"يَا فَتَى: لَقَدْ شَقَقْتَ عَلَىَّ؛ أَنَا هَاهُنَا مُنْذُ ثَلَاثٍ أَنْتَظِرُكَ".
30. Sayings > Letter Yā (16/36)
٣٠۔ الأقوال > حرف الياء ص ١٦
"يَا فِتْيَانَ قُريشٍ: لَا تَزْنُوا، فَإِنَّه مِن سَلِم له شَبَابُه دَخَل الجَنَّة".
"يَا غُلَامُ: أَلَا أَحْبُوكَ؟ أَلَا أَنْحَلُكَ؟ أَلَا أُعْطِيكَ، أَرْبَعٌ تُصَلِّيهِنَّ في كُلِّ يَوْمٍ، فَتَقْرأُ أُمَّ الْقُرآنِ وَسُورَةً ثُمَّ تَقُولُ: سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْدُ لله، وَلَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَالله أَكبَرُ، خَمْسَ عَشْرةَ مَرَةً، تمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَفْعَلُ في صَلَاتِكَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَإِذَا فَرَغْتَ قُلتَ بَعْدَ التَّشَهُّدِ وَقَبْلَ التَّسْلِيم: اللَهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ تَوْفِيقَ أَهْلِ الْهُدَى، وَأَعْمَالَ أَهْلِ الْيَقِينِ، وَمُنَاصَحَة أَهلِ التَّوْبَةِ، وَعَزْمَ أَهْلِ الصَّبْرِ، وَجِدَّ أَهْلِ الْخَشْيَةِ، وَطَلَبَ أَهلِ الرَّغْبَة، وَتَعَبُّدَ أَهْلِ الْوَرعَ، وَعِرْفَانَ أَهْلِ الْعِلم حِينَ أَخَافُكَ، اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ مَخَافَةً تَحْجُزُنِى بِهَا عَنْ مَعَاصِيكَ، وحَتَّى اعْمَلَ بِطَاعَتِكَ عَمَلًا أَسْتَحِقُّ بِهِا
رِضَاكَ، وَحَتَّى أُنَاصِحَكَ فِى التَّوْبَةِ خَوْفًا مِنْكَ، وَحَتَّى أُخْلِصَ لَكَ النَّصِيحَةَ حُبًا لَكَ، وَحَتَّى أَتَوَكَل عَلَيْكَ فِى الأَمْرِ وَحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ، سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ، فَإِذَا فَعَلتَ ذَلِكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ غَفَرَ الله لَكَ ذُنُوبَكَ صَغِيرَهَا وَكبِيرَهَا، وَقَدِيمَهَا وَحَدِيثَهَا، وَسِرَّهَا وَعَلَانِيَتَهَا، وَعَمْدَهَا وَحَطَأهَا".
" يَا غُلَامُ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ الله بِهِنَّ؟ احْفَظْ الله يَحْفَظكَ، احْفَظِ الله تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَى الله فِى الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِى الشِّدَّةِ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ ما أخطأك لَمْ يكن لِيصيبَكَ، وَأَنَّ الْخَلَائِقَ لو اجْتَمَعوا عَلَى أن يُعْطُوكَ شَيئًا لَمْ يردِ الله أَنْ يُعْطِيَكَه لَمْ يَقْدِروا عَلَى ذَلِكَ، أَوْ أَنْ يَصْرفوا عَنْكَ شَيْئًا أَرَادَ الله أَنْ يُعطيَكه لَمْ يقدروا عَلَى ذَلِكَ، وأَنْ قد جَفَّ القَلمُ بِمَا هو كائنٌ إلى يَومِ الْقِيَامةِ، فَإِذا سَأَلت فَسَل الله، وَإذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِن بِالله، وإِذا اعْتَصَمْتَ فاعْتَصِم بالله، واعمَل لله بالشُّكْرِ فِى اليَقِين، واعْلَمْ أَنَّ الصَّبْرَ عَلى مَا تَكْرَه خَيرٌ كَثيرٌ، فَإِنَّ النصرَ مَع الصَّبْرِ، وَإنَّ الفَرجَ مَعَ الكَرْبِ، وِإنَّ مع العسْرِ يُسْرًا".
