40. Actions > Letter Zay
٤٠۔ الأفعال > مسند حرف الزاى
" لما آخى النبي ﷺ بين أصحابه قال علىٌّ: لقد ذهب روحى، وانقطع ظهرى حين رأيتك فعلت ما فعلت غيرى، فإن كان هذا من سَخَطٍ عَلَى فلك العقبى والكرامة. فقال رسول الله ﷺ : والذى بعثنى بالحق ما أخرتك إلا لنفسى، وأنت منى بمنزلة هارونَ من موسى، غير أنه لا نبى بعدى وأنت أخى، ووارثى. قال: وما أرثُ منك يا رسول الله؟ قال: ما ورثه الأنبياء من قبلى. قال: وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال: كتابُ ربِّهم وسُنةُ نَبِيِّهم، وأنت معى فِى قصرى فِى الجنة مع فاطمة ابنتى، وأنت أخى، ورفيقى".
"ابن عساكر، ثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، ثنا أحمد بن محمد بن النقور، أنا عيسى بن على، ثنا عبد الله بن محمد الدارع المنقوى، ثنا عبد المؤمن بن عباد العبدى، حدثنى يزيد بن معن، عن عبد الله بن شرحبيل، عن رجل من قريش، عن زيد بن أبي أوفى قال: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله ﷺ مَسْجِدَهُ. فَقَالَ: أَيْنَ فُلَانٌ؟ فَجَعَلَ يَنْظُرُ فِى وُجُوهِ أَصْحَابِهِ، وَيَتَفَقَّدهُمْ وَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ حَتَّى تَوَافَوْا عِنْدَهُ، فَلَمَّا تَوَافَوْا عِنْدَهُ حَمِدَ الله، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّى مُحَدثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ، وَعُوهُ، وَحَدِّثُوا بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ: إِنَّ الله - ﷻ- اصْطَفَى مِنْ خَلْقهِ خَلْقًا، ثُم تلى (*): {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} خَلْقًا يُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ وَإِنِّى أَصْطَفِى مْنِكُمْ مَنْ أُحِبُّ أَنْ أَصْطَفِيَهُ، وَمُؤَاخٍ بَيْنَكُمْ كَمَا آخَى الله ﷻ بَيْنَ مَلاَئِكَتهِ، قم يا أبا بكر فَاجْثُ بين يدى فإن لَكَ عِنْدِى يَدًا- الله مُجْذِيَكَ (* *) بِهَا، فلو كانت متخذا خليلا لا تَّخَذْتُك خليلا، فأنت منى بمنزلة قميصى من جسدى. ثم تنحى أبو بكر، تم قال. ادْنُ يا عمرُ فَدَنَا مِنْه، فقال: لقد كنت شديد
الشغب علينا أبا حفص فدعوت الله أن يُعِزَّ الإسلامَ بِكَ أَوْ بأَبى جَهْلِ بنِ هشامٍ ففعل الله ذلك بك، وكنتَ أَحَبَّهُم إلى الله، فأنت معى ثالث ثلاثة من هذه الأمة، ثم تَنَحَّى عمر، ثم آخَى بَيْنَهُ وبين أبي بكر، ثم دعا عثمان، فقال: ادْنُ أَبَا عَمْرو ادْنُ أَبَا عَمْرو فلم يزلْ يدنو منه حتى ألصق ركبتيه بركبتيه، فنظر رسول الله ﷺ إلى السَّمَاءِ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظيم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثم نظر إلى عُثْمانَ وكانت إزراره محلولة فزرها رسول الله ﷺ بيده، ثم قال: اجْمَع عَطفىْ ردِائِكَ عَلَى نَحْرِكَ، ثم قال: إن لك شَأنًا فِى أهلِ السماءِ أنت مِمَّنْ يردُ عَلَى (حوضى) وأوداجك تَشْخُبُ دمًا فأقول من فعل بك هذا؟ فيَقول: فلان وفلان، وذلك كلام جبريل، إذا هاتفٌ يهتفُ من السماءِ فَقَالَ: ألا إن عثمانَ أَميرٌ عَلَى كلِّ مخذولٍ، ثم تنحى عثمان، ثم دعا عبد الرحمن بن عوف، فقال: ادْنُ يا أمين الله (أنتَ أَمينُ الله ومسمى) فِى السماء الأمين (يسلطك) الله على مَا لِكَ بالْحَقِّ، أما إن لك عندى دعوة قد وعدتكها وقد أخرتها، قال: (خِرْ لى) يا رسول الله، قال: حملتنى يا عبدَ الله أمانة، ثم قال: إن لك لشأنا يا (عبد الله) أما أنه أكثرَ الله مَالَكَ، وجعل يقول بيده هكذا وهكذا، ووصف لنا حسين بن محمد جعل يحثو بيده، ثم تنحى عبد الرحمن، ثم آخى بينه وبين عثمان، ثم دعا طلحة والزبير، ثم قال لهما: ادنوا منى، فدنوا منه، فقال لهما: أنتما حوارى كحوارى عيسى بن مريم، ثم آخى بينهما، ثم دعا عمارَ بنَ ياسرٍ وسَعْدًا وقال: يا عمارُ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ البَاغِيةُ، ثم آخى بينه وبين سعد، ثم دعا عُوَيْمِرَ بنَ زيدٍ - أبا الدرداء- وسَلمَانَ الفَارِسى فقال: يا سلمان أنت منا أهل البيت، وقد أتَاك الله العِلْمَ الأوَلَ والآخَر والكتابَ الأولَ، والكتابَ الآخرَ، ثم قال: ألا أرشدك يا أبا الدرداء؟ قال: بلى! بأبى أنت وأمى يارسول الله، قال: إن تَنْتَقِدهُمْ كَمَا يَنْتَقِدُوكَ، وإن تَتْركْهُمْ لا يَتْرُكُوكَ، وأنت تَهْرَبُ مِنْهم يُدْرِكُوك، فَاقْرِضْهُم، (عَرْضَكَ) لِيَوْم فقرك، واعلم أن الجزاء أمامك، ثم آخى بينه وبين سلمان، ثم نظر فِى وجوه أصحابه، فقال: أبْشِرُوا وقِرُّوا عَيْنًا أنتم أول مَنْ يردُ عَلَىَّ حَوضِى، وأنتم فِى أعلى الغرف، ثم نظر إلى عبد الله بن عمر، فقال: الحمدُ لله الذى يَهْدِى مِنَ الضلالة، (ويُلْبِثُ الضلالةَ على من يحب) فقال علىٌّ:
لقد ذهب روحى، وانقطع ظهرى حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيرى، فإن كان هذا من سخطك عَلَىَّ فلك (العتبى) والكرامة. فقال رسُول الله ﷺ والذي بَعَثَنِى بالْحَقِّ مَا (أَخْرَّتُك)، إلا (لنفسى)، وأنت منى بمنزلة هارون من موسى؛ غيرَ أَنَّه لا نبىَّ بعدى، وأنت أخى ووارثى. قال: وَمَا أَرِثُ منك يا رسول الله؟ قال: مَا وَرَّثَتْ الأَنبياءُ منْ قَبلى. قال: وما وَرَّثَتْ الأَنْبِيَاءُ مِنْ قَبْلِكَ؟ قال: كتابُ رَبهم وَسُنَّةُ نَبِيِّهم وأنت معى فِى قصرى فِى الجنة مع فاطمة ابنتى، وأنت أخى ورفيقى، ثم تلى رسول الله ﷺ إخْوانًا عَلَى سُررٍ مُتَقَابِلين) الْمُتَحَابِّينَ فِى الله ينظرُ بعضُهم إلى بعضٍ".
"ابن عساكر، ثنا أبو الحسن على بن المسلم الفقيه، ثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، ثنا أبو الحسن بن عوف، ثنا أبو على بن منير، ثنا أبو بكر بن حزيم، ثنا هشام ابن عمار، ثنا الهيثم بن عمران، سمعت إسماعيل بن عبيد الله، وسمع شداد بن عبيد الله الخولانى يقول: بَلَغَنَا أن رسولَ الله ﷺ قال: ما أنا وأمة سوداء سفعاء الخدين عملت بطاعة الله إلا سواء، فقال له إسماعيل: كذبت، لم يجعل الله تعالى لنبيه عدلا من أمته".