31.08. Actions > Letter Hamzah (2/22)
٣١.٠٨۔ الأفعال > حرف الهمزة ص ٢
"عَنْ أُبَىٍّ قَالَ: أنَّ رَسُولَ الله ﷺ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً، ثمَّ قَالَ: هَذَا وَظِيفَةُ الْوُضُوءِ، أَوْ قَالَ: (وُضُوءُ مَا لَمْ يَتَوَضَّأهُ لَمْ يَقْبَل اللهُ لَهُ صَلاَةً (*)، ثُمَّ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ مَنْ تَوَضَّأه أَعْطَاهُ الله كِفْلَيْنِ مِنَ الأَجْرِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلاَثًا ثَلاَثًا، فَقَالَ: هَذَا وُضُوئي وَوُضُوءُ الْمُرْسَلِينَ قَبْلِى".
"عَنْ أُبَىٍّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ (بَرَاءَةَ) (*) وَهُوَ قَائِمٌ فَذَكَّرَنَا بِأَيَّامِ الله، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، أَوْ أَبُو ذَرٍّ يَغْمِزُني، فَقَالَ: مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ؟ إِنِّى لَمْ أَسْمَعْها إِلَّا الآنَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنِ اسْكُتْ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا، قَالَ: سَأَلْتُكَ مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّوَرةُ فَلَمْ تُخِبْرنِي؟ فَقَالَ أُبَىُّ: لَيْسَ لَكَ مِنْ صَلاَتِكَ الْيَوْمَ إِلَّا مَا لَغَوْتَ، فَذَهَبَ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِى قَالَ أُبَىٌّ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : صَدَق أُبَىٌّ".
"عَنْ أُبَىٍّ قَالَ: عَلَّمْتُ رَجُلًا الْقُرْآنَ فَأَهْدَى إِلَىَّ قَوْسًا فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ الله ﷺ فَقَالَ: إِنْ أَخَذْتَهَا أَخَذْتَ قَوْسًا مِنْ نَارٍ فَرَدَدْتُهَا".
"عَنْ أُبَىٍّ قَالَ: أَنَّهُ عَلَّمَ رَجُلًا سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ فَأَهْدَى إِلَيْهِ ثَوْبًا، أَوْ قَالَ خَمِيصَةً فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ ﷺ فَقَالَ: إِنَّكَ إِنْ أَخَذْتَهُ أُلْبِسْتَ ثَوْبًا مِنَ النَّارِ".
"عَنْ أُبَىٍّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ الله ﷺ مُصَّدقًا فَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ، فَلَمَّا جَمَعَ لي مَالَهُ لَمْ أَجِدْ عَلَيْهِ فِيهِ إِلاَّ ابْنَةَ مَخَاضٍ، فَقُلْتُ لَهُ: (أدِّ) ابْنَة مَخَاضٍ فَإِنَّهَا صَدَقَتُكَ، فَقَالَ: ذَاكَ مَا لاَ لَبَنَ فِيهِ وَلاَ ظَهْرَ، وَلَكِنْ هَذِه نَاقَةٌ فَتيَّةٌ عَظِيمَةٌ سَمِينَةٌ فَخُذْهَا، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنَا بِآخِذٍ مَا لَمْ أُومَرْ بهِ، وَهَذَا رَسُولُ الله ﷺ مِنْكَ قَرِيبٌ، فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تأتِيَهُ فَتَعْرض لَهُ مَا عَرضْتَ (عَلىَّ)، فَانْظُرْ (فَافْعَلْ) فَإِنْ قَبِلَهُ مِنْكَ قَبِلْتُهُ، وَإِن (رَدَّهُ) عَلَيْكَ رَدَدْتُهُ، قَالَ: فَإِنِّي فَاعِلٌ، فَخَرَجَ مَعِى، وَخَرَجَ بِالنَّاقَةِ التَّي عَرَضَ عَلَىَّ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ الله ﷺ فَقَالَ لَهُ: يَا نَبِىَّ الله أَتَانِي رَسُولُكَ لِيَأخُذَ مِنِّي صَدَقَةَ مَالِى، وَأَيْمُ الله مَا قَامَ في مَالى رَسُولُ الله ﷺ ، وَلاَ رَسُولُهُ قَطٌّ قَبَلَهُ فَجَمَعْتُ لَهُ مَالِى فَزَعَمَ (أَنَّ مَا) عَلَىَّ فِيهِ ابْنَةَ مَخَاضٍ، وَذَلِكَ مَا لاَ لَبَنَ فِيهِ وَلاَ ظَهْرَ، وَقَدْ عَرَضْتُ عَلَيْهِ نَاقَةً عَظِيمَةً فَتِيَّةً لِيَأخُذَهَا فَأَبَى عَلَىَّ، وَهَا هِىَ ذِهْ قَدْ جِئْتُكَ بِهَا يَا رَسُولَ الله فَخُذْهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله ﷺ : ذَاكَ الَّذِي عَلَيْكَ، فإِنْ تَطَوَّعْتَ بِخَيْرٍ آجَرَكَ الله فِيهِ، وَقَبِلْنَاهُ مِنْكَ، قَالَ: فَهَا هِىَ ذِهْ يَا رَسُولَ الله قَدْ جِئْتُكَ بِهَا يَا رَسُولَ الله فَخُذْهَا، فَأَمَر رَسُولُ الله ﷺ بِقَبْضِهَا، وَدَعَا لَهُ في مَالِهِ بِالْبَرَكَةِ".
