36. Actions > Letter Ḥā (4/9)
٣٦۔ الأفعال > مسند حرف الحاء ص ٤
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِنَّ أَصْحَابَ النَّبِىِّ ﷺ كَانُوا يَسْأَلُونَ عَنِ
الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُ عَنِ الشَّرِّ؛ مَخَافَةَ أَنْ أُدْرِكَهُ، وَإِنِّى بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ الله ﷺ
ذَاتَ يَوْمٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! أَرَأَيْتَ هَذَا الْخَيْرَ الَّذِى أَعْطَانَا الله هَلْ بَعْدَهُ مِنْ شَرٍّ (*)؟ كَمَا
كَانَ قَبْلَهُ شَرٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْهُ؟ قَالَ: السَّيْفُ، قُلْتُ: وَهَلْ لِلسَّيْفِ
مِنْ بَقِيَّةٍ؟ قَالَ: هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ (* *)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: وَمَا بَعْدَ الْهُدْنَةِ؟ قَالَ: دُعَاةٌ
لِلضَّلَالَةِ، فَإِنْ لَقِيتَ فِيهِ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةً فِى الأَرْضِ فَالْزَمْهُ، وَإِنْ أُخِذَ مَالُكَ، وَضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَإِلَّا - وَفِى لَفْظٍ - فَإنْ لَمْ يَكُنْ خَلِيفَةٌ، فَاهْرَبْ فِى الأَرْضِ جِدَّ هَرَبِكَ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! فَمَا بَعْدَ دُعَاةِ الضَّلَالَةِ؟ قَالَ: خُرُوجُ الدَّجَّالِ، قُلْتُ يَا رَسُولَ الله: وَمَا يَجئُ بِهِ الدَّجَّالُ؟ قَالَ: يَجِئُ بِنَارٍ وَنَهرٍ، فَمَنْ وَقَعَ فِى نَارِهِ وَجَبَ أَجْرُهُ، وَحُطَّ وِزْرُهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! فَمَا بَعْدَ الدَّجَّالِ؟ قَالَ: عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! فَمَا بَعْدَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؟ قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَنْتَجَ فَرَسًا لَم يَرْكبْ ظَهْرَهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ".
"عن زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ لَمَّا أَنِ احْتُضِرَ أَتَاهُ أُنَاسٌ منَ الأَنْصَارِ فَقَالُوا: يَا حُذَيْفةُ لَا نَرَاكَ إِلَّا مَقْبُوضًا، فَقَالَ لَهُمْ: غِبٌّ مَسْرُورٌ، وَحَبيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ، لَا أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ اللَّهُمَّ إِنِّى لَمْ أُشَارِكْ غَادِرًا غَدْرَتَهُ، فَأَعُوذُ بِكَ الْيَوْمَ مِنْ صَاحِبِ السُّوءِ، وَصَبَاحِ السُّوءِ، كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ الله ﷺ عَنِ الْخَيْرِ، وَأَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ الله! إِنَّا كُنَّا فِى شَرٍّ، فَجَاءَنَا الله بِالْخَيْرِ، فَهَلْ
بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: هَلْ وَرَاءَ الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: كَيْفَ يَكُونُ؟ قَالَ: سَيَكُونُ بَعْدِى أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهَدْيِى، وَلَا يَسْتَنُّونَ بسُنَّتِى، وَسَيَقُومُ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ شَيَاطِينَ فِى جُثْمَانِ إِنْسَانٍ، قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ، قَالَ: اسْمَعْ للأَمِيرِ الأَعْظَمِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذ مَالُكَ".
