"عَن مَسْعُودِ بْنِ حِرَاشٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَمَّهُمْ فِى ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (48/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٤٨
"عن عبيدة السلمانى قالَ: كان عمر بنُ الخطابِ يكرَهُ أَنْ يَقْرَأ الرجلُ القرآنَ وهو جُنُبٌ".
"عن إبراهيمَ أن عمرَ كَانَ يَحُجُّ فَلَا يُضَحِّى".
"عن عبد الرحمن بن أَبى ليلى قَال: سافَرَ ناسٌ من أَصحابِ رسولِ اللَّه ﷺ فَأَرْمَلُوا، فمروُّا بحىٍّ من الأعرابِ فَسَأَلُوهُمُ القِرَى فأَبَوْا، فسألوهُم الشِّراءَ فأبَوْا، فَضَغَطُوهُمْ فأصَابُوا مِنْ طعامِهِمْ، فذهبَ الأعرابُ إلى عمرَ بنِ الخطابِ يشكُونَهُمْ، فَأَشْفَقَتِ الأنصارُ، فقالَ عمرُ: تمنعونَ ابنَ السبيلِ ما يَخْلُقُ اللَّه بالليْلِ والنهارِ في ضُروع الإِبِلِ والغنم؟ لابنُ السبيلِ أحقُّ بالماءِ من الساكنِ عليه".
"عن عبد الرحمن بن عمرو أن عمرَ كتبَ إلى عماله بالشام: إِذَا سمعتمْ بالوباءِ قد وَقعَ فاكتبُوا إِلَىَّ، فجئتُ وهو نائمٌ وَذَاكَ بعد رُجُوعِهِ من سَرغٍ، فسمعتُه لَمَّا قامَ منْ نومَتِهِ يقولُ: اللهم اغفر لِى رجوعِى من سَرْغٍ".
"عن جرير قال: عَزَمَ عمرُ عَلَىَّ لأَكْتَوِيَنَّ".
"عن ليث عن رجل أن عمرَ أبصرَ رجلًا يسعى خلفَ إِنسانٍ وهو راكبٌ، أَوْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فقالَ: قَطَعَ (اللَّه) فؤادَهُ، قَطَعَ اللَّه فُؤَادَهُ، قَطَعَ اللَّه فُؤَادَهُ".
"عن عبيد بن عُميرٍ الليثى أن عمَر بنَ الخطابِ رأى رجلًا وَبِظَهْرِ قَدَمِهِ لَمْعةٌ لم يُصِبْهَا الماءُ فقالَ لهُ عمرُ: أبِهذَا الوضوءِ تحضرُ الصلاةَ؟ فقالَ: يا أميرَ المؤمنينَ: البردُ شديدٌ، ومَا مَعِى مَا يَكْفِينِى، فَرَقَّ لَهُ بَعْدَ مَا هَمَّ بِهِ، فقالَ لَهُ: اغْسِلْ ما تركتَ من قَدَمِكَ، وأعِد الصلاةَ، وأمرَ لَهُ بِخَمِيصَةٍ".
"عن الزهرى أن عمر بن الخطاب رأى رجلًا يصلِّى في ثوبٍ واحدٍ مُلْتَحفًا بِهِ فقالَ: لا تَشَبَّهُوا باليهودِ، وإِذَا لَمْ يَجِدْ أحدُكُمْ إلا ثوبًا واحدًا فَليَتَّزِرْهُ".
"عن الحسنِ قالَ: اختلفَ أُبَىُّ بنُ كعبٍ وابنُ مسعودٍ في الرجلِ يُصلِّى فِى الثَّوب الواحدِ. (فقالَ أُبَىٌّ: يُصلِّى في ثوبٍ واحدٍ) وقالَ ابنُ مسعودٍ: في ثوبينِ، فبلغَ ذَلِكَ عُمرَ، فأرسلَ إِليهِمَا فقالَ: اخْتَلَفتُمَا فِى أمرٍ ثم تفرقتُمَا فلَم يَدْرِ النَّاسُ بأىِّ ذلكَ يأخذُونَ، لو أتَيْتُمَانِى لَوجدتُمَا عِنْدِى عِلمًا، القولُ ما قالَ أُبَىٌّ ولَمْ يَألُ ابنُ مَسعُودٍ".