"عَنْ أُبَىٍّ: أَنَّهُ كَانَ لَهُ جَرِينٌ (*) فِيهِ تَمْرٌ وَكَانَ (يَتعَاهدُهُ) فَوَجَدَهُ يَنْقُصُ فَحَرَسَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَإِذَا بِدَابَّةٍ شَبَه الْغُلاَمِ الْمُحْتَلِمِ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ السَّلاَمَ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ أَجِنِّىٌّ، أَمْ إنْسِىٌّ؟ فَقَالَ: جِنِّىٌ، فَقُلْتُ: نَاوِلْنِي يَدَكَ، فَنَاوَلَنِي، فَإِذَا يَدُهُ يَدُ كَلْبٍ، وَشَعْرُهُ شَعْرُ كَلْبٍ، فَقُلْتُ: هَكَذَا خَلْقُ الْجِنِّ، قَالَ: لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنُّ أَنَّهم مَا فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنِّي، قُلْتُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّكَ رَجُلٌ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، فَأَحْبَبْنَا أَنْ نُصِيبَ مِنْ طَعَامِكَ، قُلْتُ: فَمَا الَّذِي يُجيرُنَا مِنْكُمْ؟ قَالَ: هَذِهِ الآيَةُ، آيَةُ الْكُرْسِىِّ، الَّتِى في سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِى أُجِيرَ مِنَّا حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ أُجِيرَ مِنَّا حَتَّى يُمْسِى، فَلَمَّا أَصْبَحَ أُبَىٌّ غَدَا إِلَى رَسُولِ الله ﷺ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: صَدَقَ الْخَبِيثُ".
"عَنْ أُبىٍّ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، فَسَافَرَ عَامًا فَلَمْ يَعْتَكِفْ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا".
"عَنْ أُبَىٍّ جَاءَ أَعْرَابِىٌّ إِلَى النَّبِىِّ ﷺ وَمَعَهُ أَرْنَبٌ قَدْ شَوَاهَا وَخُبْزٌ، فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَى رَسُولِ الله ﷺ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي وَجَدْتُ بِهَا دَمًا، قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : لاَ يَضُرُّ، كُلُوا، وَقَالَ للأعرابي: كُلْ، قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: صَوْمُ مَاذَا؟ قَالَ: صَوْمُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ، قَالَ: (إني (*)) كُنْتَ صَائِمًا فَعَلَيْكَ بِالْغُرِّ الْبِيِضِ (ثلث) عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ".
"عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أُبىُّ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ إِنِّي تَلَقَّيْتُ الْقُرْآنَ مِمَّنْ تَلَقَّاهُ مِنْ جِبرِيلَ وَهُوَ رَطبٌ".
"الشَّافِعِى، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قسْطنْطِينَ قَالَ: قَرَأتُ عَلَى شِبْلٍ، وَقَرأَ شِبْلٌ عَلَى عَبْدِ الله بْنِ كَثِيرٍ، وَأَخْبَرَ عَبْد الله أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى مُجَاهدٍ، وَأَخْبَرَ مْجَاهِدٌ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أُبَىٍّ، وَقَرأَ أُبَىٌّ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَرَأتُ عَلَى أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} (*) بِالتَّاءِ، قَالَ أُبىُّ أَقْرأَنِي رَسُولُ الله ﷺ (لاَ تَجْزِى) بِالتَّاءِ {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} بِالتَّاءِ {وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} بِالْيَاءِ".
"عِكْرِمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَرَأتُ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ قسْطِنْطِينَ فَلَمَّا بَلَغْتُ وَالضُّحَى قَالَ لي: كَبِّرْ عِنْدَ خَاتِمَةِ كُلِّ سُورَةٍ حَتَّى تَخْتِمَ فَإِنِّي قَرَأتُ عَلَى عَبْدِ الله ابْنِ كَثِيرٍ، فَلَمَّا بَلَغْتُ {وَالضُّحَى} قَالَ: كَبِّرْ حَتَّى تَخْتِمَ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ فَأَمَرهُ بِذَلِكَ، وَأَخْبَرهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَمَرَهُ بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ أُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ أَمَرَهُ بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَ أُبَىُّ: أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ أَمَرَهُ بِذَلِكَ".