"يَا فَتَى: أَلَا أَهبُ لَكَ؟ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ الله بِهِنَّ؟ احْفَظْ الله يَحْفَظْكَ، احْفَظْ الله تَجِدْهُ أَمَامَكَ، وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ الله، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِالله، وَاعْلَمْ أَنْ قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْخَلَائِقَ لَوْ أَرَادُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا".
"يَا فِتْيَانَ قُرَيشٍ: لَا تَزْنُوا؛ فَإِنَّهُ مَنْ سَلِمَ شَبَابُهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ".
"يَا فُدَيْكُ: أَقِمِ الصَّلَاةَ، وَصُمْ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَحُجَّ الْبَيْتَ، وَأَقْرِ الضَّيْفَ، وَاسْكُنْ أَىَّ أَرْضِ قَوْمِكَ شِئْتَ".
"يَا فُدَيْكُ: أَقِمِ الصَّلَاةَ، وَأَدِّ الزَّكَاةَ، وَاهْجُرِ السُّوءَ، وَاسْكُنْ مِنْ أَرْضِ قَوْمِكَ حَيْثُ شِئْتَ تكُنْ مُهَاجِرًا".
"يَا فُلَانُ: أَيُّمَا كَانَ أَحَبَّ إِلَيْكَ؟ أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ، أَوْ لَا تَأتِى غَدًا إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ؟ ".
"يَا فُلَانُ: أَلَا تَتَّقِى الله؟ أَلَا تَنْظُرُ كَيْفَ تُصَلِّى؟ إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّى إِنَّمَا يَقُومُ يُنَاجِى رَبَّهُ، فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ يُنَاجيهِ، إِنَّكُمْ تَروْنَ أَنِّى لَا أَرَاكُمْ، إِنِّى وَالله لأَرَى مَنْ خَلْفَ ظَهْرى، كَمَا أَرَى مَنْ بَيْنَ يَدَىَّ".
"يَا فُلَانُ: أَلَا تُحْسِنُ صَلَاتَكَ؟ أَلَا يَنْظُرُ الْمُصَلِّى إِذَا صَلَّى كَيْفَ يُصَلىِّ، فَإِنَّمَا يُصَلِّى لِنَفْسِهِ، إِنِّى وَالله لأُبْصِرُ مِنْ وَرَائِى كَمَا أُبْصِرُ مِنْ بَيْن يَدَىَّ".
"يَا فَاطِمَةُ: إِنَّما السُّكْنَى والنَّفَقَةُ لِلَّتى لِزَوْجِهَا عَليهَا رَجعَةٌ".
"يَا فَاطِمَةُ: أَمَا إِنِّي مَا أَلَّيْتُ أَنْ أَنْكَحْتُكِ خَيْرَ أَهْلِى".
"يَا فَاطِمَةُ: إِنَّهُ لَمْ يُبْعَثْ نَبِىٌّ إِلَّا عَمَّرَ الَّذِى بَعْدَهُ نِصْفَ عُمُرِهِ، وَإِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ بُعِثَ لأَرْبَعِينَ، وَإنِّى بُعثْتُ لِعِشْرِينَ".
"يَا فَاطِمَةُ: احْلِقِى رَأسَهُ، وَتَصَدَّقِى بِزِنَةِ شَعْرِهِ فِضَّةً".
"يَا فَاطِمَةُ: مَالِى لَا أَسْمَعُكِ بِالغَداةِ والعَشِىِّ تَقُولين: يا حىُّ يا قَيومُ: بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِح لِى شَأنِى كُلَّه، وَلَا تَكِلْنى إِلَى نَفْسِى".