"عن ابن عمرَ قالَ: كُنْتُ مع عمرَ فِى حجٍّ أو عمرةٍ، فإذا نحنُ براكبٍ، فقال عمرُ: (أرى) هَذَا يطلُبنَا، فجاءَ الرجُل فبكَى، قالَ: ما شأنُكَ؟ إنْ كُنْتَ غَارِمًا أَعناكَ، دوان كنتَ خائفًا أمَنَّاكَ، إلا أن تكونَ قتلتَ نفسًا فَتُقْتَلُ بها، وإن كنتَ كرهتَ جِوارَ قومٍ حوَّلنَاكَ عَنهمْ، قال: إِنِّى شربتُ الخمرَ وَأَنَا أَحَدُ بنى تَيْمٍ، وإن أبا موسَى جَلدَنِى، وحلقَنِى، وسوَّدَ وجْهِى، وطافَ بى في الناس وقالَ: لا تُجَالِسُوهُ، ولا تُؤَاكلُوهُ، فحدَّثْتُ نفسى بإحدى ثلاثٍ: إِمَّا أَنْ آخذَ سيفًا فأضربَ (به) أبا موسَى، وإما أَنْ آتِيَكَ فتحوِّلنِى إلى الشامِ فإنهمْ لا يعرفُونَنِى، وإما أن أَلْحَقَ بالعدو فآكلَ معهم وأشربَ، فبكى عمرُ وقالَ: ما يسرُّنى أنك فعلتَ وأنَّ لعمرَ كذَا وكذَا، وإنِّى كُنْتُ لأَشْرَبُ النَّاسِ لَهَا فِى
الجاهِلِيَّةِ، ولأنَّهَا ليستْ كالزنَا، وكتب إِلى أَبِى موسَى: سلامٌ عليكَ أما بعدُ: فإِنَّ فلَان بن فلانٍ التيمِىَّ أخبرنِى بكذَا وكذَا، وايْمُ اللَّه لَئِن عُدْتَ لأُسَوَّدَن وجهَكَ، وَلأَطُوفَنَّ بِكَ في النَّاسِ، فإِنْ أردتَ أن تعلم حقَّ ما أقولُ لك فَعُدْ فَأمُرِ النَّاسَ أَنْ يُجَالِسُوهُ ويُؤَاكلُوهُ، وَإِنْ تَابَ فاقْبَلُوا شهادَتَهُ، وحَمَلَهُ وأعطاهُ مائتَى درهمٍ".
"عن عبد اللَّه بن عامرِ بن ربيعةَ (أن عمر) (*) استعمَل قدامةَ بن مظعونِ على البحرينِ -وهو خالُ حفصةَ وعبد اللَّه بن عمر- فقدمَ الجارودُ سَيِّدُ عبد القيسِ على عمرَ، فقال: يا أمير المؤمنينَ: إن قُدامَة شَرِبَ فَسَكِرَ، وإنِّى إِذَا رأَيتُ حدًا من حدودِ اللَّه (كان) حقًا عَلىَّ أَنْ أَرْفَعَهُ إليكَ، فقالَ عمرُ: من يشهدُ مَعَكُمْ؟ قالَ: أَبُو هريرةَ: فدعَا أبَا هريرةَ، فقامَ ثم شَهِدَ، قالَ: لم أرَهُ يشربُ ولكنَّى رأيتُهُ سكرانَ يَقئُ، فقال عمرُ: لقد تنطَّعْتَ فِى الشهادةِ، ثم كتبَ إلى قُدامةَ أن يَقْدم عليه من البحرينِ، فَقَدمَ، فقامَ (إليه) الجارودُ فقالَ: أقمْ عَلَى هَذَا كِتَابَ اللَّه، فقال عمرُ: أخَصْمٌ أنتَ أمْ شَهِيدٌ؟ قالَ: بَلْ شَهيدٌ، فقالَ: (قد) أَدَّيْتَ الشَّهَادَةَ؟ فصمتَ الجارودُ حتَّى غدا إِلى عمرَ فقالَ: أَقِمْ على هَذَا حدَّ اللَّه، فقالَ عمرُ: ما أراكَ إِلَّا خصْمًا، وما شَهدَ معكَ إلا رجلٌ، فقالَ الجارودُ: أَنْشُدُك اللَّه فقالَ: لَتُمْسِكَنَّ لِسَانَكَ أو لأَسُوأنَّكَ، فقالَ أبو هريرةَ: إن كنتَ تشكُّ في شهادَتِنَا فأَرْسِلْ إلى ابنة الوليدِ فَسَلْهَا -وهى امرأةُ قدامَةَ- فأرسلَ عمرُ إلى هند بنت
الوليدِ يَنْشُدُهَا، فأَقامَتِ الشهادةَ على زوجِهَا، فقال عمرُ لقدامةَ: إِنِّى حادُّكَ فقالَ: لو شربتُ كما يقولونَ ما كَانَ لَكُمْ أَنْ تَجْلِدُونِى، فقال عمرُ: لِمَ؟ قال قدامةُ: قال اللَّه ﷻ {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} (*) الآية، قَالَ عمرُ: إِنَّكَ أخْطأتَ التأويلَ، إِنِ اتَقَيْتَ اللَّه اجْتَنَبْتَ ما حرَّمَ اللَّه عليكَ، ثم أقبلَ عمرُ على النَّاسِ فقالَ: مَاذَا تَرَوْنَ فِى جَلدِ قدامةَ؟ قالُوا: لَا نَرَى أَنْ تَجْلِدَه ما كَانَ مريضًا، فسكتَ عن ذَلِكَ أيامًا، ثم أصبحَ يومًا وقد عَزَمَ عَلَى جلدِهِ فقالَ لأَصْحَابهِ: ما تَرَوْنَ فِى جَلْدِ قُدامة؟ فقال القومُ: ما نَرَى أن تَجْلِدَه ما دامَ وَجيعًا، فقال عمرُ: لأَنْ يَلْقَى اللَّه على السِّيَاطِ أحبُّ إِلىَّ مِن أن يَلْقَى اللَّه وَهُوَ فِى عُنُقِى، إِيتونِى بِسَوْطٍ تامٍّ، فأمَر عُمَرُ بقدامةَ فَجُلِدَ، فَغَاضَبَ عمرَ قدامةُ وَهَجَرَهُ فَحجَّ وَحجَّ قدامةُ مَعَهُ مُغَاضبًا لَهُ، فلمَّا قَفَلَا مِنْ حَجِّهِمَا وَنَزَلَ عمرُ بالسُّقْيَا (نامَ، فلما) (* *) استيقظَ عمرُ من نومهِ فقالَ: عَجِّلُوا (على) بقدامةَ فَأتُونِى بهِ، فواللَّه إنِّى لأَرَى أَنَّ آتِيًا أَتانِى فقالَ: سَالِمْ قدامةَ فإنهُ أخوكَ، فلما أتوهُ أَبَى أَنْ يَأتِى، فَأَتَى عمرُ إليهِ حتى كَلَّمَهُ واستغفَر لَهُ، فكانَ ذَلِكَ أَوَّلَ صُلْحِهمَا".
"عن أيوبَ بنِ أَبِى تميمة قالَ: لمْ يُحَدَّ في الخمرِ أحدٌ من أَهْلِ بدرٍ إلَّا قُدامةُ بن مظعونٍ".
"عن ابن عمر قال: خرجَ عمرُ بنُ الخطابِ في الليل فسمعَ امرأةً تقولُ:
تطاوَلَ هَذَا الليلُ واسودَّ جَانبُه ... وأرَّقنِى أَنْ لَا حَبِيبَ أُلَاعبُه
فواللَّه لولَا اللَّه أَنِّى أراقِبُه ... لَحُرِّك من هَذَا السَّريرِ جَوَانِبُه
فقال عمرُ لحفصة: كَمْ أكثرُ ما تَصْبرُ المرأةُ عَنْ زَوْجهَا؟ فقالتْ: سِتَةَ أَوْ أربعةَ أشهرٍ، فقال عمرُ: لَا أحْبِسُ الجيشَ أكثرَ من هذا".
"عن أسلم أن عمرَ بن الخطابِ كَانَ يُسَخَّنُ (لَهُ) ماءٌ في قُمْقُمَةٍ وَيَغْتَسِلُ بِهِ".
"عن عروةَ بنِ الزبيرِ قال: شَرِبَ عبدُ اللَّه بنُ الأزورِ، وَضِرارُ بْن الخطابِ وأَبو جندل بن سهيلِ بن عمرو بالشام، فَأَتَى بِهِمْ أبو عبيدةَ بنُ الجراح، قال أَبو جَندلٍ: واللَّه مَا شَرِبْتُهَا إلَّا عَلَى تأويل، إنى سمعتُ اللَّه يقولُ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (*)} فكتبَ أبو عبيدةَ إلى عمرَ بأَمْرِهم، فقال أبو الأزور: إنه قد حَضَرَ لَنَا عدونا فإِن رأيتَ أن تُؤخِّرَنَا إلى أن نلْقى عدُوَّنا غدًا، فإن أكرمنا اللَّه بالشَّهَادَةِ كَفَاكَ ذَاكَ، ولم تُقِمْنَا على جزَائِهِ، وإن نَرْجعْ نظرتَ إلى ما أمركَ بِه صاحبُكَ فأمضيتَهُ، قال أبو عبيدة: فَنَعَمْ، فلما التقَى النَّاسُ قُتِلَ أبو الأزورِ شهيدًا، فرجَع الكتابُ كتابُ عمرَ إِنَّ الَّذِى أوقَع أبا جندلٍ في الخَطِيئةِ قد تهيأ له فيها بالحجة، وإِذَا أتاكَ كتابى هذا فأقم عليهم حدَّهم، والسلامُ، فدعَا بهمَا أبو عبيدةَ فحدَّهُمَا، وأَبو جندلِ له شَرفٌ ولأبِيهِ، فكان يحدثُ نفسهُ حتى قيلَ: إنَّهُ قد وَسْوَسَ، فكتبَ أبو عبَيدةُ إلى عمرَ: أما بعدُ، فإنى قَدْ ضربتُ أبَا جندلٍ وإِنَّهُ قد حدَّثَ نفسَه حتى قد خشِينَا عليهِ أنهُ قد هَلَكَ، فكتبَ عمرُ إلى أَبى جندلٍ: أما بعدُ فإِنَّ الذِى أوقعكَ في الخطيئَةِ قَد
جَرَتْ عَلَيْك التوبةُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِى الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} فلما قرأ كتابَ عمرَ ذهبَ عنهُ ما كَانَ بِه كأنَّمَا نَشطَ من عقالٍ".
"عَنْ عُتبةَ بنِ فَرْقَدٍ قال: اشتَريْتُ عَشْرَةَ أجْرِبَةٍ مِنْ أَرْضِ السواد عَلَى شاطئ الفُراتِ لِقَضْبِ دَوابَّ فَذكرتُ ذلِكَ لِعُمَرَ، قَالَ: اشْتَريْتَها مِنْ أَصْحابِها؟ قُلتُ: (نَعَمْ)، قال: رُح إِلَىَّ، فرحتُ إِلَيْهِ فقالَ: يَا هَؤُلَاءِ أبعتموه شيئًا؟ قالوا: لا، قال: ابْتَغِ مالَكَ حَيْثُ وضعْتَهُ".
