"عن ابن عمر قال: كان سيف عمر فيه فضة أربعمائة درهم".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (60/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٦٠
"عَنْ دَاوُدَ بْنِ كُرْدُوسٍ قَالَ: صَالَحْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى بَنِى تَغْلِبَ بَعْدَمَا قَطَعُوا الْفُرَاتَ وَأَرَادُوا اللُّحُوقَ بِالرُّومِ، عَلَى أَلَّا يَصْبُغُوا صبِيًا، ولَا يُكْرَهُوا عَلَى غَيْرِ دِينِهِمْ، أَنَّ عَلَيْهِمُ الْعُشْرَ مُضَاعَفًا فِى كُلِّ عِشْرِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمٌ".
"عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنِ السَّفَّاحِ بْنِ الْمُثَنَّى الشَّيْبَانِىِّ، عَنْ زُرعَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، أَوِ النُّعْمَانِ بْنِ زُرعَةَ (أَنَّهُ سَأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَكَلَّمَهُ فِى نَصَارَى بَنِى تَغْلِبَ، وَكَانَ عُمَرُ) قَدْ هَمَّ أَنْ يَأخُذَ مِنْهُمْ الْجِزْيَةَ، فَتَفَرَّقُوا فِى الْبِلَادِ، فَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ زُرعَةَ لعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّ بَنِى تَغْلِبَ قَوْمٌ عَرَبٌ يَأنَفُونَ مِنَ الْجِزْيَةِ وَلَيْسَتْ لَهُمْ أَمْوَالٌ، إِنَّمَا هُمْ أَصْحَابُ حُرُوثٍ وَمَواشٍ، ولَهُمْ نِكَايَةٌ فِى الْعَدُوِّ فَلَا تُعِنْ عَدُوَّكَ عَلَيك (بِهِمْ) فَصَالَحَهُمْ عُمَرُ (بْنُ الخَطَّابِ) عَلَى أَنْ أَضْعَفَ عَلَيْهِمُ الصَّدَقَةَ وَاشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يُنَصِّرُوا أَوْلَادَهُمْ قَالَ مُغِيرَةُ: فَحُدِّثتُ أَنَّ عَلِيًا قَالَ: لَئِنْ تَفَرَّغْتُ لِبَنى تَغْلِبَ لَيَكُونَنَّ لِى فيهِمْ رَأىٌ: لأقْتُلَنَّ مُقَاتِلَهُمْ ولأَسْبِيَن ذرَارِيَهُمْ، قَدْ نَقَضُوا الْعَهْدَ وَبَرِئَتْ مِنْهُمُ الذِّمَةُ حَتَّى نَصَّرُوا أَوْلَادَهُمْ".
"عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ مَمْلُوكًا لِبَنِى هَاشمٍ، فَسَأَلَ عُمَرَ ابْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: إِنَّ لِى مَالًا أَفَأُزَكِّيهِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: افَأَتَصَدَّقُ؟ قَالَ: بِالدِّرْهَم والرَّغِيفِ".
"عَنِ الشَّعْبِىِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَلِى مَالَ يَتِيمٍ فَقَالَ: إِنْ تَرَكْنَا هَذَا أَتَتْ عَلَيْهِ الزَّكَاةُ -يَعْنِى- إِنْ لَمْ يُعْطِهِ فِى التِّجَارَةِ".
"عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتِ السُّوسُ -وَعَلَيْهِمْ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ- وَجَدُوا دَانْيَالَ فِى (إبْرن وَإِذَا) إِلَى جَنْبِهِ مَالٌ مَوْضُوعٌ (وكِتَاب فيه) منْ شَاءَ أَتَى فَاسْتَقْرَضَ مِنْهُ إِلَى أَجَلٍ، (فَإن أَتَى) بهِ إِلَى ذَلِكَ الأَجَلِ وَإِلَّا بَرِصَ، فَالْتَزَمَهُ أَبُو مُوسَى، وَقَبَّلَهُ، وَقَالَ دَانْيَالُ: وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ كَتَبَ فِى شَأنِهِ إِلَى عُمَرَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَنْ كَفِّنْهُ وَحَنِّطْهُ وَصَلِّ عَلَيْه ثُمَّ ادْفِنْهُ كَمَا دُفِنَتِ الأَنْبِيَاءُ (صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِمْ)، وَانْظُرْ مَالَهُ فَاجْعَلهُ فِى بَيْتِ مَالِ الْمُسْلَمِينَ، فَكَفَّنَهُ فِى قَبَاطِىَّ بِيضٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَدَفَنَهُ".
