60. Actions > Mursal Aḥādīth (2/20)
٦٠۔ الأفعال > المراسيل ص ٢
"عَنِ الزُّهْرِىِّ: أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ سَمَّاهُ النَّبِىُّ ﷺ سْعَدًا".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: قَدْ كَانَتْ دُيُونٌ تَكُونُ عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ ﷺ مَا عَلِمْنَا حُرًا بِيعَ فِى دَيْنٍ".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: مَا عَلِمْنَا أَحَدًا أَسْلَمَ قَبْلَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ".
"عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَتَلَ سَعْدٌ يَوْمَ أُحُدٍ بِسَهْمٍ وَاحِدٍ ثَلَاثَةً: رَمَى بِهِ فَقَتَلَ، فَرُدَّ عَلَيْهِمْ فَرَمَوْا بِهِ، فَأَخَذَهُ، فَرَمَى بِهِ سَعْدٌ الثَّانِيَةَ، فَقَتَلَ، فَرُدَّ عَلَيْهِمْ، فَرَمَى بِهِ الثَّالِثَةَ، فَقَتَلَ, فَتَعَجَّبَ النَّاسُ مِمَّا فَعَلَ سَعْدٌ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَنْبَلنِيهِ قَالَ: وَجَمَعَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَبَويْهِ".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَريَّةً فِيهَا سَعْدُ بْنُ أَبِى وَقَاصٍ إِلَى جَانِبٍ مِنَ الْحِجَازِ يُدْعَى رِابِغَ (*)، فَانْكَفَأَ الْمَشْركُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَحَمَاهُمْ سَعْدُ بْنُ أَبِى وَقَّاصٍ يَوْمَئِذٍ بِسِهَامِهِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ: وَكَانَ هَذَا أَوَّلَ قِتَالٍ كَانَ فِى الإِسْلَامِ، وَقَالَ سَعْدٌ فِى رَمْيَتِهِ:
ألا هل أتى رسول اللَّه أنى ... حميت صحابتى بصدور نبلى
أذود بها عدوهم ذيادًا ... بكل حزونة وبكل سهل
فما يعتد رام في عدو ... بسهم في سبيل اللَّه قبلى
"عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: خَفِىَ خَبَرُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَّا عَلَى سِتَّةِ نَفَرٍ الزُّبَيْر، وَطَلْحَة، وَسَعْد بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ، وَكَعْب بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِى دِجَانَةَ، وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَيسُوا مِنْ أُمَّةِ مُحَمِّدٍ: الجعدىُّ، وَالْمَنَّانِىُّ، وَالْقَدَرِىُّ".
"عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالزُّهْرِىُّ وَنَحْنُ نَطْلُبُ العِلمَ، فَقَالَ لِى: تَعَالَ حَتَّى نَكْتُبَ السنن، فَكَتَبْنا مَا جَاءَ عَنِ النَّبِىِّ ﷺ ثُمَّ قَالَ: تَعَالَ نَكْتُب كُلَّ مَا جَاءَ عَن الصَّحَابَةِ، فَإِنَّهُ سُنَّةٌ، وقلْتُ: إِنَّهُ لَيْسَ بسُنةٍ فَلَا نَكْتُبُهُ، فَقَالَ: بَلْ هُوَ سُنَّةٌ، فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْه، فأنجح وضيعت".
"عَنِ ابْنِ شِهَابٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَقْدِمَهُ الَمِدينَةَ مُهَاجِرًا، قَدْ آخَى بَيْن المُهَاجِريِنَ وَالأَنْصَارِ، يَتَوارَثُونَ دُونَ ذَوِى الأرْحَامِ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الفَرَائِضِ {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَابِ اللَّهِ (*)} فآخى بَيْنَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَبَيْنَ أَبِى أَيُّوبَ".
"عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: خَرَجَ قَبْلَ خُرُوجِ النَّبِىِّ ﷺ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْد الأَسَدِ، وَأمُّ سَلَمَةَ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَظعُونٍ، وَأَبُو حذيفة بن عُتْبَةَ بْن رَبِيعَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وشَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الشَّرِيدِ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ خَيثْمَةَ، فَنَزَلَ أَبُو سَلَمَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ فِى بَنِى عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فِى أَصْحَابٍ لَهُمْ، ثُمَّ خرج عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِى رَبِيعَةَ فِى أَصْحَابٍ لَهُمْ، فَنَزَلُوا عَلَى بَنِى عَمْرو بْنِ عَوْفٍ".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَانْهَزَمَ المُسْلِمُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَتَّى بَقِىَ فِى اثْنَى عَشَرَ رَجُلًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ مِنْهُمْ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَذَهَبَ رَجُلٌ مِن المُشْرِكِينَ يَضْرِبُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِالسِّيْفِ فَوَقَاهُ طَلْحَةُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا أَصَابَ طَلْحَةَ السَّيْفُ قَالَ: حسِّ (*) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَهْ يَا طَلْحَةُ! قَالَ: أَلَّا قُلْتَ: بِسْم اللَّهِ، لَوْ قُلْتَ: بِسْم اللَّهِ -تَعَالَى- وَذَكَرْتَ اللَّهَ -تَعَالَى- لَرَفَعَتْكَ المَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إليك".
"عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ بَدْرٍ وَمَعَهُ العَبَّاسُ فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِئذَنْ لِى أَنْ أَرْجِعَ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى أُهَاجِرَ بِكَ كَمَا هَاجَر المُهَاجِرُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ اجْلِسْ يَا أَبَا الفَضْلِ فَأَنْتَ خَاتَمُ الْمُهَاجِرِينَ، كَمَا أَنَا خَاتَمُ النَّبِّيينَ".
"حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَن مُحَمَّدِ بْنِ المُهَاجِرِ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: مَنْ قَرَأَ: قلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، والمُعَوِّذَتَيْنِ، بَعْدَ صَلَاةِ الجُمُعَةِ حِينَ يُسَلِّمُ الإِمَامُ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلِّمَ سَبْعًا سَبْعًا، كَانَ ضَامِنًا قُوتَهُ وَمَالَهُ وَوَلَدَهُ مِنْ الجُمُعَةِ إِلَى الجُمُعَةِ".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: شُكِىَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمىُّ إِلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ صَاحِبُ مِزَاحٍ وَبَاطِلٍ، فَقَالَ: اتْرُكُوهُ، فَإنَّ لَهُ بِطَانَةً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسولَهُ".
"عَن الزُّهْرِىِّ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: كُنَّا لا نَزَالُ نُحْسِنُ الظَّنَّ بِالرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَأَهْلِ المَسَاجِدِ ثُمَّ يُخَالِفُ: قال: ذلِكَ النَّقْصُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ كَانُوا فِى حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَهْلَ سُنَّةٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ كَثيرُ عِبَادَةٍ، وَلِكِنَّهُمْ كَانُوا يُؤَدُّونَ الأَمَانَةَ، وَيَصْدُقُونَ النِّيَّةَ، فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هَبَطَ النَّاسُ دَرَجَةً، وَكَانُوا على شريعة من أمرهم مع أَبى بكر وعمر، فلما مات عمر هبط الناس درجة، وكانوا مَعَ عُثْمَانَ
حُنَسَةً (*) علانيتهم فَلَا بَأَسَ بِحَالِهِمْ، حَتَّى قُتِلْ عُثْمَانُ انْهتك الحجَابُ، وَكَانَ النَّاسُ فِى فِتْنَتِهِمْ قَدْ اسْتَحَلُّوا الدِّمَاءَ، فَتَقَاطَعُوا وَتَدَابَرُوا حَتَّى انْكَشَفَتْ ثُمَّ ألَّفَهُمُ اللَّهُ -تَعَالَى- فِى زَمَانِ مُعَاوِيَةَ، فَكَانُوا أَهْلَ دُنْيَا يَتَنَافَسُونَ فِيهَا ويتصنعون لَهَا، ثُمَّ حَضَرَتْهُمْ فِتْنَةُ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَكَانَتْ الصيلم (* *) ثُمَّ صَلَحُوا عَلَى يَدِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فأنْتَ منكر معهم مَا تَذْكرُ مِنْ حُسْنِ ظَنِّكَ بِهِمْ وَخلَافِهِمْ، فَلَيْسَ يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ ينتقص حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدُ أَهْلِ الإِسلَامِ أَصْحَابَ الْحَمَامِ وَالكِلَابِ، يَعْبُدُونَ اللَّهَ -تَعَالَى- عَلَى الأَمْرِ وَلَا يَعْرِفُونَ حَلَالًا وَلَا حَرَامًا".
"عَنْ الزُّهْرِىِّ قَالَ: تَصَدَّقَ عَبْدُ الرَّحْمن بْنُ عَوْفٍ عَلَى عَهْد رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِشَطْرِ مَالِهِ، أَرْبَعَةِ آلَاف، ثُمَّ تَصَدَّقَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا، ثُمَّ تَصَدَّقَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَى خَمْسِمائَةِ فَرَسٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَى خمْسِمِائَةِ رَاحِلَةٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَانَ عَامَّةُ مَالِهِ مِن التِّجَارَةِ".
"حَدّثَنَا هِشَامٌ، حَدّثنَا أَشْعَبُ بْنُ سِوَارٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: جَاءَ بِلَالٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يؤذنه بِالصَّلَاةِ، فقالوا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَائِمٌ، فَقَال بِلَالٌ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوِمْ، فَأُلْحِقَتْ فِى الأَذَانِ"
.
"عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِرَجُلٍ يَتَوضَّأُ يُسْرِف المَاءَ فِى وضُوئِهِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّه! لَا تُسْرِفْ، فَقَالَ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ! وَفِى الوُضُوءِ إِسْرَافٌ، قَالَ: نَعَمْ".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَأَى فِى ثَوْبِهِ دَمًا فَانْصَرَفَ مِن الصَّلَاةِ".
