23. Sayings > Letter Kāf (1/11)
٢٣۔ الأقوال > حرف الكاف ص ١
" كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيرُهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَكَتَبَ في الذِّكْر: كُلَّ شَيءٍ هُوَ كَائِنٌ وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْض".
"كَانَ في عمَاءٍ، ما تَحْتَهُ هَوَاءٌ، وَمَا فَوْقَهُ هواءٌ، ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ".
"كان آدَمُ طُوالًا كأنَّهُ نخلَةٌ سَحُوقٌ، فلمَّا أَصَابَ الْخَطِيئَةَ هَرَبَ في الجنَّةِ فَأَخَذَتْهُ شَجَرَةٌ فَالْتَفَتَ فَقَال: يَا رَبِّ (*) يَا رَبِّ الْعَفْوَ فَلذَلكَ إذَا أُخذَ عَبْد آبق فَأَوَّلُ مَا يَسْألُ العَفْوَ".
"كَانَ في وَصِيَّة نُوحٍ لابْنِه: يَا بُنَيَّ أُوصِيكَ بِخَصْلَتَينِ، وَأَنْهَاكَ عَنْ خَصْلَتَينِ: أُوصِيك بِشَهَادَةِ أن لَا إِلهَ إلا اللهُ؛ فَإِنَّهَا لَو كَانَت السَّمَوَاتُ وَالأرْضُ في كِفَّةٍ وَهِيَ في كِفَّة لَوَزَنَتهَا، وَأُوصيكَ بِالتَّسْبِيح فَإِنَّهَا عِبَادَةُ الْخَلقَ، وَبِالتَّكْبيرِ، وَأَنْهَى (*) عَنْ خَصْلَتَينِ: عن الْكبْرِ وَالْخُيلاءَ قيلَ: يَا رَسُولَ الله أمِنَ الْكِبْر أَنْ أَرْكَبَ الدَّابَّة النَّجِيبةَ وَأَلْبَسَ الثَّوْبَ الْحَسَنَ؟ قَال: لَا. قيلَ: فَمَا الْكِبْرُ؟ قَال: أنْ تُسَفِّهَ الْحَقَّ وَتَغْمِضَ النَّاس".
"كَانَ الْمَلَكُ يَرُدُّ عَلَيه، فَلمَّا رَدَدْتَ عَلَيه صَعَدَ الْمَلَكُ، فَكَرِهْت أنْ أَتَخَلَّفَ بَعْدَه".
"كَانَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ يُعَلِّمَ أصْحَابَهُ وَقَال: لَوْ كَانَ عَلَى أحَدِكم جَبَلُ ذَهَبٍ دَينًا، فَدَعَا اللهَ ﷻ بِذَلِكَ لَقَضَاهُ اللهُ عَنْهُ: اللَّهمَّ فَارِجَ الْهَمّ، كَاشِفَ الْغَمّ، مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرينَ، رَحْمَانَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا، أنْتَ تَرْحَمُنِى، فارْحَمْنِى رَحْمَةً تغْنِينِى (*) بهَا عَنْ رَحْمَة مَنْ سوَاك".
"كَانَ داودُ فِيهِ غَيرَةٌ شَدِيدَةٌ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ أُغْلِقَت الأبْوَابُ فَلَمْ يَدْخُل عَلَى أهْلِهِ أحَدٌ حَتَّى يَرْجعَ، فَخَرَج ذَاتَ يَوْمٍ وَغُلِّقَت الأبْوَابُ فَأَقْبَلتِ امْرَأةٌ تَطلع إِلَى الدَّار، وَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ وسَط الدَّار، فَقَالتْ لِمَنْ في البَيتَ: مِنْ أينَ دَخَلَ هَذَا الْرَّجُلُ؟ وَالدَّارُ مُغْلَقَةٌ وَاللهِ لَيَفْتَضحَنَّ (*) بِدَاوُدَ، فَجَاءَ دَاوُدُ وإذَا الرَّجُل قَائِمٌ وَسَطَ الدَّارِ، فَقَال لَهُ دَاودُ: مَنْ أنْتَ؟ قَال: الَّذِي لَا أَهَابُ الْمُلُوكَ، وَلَا يَمْتَنع مِنِّي الحُجَّاب، قَال دَاودُ: أَنْتَ إِذَن واللهِ مَلِكُ الْمَوْتِ، مَرْحَبًا بِأَمْرِ اللهِ فرمل دَاودُ مَكَانَهُ حَيثُ قُبَصت نَفْسُه حَتَّى فَرغَ مِنْ شَأنه، فَطَلَعَتْ عَلَيهِ الشَّمْسُ، فَقَال سُلَيمَانَ لِلطيرِ: ظِلِّى عَلَى دَاودَ فأَظلَّتْ عَلَيهِ حَتَّى أظلَمَتْ عَلَيهِ الأرْضُ فَقَال لَهَا سُلَيمَانُ: اقبِضى جَنَاحًا جَنَاحًا وَغَلَبَتْ عَلَيهِ يَوْمَئِذ الْمضْرَحِيَّةِ (* *) ".
"كَانَ مَوْضِعُ الْبَيتِ في زَمَنِ آدَمَ شِبْرًا أوْ أَكْثَرَ عَلمًا فَكَانَتِ الْمَلائكَةُ تَحُجُّه قَبْلَ آدَمَ فاسْتَقْبَلَتْه الْمَلائِكَةُ، فَقَالُوا: يَا آدَمُ مِنْ أينَ جئْتَ؟ قَال: حَجَجْتُ الْبَيتَ، فَقَالُوا: قَدْ حَجَّتْه الْمَلائِكة قَبْلَكَ".
"كَانَ أوَّل مَن ضَيف الضَّيفَ -إِبْرَاهيمُ-".
"كَانَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَسِيحُ فَإِذَا مَشى أَكَلَ بَقلَ الصّحْرَاءِ، وَشَرِبَ مَاءَ القُرَاح، وَتَوَسَّده التُّرَابَ، ثمَّ قَال عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ: لَيس لَهُ بَيتٌ يَخْرُب وَلَا وَلَدٌ يَمُوت، طَعَامُه بَقْلُ الصَّحَراء وَشَرَابُه ماءُ القُراح، وْوسَادُه التُّرابُ، فَلَمَّا أصْبَحَ سَاحَ فَمَرَّ بِوَاد فَإذَا فيهِ رَجُلٌ أَعْمَى مُقْعَدٌ مَجْذُومٌ قَدْ قَطَّعَه الجُذَامُ، السَّمَاءُ مِن فَوْقه، وَالْوادى مِن تَحْتِه وَالثَّلجُ عَنْ يَمِينِه، وَالْبَرَدُ عَن يَسَارِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالمِينَ ثَلاثًا، فَقَال لَهُ عِيسَى ابْنُ مَرَيَمَ: يَا عَبْدَ الله، علام تَحْمَدُ الله؟ أنْت أعمَى مقْعَدٌ مَجْذُومٌ وَقَدْ قَطَّعَكَ الجُذَامُ، السَّمَاءُ مِنْ فَوْقِكَ، وَالْوَادى مِن تَحْتِكَ، وَالثَّلج عَنْ يَمِينِكَ، وَالْبَرْدُ عَن يَسَارِكَ قَال: يَا عِيسَى أَحْمَد الله إِذَ لَمْ أَكُنِ السَّاعَة ممن يَقُولُ: إِنَّكَ إِلهٌ، أو ابن إِلهٍ، أَوْ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ".
"كَانَ طَعَامُ عِيسَى البَاقِلَّاءَ حَتَّى رفعَ، وَلَمْ يَأكل عِيسَى شَيئًا غَيرَتْهُ النَّارُ حَتَّى رُفِعَ".
"كَانَ خطيئَةٌ دَاوُدَ النَّظَرَ".
"كَان لَهَاروُنَ وَلَدَان يَخْدُمَان الْمَسْجدَ وَيُسرِجَانِ قَنَادِيلَهُ مِنْ نَارٍ تَأتيهِمَا مِنَ السَّمَاءِ، وَإنَّ النَّارَ تَأَخَّرَتْ ذَاتَ لَيلَة عَن وَقْتهَا التَّي كانَتْ تَأْتِى فِيه، فَأسْرَجَ الْغُلامَانِ تِلكَ الْقَنَاديلَ مِن نَارِ الدُّنْيَا، فَجَاءَتِ النَّارُ مِن السَّمَاءِ فَوَقَعَتْ عَلَيهِمَا، فَقَامَ هَارُونُ لِيُطفِئَ عن وَلَدَيهِ تَلكَ النَّار، فَصاحَ مُوسَى: كُفَّ عَنْ ذَلِكَ وَدعْ أمْرَ اللهِ يَنْفُذُ فِيهِمَا فَأَوْحَى اللهُ ﷻ إِلَى مُوسَى: هَذَا فِعْلِى بِمَن خَالفَ أمْرِى مِن أَوْلِيَائِى فَكَيفَ بمَنْ خَالفَ أَمْرِى مِنْ أعْدَائِى".
"كَانَ مِن الأَنْبيَاءِ مَن يَسْمَعُ الصَّوْت فَيَكُونُ بذَاكَ نَبِيًا، وَإِنَّ جِبرِيلَ يَأتِينِى فَيُكَلِّمُنِى كَمَا يَأْتِي أحَدُكُمْ صَاحِبَه فَيُكَلِّمُه".
"كَانَ عَلَى النَّصَارَى صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانِ، وَكَانَ عَلَيهِم مَلكٌ فَمَرِضَ فَقَال: لَئِنَ شَفَاهُ اللهُ لَيزِيدَنَّ عَشْرًا، ثُمَّ كَانَ عَلَيهِمْ مَلِكٌ بَعْدَه يَأكُلُ اللَّحْمَ فَوُجعَ، فَقَال. لَئِن شَفَاهُ اللهُ لَيَزِيدَنَّ ثَمَانيَةَ أيَّامٍ، ثُمَّ كَانَ مَلكٌ بَعْدَه فَقَال: مَا تَدَعُ مِن هَذِهِ الأيَّامِ أنْ يُتِمَّهَا وَنَجْعَلَ صَوْمَنَا في الرَّبِيع، فَفَعَلَ فَصَارَت خَمْسِينَ يَوْمًا".