" (عَنْ كنَانةَ) الْعَدَوِىِّ قَالَ: كَتَبَ (عُمَرُ) بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أُمَرَاء الأَجْنَادِ: أَنِ ارْفَعُوا إِلَىَّ كُلَّ مَنْ حَمَلَ الْقُرآنَ حَتَّى أُلْحِقَهُمْ فِى الشَّرفِ مِنَ الْعَطَاءِ،
وَأُرْسِلَهُمْ فِى الآفَاقِ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ، فَكَتَبَ إِلَيْه الأَشْعَرِىُّ: أَنَّهُ بَلَغَ مَنْ قِبلى مِمَّنْ حَمَلَ الْقُرْآنَ ثَلاثَمِائةٍ وَبِضْعَ رِجَالٍ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَيْهِمْ. {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} مِنْ عَبْد اللَّه عُمَرَ إِلَى عَبْدِ بْنِ قَيْسٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ كَائِنٌ لَكُمْ أَجْرًا، وَكَائِنٌ لَكُمْ شَرَفًا وَذُخْرًا، فَاتَّبعُوهُ وَلَا يَتَبِعَنَّكُمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَهُ الْقُرْآنُ زُخَّ (*) فِى قَفَاهُ حَتَّى يَقْذِفَهُ فِى النَّارِ، وَمَنْ تَبِعَ الْقُرْآنَ وَرَدَ بِه الْقُرْآنُ جَنَّاتِ الْفِرْدَوْسِ، فَليَكُونَنَّ لَكُمْ شَافِعًا إِنِ اسْتَطَعْتُمْ، وَلَا يَكُونَنَّ بكُمْ مَا حِلًا، فَإنَّهُ مَنْ شَفَعَ لَهُ الْقُرْآنُ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَحَل بِه الْقُرْآنُ دَخَلَ النَّارَ، وَاعْلَمُوا أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَنَابيعُ الْهُدَى، وَزَهْرَةُ الْعِلْمِ، وَهُوَ أَحْدَثُ الْكُتُبِ عَهْدًا بِالرَّحْمَنِ، به يَفْتَحُ اللَّه أَعْيُنًا عُمْيًا، وآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ ثُمَّ كَبَّرَ وَقَرأ وَضعَ الْمَلَكُ فَاهُ عَلَى فِيهِ وَيَقُولُ: اتْلُ اتْلُ قَدْ طِبْتَ وَطَابَ لَكَ، وَإِنْ تَوَضَّأَ وَلَمْ يَسْتَكْ حَفِظ عَلَيْهِ وَلَمْ يَعْدُ ذَلِكَ، أَلَا وَإِنَّ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ مَعَ الصَّلَاةِ كَنْزٌ مَكْنُونٌ وَخَيْرٌ مَوْضُوعٌ، فَاسْتَكْثِرُوا منْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّ الصّلَاةَ نُورٌ، وَالزَّكَاةَ بُرْهَانٌ والصَّبْرَ ضِيَاءٌ، والصَّوْمَ جُنَّةٌ، والْقُرْآنَ حُجَّةٌ لَكُمْ أَوْ عَلَيْكُمْ، فَأَكْرِمُوا الْقُرْآنَ وَلَا تُهِينُوهُ، فَإِنَّ اللَّه مُكْرِمٌ مَنْ أَكْرَمَهُ، وَمُهِينٌ مَنْ أَهَانَهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ تَلَاهُ وَحَفِظَهُ وَعَمِلَ بِهِ وَاتَّبَعَ مَا فِيهِ، كَانَتْ لَهُ عِنْدَ اللَّه دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ إِنْ شَاءَ عَجَّلَهَا لَهُ فِى دُنْيَاهُ، وَإلَّا كَانَتْ لَهُ ذُخْرًا فِى الآخِرَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ ما عِنْدَ اللَّه خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلِذَّينَ آمَنُوا وَعَلى ربِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ".
"عَنْ خَالِدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَنْ تَزَوَّجَ بِنْتَ عَشْرٍ تَسُرُّ النَّاظِرِينَ، وَمَنْ تَزَوَّجَ بِنْتَ عِشْرِينَ لَذَّةٌ لِلمُعَانِقِينَ، وَبِنْتَ ثَلَاثِينَ تَسْمَنُ
وتَلِينُ، وَمَنْ تَزَوَّجَ ابْنَةَ أَرْبَعينَ ذَاتُ بَنَاتٍ وَبَنِينَ، وَمَنْ تَزَوَّجَ ابْنَةَ خَمْسِينَ عَجُوزٌ فِى الْغَابِرِينَ".
"عَن أَبِى عَلِىٍّ الْحِرْمَازِىِّ قَالَ: دَخَلَ هِشَامُ بْنُ الْبَخْتَرِىِّ فِى أُنَاسٍ مِنْ بَنِى مَخْزُومٍ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ: يَا هِشامُ أَنْشِدْنِى شِعْرَكَ فِى خَالِدِ بْنِ الْوَليد، فَأَنْشَدَهُ، فَقَالَ: قَصَّرْتَ فِى الثَّنَاءِ عَلَى أَبِى سُلَيْمَانَ -رَحِمَهُ اللَّه- إِنْ كَانَ (لَيُحِبُّ أَنْ يُذِلَّ) الشِّرْكَ وَأَهْلَهُ، وَإِنْ كَانَ الشَّامِتُ بِهِ لَمُتَعَرِّضًا لِمَقْتِ اللَّه، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: قَاتَل (اللَّه) أَخَا بَنِى تَمِيمٍ مَا أَشْعَرَ.
فَقُلْ لِلَّذِى يَبْغَى خِلَافَ الَّذِى مَضَى ... تَهَيَّأ لأُخرَى مِثْلِهَا فَكَأَنْ قَدِ
فَمَا عَيْشُ مَنْ قَدْ عَاشَ بَعْدى (*) بِنَافِعِى ... وَلَا مَوْتُ مَنْ قَدْ مَاتَ قَبْلِى بِمُخْلِدِى
ثُمَّ قَالَ: رَحِمَ اللَّه أَبَا سُليْمَانَ! مَا عِنْدَ اللَّه خَيْرٌ لَهُ مِمَّا كَانَ فِيهِ، وَلَقَدْ مَاتَ فَقِيدًا وَعَاشَ حَمِيدًا، وَلَكِنْ رَأَيْتُ الدَّهْرَ لَيْسَ بِقَائِلٍ".
"عَنِ الشَّعْبِىِّ قَالَ: اصْطَرَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَهُمَا غُلَامَانِ، وَكَانَ خَالِدُ ابْنَ خَالِ عُمَرَ، فَكَسَرَ خَالِدٌ سَاقَ عُمَرَ، فَعَرِجَتْ وَجُبِرَتْ، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ الْعَدَاوَةِ بَيْنَهُمَا".
"عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ دَخَلَ الْحَمَّامَ فَتَدَلَّكَ بَعْدَ النَّوْرَةٍ بِخُبْزِ عصفرٍ مَعْجُونٍ بِخَمْرٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ (عمر): (إنه) بَلَغَنِى أَنَّكَ تَدَلَّكْتَ بخَمْرٍ، وَإِنَّ اللَّه قَدْ حَرَّمَ ظَاهِرَ الْخَمْرِ وبَاطِنَهَا، وَحَرَّمَ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ، وَقَدْ حَرَّمَ مَسَّ الْخَمْرِ، إلَّا أَنَّ الْغسلَ (حَرَامٌ) كَمَا حُرِّمَ شُرْبُهَا، فَلَا تُمِسُّوهَا أَجْسَادَكُمْ، فَإِنَّها نَجَسٌ، وَإِنْ فَعَلتُمْ فَلَا تَعُودُوا، فَكَتَبَ إِلَيهِ خَالِدٌ: إِنا (قَدْ) قَتَلنَاهَا فَعَادَتْ غَسُولًا غَيْرَ خَمْرٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: إِنِّى لأَظُنُّ أَنَّ آلَ الْمُغِيرَةِ قَدِ ابْتُلُوا بِالْجَفَاءِ، فَلَا أَمَاتَكُمُ اللَّه عَلَيْهِ، فَانْتَهى لِذَلِكَ".