"عن جراد بن طارق قالَ: أقبلتُ مع عمرَ بنِ الخطابِ من صلاةِ الغداةِ حتى إذا كَانَ في السُّوقِ فسمعَ صوتَ صَيِىٍّ مولود يبكِى حَتَّى قامَ عليهِ، فإِذَا عِنْدَهُ أُمُّهُ، فقالَ لهَا: مَا شَأنُكِ؟ قالتْ: جئتُ إلى هَذَا السُّوقِ لبعضِ الحاجةِ فعرضَ لِى المخاضُ
فولدتُ غلامًا -وَهى إِلَى جَنْبِ دارِ قومٍ في السوقِ- قالَ: هَل شَعَرَ بِكِ أحدٌ مِنْ أَهْلِ هذهِ الدارِ؟ أَمَا إِنِّى لو علمتُ أنهم شَعَرُوا بِكِ وَلَمْ ينفعُوكِ فعلتُ بِهمْ وفعلتُ بِهِمْ، ثم دَعَا لها بشربَة سَوِيقٍ مَلْتُوتَة بِسَمْنٍ فقَال: اشرَبِى هَذَا؛ فَإِنَّ هَذَا يقطعُ الوجَعَ ويقبضُ الحَشَى ويعصمُ الأمعاءَ وَيُدِرُّ العروقَ، وفى لفظ: فَإِنَّ هَذَا يشدُّ أَحْشَاءَكِ وَيُسَهِّلُ عليك الدَّمَ وَيُنْزِلُ لَكِ اللَّبنَ، ثم دخلنا المسجدَ".
"عن طارقِ بنِ شهابٍ قال: أخَذَ عُمَرُ بنُ الخطَّاب كَتِفًا وَجَمَعَ أصحابَ النَّبِىِّ ﷺ لِيَكْتُبَ الجَدَّ وَهُمْ يرَونَ أَنَّهُ يَجْعَلُهُ أبًا، فخرجتْ حَيَّةٌ عليهم فتفَرَّقوا فقالَ: لو أَنَّ اللَّه أرَادَ أَنْ يُمْضِيَهُ لأمْضَاهُ".
"عن معاوية بن قرة قال: لَقِى عمرُ بنُ الخطاب ناسًا من أهل اليمنِ فقالَ: مَن أنتُمْ؟ قالُوا مُتوكلون، قال: كَذَبتُمْ، ما أَنْتُمْ مُتوكلونَ؛ إِنَّمَا المتوكِّلُ رجلٌ ألقَى حَبَّةٌ فِى الأَرْضِ وتوكَّلَ عَلَى اللَّه".
"عن عمرَ بن الخطابِ قالَ: من ابتَاعَ شيئًا من الْخَدَمِ فلم يوافِقْ شِيمَتُهُ شِيمَتَهُ فَليَبِعْ وليشْتَرِ حتَّى يوافقَ شِيمَتُهُمْ شِيمَتَهُ؛ فإنَّ النَّاسَ شيمٌ، ولا تُعذِّبوا عبادَ اللَّه".
"عن ابن عباس قال: كنت مع عمرَ بن الخطاب فقال: اذهبْ فأعلمنى من ذاك؟ وكان إذا بعث رجلًا في حاجة يقول: إذا رجعتَ فأعلمنى ما (بعثتُك فيه) وما تردُّ علىَّ، فقلتُ: إنك أَمَرْتَنِى أَنْ أَعْلَمَ مَن ذَاكَ، وَإنَّهُ صُهَيْبٌ وإِنَّ مَعَهُ أُمَّهُ، قال: فَليَلحَقْ بِنَا وَإِنْ كَانَتْ مَعَهُ أُمُةُ".
"عن ابن عمر قال: رأَيتُ (عمر يَتَفوَّه) وفى لفظ: يَتَحَلَّبُ فُوهُ، فقلت: ما شأنُكَ يا أميرَ المؤمنين؟ قال: أشْتَهى جَرَادًا مَقْلُوا".
"عن مسروق قال: ركب عمر إلى المنبر فقال: (لا أعرف من) زَادَ الصداقَ على أربعمائة درهمٍ فما دون ذلك، ولو كان الإكثار في ذلك تَقْوًى أَوْ مَكْرُمَةٌ لَم يَسبِقُوا إِليْهَا، ثم نزل فاعترضَتْهُ امرأةٌ من قريشٍ فقالت: يا أميرَ المؤمنين: نَهَيْتَ النَّاسَ أن يزيدوا في صَدُقَاتِهِنَّ على أربعمائةٍ؟ قال: نَعَمْ، قالت: أَمَا سَمِعْتَ اللَّه يَقُولُ في القرآن: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا} (*). . الآية؟ فقال: اللَّهُمَّ اغفر (كُل النَّاس) أَفْقَهُ مِنْ عُمَرَ، ثم رجَعَ فركِبَ المنبرَ فقال: أيُّهَا النَّاسُ إِنِّى كُنْتُ نَهَيْتكُمْ أَنْ تَزِيدُوا النَّسَاءَ فِى صَدُقَاتِهِنَّ عَلَى أرْبَعِمائَة فَمَنْ شَاءَ أَنْ يُعْطِى مِنْ مَالِه مَا أحَبَّ -أَوْ مَا طابَتْ نَفْسُهُ- فَليَفْعَلْ".