"عَنْ أُبَىٍّ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ الله ﷺ صَلاَةَ الْفَجْر فَقَرأَ سُورَةً فَأَسْقَط آيَةً مِنْهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله نُسِخَتْ هَذِهِ الآيَةُ، أَوْ أُنْسِيتَهَا؟ قَالَ: لاَ بَلْ أُنْسيْتُهَا".
"عَنْ أُبَىٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يُعَلِّمُنَا إِذَا أَصْبَحْنَا يَقُولُ: أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلاَمِ، وَكَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، وَسُنَّةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ وَمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَإِذَا أَمْسى مِثْلَ ذَلِكَ".
"عَنْ أُبَىٍّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِىِّ ﷺ فَجَاءَ أَعْرَابِىٌّ فَقَالَ: يَا نَبِىَّ الله إِنَّ لِي أَخًا، وَبِهِ وَجَعٌ، قَالَ: وَمَا وَجَعُهُ؟ قَالَ: بِهِ لَمَمٌ، قَالَ: فَائْتِنِي بِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَعَوَّذَهُ النَّبِىُّ ﷺ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَأَرْبَعِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَهَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}، وَآيَةِ الْكُرْسِى، وَثَلاَثِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وآيَةٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} وآيَةٍ مِنَ الأَعْرَافِ {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ} وآخِرِ سُورَةِ الْمُؤْمِنيِنَ {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ}. وآيَةٍ مِنْ سُورَةِ الْجِنِّ {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا}، وَعَشْرِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الصَّافَّاتِ، وَثَلاَثِ آيَاتٍ مِنَ آخِرِ سُورَةِ الْحَشْرِ، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وَالْمعْوذَتَيْنِ، فَقَامَ الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَشْكُ قَطُّ".
"عَنْ أُبَىٍّ قَالَ: الصَّلاَةُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ سُنَّةٌ كُنَّا نَفْعَلُه مَعَ رَسُولِ الله ﷺ ، وَلاَ يُعَابُ عَلَيْنَا، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ، وَفِي الثِّيَابِ قِلَّةٌ، فَأَمَّا إِذَا وَسَّعَ الله فَالصَّلاَةُ في الثَّوْبَيْنِ أَزْكَى".
"عَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ: أَنَّهُ سَأَلَ أُبَىَّ بنَ كَعْبٍ هَلْ فِي الْمُفَصَّلِ سَجدةٌ؟ قَالَ: لاَ".
"عَنْ أُبَىٍّ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِىُّ ﷺ أَلاَ أُعَلِّمكَ مِمَّا عَلَّمَنِي جِبْرِيلُ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُول الله، قَالَ: الَّلهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَأى (*) وَعَمْدى، وَهَزلِي وَجَدِّى، وَلاَ تَحْرِمْني بَرَكَةَ ما أَعْطَيْتَنِي، وَلاَ تَفْتِنِّي فَيما حَرَمْتَنِي".
"عَنْ أَبِى أُسَامَةَ وَمُحمَّد بن إبْرَاهِيمَ التَّيْمي قَالاَ: مَرَّ عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ بِرَجُلٍ وَهُوَ يَقْرَأُ {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} فَوَقفَ عُمَرُ فَقَالَ: انْصرِفْ فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ فَقَالَ: مَنْ أَقْرأَكَ هَذِهِ؟ قَالَ: أَقْرَأنِيهَا أُبَىُّ بنُ كَعْب، قَالَ: فَانْطَلِقْ إِلَيْهِ فَانْطَلَقا إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذِر أَخْبَرَنِيِ هَذَا أَنَّكَ أَقْرَأتهُ هذِه الآيَة، قَالَ: صَدَقَ. تَلَقَّيْتُهَا مِنْ فِي رَسُولِ الله ﷺ قَالَ عُمَرُ: أنْتَ تَلَقَيَّتَهَا مِن مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ، وَهُوَ غَضْبَان: نَعَمْ. وَالله لَقَدْ أَنْزَلَهَا الله عَلَى جِبْرِيلَ وأَنْزَلَهَا جِبْرِيلُ عَلَى قَلْبِ مُحَمَّدٍ، وَلَم يَسْتَأمِر فِيهَا الخَطَّابَ، وَلَا ابْنَهُ، فَخَرَجَ عُمُر رَافِعًا يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: الله أكْبَر الله أَكْبر".