"عَن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْم فَتْحِ مَكَّةَ أُتى بِأَبِى قُحَافَة إِلى النَّبِىِّ ﷺ وَكَأَنَّ رَأسَهُ (*) ثغَامَةٌ بَيْضَاءُ، فَقَالَ النبى ﷺ : هَلَّا أَقْرَرْتُمُ الشَّيْخَ فِى بَيْتِهِ حَتَّى كُنَّا نَأتِيَه تَكْرِمَةً لأَبِى بَكْرٍ وأمر بأن يغيروا شعره (* *)، وَبَايَعَهُ وَأَتَى المَدِينَةَ، وَبَقِىَ حَتَّى أَدْرَكَ خِلَافَةَ أَبِى بَكْرٍ، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ قَبْلَهُ وَوَرِثَهُ أَبُو قُحَافَةَ السُّدُسَ، فَرَدَّهُ عَلَى وَرثَةِ أَبِى بَكْرٍ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فِى خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ وَلَهُ يَوْمَئِذٍ سَبع وتِسْعُونَ سَنَةً".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ: أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ دَفَعَ المِفْتَاحَ إِلى عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ وَقَالَ لَهُ: يَا عُثْمَانُ غيبوه فَخَرَجَ عُثْمَانُ إلى الهِجْرَةِ وَخَلَّفَ شَيْبَةَ فَحَجَبَ البَيْتَ".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: لَمْ يَجْمَع الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إلَّا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَأُبىُّ بْنُ كَعْبٍ".
"عَنِ الزُهْرِىِّ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى الدَّيْلَةِ بْنِ بَكْرٍ: لَوَدِدْتُ أَنْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَسَمِعْتُ مِنْهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: انْطَلِقْ مَعِى، فَقَالَ: إِنى أَخَافُ أَنْ تَقْتُلَنِى خُزَاعَةُ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى انْطَلَقَ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ فَعَرَفهُ فَضَرَبَ بَطْنَهُ بِالسَّيْفِ، قَالَ: قَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُمْ سَيَقْتُلُونِى فَبَلَغَ ذلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَامَ وَحَمِدَ اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَثْنَي عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ مَكَّةَ لَيْسَ النَّاسُ حَرَّمُوهَا، وَإنَّمَا أُحِلَّتْ لِى سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ،
وَهِىَ بَعْدُ حَرَمٌ، وَإِنَّ أَعْدَى النَّاسِ عَلَى اللَّهِ -تَعَالَى- ثَلَاثَةٌ: مَنْ قَتَلَ فِيهَا، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ طَلَبَ بِدُخُولِ الجَاهِلِيَّةِ فَلا أدين (*) هذا الرجل".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: البَرَاءُ بْنُ مَعْرُور أَوَلُّ مَنْ أَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ، وَاسْتَقْبَلَ الكَعْبَةَ وَهُوَ ببلاده وكان نقيبًا".
"عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: اجْتَمَعَ فِى مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ وَعَلِىٌّ وَجَعْفَرُ ابنا أَبِى طَالِبٍ، وَالعَبَّاسُ بْنُ المُطَّلِبِ فَذَكَرُوا المعْرُوفَ، فَقَالَ عَلِىٌّ: المعَرْوفٌ حِصْنٌ مِنَ الحُصُونِ، وَكَنَزٌ مِن الكنُوزِ، فَلَا يُزْهِدَنَّكَ فِيهِ كُفْرُ من كفره فَقَدْ يَشكُرُكَ عَلَيهِ مَنْ لَمْ يَنْتَفِعْ مِنْهِ بِشَىْءٍ، وَقَدْ تُدْرِكُ بِشُكْرِ الشَّاكِرِينَ مَا أَضَاعَ الكَفُورُ الجَاحد، وَقَالَ جَعْفَرٌ: يَا أَهْلَ المَعْرُوفِ! إلى اصطناع مَا لَيْسَ لِلطَّالِبِينَ إِلَيْهِمْ فِيهِ لأَنَّكَ إِذَا اصَطنَعْتَ مَعْرُوفًا كَانَ لَكَ أَجْرُهُ وَفَخْرُهُ وَثَنَاؤُهُ وَمَجْدُهُ فَمَا بَالُكَ تطلب شكر ما أتيْت إلى نَفْسِكَ من غيرك، وَقَالَ العَبَّاسُ: المعْرُوفُ أَحْصَنُ الحُصُونِ، وَأَعْظَمُ الكُنُوزِ، وَلَنْ يَتِمَّ إِلَّا بِثَلاثٍ: تَعْجِيلُهُ وَسَتْرُهُ وَتَصْغِيرُهُ، لأَنَّكَ، إِذَا عَجَّلتَ هنأت، وَإِذَا صَغَّرْتَهُ عَظَّمْتَهُ، وَإِذَا سترته أَتْمَمْتَهُ، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: لِكُلِّ شَىْءٍ أَنْفٌ، وَأَنْفُ المَعْرُوفِ سِرَاحُهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: فَيِمْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: كُنَّا نَذْكُرُ المعْرُوفَ، فَقَالَ: المعْرُوفُ مَعْرُوفٌ كاسْمِهِ، وَأَهْلُ المَعْرُوفِ فِى الدُّنْيَا أَهْلُ المعْرُوفِ فِى الآخِرَةِ".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ: أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ كَانَ يَشْرَبُ قَائِمًا".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: تَعَلُّمُ سُتَّةٍ أَفْضَل مِنْ عِبَادَةِ مائة سنة".
