42. Actions > Letter Shīn
٤٢۔ الأفعال > مسند حرف الشين
أَقْبَل رَجُلٌ مِنْ بَنِى عَامِرٍ شَيْخٌ كَبِيرٌ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصَاهُ حَتَّى مَثَلَ بَيْنَ يَدَىْ رَسُول الله ﷺ ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ تَفُوهُ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ: تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ الله أُرْسِلْتَ إِلَى النَّاسِ كَمَا أُرْسِلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ، وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِهِمْ، وَإِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ، فَمَا لَكَ وَالنُّبُوَّة؟ وَلَكِن (لِكُلِّ) قَوْلِ حَقِيقَةٌ، وَلِكُل بَدْءِ شَأنٌ، فَحَدِّثْنِى بِحَقِيقَةِ قَوْلِكَ وَبَدْءِ شَأنِكَ، وَكَانَ رَسُولُ الله ﷺ حَليمًا لاَ يَجْهَلُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَخَا بَنِى عَامِرٍ، إِنَّ للأَمْرِ الَّذِى سَأَلْتَنِى عَنْهُ قِصَصًا وَنَبأً، فَاجْلِسْ أُنْبِئْكَ بحَقيقَةِ قَوْلِى وَبَدْءِ شَأنِى، فَجَلَسَ العَامِرِىُّ بَيْنَ يَدَىْ رَسُول الله ﷺ ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : إِنَّ وَالِدِى لَمَّا بَنَى بِأُمِّى حَمَلَتْ، فَرَأَتْ فَيمَا يَرَىْ النَّائِمُ أَنَّ نُورًا خَرَجَ مِنْ جَوْفِهَا، فَجَعَلَتْ تُتْبِعُهُ بَصَرَهَا حَتَّى مَلأَ مَا بَيْنَ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ نُورًا، فَقَصَّتْ ذَلِكَ عَلَى حَكِيمٍ مِنْ أَهْلِهَا، فَقَالَ لَهَا: والله لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ لَيَخْرُجَنَّ مِنْ بَطْنِكَ غُلاَمٌ يَعْلُو ذكْرُهُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَكَانَ هَذَا الْحَىُّ مِنْ بَنِى سَعْدِ بْنِ هَوَازِنَ يَنْتَابُونَ نِسَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَيَحْضُنُونَ أَوْلاَدَهُمْ وَينْتَفِعُونَ بخَيْرِهِمْ، وَإِنَّ أُمِّى وَلَدَتْنِى فِى العَامِ الَّذِى قَدمُوا فيهِ وَهَلَكَ وَالِدِى، فَكُنْتُ يَتِيمًا فِى حِجْرِ عَمِّى أَبِى طَالِبِ، فَأَقْبَلَ النِّسْوَانُ يَتَدَافَعْنَنِى وَيَقُلْنَ: ضَرْعٌ صَغِير لاَ أَبَا لَهُ فَمَا عَسَيْنَا أَنْ نَنْتَفِعَ بِهِ مِنْ خَيْرٍ، وَكَانْ فِيهنَ امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ كبشة ابْنَةُ الْحَارِثِ، فَقَالَتْ: وَالله لاَ أَنْصَرِفُ عَامِى هَذَا خَائِبَةً أَبَدًا، فَأَخَذَتنِى وَأَلْقَتْنِى عَلَى صَدْرِهَا فَدِرَّ لَبَنُهَا فَحَضَنَتْنِى، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عَمِّى أَبَا طَالِب أَقْطَعَهَا إِبِلًا وَمُقَطَّعَاتٍ مِنَ الثِّيَاب، وَلَمْ يَبْقَ عَمُّ مِنْ عُمُومَتِى إِلَّا أَقْطَعَهَا وَكسَاهَا، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ النِّسْوَانَ، أَقْبَلْنَ إِلَيْهَا، يَقُلْنَ. أَمَا وَالله يَا أُمَّ كبْشَةَ لَوْ عَلِمْنَا بَرَكَةَ هَذَا يَكُونُ هَكَذَا؟ مَا سَبقْتينَا إِلَيْه، ثُمَّ تَرَعْرَعْتُ وَكَبِرْتُ، وَقَدْ بُغَّضَتْ إِلَىَّ أَصْنَامُ قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ، فَلاَ أَقْرَبُهَا وَلاَ آتِيهَا حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ زَمَنٍ خَرَجْتُ بَيْنَ أَتْرَابٍ لِى مِنَ الْعَرَبِ نَتَقَاذَفُ بِالأَجِلَةِ يَعْنِى البَعْرَ فِإِذَا بثَلاثَةِ نَفَرٍ مُقْبِلِينَ الأَنْهارُ، ذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَإِلَى المُسْمِعَاتِ أَسْمَعُ. قَالَ: جَوْف اللَّيْلِ الدَامِسِ إِذَا هَدَأَتِ العُيُونُ فَإِنَّ الله حَىٌّ قَيُومٌ يَقُولُ: هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتوُبُ عَلَيْهِ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرُ لَهُ ذَنْبَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعطِيهُ سُؤْلَهُ؟ فَوَثَبَ العَامِرِىُّ فَقالَ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِله إِلَّا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله
" عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ ثَوْر بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُول الله ﷺ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ منْ بَنِى عَامِرٍ وَهُوَ سَيِّدُ قَوْمهِ وَكَبِيرُهُمْ وَمِدْرههِمْ (*) يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصَاهُ، فَقَامَ بَيْنَ يَدَىْ النَّبِىِّ ﷺ وَنَسَبَ النَّبِىَّ ﷺ إِلَى جَدِّهِ، فَقَالَ يَا بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّى نُبِّئْتُ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ الله إِلَى النَّاسِ، أَرْسَلَكَ بِمَا أَرْسَلَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَغَيْرَهُمْ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، أَلاَ وَإِنَّكَ قَدْ تَفَوَهْتَ بِعَظِيمٍ، إِنَّمَا كَانَتْ الأَنْبِيَاءُ وَالْمُلُوكُ فِى بَيْتَيْنِ مِن بَنِى إِسْرائِيلَ: بَيْتِ نُبُوَّةٍ، وَبَيْتِ مُلْكٍ، فَلاَ أَنْتَ مِنْ هَؤُلاَءِ وَلاَ مِنْ هَؤُلاَءِ، إِنَّمَا أنْتَ رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ (مِمنْ يَعْبُدُ الحِجَارَة والأَوْثَانَ)، فَما لَكَ وَالنَّبُوَّة؟ وَلكِنْ لِكُلِّ أَمْرٍ حَقِيقَةٌ، فَأَنْبِئْنِى بِحَقِيقَة قَوْلكَ (وبدءِ) شَأنِكَ، فَأَعْجَبَ النَّبِىَّ ﷺ مَسْأَلَتُهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَخَا بَنِى عَامِرٍ إِنَّ لِلحَدِيثِ الًّذى تَسْأَلُ
فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنُوهُ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَتِه، فَوَزَنُونِى فَرَجَحْتُهُمْ، قَالَ: دَعُوهُ، فَلَوْ وَزنتُمُوهُ بِأُمَّتِه جَميعًا لَرَجَحَ بِهِمْ، ثُمَّ قَامُوا إِلَىًّ فَضَمُّونى إِلَى صُدُورِهمْ، وَقَبَّلُوا رَأسِى وَمَا بَيْنَ عَيْنَىَّ، ثُمَّ قَالُوا يَا حَبِيبُ: لَمْ تُرع أَنَّكَ لَوْ تَدْرِى مَا يُرَاد بِكَ منَ الخَيْرِ لَقَرَّتْ عَيْنُكَ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ الحَىُّ بَحذَافِيرِهِمْ، فَإِذا ظِئْرى أَمَامَ الحَىِّ تَهْتِفُ بِأَعْلَى صَوْتها، وَهِىَ تَقُولُ: يَا ضعَيفَاهُ، فَأَكَبُّوا عَلَى يُقَبِلونى وَيَقُولُونَ يَا حبَّذَا أَنْتَ مِنْ ضَعيِفٍ ثُمَّ قَالَتْ: يَا وَحَيدَاهُ، فَأكَبُّوا عَلَىَّ وَضَمَّونى إِلَى صُدُورِهِمْ، وَقَالُوا: حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ وَحيدٍ، مَا أنْتَ بِوَحِيدٍ، إِنَّ الله مَعَكَ. وَمَلاَئِكَتُهُ وَالمُؤْمِنُونَ مِنْ أَهْل الأَرْضِ، ثُمَّ قَالَتْ: يَتِيمَاهُ اسْتضْعِفْتَ مِنْ بَيْن أَصْحَابكَ فَقُتِلْتَ لِضَعْفِكَ، فَأَكَبُّوا عَلَىَّ (وَضَمُّونِى) إِلَى صُدُورِهِمْ وَقبَّلُوا رَأسِى، وَقَالُوا: يَا حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ يَتِيمٍ، مَا أَكْرَمَكَ عَلَى الله، لَوْ تَعْلَمُ مَاذَا يُرَادُ بِكَ مِن الخَيْرِ؟ قالَ فَوصَلُوا إِلَى شَفِير الوَادى، فَلَمَّا بَصُرَتْ بِى ظِئْرِى، قَالَتْ: يَا بُنَىَّ أَلاَ أَرَاكَ حَيّا بَعْدُ؟ فَجَاءَتْ حَتَّى أَكَبّتْ عَلَىَّ فَضَمَّتْنِى إِلَى صَدْرِهِا، فَوَالَّذى نَفْسى بِيَدِهِ إِنِّى لَفِى حِجْرِهَا قَدْ ضَمَّتْنى إِلَيْها وَإِنَّ يَدِى لفِى يَدِ بَعْضِهِمْ وَظَنَنْتُ أَنَّ القَوْمَ يبصِرُونَهُمْ، فَإِذَا هُمْ لاَ يُبْصِرُونَهُمْ، فَجَاءَ بَعْضُ الحَىِّ، فَقَالَ هَذَا غُلاَمٌ أَصَابَهُ لَمَمٌ، أَو طائفٌ مِنَ الجِنِّ، فَانْطَلقُوا بنا إِلَى الكَاهِنِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيُدَاوِيهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا هَذَا، لَيْسَ بِى شَىْءٌ مِمَّا تَذْكُرُونَ، إِنَّ لِى نَفْسًا سَلِيمَةً، وَفَؤَادًا صَحِيحًا وَلَيْسَ بى شَىْءٌ، فَقَالَ أَبِى وَهُوَ زَوْجُ ظِئْرِى، الاَ تَرُونَ كَلاَمَهُ صَحِيحًا؟ إِنِّى (لأرجو) أنْ لاَ يَكُونَ بِابْنِى بِأسٌ، فَاتَّفَقَ القَوْمُ عَلَى أَنْ يَذْهَبُوا بى إِلَى الكاهِنِ، فَاحْتَمَلُونِى حَتَّى ذَهَبُوا بِى إِلَيْهِ، فَقَصُّوا عَلَيْه قَصَّتى، فَقالَ: اسْكُتُوا حَتَّى أَسْمَعَ مِنَ الغُلاَمِ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِهِ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ أَمْرِى مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، فَلَمَّا سَمِعَ مَقَالَتِى ضَمَّنِى إِلىَ صَدْرِه، وَنَادَى (بِأَعْلَى) صَوْتِه، يَا لَلعَرَب اقْتُلُوا هَذَا الْغُلاَمَ وَاقْتُلُونى مَعَهُ، فَواللَّات وَالعُزَّى، لَئنْ تَرَكْتُمُوهُ لَيُبَدِّلنَّ دِينَكُمْ، وَلَيُسَفِّهَنَ أَحْلاَمَكُمْ وَأَحْلاَمَ آبَائِكُمْ، وَلِيخَالفنَّ أَمْرَكُمْ، وَلَيَأتِيَنَّكُمْ بِدينٍ لَمْ تَسْمَعُوا بمِثْله، فَانْتَزَعَتْنِى ظِئْرى مِن يَدِهِ وَقَالَتْ: لأَنْتَ أَعْتَهُ مِنْهُ وَأَجَنُّ، وَلوْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا يَكُونُ مِنْ قَوْلِكَ، مَا أَتَيْتُكَ به، ثُمَّ احْتَمَلُونِى (وَرَدُّونِى) إِلَى أَهْلِى، فَأَصْبَحْتُ مَغْمُومًا مِمَّا فُعِلَ بى، وَأَصْبَحَ أَثَرُ الشَّقَّ مَا بَيْنَ صَدْرِى إِلَى مُنْتَهى عَانَتِى
كَأَنَّهُ شِرَاكٌ، فَذَاكَ حَقِيقَةُ قَوْلى وَبَدْءُ شَأنِى. فَقَالَ العَامِرِىُّ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلَّا الله وَأَنَّ أَمْرَكَ حَقٌّ، (فأَنبئنى) بِأَشْيَاءَ أَسْأَلُكَ عَنْها، قَالَ: (سَلْ عَنْكَ) وَكَانَ يَقُولُ للسَّائِلِينَ قَبْلَ ذَلِكَ: (سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ)، فَقالَ يَوْمَئِذٍ لِلعَامِرِىِّ (سَلْ عَنْكَ)، فَإِنَّها لُغَةُ بَنِى عَامِرٍ، فَكَلَّمهُ بِمَا يَعْرِفُ، فَقَالَ العَامِرىُّ: أَخْبِرْنِى يَا بْنَ عَبْدِ المُطَّلبِ، مَاذَا يَزِيدُ فِى الشَّرِ؟ قالَ: (التَّمَادى)، قَالَ: فَهَلْ يَنْفَعُ البِرُّ بَعْدَ الفُجُورِ؟ قَالَ النَّبِى ﷺ : (نَعَمْ، إِنْ التوبَةَ تَغْسِلُ الحَوْبَةَ، وَإِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ، فَإِذَا ذَكَرَ العَبْدُ رَبَّهُ فِى الرَّخَاءِ أَعانَهُ عِنْدَ البَلاَءِ) قَالَ العَامِرِىُّ: وَكَيْفَ ذلِكَ يَا بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ؟ فَقالَ النَّبِىُّ ﷺ : (ذَلكَ بِأَنَّ الله يَقُولُ: لاَ أَجْمَعُ لِعَبْدِى أَمْنيْنِ وَلاَ أجْمَعُ لَهُ أَبَدًا خَوْفَيْنِ) إِنْ هُوَ أَمِنَنِى فِى (الدُّنْيَا) خَافَنِى يَوْمَ أَجْمَعُ فِيهِ عِبَادِى في حَظِيرَةِ القُدْسِ ليَدُومَ لَهُ أَمْنُهُ وَلا أَمْحَقُهُ فِيمَنْ أَمْحَقُ، فَقالَ العَامِرِىُّ: يَا بْنَ عَبْد الْمُطَّلِبِ إِلَى مَا تَدْعُو؟ قَالَ: أَدْعُو إِلَى عِبَادَةِ الله وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ، وَأَنْ تَخْلَعَ الأَنْدادَ وَتَكْفُرَ بِاللاَّتِ وَالعُزَّى، وَتُقِرَّ بِمَا جَاءَ الله مِنْ كِتَاب وَرَسُولٍ، وَتُصَلِّى الصَّلواتِ الخَمْسَ (بِحِقائِقِهِنَّ)، وَتَصُومَ شَهْرًا مِن السَّنَةِ، وَتُؤَدِّى زَكَاةَ مَالِكَ. فَيُطَهِّركَ الله بِهِ وَيَطِيب لَكَ مَالُكَ، وَتَحُجَّ البَيْتَ إِذَا وَجَدْتَ إِلَيْه سَبيلًا، وَتَغْتَسِلَ مِن الجَنَابَةِ، وَتُقِرَّ بالبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ، وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ. قَالَ: يَا بْنَ عَبْدِ المُطَّلِب، فَإِذَا أَنَا فَعلتُ هَذا، فَمَا لِى؟ ، قَالَ: النبىُّ ﷺ : (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِها الأَنْهَارُ خَالِدينَ فيَها وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى)، قَالَ: يا بْنَ عَبْد المُطَّلبِ: (هَلْ مَعَ هَذَا مِن الدُّنْيَا شَىْءٌ؟ فَإِنَّهُ يُعْجِبُنَا الوَطَاءَةُ فِى العَيْشِ، فَقالَ النَّبِىُّ ﷺ : (نَعَمْ) النَّصْرُ وَالتَّمْكِينُ فِى البِلاَدِ) (*) فَأجَابَ العَامِرىُّ وَأَنَابَ ".
" عَنْ عَبْد الرَّحْمن بْنِ غَنْمٍ، قَالَ: دَخَلْنَا مَسْجِدَ الجَابِيَة أَنَا وَأَبُو الدَّرْدَاءِ (أَلْفيْنَا) عُبادَةَ بْنَ الصَّامِت (فَأَخَذَ يَمِينِى بِشمالِهِ، وَشِمالِ أَبِى الدرداء بيمينه فخرج يمشى بيننا) فَلقِينَا عُبَادَةَ بنَ الصَامِتِ، فقال عُبادةُ: طال بكُمَا عُمْرُ أَحَدِكُما أَوْ كلاَكُما فَيُوشِكُ أَنْ تَرَيَا الرَّجُلَ مِنْ ثَبَج المُسْلِمِينَ (*) قَدْ قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى لِسَان مُحَمَّدٍ ﷺ أَعادَهُ وَأَبْدَاهُ وَأَحَلَّ حَلاَلَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَنَزَلَ عِنْدَ مَنَازِلِهِ أَوْ (قَرأَه) عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ لاَ (يحور فيكم) (* *) إِلَّا كَما يحورُ رَأسُ الحِمارِ الميِّت، فَبَيْنَما نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنًا شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ وَعَوْفُ بْنُ مَالِكٍ فَجَلَسَا إِلَيْنَا، فَقَالَ شَدَّادٌ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَيَّهَا النَّاسُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ يَقُولُ: مِن الشَّهْوَةِ الْخَفيَّةِ وَالشِّرْكِ. فَقالَ عُبَادَةُ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ أَوَ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ الله ﷺ قَدْ حَدَّثَنا أَنَّ الشَّيْطَانَ قدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِى جَزِيرَةِ العَرَبِ؛ فَأَمَّا الشَّهْوَةُ الخَفِيَّةُ، فَقَدْ عَرَفْنَاهَا، فَهِىَ شَهَواتُ الدُّنْيا مِنْ نِسَائهَا وَشَهَوَاتها، فَما هَذَا الشِّرْكُ الَّذِى تخَوِّفُنَا بِه يَا شَدَّادُ؟ قَالَ: أَرَأَيْتكُمْ لَوْ رَأَيْتُمْ أَحَدًا يُصَلِّى لِرَجُلٍ أَو يَصُومُ لَهُ أَوْ يَتَصَدَّقُ لَهُ، أَوَ تَرَوْنَ أَنَّهُ قَدْ أَشْرَكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ شَدَّادٌ: فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى يُرَائِى فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ صَام يُرَائِى فَقَدْ أشْرَكَ، وَمَنْ يُرائِى فَقَدْ أَشْرَكَ. فَقالَ عَوْفٌ: وَلاَ يَعْمُد الله (إِلَّا) مَا ابْتُغِىَ فيه وَجْهُهُ مِنْ ذَلِكَ العَمَلِ كُلِّه، فَيَتَقَبَّلُ منْهُ مَا خَلُصَ لَهُ، وَيَدعُ مَا أَشْرَكَ بِه فِيهِ، فَقالَ شَدَّادٌ: فَإِنِّى سَمِعتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: قَالَ الله تَعالَى: (أَنَا خَيْرُ (قَسيمٍ) فَمَنْ أَشْرَكَ بِى شَيْئًا فَإِنَّ جَسَدَهُ وَعَمَلَهُ وَقَلِيلَهُ وَكَثِيرَهُ لِشَرِيكِهِ الَّذِى أَشْرَكَ (بِهِ)، أَنَا عَنْهُ غَنِىٌّ (* * *) ".
" عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ الرَّحْمن قَالَ: سَمِعْتُ أَبِى يُحَدِّثُ عَنْ جَدِّهِ شَدَّادِ ابْنِ أَوْسٍ. قَالَ: لَمَّا دَنَتْ وَفَاةُ رَسُولِ الله ﷺ ، قَامَ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ ثُمَّ جَلَسَ، ثُمَّ قَامَ، ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ مَا قَلَقُكَ يَا شَدَّادُ؟ فَقَالَ: يَارَسُولَ الله ضَاقَتْ بِىَ الأَرْضُ، فَقَالَ: أَلاَ إِنَّ الشَّامَ إِنْ شَاءَ الله وَبَيْتَ المَقْدِسِ سَتُفْتَحُ إِنْ شَاءَ الله وَتَكُونُ أَنْتَ وَوَلَدُكَ بَعْدَكَ أَئِمَّةً بِها إِنْ شَاءَ الله ".
"عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ شَدَّادِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِى يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ شَدَادِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ رَسُولِ الله ﷺ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِه، فَقالَ: مَالَكَ يَا شَدَّادُ؟ قَالَ: ضَاقَتْ بِىَ الدُّنْيا. فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ، إِنَّ الشَّامَ تُفْتَحُ وَيُفْتَحُ بيت المَقْدِسِ وَتَكُونُ أَنْتَ وَوَلَدُكَ أَئِمَّةً فِيهِمْ إِنْ شَاءَ الله ".
" عَنْ مُطَرِّف بْنِ عَبْدِ الله بْن الشِّخِّيرِ، عَنْ رَجُلٍ منْ أَهْلِ المَقْدِس، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لى عَلَى شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ. فَقَالَ: أُزَوَدُكُما حَدِيثًا كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يُعَلِّمُنَاه فِى السَّفَر وَالحَضَرِ، فَأَمْلَى عَلَيْنَا وَكَتَبْنَا، بِسْم الله الرَّحْمنِ الرَّحِيم (اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِى الأَمْر، وَأَسْأَلُكَ عَزِيمَةَ الرُّشد، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ يَقينًا صَادِقًا، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ إِنكَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ)، قَالَ شَدَّادٌ: قَالَ لِى رَسُولُ الله ﷺ ، يَا شَدَّادُ بْنُ أُوْسٍ إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يُكْثِرُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ، فَأَكْثِرْ أَنْتَ هَؤُلاَء الْكلمَاتِ ".
" عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَن النَّبِىِّ ﷺ قَالَ: بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ إِذْ أَتَانى جِبْرِيلُ، فَاحْتَمَلَنى عَلَى عَاتِقِهِ (جناحه) الأَيْمَنِ، فَأَدْخَلَنِى جَنَّةَ رَبِّى، وَفِى لَفْظٍ: جَنَّةَ عَدْنٍ، فَبَيْنَا أنَا فِيهَا إذْ رَمَقْتُ بَعيْنى تُفاحَةً فَانْفَلَقَتْ التُّفَاحَةُ بنصْفَيْنِ فَخَرَجَتْ منْهَا جَارِيَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ لَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْهَا حُسْنًا، وَلاَ أَجْمَلَ (أَكْملَ) مِنْها جَمَالًا، تُسَبحُ الله بِتَسْبِيحٍ لَمْ يَسْمَع الأَوَّلُونَ وَالآخرُونَ بِمِثْلِه، قُلتُ: مَا أَنْتِ؟ قَالَتْ أَنَا: الْحَوْرَاءُ خَلَقَنِى رَبِّى مِنْ نُورِ عَرْشِه، قُلْتُ: فَلِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا للأَمينِ (لِلديِّن الأَمِين الأَمغر) (*) الْخَليفَةِ الْمَظلُومِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ".
" عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ الله ﷺ فِى ثَمانىَ عَشْرَةَ خَلَتْ منْ رَمَضَانَ، فَأَبْصَرَ رَجُلًا يَحْتَجِمُ بِالبَقِيعِ، فَقالَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِى: افْغَمْ (أَفْطر) (ش) الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ ".
" عَنْ سَعِيدِ بْن عفير، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمن مِنْ وَلَدِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ يَعْلَى بْن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى مُعاوِيَةَ وَهُو جَالِسٌ وَعَمْرُو ابْنُ العَاصِ عَلَى فِراشِهِ، فَجَلسَ شَدَّادٌ بَيْنهمَا وَقَالَ: هَلْ تَدْرِيَانِ مَا يُجلِسُنِى بَيْنَكُما؛ لأَنِّي سَمعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: إِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا جَمِيعًا فَفَرِّقُوا بَيْنَهُمَا، فَوَالله مَا اجْتَمَعْتُما إِلاًّ عَلَى غَدْرَةٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُفَرِّقَ بَيْنَكُمَا ".
" بَكَى شُعَيْبٌ النَّبِىُّ مِنْ حُبِّ الله ﷻ حَتَّى عَمِىَ، فَرَدَّ الله إِلَيْهِ
بَصَرَهُ وَأَوْحَى إِلَيْهِ، يَا شُعَيْبُ مَا هَذَا البُكَاءُ؟ أَشَوْقًا إِلَى الجَنَّةِ أَوْ خَوْفًا من النَّارِ؟ ، قَالَ: إِلهِى وَسيِّدى، أَنْتَ تَعْلَمُ مَا أَبْكى شَوْقًا إِلَى جَنتِكَ، وَلاَ خَوْفًا مِن النَّار، وَلكِنِّى اعْتَقَدْتُ حُبَّكَ بقَلْبَى فَإِذَا أَنَا نَظَرْتُ إِلَيْكَ فَمَا أُبَالِى مَا الَّذِى صُنِعَ بى، فَأَوْحَى الله إِلَيهِ يَا شُعَيْبُ: إِنْ بِكَ ذَلِكَ حَقًا، فَهَنِيئًا لَكَ لِقائِى، يَا شُعَيْبُ: وَلِذَلِكَ أَخْدَمْتُكَ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ كَلِيمِي".
" إِنَّ الله - ﷻ - زَوَى لىَ الأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغارِبَها، وَإِنَّ مُلكَ أُمَّتِى سَيَبْلُغُ مَا زُوىَ لِى فِيهَا (*)، وَإِنِّى أُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأَبْيَضَ وَالأَحْمَرَ، وَإِنِّى سَأَلْتُ ربِّى - ﷻ - أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتِى بِسَنَة عَامَّةٍ، وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا فَيُهْلِكَهُمْ بِعَامَّةً، وَلاَ يُلبِسَهُمْ شِيعًا، وَأَنْ لاَ يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأسَ بَعْضٍ، فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ: إِنِّى قَدْ قَضَيْتُ قَضَاءً، فَإنَّهُ لاَ يُرَدُّ، وَإِنِّى قَدْ أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتكَ أنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِمِّنْ سوَاهُمْ فَيُهْلِكهُمْ بِعَامَّة حَتَّىَ يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلكُ بَعْضًا وَبَعْضُهُمْ يُسْبِى بَعْضًا. إِنِّى لاَ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِى إِلَّا الأَئِمَةً المُضِلِّينَ، فَإِذَا وَقَعَ السَّيْفُ فِى أُمَّتِى لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَة ".
"صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِى صَلاَةَ العَتَمَةِ بِمَكَّةَ مُعْتِمًا، فَأتَانِى جِبْرِيلُ بِدَابَّةٍ بَيْضَاءَ فَوْقَ الحِمَارِ وَدُونَ البَغْلِ فَاسْتَصْعَبَتْ عَلَىَّ، فَأَدَارَها بِأذُنِهَا حَتَّى حَمَلَنِى عَلَيْهَا، فَانْطَلَقَتْ تَهْوى بنَا، تَضَعُ حَافِرَهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفهَا، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى أَرْضٍ ذَاتِ نخْلٍ، قَالَ: انْزِلْ، فَنَزَلتُ، ثُمَّ قَالَ: صَلِ فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ رَكبْنَا، قَالَ لِى: أَتَدْرِى أيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلتُ: الله أَعْلَمُ، قَالَ: صَلَّيْتَ بِيَثْرِبَ، صَلَّيْتَ بِطَيْبَةَ، ثُمّ انْطَلَقَتْ تَهْوِى بِنَا، تَضَعُ حَافرَهَا حَيْثُ أَدْرَكه طَرْفهَا، حَتَّى بَلَغْنَا أَرْضا بَيْضَاءَ، قَالَ لِى: انْزِلْ، فَنَزَلتُ ثُمَّ قَالَ: صَلِّ فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ رَكبْنَا، قَالَ: تَدْرِى أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلتُ: الله أَعْلَمُ، قَالَ: صَلَّيْتَ بِمَدِينَة صَلّيْتَ (*)، عِنْدَ شَجَرَةِ مُوسَى، ثُمَّ انْطَلَقَتْ تَهْوِى بِنَا، تَضَعُ حَافِرَهَا حَيْثُ أَدْرَكَتْ طَرْفَهَا، ثُمَّ ارْتَفَعْنَا، فَقَالَ: انْزِلْ، فَنَزَلتُ، فَقَالَ: صَلِّ، فَصَلَّيْتُ ثُمَّ رَكبْنَا، فَقَالَ: أتَدْرِى أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلْتُ: الله أَعْلَمُ، قَالَ: صَلَّيْتَ بِبَيْتِ لَحْمٍ، حَيْثُ وُلِدَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ انْطَلَقَ بى، حَتَّى دَخَلنَا المَدينَةَ منْ بَابِ اليَمَانِىِّ، فَأَتَى قِبْلَةَ المَسْجِدِ، فَرَبَطَ دَابّتهُ وَدَخَلنَا المَسْجِدَ مِنْ بَابٍ فِيهِ تَمِيلُ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ، فَصَلَّيْتُ مِن المَسْجِدِ حيْثُ شَاءَ الله، ثُمَّ أُتَيْتُ بإِنَاءَيْنِ، فِى أَحَدِهِمَا لَبَن وَفِى الآخرِ عَسَل - أُرْسِلَ إِلَىَّ بهِمَا جَمِيعًا، فَعَدَلتُ بَيْنَهُمَا، ثُمّ هَدَانِى الله فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَشَربْتُ حَتَّى رَغَتْ (* *) بِهِ حسى، وَبَيْنَ يَدَىَّ شَيْخٌ مُتَّكِئٌ، فَقالَ: أَخَذَ صَاحِبُكَ بِالفطرَة، ثُمَّ انْطَلَقَ بِى حَتَّى أَتَيْتُ الوَادِىَ الَّذِى بِالمَدِينَةِ، فَإِذَا جَهَنَمُ تَنْكَشِفُ عنْ مِثْلِ الزَرابِىِّ، ثُمَّ مَرَرْنَا بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ بِمَكَانِ كذَا وَكذَا قَدْ أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُمْ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، هَذا صَوْتُ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ أَصْحَابِى قَبْلَ الصُّبْحِ بمَكَّةَ، فَأَتَانى أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ يَارَسُولَ الله أَيْنَ كنتَ اللَّيْلَةَ؟ فَقَدْ التَمَسْتُكَ فِى مَكَانِكَ فَلَمْ أَجِدْكَ، فَقُلتُ:
أعْلِمُكَ أِّنى أَتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِس اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: يَارَسُولَ الله، إِنَّهُ مَسِيرَةُ شَهْرٍ فصِفْهُ لى فَفُتِحَ لِى صرَاطٌ كَأنِّى أَنْظُرُ إِلَيْهِ، لاَ يَسْأَلُونِى عَنْ شَىْءٍ إِلاَّ أَنْبَأتُهُمْ عَنْهُ".
"صُمْ مِنْ كُل شَهْرٍ يَوْمًا وَلَكَ أجْرُ مَا بَقِىَ، وَصُمْ يَوْمَيْن وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِى، وَصُمْ ثَلاَثَةَ أيامٍ وَلَكَ أجْرُ مَا بَقِىَ، وَصُمْ أَرْبَعَةَ أَيَّام وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِىَ، وَأفْضَلُ الصَّوْم، صِيَامُ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ".
"صُمْ رَمَضَانَ وَالَّذِى يَلِيهِ، وَكُلَّ أَرْبَعَاءَ وَخَميسٍ، فَإِذَا أَنْتَ صُمْتَ الدَّهْرَ كلَّهُ وَأَفْطَرْتَ".
"صُمْ يَوْمًا مِنْ كل شَهْرٍ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقىَ، صُمْ يَوْمَيْنِ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِىَ، صُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كلِّ شَهرٍ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِىَ إِنَّ أَحَبَّ الصّيامِ إِلَى الله، صَوْمُ دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا".
42.2 Section
٤٢۔٢ مسند شداد بن الهاد
" دُعِىَ رَسُولُ الله ﷺ لِصَلاَةٍ، فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ حَسنًا أوْ حُسَيْنًا فَوَضَعَهُ إِلَى جَنْبِهِ فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَىْ صَلاَته سَجْدَةً أَطَالَ فِيهَا، فَرَفعْتُ رَأسِى مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، فَإِذَا الغُلاَمُ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ الله ﷺ ، فَأَعَدْتُ رَأسِى فَسَجَدْتُ، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ الله ﷺ قَالَ لَهُ القَوْمُ، يَارَسُولَ الله، لَقَدْ سَجَدْتَ فِى صَلاَتِكَ هَذِهِ سَجْدَةً مَا كنتَ تَسْجُدُهَا أفَكَانَ يُوحى (*)؟ ، قَالَ: لاَ، وَلكِنَّ ابْنِى، ارْتَحَلَنى فَكَرِهْتُ أَنْ أُعْجِلَهُ حَتَّى يَقْضِىَ حَاجَتَهُ".
"عَنْ عَبْد الله بْنِ شَدَّاد، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ. خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله ﷺ فِى إِحْدَى صَلاَتىْ العَشِىِّ: الظُّهْرِ أَوْ العصْر وَهُوَ حَامِلٌ حَسنًا أَوْ حُسَيْنًا، فَتَقَدَّمَ النَّبِىُّ ﷺ فَوضعَهُ تمَّ كبّرَ فِى الصلاَةِ، فسجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَىْ صَلاَتِهِ (* *) سَجْدَةً أَطَالهَا" فَرَفَعْتُ رَأسِى، فَإِذَا الصَّبِىُّ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ الله ﷺ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَرَجَعْتُ فِى سُجُودِى، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ الله ﷺ الصَّلاَةَ، قَالَ النَّاسُ: يَارَسُولَ الله، إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرانَىْ صَلاَتِكَ سجدة أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ أَوْ أَنَّهُ يُوحى إِلَيْكَ. قَالَ: كُلَّ ذلكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِى ارْتَحَلَنِى فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِىَ حَاجَتَهُ".