"عَنْ عَدِىِّ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ فِى الأَمْصَارِ: إنِّى لَمْ أَعْزِلْ خَالِدًا عَنْ سَخْطَة وَلَا خِيَانَة، وَلَكِنَّ النَّاسَ فُتِنُوا بِهِ، فَخَشِيتُ أَنْ يُوكلُوا إِلَيْهِ وَيُبْتَلُوا (فَأَحْبَبْتُ) أَنْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّه هُوَ الصَّانِعُ وَأَنْ لَا يَكُونُوا بِعَرْضِ فِتْنَةٍ".
"عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ -وَعَلَى خَالِدٍ قَمِيصُ حَرِيرٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا هَذَا يَا خَالِدُ؟ قَالَ: وَمَا باله يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ؟ أَلَيْسَ قَدْ لَبسَهُ ابْنُ عَوْفٍ؟ قَالَ: وَأَنْتَ مِثْلُ ابْنِ عَوفٍ وَلَكَ مِثْلُ مَا لابْنِ عَوْفٍ! عَزَمْت عَلَى مَنْ فِى الْبَيْتِ إلَّا أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ طَائِفَةً مِمَّا يَلِيهِ! فَمَزَّقُوهُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَىْءٌ".
"عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ أَمَرَ أَنْ يَتَّخِذَ فِى الْمَدِينَةِ مَسْجِدًا".
"عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْبُلدَانَ كَتَبَ إِلَى أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ وَهُو عَلَى الْبَصْرَةِ يَأمُرُهُ أَنْ يَتَّخِذَ للجَمَاعَةِ مَسْجدًا، وَيَتَّخِذَ لِلقَبَائِلِ مَسْجِدًا فَإِذَا كَانَ يوْمُ الْجُمُعَةِ انْضَمُّوا إِلَى مَسْجدِ الْجَمَاعَةِ فَشَهِدُوا الْجُمُعَةَ، وَكَتَبَ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ -وَهُو عَلَى الْكُوفَةِ- بِمِثْلِ ذَلِكَ، وَكَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ عَلَى مِصْرَ بِمِثْل ذَلِكَ، وَكتَبَ إِلَى أُمَرَاءِ الشَّامِ أَنْ لَا يَبْدُوا إِلَى الْقُرَى، وَأَنْ يَنْزِلُوا الْمَدَائِنَ، وَأَنْ يَتَّخذُوا فِى كُلِّ مَدِينةٍ مَسْجدًا وَاحِدًا، وَلَا يَتَّخِذُ الْقَبائِلُ مَسَاجِدَ كَمَا اتَّخَذَ أَهْلُ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَأَهْلُ مِصْرَ، وَكَانَ النَّاسُ مُتَمَسكِّينَ بِأَمْرِ عُمَرَ وَعَهْدِهِ".
"عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أنَّهُ سُئِلَ عَنْ صِفَةِ النَّبِىِّ ﷺ فَقَالَ: كَانَ أَبْيَضَ اللَّوْنِ مُشْرَبًا بِحُمْرَةٍ، أَدْعَجَ الْعَيْنَينِ كَثَّ اللِّحْيَةِ، ذَا وَفْرَةٍ، دَقيقَ الْمَسْرُبَةِ كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ، كَأَنَّمَا يَجْرِى لَهُ شَعْرٌ مِنْ لَبَّتِهِ إِلَى سُرَّتِه، يَجْرِى كَالْقَضِيَبِ، لَمْ يَكُنْ في (بَطْنِهِ وَلَا فِى) جَسَدِهِ شَعْرٌ غَيْرُهُ، شَثنَ الأَصَابِعِ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، وَإِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَتَقَلَّعُ عَنْ صَخْرٍ، وَإِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ فِى صَبَبٍ، إِذَا جَامَعَ الْقَوْمَ غَمَرَهُمْ، كَأَنَّ رِيحَ عَرَقِهِ رِيحُ الْمِسْكِ، بِأَبِى وَأُمِّى لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ".