"عَنْ حُذَيْفَة قَالَ: خَيَّرَنِى رَسُولُ الله ﷺ بَينَ الْهِجْرَةِ وَالنُّصْرَةِ، فَاخْتَرْتُ النُّصْرَةَ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ الله ﷺ مَقَامًا، مَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِى مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَام السَّاعَةِ، إِلَّا حَدَّثَ بِهِ، حَفِظَهُ مَنْ حَفظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ، وَقَدْ عَلَمَهُ أَصْحَابِى هَؤُلَاءِ، وَإِنَّهُ لَيَكُونُ الشَّئُ قَدْ نَسِيتُهُ، فَأَرَاهُ فَأَذْكُرُهُ، كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنْتُمْ تَسْأَلُونَهُ عَنِ الرَّخَاءِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشِّدَّةِ لأَتَّقِيهَا، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِى وَمَا مِنْ يَوْمٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِنْ يَوْمٍ يَشْكُو إِلَىَّ فِيه (أَهْلُ) (*) الحَاجَةِ، إِنَّ الله إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ابْتَلَاهُ، يَا موْتُ عَظَّ (* *) عَظَّكَ وَشُدَّ شَدَّكَ؛ إِنَّ قَلْبِى يُحِبُّكَ (* * *) ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ فِى مَرَضِهِ الَّذِى تَوَفَاهُ الله فِيهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله كَيْفَ أَصْبَحْتَ بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى؟ ! فَرَدَّ عَلَىَّ مَا شَاءَ الله، ثُمَّ قَالَ: يَا حُذَيْفَةُ أُدْنُ مِنَّى، فَدَنَوْتُ مِنْهُ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، قَالَ: يَا حُذَيْفَةُ إِنَّهُ مَنْ خَتَمَ الله لَهُ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَرَادَ بِه الله أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ، وَمَنْ أَطْعَمَ جَائِعًا أَرَادَ بِهِ الله أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ، وَمَن كَسَا عَارِيًا
أَرَادَ بِهِ الله أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ، قُلْتُ: يَا رسُولَ الله! أُسِرُّ هَذَا الْحَدِيثَ أَمْ أُعْلِنُهُ؟ قَالَ: بَلْ أَعْلِنْهُ، فَهَذَا آخِرُ شئٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ ".
"عن حُذَيْفَةَ قَالَ: مَرَّ بِى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَأَنَا جَالِسٌ فِى الْمَسْجِدِ فَقَالَ لى: يَا حُذَيْفَةُ إِنَّ فُلَانًا قَدْ مَاتَ فَاشْهَدْهُ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، الْتَفَتَ إِلَىَّ فَرآنِى وَأَنَا جَالِسٌ، فَعَرَفَ، فَرَجَعَ إِلَىَّ فَقَالَ: يَا حُذَيْفَةُ أَنْشُدُكَ الله أَمِنَ الْقَوْمِ أَنَا؟ قُلْتُ: اللَّهُمَّ لَا، وَلَنْ أُبَرِّئَ أَحَدًا بَعْدَكَ، فَرَأَيْتُ عَيْنَىْ عُمَرَ جاتا (*) ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِىِّ ﷺ فِى شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَامَ يَغْتَسِلُ وَسَتَرْتُهُ، فَفَضَلَتْ مِنْهُ فَضْلَةٌ فِى الإِنَاءِ فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ فَأَرِقْهُ، وَإِنْ شِئْتَ فَصُبَّ عَلَيْهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله هَذِهِ الفَضْلَةُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا أَصُبُّ عَلَيْهِ، فَاغْتَسَلْتُ وَسَتَرَنِى، قُلْتُ: لَا تَسْتُرْنِى! قَالَ: بَلَى لأَسْتُرَنَّكَ كمَا سَتَرْتَنِى".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: بَعَثَنِى رَسُولُ الله ﷺ سَرِيَّةً وَحْدِى".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: بِحَسْبِ الْمُؤْمِنِ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَخْشَى الله - ﷻ - وَبِحَسْبِ الْمُؤْمِنِ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يَقُولَ: أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ثُمَّ يَعُودُ".
"عَنْ أَبِى البَخْتَرِىِّ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: لَوْ حَدَّثْتُكم بِحدِيثٍ لَكَذَّبَنِى ثَلَاثَةُ أَثْلَاثِكُم، إنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ﷺ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ الله ﷺ عَنِ الْخَيْرِ، وكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَن الشَّرِّ، فَقِيلَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّ مَنْ اعْتَرفَ (*) بِالشَّرِّ وَقَعَ فِى الْخَيْرِ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: لَوْ كُنْتُ عَلَى شَاطِئ نَهْرٍ وَقَدْ مدَدْتُ يَدِى لأَغْتَرِفَ، فَحَدَّثْتُكُم بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ، مَا وَصَلَ يَدى إِلَى فَمى حَتَّى أُقْتَلَ".
"عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ: قَالَ لَنَا حُذَيْفَةُ: إِنَّا حَمَلْنَا هَذَا العِلْمَ، وَإنَّا نُؤَدِّيهِ إِلَيْكُمْ، وَإنَّا كُنَّا لَا نَعْمَلُ بِهِ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِنَّا قَوْمٌ عَرَبٌ نُرَدِّدُ الأحَادِيثَ فَنُقَدِّمُ ونُؤَخِّرُ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: لَوَدِدْتُ أنَّ لِى مَنْ يُصْلِحُ مِنْ مَالى فَأُغْلِقُ عَلَىَّ بَابِى، فَلَا يَدْخُلُ عَلَىَّ أَحَدٌ، وَلَا أَخْرُجُ إِلَيْهِم، حَتَّى أَلْحَقَ بِالله".
"عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَالَكَ لَا تَتَكَلَّمُ؟ قال: إِنَّ لِسَانِى سَبُعٌ لخوف (*) إِنْ تَرَكْتُهُ أَنْ يَأكُلَنِى".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: اتَّقُوا الله يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ، وَخُذُوا طَرِيقَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَوَالله لَئِن اسْتَقَمْتُمْ لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا، وَلَئِنْ تَركْتُمُوهُ يَمِينًا وَشِمَالًا لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا".
"عَنْ حُذَيْفَةَ: لَيْسَ خِيَارُكُمْ مَنْ تَرَكَ الدُّنْيَا للآخِرَةِ، وَلا مَنْ تَرَكَ الآخِرَةَ لِلدُّنْيَا، وَلَكِنْ خِيَارُكُمْ مَنْ أَخَذَ مِنْ كُلٍّ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: خِيَارُكُمُ الَّذِينَ يَأخُذُونَ مِنْ دُنْيَاهُمْ لآخِرَتِهِمْ، وَمِنْ آخِرَتِهِمْ لِدُنْيَاهُمْ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِنَّمَا نعمتى (*) أَحَدُ ثَلَاثَةٍ: مَنْ عَرَفَ النَّاسِخَ والْمَنْسُوخَ، أَوْ رَجُلٌ وَلِىَ سُلْطَانًا فَلَا تَجِدُ مِنْ ذَلِكَ بُدّا، أَوْ يَتَكَلَّفُ".
"عَن النّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ فِى الْبَيْتِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: مَا هَذَا الَّذِى يَبْلُغُنِى عَنْكَ؟ قَالَ: مَا قُلْتَهُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَنْتَ أصْدَقُهُمْ وَأَبَّرُّهُمْ، فَلَمَّا خَرَجَ قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ مَا قُلْتَهُ؟ قَالَ: بَلَى! وَلَكَنْ أَشْتَرِى دِينِى بِبَعْضِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَذْهَبَ كُلُّهُ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: لا تُغَالُوا بِكَفَنِى فَإنْ لَمْ يَكُنْ لِصَاحِبِكُمْ عندَ الله خَيرٌ يُبَدَّلْ خَيْرًا مِنْ كُسْوَتِكُمْ وَإِلَّا يُسْلب سَلْبًا سَرِيعًا".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: تكْفِينِى رَبْطَتَانِ بَيْضَاوَانِ لَيْسَ مَعَهُمَا قَمِيصٌ، فَإِنِّى لَا أُتْرَكُ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى أُبدَّلَ خَيْرًا مِنهُمَا أَوْ شرّا منهما".
"عَن الحَسَنِ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ فِى مَرَضِه: حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ، لَا أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ، الْحَمْدُ لِلَّه أَلَيْسَ بَعْدِى مَا أَعْلَمُ، الْحَمْدُ لله الَّذِى سَبَقَ بى الْفِتْنَة قَادَتَها وَعَلُوجَهَا".
"عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِحُذَيْفَةَ: أَشْكُو إِلَى الله صُحْبَتَكُمْ رَسولَ الله ﷺ فَإِنَّكُمْ أَدْرَكْتُموهُ وَلَمْ نُدْرِكْهُ، وَرَأَيْتُموهُ وَلَمْ نَرَهُ، قَال حُذَيْفَةُ: وَنَحْنُ نَشْكُو إِلَى الله إِيمَانَكُمْ بِهِ وَلَمْ تَرَوْهُ، وَالله مَا أَدْرِى لَوْ أَنَّكَ أدْرَكْتَهُ كَيْفَ كُنْتَ تَكُونُ؟ لَقَدْ رَأَيْتُنَا معَ رَسُولِ الله ﷺ لَيْلَةَ الْخَنْدَقِ لَيْلَةً بَارِدَةً مَطِيرَةً - إِذْ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَذْهَبُ فَيعْلَمُ لَنَا عِلْمَ الْقَوْمِ جَعَلَهُ الله رَفيقَ إِبْرَاهيمَ يَوْمَ الْقيَامَةِ؟ فَمَا قَامَ مِنَّا أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَذْهَبُ فَيَعْلَمُ لَنَا عِلْمَ الْقَوْمِ أدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ؟ فَوَاللهِ مَا قَامَ مِنَّا أَحَدٌ، ثَمَّ قَالَ: هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَذْهَبُ فَيَعْلَمُ لَنَا عِلْمَ الْقَوْمِ جَعَلَهُ الله رَفِيقِى فِى الْجَنَّةَ؟ فَما قامَ مِنَّا أَحَدٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ الله: ابْعَثْ حُذَيْفَةَ، قَالَ حذيفةُ: فَقُلتُ: دُونَكَ، فَوَالله مَا قَالَ رَسُولُ الله ﷺ يَا حُذَيْفَةُ حَتَّى قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله بِأَبِى وَأُمِّى أَنْتَ، وَالله مَا بِىَ أن أُقْتَلَ، وَلكِنِّى أخشى أَنْ أوسر، فقال رسول الله ﷺ : إنك لن تُؤسَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: مُرْنِى بِمَا شِئْتَ، فَقَالَ: اذْهَبْ حَتَّى تَدْخُلَ فِى الْقَوْمِ فَتَأَتِىَ قُرَيْشًا فَتَقُولَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَمَا يُرِيدُ النَّاسُ أَنْ يَقُولُوا غَدًا أَيْنَ قُرَيْشٌ؟ أَيْنَ قَادَةُ النَّاسِ؟ أَيْنَ رُءُوسُ النَّاسِ؟ تَقَدَّمُوا فَتَقْدُمُوا فَتَضلُّوا بِالقِتالِ، فَيَكُونُ القَتْلُ بِكُمْ، ثُمَّ رَأَيْتُ كِنَانَةَ تَفِلُّ يَا مَعْشَرَ كِنَانَة إِنَّما يُرِيدُ النَّاسُ غَدًا أَنْ يَقُولُوا أَيْنَ كِنَانَةُ؟ أَيْنَ رمُاةُ الْحَدَقِ؟ تَقَدمُوا فَيَقْدُمُوا فَتَضلُّوا بِالْقِتَالِ، فَيَكُونُ الْقَتْلُ فِيكُمْ، ثُم إِيت قَيْسًا فَقُلْ يَا مَعْشَرَ قَيْسٍ إِنَّما يُريدُ النَّاسُ غَدًا أَنْ يَقُولُوا: أَيْنَ قَيْسٌ؟ أَيْنَ أَحْلَاسُ الْخَيْلِ؟ أَيْنَ فُرْسَانُ النَّاسِ؟ تَقَدَّمُوا فَتَقْدُمُوا فَتَضِلُّوا بِالْقِتَالِ، وَيَكُونُ