"عَنْ شَرَاحِل بْن مُرة، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ ﷺ يَقُولُ: أَبْشرْ يَا عَلِىُّ، حَيَاتُكَ مَعِى، وَمَوْتُكَ مَعِى".
"عَنْ عبْدِ الرَّحْمَنِ بْن غَنْمٍ، قَالَ: وَقَعَ الطَّاعُونُ بِالشَّامِ، فَقالَ عَمْرُو بْنُ العَاصِ: إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ، رجْسٌ، فَفرُّوا مِنْهُ فِى الأوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ شرَحْبيلَ ابْنَ حَسَنَةَ فَغَضِبَ، وَقالَ: كَذَبَ عَمْرُو بْنُ العَاصِ، لَقَدْ صَحبْتُ رَسُولَ الله ﷺ وَعَمْرُو أضَل مِنْ جَمَلِ (*) أهْلِه، إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ دَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَرَحْمَةُ ربِّكُمْ، وَوَفَاةُ الصَّالِحِينَ قَبْلكُمْ، فَبَلَغَ ذَلكَ مُعاذًا فَقالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ نَصيبَ الحُرِّ مُعاذ الأوْفَى (* *)، فَمَاتَتْ ابْنَتَاهُ وَطُعِنَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: الحَقُّ مِنْ ربِّكمْ، فَلاَ تَكُونُنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ، فَقَالَ: سَتَجِدُنى - إِنْ شَاءَ الله - مِنَ الصَّابِرِينَ، وَطُعِنَ مُعاذٌ فِى ظَهْرِ كَفِّهِ فَجَعَلَ يَقُولُ هِىَ أحَبٌّ إِلَى مِنْ حُمُرِ النَّعَم، وَرَأَى رَجُلًا يَبْكى عِنْدَه، فَقَالَ: مَا يبكِيكَ، قَالَ: عَلَى العِلم الَّذِى كُنتُ أَصَبْتُهُ منْكَ، قَالَ: فَلاَ تَبْك فَإن إِبْرَاهِيمَ كَانَ فِى الأرْضِ (وَلَيْسَ (* * *)) بِها عَالِم، فَأتَاهُ الله علمًا، فَإذَا أَنَا متُّ، فَاطَلُبَ العِلمَ عنْدَ أَرْبَعَة: عَبْدِ الله بنِ مَسْعُود، وَعَبْدِ الله ابْن سَلاَمٍ، وَسَلمَانَ، وَأبِى الدَّردَاءِ بْنِ خُزَيْمَةَ".
"عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَب، قَالَ: لَمَّا مَاتَ مُعاذٌ تَكَلّمَ عَمْرُو بْنُ عَبْسَةَ - أيْضًا - فيمَنْ يَلِيهِ، وَكَانَ يَقُولُ: أَنَا رَابِعُ الإِسْلاَم، فَقَالَ: يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رجْزٌ فَتَفَرّقُوا عَنْهُ فِى الشِّعابِ. فَقَامَ شُرَحْبيلُ بْنُ حَسَنَةَ، فَقَالَ: وَالله لَقَدْ أسْلَمْتُ وَإنَّ أمِيرَكُمْ (*) هَذَا أضَلُّ منْ جَمَل أَهْلِهِ، فَانْظُروا مَا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ . إِذَا وَقَعَ (الطاعون (* *) بِأَرْض وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلاَ (تَهربُوا فَإِنَّ) (* * *) المَوْتَ في أَعْنَاقكُمْ، وَإِذَا كَانَ بِأرْضٍ، فَلاَ تَدْخُلُوها فَإِنَّهُ يَحْرِقُ القُلُوبَ".
42.3 Section
٤٢۔٣ مسند القاضي وهو ابن الحارث الكندي
كر: أَدرَكَ النبيَّ ﷺ وَلَمْ يَلقَهُ، وَيُقال: بَلْ (*) لَقِيَهُ "عَنْ عَلىِّ بْن عَبْدِ الله بْنِ مُعاوِيةَ بْن مَيْسَرَةَ بْنِ شُريحٍ القاضي، ثنَا أَبى، عَنْ أبِيهِ مُعاوِيَةَ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: جَاءَ شُرَيْح إِلَى النَّبِىِّ ﷺ فَأسْلَمَ، ثُمَّ قَالَ: يَارَسُولَ الله، إِنَّ لى أهْلَ بَيْتٍ ذَوِى عَدَدٍ باليَمَنِ، فَقالَ لَهُ: جئْ بِهِمْ، فَجاءَ بِهِمْ وَالنَّبِىُّ ﷺ قَدْ قُبِضَ".
"عَنْ سَعيدِ بْن جُبَيْر، عَنْ شُرَيْع قَالَ: مَا هَاجَتْ رِيحٌ قَطٌّ إِلاَّ لِسَقِم صَحِيح، أوْ شِفَاءِ سَقِيمٍ".
42.4 Section
٤٢۔٤ مسند الشريد في سويد
" عَن الشَّرِيدِ قَالَ: أرْدَفَنِى النَّبى ﷺ فَقالَ: هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أمَيَّةَ ابْنِ أبِى الصَّلتِ، وَفِى لَفْظ: هَلْ تَرْوِى مِنْ شعْرِ أمَيةَ شَيْئًا؟ قُلتُ: نَعَمْ! فَأنْشَدْتُهُ، قَالَ: هِيهِ فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ: هِيهِ حَتَّى أنْشَدْتُهُ مِائةَ بَيْت، فَقَالَ إِنْ كَادَ لَيُسْلِمُ، وَفِى لَفْظٍ: لَقَدْ كَادَ أَنْ يُسْلِمَ فِى شِعْرِهِ".
