59. Actions > Women (9/17)
٥٩۔ الأفعال > النساء ص ٩
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اسْتَطْعَمَتْ يَهُودِيَّةً فقالت: أَطْعِمُونِي أَعَاذَكُمُ اللهُ - تَعَالَى- مِنَ فتنة الدَّجَّالِ وَمِنْ فِتْنِة عَذَابِ القَبْرِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا تَقُولُ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ؟ قَالَ: وَمَا قَالَتْ؟ فَقُلْتُ: إِنَّهَا قَالَتْ: أَعَاذَكُمُ اللهُ - تَعَالَى- مِنَ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمِنْ فِتْنِة عَذَابِ القَبْرِ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مدّا يَسْتَعِيذُ بِاللهِ - تَعَالَى- مِنَ فِتْنَةِ الدَّجَّال، وَمِنْ فِتْنِة القَبْرِ".
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِي، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئِبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمرَ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ ذَكْوَانَ عن يمان، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: اهْجُوا قُرَيْشًا فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهِم مِنْ رَشْقِ النَّبْلِ، فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ
رَوَاحَةَ فَقَالَ: اهْجُهُمْ، فَهَجَاهُمْ فَلَمْ يَرْضَ، فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ حَسَّانُ قَالَ: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الأسد الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ ثُم [أَدْلَعٍ] لِسَانَهُ فَجَعَلَ يُخْرِجُهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لأفْرِيَنَّهُمْ بِلِسانِي فَرْىَ الأَدِيمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : لَا تَعْجَلْ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُريْشٍ بأَنْسَابِهَا وَأَزْكَى فِيهمِ نَسَبًا حَتَّى يُخَلِّصَ نَسَبِي فَأَتَاهُ حَسَّانُ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! قَدْ خَلَّصْتُ نَسَبَكَ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لأَسُلَّنَّكَ مِنْهُم كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ العَجِينِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ لِحَسَّان: إِنَّ رُوحَ القُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤيدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنِ اللهِ - تَعَالَى- وَرَسُولِهِ، وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: هَجَاهُمْ فَأَشْفى وَاشْتَفَى".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَتَمَثَّلُ مِنَ الشِّعْرِ: وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا شَبِعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ خُبْزِ بُرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا مُنْذُ قَدِمَ المَدِينَةَ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُبِضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَمَا شَبِعَ مِنْ الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالمَاءِ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَمَا شَبِعَ مِنَ خُبْزٍ وَزَيْتٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ".
"عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: إن كُنَّا لَنَمْكُثُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا لَا نُوقِدُ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللهِ ﷺ مِصْبَاحًا وَلَا غَيْرهُ، قُلْتُ: بِأَيَ شَيْءٍ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ؟ قَالَتْ: بِالأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالمَاءِ إِذَا وَجَدْنَا".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إن كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللهِ ﷺ نَارٌ، قُلْتُ: يَا خَالَةُ! وَمَا كَانَ يُعَيِّشُكُمْ؟ قالت: كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ نِعْمَ الْجِيْرَانُ، كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ (*) مِنْ غَنَمٍ، فَكَانُوا يُرْسِلُونَ مِنْ أَلْبَانِهَا إِلى رَسُولِ اللهِ ﷺ ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَهْدىَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ رِجْلَ شَاةٍ فإني لأَقْطَعُهَا أَنَا وَرَسُولُ اللهِ ﷺ فِي ظُلْمَةِ البَيْتِ، فَقِيلَ لَهَا: فَهَلَّا أَسْرَجْتُمْ؟ قَالَتْ: لَوْ كَانَ لَنَا مَا نُسْرِجُ بِهِ أَكَلْنَاهُ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُصَلِّي الصُّبْحَ وَتَنْصَرِفُ النِّسَاءُ المْؤُمِنَاتُ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ لَا يُعْرَفْنَ، وَلَا يَعْرِفُ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا مِنَ الغَلَسِ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنَّا نَأكُلُ الكُرَاعَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ بَعْدَ عَاشِرَةٍ"
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي الطُّهُورِ إِذَا تَطَهَّرَ، وَفِي تَرَجُّلِهِ إِذَا تَرَجَّلَ، وَفِي انْتِعَالِهِ إِذَا انْتَعَلَ".
