيضٌ مثْلُ اللَّبَنِ، فقَالَ يَا عَباسُ بْنِ مِرْدَاسٍ: أَلَمْ تَرَ أَن السَّمَاءَ كَفَّتْ أَحْرَاسَهَا، وَأَنَّ الحرْبَ تَجَرَّعَتْ أَنْفَاسَهَا، وَأَنَّ الخَيْلَ وَضعَتْ أَحْلاسَهَا (* *)، وَأَنَّ الدِّينَ نَزَلَ بِالبرِّ والتَّقْوَى يَوْمَ الاثْنَيْنِ لَيْلَةَ الثُّلاثَاء مَعَ صَاحِبِ النَّاقَة القُصْوَى، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَذْعُورًا قَدْ رَاعَنِى مَا رَأيْتُ وَسَمِعْتُ حَتَّى أتَيْتُ وَثنًا لى يدْعَى الضِّمَار وَكُنَّا نَعْبُدُهُ وَيتَكَلَّمُ مِنْ جَوْفِهِ فَكَنَسْتُ مَا حَوْلَهُ ثُمَّ تَمَسَّحْتُ بِهِ وَقَبَّلتُهُ، وَإِذَا صَائِحٌ يَصِيحُ مِنْ جَوْفِهِ:
قُلْ لِلقبَائِل مِنْ سَلِيمٍ كلِّهَا ... هَلَكَ الضِّمَارُ (* * *) وَفَازَ أَهْلُ المسجدِ
هَلَكَ الضِّمَارُ وَكانَ يُعْبَدُ مَرَّةً ... قَبْلَ الصَّلاةِ مَعَ النَّبىِّ مُحَمَّدِ
إِنَّ الَّذِى بالقَوْلِ أرْسِلَ والهُدَى ... بَعْدَ ابْنِ مَرْيَمَ مِنْ قُريْشٍ مُهْتَدِ
قَالَ: فَخَرَجْتُ مَذْعُورًا حَتَّى جِئْتُ قَوْمى فَقَصَصْتُ عَلَيْهِمْ القِصَّةَ، وَأَخْبَرْتُهُمْ الخَبَرَ، فَخَرَجْتُ فِى ثَلَثمائة منْ قَوْمي بَنِى حَارِثَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهُوَ بِالمَدِينَةِ، فَدَخَلتُ المَسْجِدَ، فَلَمَّا رآنِى النَّبِىُّ ﷺ فَرحَ بِى، وَقَالَ: يَا عَبَّاسُ: كيْفَ كَانَ إِسْلامُكَ؟ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ القِصَّةَ، فَسُرَّ بِذَلِكَ، وَقَالَ: صَدَقْتَ، فَأَسْلَمْتُ أَنَا وَقَوْمى".
"صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِى صَلاَةَ العَتَمَةِ بِمَكَّةَ مُعْتِمًا، فَأتَانِى جِبْرِيلُ بِدَابَّةٍ بَيْضَاءَ فَوْقَ الحِمَارِ وَدُونَ البَغْلِ فَاسْتَصْعَبَتْ عَلَىَّ، فَأَدَارَها بِأذُنِهَا حَتَّى حَمَلَنِى عَلَيْهَا، فَانْطَلَقَتْ تَهْوى بنَا، تَضَعُ حَافِرَهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفهَا، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى أَرْضٍ ذَاتِ نخْلٍ، قَالَ: انْزِلْ، فَنَزَلتُ، ثُمَّ قَالَ: صَلِ فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ رَكبْنَا، قَالَ لِى: أَتَدْرِى أيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلتُ: الله أَعْلَمُ، قَالَ: صَلَّيْتَ بِيَثْرِبَ، صَلَّيْتَ بِطَيْبَةَ، ثُمّ انْطَلَقَتْ تَهْوِى بِنَا، تَضَعُ حَافرَهَا حَيْثُ أَدْرَكه طَرْفهَا، حَتَّى بَلَغْنَا أَرْضا بَيْضَاءَ، قَالَ لِى: انْزِلْ، فَنَزَلتُ ثُمَّ قَالَ: صَلِّ فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ رَكبْنَا، قَالَ: تَدْرِى أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلتُ: الله