36. Actions > Letter Ḥā (2/9)
٣٦۔ الأفعال > مسند حرف الحاء ص ٢
"عَنْ صِلَةَ بْنِ زَفَرَةَ (*) قَالَ: قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: كَيْفَ عَرَفْتَ أَمْرَ الْمُنَافِقينَ وَلَمْ يَعْرِفْهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله ﷺ وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ؟ قَالَ: إِنِّى كُنْتُ أَسِيرُ خَلفَ رسُولِ الله ﷺ فَنَامَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَسَمِعْتُ نَاسًا مِنْهُم يَقُولُونَ: لَوْ طَرَحْنَاهُ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَانْدَقَّتْ عُنُقُهُ فَاسْتَرَحْنَا مِنْهُ، فَسِرْتُ بَيْنَهُم وَبَيْنَهُ وجَعَلْتُ أَقْرَأُ وَأَرْفَعُ صَوْتِى، فَانْتَبَهَ النَّبِىُّ ﷺ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: حُذَيْفَةُ، قَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ: فُلَانٌ وفُلَانٌ حَتَّى عَدَدْتُهُم، قَالَ: وسَمِعْتَ مَا قَالُوا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَلِذَلِكَ سِرْتُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُم، قَالَ: أَمَا إِنَّهُم مُنَافِقُونَ: فُلَانٌ وفُلَانٌ، لَا تُخْبِرَنَّ أَحَدًا".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِنَّ الْعَرَبَ (* *) إِذَا تَوَضأَ فَأَحْسَنَ وضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ اسْتَقْبَلَهُ الله بِوَجْهِهِ يُنَاجِيهِ فَلَمْ يَصْرِفْهُ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِى يَصْرِفُ، أَوْ يَلْتَفِتُ يَمِينًا أَوْ شِمَالًا".
"عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِى أسيدٍ صَنَعَ طَعَامًا ثُمَّ دَعَا أَبَا ذَرٍّ وَحُذَيْفَةَ وابْنَ مَسْعُودٍ فَحَضَرتِ الصَّلَاةُ، فَتَقَدَّمَ أَبُو ذَرٍ لِيُصَلِّىَ بِهِمْ، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: وَرَاءَكَ رَبُّ الْبَيْتِ أَحَقُّ بِالإمَامَةِ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍ: كَذَلِكَ يَا بْنَ مَسْعُودٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَتَأَخَّرَ أَبُو ذَرٍّ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَقَدَّمُونِى وَأَنَا مَمْلُوكٌ فَأمَمْتُهمْ".
"عَنْ سَعِيد بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ فِى غَزْوَةٍ وَمَعَهُ حُذَيْفَةُ: أَيُّكُمْ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ الله ﷺ صَلَاةَ الْخَوْفِ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا، فَأَمَرهُمْ حُذَيْفَةُ فَلَبَسُوا السِّلَاحَ ثُمَّ قَالَ: إِنْ هَاجَكُمْ يصح (*) فَقَدْ حَلَّ لَكُمُ الْقِتَالُ، فَصَلَّى بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً، وَالطَّائِفُ (* *) الأُخْرى مُوَاجِهَةُ الْعَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفَ هَؤُلَاءِ فَقَامُوا مَقَامَ أولئِكَ وَجَاء أولئِكَ فَصَلَّوا بِهِم (* * *) رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: لَا وِتْرَ إِلَا عَلَى مَنْ تَلَا الْقُرآنَ".