"يَا فَاطِمَةُ: قُومي إِلى أُضْحِيَتِكِ فَاشْهَديهَا؛ فَإِنَّ لَكِ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهَا يُغْفَر لَكِ مَا سَلفَ مِنْ ذُنُوبِكِ، قَالت: يَا رسول الله: هَذَا لنا خاصةً؟ قَال: بل لنا، وللمسلمين عامَّة".
"يَا فَاطِمَةُ: قُومي إِلى أُضْحِيَتِكِ فَاشْهَديهَا، فَإِنَّه يُغْفَرُ لَكِ عند أول قطرةٍ تَقْطرُ مِنْ دمِهَا كُلُّ ذَنْبٍ عَمِلْتِيهِ، وقُولِى: إِنَّ صَلَاتِى ونُسُكى ومحياى ومماتِى لله ربِّ
العالمين، لا شَريكَ له وبذلِك أُمرتُ وأنَا مِنَ المسلمين، قيل: يا رسول الله: هذا لك ولأهِلِ بَيْتِك خاصةً؟ قال: بَل للْمسلمين عَامَّةً".
"يَا فَاطِمَةُ: قُومِى فَاشْهَدِى أُضْحِيَتَكِ، أَمَا إِنَّ لَكِ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهَا مَغْفِرَةً لِكُلِّ ذَنْبٍ، أَمَا إِنَّهُ يُجَاءُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلُحُومِهَا وَدِمَائِهَا سَبْعِينَ ضِعْفًا حَتَّى تُوُضَعَ فِى مِيزَانِكِ، هِىَ لآلِ مُحَمَّدٍ، وَلِلنَّاسِ عَامَّةً".
ق عن على . "يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ: اشْتَرِى نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ؛ فَإِنِّى لَا أَمْلِكُ لَكِ شَيْئًا يَا صَفِيَّةُ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ الله: اشْتَرِى نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ؛ فَإِنِّى لَا أَمْلِكُ لَكِ مِنَ الله شَيْئًا، يَا عَائِشَةُ: اشْتَرِى نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ وَلوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، يَا عَائِشةُ: لَا يَرْجعْ مِنْ عِنْدِكِ سَائِلٌ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحَرَّقٍ".
"يَا فَاطِمَةُ: مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِى مَا أُوصِيكِ بِهِ؟ أَنْ تَقُولِى: يَا حَىُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، فَلَا تَكِلْنِى إِلَى نَفْسِى طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِى شَأنِى كُلَّهُ".
"يَا فَاطِمَةُ: أَيَسُرُّك أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ فِى يَدِهَا سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ؟ ! ".
"يَا فَاطِمَةُ: إِنَّ الله يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ، وَيَرْضَى لِرِضَاكِ".
"يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ الله: اعْمَلِى لله خَيْرًا، فَإِنِّى لَا أُغْنِى عَنْكِ مِنَ الله شَيْئًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ الله: اعْمَلْ لله خَيْرًا، فَإِنِّى لَا أُغْنِى عَنْكَ مِنَ الله شَيْئًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَا حُذَيْفَةُ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وأَنِّى رَسُول الله وَآمَنَ بِمَا جِئْتُ بِهِ حَرَّمَ الله عَلَيْهِ النَّاَرَ وَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ يُرِيدُ بِهِ وَجْه الله وَالدَّارَ الآخِرَةَ ختَمَ الله لَهُ بِهِ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ النَّارَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ يُرِيدُ بِهَا وَجْه الله وَالدَّارَ الآخِرَةَ، وَمَنْ حَجَّ بَيْتَ الله يُرِيدُ به وَجْهَ الله وَالدَّارَ الآخِرَة، خَتَمَ الله لَهُ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ النَّارَ، وَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ".
"يَا فَاطِمَةُ: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِى سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ".
"يَا فَاطِمَةُ: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِى سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالمِينَ، وَسَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، وسَيدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ؟ ".