" (عَنِ السَّائِبِ بْنِ الأَقْرَعِ قَالَ: زَحَفَ لِلْمُسْلِمِينَ زَحْفٌ لَمْ يَزْحَفْ لَهُمْ مِثْلُهُ) فَجَاءَ الْخَبَرُ (إِلى عمر) فَجَمَعَ الْمُسْلِمينَ فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِهِ ثُمَّ قَالَ: تَكَلَّمُوا وَأَوْجِزُوا وَلَا تُطِنبوا فَتَفَشَّغَ (*) بِنَا الأُمُورُ، فَلَا نَدْرِى بِأَيِّهَا نَأخُذُ، فَقَامَ طَلحَةُ فَتَكَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ الزُّبْيرُ فَتَكَلَّمَ، ثُمَّ قام عُثْمَانُ فَتَكَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ عَلِىُّ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ إِنَّ الْقَوْمَ إِنَّمَا جَاءُوا بِعَبادَةِ الأَوْثَانِ، وَإِنَّ اللَّه أَشَدُّ تَغْيِيرًا لِمَا أَنْكَرُوا، إِنِّى أَرَى أَنْ تَكْتُبَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ فَيَسيرَ ثُلُثَاهُمْ وَيَبْقَى ثُلُثٌ فِى ذَرَارِيهِمْ وحفظ جِزْيَتهم، وَتَبْعَثَ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ (فَيُوَرُّوا بِبَعْثٍ) فَقَالَ: أَشِيرُوا عَلَىَّ مَنْ
أَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِمْ؟ فَقَالُوا: يَا أَميرَ الْمُؤْمِنينَ أَنْتَ أَفْضَلُنَا رَأيًا وَأَعْلَمُنَا بِأَهْلِكَ، فَقَالَ: لأَسْتَعْمِلَنَّ عَلَيْهِمْ رَجُلًا يَكُونُ لأَوَّلَ أَسِنَّةٍ يَلقَاهَا، اذْهَبْ بِكِتَابِى هَذَا يَا سَائِبُ بْنَ الأَقْرَعِ إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّن وَأَمَرَهُ بِمِثْلِ الَّذِى أَشَارَ بِهِ عَلِىٌّ، فَإِنْ قُتِلَ النُّعْمَانُ فَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، فَإِنْ قُتِلَ حُذَيْفَةُ فَجَرِيُر بْنُ عَبْدِ اللَّه، فَإِنْ قُتِلَ ذَلِكَ الْجَيْشُ فَلَا أَرَيَنَّكَ، وَأَنْتَ عَلَى مَا أَصَابُوا مِنْ غَنِيَمةٍ فَلَا تَرْفَعَنَّ إِلَىَّ بَاطِلًا، وَلَا تَحْبِسَنَّ عَلَى أَحَدٍ حَقًّا هُوَ لَهُ، (فَانْطَلَقَتُ بِكِتَابِ عُمَرَ إِلَى النُّعْمَانِ، فَسَارَ بِثُلُثَى أَهْلِ الْكُوفَةِ وَبَعَثَ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ، ثُمَّ سَارَ بِهِمْ حَتَّى الْتَقَوْا بِنَهَاوَنْد، فَذَكَرَ وَقْعَةَ نَهَاوَنْد بِطُولِهَا، قَالَ: فَحَمَلُوا فَكَانَ النُّعْمَانُ أَوَّلَ مَقْتُولٍ، وَأَخَذَ حُذَيْفَةُ الرَّايَةَ فَفَتَحَ اللَّه عَلَيْهِمْ، قَالَ السَّائِبُ: فَجَمَعْتُ تِلْكَ) الغَنَائِمَ فَقَسَّمْتُهَا بَيْنَهُمْ، ثُمَّ أَتَانِى ذُو الْعُيَيْنَتَينِ فَقَالَ: إِنَّ (كَنْزَ النُّخَيْرِجَانِ) (*) فِى الْقَلعَةِ، فَصَعِدْتُ فَإِذَا أَنَا بِسَفْطَيْنِ مِنْ جَوْهَرٍ لَمْ أَرَ مِثْلَهُمَا قَطُّ، فَلَمْ أَرَهُمَا مِنَ الْغَنِيَمةِ فَأَقْسِمَهُمَا بَيْنهُمْ - (وَلَمْ أُحْرِزْهُمَا بِجِزْيَةٍ، أَوْ قَالَ: احرِزهما شَكَّ أَبُو عُبَيْدٍ) ثمَّ أقْبَلتُ إِلى عُمَرَ وَقَدْ رَاثَ (* *) عَلَيْهِ الْخَبَرُ وَهُوَ يَتَطَوَّفُ الْمَدِينَةَ، وَيَسْأَلُ فَلَّمَا رآنِى قَالَ: وَيْلَكَ يَابْنَ أَبِى مُلَيْكةَ مَا وَرَاءَكَ؟ قُلْتُ: يَا أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذى تُحِبُّ، ثُمَّ ذَكَرْتُ وَقْعَتَهُم وَمْقَتَلَ النُّعْمَانِ، وَفَتحَ اللَّه عَلَيْهِمْ، وَذَكَرْتُ لَهُ شَأنَ السِّفْطَيْنِ فَقَالَ: اذْهَبْ بِهِمَا فَبعهُما إِذْ جَاءا بِدَرْهَمٍ أَوْ أَقَلّ مِنْ ذَلِك أَوْ أَكْثَرَ، ثُمَّ اقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ، فَأَقْبَلتُ بِهِمَا إِلَى الْكُوفَةِ، فَأَتَانِى شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ فَاشْتَرَاهُمَا بِأُعطيَةِ الذُّرِّيَةِ وَالْمُقَاتِلَة، ثُمَّ انْطَلَقَ بَأَحَدِهِمَا إِلَى الْحِيَرةِ وَبَاعَهُ بِمَا اشْتَرَاهُمَا بِه مِنَّى، (فَكَانَ أَوَّلَ لُهْوَةِ (* * *) مَالٍ اتَّخَذَهُ) ".
"عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ حِرَاشٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَزَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب الْجَابيَةَ فَمَر بِمُعَاذِ بْنِ جَبَل -وَهُوَ فِى مَجْلِسٍ- فَقَالَ لَهُ: يَا مُعَاذُ ائْتِنِى وَلَا يَأتِنِى مَعَكَ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَجَاءَ مُعَاذٌ فَقَالَ: يَا مُعَاذُ: مَا قِيَامُ هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ وَهِى الْمِلَّةُ، قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ الطَّاعَةُ، وَسَيَكُونُ الاخْتِلَافُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: حَسْبِى، فَلَمَّا وَلَّى عُمَرُ قَالَ مُعَاذٌ: أَمَا وَرَبِّ مُعَاذٍ (مَا سَلَكَ) بَشَرٌ سُنْتهم".
"عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ) قَالَ: كَانَ عُمَرُ لَا يَقْبَلُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّه حَتَّى يَشْهَدَ عَلَيْهَا شَاهِدَانِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بآيَتَيْنِ، فَقَالَ عُمَرُ: لا أَسْأَلُكَ عَلَيْهَا شَاهِدًا غَيْرَكَ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ".
"عَنْ أَبِى عِيَاضٍ قَالَ عُمَرُ: لَا تَشْتَرُوا رَقِيقَ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ خَرَاجٍ، وَأَرَاضِيهِمْ فَلَا تَبْتَاعُوهَا، وَلَا يُقِرَّنُ أَحَدُكُمْ بِالصَّغَارِ بَعْدَ إِذْ نَجَّاهُ اللَّه مِنْهُ".