"عَنْ أَبِى دَاوُدَ الأَحْمَرِىِّ قَالَ: خَطَبَنَا حُذَيْفَةُ بالْمَدَائِنِ فَقَالَ: يَأَيُّهَا النَّاسُ تَفَقَّدُوا أَرِقَّاءَكُمْ، واعْلَمُوا مِنْ أَيْنَ يَأتُونَكُمْ بِغَرَائِبِهمْ، فَإِنَّ لَحْمًا نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ أَبَدًا، واعْلَمُوا أَنَّ بَائِعَ الْخَمْرِ وَمُبْتَاعَهُ (وساقيه (*)) ومُسْقِيَهُ كشارِبهِ، واعْلَمُوا أَنَّ بَائِعَ الْخِنْزِيرِ وَمُبْتَاعَهُ وَمُقْتَنِيَهُ كَآكِلِهِ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ بَعَثَ بَعْثًا إِلى دَومَةِ الْجَنْدَلِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ سَتَجِدونَ أَكَيْدِرَ خَارِجًا يَتَصَيَّدُ الصَّيْدَ، فَخُذُوهُ، فَانْطَلَقُوا فَوَجَدُوهُ كَمَا قَالَ رَسُولُ الله ﷺ فَأَخَذُوهُ وَعَلَوْا أَهْلَ الْمَدِينَةِ وَأَشْرَفُوا عَلَى الْمُسْلِمينَ يُكَلِّمُونَهُمْ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمينَ: أُذَكِّرُكَ الله هَلْ تَجِدُون مُحَمَّدًا فِى كِتَابِكُمْ؟ فَقَالَ: لَا، فَقَالَ رَجُلٌ إِلى جَنْبِهِ: إِنَّا نَجِدُهُ فِى كِتَابِنَا، فَقَالَ الرَّجُلُ لأَبِى بَكْرٍ: يَا أَبَا بَكْر أَلَيْسَ قَدْ كَفَرَ هَؤُلَاءِ الآنَ؟ قَالَ: بَلَى! فَاسْكُتْ وَأَنْتُمْ سَوْفَ تَكْفُرُونَ. وَسَكَتَ الرَّجُلُ وَدَخَلَ الْبَيْتَ وَخَرَجَ مَسْلَمَةُ بَيْنَنَا، فَقَالَ رَجُلٌ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ وَنَحْنُ بَدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ وَأَنْتُمْ سَوْفَ تَكْفُرونَ، وَذَلِكَ خُروجُ مُسَيْلِمَةَ فَقَالَ: لَا، ولَكِنْ فِى آخِرِ الزَّمَانِ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ شَابٌّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله ﷺ يَبْكِى عِنْدَ ذِكْرِ النَّارِ حَتَّى حَبَسَهُ ذَلِكَ فِى الْبَيْتِ، فذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ ﷺ فَأَتَاهُ النَّبِىُّ ﷺ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ الشَّابُّ قَامَ فَاعْتَنَقَهُ وَخَرَّ ميتًا، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ : جَهِزُوا صَاحِبَكُمْ فإن الفرقة (*) مِنَ النَّارِ فَلَذَ كَبِدَهُ، والَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَقَدْ أَعَاذَهُ الله مِنْهَا، مَنْ رَجَا شَيْئًا طَلَبَهُ، وَمَنْ خَافَ مِنْ شَىْءٍ هَرَبَ مِنْهُ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ خَيْرُكُمْ فِى الْمِائَتينِ خَفِيفُ الْحَاذِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ الله وَمَا الْخَفِيفُ الْحَاذِ؟ قَالَ: الَّذِى لَا أَهْلَ (له (*)) وَلَا وَلَدَ".
"عَنْ زَنْكَل بْنِ عَلِىٍّ وَزَيد (* *) لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ: يَا طَاعُونُ خُذْنِى إِلَيْكَ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - قَبْلَ سَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ، وَقَبْلَ جَوْرٍ فِى الْحُكْمِ، وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ، وَكَثْرَةِ الزَّبَانِيَةِ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ بنِ الْيَمَانِ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ نَظَرَ يَوْمًا إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ
وَبَكَى، وَقَالَ: الْمَظْلُومُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِى سَمِىُّ (*) هَذَا، وَالْمَقْتُولُ فِى الله، والْمَصْلُوبُ مِنْ أُمَّتِى سَمِىُّ هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ثُمَّ قَالَ: ادْنُ مِنِّى يَا زَيْدُ، زَادَكَ الله حُبّا عِنْدِى؛ فَإِنَّك سَمِىُّ الْحبِيبِ مِنْ وَلَدِى: زَيْدٍ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ الله أَلَا تَسْتَخْلِفُ عَلَيْنَا؟ فَقَالَ: إِنْ تُوَلُّوا هَذَا الأَمْرَ عُمَرَ تَجِدُوهُ قَوِيّا فِى الله، قَوِيّا فِى بَدَنِهِ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ الله ﷺ فِى الْفِتَنِ الَّتِى تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ، فَقُلْتُ: إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ بَابًا مُغْلَقًا يُوشِكُ أَنْ يُكْسَرَ كَسْرًا، قَالَ عُمَرُ: كسْرًا لَا أَبَا لَكَ؟ ! قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَلَوْ أَنَّهُ فُتِحَ لَكَانَ لَعَلَّهُ أَنْ يُعَادَ فَيُغْلَقَ، قُلْتُ: بَلْ كَسْرًا، وَحَدَّثْتُهُ أنَّ ذَلِكَ الْبَابَ رَجُلٌ يُقْتَلُ أَوْ يَمُوتُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغَالِيط".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ إِلَى النَّبِىِّ ﷺ فَقَالُوا: ابْعَثْ لَنَا رَجُلًا أَمِينًا، فَقَالَ: لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ، أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ، قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَاسْتَشْرَفَ النَّاسُ لَهَا، فَبعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ".
"قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: شَرٌّ وَفِتْنَةٌ، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِ مِنْ خَيرٍ؟ قَالَ: هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ، وَجَمَاعَةٌ عَلَى أَمْذَاءٍ، فِيهَا دُعَاةُ النَّارِ، يَا حُذَيْفَة: لأَنْ تَمُوتَ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَسْتَجِيبَ لأَحَدٍ مِنْهُمْ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِنَّ أَصْحَابَ النَّبِىِّ ﷺ كَانُوا يَسْأَلُونَ عَنِ
الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُ عَنِ الشَّرِّ؛ مَخَافَةَ أَنْ أُدْرِكَهُ، وَإِنِّى بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ الله ﷺ
ذَاتَ يَوْمٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! أَرَأَيْتَ هَذَا الْخَيْرَ الَّذِى أَعْطَانَا الله هَلْ بَعْدَهُ مِنْ شَرٍّ (*)؟ كَمَا
كَانَ قَبْلَهُ شَرٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْهُ؟ قَالَ: السَّيْفُ، قُلْتُ: وَهَلْ لِلسَّيْفِ
مِنْ بَقِيَّةٍ؟ قَالَ: هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ (* *)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: وَمَا بَعْدَ الْهُدْنَةِ؟ قَالَ: دُعَاةٌ
لِلضَّلَالَةِ، فَإِنْ لَقِيتَ فِيهِ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةً فِى الأَرْضِ فَالْزَمْهُ، وَإِنْ أُخِذَ مَالُكَ، وَضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَإِلَّا - وَفِى لَفْظٍ - فَإنْ لَمْ يَكُنْ خَلِيفَةٌ، فَاهْرَبْ فِى الأَرْضِ جِدَّ هَرَبِكَ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! فَمَا بَعْدَ دُعَاةِ الضَّلَالَةِ؟ قَالَ: خُرُوجُ الدَّجَّالِ، قُلْتُ يَا رَسُولَ الله: وَمَا يَجئُ بِهِ الدَّجَّالُ؟ قَالَ: يَجِئُ بِنَارٍ وَنَهرٍ، فَمَنْ وَقَعَ فِى نَارِهِ وَجَبَ أَجْرُهُ، وَحُطَّ وِزْرُهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! فَمَا بَعْدَ الدَّجَّالِ؟ قَالَ: عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! فَمَا بَعْدَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؟ قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَنْتَجَ فَرَسًا لَم يَرْكبْ ظَهْرَهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ".
"عن زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ لَمَّا أَنِ احْتُضِرَ أَتَاهُ أُنَاسٌ منَ الأَنْصَارِ فَقَالُوا: يَا حُذَيْفةُ لَا نَرَاكَ إِلَّا مَقْبُوضًا، فَقَالَ لَهُمْ: غِبٌّ مَسْرُورٌ، وَحَبيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ، لَا أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ اللَّهُمَّ إِنِّى لَمْ أُشَارِكْ غَادِرًا غَدْرَتَهُ، فَأَعُوذُ بِكَ الْيَوْمَ مِنْ صَاحِبِ السُّوءِ، وَصَبَاحِ السُّوءِ، كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ الله ﷺ عَنِ الْخَيْرِ، وَأَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ الله! إِنَّا كُنَّا فِى شَرٍّ، فَجَاءَنَا الله بِالْخَيْرِ، فَهَلْ
بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: هَلْ وَرَاءَ الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: كَيْفَ يَكُونُ؟ قَالَ: سَيَكُونُ بَعْدِى أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهَدْيِى، وَلَا يَسْتَنُّونَ بسُنَّتِى، وَسَيَقُومُ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ شَيَاطِينَ فِى جُثْمَانِ إِنْسَانٍ، قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ، قَالَ: اسْمَعْ للأَمِيرِ الأَعْظَمِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذ مَالُكَ".
"عَنْ حُذَيْفَة قَالَ: خَيَّرَنِى رَسُولُ الله ﷺ بَينَ الْهِجْرَةِ وَالنُّصْرَةِ، فَاخْتَرْتُ النُّصْرَةَ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ الله ﷺ مَقَامًا، مَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِى مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَام السَّاعَةِ، إِلَّا حَدَّثَ بِهِ، حَفِظَهُ مَنْ حَفظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ، وَقَدْ عَلَمَهُ أَصْحَابِى هَؤُلَاءِ، وَإِنَّهُ لَيَكُونُ الشَّئُ قَدْ نَسِيتُهُ، فَأَرَاهُ فَأَذْكُرُهُ، كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنْتُمْ تَسْأَلُونَهُ عَنِ الرَّخَاءِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشِّدَّةِ لأَتَّقِيهَا، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِى وَمَا مِنْ يَوْمٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِنْ يَوْمٍ يَشْكُو إِلَىَّ فِيه (أَهْلُ) (*) الحَاجَةِ، إِنَّ الله إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ابْتَلَاهُ، يَا موْتُ عَظَّ (* *) عَظَّكَ وَشُدَّ شَدَّكَ؛ إِنَّ قَلْبِى يُحِبُّكَ (* * *) ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ فِى مَرَضِهِ الَّذِى تَوَفَاهُ الله فِيهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله كَيْفَ أَصْبَحْتَ بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى؟ ! فَرَدَّ عَلَىَّ مَا شَاءَ الله، ثُمَّ قَالَ: يَا حُذَيْفَةُ أُدْنُ مِنَّى، فَدَنَوْتُ مِنْهُ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، قَالَ: يَا حُذَيْفَةُ إِنَّهُ مَنْ خَتَمَ الله لَهُ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَرَادَ بِه الله أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ، وَمَنْ أَطْعَمَ جَائِعًا أَرَادَ بِهِ الله أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ، وَمَن كَسَا عَارِيًا
أَرَادَ بِهِ الله أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ، قُلْتُ: يَا رسُولَ الله! أُسِرُّ هَذَا الْحَدِيثَ أَمْ أُعْلِنُهُ؟ قَالَ: بَلْ أَعْلِنْهُ، فَهَذَا آخِرُ شئٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ ".
"عن حُذَيْفَةَ قَالَ: مَرَّ بِى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَأَنَا جَالِسٌ فِى الْمَسْجِدِ فَقَالَ لى: يَا حُذَيْفَةُ إِنَّ فُلَانًا قَدْ مَاتَ فَاشْهَدْهُ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، الْتَفَتَ إِلَىَّ فَرآنِى وَأَنَا جَالِسٌ، فَعَرَفَ، فَرَجَعَ إِلَىَّ فَقَالَ: يَا حُذَيْفَةُ أَنْشُدُكَ الله أَمِنَ الْقَوْمِ أَنَا؟ قُلْتُ: اللَّهُمَّ لَا، وَلَنْ أُبَرِّئَ أَحَدًا بَعْدَكَ، فَرَأَيْتُ عَيْنَىْ عُمَرَ جاتا (*) ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِىِّ ﷺ فِى شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَامَ يَغْتَسِلُ وَسَتَرْتُهُ، فَفَضَلَتْ مِنْهُ فَضْلَةٌ فِى الإِنَاءِ فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ فَأَرِقْهُ، وَإِنْ شِئْتَ فَصُبَّ عَلَيْهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله هَذِهِ الفَضْلَةُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا أَصُبُّ عَلَيْهِ، فَاغْتَسَلْتُ وَسَتَرَنِى، قُلْتُ: لَا تَسْتُرْنِى! قَالَ: بَلَى لأَسْتُرَنَّكَ كمَا سَتَرْتَنِى".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: بَعَثَنِى رَسُولُ الله ﷺ سَرِيَّةً وَحْدِى".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: بِحَسْبِ الْمُؤْمِنِ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَخْشَى الله - ﷻ - وَبِحَسْبِ الْمُؤْمِنِ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يَقُولَ: أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ثُمَّ يَعُودُ".