"كَانَ لِيَعْقُوبَ- عَلِيهِ السَّلامُ- أَخٌ مُوَاخٍ في الله، فَقَال ذَاتَ يَوْمٍ: يَا يَعْقُوبُ مَا الَّذِي أذهَب بَصَرَكَ؟ وَمَا الَّذِي قَوَّسَ ظَهْرَكَ؟ فَقَال: أمَّا الَّذِي أَذْهَبَ بَصرى فَالْبُكَاءُ عَلَى يُوسُفَ، وَأمَّا الَّذِي قَوَّسَ ظَهْرى فَالْحزنُ عَلَى ابْنِي بِنْيَامِين، فأتَاهُ جِبْريلُ فَقَال: يَا يَعْقوبُ إِن اللهَ -تَعَالى- يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَيَقُولُ: أما تَسْتَحِى تَشْكُونِى إِلى غَيرِى؟ فَقَال يَعْقُوبُ: "إِنَّمَا أشكو بثِّى وحزْنِى إِلَى الله" فَقَال جِبْرِيلُ: اعْلَم مَا تَشْكُو يَا يَعْقُوبُ، ثُمَّ قَال يَعْقُوبُ: أي رَبِّ أَمَا تَرْحَمْ الشَّيخَ الكبيرَ أَذَهَبْتَ بَصَرِى، وقوَّسْت ظَهرى فارْدُدْ عليَّ رَيحَانتى أشَمُّهُ شَمًا قبلَ الموت، ثُمَّ اصْنَع بِى مَا أرْدْتَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَال: إِن الله يُقْرِئُكَ السَّلِامَ وَيَقُولُ لَكَ: أبْشِرْ وَلْيَفْرَحْ قَلبُكَ فَوَعِزَّتِى لَوْ كَانَا ميِّتَينِ لَنَشَرْتُهُما، فَاصْنعْ طَعَامًا لِلمَسَاكِينِ فَإِنَّ أحَبَّ عِبَادى إِلَيَّ الأنْبيَاءُ وَالمَساكِينُ، وَتَدْرِى لِمَ أذهَبْت بَصَرَكَ وَقَوَّست ظَهْرَكَ وَصنَع إِخْوَةُ يُوسفَ به مَا صَنَعُوا أَنَّكُمْ ذَبَحْتُمْ شَاةً فَأَتَاكُم مِسكينٌ يِتْيمٌ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَمْ تُطعِمُوه مِنْهُ شَيئًا- وَكَانَ يَعْقُوبُ بَعْدُ إِذَا أرَادَ الغداءَ أَمَرَ مُنَادِيًا، فَنَادَى، أَلا من أراد الغداء من المساكين فليتعذَّب مع يعقوب وإذا كَانَ صَائمًا أمر مناديًا فنادى ألا من كان صائمًا مِنْ الْمَسَاكِين فَليُفْطِرْ مَع يَعْقُوبَ".
"كَانَ عَلى موسَى يَوْمَ كلَّمَهُ رَبُّه كسَاءُ صُوفٍ، وَجُبَّةُ صُوفٍ وكُمَّةُ صُوفٍ وَسَرَاويل صُوفٍ، وَكَانَتْ نَعْلاه مِنْ جِلدِ حِمَارٍ ميِّت".
"كَانَ أيُّوب أحْلَمَ النَّاسِ، وَأصْبَر النَّاسِ، وَأَكْظَمَهُم لَغَيظ".
"كَانَ دَاود يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَالْعَمَل الَّذِي يُبَلِّغُنِى حُبَّكَ، اللَّهُمَّ اجْعَل حُبَّكَ أحَبَّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِى وَأهْلِى وَمِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ".
"كَانَ دَاوُدُ أَعْبَدَ الْبَشَرِ".
"كَانَ النَّاسُ يَعُودونَ دَاوُدَ، يَظُنُّوَنَ أن بِه مَرَضًا وَمَا بِه إلا شِدَّةُ الْخَوْف مِنَ اللهِ وَالْحَيَاءُ".
"كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُم رَجُلٌ يأتي وَكْرَ طَائِرٍ إِذَا أفْرَخَ فَيَأخُذُ فَرْخَيه، فَشَكَى ذَلِكَ الطَّيرُ إِلَى اللهِ ﷻ مَا يَصْنَعُ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيهِ إِنْ هُوَ عَادَ فَسَأُهْلِكُه، فَلَمَّا أفْرخَ خَرَجَ ذَلِكَ الرَّجُلُ كَمَا كَانَ يَخْرجُ، وَأسْنَدَ سُلَّمًا، فَلمَّا كَانَ في طَرف الْقَرْيَةِ لَقيَهُ سَائِلٌ فَأَعْطَاهُ رَغِيفًا مِن زَادِه، وَمَضَى حَتَّى أتَى ذلِكَ الْوَكْرَ فَوَضَعَ سُلَّمَهُ، ثُمَّ صَعِد فأخَذ الفَرْخَينِ وَأَبَوَاهُمَا يَنْظُرَان فَقَالا: يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنَا أنْ تُهْلِكَه إِنْ عَاد، وَقَدْ عَادَ فَأخَذَهُمَا وَلَمْ تُهْلِكه، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيهِمَا: أوَ لَمْ تَعلَمَا أنِّي لَا أُهْلِكُ أحَدًا تَصَدَّقَ فِي يَوْمٍ بِصَدَقَة ذَلِك الْيَوْمَ بِميتَة سُوءٍ".
"كَانَ في بَنِي إِسرائِيل جَدْىٌ تُرْضِعُه أُمُّهُ فَتَرويه، فَأَقْلَت فَارْتَضَعَ الْغَنَمَ ثُمَّ لَمْ يَشْبَعْ، فَأوْحَى اللهُ إِلَيهِمْ أن مَثَلَ هَذا كمَثَلِ قَوْمٍ يَأتُونَ مِن بَعْدِكُمْ يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْهم مَا يَكْفِي الأُمَّة وَالْقَبِيلَة ثُمَّ لَا يَشْبَعُ".
"كَانَ زَكَرِيَّا نَجَارًا".
"كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ سُلَيمَانَ بن دَاوُدَ: لا إِلهَ إلا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ".
"كَانَ فَصُّ خَاتَم سُلَيمَانَ بْنِ دَاوُدَ سَمَاوى ، فَأُلقِى إِلَيهِ فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ في خَاتَمِه، وَكَانَ نَقْشُه- أنَا اللهُ لَا إِله إِلَّا أنَا مُحَمَّدٌ عَبْدِي وَرَسُولِى".