"عَنِ الشَّعْبِىِّ قَالَ: اشْتَرَى عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ أَرْضًا عَلَى شَاطِىِء الْفُرَاتِ لِيَتَّخذَ فِيهَا قَضْبًا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ فَقَالَ: ممَّنِ اشْتَرَيْتَهَا؟ قَالَ: مِنْ أَرْبَابِهَا، فَلَمَّا اجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ والأَنْصَارُ عِنْدَ عُمَرَ قَالَ: هَؤُلَاءِ أهْلُهَا فَهَلْ اشْتَرَيْتَ مِنْهُمْ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا، قَالَ فَارْدُدْهَا عَلَى مَنِ اشْتَرَيْتَهَا مِنْهُ وَخُذْ مَالَكَ".
"عَنْ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِى صُفْرَةَ قَالَ: حَاصَرْنَا مَنَاذِرَ فَأَصَبْنَا سَبْيًا، فَكَتَبُوا إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ عُمَرُ: إِنَّ مَنَاذِرَ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى السَّوَادِ، فَرُدُّوا إِلَيْهِمْ مَا أَصَبْتُمْ".
"عَن عُمَر: أَنَّ الرُّفَيْل وَرَءُوسًا مِنَ أَهْلِ السَّوادِ أَتَوْهُ فَقَالُوا: يَا أَمِيَر المُؤمنينَ: إنَّا كُنَّا قَد ظَهَرَ عَلَيْنَا أَهْلُ فَارِس فَأَضَرُّوا بنا (وأساءوا إلينا)، فلما جَاءَ اللَّه بِكُم أعْجَبَنَا مَجيئكُم وقَد جِئْنَاكُم (وفرِحْنَا (*)) فَلم نَصُدَّكُم عَنْ شَىْءٍ، وَلَمْ نَقُاتِلكُم، حَتَّى إِذَا كَانَ بآخرَة بَلَغَنا أنَّكم تُريدُونَ أَنْ تَسْتِرقُونا، فَقَال لَه عُمَرُ: فَالآنَ فإن شِئْتُمْ فَالإِسلامَ، وَإِنْ شِئْتُم فَالْجِزيةَ، وإِلَّا قَاتَلنَاكُم، فَاخْتَارُوا الجِزْيةَ".
"عَنْ حَكِيم بنِ عُمَير: أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّاب كَتَبَ إلَى أُمَراءِ الأَجْنَادِ: ومَنْ أَعْتَقُتمْ مِنَ الْحَمرَاء فأَسْلَموا فَألحِقُوهم بمَوالِيهمِ، لَهُمْ مَالهُم، وَعَليهْم مَا عَلَيْهِم، وإِن أَحَبُّوا أَنْ يَكُونُوا قَبيلةً وحَدهَم فَاجْعَلُوهُم أُسْوَتَكُمَ فِى الْعطاءِ وَالمعروف".
"عن الَحسنِ: أَنَّ قَوْمًا قَدِمُوا عَلَى أَبِى مُوسَى فَأعْطَى العَربَ وَتَركَ المَوالِى فَكَتَب إلَيه: أَلَا سَوَّيْتَ بَينَهُم؟ بِحَسْبِ الْمَرءِ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاه المُسلم".
"عن أَبى الطَّاهِرِ أَحمدَ بنِ السَّرْح، حدثَنا عَبدُ اللَّه بنُ وهْب، عَمَّن حَدَّثَه عن ابْنِ عَجْلَان، عن مُحمد بنِ المُنْكَدِر قال: بَيْنَما عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ يُصَلىِّ عَلَى جِنازَةِ إِذَا بِهَاتِفٍ يَهْتِفُ مِن خَلفِهِ: لَا تَسْبِقْنَا بالِصَّلاةِ يَرْحَمُكَ اللَّه! فَانَتَظَره حَتَّى لَحِقَ بِالصَّفِّ، فَكَبَّر عُمَرُ وَكَبَّرَ مَنْ مَعَه الرَّجُلُ، فَقالَ الَهاتِفُ: إنْ تُعَذِّبْه فَكَثِيرًا عَصَاكَ، وإنْ تَغْفْر لَهُ فَقِيرا إلَى رَحْمَتِكَ! فَنَظر عُمَرُ وَأَصحَاُبه إلَى الرَّجُلِ، فَلَمَّا دفُنَ الْمَيتُ وَسَوَّى
الرَّجُلُ عَلَيْهِ مِنْ ترابِ القَبْرِ قَالَ: طُوبَى لَكَ يَا صَاحِبَ الْقَبرِ إنْ لَم تَكُنْ عَرِيفًا أَوْ جَابِيًا أَوْ خَازِنًا أَوْ كَاتِبًا أَو شُرْطِيًا! فَقالَ عُمَرُ: خُذُوا لى الرَّجلَ، فَسَألَه عَن صَلاتِه وَكلَامه هَذَا ومَن هُو، فَتَوارَى عَنْهُم، فَنَظَروا فإِذَا أَثَرُ قَدمِهِ ذِرِاعٌ، فَقالَ عُمر: هَذَا واللَّه الخضرُ الَّذَى حَدَّثنَا عَنْه النبَّى ﷺ ".
"عن سُوَيد بنَ غَفَلَة قَال: هَبَطْنَا مَعَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ بالجَابِيَة فَلَقِيَنَا قَوْمٌ مِنْ أَهِل الشَّامِ عَليْهم الْحريرُ، فقَالَ عُمَرُ: إِنَّ اللَّه أَهْلَكَ قَوْمًا بِلبَاسِكُم (هذا، ثم رماهم حتى تفرقوا، ثم أتوه في ثياب قطرية فقال: هذا أعرف ثيابكم) ".
"عَن الحسنِ أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى رَجُلٍ يُكَلِّمُ امْرَأةً فَرأَى مَا لَمْ تَمْلِك نَفْسُه، فَجَاءَ بِعَصًا فَضَرَبَهُ حَتَّى سَالَتِ الدِّمَاءُ، فَشَكَى الرَّجُلُ ما لِقى إلَى عَمَر بنِ الخَطَّابِ، فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى الرَّجُلِ فَسأَلَه، فَقالَ: يَا أَميرَ المُؤمنينَ: إنِّى رَأيتُه يُكَلِّمُ امْرأَةً فَرَأَيْتُ مِنْهُ مَا لَم أَمْلِكْ نَفْسى، فَتَكَلَّم عُمَرُ ثُم قَال: وأَيُّنَا كَانَ يَفْعَلُ هَذَا؟ ثُم قَال لِلرَّجلِ: اذْهَبْ، عَينٌ مِن عُيونِ اللَّه أصَابَتْكَ".
