"عن أَبى الطَّاهِرِ أَحمدَ بنِ السَّرْح، حدثَنا عَبدُ اللَّه بنُ وهْب، عَمَّن حَدَّثَه عن ابْنِ عَجْلَان، عن مُحمد بنِ المُنْكَدِر قال: بَيْنَما عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ يُصَلىِّ عَلَى جِنازَةِ إِذَا بِهَاتِفٍ يَهْتِفُ مِن خَلفِهِ: لَا تَسْبِقْنَا بالِصَّلاةِ يَرْحَمُكَ اللَّه! فَانَتَظَره حَتَّى لَحِقَ بِالصَّفِّ، فَكَبَّر عُمَرُ وَكَبَّرَ مَنْ مَعَه الرَّجُلُ، فَقالَ الَهاتِفُ: إنْ تُعَذِّبْه فَكَثِيرًا عَصَاكَ، وإنْ تَغْفْر لَهُ فَقِيرا إلَى رَحْمَتِكَ! فَنَظر عُمَرُ وَأَصحَاُبه إلَى الرَّجُلِ، فَلَمَّا دفُنَ الْمَيتُ وَسَوَّى
الرَّجُلُ عَلَيْهِ مِنْ ترابِ القَبْرِ قَالَ: طُوبَى لَكَ يَا صَاحِبَ الْقَبرِ إنْ لَم تَكُنْ عَرِيفًا أَوْ جَابِيًا أَوْ خَازِنًا أَوْ كَاتِبًا أَو شُرْطِيًا! فَقالَ عُمَرُ: خُذُوا لى الرَّجلَ، فَسَألَه عَن صَلاتِه وَكلَامه هَذَا ومَن هُو، فَتَوارَى عَنْهُم، فَنَظَروا فإِذَا أَثَرُ قَدمِهِ ذِرِاعٌ، فَقالَ عُمر: هَذَا واللَّه الخضرُ الَّذَى حَدَّثنَا عَنْه النبَّى ﷺ ".