" ... (*) إن ناسًا مِنْ أَهْلِ الْمدِيْنَةِ لَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَة الَّتِى في الْبَقَرِةِ في عِدَّةِ النِّسَاءِ قَالُوا: لَقَدْ بَقِىَ مِنْ عِدَّةِ النِّسَاءِ عِدَدٌ لم تُذْكر في الْقُرْآنِ: الصِّغَارَ وَالكِبَارَ الَّلاتِى قَدْ انْقَطَعَ عَنْهُنَّ الْحَيْضُ، وَذَوَاتُ الْحَمْلِ فَأَنْزَلَ الله الَّتي في سُورَةِ النِّسَاءِ الْقُصْرَى، {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ} الآيَة".
"أنا (*) قُلْتُ لِرَسُولِ الله ﷺ إنِّي أَسْمَعُ الله يَذْكُرُ {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}، فَالْحَامِلُ الْمُتَوفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا أَنْ تَضَع حَمْلَها، فَقَالَ لَي النَّبِىُّ ﷺ : نَعَمْ".
" (* *) سأَلْتُ النَّبِىَّ ﷺ عَنِ التَّوْبَةِ النَّصُوح، فَقَالَ: هُوَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ حِيَن يَفرطُ مِنْكَ فَتَسْتَغْفِرُ الله بِنَدَامَتِكَ عِنْدَ الحَافِرِ (* * *) ثُمَّ لاَ تَعُودُ إِلَيْهِ أَبَدًا".
"إنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ جَرِيئًا عَلَى أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ الله ﷺ عَنْ أَشْيَاءَ لاَ يَسْأَلهُ عَنْهَا غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! مَا أَوَّل مَا رَأَيْتَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ؟ فَاسْتَوَى جَالِسًا وَقَالَ: لْقَدْ سَأَلْتَ أَبَا هُرَيْرَةَ! إِنِّي لَفِى صَحْرَاءَ أَمْشِى ابن عَشْرِ حججٍ وَأَشْهُرٍ إذَا أَنَا بِرَجُلَيْنِ فَوْقَ رَأسي يَقُولُ أَحدُهُمَا: أَهُوَ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخَذَانِي (فَلَصَقَانِي لَحِلاَوَةِ القَفَا نعم) (* * * *) شَقَّا بَطْنِي وَكَان يَخْتَلِفُ بِالْمَاءِ في طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، والآخَرُ يَغْسِل
جَوْفي، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَفْلِقْ صَدْرَهُ فَإِذَا صَدْرِى فِيمَا أَرَى مَفْلوقًا لاَ أَجِدُ لَهُ وَجَعًا، ثُمَّ قَالَ: اشْقُقْ قَلْبَهُ، فَشَقَّ قَلْبَى، فَقَالَ: أخْرِجِ الْغِلَّ وَالْحَسَد مِنْهُ، فَأَخْرَجَ شِبْهَ الْعَلَقَةِ فَنَبذ به، ثُمَّ قَالَ: أَدْخل الرَّأفَةَ والرَّحْمَةَ قَلْبَهُ، فأَدْخَلَ شَيْئًا كَهَيْئَةِ الَفِضَّةٍ، ثُمَّ أَخْرَجَ ذَرُورًا كَانَ مَعَهُ فَذَرَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ نَقَرَابها (*) مَرَّةً، ثُمَّ قَالَ: اغْدُ، فَرَجَعْتُ بِمَا لَمْ أَغْدُ بِهِ مِنْ رَحْمَتِى لِلصَّغِيرِ، وَرِقَّتِى عَلَى الْكَبِيرِ".
"لَمْ يُرْم (بِنَجْمٍ) (* *) مُنْذُ رُفِعَ عِيسَى حَتَّى تَنَبَّأَ رَسُول الله ﷺ رُمِىَ بِهَا فَرَأَتْ قُرَيْشٌ أَمْرًا لَم يَكُنْ تَرَاهُ فَجَعَلُوا يُسَيِّبُونَ أَنْعَامَهُمْ. وَيَعْتِقُونَ أَرِقَّاءَهُم، يَظُنُّونَ أَنَّهُ الْفَنَاءُ، ثُم فَعَلَتْ ثَقِيفٌ مِثْلَ ذَلِكَ، فَبَلَغَ عَبْدَ يَاليِل، فَقَالَ: لاَ تَعْجَلُوا، وَانْظُرُوا فَإِنْ يَكُنْ نُجُومًا تُعْرَفُ فَهُوَ عِنْدَ فَنَاءٍ مِنَ النَّاسِ، وَإِنْ كَانَتْ نُجُومًا لاَ تُعْرَفُ فَهُوَ عِنْدَ أَمْرٍ قَدْ حَدَثَ، فَنَظَرُوا فَإِذَا (هى) لاَ تُعْرَفُ، فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ: هَذَا عِنْدَ ظُهُورِ نَبِىٍّ، فَمَا مَكَثُوا إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى قَدِمَ الطَّائِف".