الْقَتْلُ بِكُمْ. ثُمَّ قال لى: وَلَا تُحِدثْ في سِلَاحِكَ شَيْئًا، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَذَهَبْتُ فَكُنْتُ بَيْن ظَهْرَانَىِ الْقَوْمِ أَصْطَلِى مَعَهُمْ عَلَى نِيرَانِهِمْ، وَأَذْكرُ لَهُمُ الْقَوْلَ الَّذِى قَالَ لِى رَسُولُ الله ﷺ : أَيْنَ قُريْشٌ؟ أَيْنَ كِنَانَةُ؟ أَيْنَ قَيْسٌ؟ حَتَّى إِذَا كَانَ وَجْهُ السَّحَر قَامَ أَبو سُفيَانَ يَدْعُو بِالَّلاتِ وَالْعُزَّى وَيُشْرِكُ، ثُمَّ قَالَ: نَظَر رَجُلٌ مِنْ خلية قال وَمعِىَ رَجُلٌ يَصْطَلِى، قَالَ: فَوَثَبْتُ عَلَيْه مَخَافَةَ أنْ يَأخُذَنِى، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا فُلَانٌ، قُلْتُ: أولِى فَلَمَّا رَأى أبُو سُفْيَانَ الصُّبْحَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَأَردُف أَيْنَ قُرَيْشٌ؟ أَيْنَ رُءُوسُ النَّاسِ؟ أَيْنَ مَادةُ النَّاسِ تَقَدَّمُوا، قَالُوا هَذِهِ المَقَالَةَ الَّتِى أَتَيْنَا بِهَا البَارِحَةَ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ كِنَانةُ؟ أَيْنَ رُمَاةُ الحَدَقِ؟ تَقَدُّموا، فَقَالُوا: هَذِه المَقَالَةُ الَّتِى أَتينَا بِهَا البَارِحَةَ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ قَيْسٌ؟ أَيْنَ فُرْسَانُ النَّاسِ؟ أَيْنَ أَحَلاسُ الخَيْلِ؟ تَقدَّمُوا فَقَالُوا هَذِه المَقَالَةَ الَّتِى أَتَيْنَا بِهَا البَارِحَةَ، قَالَ: فَخَافُوا فَتَخَاذَلُوا وَبَعَثَ الله عَلَيْهِمُ الرِّيحَ، فَمَا تَرَكَتْ لَهُمْ إلَّا هَدَمَتْهُ، وَلَا إِنَاء إِلا أَكْفَتْهُ، وتَنَادَوْا بِالرَّحِيلِ، قَالَ حُذَيْفَةُ: حَتَّى رَأَيْتُ أبَا سُفْيَانَ وَثَبَتَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ مَعْقُولٍ فَجَعَلَ يَسْتَحِثُّهُ لِلقِيامِ وَلا يَستَطِيعُ القِيَامَ بِعِقَالِه، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَوَالله لَولَا مَا قَالَ لِى رَسُولُ الله ﷺ : وَلَا تُحْدِثْ فِى سِلَاحِكَ شَيْئًا لرمَيْتُهُ مِنْ قَرِيبٍ، قَالَ: وسَارَ الْقوْمُ وَجِئْتُ رَسُولَ الله ﷺ فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ أَنْيَابَهُ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: كفَى مِنَ الْعِلْمِ الْخَشْيَةُ، وَكفَى مِنَ الْجَهْلِ أَنْ يَذْكُرَ الْعَالِمُ حَسَنَاتِهِ وَيَنْسَى سَيِّئَاتِهِ، وَكَفَى مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يَتُوبَ مِنَ الذَّنْبِ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْيًا وَوَلَاءً وَسَمْتَا (*) بِرَسُولِ الله ﷺ عَبدُ الله بنُ مَسْعُودٍ".
"عن ابن عباس قال: قال حُذَيْفَةُ بنُ اليمانِ، وَكعْبُ الأَحْبَارِ: إِذَا مَلَكَ الْخِلَافَةَ بَنُوكَ، لَمْ تَزَلِ الْخلَافَةُ فِيهِمْ حَتَّى يَدْفَعُوهَا إِلى عِيسى ابْنِ مَرْيمَ".
"عَنْ شَقِيقٍ قال: كُنْتُ أَنَا وَحُذَيْفَةُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَامَ يُصَلِّى فَبَزَقَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمَّا انْفَتَلَ قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: لَا تَبْزُقْ بَين يَدَيْكَ، وَلَا عَنْ يَمِينِكَ فَإِنَّ عَنْ يَمِينِكَ كاتِبَ الْحَسَنَاتِ، وَابْزُقْ عَنْ يَسَارِكَ أَوْ خَلْفكَ، فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ يُصَلِّىَ اسْتَقْبَلَهُ الله ﷻ بِوَجْهِهِ فَلَا يَصْرِفُهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِى يَصْرِفُهُ أوْ يُحْدِثُ حَدَثَ سُوءٍ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: خَطَبَ رَسُولُ الله ﷺ أَرْبَعَ جُمَعٍ مُتَوَاليَاتٍ يَقُولُ فِى كُلِّ مَرَّةٍ: إِذَا اسْتُحلَّتِ الخَمْرُ بِالنَّبِيذِ، والرَّبَا بِالْبَيْعِ، والسُّحْتُ بِالْهَدِيَّةِ، واتَّجَرُوا بِالزَّكَاةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ هَلَاكُهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : يَا أَبَا بَكْرٍ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّكَ وَجَدْتَ رَجُلًا مَعَ أُمِّ رُومَانَ كَيْفَ كُنْتَ صَانِعًا؟ قَالَ: كُنْتُ فَاعِلًا والله شَرّا، قَالَ: فَأَنْتَ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: كُنْتُ وَالله قَاتِلُهُ، قَالَ: فَأَنْتَ يَا سُهَيْلُ؟ قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ: لَعَنَ الله الأَبْعَدَ وَلَعَنَ الله الْبُعْدَى، فَهِى خَبِيثَةٌ، وَلَعَن الله أَوَّلَ الثَّلَاثَةِ، أَخْبَرَ بِهَذَا، قَال: تَأَوَّلْتَ يَا بْنَ الْبَيْضَاءِ: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجهُمْ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : يُبْعَثُ النَّاسُ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ، وَذَلِكَ فِى قَوْلِ الله - ﷻ - {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} (*) فَالسَّابِقُ بِالْخَيْرَات يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَالْمُقْتَصَدُ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَغَيرِ حِسَابٍ (* *) ".
"عن عمرو بن مرة قال: رَأَى حُذَيْفَةُ رَجُلًا عَلَيْهِ طَيْلَسَان فِيهِ أَزْرَارٌ مِنْ ديبَاجٍ فقال: تَتَقَلَّدُ قَلائِدَ الشَّيْطَانِ فِى عُنُقِكَ؟ ! ".
"عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ حُذَيْفَةَ رَأَى عَلَى حَسَّانَ قَمِيصًا مِنْ حَرِيرٍ فَأَمَرَ فَنُزعَ عَنْهُمْ وَتَرَكَ عَلَى الْحَوارِىِّ".
"عَنْ حَذَيْفَةَ قَالَ: لا تُفْتحُ القُسْطَنْطِينِيَّةُ حتى يُفْتَحَ القَرْيَتَانِ نيقية وَعَمُّورِيَّةُ".
"عَنْ صِلَةَ بنِ زُفرَ قالَ: شهِدتُ فَتْحَ (بَلَنْجَر) فبينَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ حُذَيْفَةَ فَقالَ لى: يا صِلَةُ! قلتُ: لبَّيْكَ، قالَ: كيفَ أَنْتَ إِذَا سَار المُسلمُونَ إلى بَيْضَاءِ (خرد) ومعهم (الفَالنْجَارُ) حتى يَنْقُضُوها حَجَرًا حَجَرًا؟ قُلتُ: إنَّ ذلك لكائنٌ؟ قالَ: نَعَم، والذِى نَفْسِى بِيَدِهِ ما كذَبْتُ ولا كُذِبْتُ، قلتْ: على يَدَىْ مَنْ يكُونُ ذَلكَ؟ قالَ: عَلَى يَدَى غلَامٍ مِنْ بَنِى هَاشِمٍ، ثُمَّ قَالَ: صِلَةُ! قُلتُ: لبَّيْكَ. قالَ: كيفَ أنتَ إذا سَارَ المسلمونَ إلى (الَقُسْطنطينِيَّةِ) مَعهم (الفَالَنْجار) حتى ينقُضُوهَا حَجرًا حَجَرًا؟ ! . قلت: إِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ؟ قَالَ: نَعمْ، والذى نَفْسِى بِيَدِه ما كَذَبتُ وَلَا كُذِبْتُ قلتُ: على (يدَى) من يكونُ ذلِكَ؟ على يدِ (يَدَى) (*) غلامٍ من بنى هاشم".