"كَانَ لِدَاوُدَ -عَلَيهِ السَّلامُ- مِن اللَّيل سَاعَةٌ يُوقظُ فِيهَا أهْلَهُ يَقولُ: يَا آلَ دَاوُدَ قُومُوا فَصَلُّوا، فَإِنَّ هَذِهِ سَاعَةٌ يَسْتَجِيبُ اللهُ فِيهَا الدُّعَاءَ إلا لِسَاحِرٍ أوْ عَشَّارٍ".
"كَانَ رَجُلان فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَانِ، وَكَانَ أحَدُهُمَا مُذْنِبٌ، وَالآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ وَكَانَ لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الآحر عَلَى الذنْبِ فَيَقُولُ: أقْصِر،
فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْب، فَقَال لَهُ، أقْصِرْ فَقَال. خَلِّنِى وَرَبِّى، أبعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا؟ فَقَال. وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لَكَ، أو لَا يُدْخِلُكَ الله الجَنَّةَ، فَقُبِص رُوحُهما فاجْتَمعَا عِندَ رَبِّ العَالمِينَ فَقَال لِهَذَا الْمُجْتَهِد: أَكُنْتَ بِى عَالِمًا، أو كُنْتَ عَلَى مَا في يَدَيَّ قَادِرًا؟ ، وقَال لِلمُذْنِبِ: اذهَبْ فَادْخُلَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِى، وَقَال للآخَرِ: اذهَبُوا به إِلَى النَّارِ".
"كَانَ الْكفْلُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَتَوَرَّع مِنْ ذَنْب عَملَه، فَأَتَتْه امْرَأةٌ فَأَعْطَاهَا ستِّينَ دينارًا عَلَى أن يَطأَهَا، فَلَمَّا قَعَدَ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُل مِنْ امْرَأتِه أَرْعَدَت وبَكَتْ، فَقَال: مَا يبكِيكِ؟ ، أكْرَهْتُكِ؟ ، قَالتْ: لَا وَلَكنَّه عَمَلٌ مَا عَمِلتُه قَطُّ، وَمَا حَمَلنِى عَلَيهِ إلا الْحَاجَةُ، فَقَال: تَفْعَلِين أنْتِ هَذَا ومَا فَعَلتِيه؟ ، اذْهبى فَهى لكِ، وَقَال: والله لا أعْصِى اللهَ بَعْدَهَا أبدًا، فمَاتَ مِنْ لَيلَتهِ فأصْبَحَ مَكْتُوبٌ عَلَى بَابِه، إِن الله قَدْ غَفَرَ لِلْكِفْلِ".
"كَانَ في بَنِي إِسْرَائِيلَ مَلِكان أخَوَانِ عَلَى مَدينَتين، وَكَانَ أحَدَهُمَا بَارًا بَرَحِمِه، عَادلًا في رَعِيَّتِهِ، وَكَانَ الآخَرُ عَاقًّا بِرَحِمه، جَائِرًا عَلَى رَعِيَّتِهِ، وَكانَ فِي عَصْرِهِما نَبِيٌّ، فأَوْحَى الله إِلَى ذَلِكَ النَّبِيِّ- أنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِ هَذَا الْبَارِّ ثلاثُ سِنِين، وَبَقِى مِنْ عُمرُ هَذَا الْعَاقِّ ثلاثُونَ سَنَةً فأَخبَر ذَلِكَ النَّبِيُّ رَعِيةَ هَذَا وَرَعيَّة هّذَا، فَأحْزَنَ ذَلِكَ رَعيَّةَ العَادِلَ، وأحْزَنَ ذَلِكَ رَعِيةَ الْجَائرِ، فَفَرَقُوا بَينَ الأطفالِ والأُمَّهَاتِ، وَتَرَكوا الْطَّعَام والشَّراب، وخَرَجُوا إِلَى الصَّحْرَاءِ، يَدْعُو الله - ﷻ - أَنْ يُمتِّعَهم بِالْعَادِلِ، وَيُزيلَ عَنْهُم أمْر الجَائر فأَقَامُوا ثلاثًا، فأَوْحَى اللهُ إِلَى ذَلِكَ النَّبي أنْ أخْبِر عِبَادِى أنِّي قَدْ رَحِمْتُهم، وأجبْتُ دُعَاءَهُم، فَجَعلتُ مَا بَقِي من عُمْرِ هَذا الْبَار لَذَلِكَ الْجَائَرِ، وَمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِ ذَلِكَ الْجَائرِ لِهَذَا البارِّ فَرَجَعُوا إِلى بُيُوتِهِم وَمَات الْعَاقُّ لِتَمَامِ ثَلاثِ سِنين، وَبَقِى الْعَادِلُ فيهم ثلاثين سَنَةً، ثمَّ تَلا رَسُولُ الله ﷺ : "وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إلا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ".
"كَانَ فيه- عَجَبٌ لِمَن أَيقَن بالْمَوْت: كَيفَ يَفْرَحُ بالدُّنْيَا، وَعَجْبَتُ لِمَن أيقَنْ بالنَّار كَيفَ يَضْحَكُ، وَعَجبْتُ لِمَنْ أيقَنَ بِالحَسَابِ كَيفَ يَعْمَلُ الْسَّيِّئّات، وَعَجَبْت لِمَنْ أيقَنْ بالْقَدَرِ كَيفَ يَنْصَبُ وَعَجبٌ لِمَنْ يَرَى الدُّنْيَا وَتَقلُّبها بِأهْلهَا كَيفَ يَطمَئَنَّ إِلَيهَا، وَعَجَبٌ لِمَنْ أيقَنَ بالْجَنَّة ولا يَعمَلُ الْحَسَنَاتِ، لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رسُولُ اللهِ".
"كَانَ فِيمنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ مُسْرفٌ عَلَى نَفسِهِ، وَكانَ مُسْلمًا كان إِذَا أَكَلَ طَعَامَه طَرَحَ ثُفَالة طَعَامِه عَلَى مَزْبَلَةِ، فَكَانَ يأوَى إِليهَا عَابدٌ، فإِذا وَجَد كِسْرَةً أَكَلهَا، وإنْ وَجَدَ بَقْلَةً أَكَلَهَا، وإنْ وَجَدَ عِرْقًا تَعَرقَهُ، فَلمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قَبَضَ اللهُ - ﷻ - ذَلكَ الْمَلِكَ فأَدْخَلَهُ النَّارَ بَذُنُوبِه، فَخَرَج الْعَابِدُ إِلَى الصَّحَرَاء مُقْتصِرًا عَلى مَائِهَا وَبَقَلِها، ثُمَّ إِنَّ اللهَ - ﷻ - قَبَضَ ذَلِكَ الْعَابِد، فَقَال: هَلْ لأحَد عِنْدَكَ مَعْرُوفٌ تُكَافِئُه؟ ، قال: لا يَا رَبِّ، قَال: فَمِنْ أينَ كَانَ مَعَاشُكَ؟ ، وَهُوَ أَعْلَمُ بذَلكَ؟ ، قال: كُنْتُ آوى إِلَى مَزْبَلَةِ مَلِك فإنْ وجدث كِسْرَةً أكلتها، وإن وجدتُ بقَلةً أكلتَها، فإِن وَجَدْتُ عرْقًا تَعَرَّقْتُه، فَقَبَصتَه فَخرَجْتُ إِلَى الْبَرِّيةِ مُقْتَصرًا عَلَى بَقْلِهَا ومَائِهَا، فأَمَرَ اللهُ - ﷻ - بِذَلِكَ الْمَلكِ فَأُخْرِجَ مِن النَّارِ حَمَمَةُ فَقَال: يا رَبِّ هَذَا الَّذِي كُنْتُ آكُلُ مِنْ مَزْبَلَتِهِ، فَقال اللهُ - ﷻ - لهُ: خُذْ بِيَدهِ فأَدْخِلهُ الجَنَّةَ مِن مَعْرُوف كَان مِنْهُ إِلَيكَ، أمَّا لَوْ عَلِمَ بِه ما أَدْخَلتُه النَّار".
"كَان فِيمَا أعْطَى اللهُ تَعَالى موسَى في الألوَاح، اشكُرْ لِي وَلِوالدَيكَ أقِكَ الْمَتَالِفَ وأُنسِئُ لَكَ في عُمركَ، وأحْييكَ حَيَاةً طَيِبَةً، وأفْلِتُكَ إِلَى خَير مِنْهَا" كر عن جابر.
"كَانَ ينْفُخ عَلَى إِبْرَاهِيمَ".
"كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيل رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا ثُمَّ خَرَجَ يَسْألُ فأتَى راهِبًا فسَألَهُ فقَال: (هَلَ) لَهُ تَوْبَةٌ؟ ، قَال: لَا، فَقَتَلُه، فجَعَلَ يسْألُ فَقَال لهُ
رَجُلٌ: إِيتِ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا فأدْرَكَهُ الْمَوْتُ فنَاءَ بصَدْرِه نَحْوَهَا، فاخْتَصَمَتْ فِيه مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ وملائِكة الْعَذَابِ، فأوْحَى الله إِلَى هَذِه (الْقَرْيَةِ) أنْ تَقَرَبَّى، وأوْحَى إِلَى هَذِهِ أنْ تَبَاعَدِى، وَقَال: قِيسُوا مَا بَينَهُمَا فَوَجدَاه إِلى هَذِهِ أقْرَبَ بِشِبْرٍ فغَفَرَ لَهُ".
"كَانَ رَجُلٌ يَعْمَل بالْمَعَاصِى (*) حَتَّى جَمَعَ مِنْ ذَلِكَ مَالًا، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوت قَال لأهْلِهِ: إِنْ اتَّبعْتُمَ مَا آمرُكمْ بِهِ دَفَعْتُ إِلَيكُمْ مَالى، وإِلَّا لَمْ افْعَل، قَالُوا: فَإنَّا سَنتَّبع مَا أمْرْتَنَا بِه، قَال: إِذَا أَنا متُّ فَحَرّقُونِى بالنَّارِ، ثُمَّ دُقُّوا عِظَامِى دَقًّا شَدِيدًا فإِذَا رَأيتُم يَوْمَ رِيحٍ شَديدَة فَاصْعَدُوا إِلَى قُمَّة جَبَلٍ فأذرُونى فِي الرِّيح، فَفَعُلوُها فَوَقَعَ في يَدِ اللهِ، فقَال لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى الَّذِي صَنَعْتَ؟ ، قَال: مَخَافَتُكَ، قَال: قدْ غَفَرْتُ لَكَ".
"كَانَ سُهَيلٌ عَشَّارًا بالْيَمَنِ، يَظِلَمُهم (*) ويَغْصِبُهم (* *) أمْوَالهم فَمسَخَه الله شِهَابًا فَعَلَّقَه حَيثُ تَرَوْنَ".
"كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ جَدْيٌ فِي غَنَمٍ كَثيرَةٍ تُرْضِعُه أُمُّهُ فانْفَلَتَ فَرَضَعَ الْغَنمَ كُلَّهَا ثمَّ لَمْ يَشْبَعْ، فَبَلغَ ذَلِكَ نَبيَّهم، فَقال: إنَّ مَثَلَ هَذَا مَثَلُ قَوْمٍ يأَتُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْهُمْ مَا يَكْفِي الْقَبِيلَةَ أَو الأُمَّة ثُمَّ لَا يَشْبَعُ".
"كَانَ فِيمَا خلا مِنْ إِخْوَانِى مِنْ الأنْبِيَاءِ ثَمانِيَةُ آلاف نَبيٍّ ثمَّ كَان عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ثمَّ كُنْتُ أَنَا بَعْدَه".