"عن عبد الرحمن السلمى: قال عُمَرُ بنُ الخطاب: لَا تُغَالُوا فِى مُهُورِ النِّسَاء، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: لَيْسَ ذَلِكَ لَكَ يَا عُمَرُ؛ إِنَّ اللَّه يَقُولُ: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا مِنْ ذَهَبٍ}، قال: وكذَلِكَ هِى فِى قِرَاءَةِ ابْن مَسعودٍ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ امْرَأةً خَاصَمَتْ عُمَرَ فَخَصَمَتْهُ (*) ".
"عن عبدِ اللَّه بن مصعبٍ قال: قال عمر: لَا تَزيدُوا فِى مُهُورِ النِّسَاءِ عَلَى أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَمَنْ زَادَ أَلَقَيْتُ الزِّيَادَةَ فِى بَيْتِ المَالِ، فقالت امرأةٌ: مَا ذَاكَ لَكَ، قَالَ:
وَلِمَ؟ قالت: لأن اللَّه يَقُولُ: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا. . .} الآية، فقال عمر: امْرَأةٌ أَصَابَتْ وَرَجُل أَخْطَأَ".
"عن بكر بن عبد اللَّه المزنى قال: قال عمر: خَرَجْت وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْ كَثْرَةِ الصَّدُقَاتِ فَعَرَضَتْ لِى آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّه: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا} ".
"عن كَهْمسٍ الهلَالى قال: كُنْتُ عند عمر بن الخطاب فبينما نحن جلوس عنده إِذ جاءتِ امرأةٌ فجلست إليه فقالت: يا أميرَ المؤمنين: إِنَّ زَوْجِى قَدْ كَثُرَ شَرُّهُ وَقَلَّ خَيرُهُ، فقال لها: مَنْ زَوْجُكِ؟ قالت: أبو سَلَمة، قال: إِنَّ ذَاكَ رَجُلٌ لَهُ صُحبةٌ، وإِنَّهُ لَرَجُلُ صِدْقٍ، ثم قال عمر لرجلٍ عنده جالس: أَلَيْسَ كذَلِكَ؟ قال: يا أمير المؤمنين لا
نعرفهُ إلا بها قُلْتَ، فقال لرجلٍ: قُمْ فَادْعُهُ لِى، فقامت المرأةُ حين أرسل إلى زوجِها فقعدت خلفَ عُمَر، فلم يلبث أن جاءا معًا حتى جلس بين يَدَى عمرَ، فقال عمر: مَا تَقُولُ هَذِهِ الجَالِسَةُ خَلفِى؟ قال: وَمَنْ هَذِهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قال: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، قال: وَتَقُولُ مَاذَا؟ فقال: تَزْعُمُ أنَّهُ قَدْ قَلَّ خَيْرُكَ وَكَثُرَ شَرُّك، قال: بِئسَمَا قَالَتْ يا أميرَ المؤمنين: إِنَّهَا لَمِنْ صَالِح نِسَائِهَا؛ أكْثَرُهُنَّ كِسْوَةً وَأكْثَرُهُنَّ رَفَاهِيَةَ بَيْتٍ، وَلَكِنَّ فَحْلَهَا بَلِى، فقال عمر للمرأة: مَا تَقُولِينَ؟ قالت: صَدَقَ، فقام عمر إليها بالدِّرَّةِ فَتَنَاوَلَهَا بِهَا ثم قال: أَى عَدُوَّةَ نَفْسِهَا؟ أَكَلْتِ مَالَهُ وَأَفْنَيْتِ شَبَابَهُ، ثُمَّ أَنْشَأَتِ تُخْبِرِينَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ؟ قالت: يا أمير المؤمنين: لَا تَعْجَلْ، فَوَاللَّه لَا أَجْلِسُ هَذَا المَجْلِسَ أبَدًا، فأمرَ لَها بثلاثةِ أثوابٍ، فقال: خُذى هَذَا بما صَنَعْتُ بكِ وَإيَّاكِ أَنْ تَشْتَكِى هَذَا الشَّيْخَ، قال: فَكَأَنِّى أنْظُرُ إِلَيْها (قَامَتْ وَمَعَهَا الثِّيَابُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى زَوْجِهَا فَقَالَ: لَا يَحْمِلُكَ مَا رَأَيْتَنِى صَنَعْتُ بِهَا أَنْ تُسِئَ إِلَيْهَا) فقال: ما كنت لأفعلَ، قال: فَانْصَرَفا، ثم قال عمر: سَمعْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يقول: "خَيْرُ أُمَّتِى القَرْنُ الَّذِى أَنَا مِنْهُمْ، ثُمَّ الثَّانِى، ثُمَّ الثَّالِثُ، ثُمَّ يَنْشَأ قَوْمٌ يَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ، يَشْهَدُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا، لَهُمْ لَغطٌ فِى أَسْواقِهِم".