أبو سفيان بن حَرْبٍ فَقَالَ: ظَهَرَ مُحَمَّدُ بن عَبْد الله يَدَّعي أَنَّه نَبِىٌّ مُرْسَلٌ، قَالَ: عَبْد يَا لِيل، فَعِنْدَ ذَلِكَ رُمِىَ بِهَا.
"كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يَجْثُو عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَلاَ يَتَّكئ".
"دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ فَقَالَ: مَتَى عَهْدُكَ بِأُمِّ مَلْدَم - وَهُوَ حَرٌّ بَيْنَ الْجِلْدِ واللَّحْمِ -، قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَوَجَعٌ مَا أَصَابَنِي قَطُّ، قَالَ رَسُول الله ﷺ : مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مثل الخَامَةِ تَحْمَرُّ مَرَّةً، وَتَصْفَرُّ أُخْرَى".
"قلْتُ يَا رَسُولَ الله: مَا جَزَاءُ الْحُمَّى؟ قَالَ: تجرِى الْحَسَنَاتُ عَلَى صَاحِبهَا مَا اخْتَلَجَ عَلَيْهِ قَدَمٌ أَوْ ضرب عليه عرق، فقال أبىُّ: اللهم إنى أسألك حمى لا تمنعنى خُرُوجًا في سَبِيلكَ، وَلاَ خُرُوجًا إِلَى بَيْتكَ، وَلاَ إِلَى مَسْجِدِ نَبيِّكَ، فَلَمْ (يمس (*) أُبي قَطُّ إلَّا وَبِه حُمَّى".
"عَنْ أُبَىٍّ قَالَ: قِيلَ لَنَا أَشْيَاء: يَكُونُ في آخِرِ هَذِهِ الأُمَّةِ عِنْدَ اقْتَرابِ السَّاعَةِ مِنْهَا نِكَاحُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ أَوْ أَمَتَهُ في دُبُرِهَا، وَذَلِكَ مِمَّا حَرَّمَ الله وَرَسُولُهُ، وَيمقُتُ الله عَليَه وَرَسُولُهُ؟ وَمِنْهَا نِكَاحُ الرَّجُلِ الرَّجُل، وَذَلِكَ مِمَّا حَرَّمَ الله وَرَسُولُهُ، ويَمقت الله عَلَيْهِ وَرَسُولُهُ، وَمِنْهَا نِكَاحُ الْمَرأَة الْمَرَأَة، وَذَلِكَ مِمَّا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ، ويمقت الله وَرَسُولُهُ، وَلَيْسَ لِهَؤُلاَءِ صَلاَةٌ مَا أَقَامُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَتُوبُوا إِلَى الله - ﷻ - تَوْبَةً نَصُوحًا، قِيَل لأُبىٍّ: وَمَا التَّوْبَةُ النَّصُوح؟ قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُول الله ﷺ فَقَالَ: هُوَ النَّدَمُ عَلى الذَّنْبِ حِينَ يفْرطُ مِنْكَ فَتَستْغْفر الله مِنْهُ، ثُمَّ لاَ تَعُودُ إِلَيْهِ أَبَدًا".
"أَمَرَنَا رَسُول الله ﷺ أَنْ (*) يُصَلِّىَ في الصَّفِّ الأَوَّل الْمَهاجِرُونَ والأنْصَار".
"أَقْرَأَ رَسُول الله ﷺ رَجُلًا {يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ}.
"عَنِ النَّبِىِّ ﷺ في قَوْلِهِ تَعَالَى {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} (* *)، قَالَ: لاَ فكرة في الله - ﷻ - ".
"قُلْتُ يَا رَسُولَ الله: وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إنِّهُ لَيعرضُ في صَدْرِى الشَّىْءُ وَدِدْتُ أَنْ أَكُونَ حُمَمًا. فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : الْحَمْدُ لله الَّذِى قَدْ يَئِسَ الشَّيْطَانُ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُم هَذِهِ مِنْ أُخْرَى، وَلَكِنَّهُ قَدْ رَضِىَ بِالْمُحقَّرَاتِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ".
"أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَهَلَّ منْ مَسْجِدِ ذِى الْحُلَيْفة".
"صَلَّى بِنَا رَسُول الله ﷺ ذاتَ يَوْمٍ فَأسْقَطَ بَعْضَ سُوَرةٍ مِنَ الْقُرآنِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ الله: أَنُسِخَتْ آيَة كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: لاَ. قُلْتُ: فإِنَّكَ لَمْ تَقْرَأهَا قَالَ: أَفلاَ لَقَّنْتَنِيهَا".