"عَنِ الحَسَنِ أَنَّ رَجُلًا حدثهم قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ المُؤْمِنِينَ! مَا كَانَ يَقْضِي عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ مِنَ الجَنَابَةِ؟ فَدَعَتْ بِمَاءٍ فَحَزَّرتهُ صَاعًا بِصَاعِكُمْ هَذَا".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رُبَّمَا قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ : أبْقِ لِي".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا طَهَّرَ اللهُ أَحَدًا بَالَ فِي مُغْتَسَلِهِ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِذَا خَرَجْتَ مِنَ الغَائِطِ فَتَطَهَّرْ بِالمَاءِ فَإِنَّهُ طَهُورٌ وَبَرَكَةٌ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُفَرِّغُّ يَمِينَهُ لِمَطْعَمِهِ وَلِوَضُوئِهِ، وَيُفَرِّغُّ يَسَارَهُ لِلإسْتِنْجَاءِ وَلِحَاجَتِهِ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ صَامَ العَشْرَ قَطُّ، وَلَا خَرَجَ مِنَ الخَلَاءِ إِلَّا تَوَضَّأَ".
"عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ عَجُوزٌ تَأْتِي النَّبِيَّ ﷺ فَيَهَشُّ (*) بِهَا وَيُكْرِمُهَا، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! إِنَّكَ لَتَصْنَعُ بِهَذَهِ العَجُوزِ شَيْئًا لَا تَصْنَعُهُ بِأَحَدٍ؟ قالَ: إِنَّهَا كَانَتْ تَأَتِينَا عِنْدَ خَدِيجَةَ، أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ كَرَمَ الوُدِّ مِنَ الإِيمَانِ".
"عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ لَهَا: مَنْ أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: جَثَّامَةُ المُزَنِيَّةُ، قَالَ: بَلْ أَنْتِ حَنَّانَةُ الْمُزَنِيَّةُ، كَيْفَ أَنْتُمْ؟ كَيْفَ حَالُكُمْ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ بأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ! فَلَمَّا خَرَجَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ العَجُوزِ هَذَا الإِقْبَال؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ! إِنَّهَا كَانَتْ تَأتِينَا زَمَانَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ العَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ".
"عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: [كَانَتْ (*) تَأتِي النَّبِيَّ] امْرَأَةٌ فَيُكْرِمُهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ كَانَتْ تَأْتِينَا زَمَانَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ العَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ : رُدِّي عَلَيَّ البَيْتَيْنِ الَّلذَيْنِ قَالَهُمَا اليَهُودِيُّ، قُلْتُ: قَالَ:
ارفَعْ ضَعِيفَكَ لَا يَحُرْ بِكَ ضَعْفُه ... يَوْمًا فَيُدْرِكَكَ العَوَاقِب قَدْ نَمَا
يَجْزِيكَ أَوْ يُثْنِي عَلَيْكَ فَإِنَّ مَنْ ... أَثْنَى عَلَيْكَ بِمَا فَعَلْتَ كَمَنْ جَزَى
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : قَاتَلَهُ اللهُ - تَعَالَى- مَا أَحْسَنَ مَا قَالَ! وَلَقَدْ أَتَانِي جِبْرِيلُ بِرِسَالَةٍ مِنَ اللهِ - ﷻ- فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! مَنْ فُعِلَ بِهِ خَيْرٌ أَوْ مَعْرُوفٌ فَإِنْ لَمْ يَجَدْ إِلَّا الثَّنَاءَ فَلْيُثْنِ؛ فَإِنَّ مَنْ أَثْنَى كَمَنْ كَافي، وفِي لَفْظٍ: مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَلَمْ يَجِدْ إِلَّا الدُّعَاءَ وَالثَّنَاءَ فَقَدْ كَافي".
"عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَرِضْتُ فَحَمَانِي أَهْلِي كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا المَاءَ، فَعَطِشْتُ لَيْلَةً وَلَيْسَ عِنْدِي أَحَدٌ فَدَنَوْتُ مِنْ قِرْبَةٍ مُعَلَّقَةٍ فَشَرِبْتُ منها شُرْبِي وَأَنَا صَحِيحَةٌ، فَجَعَلْتُ أَعْرِفُ صِحَّةَ تِلْكَ الشَّرْبَةِ فِي جَسَدِي، قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: لا تَحْمُوا المَرِيضَ شَيْئًا".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَبْدَأُ فَيَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ يُشْرِبُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يَغْرِفُ عَلَى رَأْسِهِ بِإِنَاءٍ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ هُزِمَ المُشْرِكُونَ، وَصَاحَ إِبْلِيسُ: أَيْ عِبَادَ اللهِ! أُخْرَاكُمْ فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِي وَأُخْرَاهُمْ، فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ اليْمَانِ، فَقَالَ: عِبَادَ اللهِ! أَبِي أَبِي. قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللهُ - تَعَالَى- لَكُمْ، قَالَ عُرْوَةُ: فَوَاللهِ مَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ بَقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللهِ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتِ المَرْأَةُ إِذَا اغْتَسَلَتْ مِنَ الحَيْضِ تَأخُذُ فرْصَةَ مسك فَتَتْبَعُ بها أَثَرَ الدَّمِ".
"حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن هارُونَ، أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْتُ يَوْمَ الخَنْدَقِ أَقْفُوا آثَارَ النَّاسِ، فَسَمِعْتُ وَئِيدَ الأَرضِ وَرَائِي، فَالتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِسعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَمَعَهُ {ابْنُ} أَخِيهِ {الحَارِث} بْن أَوْسٍ يَحْمِلُ مِجَنَّهُ، فَجَلَسْتُ إِلَى الأَرْضِ، فَمَرَّ سَعْدٌ وَكَانَ مِنْ أَعْظم النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ فَمَرَّ وَهُوَ يَقُولُ:
لبث قَلِيلًا يُدْرِكُ الهَيْجَا حَمَلْ ... مَا أَحْسَنَ المَوْتَ {إِذَا حَانَ الأَجَلْ}
فَقُمْتُ فَاقْتَحَمْتُ حَدِيقَةً فَإِذَا فِيها نَفَرٌ مِنَ المُسْلِمِينَ فِيهِم عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ [وفيهم رجل] عليه [تَسْبِغَةٌ] (*) لَهُ يَعْنِي المغْفَرَ فَقَالَ عُمَرُ: وَيْحَكِ مَا جَاءَ بِكِ؟ وَاللهِ! إِنَّكِ لَجَرِيئَةٌ وَمَا يُؤَمِّنُكِ أَنْ تَكُونَ [تَحوُّزًا] (* *) وَبَلاءً، قَالَتْ: فَمَا [زَالَ] يَلُومُنِي حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الأَرْضَ انْشَقَّتْ فَدَخَلْتُ فيها! فَرَفَعَ الرَّجُلُ التَّسْبِغَةَ عَنْ وَجْهِهِ فَإِذَا طَلْحَةُ بْنُ
عُبَيْدِ اللهِ، فَقَالَ: يَا عُمَرُ! وَيْحَكَ قَدْ أَكْثَرْتَ] مُنْذُ اليَوْمِ وَأَيْنَ التَحَوُّز وَالفِرَارُ إِلَّا إِلَى اللهِ! فَقَالَتْ: وَيَرْمِى سَعَدًا رَجُلٌ مِنَ المُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ، يُقَالُ لَهُ حَبَّانُ بْنُ العَرِقةِ بسهم فَقَالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ [العَرِقَةِ]، فَأَصَابَ أَكْحَلَهُ فَقَطَعَهُ، فَدَعَا اللهَ - تَعَالَى- فَقَالَ: الَّلهُمَّ لَا [تُمِتْنِي] حَتَّى [تُقِرَّ] عَيْنِي مِنْ قُرَيْظَةَ، وَكَانُوا حُلَفَاءَهُ وَمَوَالِيهِ فِي الجَاهِلِيَّةِ فَرَقأ كُلْمُهُ (*)، وَبَعَثَ اللهُ - تَعَالَى- الرِّيحَ عَلَى المُشْرِكِينَ، وَكَفَى اللهُ - تَعَالَى- المُؤْمِنِينَ القِتَالَ، فَلَحِقَ أَبُو سُفْيَانَ بِتِهَامَةَ، وَلَحِقَ عُيَيْنَةُ وَمَنْ مَعَهُ بِنَجْدٍ، وَرَجَعَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ فَتَحَصَّنُوا فِي صَيَاصِيهِمْ (* *) وَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَى المَدِينَةِ، فَأَمَرَ بِقُبَّةٍ [فَضُربَتْ] على سَعْدٍ فِي المَسْجِدِ، وَوَضَعَ السِّلَاحَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: أَقَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ؟ وَاللهِ مَا وَضَعَتِ المَلَائِكَةُ السِّلَاحَ، فَاخْرُجْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَقَاتِلْهُمْ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِالرَّحِيلِ، وَلَبِسَ لامَتَهُ (* * *)، فَخَرَجَ فَمَرَّ عَلَى بَنِي غَنْمٍ وَكَانُوا جِيرَانَ المَسْجِدِ فَقَالَ: مَنْ مَرَّ بِكُمْ؟ قَالُوا: مَرَّ بِنَا دِحْيَةُ الكَلْبِيُّ، وَكَانَ دحية يُشْبِهُ لِحْيَتَهُ، وَسنة وجهه بِجِبْرِيل، فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَحَاصَرَهُمْ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا، فَلَمَّا اشْتَدَّ حَصْرُهُمْ، وَاشْتَدَّ البَلَاءُ عَلَيْهِمْ قَالَ لَهُم: انزلوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَاسْتَشَارُوا أَبَا لُبَابَةَ، فَأَشَارَ إلَيْهِمْ بِيَدِهِ إِنَّهُ الذَّبْحُ، فَقَالُوا: انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَنَزَلوا، وَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَى سَعْدٍ فَحُمِلَ عَلَى حِمَارٍ لَهُ أكافٌ مِنْ لِيفٍ وخف بِهِ قَوْمُهُ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: يَا أَبَا عْمرٍو حُلَفَاؤُكَ وَمَوالِيكَ، وَأَهْلُ النِّكَايَةِ، وَمَنْ قَدْ عَلِمْتَ، لَا تَرْجِعْ عَلَيْهِمْ قَوْلًا، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ
دَارِهِمْ التَفَتَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: قَدْ أَنَى (*) لِسَعْدٍ أَن لَّا يَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، فَلَمَّا طَلَعَ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ فَأَنْزِلُوهُ، قَالَ عُمَرُ: سَيِّدُنَا اللهُ، قَالَ: أَنْزِلُوهُ فَأَنْزَلُوهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ يُقْتَلَ مُقَاتِلُهُمْ، وَيُسْبَي ذَرَارِيهِمْ، وَتُقَسَّمَ أَمْوَالُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللهِ، وَحُكْمِ رَسُولِهِ. ثُمَّ دَعَا سَعْدٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ عَلَى نَبِيِّكَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْئًا فأبقني لَهَا، وَإِنْ كُنْتَ قَطَعْتَ الحَرْبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ، فانفجر كلمه، وَكَانَ قَدْ بَرَأَ حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْهُ إِلَّا مِثْلُ الخُرْصٍ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَرَجَعَ سَعْدٌ إِلَى قُبَّتِهِ الَّتِى كَانَ ضَرَبَ عَلَيْهِا رَسُولُ اللهِ ﷺ قَالَتْ: فَحَضَرَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَكَانُوا كَمَا قَالَ اللهُ - ﷻ- رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ، قَالَ عَلْقَمَةُ: فَقُلْتُ: أَيْ أمه! كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يصْنَعُ؟ قَالَتْ: كَانَتْ عَيْنُهُ لَا تَدْمَعُ عَلَى أَحَدٍ، ولكن كَانَ إِذَا وَجَدَ فَإِنَّمَا هُوَ آخِذٌ بِلِحْيَتِهِ قال محمد بن عمرو: حدثني عاصم بن عمرو بن قتادة، قَالَ: لَمَّا نَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حِينَ أَمْسَى أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: مَنْ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِكَ مَاتَ اللَّيْلَةَ؟ اسْتَبْشَرَ بِمَوْتِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ؟ فَقَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ سَعْدٌ، فَإِنَّهُ أَمْسَى دَنِفًا (* *)، مَا فَعَلَ سَعْدٌ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! قَدْ قُبِضَ، وَجَاءَهُ قَوْمُهُ فَاحْتَمَلُوهُ إِلَى دَارِهِمْ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ الفَجْرَ، ثُمَّ خَرَجَ وَخَرَجَ النَّاسُ فَبتَّ (* * *) رَسُولُ اللهِ ﷺ النَّاسَ مَشْيًا، حَتَّى إِنَّ شُسُوعَ نِعَالِهِمْ لَتَنْقَطِعُ مِنْ أَرْجُلِهِمْ، وَإِنَّ أَرْدِيتَهُمْ لَتَسْقُطُ عَلَى عَوَاتقِهِمْ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! بَتَتَّ النَّاسَ!
فَقَالَ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَسْبِقَنَا إِلَيْهِ المَلَائِكَةُ كَمَا سَبَقَتْنَا إِلَى حَنْظَلَةَ، قَالَ مُحَمَّدٌ: فأَخْبَرَنِي أَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَضَرَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَهُوَ يُغَسَّلُ، فَقَالَ: فَقَبَضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ: دَخَلَ مَلَكٌ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَجْلِسٌ فَأَوْسَعْتُ لَهُ، وَأُمُّهُ تَبْكِي وَهِي تَقُولُ:
وَيْلَ أُمّ سَعْدٍ سَعْدًا ... بَرَاعَةً وَنَجْدًا
بَعد أَيَادِيا لَهُ وَمَجْدًا ... مُقَدَّمًا سَدَّ بِهِ مَسَدًا
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : كُلُّ البَوَاكِي تَكْذِبْنَ إِلَّا أُمَّ سَعْدٍ، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَقَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِنَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ لَمَّا خَرَجَ لجنازته قَالَ نَاسٌ مِنَ المُنَافِقِينَ: مَا أَخَفَّ سَرِيرَ سَعْدٍ، أَوْ جِنَازَةَ سَعْدٍ؟ ! قَالَ: فَحَدَّثَنِي سعد بن إبراهيم أن رسول الله ﷺ قال يوم مات سعد: لَقَدْ نَزَلَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ شَهِدُوا جِنَازَةَ سَعْدٍ ما وطئوا الأَرْضَ قَبْلَ يَوْمِئِذٍ قَالَ مُحَمَّدٌ: فَسَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، وَدَخَلَ عَلَيْنَا الْفُسْطَاطَ وَنَحْنُ نَدْفِنُ وَاقِدَ ابْنَ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِمَا سَمِعْتُ أَشْيَاخَنَا يُحَدِّثُونَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ يَوْمَ مَاتَ سَعْدٌ: لَقَدْ نَزَلَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، شَهِدُوا جنَازَةَ سَعْدٍ مَا وَطِئُوا الأَرْضَ قَبْلَ يَوْمِئِذٍ، قَالَ مُحَمَّدٌ: فَأَخْبَرَنِي أبي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَشَدَّ فَقْدًا عَلَى المُسْلِمِينَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَصَاحِبَيْهِ مِنْ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ: أَنَّ رَجُلًا أَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابِ قَبْرِ سَعْدٍ
يَوْمَئِذٍ فَفَتَحَهَا بَعْدُ فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ، وَكَانَ وَاقِدٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ يَرْحَمُ اللهُ - تَعَالَى- سَعْدًا إِنَّكَ بِسَعْدٍ لَشَبِيهٌ، ثُمَّ قَالَ: يَرْحَمُ اللهُ سَعْدًا: كَانَ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إلى أَكَيْدِرَ دَوْمَةَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِجُبَّة دِيبَاجٍ مَنْسُوج فِيهَا ذَهَبٌ، فَلَبِسَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقَامَ عَلَى المِنْبَرِ فَجَلَسَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْمَسُونَ الجُبَّةَ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْهَا، فَقَالَ: أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا رَأَيْنَا ثَوْبًا أَحْسَنَ مِنْهَا، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِ محمد بِيَدِهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الجَنَّةِ أَحْسَنُ مِمَّا تَرَوْنَ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَاللهِ إِنْ كُنْتُ لأَفْرُكُ المَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَمَا يَغْسِلُهُ بِالمَاءِ، ثُمَّ يُصَلِّي فِيهِ وَنُصَلِّي".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رُبَّمَا فَرَكْتُه مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ ﷺ بِأَصَابِعِي".
"عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ أَيْ أُمَّه: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَنَامُ وَهُوَ جُنُبٌ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ لَمْ يَكُنْ يَنَامُ حَتَّى يَغْسِلَ فَرْجَهُ، وَيَتَوَضّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: عَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: مَا أَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ! قَالَ: قُلِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، فَقَالُوا: مَا نَقُولُ لَهُ؟ قَالَ: قُولُوا: له يَرْحَمُكَ اللهُ، قَالَ: فَمَا أَرُدُّ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ".
"عَنْ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَتْ: كَانَ يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ آخِرَهُ، فُيَصَلِّي مَا قُضِيَ لَهُ، فَإِذَا قَضَى صَلَاتَهُ مَالَ إِلَى فِرَاشِهِ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى أَهْلِهِ أَتَى أَهْلَهُ، ثُمَّ يَنَامُ كَهَيْئَتِهِ لَمْ يَمَسَّ مَاءً، فَإِذَا سَمِعَ المُنَادِىَ الأَوَّلَ قَامَ، فَإِنْ كَانَ جُنُبًا اغْتَسَلَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ جُنُبًا تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ للِصَّلَاةِ، ثم صلى ركعتين ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَوْمَ الخَنْدَقِ، وَضَعَ وَاغْتَسَلَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ وَقَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ الغُبَارُ، قَالَ: وَضَعْتَ السِّلَاحَ؟ وَاللهِ مَا وَضَعْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : فَأَيْنَ؟ قَالَ: هَهُنَا وَأَوْمَأَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَيْهِمْ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا أَسْلَمَ أَبُو أَحَدٍ مِنَ الْمُهَاجِرينَ إلَّا أَبُو أَبِي بَكْرٍ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا أَسْلَمَ أَبُو أَحَدٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ إِلَّا أَبُو أَبِي بَكْرٍ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ المَدِينَةَ قَدِمَهَا وَهِيَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللهِ مِنَ الحُمَّى، فَأَصَابَ أَصْحَابَهُ مِنْهَا بَلَاءٌ وَسَقَمٌ، وَصَرَفَ اللهُ - تَعَالَى- ذَلِكَ عَنْ نَبِيِّهِ فَذَكَرْتُ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ مَا سَمِعْتُ مِنْهُمْ فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ لَيْهذُونَ مَا يَعْقِلُونَ مِنْ [شِدَّةِ] الحُمَّى، قَالَ: اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا وَصَاعِنَا، وَانْقُلْ [وَبَاءَهَا] إِلَى مَهْيَعَةَ" (*).