"عَنْ شُرَيحٍ القَاضِى قَال: قَال لِى عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: أَنِ اقْضِ بمَا اسَتَبَان لَكَ مِن قضاء رسول اللَّه ﷺ فإن لم تعلم كل أَقْضِية رسول اللَّه فاقض بما استبانَ لك من أمرِ الأئمةِ المهتدين، فإن لم تعلم ما قَضَتْ به الأئمةُ، فاجتهد رأيك واستشر أهل العلم والصلاح".
"عن عُمَر أَنَّهُ قَالَ لِشُرَيْحٍ حيِنَ اسْتَقْضَاه: لَا تُشارِ ولا تُضَارِ، وَلا تَشْتَرِ ولا تَبع، وَلا تَرْتَشِ".
"عن عمر أنه قال لشريح: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: إن اللَّه ليمنعُ الدين بنصارى من ربيعةَ على شاطِئ الفرات، ما تركت بها عربيا إلَّا قَتَلته أو يُسلم".
"عن عُمَر قَال: الصَّفْحُ عنِ الإِخْوانِ مَكْرُمَةٌ، وَمُكَافَأتُهم عَن الذُّنوبِ إِسَاءةٌ".
"عن عُرْوَة بنِ الزُّبيرِ أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ حِينَ دَفَع مِنْ عَرَفَةَ قَالَ:
إليك تَعْدو قَلِقًا وَضِينُها ... مُخَالِفًا دِينَ النَّصَارى دِينُها".
"عن عُمَر أَنَّهُ قَال لِمَوْلَاه أَسْلَم وَراهُ يَحْمِلُ مَتَاعَهُ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِل الصَّدقةِ فَقالَ: فَهَلَّا نَاقَةً شَصُوصًا (*) أَوِ ابنَ لَبُونٍ بَوَّالًا".
"عَن عَبدِ اللَّه بنِ عُبَيدِ بنِ عُمَيرٍ قَال: بَيْنمَا ابنُ عَبَّاسٍ مَعَ عُمَرَ وَهُوَ آخِذٌ بِيدِهِ فَقالَ عُمَرُ: أَرَى القُرْآنَ قَد ظَهَرَ فِى النَّاسِ، قَلتُ: مَا أُحِبُّ ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤمنينَ، قَال: لِمَ؟ قُلْتُ: لأَنَّهم مَتَى يَقْرَأُوا يُنَقِّرُوا، وَمَتَى يُنَقِّرُوا يَخْتَلِفُوا، وَمَتى يَخْتَلِفُوا يَضْرِبْ بَعْضهُم رِقَابَ بَعْضٍ، فَقالَ عُمَرُ: إِنْ كُنْتُ لأُكَاتِمُهَا النَّاسَ".
"عَنْ عِكْرَمةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ: كَانَ إِذَا تَلَا هَذهِ الآيَةَ {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ} إِلَى قَوْلِه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِى نَفْسَهُ} قَال: اقْتَتَل الرَّجُلانِ".
"عَنِ الحَارثِ بنِ مُعَاوِيةَ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: إنِّى قَدمِتُ أَسْألُكَ عَن الوِتْرِ في أَوَّلِ اللَّيلِ أَو فِى وَسَطِه أَو في آخِرِه، فَقَالَ لَه عُمَرُ: كُلُّ ذَلِكَ قَد عَمِلَ بِه رسُولُ اللَّه ﷺ ".
"عَنِ الحَارثِ بنِ مُعَاوِيةَ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَه: كَيْفَ تَركْتَ أَهْلَ الشَّامِ؟ فَأَخْبَرَه عَن حَالِهمْ، فَحَمِدَ اللَّه ثُمَّ قَالَ: لَعلكُم تُجَالِسُونَ أَهْلَ الشِّرْكِ؟ فَقَالَ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَال: إِنَّكُم إنْ جَالَسْتُمُوهُم أَكَلْتُمْ مَعَهُم وَشَرِبِتُم مَعَهُمْ وَلَنْ تَزالُوا بِخَيْرٍ مَا لم تَفْعَلُوا ذَلِكَ".
"عَنْ نَوفَل بنِ عُمَارَةَ قَالَ: جَاءَ الحَارِثُ بنُ هِشَامٍ، وَسُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو إلى عُمَرَ بن الْخَطَّابِ فَجَلسَا عِنْدَه وَهُو بيْنَهُمَا، فَجَعَل المُهَاجِرُون الأَوَّلُونَ يَأتُونَ عُمَرَ فَيقُولُ: هَهُنَا يَا سُهَيلُ هَهُنَا يَا حَارِثُ فَيُنَحِّيهِمَا عَنْهُم، فَجَعلَ الأَنْصَارُ يَأتُونَ عُمَرَ فَينَحِّيهمَا عَنْهُم كَذلِكَ، حَتَّى سَارُوا فِى آخِرِ النَّاسِ، فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عنِدِ عُمَرَ قَالَ الحَارِثُ بنُ هِشَامٍ لِسُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو: أَلَمْ تَرَ مَا صَنَع بِنَا؟ فَقَالَ لَه سُهَيْل: أَيهَا الرَّجُلُ لَا لَوْمَ عَلَيْهِ يَنْبِغَى أَنْ نَرْجِعَ بِاللَّومِ عَلَى أَنْفُسِنَا دعُى القَوْمُ فَأَسْرَعُوا وَدعُينَا فَأَبْطَأنَا، فَلَمَّا قَامَوا مِنْ عِنْدِ عُمَرَ أَتَيَاهُ فَقَالَا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ رَأيْنَا مَا فَعَلتَ الْيومَ وَعلمنَا أنَّا أوتينَا مِنْ أَنْفُسنَا فَهَلْ من شَىْءٍ نَسْتَدْرِكُ بِه؟ فَقَالَ لَهُمَا: لَا أَعْلَمُهُ إلَّا هَذَا الوَجْهَ وأَشَارَ لَهُمَا إلَى ثَغْرِ الرُّومِ فَخَرَجَا إِلَى الشَّامِ فماتَا بها".