"عَنْ أَبِى البَخْتَرِىِّ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: لَوْ حَدَّثْتُكم بِحدِيثٍ لَكَذَّبَنِى ثَلَاثَةُ أَثْلَاثِكُم، إنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ﷺ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ الله ﷺ عَنِ الْخَيْرِ، وكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَن الشَّرِّ، فَقِيلَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّ مَنْ اعْتَرفَ (*) بِالشَّرِّ وَقَعَ فِى الْخَيْرِ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: لَوْ كُنْتُ عَلَى شَاطِئ نَهْرٍ وَقَدْ مدَدْتُ يَدِى لأَغْتَرِفَ، فَحَدَّثْتُكُم بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ، مَا وَصَلَ يَدى إِلَى فَمى حَتَّى أُقْتَلَ".
"عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ: قَالَ لَنَا حُذَيْفَةُ: إِنَّا حَمَلْنَا هَذَا العِلْمَ، وَإنَّا نُؤَدِّيهِ إِلَيْكُمْ، وَإنَّا كُنَّا لَا نَعْمَلُ بِهِ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِنَّا قَوْمٌ عَرَبٌ نُرَدِّدُ الأحَادِيثَ فَنُقَدِّمُ ونُؤَخِّرُ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: لَوَدِدْتُ أنَّ لِى مَنْ يُصْلِحُ مِنْ مَالى فَأُغْلِقُ عَلَىَّ بَابِى، فَلَا يَدْخُلُ عَلَىَّ أَحَدٌ، وَلَا أَخْرُجُ إِلَيْهِم، حَتَّى أَلْحَقَ بِالله".
"عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَالَكَ لَا تَتَكَلَّمُ؟ قال: إِنَّ لِسَانِى سَبُعٌ لخوف (*) إِنْ تَرَكْتُهُ أَنْ يَأكُلَنِى".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: اتَّقُوا الله يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ، وَخُذُوا طَرِيقَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَوَالله لَئِن اسْتَقَمْتُمْ لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا، وَلَئِنْ تَركْتُمُوهُ يَمِينًا وَشِمَالًا لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا".
"عَنْ حُذَيْفَةَ: لَيْسَ خِيَارُكُمْ مَنْ تَرَكَ الدُّنْيَا للآخِرَةِ، وَلا مَنْ تَرَكَ الآخِرَةَ لِلدُّنْيَا، وَلَكِنْ خِيَارُكُمْ مَنْ أَخَذَ مِنْ كُلٍّ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: خِيَارُكُمُ الَّذِينَ يَأخُذُونَ مِنْ دُنْيَاهُمْ لآخِرَتِهِمْ، وَمِنْ آخِرَتِهِمْ لِدُنْيَاهُمْ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِنَّمَا نعمتى (*) أَحَدُ ثَلَاثَةٍ: مَنْ عَرَفَ النَّاسِخَ والْمَنْسُوخَ، أَوْ رَجُلٌ وَلِىَ سُلْطَانًا فَلَا تَجِدُ مِنْ ذَلِكَ بُدّا، أَوْ يَتَكَلَّفُ".
