59. Actions > Women (6/17)
٥٩۔ الأفعال > النساء ص ٦
"جَاءَتْ هِنْدٌ أُمُّ مُعَاوِيَةَ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، وَإِنَّهُ لَا يُعْطِينِي وَوَلَدِي إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْهُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، فَهَلْ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَبَنِيكِ بِالْمَعْرُوفِ".
"جَاءَتْ هِنْدٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَاللهِ مَا [كَانَ] عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يُذِلَّهُمُ اللهُ - تَعَالَى - مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ، وَمَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ اليَوْمَ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أنْ يُعِزَّهُمُ اللهُ - تَعَالَى - مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : وأَيْضًا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ [لَتَزْدَادِنَّ] ثُمَّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مُمْسِكٌ فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أُنْفِقَ عَلَى عِيَالِهِ مِنْ مَالِهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : لَا حَرَجَ عَلَيْكِ أَنْ تُنْفِقِي عَلَيْهِمْ بِالمَعْرُوفِ".
"عَنْ أُمَيْمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: أَتَعْجِزُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَأَخُذَ كُلَّ عَامٍ جِلْدَ أُضْحِيَّتِهَا [تجعله] سِقَاءً تَنْبِذُ فِيهِ، مَنَعَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ أَوْ قَالَتْ: نَهَى ﷺ عَنِ الجَرَارِ [الجَرِّ أَنْ] يُنْتَبَذَ فِيهِ، وَعن وِعَائَيْنِ آخَرَيْنِ إِلَّا الخَلَّ".
"سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ عَنِ البِتْعِ؟ قَالَ: كُلُّ شَرَابٍ يُسْكِرُ فَهُوَ حَرَامٌ".
"كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ [يَتَّقِي] الشَّرَابَ فِي الإِنَاءِ [الضَّارِي] ".
"عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَنْهَى أَنْ [تُمَشِّطَ] المَرْأَةُ بِالمُسْكِرِ".
"عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَنْهَى عَنِ الدَّوَاءِ بِالخَمْرِ".
"عَنْ عَائِشَة: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ بَعَثَ أَبَا جَهْمِ بْنَ حُذَيْفَةَ مُصَدِّقًا، فلاحه (*) رَجُلٌ فِي صَدَقَتِهِ، فَضَرَبَهُ أَبُو جَهْمٍ فَشَجَّهُ، فأتوا النَّبِيَّ ﷺ[فَقَالُوا]: القَوَدَ يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: لَكُمْ كَذَا وَكَذَا، فَلَمْ يَرْضَوْا، قَالَ: فَلَكُمْ كَذَا وَكَذَا فَلَمْ يَرْضَوْا، قَالَ: فَلَكُمْ كَذَا وَكَذَا، فَرَضُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: [إِنِّي] خَاطِبٌ عَلَى النَّاسِ وَمُخْبِرُهُمْ بِرِضَاكُمْ، قَالُوا: نَعَمْ، فَخَطَبَ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ [اللَّيْثِيِّينَ] أَتَوْنِي يُرِيدُونَ القَوَدَ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِمْ كَذَا وَكَذَا [فَرَضُوا، أَرَضَيْتُمْ؟ قَالُوا: لَا] فَهَمَّ المُهَاجِرُونَ، فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يَكُفُّوا فَكَفُّوا، ثُمَّ دَعَاهُمْ فَزَادَهُمْ وَقَالَ: أَرَضيتُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي خَاطِبٌ عَلَى النَّاسِ وَمُخْبِرُهُمْ بِرِضَاكُمْ، قَالُوا: نَعَمْ، فَخَطَبَ وَقَالَ: أَرَضيتُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ".
"عَنْ عَمْرِو بْنِ مِخْرَاقٍ قَالَ: مَرَّ عَلَى عَائِشَةَ رَجُلٌ ذُو هَيْبَةٍ، وَهِي تَأْكُلُ، فَدَعَتْهُ فَقَعَدَ مَعَهَا، فَمَرَّ آخَرُ فَأَعْطَتْهُ كِسْرَةً، فَقِيلَ لَهَا، فَقَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ نُنْزِلَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مَخْزُومِيَّةٌ تَسْتَعِيرُ المَتَاعَ وَتَجْحَدُهُ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِقَطْعِ يَدِهَا، فَأَتَى أَهْلُهَا أُسَامَةَ فَكَلَّمُوهُ، فَكَلَّمَ أُسَامَةُ النَّبِيَّ ﷺ فِيهَا، فَقَالَ: يَا أُسَامَةُ لأَرَاكَ تُكَلِّمُ فِي حَدٍّ مِن حُدُودِ اللهِ؟ ! ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ ﷺ خَطِيبًا فَقَالَ: إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَنَّه إِذَا سَرَقَ فِيهمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ قَطَعُوهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَتْ فَاطِمَة بنت مُحَمَّدٍ لَقَطَعْتُ يَدَهَا فَقَطَعَ يَدَ المَخْزُومِيَّةِ".