"عَنْ يُونُسَ بْنِ بِلَالٍ، عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: لَا أَظنه إِلَّا رَفَعَهُ قَالَ: مَا مِنْ أُمَّةٍ يَعْمَلُونَ بِطَاعَةِ اللَّهِ مِائَة سَنَةٍ فتأتى عليهم وَهُمْ يَعْمَلُونَ بِطَاعَةِ اللَّهِ إِلَّا أَكَلُوا مِثْلَهَا، فَإِنْ أتت عَلَيْهِمُ المِائَةُ وَهُمْ يَعْمَلُونَ بِمَعْصِيةِ اللَّهِ إِلَّا هَلَكُوا وأبيدوا، فَكَانَ مِمَّا رَحِمَ اللَّهُ هذِهِ الأُمَّةَ خِلَافَة عُمَر بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: دِمَشْقُ مَعْقِلُ المُسْلِمِينَ مِنَ الرُّومِ إِذَا وَقَعَتْ المَلَاحِمُ، وَعَلَامَةُ مَلَاحِمِ الرُّومِ إِذَا بُنِيَتْ مَدِينَةٌ مِنْ دِمَشْقَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ قِبَلَ المَغْرِبِ يَكُونُ عَلَى سَاقٍ وتعجل الرحلة إلى دِمَشْقَ، فإنَّهَا فُسْطَاطُ المُسْلِميِنَ يَوْمَئِذ وَلَا يَنَالُهَا مَكْرُوةٌ إلَّا الْغَسَّانى الَّذِى يَخْرُجُ مِنَ الشَّطْرِجَانَة، وَالْمَعْقِلُ مَكَّة، وَقَدْ بَقِىَ لَهَا عَلَى ذَلِكَ شَىْءٌ مِنْ ولَدِ الْعَبَّاسِ وَالْمَعْقلُ جَبَلُ الْخَلِيلِ وَلُبْنَان".
"عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَانَ حَامِلُ رَايَةِ الأَنْصَارِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قيس بْن سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَكَانَ مِنْ ذَوِى الرَّأى مِن النَّاسِ".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِحسَّان: هَلْ قُلْتَ فِى أَبِى بَكْرٍ قِيلًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قُلْ وَأَنَا أسْمَعُ. قَالَ:
وَثَانِى اثْنَيْنِ فِى الغَارِ المُنِيفِ وَقَدْ ... طَافَ العَدُوُّ بِهِ إِذ يَصْعَد الجَبَلَا
وَكَانَ رِدْف رَسُولِ اللَّهِ قَدْ عَلِمُوا ... مِنَ البَرِيَّةِ لَمْ يَعْدِلْ بِهِ رَجُلًا
فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، وَقَالَ: صَدَقْتَ يَا حَسَّانُ! هُوَ كَمَا قُلْتَ".
"عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: قَدِمَ خُزَيْمَةُ بْنُ حَكِيمٍ السُّلَمِىُّ ثُمَّ الَبْهِزىُّ عَلَى خَدِيجَةَ ابْنَةِ خُوَيْلِدٍ، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهَا أَصَابَتْهُ بِخَيْرٍ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلى بِلَادِهِ، وَإِنَّهُ قَدِمَ عَلَيْهَا مَرَّةً فَوَجَّهَتْهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَمَعَهُ غُلَامٌ لَهَا يُقَالُ لَهُ: مَيْسَرَةُ إلى بُصْرَى، وَبُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ، وَأَحَبَّ خُزَيْمَةُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ حُبَّا شَدِيدًا حَتَّى اطْمَأَنَّ له رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ لَهُ خُزَيْمَةُ: يَا مُحَمَّدُ! إِنِّى أَرَى فِيكَ أَشْيَاءَ مَا أَرَاهَا فِى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، وَإنَّكَ لَصَرِيحٌ فِى مِيلَادِكَ أَمِينٌ فِى أَنْفُسِ قَوْمِكَ وإنى أرى عليك من الناس محبة، وإنى لأَظُنُّكَ الَّذِى يَخْرُجُ بِتِهَامَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : فَإِنِّى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: أشْهَدُ إنَّكَ لَصَادِقٌ، وَإِنِّى قَدْ آمَنْتُ بِكَ، فَلَمَّا انْصَرفُوا مِن الشَّامِ رَجَعَ خُزَيْمَةُ إلَى