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَبْلَ وَفَاتِهِ: لَا يَبْقَى فِي جَزِيرَةِ العَرَبِ دِينَانِ، فَلَمَّا تَوَفَّاهُ اللهُ - تَعَالَى- ارْتَدَّ فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ،
[مُرْتَدُّونَ] عَامَّةً أَوْ خَاصَّةً وَاشرَأَبَّتِ اليَهُوديِةُ وَالنَّصْرَانية، وَعَمَّ النِّفَاقُ فِي الْمَدِينَةِ وَمَا حَوْلَهَا، وَكَادُوا الدِّينَ، وَبَقِي المُسْلِمُونَ كَالغَنَمِ المطِيرَةِ فِي اللَّيْلَةِ المُظْلِمَةِ الشَّاتِيَةِ، بِالأَرضِ المُسْبِعَةِ، فَمَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي [قِطْعَةٍ] إِلَّا أَصَابَ [أَبِي] بَابَهَا، وَطَارَ بِفِنَائِهَا، وَلَوْ حُمِّلَتِ الجِبَالُ الرواسي مَا حُمِّلَ أَبِي لَهَاضَها".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا زَوَّجَ النَّبِيُّ ﷺ ابِنْتَهُ أُمَّ كُلْثُومٍ قَالَ لأُمِّ أَيْمَنَ: هَيِّئِى ابْنَتِي أُمَّ كُلْثُومٍ وَزُفِّيهَا إِلَى عُثْمَانَ، وَصَفَقِي بَيْنَ يَدَيْهَا بِالدُّفِّ، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ، فَجَاءَهَا النَّبِيُّ ﷺ بَعْدَ الثَّالِثَةِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: كَيْفَ وَجَدْتِ بَعْلَكِ؟ قَالَتْ: خَيْرَ بَعْلٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : أَمَا إِنَّهُ أَشْبَهُ النَّاسِ بِجَدِّكَ إِبْرَاهِيمَ وَأَبِيكِ مُحَمَّدٍ".
"عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَن الأَزْدِي قَالَ: لَمَّا انْقَضى الجَمَلُ قَامَتْ عَائِشَةُ فَتَكَلَّمَتْ فَقَالَتْ: أَيُّهَا النَاسُ! إِنَّ لِي عَلَيْكُمْ حُرْمَةَ الأُمُومَةِ، وَحَقَّ المَوْعِظَةِ، لَا يَتَّهمُنِي إِلَّا مَنْ عَصَى رَبَّهُ. قُبِضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بَيْنَ سَحِري وَنَحْرِي، وَأَنَا إِحْدَى نِسَائِهِ فِي الجَنَّةِ، ادَّخَرَنِي رَبِّي، وَخَصَّنِي مِنْ كُلِّ بِضَاعَةٍ [وَبِي] مَيَّزَ مُؤْمِنَكُمْ مِنْ مُنَافِقِكُمْ، وَبِي رَخَّصَ لَكُمْ فِي صَعِيدِ الأَقَرَادِ وَأَبِى [رَابعُ] أَرْبَعَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَوَّلُ مَنْ سُمِّىَ صِدِّيقًا، قُبِضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ فَتَطَوَّقَهُ [وَاهِقُ] الإِمَامَةِ، ثُمَّ اضْطَرَبَ [حَبْلُ] الدِّينِ، فَأَخَذَ بِطَرَفَيْهِ [وَرَشَقَ] لَكُمْ أَنيابه، فَرَقَدَ النِّفَاقُ، [وَغَاضَ] نَبْعُ الرِّدَّةِ، وَأَطْفَأَ مَا [حَشَّتْ] يَهُودُ، وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ [جُحَّظٌ] تَنْظِرُونَ [العُدْوَةَ]، وَتَسْتَمِعُونَ الصَّيْحَةَ قَرَأَبَ الناد [النَّأْيَ] وأوذَمَ [السِّقَاءَ وَامْتَاحَ] مِنَ المَهْوَاةِ، واجتهرَ دُفْنَ [الرِّوَاءِ] فَقَبَضَةُ اللهُ وَاطِفأ عَلَى هَامَةِ النِّفَاقِ، مُذْكِيًا نَارَ الحَرْبِ لِلْمُشْرِكِينَ، يَقْظَانَ فِي نُضْرَةِ الإِسْلام، صَفُوحًا عَنِ الجَاهِلِينَ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ خَلِيلِي رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: أَوْحَى اللهُ - تَعَالَى- إِلَيَّ أَنْ أُزَوِّجَ كَرِيمَتَّي عُثْمَانَ بْنَ عَفَّان، قَالَ يُوسُفُ بْنُ المسفرِ يعني: رُقَيَّةَ، وأُمَّ كُلْثُومٍ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : إنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللهِ قَدْ خُيِّرَ بَيْنَ مَا عِنْدَ اللهِ وَبَيْنَ الدُّنْيَا، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللهِ. فَلَمْ يَفْقَهْهَا أَحَدٌ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ فَبَكَى
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ : عَلَى رِسْلِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ! سُدُّوا هَذِهِ الأَبْوَابَ الشَّوَارِعَ فِي المَسْجِدِ إِلَّا بَابَ أَبَا بَكْرٍ، فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ امرءًا أَفْضَلَ عِنْدِي يَدًا فِي الصَّحَابَةِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ".
"عَنْ عَائَِةَ قَالَتْ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَى عُثْمَانَ فَدَعَاهُ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَسَمِعتهُ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لَعَلَّهُ يُقَمِّصُكُ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ ثَلَاثًا".
ش
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّ الكَافِرَ لَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ شُجَاعٌ أَقْرعُ فَيَأكُلُ لَحْمَهُ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى رِجْلِهِ، ثُمَّ يُكْسَى اللَّحْمَ فَيَأْكُلُ مِنْ رِجْلِهِ إِلَى رَأْسِهِ فَهُوَ كَذَلِكَ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ لَجَمِيعِ صُوَيْحِبَاتِي كُنًى، فَقَالَ: تَكَنَّى بِاسْمِ ابْنِكِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَكَانَتْ تُكَّنى عائشة بِأُمِّ عَبْدِ اللهِ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أعْطَانِي رَسُولُ اللهِ ﷺ نَاقَةً سَوْدَاءَ كَأَنَّهَا فَحْمَةٌ صَعْبَةٌ [لَمْ تُخْطِمْ] فَمَسَّهَا وَدَعَا عَلَيْهَا بِالبَرَكَةِ، ثُمَّ قَالَ: ارْكَبِي وَارْفُقِي بِهَا فَإِنَّهُ لَمْ يُجْعَلِ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَمْ يُنْزَعْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ بِلَالٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: مَاتَتْ فُلَانَةُ وَاسْتَرَاحَتْ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَقَالَ: إِنَّمَا يَسْتَرِيحُ مَنْ غُفِرَ لَهُ".
"عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ اعْتَمَرَ عُمْرَتَيْنِ فِي ذِي القِعْدَةِ، وَعُمْرَةً فِي شَوَّال".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ وَهُوَ صَائِمٌ يَتَرَصَّدُ غُرُوبَ الشَّمْسِ بِتَمْرَةٍ، فَلَمَّا تَوَارَتْ أَلْقَاهَا فِي فِيهِ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ [تَطَيَّبَ] (*) ثُمَّ يَخَرْجُ عَلَى النَّاسِ".