"عَنْ عَائِشَة قَالَتْ: لَعَنَ اللهُ - تَعَالَى - المُخْتفىَ وَالمُخْتَفِيَةَ".
"عَنْ مَعْمَرٍ، عَن الزُهْرِيِّ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: قَدْ خَيَّرَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ ما خيرنا الله ورسوله، فَلَمْ يُعَدَّ ذَلِكَ طَلَاقًا، قَالَ مَعْمَرٌ: وَأخْبَرنِي مَنْ سَمِعَ الحَسَنَ يَقُولُ: إِنَّمَا خَيَّرَهُنَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَمْ يُخَيرهُنَّ فِي الطَّلَاقِ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا أَكَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حَتَّى لَقِيَ اللهَ - تَعَالَى - إِلَّا خُبْزَ شَعِيرٍ".
"نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنْ نَبِيذِ الجَرِّ".
"عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ ﷺ حَزِينًا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الَّذِي يُحْزِنُكَ؟ قَالَ: شَيْئًا (*) تَخَوَّفْتُ عَلَى أُمَّتِي أَنْ يَعْمَلُوا بَعْدِي بِعَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ أَفْلَح أَخُو أبِي القعيس يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا فَقَالَ: إِنِّي عَمُّهَا فَأَبَتْ أنْ تَأْذَنَ لَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ ﷺ ذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: أَفَلَا أَذِنْتِ لِعَمِّكِ؟ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرَأَةُ وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ، قَالَ: فأذني له فإنَّهُ عَمُّكِ تَرِبَتْ يَمِينُكِ، وَكَانَ أبو القعيس أَخَا زَوْجِ المَرْأَةِ الَّتِي أَرْضَعَتْ عَائِشَةَ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَكَثَ آلُ مُحمَّدٍ ﷺ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ مَا طَعِمُوا شَيْئًا حَتَّى تضاغى (*) صِبْيَانُهُمْ، فَدَخَلَ عَلَيْهِم النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ! هَلْ أَصَبْتُمْ بَعْدِي شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ إِنْ لَمْ يأتنا اللهُ - تَعَالَى - بِهِ عَلَى يَدَيْكِ؟ فَتَوَضَّأَ وَخَرَجَ مُسْتَحِيًّا (* *) يُصَلِّي هَهُنَا مَرَّةً وَهَهُنَا مَرَّةً يَدْعُو فَأَتَانَا عُثْمَانُ مِنْ (آخر النهار) فَاسْتَأْذَنَ فَهَمَمْتُ أَنْ أحجبهُ فَقُلْتُ: هُوَ رَجُلٌ مِنْ (مكاثير) المُسْلِمِينَ لَعَلَّ اللهَ سَاقَهُ إِلَيْنَا (ليجري لنا) عَلَى يَدَيْهِ خَيْرًا فَأذنت لَهُ، فَقَالَ يَا (أُمَّاهُ) أَيْنَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ؟ فقلت: يَا بُنَيَّ مَا طَعِمَ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ أَرْبَعَة أَيَّامٍ شَيْئًا، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مُتَغَيِرًا ضَامِرَ البَطْنِ، فَأَخْبَرتُهُ بِمَا قَالَ لَهَا، (وما) ردت عَلَيْهِ، فَبَكَى عُثْمَانُ ثُمَّ قَالَ: مَقْتًا لِلدُّنْيَا يَا اُمَّ المُؤْمِنِينَ مَا كُنْتِ بحقيقة أَنْ يَنْزِلَ بِك هَذَا ثَمَّ لَا تَذْكُرِيهِ لِي، وَلِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَلِثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ،