أَعْلَمُ، قَالَ: صَلَّيْتَ بِمَدِينَة صَلّيْتَ (*)، عِنْدَ شَجَرَةِ مُوسَى، ثُمَّ انْطَلَقَتْ تَهْوِى بِنَا، تَضَعُ حَافِرَهَا حَيْثُ أَدْرَكَتْ طَرْفَهَا، ثُمَّ ارْتَفَعْنَا، فَقَالَ: انْزِلْ، فَنَزَلتُ، فَقَالَ: صَلِّ، فَصَلَّيْتُ ثُمَّ رَكبْنَا، فَقَالَ: أتَدْرِى أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلْتُ: الله أَعْلَمُ، قَالَ: صَلَّيْتَ بِبَيْتِ لَحْمٍ، حَيْثُ وُلِدَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ انْطَلَقَ بى، حَتَّى دَخَلنَا المَدينَةَ منْ بَابِ اليَمَانِىِّ، فَأَتَى قِبْلَةَ المَسْجِدِ، فَرَبَطَ دَابّتهُ وَدَخَلنَا المَسْجِدَ مِنْ بَابٍ فِيهِ تَمِيلُ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ، فَصَلَّيْتُ مِن المَسْجِدِ حيْثُ شَاءَ الله، ثُمَّ أُتَيْتُ بإِنَاءَيْنِ، فِى أَحَدِهِمَا لَبَن وَفِى الآخرِ عَسَل - أُرْسِلَ إِلَىَّ بهِمَا جَمِيعًا، فَعَدَلتُ بَيْنَهُمَا، ثُمّ هَدَانِى الله فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَشَربْتُ حَتَّى رَغَتْ (* *) بِهِ حسى، وَبَيْنَ يَدَىَّ شَيْخٌ مُتَّكِئٌ، فَقالَ: أَخَذَ صَاحِبُكَ بِالفطرَة، ثُمَّ انْطَلَقَ بِى حَتَّى أَتَيْتُ الوَادِىَ الَّذِى بِالمَدِينَةِ، فَإِذَا جَهَنَمُ تَنْكَشِفُ عنْ مِثْلِ الزَرابِىِّ، ثُمَّ مَرَرْنَا بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ بِمَكَانِ كذَا وَكذَا قَدْ أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُمْ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، هَذا صَوْتُ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ أَصْحَابِى قَبْلَ الصُّبْحِ بمَكَّةَ، فَأَتَانى أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ يَارَسُولَ الله أَيْنَ كنتَ اللَّيْلَةَ؟ فَقَدْ التَمَسْتُكَ فِى مَكَانِكَ فَلَمْ أَجِدْكَ، فَقُلتُ:
أعْلِمُكَ أِّنى أَتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِس اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: يَارَسُولَ الله، إِنَّهُ مَسِيرَةُ شَهْرٍ فصِفْهُ لى فَفُتِحَ لِى صرَاطٌ كَأنِّى أَنْظُرُ إِلَيْهِ، لاَ يَسْأَلُونِى عَنْ شَىْءٍ إِلاَّ أَنْبَأتُهُمْ عَنْهُ".
"عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ عِيسى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَى ذِرْوَةِ أَفِيقٍ، بِيَدِهِ حَرْبَةٌ يَقْتُلُ الدَّجَّالَ".
"عَنِ ابْن عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ لِى رَسُولُ اللهِ ﷺ : إِذا سَكَنَ بَنوكَ السواد وَلَبسوا السواد، وَكَانَ شِيعَتُهُمْ أَهْل خراسَان لَمْ يَزل هَذَا الأَمْر فيهِمْ حتى يَدْفَعُوهُ إِلَى عِيسى ابْن مَرْيَمَ".