"قَرأَ رَسُول الله ﷺ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَبُّكُم: ابن آدَمَ أَنْزَلْتُ عَلَيْكَ سَبْعَ آيَاتٍ: ثَلاَثٌ لِي، وَثَلاَثٌ لَكَ، وَوَاحِدَةٌ بَيْنِي وبَيْنَكَ، فَأَمَّا الَّتي لِي {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} والَّتِى بَيْنِي وَبَيْنَكَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} مِنْكَ العِبَادَة وَعلى الْعَونُ لَكَ، وأَمَّا الَّتي لَكَ: {إهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} ".
"عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأُبَىُّ وَأَبُو طَلْحَةَ جُلُوسًا فَأَكَلْنَا خُبْزًا وَلَحْمًا، ثُمَّ دَعَوْتُ بِوضُوءٍ فَقَالاَ لي: لِمَ تَتَوَضَّأ؟ فَقُلْتُ: لِهَذا الطَّعَام الَّذِي أَكَلْنَا، فَقَالاَ أَتَتَوَضَّأُ مِنَ الطَّيَّبَاتِ وَلَمْ يَتَوضَّأ مِنْهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ".
"عَن الْحَسَنِ: أَنَّ أُبىَّ بْنَ كَعْبٍ، وَعَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ اخْتَلَفَا في الصَّلاَةِ في الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، فَقَالَ أُبَىٌّ: لاَ بَأسَ بِهِ، قَدْ صَلَّى النَّبِىُّ ﷺ في ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَالصَّلاَةُ فِيهِ جَائزَةٌ، وقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ إِذَا كَانَ النَّاسُ لاَ يَجِدُونَ الثِّيَابَ، وَأَمَّا إِذَا وَجَدُوهَا فَالصَّلاَةُ في ثَوْبَيْن: فَقَامَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: الْقَوْلُ مَا قَال أُبَىٌّ، وَلَمْ يَأَلُ (*) ابنُ مَسْعُودٍ".
"عَن الحَسنِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لَوْ نَهَيْنَا عَنْ هَذَا الْعَصْبِ فَإِنَّهُ يُصْبَغُ بالْبَوْلِ، فَقَالَ أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ: وَالله مَا ذَلِكَ لَكَ، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لأَنَّا لَبِسْنَاهَا عَلَى عَهْدِ رسُولِ الله ﷺ وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ، وَكُفِّنَ فيه رسولُ الله ﷺ فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ".
"عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ رسُولُ الله ﷺ لأُبَىِّ بْن كَعْبٍ: إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُقْرِئَكَ الْقُرآنَ. قَالَ: وَذَكَرَنِي رَبِّى؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ أُبَىٌّ: فَأَقْرَأَنِي آيَةً فَأَعَدْتُهَا عَلَيْهِ ثَانِيَةً".
" عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأَبِى طَلْحَةَ، وَرِجَالٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَنُودِىَ: الصَّلاَة، وَنَحْنُ عَلَى طَعَامٍ لَنَا فَوَلَّيْتُ لأَخْرُجَ فَحَبَسُونِي وَقَالُوا: (أَفتيَا عواقبهُ (*) فَعَابُوا ذَلِكَ عَلىَّ حَتَّى جَلَسْتُ".
"عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ في قَوْلِهِ {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ (* *)}، قَالَ ذَاكَ الشِّرْكُ".
"عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ أَبِى أُمَيَّةَ: أَنَّ أُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ كَانَ يَفْتَتِحُ بِبِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".
"عَنْ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَمِعَ أُبِىُّ بْنُ كَعْبٍ رَجُلًا يَعْتَرِى (* * *) ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَفَضَّهُ، قال: يَا أَبَا الْمُنْذرِ مَا كُنْتُ فَاحِشًا، قَالَ: إِنَّا أُمِرْنَا بِذَلِكَ".
"عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبي الهُذَيْلِ: أَنَّ أُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ كَانَ يَقْرَأُ خَلْفَ الإِمامِ في الظُّهْرِ، والْعَصْرِ".
"عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ سَمُرَةُ بْنُ جُندُبٍ يَؤُمُّ النَّاسَ، وَكَانَ يَسْكُتُ سَكْتَتَيْنِ إِذَا كَبَّرَ للصَّلاَةِ، وإِذَا فَرَغَ مِنْ قِراءَة أُمِّ القُرْآنِ، فَعَابَ عَليْهِ النَّاسُ، فَكَتَبَ إِلَى أُبَىِّ ابْنِ كَعْبٍ في ذلكَ أَنَّ النَّاسَ عَابُوا عَلَى فَلَعَلِّى نَسِيتُ، وَحَفِظُوا أَوْ حَفِظْتُ وَنَسُوا، فَكَتَب إِلَيه أُبَىُّ: بَلْ حَفِظْتَ وَنَسُوا".