"عَنْ جرير (*) جواد بن نشيط قال: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَأَتَاه رجُل مُسَمَّنٌ مُخَصَّب في العَيْن فَقَالَ: يَا أَميرَ المُؤمِنين: هَلَكْتُ وَهَلَكَ عِيَالِى، فَقَالَ عُمَرُ: يجئ أَحَدُهم كَأَنَّه (حَمِيت) يَقول: هَلَكْتُ وَهَلَكَ عِيالِى، ثُمَّ أَخَذَ عُمَرُ يُحَدِّثُ عَنْ نَفْسهِ فَقَالَ: لَقَدْ رَأيْتُنى أَنَا وَأُخْتًا لِى نَرْعَى عَلَى أَبَوَيْنَا نَاضِحًا لَنَا قَدْ أَلبَسَتْنَا أُمُّنا نُقبتهَا، وَزَوَّدَتْنَا مِنَ الهَيْنَةِ فَنَخْرج بِنَاضِحِنا، فإِذَا طَلَعَتِ الشَّمسُ أَلقيْتُ النقبةَ إلى أختى وخَرجْتُ أسْعَى عُرْيَانًا فَنَرْجعُ إلَى أُمِّنا وَقَدْ جَعَلَت لَنا لُعْبةً مِنْ ذَلك الهَيْنةِ فَيا خِصْباه، ثمَّ قَال: أَعْطُوه أَرْبَعَةً من نَعَم الصَّدقَةِ، فَخَرجَتْ تَتْبَعُها ظِئرَان لَهَا".
"عَنْ مِحْجن أَو ابْن مِحْجَنٍ (أو أَبى محجن) أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِعُثَمان بنِ أَبى العاص: كَيْفَ مَتجرُ أرْضِكَ فإن عِنْدَنَا مَالَ يَتيم قَدْ كَادَتِ الزَّكَاةُ تُفْنِيهِ، فَدَفَعَهُ إلَيْه فَجَاءهُ بِربحٍ فَقَالَ لَهُ عُمَر: اتَّجَرتَ في عَمَلِنَا، أَرْدُدْ عَلَيْنَا رَأسَ مَا لِنَا، فَأَخذَ رَأسَ مَالِه وَرَدَّ عَلَيْه الرِّبح".
"عَنْ عبدِ اللَّه بْن الزُّبَيْرِ قَالَ: أَتَى أَعْرَابِىٌّ عُمَرَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ: بِلادُنَا قَاتَلْنا عَلَيْهَا في الجَاهِلِيةِ وَأَسْلَمْنَا عَلَيهَا في الإِسْلَامِ، عَلَامَ تَحْمِيها؟ فَأَطْرَقَ عُمَرُ وَجَعَلَ يَنْفُخُ وَيَفْتِلُ شَاربَه، وَكَانَ إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ فَتَلَ شَارِبَه وَنفَخَ، فَلَمَّا رَأَى الأَعْرَابِى مَا بِهِ جَعَلَ يُرَدِّدُ ذَلِك، فَقَال عُمَرُ: المالُ مَالُ اللَّه، وَالعبادُ عِبادُ اللَّه وَلَوْلَا مَا أَحْمِل عَلَيه في سَبِيلِ اللَّه مَا أَحْمَيْتُ مِن الأَرْضِ شِبْرًا في شِبْر".
"عَنْ أَبِى قَبِيلٍ قَالَ: كَانَ النَّاسُ في زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِذَا ولُدَ الْمَوْلُودُ فُرِضَ لَهُ في عَشَرةٍ، فَإِذَا بَلَغَ أَنْ يُفْرضَ أُلْحِقَ بِهِ".
"عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حبيبٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَرَضَ لِعِيَالِ المُقَاتِلَةِ
وَلِذَرَارِيهِمْ الْعَشَراتِ، فَأَمْضَى عُثْمَانُ وَمَنْ بَعْدهُ مِنَ الْوُلَاةِ ذَلِكَ وَجَعَلُوهَا مَوْرُوثَةً يَرِثُهَا وَرَثَةُ الْميِّتِ مِنْهُمْ، مِمَّنْ لَيْسَ في الْعَطَاءِ والْعُشْرِ".
"عَنْ أَبِى مِجْلَزٍ لَاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَعَثَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ عَلَى صَلَاتِهِمْ وجُيُوشِهِمْ، وَعَبْدَ اللَّه بْنَ مَسْعُودٍ عَلَى قَضَائِهِمْ وَبَيْتِ مَالِهِمْ وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفِ عَلَى مِسَاحَة الأَرْضِ، ثُمَّ فَرَضَ لَهُمْ في (كل) يَوْمٍ شَاةً بَيْنَهُمْ، جَعَلَ شَطْرهَا وسَوَاقِطَها لِعَمَّارٍ، وَالشَّطْرَ الآخرَ بَيْنَ هَذَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: مَا أَرَى قَرْيَةً يُؤْخَذُ مِنْهَا كُلَّ يَومْ شَاة إِلَّا (كَانَ) سَرِيعًا في خَرَابِهَا، فَمَسَح عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْف الأَرْضَ، فَجَعَلَ (عَلَى جَرِيبِ الْكَرْمِ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ وعَلَى جَرِيبِ النَّخْلِ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ)، وعَلَى جَرِيبِ القَصَبِ سِتَةَ دَرَاهِمَ، وعَلَى جَرِيبِ البُرِّ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ، وعَلَى جَرِيبِ الشَّعِيرِ دِرْهَمَيْنِ، (وَجَعَلَ) عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ في أَمْوَالِهِمْ الَّتِى يَخْتَلِفُونَ فِيهَا في كُلِّ عِشْرِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمًا،
"عَنْ أَبِى رَجَاءٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَرَأَيْتُ عُمَرَ يُقَبِّلُ رَأسَ أَبِى بَكْرٍ".