وَنُظَرَائِنَا مِنْ مكاثِير المُسْلِمِينَ، ثُمَ خَرَجَ فَبَعَثَ إِلَيْنَا بِأَحْمَالٍ مِنْ دَقِيقٍ، وَأَحْمَالٍ مِنْ الحِنْطَةِ، وَأحْمَالٍ مِن التَّمْرِ (ومسلوخ) وثَلَاثِمائِةِ (درهم) في صُرَّةٍ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا يُبْطئُ عَلَيْكُمْ فَأَتَانَا بِخُبْزٍ وَشِوَاء كثيرٍ، فَقَالَ: كُلُوا أَنْتُمْ هَذَا (واصنعوا) لِرَسُولِ اللهِ ﷺ حَتَّى يجئ، ثُمَّ أَقْسَمَ عَلَيَّ أَنْ لَا يَكُونَ مِثْل هَذَا إِلَّا أَعْلَمْتُهُ إِيَّاه، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ هَلْ أَصَبْتُمْ بَعْدِي شَيْئًا؟ قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ إِنَّمَا خَرَجْتَ تَدْعُو اللهَ، وقد علمت أن الله - تعالى - لن يَرُدَّك عن سُؤالِك، قال: فما أصبتم؟ قلت: كذا وكذا حمل بعير دقيقا، وَكَذَا وَكَذَا حِمْل بَعِيرٍ حِنْطَةً، وَكَذَا وَكَذَا حِمْل بَعِيرٍ تَمْرًا، وَثَلَاثمائِة دِرْهَمٍ فِي صُرَّةٍ (ومسلوخ) وَخُبْز وَشِوَاء كَثير، فَقَالَ مِمَّنْ؟ قُلْتُ: مِنْ عُثْمَانَ ابْنِ عَفَّانَ، دَخَلَ عَلَيَّ فَأَخْبَرْتُهُ فَبَكَى وَذَكَرَ الدُّنْيَا بِمَقتٍ وَأَقْسَمَ عَلَيَّ أَنْ لَا يَكُونَ فِينَا مِثْلُ هَذَا إِلَّا أَعْلَمْتُهُ، فَمَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حَتَّى خَرَجَ إِلى المَسْجِدِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ رَضِيتُ عَنْ عثمَانَ فَارْضَ عَنْهُ (قالها) ثَلَاثًا".
"عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ لأَخِيهِ سَعْدٍ: أَتَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ جَارِيةِ زَمْعَة ابْنِي فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الفَتْحِ رَأَى سَعْدٌ الغُلَامَ فَعَرَفَهُ بِالشبه فَاعْتَقَد إِلَيْه (*) وَقَالَ: ابن أَخِي وَرَبِّ الكَعْبَةِ، فَجَاءَهُ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ فَقَالَ: بَلْ هُوَ أَخِي وُلِدَ عَلَى فِرَاشِ أَبِي مِن جَارِيته فَانْطَلَقْنَا إِلى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! ابن أَخِي انْظُرْ إِلى شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ فَقَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: بَلْ هُوَ أَخِي وُلِدَ عَلَى فِرَاشِ أَبِي مِنْ جَارِيَتِهِ فَقَالَ رَسُولِ اللهِ ﷺ : الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَاحْتَجِبِى مِنْهُ يَا سَوْدَةُ، فَوَاللهِ مَا رَآهَا حَتَّى مَاتَ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اخْتَصَمَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَاصٍ، وَعَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ فِي غُلَامٍ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! (أَخي) عتبة بنُ أَبِي وَقَّاصٍ (عَهد إليَّ) أَنَّه ابنه انْظُر إِلى شَبَهِهِ، قَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: هَذَا أَخِي يَا رَسُولَ اللهِ، ولُدَ عَلَى فِرَاش أَبِي مِنْ وَلِيدَتِهِ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَرَأَى بَيْنَهمَا شبها بينًا بعتبة، فَقَالَ: هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ، الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الحَجَرُ، وَاحْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ، فَلَمْ تَرَهُ سَوْدَةُ قَطُّ".
"عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو جَاءَتْ إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! إنَّ سَالِمًا مَوْلَى أبي حُذَيْفَةَ مَعَنَا فِي بَيْتِنَا، وَقَدْ بَلَغَ مَبْلَغَ الرِّجَال، وَعَلِمَ مَا يَعْلَمُ الرِّجَالُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو إلى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَتْ يا رسول الله! إِنَّ سَالِمًا كَانَ يُدْعَى لأَبِي حُذَيْفَةَ، وأَنَّ اللهَ - تَعَالَى - قَدْ أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}، وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيَّ وأنا فُضُلٌ (*) وَنَحْنُ فِي مَنْزِلٍ ضَيِّقٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ أَرْضِعِي سَالِمًا تَحْرمِي عَلَيْهِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ : لَا نَدْرِي لَعَلَّ هَذِهِ كَانَتْ رُخْصَةً لِسَالِمٍ خَاصَّةً، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ تفتي بأنه يحرم الرضاع بعد الفصال حَتَّى مَاتَتْ".
"عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بن عتبة بن ربيعة وَكَان بَدْرِيًّا قَدْ تَبَنَّى سَالِمًا الَّذِي يقال لَهُ: سالم مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، كَمَا تَبَنَّى النَّبِيُّ ﷺ زَيْدًا وَأَنْكَحَ أَبُو حُذَيْفَةَ سَالِمًا - وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ ابنه أنكحه ابْنَةَ أَخِيهِ فَاطِمَةَ بِنْتَ الوَلِيدِ بن عُتْبَة، وَهِي مِن المُهَاجِراتِ الأولياتِ، وَهِي يَوْمَئِذٍ أَفْضَلُ أَيَامَي قُرَيْشٍ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللهُ - تَعَالَى - {ادْعُوهُمْ
"عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ تَبَنَّى سَالِمًا (وهو) مَوْلَى امرأَةٍ مِن الأَنْصارِ كَمَا تَبَنَّى النَّبِيُّ ﷺ زَيْدًا وَكَانَ مَنْ تَبَنَّى رَجُلًا فِي الجَاهِلِيَّةِ دَعَاهُ النَّاسُ ابنه، وَوَرِثَ مِنْ مِيرَاثِهِ حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ - تَعَالَى - {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ} الآية، فَرُدُّوا إلى آبَائِهِمْ، فَمَنْ لَمْ يُعْرَفْ لَهُ أَبٌ فَمَولى وَأَخٌ فِي الدِّينِ، فَجَاءَتْ سَهْلَةُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّا كُنَّا نَرَى أنَّ سَالِمًا (ولد يأوي) معي ومع أبي حُذَيْفَةَ (ويراني) فُضُلًا وَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ مَا قَدْ عَلِمْتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : أَرْضِعِيهِ خَمْسَ رَضَعَاتٍ، وَكَانَ بِمَنْزِلةِ وَلَدِهَا مِن الرَّضَاعَةِ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَا يحرم دُونَ خَمْسِ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: نَزَلَ القُرْآنُ بِعَشْرِ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ، ثُمَّ صِرْنَ إِلى خَمْسٍ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لقد كَانَ فِي كِتَابِ اللهِ - تَعَالَى - عَشْرُ رَضَعَاتٍ، ثُمَّ رُدَّ ذَلِكَ إِلَى خَمْسٍ وَلَكِنْ مِنْ كِتَابِ الله - تَعَالَى - ما قُبض مَعَ النَّبِيِّ ﷺ ".
"أَخْبَرنِي إسْمَاعِيلُ: أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَنْهى المَرْأَةَ ذَاتَ الزَّوْجِ أَنْ تَدَعَ سَاقَيْهَا لَا تَجْعَلُ فيها شَيْئًا، وَأَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: لَا تَدَعُ المَرْأَةُ الخِضَابَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَكْرَهُ الرَّجُلَة" (*).
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فَتَحَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بَابًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، أَوْ كَشَفَ سِتْرًا! فَرَأَى أَبَا بَكْرٍ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ خَلْفَهُ، فَحَمِدَ الله - تَعَالَى - عَلَى مَا رَأَى مِنْ حُسْنِ حَالِهِمْ، رجاء أَنْ يَخْلُفَهُ فِيهِمْ بالذي رأى فيهم فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! أَيُّمَا أَحَدٍ مِنْ أُمَّتِي أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ مِنْ بَعْدِي فَلْيَتَعزَّ بِمُصِيبَتِي عن المُصِيبَةِ الَّتِي تُصِيبُهُ مِنْ بَعْدِي، فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَمْ يُصَبْ كَمُصِيبَتِهِ بِي".
"عَنْ عَائِشَةَ ؓ قَالَتْ: مَا مَاتَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حَتَّى أُحِلَّ لَه أَنْ يَنكِحَ مَا شَاءَ".