"عَن النّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ فِى الْبَيْتِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: مَا هَذَا الَّذِى يَبْلُغُنِى عَنْكَ؟ قَالَ: مَا قُلْتَهُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَنْتَ أصْدَقُهُمْ وَأَبَّرُّهُمْ، فَلَمَّا خَرَجَ قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ مَا قُلْتَهُ؟ قَالَ: بَلَى! وَلَكَنْ أَشْتَرِى دِينِى بِبَعْضِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَذْهَبَ كُلُّهُ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: لا تُغَالُوا بِكَفَنِى فَإنْ لَمْ يَكُنْ لِصَاحِبِكُمْ عندَ الله خَيرٌ يُبَدَّلْ خَيْرًا مِنْ كُسْوَتِكُمْ وَإِلَّا يُسْلب سَلْبًا سَرِيعًا".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: تكْفِينِى رَبْطَتَانِ بَيْضَاوَانِ لَيْسَ مَعَهُمَا قَمِيصٌ، فَإِنِّى لَا أُتْرَكُ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى أُبدَّلَ خَيْرًا مِنهُمَا أَوْ شرّا منهما".
"عَن الحَسَنِ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ فِى مَرَضِه: حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ، لَا أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ، الْحَمْدُ لِلَّه أَلَيْسَ بَعْدِى مَا أَعْلَمُ، الْحَمْدُ لله الَّذِى سَبَقَ بى الْفِتْنَة قَادَتَها وَعَلُوجَهَا".
"عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِحُذَيْفَةَ: أَشْكُو إِلَى الله صُحْبَتَكُمْ رَسولَ الله ﷺ فَإِنَّكُمْ أَدْرَكْتُموهُ وَلَمْ نُدْرِكْهُ، وَرَأَيْتُموهُ وَلَمْ نَرَهُ، قَال حُذَيْفَةُ: وَنَحْنُ نَشْكُو إِلَى الله إِيمَانَكُمْ بِهِ وَلَمْ تَرَوْهُ، وَالله مَا أَدْرِى لَوْ أَنَّكَ أدْرَكْتَهُ كَيْفَ كُنْتَ تَكُونُ؟ لَقَدْ رَأَيْتُنَا معَ رَسُولِ الله ﷺ لَيْلَةَ الْخَنْدَقِ لَيْلَةً بَارِدَةً مَطِيرَةً - إِذْ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَذْهَبُ فَيعْلَمُ لَنَا عِلْمَ الْقَوْمِ جَعَلَهُ الله رَفيقَ إِبْرَاهيمَ يَوْمَ الْقيَامَةِ؟ فَمَا قَامَ مِنَّا أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَذْهَبُ فَيَعْلَمُ لَنَا عِلْمَ الْقَوْمِ أدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ؟ فَوَاللهِ مَا قَامَ مِنَّا أَحَدٌ، ثَمَّ قَالَ: هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَذْهَبُ فَيَعْلَمُ لَنَا عِلْمَ الْقَوْمِ جَعَلَهُ الله رَفِيقِى فِى الْجَنَّةَ؟ فَما قامَ مِنَّا أَحَدٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ الله: ابْعَثْ حُذَيْفَةَ، قَالَ حذيفةُ: فَقُلتُ: دُونَكَ، فَوَالله مَا قَالَ رَسُولُ الله ﷺ يَا حُذَيْفَةُ حَتَّى قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله بِأَبِى وَأُمِّى أَنْتَ، وَالله مَا بِىَ أن أُقْتَلَ، وَلكِنِّى أخشى أَنْ أوسر، فقال رسول الله ﷺ : إنك لن تُؤسَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: مُرْنِى بِمَا شِئْتَ، فَقَالَ: اذْهَبْ حَتَّى تَدْخُلَ فِى الْقَوْمِ فَتَأَتِىَ قُرَيْشًا فَتَقُولَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَمَا يُرِيدُ النَّاسُ أَنْ يَقُولُوا غَدًا أَيْنَ قُرَيْشٌ؟ أَيْنَ قَادَةُ النَّاسِ؟ أَيْنَ رُءُوسُ النَّاسِ؟ تَقَدَّمُوا فَتَقْدُمُوا فَتَضلُّوا بِالقِتالِ، فَيَكُونُ القَتْلُ بِكُمْ، ثُمَّ رَأَيْتُ كِنَانَةَ تَفِلُّ يَا مَعْشَرَ كِنَانَة إِنَّما يُرِيدُ النَّاسُ غَدًا أَنْ يَقُولُوا أَيْنَ كِنَانَةُ؟ أَيْنَ رمُاةُ الْحَدَقِ؟ تَقَدمُوا فَيَقْدُمُوا فَتَضلُّوا بِالْقِتَالِ، فَيَكُونُ الْقَتْلُ فِيكُمْ، ثُم إِيت قَيْسًا فَقُلْ يَا مَعْشَرَ قَيْسٍ إِنَّما يُريدُ النَّاسُ غَدًا أَنْ يَقُولُوا: أَيْنَ قَيْسٌ؟ أَيْنَ أَحْلَاسُ الْخَيْلِ؟ أَيْنَ فُرْسَانُ النَّاسِ؟ تَقَدَّمُوا فَتَقْدُمُوا فَتَضِلُّوا بِالْقِتَالِ، وَيَكُونُ
الْقَتْلُ بِكُمْ. ثُمَّ قال لى: وَلَا تُحِدثْ في سِلَاحِكَ شَيْئًا، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَذَهَبْتُ فَكُنْتُ بَيْن ظَهْرَانَىِ الْقَوْمِ أَصْطَلِى مَعَهُمْ عَلَى نِيرَانِهِمْ، وَأَذْكرُ لَهُمُ الْقَوْلَ الَّذِى قَالَ لِى رَسُولُ الله ﷺ : أَيْنَ قُريْشٌ؟ أَيْنَ كِنَانَةُ؟ أَيْنَ قَيْسٌ؟ حَتَّى إِذَا كَانَ وَجْهُ السَّحَر قَامَ أَبو سُفيَانَ يَدْعُو بِالَّلاتِ وَالْعُزَّى وَيُشْرِكُ، ثُمَّ قَالَ: نَظَر رَجُلٌ مِنْ خلية قال وَمعِىَ رَجُلٌ يَصْطَلِى، قَالَ: فَوَثَبْتُ عَلَيْه مَخَافَةَ أنْ يَأخُذَنِى، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا فُلَانٌ، قُلْتُ: أولِى فَلَمَّا رَأى أبُو سُفْيَانَ الصُّبْحَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَأَردُف أَيْنَ قُرَيْشٌ؟ أَيْنَ رُءُوسُ النَّاسِ؟ أَيْنَ مَادةُ النَّاسِ تَقَدَّمُوا، قَالُوا هَذِهِ المَقَالَةَ الَّتِى أَتَيْنَا بِهَا البَارِحَةَ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ كِنَانةُ؟ أَيْنَ رُمَاةُ الحَدَقِ؟ تَقَدُّموا، فَقَالُوا: هَذِه المَقَالَةُ الَّتِى أَتينَا بِهَا البَارِحَةَ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ قَيْسٌ؟ أَيْنَ فُرْسَانُ النَّاسِ؟ أَيْنَ أَحَلاسُ الخَيْلِ؟ تَقدَّمُوا فَقَالُوا هَذِه المَقَالَةَ الَّتِى أَتَيْنَا بِهَا البَارِحَةَ، قَالَ: فَخَافُوا فَتَخَاذَلُوا وَبَعَثَ الله عَلَيْهِمُ الرِّيحَ، فَمَا تَرَكَتْ لَهُمْ إلَّا هَدَمَتْهُ، وَلَا إِنَاء إِلا أَكْفَتْهُ، وتَنَادَوْا بِالرَّحِيلِ، قَالَ حُذَيْفَةُ: حَتَّى رَأَيْتُ أبَا سُفْيَانَ وَثَبَتَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ مَعْقُولٍ فَجَعَلَ يَسْتَحِثُّهُ لِلقِيامِ وَلا يَستَطِيعُ القِيَامَ بِعِقَالِه، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَوَالله لَولَا مَا قَالَ لِى رَسُولُ الله ﷺ : وَلَا تُحْدِثْ فِى سِلَاحِكَ شَيْئًا لرمَيْتُهُ مِنْ قَرِيبٍ، قَالَ: وسَارَ الْقوْمُ وَجِئْتُ رَسُولَ الله ﷺ فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ أَنْيَابَهُ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: كفَى مِنَ الْعِلْمِ الْخَشْيَةُ، وَكفَى مِنَ الْجَهْلِ أَنْ يَذْكُرَ الْعَالِمُ حَسَنَاتِهِ وَيَنْسَى سَيِّئَاتِهِ، وَكَفَى مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يَتُوبَ مِنَ الذَّنْبِ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْيًا وَوَلَاءً وَسَمْتَا (*) بِرَسُولِ الله ﷺ عَبدُ الله بنُ مَسْعُودٍ".