"كَانَ سُليمان نَبيُّ الله إِذَا قَامَ فِي مُصَلَّاه رأَى شجَرَةً نَابِتَةً بَينَ يَدَيهِ، فَيَقولُ: مَا اسْمُكِ؟ فتقولُ: كذا، فيقول: لأيِّ شيء أَنْت؟ ، فتقول: لكذا وكَذا، فإن كانتْ لِدَواءٍ كُتَبَتْ (*)، وإنْ كانت لغرْس غُرِستْ، فبَينا، هُوَ يُصَلي يَوْمًا إِذْ رأَى شَجَرَةً فَقال: مَا اسْمُكِ؟ ، قالتْ: الخرْنُوبُ، قال: لأَيِّ شيءٍ أنْت؟ ، قالتْ: لِخَرَابِ هَذَا الْبَيتِ، قال سُليمَان، اللَّهُمَّ عَمِّ عَلى الْجنِّ موْتِى حَتَّى تَعْلَمَ الإِنْس أن الْجِنَّ لَا تَعلَمُ الْغَيبَ، فنحتها عصًا فتوَكَّأَ عَلَيهَا (حولًا ميتًا والْجن تعْمل، فأَكلتْهَا الأرضَةُ فسَقط فَوَجدَوهُ حولًا، فتبَيَّنتِ الإِنْسُ أن الْجنَّ لوْ كَانوا يَعْلَموُن الْغَيبَ مَا لَبثُوا حولًا فِي الْعَذَابِ فشكرَتِ الْجنُّ الأرضَة، فكانتْ تأتِيها بالْمَاءِ حَيث كانتْ".
"كَانَ يُعْطِي لِلدُّنْيَا وحَمْدَهَا وذِكْرَهَا ومَا قَال يَوْمًا قَطُّ: اغْفِرْ لِي يَوْمَ الدِّين".
"كَانَ فِيمَا أعْطَى اللهُ مُوسَى في الأَلْوَاح الأوَل، اشْكُرْ لِي وَلِوَالدَيكَ أَقك الْمَتالِفَ، وأُنسِئُ فِي عُمُرك وأَحْيك حَيَاةً طيِّبَة، وأقْلبْكَ إِلَى خَير أمْنَها، ولا تَقْتُل النَّفسَ الَّتِي حُرِّمَتْ إلا بالْحَقِّ، فَتَطْبِقُ عَلَيكَ الأَرْضِ برَحْبِها والسَّمَاءُ بأَقْطَارها وتَبُوءَ بِسَخَطِى في النَّارِ، ولا تحْلِف باسْمِى كاذِبًا، فإِنِّي لَا أُطَهِّر ولا أُزَكِّى مَنْ لَمْ يُنَزِّهْنِى وَيُعَطِّمْ اسْمِى".
"كَانَ عَبْدٌ منْ عِبَاد اللهِ آتاهُ الله مالًا ووَلدًا، فَذَهْبَ مِنْ عُمُره عُمُر، وبَقِى عُمُرٌ، فقَال: لِبَنِيهِ: أيُّ أبِّ كنْتُ لَكُمْ؟ ، قالوا: خَيرَ أبٍ، قال: إِنى وَاللهِ مَا أنا بتَاركٍ عِنْدَ أحَد مَالًا كان مِنِّي إِليهِ إلا أخذْتهُ أوْ تَفْعَلُونَ بى مَا أقْولُ لكمْ؟ ، فأخَذَ مِنْهُمْ مِيثَاقًا (*)، قال: أمالًا فانْظُروا: إذا أنا مِتُّ فأحْرقونِى بالنَّارِ، ثُمَّ اسْحَقُونِى (*) ثُمَّ انْظُرُوا يوْمًا ذَا ريحٍ فأذْرُونِى لعَلِّى أُضِلُّ اللهَ، فدعِى فاجْتَمَع فَقِيلَ لَهُ: ما حمَلَكَ عَلَى مَا صَنْعتَ؟ ، قال: خَشْيَةُ عَذَابِك، قال: استقل ذاهِبًا فتيبَ عَليهِ".
"كانَ رَجُلٌ فيِمَنْ (*) كَانَ قَبْلَكُمْ يُبَايعُ بالأمَانَه، فأَتَاه رجَلٌ فأَخذَ مِنْه ألْفَ دِينَارٍ إِلَى أجَل فَحَضَر الأَجَلُ وَقدْ خَبَّ (*) البَحْرُ، فأَخَذَ خشَبَةً فَجَعَل فِيها الدَّنانِيرَ، ثُمَّ أَتى الْبَحْرَ فَقَال: اللَّهُمَّ إِنَّ فلانًا بَايَعِني بالأَمَانَة وقَدْ خَبَّ الْبَحْرُ فأَدِّهَا إِليهِ،
ورَمَى بهَا في الْبَحْرِ، وأقْبَلَت الْخَشبَةُ ترْفَعُها مَوْجَةٌ، وتَضعُها أخْرَى، وَخَرجَ الرَّجُلُ لِيَتَوضَّأَ لصَلاةِ الْغَداةِ فجَاءَت الْخَشَبَةُ فَصَكَّتْ كَعْبَه فأَخذَهَا، ثُمَّ قَال لأهْلِهِ، لَا تُحْدثُوا فِيها حَدثًا حَتَّى أُصَلِّى، فأَخَذَهَا فإِذَا فِيهَا الدَّنَانِير فكَتبَ وزْنَها عِنْدَهُ، ثُمَّ لَقِيَ الرَّجُل بَعْدَ زَمانٍ فَقَال: ألسْتَ فُلانًا؟ قال: بلى، قال: ألست الَّذِي بَايَعْتُك بالأَمَانَةِ؟ ، قال: بَلَى، قال: فأَينَ مَالي؟ ، قال: أتَّزن، ثمَّ قال لَهُ: يَعْلم الله لقدْ فعَلْتُ كَذا وكَذا، قال: قدْ أدَّ الله - ﷻ- أمَانتك، فأى الرَّجُلَين أعظم أمَانة؟ ، الَّذي أدَّاها ولَو شاءَ لذَهَب بها، أم الَّذي ردَّهَا ولو شاءَ أخذها".