"عن حُذَيفةَ أَنَّه قيلَ لَهُ: ما النِّفَاقُ؟ قَالَ: الرجلُ يتكَلَّمُ بالإسْلَامِ ولا يَعْمَلُ بِه".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: إنِّى لأَعْرِفُ أَهْلَ دِينَيْنِ هُمَا في النَّارِ: قومٌ يَقُولُونَ: الإِيمَانُ كَلَامٌ، وَقَومٌ يَقُولُونَ: مَا بَالُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ؟ ! وإنمَا هُمَا صَلَاتَانِ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أُتِى النبىُّ ﷺ بِضَبٍّ، فَقَالَ: إنَّ أُمَّةً مُسِخَتْ دَوَابَّ في الأَرْضِ، فَلَمْ يَأمُرْ بِهِ، ولم يَنْهَ عَنْهُ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: أيَسُرُّكُمْ أن يَكُونَ فِيكُم خَيرٌ من عُمَرَ؟ قالُوا: نَعَمْ. قَالَ: لو أَنَّ فيكُمْ خَيْرًا من عُمَرَ لَذَهَبْتُمْ سِفَالًا، وإِنَّ النَّاسَ لا يَزَالُونَ يُنْمُون صُعُدًا ما كَانَ عَلَيْهم خِيارُهمْ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَا مَنَعنِى أَنْ أَشْهَدَ بَدْرًا إِلَّا أَنِّى خَرْجتُ أنا وأَبى حِل، فأَخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيشٍ، فَقالوا، إنَّكُم تُريدُون مُحَمَّدًا. فقلنا: ما نريده، ما نُريدُ إلا المدينةَ، فَأَخَذُوا مِنَّا عَهْدَ الله ومِيثَاقَهُ لنَنْصَرِفَنَّ إلى المدينةِ ولا نُقَاتِلُ مَعَهُ، فأتَيْنَا رَسُولَ الله ﷺ فأخْبَرَنَاهُ الخَبَرَ. فَقَالَ: انصَرِفَا، فَفِيَا لَهُمْ بِعَهْدهِمْ، ونَسْتَعِينُ الله عَلَيهِمْ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: لمَّا مَاتَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ قالَ رسُولُ الله ﷺ : اهْتَرَّ العرشُ لِرُوحِ سَعْدِ بن مُعَاذٍ"
"عَنْ حُذَيْفَةَ قال: قالَ رَسُولُ الله ﷺ : يَأَتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ أفْضَلُ أهلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ كُلُّ خَفِيفِ الحاذِ، قيل: يا رَسُولَ الله! وَمَا الْخَفِيفِ الحَاذ (*)؟ قَالَ: قَلِيلُ العِيَالِ".
"عن حُذَيفَةَ قَالَ: بَعَثَ النبىُّ ﷺ إلى عُثْمانَ يَسْتَفْتِيهِ في جَيْشِ العُسْرةِ، فَبَعَثَ إِليه عثمانُ بِعَشَرَةِ آلافِ دِينارٍ فَصُبّتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ النبىُّ ﷺ يُقَلِّبُهَا بِيَديْهِ ظَهْر البَطْن وَيَدْعُو لَهُ يَقُولُ: غَفَرَ الله لَك يا عُثمانُ ما أَسْرَرْتَ، وما أَعْلَنْتَ، وما أَخْفَيتَ، ومَا هُو كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعةُ، وما يُبَالِى عُثْمَانُ ما عَمِلَ بَعْدَ هَذَا".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عنْدَ النَّبِىَّ ﷺ فَقَالَ: إِنِّى لا أَدْرِى ما قَدَّرَ تعالَى فِيكُمْ، فاقْتَدوا بالذينَ من بَعْدِى وأشارَ إلى أبِى بَكْرٍ، وعُمَرَ، واهْتَدُوا بِهْدىِ عَمَّارٍ، وما حدّثَكُمُ ابنُ مَسْعُودٍ مِنِّى شَيئًا فَصَدّقُوهُ".
"عَنْ حُذَيفَةَ: مِثْلُهُ، إلا أَنَّه قَالَ: تمسَّكُوا بِعهْدِ عَبْدٍ".