"عَنِ الشَّرِيدِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ الله ﷺ فِى حجةِ الوَدَاع، فَبَينَا أنَا أمْشِى ذاتَ يَوْمٍ إِذَا وَقع نَاقَة خَلفِى، فَالتَفْتُّ فإِذَا رَسُولُ الله ﷺ فَقَالَ: الشريدُ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَلاَ أحْمِلُكَ؟ قُلتُ: بَلَى! وَمَا بِىَ مِنْ إِعْبَاء وَلاَ لُغُوبٍ (*)، وَلَكنْ أرَدْتُ البَرَكَةَ فِى رُكُوبِى مَعَ رَسُولِ الله ﷺ فَأنَاخَ، فَحَمَلنِى، فَقَالَ: أمَعَكَ مْنِ شعْر أمَيةَ بْن أبِى الصَّلتِ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قَالَ: هَات فَأنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ، فَقَالَ: عِنْد الله عِلمُ أمَيةَ بْنِ أبِى الصّلتِ، عِنْدَ الله عِلمُ أمَيَّةَ بْنِ أبِى الصَّلتِ".
ابن صاعد، وَقالَ: غريب، كر .
"عَنْ شَيْبَةَ قَالَ: دَخَلَ النَّبىُّ ﷺ الكَعْبَةَ فَصَلَّى فِيهَا رَكْعَتيْنِ، فَإِذَا فيهَا تَصَاوِيرُ، فَقَالَ: يَا شَيْبَةُ اكفِنى شَرَّهُ. فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقالَ لَهُ رَجُل: اطيِّنْهَا ثُمَّ (*) الطخُهَا بزَعْفَرَان، فَفَعَلَ".
"عَنْ عَبْدِ الرَّحمنِ الزَّجَّاجِ قَالَ: أَتَيْتُ شَيْبَةَ بْنَ عثمَانَ، فَقُلتُ يا أَبا عثمَانَ: زَعمُوا أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ دَخَلَ الكَعْبَةَ فَلَمْ يُصَلِّ! فَقَالَ: كذَبُوا وَأَبِى لَقَدْ صَلَّى بَيْنَ العَمُودَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ألصَقَ بهِمَا ظَهْرَهُ وَبَطنَهُ".
"عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شُعْبَة (*)، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِىِّ ﷺ يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَالله مَا خَرَجْتُ إِسلاَمًا وَلَكِنِّى خَرَجْتُ آنِفًا أَنْ تَظهَرَ هَوَازِنُ عَلَى قُرَيْشٍ، فَوَالله إِنِّى لَوَاقِف مَعَ رَسُولِ الله ﷺ إِذْ قُلتُ: يَا نَبِىَّ الله! إِنِّى لأرَى خَيْلًا بَلقَاءَ، قَالَ: يَا شَيْبَةُ إِنَّهُ لاَ يَراهَا إِلاَّ كافرٌ، ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ في صَدْرى، فَقالَ: اللَّهُمَّ اهْدِ شَيْبَةَ. فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثًا، فَمَا رَفَعَ النَّبِىُّ ﷺ يَدَهُ مِنْ صَدْرِى الثَّالِثَةَ حَتَّى مَا أجِد مِنْ خلقِ الله أَحَبَّ إِلَى منْهُ، فَالتَقَى المُسْلِمُونَ فَقُتِلَ مَنْ قُتلَ، ثُمَّ أَقْبَلَ النَّبِىُّ ﷺ وَعُمَرُ آخِدٌ باللِّجَامِ، وَالعَبَّاسُ آَخِذٌ بِالثَّغْرِ، فَنَادَى العَباسُ: أَيْنَ المُهَاجِرُونَ؟ أَيْنَ أَصْحَابُ (سُورَة البَقَرةِ) بِصَوْتٍ عَال، هَذَا رَسُولُ الله، فَأقْبَلَ النَّاسُ وَالنَّبِىُّ ﷺ يَقُولُ: قَدِّمَاها (* *) أَنَا النَّبِىُّ لاَ كَذِبَ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطلِبِ، فَأقْبَلَ المُسْلِمُونَ فَاصطَكُوا بِالسُّيُوفِ، فَقالَ النَّبِىُّ ﷺ : الآنَ حَمِىَ الوَطِيسُ".
"عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صُحَار، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخْسَفَ بقَبائِلَ، حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُل مِنْ بَنِى فُلاَنٍ، قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ العَرَبَ تُدْعَى إِلَى قَبَائِلِهَا، وَأَنَّ العجَمَ تُدْعَى إِلَى قُرَاها".
"عَنْ جُبَيْر بْنِ صَخْر حَارِسِ النَّبِىَّ ﷺ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ العَاص باليَمَن زَمَنَ النَّبِىِّ ﷺ وَتُوُفِّىَ رَسُولُ الله ﷺ وَهُوَ بِها، وَقَدِمَ بَعْدَ وَفاته بِشَهْرٍ وعَلَيْهِ جُبَّةُ دِيبَاجٍ، فَلَقِىَ عُمَرَ، فَصَاحَ عُمَرُ بِمَنْ يَلِيه: مَزِّقُوا جُبَّتَهُ، أَتَلبَسُ الحرِيرَ وَهُوَ فِى رِحَالِنَا فِى السِّلم مَجْهُولٌ، فَمَزَّقوا عَلَيْهِ جُبَّتهُ".
"عَنْ عِقَالِ بْنِ شَيْبَةَ بْن عِقَالِ بْن صعْصَعَةَ بْن نَاجِيَةَ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عَنْ صعْصَعَةَ بْنِ نَاجيَةَ، قَالَ: قُلتُ يَارَسُولَ الله، أوْصِنِى، قَالَ: امْلِكْ مَا بَيْنَ لَحيَيْكَ وَرجْلَيْكَ، فَوَلّيْتُ وَأنَا أقُولُ حَسْبِى".