"عَنْ عَائِشَةَ: قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ خَدِيجَةَ قَطُّ، وَلَا غِرْتُ عَلَى امْرأَةٍ قَطُّ أَشَدّ مِن غَيْرَتِي عَلَى خَدِيجَةَ، مِنْ كَثْرَةِ مَا كَانَ يَذْكُرُهَا".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ اغْسِلِي هَذَين الثَّوْبَيْنِ، فَقُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ بالأمس غسلتهما، فَقَالَ لِي: أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الثَّوْبَ يُسَبِّحُ فَإِذَا اتَّسَخَ انْقَطَعَ تَسْبِيحُهُ".
"عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ ابْتَاعَ مِنْ يَهُودِيٍّ أَصْوَاعًا (*) مِنْ دَقِيقٍ وَرَهَنَهُ دِرْعَهُ".
"قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ لِي جَارَيْنِ فإلى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْرَبُ المَاءَ القُرَاحَ فَيَخْرُجُ (* *) بِغَيْرِ أَذى، وَيَخْرُجُ بَغَيْرِ أَذَى إلَّا وَجَبَ عَلَيْهِ الشُّكْرُ".
"قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَتُسْتَأمَرُ النِّسَاءُ فِي أَبْضَاعِهِنَّ؟ قَالَ: إِنَّ البِكْرَ لَتُسْتَأْمَرُ فَتَسْتَحْيى فَتَسْكت، فَإِذْنُهَا سُكُوتُهَا".
"لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ الآيَاتِ آيَاتِ الرِّبَا مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، قَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا فَحَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الخَمْرِ".
"عَنِ امْرَأَةِ أَبي السفر قَالَتْ: سألت عائشة فقلت: بِعْتُ زيد بن أرقم جارية إلى العطاءِ بثمانمائة درهم وابتعتها منه بستمائِة فقالت عائشة: بئِس والله ما اشتريت، وبئس والله ما اشترى، أبلغي زيد بن أرقم أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله ﷺ إلا أن يتوب، قالت: أفرأيت إن أخذت رأس مالي؟ قالت: لا بأس، {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ}، {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ} ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَوَّلُ سُورَةٍ تَعَلَّمْتُهَا مِنْ القُرْآنِ طه، فَكُنْتُ إذَا قُلْتُ: {طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى}، إلا قَالَ ﷺ: لَا شَقِيتِ يَا عَائِشَةُ (*) ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللهِ ﷺ يَمْسَحُ بِرِدَائِه عَلَى ظَهْرِ فَرَسِه، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِي يَا رَسُولَ اللهِ أبردائك تَمْسَحُ عن فَرَسِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا عَائِشَةُ! وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ رَبِيِّ أَمَرَنِي بِذَلِكَ مَعَ أَنِّي لقريب وَإِنَّ المَلائِكَةَ لَتُعَاتِبُنِي فِي حَسِّ (*) الْخَيلِ وَمَسْحِهَا، فَقُلْتُ لَهُ يَا نَبِي اللهِ فَوَلِّنيه فَأَكُون أَنَا الَّتِي أَتَوَلَّى الْقِيَامَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي لَا أَفْعَلُ لَقَدْ أَخْبَرَنِي خَلِيلِي جِبْرِيلُ أَنَّ رَبِّي يَكْتُبُ لِي بِكُلِّ حَبَّةٍ أوافيه بِهَا حَسَنَةً وأن رَبِّي يَحُطُّ عَنِّي بِكُل حَبَّةٍ سيئة، ما مِن امرئٍ مِن المسلمين يربُط فرسًا في سبيل الله إلا يكتب له بكل حبةٍ يوافيه بها حسنة ويحطُّ عنه بكل حبة سيئة".
"عن عائشة قالت: قدم زيد (*) ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ رَافِعًا يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ ضبعُهُ إِلَّا لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ إِذَا دَعَا لَهُ".