"عَنْ زَيدِ بْنِ أَسْلَمَ (*) قَالَ: كَانَ لِلْعَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ دَارٌ إِلَى جَنْبِ مَسْجِدِ المَدِينَةِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: بِعْنِيهَا فأَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَزِيدَهَا في الْمسجِدِ، فَأَبِى العَبَّاسُ أَنْ يَبِيعَها إِيَّاهُ، فَقَالَ عُمَرُ: فَهَبْها لِي، فَأَبَى، قَالَ: فَوَسِّعْهَا أَنْتَ في الْمَسْجِدِ، فَأَبَى، فَقالَ عُمَرُ: لاَبُدَّ
لَكَ مِنْ إِحْدَاهُنَّ، فَأَبَى عَليْهِ، فَقَالَ: خُذْ بَيْنِي وَبَيْنَك رَجُلًا، فَأَخَذ أُبىَّ بْنَ كَعْبٍ فَاخْتَصَمَا إلَيْهِ، فَقَالَ أُبىٌّ لِعُمَرَ: مَا أَرَى أَنْ تُخْرِجَهُ مِنْ دَارِهِ حَتَّى تُرضِيَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَرَأيْتَ قَضَاءَكَ هَذَا في كِتَابِ الله وَجَدْتَهُ، أَمْ سُنَّة مِنْ رسُولِ الله ﷺ ؟ فَقَالَ أُبَىٌّ: سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ . فَقَالَ عُمَرُ: وَمَا ذَاكَ؟ فَقَالَ أُبَىُّ: سمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ لَمَّا بَنَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ جَعَلَ كُلَّمَا بَنَى حَائِطًا أَصْبَحَ مُنْهَدِمًا، فَأوْحَى الله إليِه أَنْ لاَ تَبْنِي في حَقِّ رَجُلٍ حَتَّى تُرْضِيَهُ، فَتَرَكَهُ عُمَرُ، فَوَسَّعَهَا العَبَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ في الْمَسْجِدِ".
"عَن ابْنِ المُسَيَّبِ (*) قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَأخُذَ دَارَ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المَطَّلِبِ فَيَزِيدَهَا في المسْجِدِ، فَأَبَى الْعَبَّاسُ أَنْ يُعْطِيَهَا إيَّاهُ، فَقَالَ عُمَرُ: لآخُذَنَّهَا، قَالَ: فاجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ قَالَ: نَعَمْ: فَأَتيَا أُبَيّا فَذَكَرَا لَهُ، فَقَالَ أُبَىٌّ: أُوْحِىَ إلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ أنْ تَبْنِيَ بَيْتَ المَقْدِسِ، وَكانَتْ أَرْضًا لِرَجُلٍ، فَاشْتَرَى مِنْهُ الأَرْضَ، فَلمَّا أَعْطَاهُ الثَّمَنَ قَالَ: الذِى أعْطَيْتَنِي خَيْرٌ أَمْ الَّذى أَخَذْتَ مِنِّي؟ قَالَ: بَلْ الَّذِي أخَذْتُ مِنْكَ، قَالَ: فإِنِّى لا أُجِيزُ، ثمَّ اشْتَرَاهَا مِنْهُ بِشَئٍ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَصَنَعَ الرَّجُلُ مِثْلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، فَاشْتَرَطَ عَلَيْهِ سُلَيْمَانُ أَنِّى أَبْتَاعُهَا مِنْكَ عَلَى حُكْمِك، فَلاَ تَسْأَلنِي أَيُّهمَا خَيْرٌ، قَالَ: نَعَمْ، فَاشْتَرَاهَا مِنْهُ بِحُكْمِهِ، فَاحْتَكَمَ اثْنَى عَشرَ قِنْطَارًا ذَهَبًا، فَتَعاظَمَ ذَلِكَ سُلَيْمَانُ أنْ يُعْطِيَهُ، فَأُوحى إِلَيْهِ: إنْ كُنْتَ تُعْطِيهِ مِنْ شَىْءِ هُوَ لَكَ فَأَنْتَ أعْلَمُ، وَإِنْ كُنْتَ تُعْطِيهِ مِنْ رِزْقِنَا فأَعْطِهِ حَتَّى يَرْضَى، فَفَعَلَ. قَالَ: وَأَنَا أَرَى أَنَّ عَبَّاسًا أَحَقُّ بِدَارِهِ حَتَّى يَرْضَى، قَالَ العَبَّاسُ: فإذَا قَضَيْتَ لي فَإِنِّي أَجْعَلُهَا صَدَقَةً لِلْمُسْلمِينَ".