"يَا فَاطِمَةُ: إِنَّ الله ﷻ بَعَثَ أَبَاكِ بِأَمْرٍ لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ، وَلَا حَجَرٍ، وَلَا وَبَرٍ، وَلَا شَعْرٍ، إِلَّا أَدْخَلَهُ الله بِهِ عِزّا أَوْ ذُلّا حَتَّى يَبْلُغَ حَيْثُ يَبْلُغُ اللَّيْلُ".
"يَا قَبِيصَةُ إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لأَحَدِ ثَلَاثَةٍ: رَجُلٌ تَحَمَّل حَمَالَةً فَتَحلُّ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَهَا ثُمَّ يُمْسِك، وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيب قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ، وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ حَتَّى يَقُولَ ثَلَاثَةٌ مِنْ ذَوى الْحِجَى
مِنْ قَوْمِهِ: لَقَدْ أَصَابَتْ فُلَانًا فَاقَةٌ فَحَلتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ ثُمَّ يُمْسِكُ، فَمَا سِوَاهُنَّ مِنَ الْمَسْأَلَةِ فَسُحْتًا يَأكُلُهَا صَاحِبُهَا سُحْتًا".
"يَا قَبِيْصَةُ: قُلْ ثَلَاثَ مَرَّات إِذَا صَلَّيْتَ صَلَاةَ الْغَدَاةِ: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ الله الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بالله؛ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ أَمِنْتَ بِإِذْنِ الله مِنَ الْعَمَى وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ، وَقُلْ: اللَّهُمَّ اهْدِنِى مِنْ عِنْدِكَ، فَأَفِضْ عَلَىَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَىَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَىَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ".
"يَا قَتَادَةُ: اغْتَسِلْ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَاحْلِقْ عَنْكَ شَعْرَ الْكُفْرِ".
" يَا قَوْمُ: اطْلُبُوا الْجَنَّةَ جُهْدَكُمْ، وَاهْرُبُوا مِن النَّارِ جُهْدَكُمْ؛ فإِنَّ الْجَنَّةَ لَا يَنَامُ طَالِبُهَا، وَإِنَّ النَّارَ لَا يَنَامُ هَارِبُهَا، أَلَا وَإِنَّ الآخِرَةَ الْيَوْمَ مُحَفَّفَةٌ بِالْمَكَارِهِ، وَإِنَّ الدُّنْيَا مُحَفَّفَةٌ بِالشَّهَوَاتِ".
"يَا قَوْمُ: بِهَذَا أُهْلِكَتِ الأُمَمُ، إِنَّ الْقُرْآنَ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَلَا تُكَذِّبُوا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ".
"يَا قَيْسُ: عَسَى إِنْ مُدَّ بِكَ الدَّهْرُ أَنْ يَلِيَكَ بَعْدِى وُلَاةٌ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُولَ الْحَقَّ مَعَهُمْ".
"يَا قَبِيصَةُ: مَا مَرَرْتَ بِحَجَرٍ وَلَا شَجَرٍ وَلَا مَدَرٍ إِلَّا اسْتَغْفَرَ لَكَ، يَا قَبِيصَةُ إِذَا صَلَّيتَ الْفَجْرَ فَقُلْ: سُبْحَانَ الله الْعَظِيمِ وَبِحْمَدِهِ، تُعَافَى مِنَ الْعَمَى وَالْجُذَامِ والْفَالِجِ، يَا قَبِيصةُ قَلْ: اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ مَا عِنْدَكَ، فَأَفِضْ عَلَىَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَىَّ رَحْمَتَكَ، وَأَنْزِلْ عَلَىَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ".