"عنْ عَائِشَةَ: بَيْنَا أَنَا أَلْعَبُ فِي ظَهِيرَةٍ فِي ظِلِّ جِدَارٍ وَأَنَا جَاريَةٌ، جَاءَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَاشْتَدَدْتُ إِلَى أَبِي فَقُلْتُ: هَذَا عَمِّي قَدْ جَاءَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَرَحَّبَ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ! أَلَمْ تَرَنَي كُنْتُ أَسْتَأْذِنُ الله تَعَالَى فِي الخُرُوجِ؟ قَالَ:
أَجَلْ قَالَ: فَأَذِنَ لِي، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: الصَّحَابَةَ، قَالَ: الصَّحَابَةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عِنْدِي رَاحِلَتَيْنِ قَدْ عَلَفْتُهَا مِنْ سِتَّةِ أَشْهُرٍ لِهَذَا فَخُذْ أَحَدَهُمَا، قَالَ: بَلْ أَشْتَرِيهَا، فَاشْتَرَاهَا مِنْهُ، فَخَرَجَا فَكَانَا فِي الغَارِ، وَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ يَرْعَى غَنَمًا لأَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ يَأْتِيهِمَا إِذَا أَمْسَيَا بِاللَّبَن وَاللَّحْمِ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْن أَبِي بْكَرٍ يَسْعَى إِلَيْهِمَا فَيأَتِيهِمَا بِمَا يَكُونُ بِمَكَّةَ مِنْ خبرهم، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُصْبِحُ بِمَكَّةَ، فَلَا يرَوْنَ إِلَّا أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُمْ، فَكَانَ ذَلِكَ حَتَّى سَارَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَمْشِي مَعَ أَبِي بَكْرٍ مَرَّةً، وَربُمَّا أَرْدَفَهُ، وَكَانَتْ أَسْمَاءُ تَقُولُ: لَمَّا صَنَعْتُ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ وَأَبِي سُفْرَتَهُمَا وَجَدَ أَبُو قُحَافَةَ رِيحَ الْخُبْزِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ لأَيِّ شَيْءٍ هَذَا؟ فَقُلْتُ: لَا شَيْءَ؛ هَذَا خُبْزٌ عَمِلْنَاهُ نَأَكُلُهُ، ثُمَّ إِنِّي لَمْ أَجِدْ حَبْلًا للِسُّفْرَةِ، فَنَزَعْتُ حَبْلَ مَنْطَقِي فَرَبَطْتُ السُّفْرَةَ؛ فَلِذَلِكَ سُمِّيتُ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ، فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ جَعَلَ أَبُو قُحَافَةَ يَلْتَمِسُهُ وَيَقُولُ: أَقَدْ فَعَلَهَا! خَرَجَ وَتَرَكَ عِيَالَهُ عَلَيَّ، وَلَعَلَّهُ قَدْ ذَهَبَ بِمَالِهِ، وَكَانَ قَدْ عَمِيَ، فَقُلْتُ: لَا، فَأَخَذَتُ بِيَدِهِ فَذَهَبْتُ بِهِ إِلَى جِلْدٍ فِيهِ أَقِطٌ فَمَسَّهُ، فَقُلْتُ: هَذَا مَالُهُ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِهِ كَاشِفًا
عَنْ فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الحَالِ فَتَحَدَّثَ، ثُمَ اسْتَأذَنَ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأذَنَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَسَوَّى ثِيَابَهُ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَجْلِسْ وَلَمْ تباله ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهشَّ وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ؟ فَقَالَ: أَلَا أَسْتَحْيى مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحْيى مِنْهُ المَلَائِكَةُ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ كَاشِفٌ عَنْ فَخِذِهِ فَأَذِنَ لَهُ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ فَأَهْوى إِلَى ثْوبِه فجذبه، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! كَأَنَّكَ كَرِهْتَ أَنْ يَرَاك عُثْمَانُ، فَقَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ حَيِىٌّ سِتِّيرٌ تَسْتَحِيى مِنْهُ المَلَائِكَةُ".
"عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ مَعَهَا فِي لِحَافٍ إِذْ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ وَخَرَجَ، وَجَاءَ عُثْمَانُ فَقَالَ: شُدِّي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ، فَدَخَلَ وَخَرَجَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! جَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنْتَ لَهُ، وَجَاءَ عُثْمَانُ فَلَمْ تَأْذَنْ لَهُ حَتَّى شَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيابِي، فَقَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ يَسْتَحْيِى مِن اللهِ - تَعَالَى - وَإِنِّي أَسْتَحْيِى مِنْهُ".
"عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ تُمَامَةَ قَالَتْ: قُلْتُ لعَائِشَةَ: نَسأَلُك عَنْ عُثْمَانَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ أَكْثَرُوا عَلَيْنَا فِيهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ مَعَ عُثْمَانَ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي لَيْلَةٍ قَائِظَةٍ، وَالنَّبِيُّ ﷺ يُوحِي إِلَيْهِ جِبْرِيلُ، وَكَانَ إِذَا أُوْحِيَ إِلَيْهِ نَزَلَ عَلَيْهِ ثُقْلَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ اللهُ - تَعَالَى -: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} وَعُثْمَانُ يَكْتُبُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ ﷺ يَقُولُ: اكْتُبْ يَا عُثْمَانُ، وَمَا كَانَ اللهُ تَعَالَى لِيُنَزَّلَ تِلْكَ المَنْزِلَةَ مِنْ رَسُولِ اللهَ ﷺ إِلَّا رَجُلًا كَرِيمًا".
"عَنْ أَبِي بَكْرٍ العَدَوِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: هَلْ عَهِدَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ؟ قَالَتْ: مَعَاذَ اللهِ، غَيْرَ أَنِّي سَأُخْبِرُكَ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقَالَتْ: يَا حَفْصَةُ! أَنْشُدُكِ بِاللهِ أَنْ تُصَدِّقِينِي بِبَاطِلٍ، وَأَنْ تُكَذِّبِينِي بِحَقٍّ. قَالَتْ عَائِشَةُ: هَلْ تَعْلَمِينَ رَسُولَ اللهِ ﷺ أُغْمِيَ عَلَيْهِ؟ فَقُلْتُ: أَفَرغَ؟ فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي، فَقَالَ: إِئذَنُوا لَهُ، فَقُلْتُ: أَبِي؟ فَسَكَتَ، فَقُلْتُ: أَنْتَ أَبِي؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ أَشَدَّ مِنَ الأُولى فَقُلْتُ: أَفَرَغَ؟ فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: إِيذَنُوا لَهُ، فَقُلْتُ: أَبِي؟ فَسَكَتَ، فَقُلْتُ: أَبِي؟ ، ثم أغمي عَلَيْهِ إغماءةً أشدَّ مِن الأوليين حتى ظننا أنه قد فرغ، فقلتُ: أفرغ؟ فقلُت: لا أدري. ثم أفاق فَقَالَ: ائذنوا له فقلت: أبي؟ فسكت فقالَ: أَتَعْلَمِينَ أَنَّ عَلَى البَابِ رَجُلًا؟ إِئذَنُوا لَهُ، فَإِذَا عُثْمَانُ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ هَذِهِ الأُمَّةِ حَيَاءً وَهُوَ عَلَى البَابِ، فَأَذِنُوا لَهُ فَدَخَلَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ : ادْنُهْ، فَدَنَا، فَقَالَ: ادْنُهْ، فَدَنَا حَتَّى أَمكَنَ يَدَهُ رَسُول اللهِ ﷺ فَجَعَلَهَا وَرَاءَ عُنُقِهِ، ثُمَّ سَارَّهُ، فَلَمَّا فَرغَ قَالَ: أَسَمِعْتَ؟ قَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي، ثُمَّ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَالَتْ عَائِشَةُ: أَخْبَرَهُ أَنَّهُ مَقْتُولٌ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَكُفَّ يَدَهُ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عُثْمَانُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ مُحَلَّلُ
الإِزَارِ، فَزَرَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ قَمِيصَهُ، [وَقَالَ: ] كَيْفَ أَنْتَ يَا عُثْمَانُ إِذَا لَقِيتَنِي، وَفِي لَفْظٍ: إِذَا جِئْتَنِي يَوْمَ القِيَامَةِ وَأَوْدَاجُكَ تَشْخَبُ دَمًا؟ ! فَأَقُولُ: مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا؟ فَتَقُولُ: بَيْنَ امْرِئٍ قَاتِل وَخَاذِلٍ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ يُنَادِي مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ العَرْشِ: أَلَا إِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَدْ حَكَمَ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ".
"عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، وَقَرَأَ فِيهِمَا {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} وَمَسَحَ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأَسِهِ وَوَجْهِهِ، وَمَا أَقَبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ".
"عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَغْتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ فَيَأَخُذُ حَفْنَةً لِشِقِّ رَأْسِهِ الأيَمَنِ، ثُمَّ يَأَخُذُ حَفْنَةً لِشِقِّ رَأْسِهِ الأَيَسرِ". ابن النجار .