"عن أبى الطّفَيل قال: كانَ بينَ حُذَيفَةَ وبين رَجُلٍ من أهلِ العَقَبة بَعْضُ ما يَكُونُ بينَ النَّاسِ قَالَ: أَنْشُدكَ الله! كَمْ كَانَ أَصْحَابُ العقبةِ؟ فقالَ أبو مُوسى الأشْعَرىُّ: قدْ كُنَّا نُخْبَرُ أَنهُمْ كانُوا أَربَعةَ عَشَر. فَقالَ حُذيفةُ: وإِنْ كُنْتَ فيهِم فقدْ كانوا خمْسَةَ عَشَر، أشْهَد بالله انَّ اثْنَى عَشَر مِنْهُمْ حِزْبُ الله ورسُولِهِ في الحَياةِ الدُّنيا ويَوْمَ يَقومُ الأَشْهَادُ".
"عَنْ نَصْرِ بن عَاصِمٍ اللّيْثِىِّ قال: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: كانَ رسولُ الله ﷺ يَسْأَلْهُ الناسُ عَنِ الخيرِ، وَكُنْتُ أَسَأَلُهُ عن الشرِّ، وَعَرفْتُ أنَّ الخيرَ لَنْ يَسْبِقَنِى، قلتُ: يا رسولَ الله هلْ بَعْدَ هَذَا الخَيرِ من شَرٍّ؟ ، قالَ: يا حُذَيْفَةُ! تَعَلَّم كتابَ الله، واتَّبِعْ مَا فِيهِ، - ثَلَاثًا - قلتُ: يا رسولَ الله! هَلْ بَعْدَ هَذا الخيرِ من شَرٍّ؟ قالَ: فِتْنَةٌ وشَرٌّ. قلتُ: يَا رسُولَ الله! هلْ بَعْدَ هَذَا الشرِّ خَيرٌ؟ قَالَ: يا حُذَيفَةُ تَعلَّم كتابَ الله، واتبِعْ مَا فِيهِ، - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - قلتُ: يا رسولَ الله! هل بَعْدَ هَذا الخيرِ شرٌّ؟ قالَ: فِتْنَةٌ عَمْيَاء صَمَّاء عَلَيْهَا دُعَاةٌ وعلى أَبْوابِ النَّارِ، فإنْ مِتَّ يا حُذَيْفَةُ وأَنْتَ عاضٌّ على جِذْلٍ خَيرٌ لكَ مِنْ أَنْ تَتَّبعَ أَحَدًا مِنْهُم". ش .
"عن حُذَيفَةَ قَالَ: أَتَتْكُمُ الفِتَنُ مِثْلَ قِطَعِ اللَّيلِ المظْلِم، يَهَلِكُ فِيهَا كُلُّ شُجَاعِ بَطَل، وكُلُّ راكِبٍ موضِعٍ، وكُلُّ خَطِيبٍ مِصْقَعٍ".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: أَيّكُمْ يَحْفَظُ حَديثَ رَسولِ الله ﷺ فِى الفِتنَةِ كما قَالَ؟ فَقُلتُ: أَنَا. فقالَ: إنَّكَ لَجَرِئٌ! ! وكيفَ؟ قُلْتُ: سَمعْتُ رسولَ الله ﷺ يقولُ: فِتْنَةُ الرجُلِ في أهْلِهِ، وَمالِهِ، ونَفْسِهِ، وجَارِهِ مُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ، والصَّيَامُ، والصَّدقَةُ، والأمْرُ بالمعْروفِ، والنَّهىُ عَنِ المُنكَرِ. فقالَ عُمَرُ: لَيْسَ هَذَا أريدُ، إنَّمَا أُريدُ التى تَمُوجُ مَوجَ البَحْر. قُلْتُ: مَا لَك وَلَهَا يا أميرَ المُؤمِنِينَ! إنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَها بَابًا مُغْلَقًا. قَالَ: فَيُكْسَرُ البَابُ أمْ يُفْتَحُ؟ قلْتُ: لَا، بَلْ يُكْسَرُ. قالَ: ذَلِكَ أَحْرَى أنْ لَا يُغْلَقَ أَبَدًا. قيلَ لحُذَيفَةَ: هَلْ كَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنْ بِالبَابِ؟ قالَ: نَعَمْ كَمَا أَعْلمُ أَنَّ دُونَ غدٍ اللَّيلةَ، إِنَّى حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْس بالأَغَالِيطِ، يُسْأَلُ مَنْ بالبابِ؟ قالَ: عُمَرُ".