"يَا قَبِيصَةُ: إِذَا أَصْبَحْتَ وَصَلَّيْتَ الْفَجْرَ فَقُلْ: سُبْحَانَ الله الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله الْعَلِىِّ الْعَظِيمِ أَرْبَعًا، يُعْطِيكَ الله ﷻ أَرْبَعًا لِدُنْيَاكَ، وَأَرْبَعًا لآخِرَتِكَ، فَأَمَّا أَرْبَعًا لِدُنْيَاكَ: فَإِنَّكَ تُعَافَى مِنَ الْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَالْبَرَصِ، وَالْفَالِجِ، وَأَمَّا أَرْبَعًا لآخِرَتِكَ فُقُلِ: اللَّهُمَّ اهْدِنِى مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَىَّ مِنْ رِزْقِكَ، وَانْشُرْ عَلَىَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، أَمَا إِنَّهُ إِنْ وَافى بِهِنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ يَدَعْهُنَّ رَغْبَةً عَنْهُنَّ وَلَا نِسْيَانًا، لَمْ يَأتِ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، إِلَّا وَجَدَهُ مَفْتُوحًا".
"يَا قَتَادَةُ: لَا تَسُبَّنَّ قُرَيْشًا؛ فَإِنَّهُ لَعَلَّكَ أَنْ تَرَى مِنْهُمْ رِجَالًا تُرْزِى عَمَلَكَ مَعَ أَعْمَالِهِمْ، وَفِعْلَكَ مَعَ أَفْعَالِهِمْ، وَتَغْبِطُهُمْ إِذَا رَأَيْتَهُمْ، لَوْلَا أَنْ تَطْغَى قُرَيْشٌ لأَخْبَرْتُهُمْ بِالَّذِى لَهُمْ عِنْدَ الله".
"يَا قَيْسُ: لَا يَأتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِكَ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةٌ لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةٌ لَهَا يُعَارٌ، وَلَا تَكُنْ كَأَبِى رِغَالٍ مُصَّدِّقٌ بَعَثَهُ صَالِحٌ، فَوَجَدَ رَجُلًا بِالطَّائِفِ فِى غُنَيْمَةٍ قَرِيبَةٍ مِنَ الْمَائَةِ شِصَاصٍ إِلَّا شَاةً، وَابْنٌ صَغِيرٌ لَا أُمَّ لَهُ، فَلَبَنُ تِلْكَ الشَّاةِ عَيْشُهُ، فَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ الله فَرَحَّبَ وَقَالَ: هَذِهِ غَنَمِى فُخُذْ أَيَّهَا أَحْبَبْتَ، فَنَظَرَ إِلَى الشَّاةِ اللَّبُونِ فَقَالَ: هَذِهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: هَذَا الْغُلَامُ كَمَا تَرَى لَيْسَ لَهُ طَعَامٌ وَلَا شَرَابٌ غَيْرَهَا، قَالَ: إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ اللَّبَنَ فَأَنَا أُحِبُّهُ، فَقَالَ: خُذْ شَاتَيْنِ مَكَانَهَا، فَأَبَى، فَلَمْ يَزَلْ يَزِيدُهُ لَهُ خَمْسَ شِيَاهٍ شِصَاصٍ مَكَانَهَا، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَىَ ذَلِكَ عَمَدَ إِلَى قَوْسِهِ فَرَمَاهُ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ: مَا يَنْبَغِى أَنْ يَأتِى نَبِىَّ الله بِهَذَا الْخَبْرِ أَحَدٌ قَبْلِى، فَأَتَى صَاحِبُ الْغَنَمِ صَالِحًا فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ صَالِحٌ: اللَّهُمَّ الْعَنْ أَبَا رِغَالٍ، اللَّهُمَّ الْعَنْ أَبَا رِغَالٍ".