"كَانَ اللِّواط فِي قَوْم لوْطٍ فِي النِّسَاء قَبْل أنْ يَكُون فِي الرِّجَالِ بأَرْبَعِين سنة".
"كَانَ فِيمَنْ كَان قَبْلكمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وتِسْعِينَ نفْسًا، فسأَلَ عَنْ أعْلَمِ أهْلِ الأرْضِ فدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فأَتَاهُ (*) فَقال: إِنَّهُ قَتَلَ تسْعَةً وتِسْعِينَ نَفْسًا فَهلْ لَهُ منْ توْبَة؟ فَقَال: لا، فَقَتَلَهُ وكَمَّلَ بِه الْمِائة، ثمَّ سأَلَ عن أعْلَمِ أهْلِ الأرْضِ فدُلِّ عَلى رَجُلٍ
فَقال: إِنَّهُ قَتَلَ مَائةً فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قال: نَعَمْ مَنْ يَحُول بَينَكَ وبَينَ التَّوْبَةِ؟ ، إِيتِ أرْضَ كَذَا وكَذَا فإِنَّ بِهَا نَاسًا يَعْبُدُونَ اللهَ فاعْبَدِ اللهَ ولا تَرْجعْ إِلَى أرْضِكَ، فإِنَّهَا أرْض سُوءٍ، فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذا أنْصفَ الطَّريقَ أتَاهُ الْمَوْتُ، فاخْتَصَمَتْ فيه ملائِكة الرَّحْمَةِ ومَلائِكَةُ الْعَذَابِ، فَقالتْ مَلائكَةُ الرَّحْمَة: جَاءَنَا تَائبًا مقْبلًا بِقَلْبه إِلى الله، وَقَالتْ مَلائِكَة الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَل خَيرًا قطُّ، فأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَينَهُمْ، فَقَال: قِيسُوا مَا بَينَ الأرْضَينِ أيهما كان أقرب فهي له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض الَّتِي أرَادَ فَقَبَضَتْهُ بِها مَلائِكِة الرَّحَمْةِ".
"كَانَ رَجُلٌ تَاجِرٌ يُدَاينُ النَّاسَ، فَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أتَيتَ مُعْسرًا فتَجَاوَز عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ أنْ يَتَجَاوَرْ عَنَّا فَلَقِى اللهَ فَتَجَاوزَ عَنْهُ".
"كَانَ الرَّجُل فيمنَ كانَ قبْلَكُمْ يُؤْخَذُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيه فيُجَاءُ بالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأَسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنين مَا يَصُدُّه ذَلِكَ عَن دينِيه، ويُمْشَطُ بَأَمْشاطِ الْحَديدِ ما دون لحمه من عظم أو عصب ما يصده ذلك عن دينِيه، والله لَيُتمنَّ اللهُ هَذا الأَمْرَ، حَتَّى يَسيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعَاءَ إِلَى حَضرَ مُوَتَ لا يَخَافُ إلا اللهَ والذِّئْبَ عَلَى غنَمِهِ، وَلَكِنَّكُم تَسْتعْجِلُونَ".
"كَانَ نَبيٌّ مِن الأَنْبِياءِ يَخُطُّ فمَنْ وافَقَ خَطَّه فَذَاكَ".
"كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكمْ، وكَان لَهُ سَاحِرٌ فلَمَّا كبر قال لِلْمَلِكِ: إِنِّي قدْ كَبَرْتُ فابْعَثْ إِلَيَّ غُلامًا أُعَلِّمُهُ السِّحْرَ، فَبَعَثَ إِلَيهِ غُلامًا يُعَلِّمُه فَكَانَ فِي طريقِهِ إذَا سَلَكَ رَاهِبٌ فَقعَدَ إِلَيهِ وسَمِعَ كَلامَه فأعْجَبَه، فَكَانَ إِذَا أَتى السَّاحِرَ مَرَّ بالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيهِ فإِذَا أتى السَّاحِرَ ضرَبَهَ، فَشَكَى ذلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ، فَقَال: إِذا خَشِيتَ الْسَّاحِرَ فَقُلْ: حَبَسْنِى أهْلِى، وإذَا خَشِيتَ أهْلَكَ فقلْ: حَبَسَنِى السَّاحِرُ، فَبَينَا هُوَ كَذَلكَ إِذْ يأَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتْ النَّاسَ فقال: الْيَوْمَ أعْلَمُ الْسَّاحِرُ أفْضلُ أمْ الرَّاهِبُ أَفْضلُ فأخذ حجرًا فَقال: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ أمْرُ الرَّاهِب أحَبُّ إِليكَ مِنْ أمْر السَّاحِر فاقْتُل هَذِهِ الدَّابَّة حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ، فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا ومَضَى النَّاسُ، فأَتَى الرَّاهبَ فَأخْبَرَهُ، فَقال لَه الرَّاهِبُ: أي بُنَى أَنْتَ الْيَوْمَ أفْضلُ مِنِّي، قدْ بَلغ مِنْ أمْركَ مَا أرَى وإِنَّكَ سَتُبْتَلِى، فإِن ابْتُليِتَ فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ، وكَانَ الغُلامُ يُبْرئُ الأَكْمَة والأَبْرَصَ، ويُدَاوَى النَّاسَ سَائِرَ الأدْواءِ، فَسَمِعَ جَلِيسٌ للْمَلِكِ كَان