"عَنْ مُحَمِّد بْنِ حُمَيْرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَرَّ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُوَرِ! أَخْبَارُ مَا عِنْدَنَا أَنَّ نِسَاءَكُمْ قَدْ تَزَوَّجَتْ، وَدُورَكُمْ قَدْ سُكِنَتْ، وَأَمْوَالَكُمْ قَدْ فُرِّقَتْ، فَأَجَابَهُ هَاتِفٌ: أَخْبَارُ مَا عِنْدَنَا أَن مَا قَدَّمْنَاهُ وَجَدْنَاهُ، وَمَا أَنْفَقْنَاهُ رَبِحْنَاهُ، وَمَا خَلَّفْنَاهُ قَدْ خَسِرْنَاهُ".
"عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ الْخُزَاعِىِّ قَالَ: سمِعْتُ مَنْ يَذْكُر أَنَّهُ كَانَ في زَمِن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ شَابٌّ مُتَعبِّدٌ قَدْ لزمَ الْمَسْجِدَ، وَكَانَ عُمَرُ بِهِ مُعْجَبًا، وَكَانَ لَهُ أَبٌ شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْعَتَمَةَ انْصَرَفَ إِلَى أَبِيهِ، وَكَانَ طَرِيقُهُ عَلَى بَابِ امْرَأَةِ فَافْتَتَنَتْ به فَكَانَتْ تَنْصِبُ نَفْسَهَا لَهُ عَلَى طَرِيقهِ، فَمَرَّ بِهَا ذَاتَ لَيْلَةٍ فَمَا زَالَتْ تُغْوِيهِ حَتَّى تَبِعَهَا، فَلَمَّا أَتَى الْبَابَ دَخَلَتْ وَذَهَبَ (يَدْخُلُ) فَذَكَرَ اللَّه وَجُلِّى عَنْهُ، وَمثلَتْ هَذه الآيَةُ عَلَى لسَانِه {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}، فَخَرَّ الْفَتَى مَغْشِيًا
عَلَيْهِ، فَدَعَتِ الْمَرْأَةُ (جَارِيةً لَهَا) فَحَمَلُوهُ فَأَدْخَلُوهُ، فَتَعَاوَنَتَا عَلَيْهِ فَحَمَلَتَاهُ إِلَى بابِهِ، وَاحْتُبِسَ عَلَى أَبِيهِ، فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطلُبُهُ فَإِذَا بِهِ عَلَى الْبَابِ مَغْشِيًا عَلَيْهِ، فَدَعَا بَعْضَ أَهْلِهِ فَحَملُوهُ فَأَدْخَلُوهُ، فَلَمَّا أَفَاقَ حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّه، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: يَا بُنَىَّ مَالَكَ؟ قَالَ: خَيْرٌ فَإِنِّى أَسْأَلُكَ (باللَّه) فَأَخْبَرَهُ بِالأَمْرِ فَقَالَ: أَى بُنَىَّ، وَأَىَّ آيَةٍ قَرَأتَ؟ فَقَرأَ الآيَةَ الْتِى كَانَ قَرَأ، فَخَرَّ مَغْشِيًا عَلَيْهِ، فَحَرّكُوهُ فَإِذَا هُوَ ميِّتٌ، فَغَسَّلُوهُ وَأَخْرَجُوهُ وَدَفَنُوهُ لَيْلًا، فَلَمَّا أَصْبحُوا رُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ ؓ فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى أَبِيهِ فَعَزَّاه بِهِ وَقَالَ: أَلَا آذَنْتَنِى؟ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: كَانَ لَيْلًا، قَالَ عُمَرُ: فَاذْهَبُوا بنَا إِلَى قَبْرِهِ، فَأَتَى عُمَرُ وَمَنْ مَعَهُ الْقَبْرَ، فَقَالَ عمَرُ: يَا فُلانُ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فَأَجَابَهُ الْفَتَى مِنْ دَاخِلِ الْقَبْرِ (يَا عُمَر: ) قَدْ أعْطَانِيهمَا ربِّى في الْجَنَّةِ مَرَّتَيْنِ".
"عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه قَالَ: لَمَّا سَارَ عُمَرُ إِلَى الشَّامِ قَالَ: لأَعْرِفَنَّ مَا مَدَحْتُمْ بِهِ خَالدَ بْنَ الْولِيد، فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَهْتَزُّ عِنْدَ الْمَدْحِ، وَأَنْتَ يَابْنَ أَبِى وَجْرَةَ فَلأَعْرِفَنَّ مَا مَدَحْتَهُ بِهِ فَلَمَّا قَدِمُوا الشَّامَ أَقْبَلَ ابْنُ أَبِى وَجْرَةَ وَعُمَرُ في مَجْلِسهِ وَعِنْدَهُ خَالِدُ ابْنُ الْوَليدِ متقنع بِرِدَائِه فسلم ابن أَبى وجرة وقال أفيكم خَالِدُ بنُ الوَلَيدِ؟ هُوَ وَاللَّه مَا عَلِمْتُ أَجْمَلَكُمْ وَجْهًا وَأَجْرَأَكُمْ مَقْدَمًا وَأَبْذَلَكُمْ يَدًا، فَلَمَّا انْصَرَفَ خَالِدُ بَعَثَ إِلَى ابنِ أَبِى وَجْرَةَ
بِمائةِ دِينَارٍ وَرَاحِلَةٍ، فَلَمَّا انْصَرفَ عُمَرُ قَالَ: يَابْنَ أَبِى وَجْرَةَ: أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ مَدْحِ خَالِدِ بْن الْوَلِيدِ؟ قَالَ ابنُ أَبِى وَجْرَةَ: مَنْ أَعْطَانَا مِنْكُمْ مَدَحْنَاهُ وَمَنْ مَنَعَنَا سَبَبْنَاهُ سِبَابَ الْعَبْدِ لِسَيِّدِهِ، قَالَ (عُمَرُ): وَكَيْفَ يَسُبُّ الْعَبْدُ سيِّدَهُ؟ قَالَ: حَيْثُ لَا يَسْمَعُ، فَضَحِكَ عُمَرُ".
"عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ سَافَرَ في عَقِبِ رَمَضَانَ وقَالَ: إِنَّ الشَّهْرَ قَدْ تسعْسَعَ فَلَوْ صُمنَا بَقِيتَهُ".