"يَا كَعْبُ: كَيْفَ بِكَ إِذَا كَانَ عَلَيْكَ أُمَرَاءُ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّى وَلَا أَنَا مِنْهُ، وَلَا يَرِدُ عَلَى حَوْضِى، يَا كَعْبُ: إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ وَلَا دَمٌ نَبَتَا مِنْ سُحْتٍ، كُلُّ لَحْمٍ وَدَمٍ نَبَتَا مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ، يَا كَعْبُ: النَّاسُ رَجُلَانِ، غَادِيَانِ وَرَائِحَانِ: غَادٍ فِى فَكاكِ رَقَبَةٍ فَمُعْتِقُهَا، وَغَادٍ فَمُوبِقُهَا، يَا كَعْبُ الصَّلَاةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُذْهِبُ الْخَطِيئَةَ كَمَا تَذْهَبُ الْجَامِدَةُ عَلَى الصَّفَا".
"يَا كَعْبُ: بَلْ هِىَ مِنْ قَدَرِ الله".
"يَا كَعْبُ: إِذَا تَوَضَّأتَ فَأحْسَنْتَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجْتَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَا تُشَبِّكَنَّ بَيْنَ أَصَابِعِكِ؛ فَإِنَّكَ فِى صَلَاةٍ".
"يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ: أَعَاذَكَ الله مِنْ إِمَارَةِ السُّفُهَاءِ، أُمَرَاءُ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِى لَا يَقْتَدُونَ بِهَدْيى، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِى، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ وَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّى، وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَلَا يَرِدُونَ عَلَى حَوْضِى وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ مِنِّى، وَأَنَا مِنْهُمْ، وَسَيَرِدُونَ عَلَى حَوْضِى، يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئةَ كَمَا يُطْفِئُ الْماءُ النَّارَ، وَالصَّلَاةُ قُرْبَانٌ -أَوْ قَالَ: بُرْهَانٌ- يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ، يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ النَّاسُ غَادِيَانِ: فَمُبْتَاعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، وَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُوبِقُهَا".
"يَا كَعْبُ: خُذِ الشَّطْرَ وَدَعِ الشَّطْرَ".
"يَا كَعْبَةُ: مَا أَطْيَبَ رِيحَكِ! ! وَيا حَجَرُ مَا أَعْظَمَ حَقَّكَ! وَالله لَلْمُسْلِمُ أَعْظَمُ حَقّا مِنْكُمَا".
"يَا لَيْتَهُ مَاتَ فِى غَيْرِ مَوْلدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا تُوُفِّىَ فِى غَيْرِ مَوْلِدِهِ قِيسَ لَهُ مِنْ مَوْلِدِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ أَثَرِهِ فِى الْجَنَّةِ".
"يَا لَبَّيْكَ! نَحْنُ أَخَذْنَا فَألَكَ مِنْ فِيكَ، اخْرُجُوا بِنَا إِلَى خَضِرةٍ".
"يَا مُحَمَّدُ بْنَ مَسْلَمَةَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ وفُرْقَةٌ وَاخْتِلَافٌ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَاكْسِرْ سَيْفَكَ، وَاكْسِرْ نَبْلَكَ، وَاقْطَعْ وَتَركَ، وَاجْلِسْ فِى بَيْتِكَ".
"يَا مِخْنَفُ: صِلْ رَحِمَكَ يَطُلْ عُمُرُكَ، وَافْعَلِ الْمَعْرُوفَ يَكْثُرْ خَيْرُ بَيْتِكَ، وَاذْكُرِ اسْمَ الله عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَمَدَرٍ يَشْهَدْ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
"يَا مِسْكِنَةُ: عَلَيْكِ السَّكِينَةُ".
"يَا مُعَاذ: وَالله إِنِّى لأُحِبُّكَ، أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لاَ تَدَعَنَّ فِى دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّى عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ".
"يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ هَل تَدْرِى مَا حَقُّ الله عَلَى عِبَادهِ، وَمَا حَقُّ العِبَادِ عَلَى الله؟ فَإِنَّ حَقَّ الله عَلَى العِبَادِ أن يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقُّ العِبَادِ عَلَى الله أَلأً يُعَذبَ مَنْ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا".
. . . .