"عَنْ مُوسى بْن عَبْد الرَّحْمَن الصَنْعَانِى، عَنْ ابْنِ جُريْجٍ، عَنْ عَطَاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِيقَ صَحبَ رَسُولَ الله ﷺ وَهُوَ ابْن ثَمان عَشْرَةَ، والنَّبِىُّ ﷺ ابْنُ عشْرينَ وَهُمْ يريدُونَ الشَّامَ فِى تِجَارَة حَتَّى إِذَا نَزَلُوا مَنْزلًا فِيه سِدْرَة، فَقعَدَ رَسُولُ اللهِ ﷺ في ظِلِّهَا، وَمَضَى أَبُو بَكْرٍ إِلَى رَاهِبٍ يُقَالُ لَهُ بَحَيْرًا يَسْأَلُهُ عَنْ شَىْءٍ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ الرَّجُلُ الَّذى في ظِلِ السِدْرَةِ؟ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الْمُطلبِ، فَقَالَ: هَذَا واللهِ نَبِىٌّ ما اسْتَظَلَ تَحْتَها بَعْدَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ إِلا مُحِمَّدٌ، وَوَقَعَ في قَلب أَبِى بَكْرٍ اليَقِينُ والتَّصْدِيقُ، فَلمَّا نُبِئَ النَّبىُّ ﷺ اتَبَعَهُ".
" عَنْ أَبْزَى قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ الله ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَثْنى عَلَى طوائِف مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: مَا بَالُ أَقْوامٍ لاَ يُفَقِّهُونَ جِيرَانَهُمْ وَلاَ يُعَلِّمونَهُمْ وَلاَ يُفِطِّنُونَهُمْ وَلاَ يَأمُرُونَهُمْ وَلاَ يَنْهَوْنَهُمْ، وَمَا بَالُ قَوْمٍ لاَ يَتَعَلَّمُونَ مِنْ جِيرَانهمْ وَلاَ يتفقهون، وَلا يُتفَطِّنونَ، والله لَيُعَلِّمَنَّ قَوْمٌ جِيرَانَهُمْ وَيُفَقِّهُونهُمْ، وَيُفَطِّنُونَهُمْ، وَيَأمُرُونَهُمْ، وَيَنْهَوْنَهُمْ، وَلَيَتَعَلَّمَن قَوْمٌ مِنْ جِيرَانِهِم، وَيَتَفَطَّنُونَ، وَيَتَفَقَّهونَ أَوْ لأُعَاجِلَنَّهُمْ بِالْعُقُوبَةِ فِى دَارِ الدُّنْيَا ثُمَّ نَزَلَ فَدَخَلَ بَيْتَهُ، فَقَالَ: قَوْمٌ مَنْ تُرَاهُ عَنَى بِهَؤُلاَءِ؟ فَقَالُوا: تَرَاهُ عَنَى الأَشْعَرِيَينَ هُمْ قَوْمٌ فُقَهَاءُ وَلَهُمْ جِيَرانٌ جُفَاةٌ مِنْ أَهْلِ الْمِيَاهِ والأَعْرَابِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ الأَشْعَريَينَ فَأَتَوْا رَسُولَ الله ﷺ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله: ذَكَرْتَ قَوْمًا بِخَيْر وَذَكَرْتَنا بِشَّر فَمَا بَالُنَا؟ فَقَالَ: لَيُعَلِّمَنَّ قَوْمٌ جِيرَانَهُمْ وَلَيُفَقِّهُنَّهُمْ، وَلَيفطِّنُنَّهُمْ، وَلَيَأمُرُنَّهُمْ، وَلَيَنْهوُنَّهُمْ، وَلَتَعلَّمْنَّ مِنْ قَوْمٍ جِيرَانهمْ، وَيَتَفَطَّنُونَ: وَيَتَفَقَّهُونَ، أو لأُعَاجِلَنَّهُمْ بِالْعُقُوبَةِ فِى دَارِ الدُّنْيَا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله "ابطير " غَيْرَنَا فأَعَادَ قَوْلَهُ عَلَيْهِمْ وأعَادُوا قَوْلَهُمْ "ابطير " غَيْرَنَا فَقَالَ ذَلِكَ أَيْضًا. فَقَالُوا: فَأَمْهِلْنَا سَنَةً، فَأهْهَلَهُمْ سَنَةً لِيُفَقِّهُوهُمْ، ويُعَلِّمُوهُمْ، وَيُفَطِّنُوهُمْ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ الله ﷺ {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (*) ".