قَدْ عَمِى فأَتَاهُ بهَدايا كَثِيرة فَقال: مَا هَهنا لَكَ أجْمَعُ، إِنْ أنْتَ شَفَيتَنِى، قال: إِنِّي لا أشْفى أحدًا، إِنّما يَشْفِى الله - ﷻ - فإِنْ آمَنْتَ باللهِ دعَوْتُ الله فشَفاكَ، فآمَن باللهِ فشفاهُ الله - ﷻ - فأتى الْمَلِكَ فجَلسَ إِليهِ كَما كَان يَجْلِسُ، فقال لَهُ الْمَلِك: مَنْ رَدَّ عَلَيكَ بَصَرَكَ؟ ، قال: رَبِّى، قال: وَلَك رَبُّ غَيرى؟ ، قال: ربى وَرَبُّكَ، فأَخذُهُ فلمْ يَزلْ يُعَذِّبَهُ حَتَّى دَلَّ عَلى الْغلامِ، فجئِ بالْغُلامِ فقال لَهُ الْمَلِكَ. أي بُنيَّ قدْ بَلَغَ مِنْ سِحْركَ ما تُبْرئُ الأكْمَة والأبْرَصَ وتَفْعَلُ وتفْعلُ، فقال: إِنِّي لا أشْفى أحدًا، إِنَّمَا يَشْفِى الله - ﷻ - فأخذَهُ فلمْ (يزل) يُعَذِّبَه حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ، فجيئ بالراهبِ فقيلَ لَهُ: ارْجع عنْ دِينكَ، فأَبى، فدُعِى بالْمِنْشَارِ فوُضِعَ الْمِنْشَارُ في مفْرق رأْسِه فشقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شقَّاه، ثمَّ جئِ بجَلِيسِ الْمَلكِ، فقيلَ لَهُ: ارْجع عنْ دِينِكَ فأَبَى فوُضِعَ الْمِنْشَارُ فِي مَفْرق رأْسِهِ فشَّقهُ حَتَّى وقعَ شِقَّاه، ثمَّ جئَ بالْغلامِ فقِيلَ لَهُ: ارْجعْ عَن دينِك فأبَى فدَفَعَه إِلَى نَفرٍ مِنْ أصْحَابه، فقال: اذهَبُوا به إِلَى جَبَلِ كَذا وكذَا فاصعَدُوا به الْجَبَلَ فِإذَا بَلغْتم بِه ذرْوَته فإنْ رَجَعَ عَن دينِه وإلَّا فاطْرَحُوه، فذَهبُوا به فصَعَدُوا به الْجَبَلَ فقال: اللَّهمَّ اكْفِنِيهم بِمَا شِئْتَ فرَجَف بهم الْجَبَلُ فسَقطوا وجاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ، فقال لَهُ الْمَلِك، مَا فَعَلَ أصْحَابُكَ؟ ، قال: كفانيهم اللهُ ﷻ - فدَفَعهُ إِلى نفر مِنْ أصْحَابِه فقال: اذْهَبُوا به فاحْملوه في قرقورِ فتوَسَّطوا به الْبَحْر فإنْ رَجَعَ عَن دِينيه، وإلَّا فاقْذِفُوه، فذَهَبُوا به فقال: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهم بمَا شِئْت، فانْكفأَتْ بهم السَّفينة فغرقوا وجَاء يَمْشِي إِلى الْمَلِكِ فَقال لَه الْمَلِك: مَا فَعلَ أصْحَابُكَ؟ ، فقال: كفانِيهم الله، فقال لِلِمَلِك: إِنَّكَ لسْت بقَاتِلِى حَتَّى تفْعَلَ ما آمرك به، قال: ومَا هو؟ ، قال: تَجْمَع النَّاسَ فِي صَعِيد واحد، وتَصْلِبُنِى عَلَى جذعٍ ثمِّ خذْ سَهما مِن كنَانتى، ثمَّ وضع السَّهْم فِي كبدِ الْقوْسِ، ثمَّ قلْ: بسْمِ اللهِ ربِّ الْغلامِ، ثمَّ أرْمِنِى، فإِنَّكَ إذا فعَلت ذَلِكَ قتَلْتَنِى، فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعيدٍ واحدٍ، وصَلَبَهُ عَلَى جذْعٍ، ثمَّ أخذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِه، ثمَّ وضعَ السَّهْم فِي كبدِ الْقُوسِ، ثمَّ قال: بسْمِ اللهِ ربِّ الْغلامِ ثمَّ رَمَاه، فوضع السَّهْم فِي صَدْغه، فَوَضَعَ يدَه فِي صُدْغِه مَوْضِعَ السَّهْمِ فَمَات، فقال النَّاسُ، آمَنا
برَب" الْغلامِ، آمنَّا برَبِّ الْغلامِ، فأُتِى الْمَلك، فقِيلَ لَهُ: أرَأيت ما كُنْتَ تَحْذَرُ؟ قدْ واللهِ نزلَ بك حَذَرُكُ، قدْ آمَن الناسُ، فأَمَرَ بالأُخدُودِ بأفواهِ السِّكك فحْدَّثْ وأضْرَمَ النِّيرَان وقال: مَن لَمْ يَرجع عَن دِينه فاحْمُوه فِيها ففعَلوا حَتَّى جَاءَتْ امرأةٌ وَمَعَها صبيٌّ لَها فتَقَاعَسَتْ أنْ تَقَعَ فِيها فقال لها الْغلَامُ يا أُمَّه اصبرى فإنَّك عَلَى الْحقَّ".