"عَن أَبِى عَلِىٍّ الْحِرْمَازِىِّ قَالَ: دَخَلَ هِشَامُ بْنُ الْبَخْتَرِىِّ فِى أُنَاسٍ مِنْ بَنِى مَخْزُومٍ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ: يَا هِشامُ أَنْشِدْنِى شِعْرَكَ فِى خَالِدِ بْنِ الْوَليد، فَأَنْشَدَهُ، فَقَالَ: قَصَّرْتَ فِى الثَّنَاءِ عَلَى أَبِى سُلَيْمَانَ -رَحِمَهُ اللَّه- إِنْ كَانَ (لَيُحِبُّ أَنْ يُذِلَّ) الشِّرْكَ وَأَهْلَهُ، وَإِنْ كَانَ الشَّامِتُ بِهِ لَمُتَعَرِّضًا لِمَقْتِ اللَّه، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: قَاتَل (اللَّه) أَخَا بَنِى تَمِيمٍ مَا أَشْعَرَ.
فَقُلْ لِلَّذِى يَبْغَى خِلَافَ الَّذِى مَضَى ... تَهَيَّأ لأُخرَى مِثْلِهَا فَكَأَنْ قَدِ
فَمَا عَيْشُ مَنْ قَدْ عَاشَ بَعْدى (*) بِنَافِعِى ... وَلَا مَوْتُ مَنْ قَدْ مَاتَ قَبْلِى بِمُخْلِدِى
ثُمَّ قَالَ: رَحِمَ اللَّه أَبَا سُليْمَانَ! مَا عِنْدَ اللَّه خَيْرٌ لَهُ مِمَّا كَانَ فِيهِ، وَلَقَدْ مَاتَ فَقِيدًا وَعَاشَ حَمِيدًا، وَلَكِنْ رَأَيْتُ الدَّهْرَ لَيْسَ بِقَائِلٍ".