"عن العلاءِ بن بدرٍ أن رجلا شرب الخمرَ أو الطِّلَا -شَكَّ هُشَيْمٌ- فأتى عمرَ فقال: مَا شَرِبْتُ إِلَّا طِلًا، فكان قولُه أشدَّ عنده مِمَّا صَنَعَ، فاستشارَ فيه، فأشاروا عليه إِلَى ضَربِهِ ثَمَانِينَ، فَصَارَت سُنَّةً بَعْدَهُ".
"عن الشعبى قال: قال عمر: لَيْسَ عَلَى عَرَبىٍّ مِلكٌ، وَلَسْنَا بِنازِعِينَ مِنْ يَدِ أَحَدٍ شَيْئًا أَسْلَمَ عَلَيْهِ، وَلَكِنَّا نُقوِّمُهُ خَمْسًا مِنَ الإِبِلِ".
"عن أَبى سلمة بن عبد الرحمن قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على عمر ومعه محمدٌ ابنه وعليه قميصٌ من حريرٍ، فقام عمر فأخذ بجنبيه فشقه، فقال عبد الرحمن: كَفَرَ اللَّه لَكَ؛ لَقَدْ أَفْزَعْتَ الصَّبِىَّ فَأَطَرْتَ قَلبَهُ، فقالَ: تَكْسُوهُمُ الحَرِيرَ؟ ! قال: فإنِّى أَلْبَسُ الحريرَ قال: فَإِنَّهُمْ مِثْلُكَ".
"عن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة قال: دخلَ ابن عوف على عمرَ وعليه قميصُ حريرٍ، فقال عمر: ذُكِرَ لِى: أنَّهُ مَنْ لَبِسَ الحَرِيرَ في الدُّنيَا لَمْ يَلبَسْهُ فِى الآخِرَةِ، قال عبد الرحمن: إِنِّى لأَرْجُو أَنْ أَلبَسَهُ فِى الدُّنيَا وَالآخِرَةِ".
"عن مجاهد قال: قال عمر بن الخطاب: مَنْ شَابَ شَيْبَةٌ فِى الإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
"عن مجاهد: أَنَّ عُمرَ بْنَ الْخطابِ كان لا يُغَيِّرُ شَيْبَةً، فقيل له: لم لا تُغَيِّرُ (وَقَدْ كَانَ أبُو بَكْرٍ يُغَيرُ) فقال: إِنِّى سمعت رسولَ اللَّه ﷺ يقول: مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِى الإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا أنَا بِمُغيِّرِ شَيْبَتِى".
"عن عبد اللَّه بن بريدة: أن عمر بن الخطاب جمع الناس لقدوم الوفدِ فقال لآذِنِهِ ابْن الأرقم: انْظُرْ أصْحَابَ مُحَمَّدٍ ﷺ فَائْذَنْ لَهُمْ أَوَّلَ النَّاسِ، ثُمَّ الْقَرْنَ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، فدخلوا فَصُفُّوا قُدَّامَهُ، فنظر فإذا رجل ضخم (عليه مقطعة) برودٍ، فأومأ إليه عمرُ فأتاه، فقال عمر: إيهِ -ثلاثَ مرات- فقال عمرُ: أُفٍّ قُمْ، فقام، فنَظر فإذا الأشعرىُّ رجلٌ (أبيضُ) خفيفُ الجسمِ، قَصِيرٌ سَبْطٌ، فأومأ إليه فأتاه، فقال عمر: إيهِ؟ فقال الأشعرى: إِيهِ؟ فقال عمر: إيهِ؟ فقال: يا أمير المؤمنين: سَلْ أوِ افْتَحْ حَدِيثًا
فَنُحَدِّثَكَ، فقال عمر: أُفٍّ، قُمْ؛ فَإِنَّهُ لَنْ يَنْفَعَكَ رَاعِى ضَأنٍ، فنظر فإذا رجل أبيضُ خفيفُ الجِسْمِ، فأَوْمَأَ إليه فأتاه، فقال له عمر: إِيهِ؟ فوثب فحمِدَ اللَّه وأثنى عليه، ووعظ باللَّه ثم قال: إِنَّكَ وُلِّيتَ أمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ فَاتَّقِ اللَّه فيمَا وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الأُمَّة، وَأَهْلِ رَعيَّتِكَ فِى نَفْسِكَ خَاصَّةً؛ فَإِنَّكَ مُحَاسَبٌ وَمَسْئُولٌ عَمَّا اسْتُرْعِيتَ، فَإِنَّمَا أَنْتَ أَمِينٌ وَعَلَيْكَ (أَنْ) تُؤَدِّى مَا عَلَيْكَ مِنَ الأَمَانَةِ فَتُعْطَى أَجْرَكَ عَلَى قَدْرِ عَمَلِكَ، فقال: مَا صَدَقَنِى رَجُلٌ مُنْذُ اسْتُخْلِفْتُ غَيْرُكَ، مَنْ أَنْتَ؟ قال: أَنَا رَبِيعُ بْنُ (زِيَادٍ)، فقال: أخُو الْمُهَاجِرِ بْنِ زِيَادٍ؟ قال: نَعَمْ، فَجَهَّزَ عُمَرُ (جَيْشًا) وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمُ الأَشْعِرِىَّ، ثم قال: انْظُرْ رَبِيعَ بْنَ زِيَادٍ، فَإِنْ يَكُ صَادِقًا فِيمَا قَالَ فَإِنَّ عِنْدَهُ عَزْمًا عَلَى هَذَا الأَمْرِ، فَاسْتَعْمِلهُ، ثُمَّ لَا يَأتيَنَّ عَلَيْكَ عَشَرَةٌ إِلَّا تَعَاهَدْتَ مِنْهُ عَمَلَهُ، وَكَتَبْتَ إِلَىَّ بِسِيرَتِهِ فِى عَمَلِهِ حَتَّى كَأَنِّى أَنَا الَّذِى اسْتَعْمَلتُهُ، ثم قال عمر: عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا ﷺ فَقَالَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ بَعْدِى مُنَافِقٌ عَلِيمُ اللِّسَانِ".
"عن محمد بن سيرين (قال): قال عمر: اتَّقُوا اللَّه وَاتَّقُوا النَّاسَ".
"عن الحسن أن عمر بن الخطاب رد علَى أُبَىِّ بْنِ كعبٍ قراءةَ آيةٍ، فقال أُبَىٌّ: لَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّه ﷺ وَأَنْتَ تُلهِيكَ يَا عُمَرُ الصَّفْقُ بِالْبَيْعِ، فقال عمر: صَدَقْتَ إِنَّمَا أرَدْتُ أَنْ أجَرِّبَكُمْ هَلْ مِنْكُمْ مَنْ يَقُولُ الْحَقَّ؟ فَلَا خَيْرَ فِى أَمِيرٍ (لا) يُقَالُ عِنْدَهُ الْحَقُّ وَلَا يَقُولُهُ".
"عن عمر قال: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا يَعْقِلُ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأ الآياتِ الأَواخِرِ مِن سُورَةِ البَقَرَةِ فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ".
"عن وهب بن كيسان قال: اجتمع عيدان عل عهد ابن الزبير فأَخَّرَ الخروجَ حتى تَعَالَى النهارُ، ثم خرج فخطب فأطالَ، ثم نزل فصلى ركعتين، ولم يصلِّ للناس الجُمُعَةَ، فَعَابَ ذَلِكَ عليه نَاسٌ، فذُكِر ذلك لابن عباس، فقال: أَصَابَ السُّنَّة،
فذكروا ذلك لابن الزبيرِ فقال: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ إِذَا اجْتَمَعَ عَلَى عَهْدِهِ عِيدَانِ صَنَعَ هَكَذا".
"عن أُبى بن كعبٍ أن عمر بن الخطاب أمر أُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ أَنْ يُصَلِّى بِاللَّيْلِ فِى رَمَضَانَ، فقال: إِنَّ النَّاسَ يَصُومُون النَّهَارَ وَلَا يُحْسِنُونَ أَنْ يَقْرَأوا، فَلَوْ قَرَأتَ الْقُرآنَ عَلَيْهِمْ بِاللَّيْلِ؟ فقال: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: هَذَا شَىْءٌ لَمْ يَكُنْ، فقال: قَدْ عَلِمْتُ، وَلَكِنَّهُ حَسَنٌ، فصلى بهم عشرين ركعةً".
"عن عمر بن الخطاب أن النبىَّ ﷺ كَانَ يُعَوِّذُ حَسَنًا وَحُسَيْنًا يَقُولُ: أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّه التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ (كُلِّ) عَيْنٍ لَامَّةٍ".
"عن سعيد بْنِ المسيِّبِ قال: لَمَّا فُتِحتْ أَدَانِى خُرَاسَانَ بَكَى عُمرُ بْنُ الخطَّابِ، فَدَخَلَ عليه عَبدُ الرَّحمنِ بن عَوفٍ فقال: ما يُبكِيكَ يا أميرَ المؤمنين وقد فتح اللَّه عليكَ مِثلَ هذا الفَتْحِ؟ قال: مَا لى لَا أَبْكى، واللَّه لَوَدِدْتُ أَنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهم بَحْرًا مِنْ نارٍ، سمعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ: إِذَا اقْبَلَتْ رَايَاتُ وَلَدِ العبَّاسِ مِنْ عُقُبَاتِ (*) خُرَاسَانَ جَاءُوا بِنَعْى الإِسلام، فَمَن صار تَحْتَ لِوَائِهِمْ لَمْ تَنَلهُ شَفَاعَتى يَومَ القِيامَةِ".
"عن أَبِى مُوسى قَال: إِنَّ أَميرَ المُؤْمنينَ عُمرَ بن الخطاب بَعَثَنِى إِلَيْكُم أُعَلِّمكُم كِتَابَ اللَّه رَبِّكم، وَسُنَّةَ نَبِيِّكم، وَأُنَظِّفُ طُرُقَكُم".
