"عن ابن عمرَ قالَ: كُنْتُ مع عمرَ فِى حجٍّ أو عمرةٍ، فإذا نحنُ براكبٍ، فقال عمرُ: (أرى) هَذَا يطلُبنَا، فجاءَ الرجُل فبكَى، قالَ: ما شأنُكَ؟ إنْ كُنْتَ غَارِمًا أَعناكَ، دوان كنتَ خائفًا أمَنَّاكَ، إلا أن تكونَ قتلتَ نفسًا فَتُقْتَلُ بها، وإن كنتَ كرهتَ جِوارَ قومٍ حوَّلنَاكَ عَنهمْ، قال: إِنِّى شربتُ الخمرَ وَأَنَا أَحَدُ بنى تَيْمٍ، وإن أبا موسَى جَلدَنِى، وحلقَنِى، وسوَّدَ وجْهِى، وطافَ بى في الناس وقالَ: لا تُجَالِسُوهُ، ولا تُؤَاكلُوهُ، فحدَّثْتُ نفسى بإحدى ثلاثٍ: إِمَّا أَنْ آخذَ سيفًا فأضربَ (به) أبا موسَى، وإما أَنْ آتِيَكَ فتحوِّلنِى إلى الشامِ فإنهمْ لا يعرفُونَنِى، وإما أن أَلْحَقَ بالعدو فآكلَ معهم وأشربَ، فبكى عمرُ وقالَ: ما يسرُّنى أنك فعلتَ وأنَّ لعمرَ كذَا وكذَا، وإنِّى كُنْتُ لأَشْرَبُ النَّاسِ لَهَا فِى
الجاهِلِيَّةِ، ولأنَّهَا ليستْ كالزنَا، وكتب إِلى أَبِى موسَى: سلامٌ عليكَ أما بعدُ: فإِنَّ فلَان بن فلانٍ التيمِىَّ أخبرنِى بكذَا وكذَا، وايْمُ اللَّه لَئِن عُدْتَ لأُسَوَّدَن وجهَكَ، وَلأَطُوفَنَّ بِكَ في النَّاسِ، فإِنْ أردتَ أن تعلم حقَّ ما أقولُ لك فَعُدْ فَأمُرِ النَّاسَ أَنْ يُجَالِسُوهُ ويُؤَاكلُوهُ، وَإِنْ تَابَ فاقْبَلُوا شهادَتَهُ، وحَمَلَهُ وأعطاهُ مائتَى درهمٍ".
Add your own reflection below:
Sign in from the top menu to add or reply to reflections.