"عَنْ أُبِىِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ رَسُولِ الله ﷺ قَالَ: إنِّي ضَرَبْتُ لِلدُّنْيَا مَثَلًا، وَلاَبْنِ آدَمَ عِنْدَ المَوْتِ مثله مَثَلُ رَجُلٍ لَهُ ثَلاَثَةُ أَخِلَّاء، فَلَمَّا حَضَرَهُ المَوْتُ قَالَ أَحَدُهُمْ: إِنَّك كُنْتَ لِي خِلاّ، وَكُنْتَ لي مُكْرِمًا مُؤْثِرًا، وَقَدْ حَضَرَنى مِنَ الله مَا تَرَى فَمَاذَا عِنْدَكَ؟ فَيَقُولُ خَلِيلُهُ ذَلِكَ: ومَاذَا عِنْدِى؟ وَهَذا أَمْرُ الله قَدْ غَلَبَنِي عَلَيْكَ، وَلاَ أسْتَطِيعُ أَنْ أُنَفِّسَ كُرْبَتَكَ، وَلاَ أُفَرِّجَ غَمَّكَ، وَلاَ أُوجِرَ سَعْيَكَ، وَلَكنْ هَا أَنَذا بَيْنَ يَدْيَك فَخُذْ مِنِّي زَادًا تَذْهَبُ بِهِ مَعَكَ فَإِنَّهُ يَنْفَعُكَ، ثُمَّ دَعَا الثَّاني فَقَالَ: كُنْتَ لي خَلِيلًا، وَكُنْتَ آثَرَ الثَّلاثَةِ عِنْدِى، وَقَدْ نَزَلَ بِي مِنْ أمْرِ الله مَا تَرَى فَمَاذا عِنْدَكَ؟ فَيَقُولُ: وَماذا عِنْدِى؟ وَهذَا أَمْرُ الله قَدْ غَلَبَنِي، وَلاَ أَسْتَطيعُ أَنْ أُنَفِّسَ كُرْبَتَكَ، وَلاَ أُفَرِّجَ غَمَّكَ، وَلاَ أُوْجِرَ سَعْيَكَ، وَلَكِنْ سَأقُومُ عَلَيْكَ في مَرَضِكَ، فَإِذَا مِتَّ أَنْقَيْتُ غُسْلَكَ، وَجَدَّدْتُ كُسْوَتَكَ، وَسَتَرْتُ جَسَدَكَ وَعَوْرَتَكَ، ثُّمَّ دَعَا الثَّالِثَ فَقَالَ: نَزَلَ بِي مِنْ أمْرِ الله مَا تَرَىَ: وَكُنْتَ أَهْونَ الثَّلاَثَةِ عَلَىَّ، وَكُنْتُ لَكَ مُضَيِّعًا وَفِيكَ زَاهِدًا فَمَاذا عِنْدَكَ؟ قَالَ: عِنْدِى أَنِّى قَرِينُكَ وَخَلِيلُكَ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، أَدْخُلُ مَعَكَ قَبْرَكَ حِين تَدْخُلُهُ وَأَخْرُجُ مَعَكَ مِنْهُ حِينَ تَخْرُجُ مِنْهُ وَلاَ أُفَارِقُكَ أَبَدًا، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ : هَذَا مَالُهُ وَأَهْلُهُ وَعَمَلُهُ، أمَّا الأَوَّلُ الذِى قَالَ: "خُذْ مِنِّي زادًا" فَمَالُهُ، والثَّانِي: أَهْلُهُ، والثَّالِثُ: عَمَلُهُ".
"عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: (إذا حكيتم مضاجعكم وزوقتم مضاجعكم فعليكم الدبار) (*) ".
"عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ (* *) قال: انْطَلَقَ رَكْبٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ إلَى الْمَدِينَةِ يَكْتُبُونَ مُصْحَفًا لَهُمْ، فَانْطَلَقُوا مَعَهُم بِطَعَامٍ وَإِدَامٍ (* * *)، وَكَانُوا يُطْعِمُونَ الَّذينَ يَكْتُبُونَ لهُم، فَكَانَ أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ يَمُرُّ بِهِم يَقْرَأُ عَلَيْهِم الْقُرآنَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا أُبَىُّ! كَيْفَ وَجَدْتَ طَعَامَ الشَّامِ؟ قَالَ: لأُوشِكُ إِذَا مَا نَسِيتُ أَمْرَ الْقَوْمِ مَا أَصَبْتُ لَهُم طَعَامًا وَلاَ إِدَامًا".