بِلَادِهِ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِذَا سَمِعْتُ بخُرُوجِكَ أتيْتُكَ، فَأَبْطَأ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حتى إذا كان يوم فتح مكة أقبل خزيمة حتى وقف على رسول اللَّه ﷺ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ: مَرْحَبًا بالمُهَاجِرِ الأَوَّلِ، قَالَ خُزَيْمَةُ: أَمَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أتَيْتُكَ عَدَدَ أصَابِعِى هذِهِ فَما نَهْنَهَنى عَنْكَ إِلَّا أَنْ أَكُونَ مُجِدًا فِى إِعْلَانِكَ غَيْرَ مُنْكِر لِرِسَالَتِكَ وَلَا مُخَالِفٍ لِدَعْوَتِكَ، آمَنْتُ بِالقُرآنِ وَكَفَرَتُ بِالأَوْثَانِ، وَأَتَيْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ غَيْرَ مُبَدِّلٍ لِقَوْلِى، وَلَا نَاكِثٍ لبَيْعَتِى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : إِنَّ اللَّه -تَعَالَى- يَعْرِضُ عَلَى عَبْدهِ فِى كُلِّ يَوْمٍ نَصِيحَةً فَإِنْ هُوَ قَبِلَهَا سَعِدَ، وَإِنْ تَرَكَهَا شَقِىَ، فَإنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- بَاسِطٌ يَدَهُ لمسئ النَّهَارِ لِيَتُوبَ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الحَقَّ ثقِيلٌ كثِقَلِهِ يَوْمَ الِقَيَامَةِ، وَإِنَّ البَاطِلَ خَفِيفٌ كخفته يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ الجَنَّةَ مَحْظُورٌ عَلَيْهَا بِالْمكَارِهِ، وَإِنَّ النَّارَ مْحُظُورٌ عَلَيْهَا
بِالشَّهَوَاتِ، أَنْعِمْ صَبَاحًا، تَرِبَتْ يَدَاكَ، قَالَ خُزَيْمَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَخْبِرْنِى عَنْ ظلمة اللَّيْلِ، وَضَوْءِ النَّهَارِ، وَحَرِّ المَاءِ فِى الشِّتَاءِ، وَبَرْدِهِ فِى الصَّيْفِ، وَمَخْرَجِ السَّحَابِ، وَعَنْ قَرَارِ مَاءِ الرَّجُلِ، وَمَاءِ المَرأَةِ، وَعَنْ مَوْضِعِ النَّفْسِ مِنَ الجَسَدِ، وَمَا شَرَابُ المَوْلُودِ فِى بَطْنِ أُمِّهِ، وَعَنْ مَخْرَج الجَرَادِ، وَعَن البَلَدِ الأَمِينِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : أَمَّا ظُلْمَةُ اللَّيْلِ، وَضَوْءُ النَّهَارِ، فَإِنَّ اللَّه - ﷻ خَلَقَ خَلْقًا مِنْ غشاء المَاءِ، بَاطِنه أَسْوَدُ وَظَاهِرُهُ أَبْيَضُ، وَطَرَفهُ بِالمَشْرِقِ، وَطَرَفُهُ بِالمَغْرِبِ، تَمُدُّهُ المَلَائِكَةُ، فَإِذَا أَشْرَقَ الصُّبْحُ طَرَدَتِ المَلائِكَةُ الظُّلْمةَ حَتَّى تَجْعَلَهَا فِى المَغْرِبِ وَيَنْسَلِخَ الجِلْبَابُ، وَإِذَا أَظْلَمَ اللَّيْلُ طَرَدَتِ المَلَائِكَةُ الضَّوْءَ حَتَّى تَجْعَلَهُ فِى طَرَفِ الهَوَاءِ، فَهُمَا كَذَلِكَ يَتَراوَحَانِ لَا يَبْليَانِ، وَلَا يَنْفَدَانِ، وَأَمَّا إسْخَانُ المَاءِ فِى الشِّتاءِ وَبَرْدُهُ فِى الصَّيْفِ، فَإنَّ الشَّمْسَ إِذَا سَقَطَتْ تَحْتَ الأَرْضِ، سَارَتْ حَتَّى تَطْلُعَ مِنْ مَكَانِهَا، فَإِذَا طَالَ اللَّيْلُ فِى الشِّتَاءِ كَثُرَ لبْثُهَا فِى الأَرْضِ فَسَخُنَ المَاءُ كَذِلكَ، وَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ مَرَّتْ مُسْرِعَةً لَا تَلْبَثُ تَحْتَ الأَرْضِ لِقِصَرِ اللَّيْلِ فثبت المَاءُ عَلَى حَالِهِ بَارِدًا، وَأَمَّا السَّحَابُ فَيَنْشَقُّ مِنْ طَرَفِ الخَافِقَيْنِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَيَظَلُّ عَلَيْهِ الغُبَارُ مكففٌ مِنَ الْمزَادِ الْمَكْفُوفِ، حَوْلَهُ المَلَائِكَةُ صُفُوفٌ، تخرقه الْجَنُوبُ وَالصَّبَا، وَتَلْحَمُهُ الشَّمَالُ وَالدَّبُورُ، وَأَمَّا قَرَارُ مَاءِ الرَّجُلِ يَخْرُجُ مَاؤُهُ مِنَ الإِحْلِيلِ وَهُوَ عِرْقٌ يَجْرِى مِنْ ظَهْرِهِ حَتَّى يَسْتَقِر قَرَارُهُ فِى البَيْضَةِ اليُسْرى، وَأَمَّا مَاءُ المَرْأَةِ فَإِنَّ مَاءَهَا فِى التريبة يَتَغَلْغَلُ لَا يَزالُ يَدْنُو حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا، وَأَمَّا مَوْضِعُ النَّفْسِ فَفِى القَلْبِ مُعَلَّقٌ بالنياط، وَالنِّيَاطُ يَسْقِى الْعُرُوقَ، فَإِذَا هَلَكَ القَلبُ انْقَطَعَ العِرْقُ، وَأَمَّا شَرَابَ المَوْلُودِ فِى بَطنِ أُمِّهِ فإنه يَكُونُ نُطفَةً أَرْبَعِينَ
لَيْلَةً، ثُمَّ عَلَقَة أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَمَشِيجًا أَربَعَينَ لَيْلَةً، وَعَمِيسًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ مُضْغَةً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ الْعَظمُ حَنِيكًا أَرْبَعِينَ لَيلَةً ثُمَّ جنينًا فَعِنْدَ ذَلِكَ يَسْتَهِلُّ وَيُنفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَإِذَا أرَادَ اللَّهُ -تَعَالَى- أَنْ يُخِرْجَهُ تَامًا أَخْرَجَهُ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُؤَخِّرَهُ فِى الرَّحِم تِسْعَةَ أَشْهُرٍ فَأَمْرُهُ نَافِذٌ، وَقَولُهُ صَادِقٌ، تحملت عَلَيْهِ عُرُوقُ الرَّحِمِ وَمِنْهَا يَكُونُ غذاء الوَلَدِ، وَأَمَّا مَخْرَجُ الجَرادِ فَإِنَّهُ نَثْرَةُ حُوتٍ فِى البَحْرِ يُقَالُ لَهُ: الإبْزَارُ، وَفِيهِ يَهْلِكُ، وَأَمَّا البَلَدُ الأَمِينُ فَبَلَدُ مَكَّةَ مهاجرُ الغَيْثِ وَالرَّعْدِ وَالبْرقِ، لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ، وآيةُ خُرُوجِهِ إِذَا مُنِعَ الحَيَاءُ وَفَشَا الزِّنَا وَنُقِضَ العَهْدُ".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِنَفَرٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَالمُهَاجِرِينَ بِسِهَامِهِمْ فِى يَوْمِ بدْرٍ كَامِلَةً، وَكَانُوا غيبا عَنْهَا لِعُذْرٍ أَنَّ بِهمْ، مِنْهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ أَبُو لُبَابَةَ بْنُ عَبْدِ المُنْذِرِ وَالحَارِثُ بْنُ حَاطِبٍ".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كَعْبَ بْنَ عُمَيْرٍ الغِفَارِىَّ فِى خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا حَتَّى انْتَهَوْا إلى ذَاتِ أَطْلَاحٍ مِنَ أَرْضِ الشَّامِ قَوَجَدُوا جَمْعًا كَثِيرًا فَدَعَوْهُم إِلى الإِسْلَامِ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَشَقُوهُمْ بِالنَّبْل، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَصْحَابُ النَّبِىِّ ﷺ قَاتَلُوهُمْ أَشَدَّ القِتَالِ حَتَّى قُتِلُوا، فَأَفْلَتَ مِنْهُمْ رَجُلٌ جَرِيحٌ، فَلَمَّا بَرَدَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ تَحَامَلَ حَتَّى أَتَى النَّبِىَّ ﷺ فَأَخْبَرَهُ الخَبَرَ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَهَمَّ بِالْبَعْثَةِ إِلَيْهِمْ، فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ قَدْ سَارُوا إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ فَتَرَكَهُمْ".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ وَعُرْوَةَ وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كَعْبَ بْنَ عُمَيْرٍ نَحْو ذَاتِ الأَبَاطِحِ مِن الْبَلْقَاءِ فأصيب كعب وَمَنْ مَعَهُ".
"عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَرْسَلَتْ بَنُو قُرَيْظَة إلى أَبِى سُفْيَانَ، وَإِلى مَنْ مَعَهُ مِنَ الأَحْزَابِ يَوْمَ الخَنْدَقِ، أَنِ اثْبُتُوا فَإِنَّا سَنُغِيرُ عَلَى بَيْضِة المُسْلِمِينَ مِنْ وَرَائِهِمْ، فَسَمِعَ ذَلِكَ نعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الأشجعى وَهُوَ مُوَادِعٌ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَكَان عِنْدَ عُيَيْنْةَ بْنِ حِصْنٍ حِينَ أرْسَلَتْ بِذَلِكَ بَنُو قُرَيْظَةَ إلَى الأَحْزَابِ فَأَقْبَلَ نُعَيْمٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأَخبَرَهُ خَبَرَ مَا أَرْسَلَتْ بِهِ بَنُو قُرْيظَةَ إِلَى الأَحْزَابِ فقال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : فَلَعَلّنَا نَحْنُ أَمَرْنَاهُمْ بِذَلِكَ، فَقَامَ نُعَيْمٌ بِكَلِمةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ تِلْكَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لِيُحْدِّثَ بِهَا غَطَفَانَ، وَكَانَ نُعِيمٌ رَجُلًا لَا يَمْلِكُ الحَدِيثَ، فَلَمَّا وَلَّى نُعَيمٌ ذَاهِبًا إلى غَطَفَانَ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذَا الَّذى قُلْتَ إِمَّا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَأَمْضِهِ، وإِمَّا هُوَ رَأىٌ رَأَيْتَهُ، فَإِنَّ شَأَنَ بَنِى قُرَيْظَةَ هُوَ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ تَقُولَ شَيْئًا يُؤْثَرُ عَلَيْكَ فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : هَذَا رَأىٌ رَأَيْتُهُ، فَإِنَّ الحَرْبَ خُدْعَةٌ، ثُمَّ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِى أَثَرِ نُعَيْمٍ فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: أَرَأَيْتَكَ الَّذِى سَمِعْتَنِى أَذْكُرُ آنِفًا اسْكُتْ عَنْه فَلَا تَذْكُرْهُ لأِحَدٍ فَانْصَرفَ نُعَيْمٌ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَتَّى جَاءَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْن وَمَنْ مَعَهُ مِنْ غَطَفَانَ فَقَالَ لَهُمْ: هل عَلِمْتُمْ أَنَّ مُحَمَّدًا ﷺ قَالَ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا حَقًا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ قَالَ لَى فِيمَا أَرْسَلَتْ بِهِ إِلَيْكُمْ بَنُو قُرَيْظَةَ فَلَعَّلَنَا نحن أَمَرْنَاهُمْ بِذَلِكَ حَتَّى نَهَانِى أَنْ أَذْكُرَهُ لَكُمْ، فَانْطَلَقَ عُيَيْنَةُ حَتَّى لَقِىَ أبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ فَأَخْبَرَهُ بِمَا أَخْبَرَهُ نُعَيْمٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: إِنَّمَا أَنْتُمْ فِى مَكْرٍ مِنْ بَنِى قُرَيْظَةَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَنُرْسِلُ إِلَيْهِمْ نَسْأَلُهُمْ الرَّهْنَ، فَإِنْ دَفَعُوا إِلَيْنَا رَهْنًا مِنْهُمْ فَصَدَقُوا، وَإِنْ أَبَوْا فَنَحْنُ مِنْهُمْ فِى مَكْرٍ، فَجَاءَهُمْ رَسُولُ أَبِى سُفْيَانَ لِيَسْألَ الرَّهْنَ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ أَرْسَلتُمْ إِلَيْنَا تَأمُرُونَنَا بِالْمُكْثِ وَتَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ سَتخُالِفُونَ مُحَمَّدًا وَمَنْ معه، فَإِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَأَرْهِنُونا بِذَلِكَ مِنْ أَبْنَائِكُمْ وَصبِّحُوهُمْ غَدًا، قَالَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ: قدْ دَخَلَتْ عَلَيْنَا لَيْلَةُ السَّبْتِ، فَامهِلُوا حَتَّى يَذْهَبَ السَّبْتُ، فَرَجَعَ الرَّسُولُ إِلى أَبِى سُفْيَانَ بِذَلِكَ فَقَالَ: أَبُو سُفْيَانَ وَرُءُوسُ الأَحْزَابِ مَعَهُ: هَذَا مَكْرٌ مِنْ بَنِى قُرَيْظَة فَارْتَحلُوا، فَبَعَثَ اللَّهُ -تَعَالَى- عَلَيْهِمُ الرِّيحَ حَتَّى مَا كَادَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَهْتَدِى إِلَى رَحْلِهِ، فَكَانَتْ تِلْكَ هَزِيْمَتَهُمْ فَبذلكَ يُرَخِّصُ النَّاسُ الْخَدِيعَةَ فِى الْحَرْبِ".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ فَنَادَى فِى أَيَّامِ التَشْرِيقِ، فَقَالَ: إِنَّ هذِهِ أَيَّامُ أَكْل وَشُرْبٍ، وذكرِ اللَّهِ، لَا تَصُومُوا إلَّا مَنْ كَانَ عَلَيْهِ صَوْمٌ مِنْ هَدْىٍ".
"أَنْبَأَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الزّهْرِىّ قَالَ: ثم غَزَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ غَزْوَةَ تَبُوكَ وَهُوَ يُريدُ الرُّومَ وَكُفَّارَ العَرَبِ بِالشَّامِ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ تَبُوكَ أَقَامَ بِهَا بِضع عَشْرَةَ لَيْلَةً ولقيه بِهَا وفد أَذْرَحَ وَوَفْد أَيلَةَ فَصَالَحَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى الجِزْيَةِ، ثُمَّ قفل رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِن تَبُوكَ وَلَمْ يُجَاوِزْهَا".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَعْثَيْنِ إلَى كَلْبٍ وَغَسَّانَ وَكُفَّارِ العَرَبِ الَّذِينَ كَانُوا بِمَشَارِفِ الشَّامِ، وَأمَّرَ عَلَى أَحَدِ البَعْثَيْنِ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ، وأَمَّرَ عَلَى البَعْثِ الآخَرِ عَمْرَو بْنَ العَاصِ، فَانْتُدِبَ فِى بَعْثِ أَبِى عُبَيْدَةِ بْنِ الجَرَّاحِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ خُرُوجِ الْبَعْثِ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَبَا عُبَيْدَةَ وَعمرًا فَقَالَ: لَا تَعَاصَيَا، فَلَمَّا فَصَلَا مِن الْمَدِينَةِ خَلَا أبُو عُبَيْدَةَ بِعَمْروٍ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ عَهِدَ إلَىَّ وَإِليْكَ أَنْ لَا تَعَاصَيَا فَإِمَّا أَنْ تُطِيَعنِى وَإمَّا أَنْ أُطِيعَكَ، قَالَ: لَا، بَلْ أَطِعْنِى فَأَطَاعَ أَبُو عُبَيْدَةَ، وَكَانَ عمْرُ أَمِيرًا عَلَى البَعْثَيْنِ كِلَيْهِمَا، فَوَجَدَ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَتُطِيعُ ابْنَ النَّابِغَةِ وَتُؤَمِّرُهُ عَلَى نَفْسِك وَعَلَى أَبِى بَكْرٍ وَعَلَيْنَا مَا هَذَا الرَّأىُ؟ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ لِعُمَرَ: يَا بْنَ أُمِّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَهِدَ إلَىَّ وَإِلَيْهِ أَنْ لا تَتعَاصَيَا، فَخَشِيتُ إنْ لَمْ أُطِعْهُ أَنْ أَعْصِىَ رَسُول اللَّهِ ﷺ وَيَدْخلَ بَينِى وَبَيْنَهُ النَّاسُ، وَإِنِّى واللَّهِ لأُطِيَعنَّهُ حَتَّى أقفل، فَلَمَّا قفلوا كَلَّمَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَشَكَا إِلَيهِ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : لَنْ أؤمِّرَ عَلَيْكُمْ بَعْدَ هَذَا إِلَّا مِنْكُمْ -يُرِيدُ الْمُهَاجِرِينَ-".
"عَنْ مُحَمّدِ بْنِ المنُكْدَرِ قَالَ: بَلَغَنِى أَنَّ النَّارَ لَا تَأكُلُ مرْضِعًا مَسَّتْهُ الدُّمُوعُ".
"عَنِ الثّوْرِى، عَنِ ابْنِ المنكَدِرِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِىِّ ﷺ فَقَالَ: إِنَّ لِى مَالًا وَإِنَّ لِى عِيَالًا، وَإِنَّ لأَبِى مَالًا وَعِيَالًا، وَإِنَّ أَبِى يُرِيدُ أَنْ يأخُذَ مَالِى، فَقَالَ: أَنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ".
"عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ: أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ قَطَعَ سَارِقًا فَأَمَرَ بِهِ فَحُسِمَ، ثُمَّ قَالَ: تُبْ إِلَى اللَّهِ، قَالَ: أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ، قَالَ: اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِىَّ ﷺ إِنَّ السَّارِقَ إِذَا قُطِعَتْ يَدُهُ وَقَعَتْ فِى النَّارِ، ثُمَّ إِنْ عَادَ يَتْبَعهَا، وَإِنْ تَابَ اسْتَشْلَاهَا -يَعْنِى اسْتَرْجَعَهَا".
"عَنِ ابْنِ جُريْجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِرِ: أَنَّ النِّبِىَّ ﷺ رَجَمَ امْرَأَةً، فَقَالَ بَعْضُ الْمسُلِمِينَ: حَبِطَ عَمَلُ هَذِهِ، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ : بَلْ هَذِهِ كَفَّارَةٌ لِمَا عَمِلَتْ وَتُحَاسَبُ أَنْت بعد بِمَا عَمِلْتَ".
"عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ قَالَ: قَالَت أُمُّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَهِى تَنْدبُ سَعْدًا: وَيْل أم سعدٍ سعدًا نزاهة وجدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كُلُّ البَوَاكِى تَكْذِبنْ إِلَّا أُمَّ سَعْدٍ".
"حَدّثَنَا عبد اللَّه بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَنَا مُوسَى بْن عُبَيْدِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ التَيْمِىِّ وَمُحَمِّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، قَالَا: كَانَ بِمَكَةَ يَوْمَ الفَتْحِ سِتُّونَ وَثَلَاثُمائَةِ وَثَنٍ عَلَى الصَّفَا، وَعَلَى الْمَرْوَةِ صَنَمٌ، وَمَا بَيْنَهُمَا مَحْفُوفٌ بِالأَوْثَانِ، وَالكْعَبَةُ قَدْ أُحِيَطتْ بِالأوْثَانِ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَمَعَهُ قَضِيبٌ يُشِيرُ بِهِ إِلَى الأَوْثَانِ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ يُشِيرَ إِلى شَىْءٍ مِنْهَا فَيَتَسَاقَطَ حَتَّى أَتَى إِسَافَ وَنَائِلَةَ وَهُمَا قُدَّامَ المَقَامِ مستقبل باب الكَعْبَةِ، فَقَالَ: عَفِّرُوهُمَا، فَأَلْقَاهُمَا المُسْلِمُونَ، قَالَ: قُولُوا: قَالُوا: مَا نَقُولْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: قُولُوا: صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ".
"عَنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ الزُّبَيْرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ، فَقالَ: مَا تَرَكْتَ أَعْرابِيَّتَكَ".