"عن عمرَ قال: إذا تَوضَّأَ أَحَدكُمْ وَلَبِسَ خُفَّيْه فَلْيَمسَحْ علَيهمَا ولْيُصلِّ فيهما، ولَا يَخْلَعْهمَا إن شاءَ إلَّا مِنْ جَنَابِةٍ".
"عن عُروةَ بنِ الزبيرِ قال: أَخْبرَنِى تَميمٌ الدارى أَوْ أُخْبِرْتُ أَنَّ تميمًا الدارِى رَكَع رَكْعَتَين بعد نَهْى عُمَر بنِ الخطابِ عن الصلاة بعد العصرِ، فأتاهُ عُمرُ فَضَربَه بالدِّرَّةِ، فَأَشارَ إليه تَميمٌ أَنِ اجْلِسْ وَهُو في صَلاِته، فَجَلس عُمَرُ حتى فَرَغَ تَميمٌ مِنْ صَلَاتِهِ، فَقَالَ لِعُمَرَ: لِمَ ضَرَبْتَنِى؟ قالَ: لأَنَّكَ رَكَعْتَ هَاتين الرَّكْعَتين وقد نَهيْتُ عنهما،
قالَ: فإنِّى صَلَّيتُهمَا مَع مَنْ هُو خَيْرٌ مِنْكَ رَسولِ اللَّه ﷺ ، فقَال عُمَرُ: إنَّه لَيْس بى أنتم أيُّها الرَّهْطُ، وَلكنى أَخَافُ أَنْ يأتِى بَعْدَكُم قَوْمٌ يُصَلُّون مَا بَيْن العَصْرِ إلى المَغْرِبِ حتى يمروا بالساعة التى نهى رَسولُ اللَّه ﷺ أَنْ يُصَلُّوا فيها كَما صلوا ما بين الظهر والعصر".
"عن وَرقَاءَ بِنْتِ هداب أَنَّ عُمَر بن الخَطَّابِ كَانَ إِذَا خَرَج مِنْ مَنْزِلِهِ مرَّ عَلَى أُمَّهاتِ المُؤْمِنينَ فَسَلَّم عَلَيْهِنَّ قَبْلَ أَنْ يَأتِى مَجْلِسَه، فَإِذَا انْصَرفَ إِلَى مَنْزِلهِ مَر عَلَيْهِنَّ، فَكَانَ كلَّمَا مَرَّ وَجَدَ عَلَى بَاب عَائِشَةَ رَجُلًا جَالِسًا، فَقَالَ لَهُ: مَالِى أَرَاكَ ههنا جَالِسًا؟ قَالَ: حَقٌّ أَطْلُبُ بِه أُمَّ المؤمِنينَ، فَدَخَلَ عَلَيْها عُمَرُ فَقَالَ لَها: يَا أُمَّ المُؤْمِنينَ مَا لَك فِى ستَّةِ آلافٍ كِفَايَةٌ فِى كُلِّ سَنَةٍ؟ قَالَتْ: بلى وَلَكنْ عَلَىَّ فِيهَا حُقوقٌ، وَقَد سَمِعْتُ أَبَا القَاسِم ﷺ يَقُولُ: مَنْ كَانَ عَلَيْه دَيْن يُهمُّهُ قضَاؤهُ، أَوْ هَمَّ بِقَضَائِهِ لَمْ يَزَلْ مَعَه مِنَ اللَّه حارِسٌ، فَأَنَا أحِبُّ أَنْ لَا يَزَال مَعِى مِنَ اللَّه حَارِسٌ".
"عَنْ عُمرَ بن الخَطَّابِ قَال: قُلتُ يَا رَسولَ اللَّه: دَعْنِى أَضْرِبْ عُنُقَ حَاطِبِ بن أَبِى بلتَعةَ، فَلَقَدْ كَفَرَ، قَال: وَمَا يُدرِيكَ يَا بنَ الخَطَّابِ؟ لَعَل اللَّه اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَال: اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فَقَدْ غَفَرتُ لَكُم".
"عَنْ عُمَر قَالَ: إِذَا قَامَ أحدُكم مِنَ اللَّيل فَاسْتَعْجَمَ عَلَيه القُرآن فَليَنَمْ".
"عن عبدِ الرحمنِ بنِ أَبى لَيْلى قَال: رَأَيْتُ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ بَالَ قَائِمًا، ثم دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الخُفَّيْن، فَكَأنِّى أَنظُر إلَى أثَرِ أصَابِعِهِ عَلَى خُفَّيْهِ خُطوطًا".
"عن عُمَرَ قَالَ: جَهَّزَ رَسولُ اللَّه ﷺ جَيْشًا حَتَّى ذَهَبَ نِصْفُ اللَّيلِ أو بَلَغَ ذَلِكَ، فَخَرَجَ إلى الصَّلَاةِ فَقالَ: صَلَّى النَّاسُ وَرَجَعُوا وَأنْتُم تَنْتَظِرون الصَّلاةَ أمَا إِنَّكُم لَنْ تَزَالُوا فِى الصَّلاةِ مَا انْتَظَرْتُموهَا".