"عن ابن عباس قال: قال حُذَيْفَةُ بنُ اليمانِ، وَكعْبُ الأَحْبَارِ: إِذَا مَلَكَ الْخِلَافَةَ بَنُوكَ، لَمْ تَزَلِ الْخلَافَةُ فِيهِمْ حَتَّى يَدْفَعُوهَا إِلى عِيسى ابْنِ مَرْيمَ".
"عَنْ شَقِيقٍ قال: كُنْتُ أَنَا وَحُذَيْفَةُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَامَ يُصَلِّى فَبَزَقَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمَّا انْفَتَلَ قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: لَا تَبْزُقْ بَين يَدَيْكَ، وَلَا عَنْ يَمِينِكَ فَإِنَّ عَنْ يَمِينِكَ كاتِبَ الْحَسَنَاتِ، وَابْزُقْ عَنْ يَسَارِكَ أَوْ خَلْفكَ، فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ يُصَلِّىَ اسْتَقْبَلَهُ الله ﷻ بِوَجْهِهِ فَلَا يَصْرِفُهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِى يَصْرِفُهُ أوْ يُحْدِثُ حَدَثَ سُوءٍ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: خَطَبَ رَسُولُ الله ﷺ أَرْبَعَ جُمَعٍ مُتَوَاليَاتٍ يَقُولُ فِى كُلِّ مَرَّةٍ: إِذَا اسْتُحلَّتِ الخَمْرُ بِالنَّبِيذِ، والرَّبَا بِالْبَيْعِ، والسُّحْتُ بِالْهَدِيَّةِ، واتَّجَرُوا بِالزَّكَاةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ هَلَاكُهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : يَا أَبَا بَكْرٍ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّكَ وَجَدْتَ رَجُلًا مَعَ أُمِّ رُومَانَ كَيْفَ كُنْتَ صَانِعًا؟ قَالَ: كُنْتُ فَاعِلًا والله شَرّا، قَالَ: فَأَنْتَ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: كُنْتُ وَالله قَاتِلُهُ، قَالَ: فَأَنْتَ يَا سُهَيْلُ؟ قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ: لَعَنَ الله الأَبْعَدَ وَلَعَنَ الله الْبُعْدَى، فَهِى خَبِيثَةٌ، وَلَعَن الله أَوَّلَ الثَّلَاثَةِ، أَخْبَرَ بِهَذَا، قَال: تَأَوَّلْتَ يَا بْنَ الْبَيْضَاءِ: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجهُمْ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : يُبْعَثُ النَّاسُ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ، وَذَلِكَ فِى قَوْلِ الله - ﷻ - {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} (*) فَالسَّابِقُ بِالْخَيْرَات يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَالْمُقْتَصَدُ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَغَيرِ حِسَابٍ (* *) ".
"عن عمرو بن مرة قال: رَأَى حُذَيْفَةُ رَجُلًا عَلَيْهِ طَيْلَسَان فِيهِ أَزْرَارٌ مِنْ ديبَاجٍ فقال: تَتَقَلَّدُ قَلائِدَ الشَّيْطَانِ فِى عُنُقِكَ؟ ! ".
"عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ حُذَيْفَةَ رَأَى عَلَى حَسَّانَ قَمِيصًا مِنْ حَرِيرٍ فَأَمَرَ فَنُزعَ عَنْهُمْ وَتَرَكَ عَلَى الْحَوارِىِّ".
"عَنْ حَذَيْفَةَ قَالَ: لا تُفْتحُ القُسْطَنْطِينِيَّةُ حتى يُفْتَحَ القَرْيَتَانِ نيقية وَعَمُّورِيَّةُ".