"عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: إِنَّ الله -تَعَالَى- خَلَقَ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ جَعلَهُ دسا "طينًا" حَتَّى إِذَا كان حَمَأً مَسْنُونًا، خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ صَلصَالًا كَالْفَخَّارِ، فَكَانَ إِبْلِيسُ يُمرُّ بِهِ فَيَقُولُ: قد خُلِقْتَ لأَمْرٍ عَظِيمٍ، ثُمَّ يَنْفُخُ الله -تَعَالَى- مِنْ رَوحِهِ، فَكَان أَوَّلُ مَا جَرَى فِيهِ الرُّوحٌ بَصَرَهُ وَخَيَاشِمَهُ فَعَطَسَ، فَلَقَّاهُ الله -تَعَالَى- حَمْدَ ربِّه، فَقَالَ الرَّبُّ: يَرْحَمُكَ الله رَبُّكَ، ثمَ قَالَ يَا آدَمُ: اذهَبْ إِلَى أُوَلئِكَ النَّفَرِ فَقُلْ لَهُمْ: فَانْظُرْ مَاذَا يَقُولُونَ؟ فَجَاءَ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ الله، فَجَاءَ إلَى ربِّه، فَقَالَ: مَاذَا قَالُوا لَكَ؟ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا قَالُوا لَهُ، قَالَ يَا رَبِّ: لَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ قَالُوا: وَعَلَيْكَ الَّسَلامُ وَرَحْمَةُ الله، فَقَالَ: يَا آدَمُ هَذَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، قَالَ يَا رَبِّ: وَمَا ذُرِّيَّتِى؟ قَالَ: اخْتر يَدَىَّ يَا آدَمُ، قَالَ: أخْتَارُ يَمِينَ ربِّى، وَكلتَا يَدَىْ ربِّى يَمينٌ، فَبَسطَ الله -تَعَالَى- كفَّيْهِ فَإذَا هُوَ كُل مَنْ هُوَ كَائِنٌ مِن ذُرِّيَّتِهِ في كَفِّ الرَّحْمَنِ، فَإِذَا رِجَالًا مِنْهُمْ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ (النُّورُ) وَإِذَا رَجُلٌ تَعَجَّبَ آدَمُ مِنْ نُورِهِ، فَقَالَ يَا رَب: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: ابْنُكَ دَاوُدُ، قَالَ يَا رَب: فَكَمْ جَعَلْتَ لَهُ مِنَ الْعُمُرِ؟ قَالَ: جَعَلتُ لَهُ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَالَ: يَا رَبِّ فَأَتِمَّ لَهُ مِن عُمُرِى حَتَّى يَكُونَ لَهُ مِائَةُ سَنَةٍ، فَفَعَلَ الله -تَعَالَى- ذلِكَ وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا نفِدَ عُمُرُ آدَمَ، بَعَثَ الله -تَعَالَى- مَلَكَ الْمَوْتِ فَقَالَ: آدَمُ أو لَمْ
يَتَولَّ "يَبْقَ" مِنْ عُمُرِى أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: أَلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ؟ فَجَحَدَ ذَلِكَ، فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتهُ، وَنَسِىَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتهُ".