32. Actions > Letter Bā (3/5)
٣٢۔ الأفعال > مسند حرف الباء ص ٣
"كَانَ النَّبِىُّ ﷺ إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ أَهْلِهِ دَعَا بِجَارِيةٍ - يُقَالُ لَها: بَرِيرَةُ - بالسِّوَاكِ".
"أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ كَانَ يَوْمَ فَتْح مَكَّةَ تَوَضَّأ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيه، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَارَسُولَ اللهِ! رَأَيْتُكَ الْيَوْمَ صَنَعْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ لِتَضنَعَهُ قَبْلَ الْيَوْمِ، فَقَالَ: عَمْدًا صَنَعتُهُ يَا عُمَرُ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ: أَنَّ النَّجَاشِى أَهْدَى إِلَى النَّبِىِّ ﷺ خُفَّيْنِ سَاذَجَيْنِ (*) أَسْودَيْنِ فَلَبِسَهُمَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَيْهِمَا".
"كُنْتُ عنْدَ رَسُول اللهِ ﷺ فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَارَسُولَ الله! إِنَّ عِنْدِى مِيرَاثَ رَجُلٍ مِنَ الأَزْدِ، فَلَمْ أَكُنْ أَجِدُ أَزْدِيًّا أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ، قَالَ: انْطَلِقْ فَالْتَمِس أَزْدِيّا عَامًا أوْ حَوْلًا، فَادْفعْهُ إِلَيْهِ، فَانْطَلَقَ، ثُمَّ أَتَاهُ في العام التابع، فقال: يَارَسُولَ اللهِ! مَا وَجَدْتُ أَزْديّا أُؤَدِّى إِلَيْه، قال: انْطَلَقْ، فَأَتَاهُ فِى العَام التَّابِع، فقال: يَارَسُولَ اللهِ! مَا وَجَدْتُ أَزْدِيَّا أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ، قَالَ: انْطَلِقْ إِلَى أَوَّلِ خُزَاعِىٍّ تَجدُهُ فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا قَفَّى قَالَ: عَلَىَّ بِهِ، قَالَ: فاذْهَبْ فادْفَعْهُ إلَى أَكْبَرِ خُزَاعَةَ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ عَلِىٍّ إِلَى الْيَمَنِ، فَرَأَيْتُ مِنْهُ جَفْوَةً، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ ذَكَرْتُ عَلِيّا، فَتَنَقَّصْتُهُ، فَجَعَلَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ ﷺ يَتَغَيَّرُ، فَقَالَ: يَا بُريْدَةُ! أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهمِ؟ قُلتُ: بَلَى يَارَسُولَ اللهِ! قَالَ: فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِىٌّ مَوْلاَهُ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَخْطُبُنَا، فَأَقْبَلَ حَسَنٌ وحُسَيْنٌ عليْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ، يمْشِيَانِ، وَيَعْثُرانِ، وَيَقُومَانِ، فَنَزلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَأَخَذَهُمَا، فَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ الله وَرَسُولُهُ {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} رَأَيْتُ هَذَيْن فَلمْ أصْبِرْ، ثُمَّ أَخَذَ فِى خُطْبَتِه".
"إِن رَسُولَ اللهِ ﷺ ، قَالَ: سَمِعْتُ خَشْخَشَةً أَمَامِى، فَقُلْتُ: مَنْ هذَا؟ قَالُوا: بِلاَلٌ، قَالَ: بِمَ سَبَقْتَنِى إِلى الْجَنَّةِ؟ قَالَ: يَارَسُولَ اللهِ! مَا أَحْدَثْتُ إِلاَّ تَوَضَّأتُ، وَلاَ تَوَضَّأتُ إِلاَّ رَأَيْتُ أَنَّ للهِ عَلَىَّ رَكعَتَيْنِ أُصَلِّيهِمَا، قَالَ: بِهَا".
"كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا عَلَى سَرِيَّةٍ أَوْ جَيْشٍ أَوْصَاهُ، فَقَالَ: إِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَادْعُهُمْ إِلَى إِحْدَى ثَلاَثِ خِصَال، فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ، فَكُفَّ عَنْهُمْ، وَاقْبَلْ مِنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ (إِلَى الإِسْلاَم، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَكُفَّ عَنْهُمْ واقْبَلْ مِنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ) (*) إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهاجِرِينَ، وَأعْلِمْهُمْ (أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ أَنَّ لَهُمْ مَا لِلمُهَاجِرِينَ، وَأَنَّ عَلَيْهِمْ) (*) مَا عَلَى المُهَاجِرِينَ، وَإِنْ أَبَوْا وَاخْتَارُوا دَارَهُمْ، فَأخْبِرهُمْ أنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِى عَلَيْهِم حُكْمُ اللهِ الَّذِى يَجْرِى عَلَى الْمُؤْمنِينَ، وَلاَ يَكُونُ لَهُمْ فِى الْفَئِ وَالْغَنِيمَةِ نَصِيبٌ إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسَلِمِينَ، فَإِنْ أَبَوْا فَادْعُهُمْ إِلَى إعْطَاءِ الْجِزْيَة، فَإِنْ أَجَابُوا فَاقْبَلْ منْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ، وَإِنْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَقَاتِلْهُمْ".
"خَرَجَ النَّبِىُّ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَادَى ثَلاَثَ مَرَّات: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّمَا مَثَلِى وَمَثَلُكُمْ مَثَلُ قَوْمٍ خَافُوا عَدُوّا أَنْ يَأتِيَهُمْ فَبَعَثُوا رَجُلًا يَتَرَايَا لَهُمْ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَبْصرَ الْعَدُوَّ فَأقَبْلَ ليُنْذِرَ قَوْمَهُ، فَخَشِى أَنْ يُدْرِكَهُ العَدُوُّ قَبْلَ أَنْ يُنْذِرَ قَوْمَهُ فأَهْوَى بِثَوبِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ! أَيُّهَا النَّاسُ! أُتِيتُمْ ثَلاَثَ مَرَاتٍ".
"عَنْ بُريْدَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِىِّ ﷺ ، إِذْ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ عَلَى أُمِّى صَوَمُ شَهْرَيْنِ أَفأَاصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ: صُومِى عَنْهَا، أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ قَضَيْتِهِ أَنْ كَانَ يُجْزِى عَنْهَا؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَصُومِى عَنْهَا".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعَ النَّبِىُّ ﷺ صَوْتَ الأَشْعَرِىِّ أَبِى مُوسَى وَهُوَ يَقْرَأُ، فَقَالَ: لَقَدْ أُوتِىَ هذَا مِزْمازًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ، فَحَدَّثْتُهُ بذَلكَ، فَقَالَ: الآنَ أَنْتَ لِى صَدِيقٌ حِينَ أَخْبَرْتَنِى هَذَا عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ ، لَوْ علِمْتُ أَنَّ نَبِىَّ اللهِ ﷺ يَتَسَّمْعُ لقَرَاءَتِى حَبَّرْتُهَا تَحْبِيرًا، قَالَ: وَسَمِعَ النَّبِىُّ ﷺ صَوْتًا آخَرَ، فَقَال النَّبِىُّ ﷺ : أَتَقُولُهُ مُرَائِيًا؟ فَلَم أُجِبِ النَّبِىَّ ﷺ بِشَىْءٍ حَتَّى رَدَّدَهَا عَلَىَّ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، فَقُلْتُ بَعْدَ اثْنَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثٍ: أَتَقُولُهُ مُرائيًا؟ بَلْ هُوَ مُنِيبٌ، قَالَ: وَسَمِعَ آخَرَ يَدْعُو يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّى
أسْأَلُكَ بِأَنِّى أَشْهدُ أَنَّكَ أَنْتَ الله الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذى لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ ولَم يَكُنْ لكَ كُفُوًا أَحَدٌ، فَقَالَ: لَقَدْ سَأَلَ الله بِاسْمِهِ الَّذِى إِذَا دُعِىَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِىَّ ﷺ فَقَالَتْ: يَارَسُولَ الله! تَصَدَّقْتُ عَلَى أَبِى بِجَارِية، فَمَاتَتْ أُمِّى، فَقَالَ: لَكِ أَجْرُكِ، وَرَدَّهَا عَلَيْكِ المِيرَاثُ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِىُّ ﷺ مِنْ أَفْصَحِ الْعَرَبِ، وَكَانَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلامِ لاَ يَدْرُونَ مَا هُوَ حَتَّى يُخْبِرَهُمْ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ لِفَاطِمَةَ: زَوَّجْتُك خَيْرَ أَهْلِى أَعْلَمَهُمْ عِلْمًا، وَأَفْضَلَهُمْ حِلْمًا، وَأَولَّهُمْ سِلْمًا".
"عَنْ بُرَيْدَةَ (*): أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ بَعَثَ سَرِيَّةً، وَبَعَثَ مَعَهَا رَجُلًا يَكْتُبُ إِلَيْهِ بِالأَخْبَارِ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَاقَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بأصْحَابِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: جُنْدُبُ وَمَا جُنْدُبٌ؟ وَالأَقْطَع الْخَيْر (الخير (* *) حَتَّى أَصْبَحَ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ﷺ مَا رَأَيْنَا رَجُلًا أَحْسَنَ سيَاقًا منْ رَسُولِ الله ﷺ غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ قَطَعَ بِكَلِمَتْيَنِ: جُنْدُبٌ وما جُنْدُبٌ؟ والأَقْطَعُ الْخَيْر الْخَيْر (* * *)؟ فَسَأَلَه أَبُو بكرٍ فَقَالَ: أَمَّا جُنْدُبٌ، فَيَضْرِبُ ضَرْبَةً يَكُونُ فِيهَا اسْمُهُ وَحْدَهُ. وَأمَّا زَيْدو: فَرَجُلٌ مِنْ أُمَّتِى تَدْخُلُ يَدُهُ الْجَنَّةَ قَبْلَ يَدَيْه بِبُرْهَةٍ. فَلَمَّا وَلِىَ عُثْمَانُ وَلَّى الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ الْكُوفَةَ، فَأَجْلَسَ رَجُلًا يَسْحَرُ يُرِيهِمْ أَنَّهُ يُحْيِى وَيُميتُ، فَجَاءَ جُنْدُبٌ وبِسَيْف تَحْتَ بُرْنُسِهِ، ثُمَّ ضَرَبَ بِهِ عُنُقَ السَّاحِرِ، وَأَمَّا زَيْدٌ فَقُطِعَتْ يَدُهُ يَوْمَ الْقَادِسَّيةِ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: بَعَثَ النَّبِىُّ ﷺ شُجَاعَ بْنَ أَبِى وَهْبٍ الأَزْدِى إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ الحَارِثِ جَبَلَة بْنِ الأَيْهَمِ".
"عَنْ بُريَدَةَ: أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ اسْتَعَمْلَ حُذَيْفَةَ عَلَى بَعْضِ الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: يَا حُذَيْفَةُ! هَلْ (رزى (*) مِنَ الصَّدَقَةِ شَىْءٌ؟ قَالَ: لا، يَارَسُولَ اللهِ! أَنْفَقْنَا بِقَدَر إِلاَّ أَنَّ ابْنَةً لِى أَخَذَتْ جَدْيًا مِنَ الصَّدَقَةِ، قَالَ: كَيْفَ بِكَ يَا حُذَيْفَةُ إِذَا (أُلْقِىَ) (* *) فِى النَّارِ وَقِيلَ لَكَ: ائْتِنَا بِهَا؟ فَبَكَى حُذَيْفَةُ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهَا فَجِئَ بِهَا، فَألْهَاهَا فِى الصَّدَقَةِ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: أَعَانَ جِبْرِيلُ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ عِنْدَ مَدْحِهِ النَّبِىَّ ﷺ بِسَبْعِينَ بَيْتًا".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعَ النَّبِىُّ ﷺ رَجُلًا يُصَلِّى يَقْرَأُ، فَقَالَ لِبُرَيْدَةَ: أَتَعْرِفُ هَذَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَارَسُولَ الله! هَذَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ صَلاَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لاَ تُسْمِعْهُ فَيَهْلِكَ، إِنَّكُمْ أُمَّةٌ أُرِيدَ بِكُمُ الْيُسْرُ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ غَزَا تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً (مَا فط (*) فِى ثَمَانٍ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلاَةٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ (* *) صَلَّى الظُّهْرَ، وَالْعَصْرَ، وَالْمَغْرِبَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ: أَنَّ النَّبِىّ ﷺ زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ فِى أَلْفِ مُقَنَّعٍ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَمَا رُئِىَ بَاكيًا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِىِّ ﷺ إِذْ بَلَغَهُ وَفَاةُ ابْنِ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا رآهَا قَالَ: مَا هَذَا الْجَزَعُ؟ قَالَتْ: يَارَسُولَ اللهِ! وَمَالِى لا أَجْزعُ وَأَنَا رَقُوبٌ (*) لاَ يَعِيشُ لِى وَلَدٌ. فَقَالَ لَهَا النَّبِىٌّ ﷺ : إِنَّمَا الرَّقُوبُ الَّتِى يَعِيشُ وَلَدُهَا، أَمَا تُحِبِّينَ أَنْ تَريهِ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ وَهُوَ يَدْعُوكِ إِلَيْهَا؟ قَالَتْ: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّهُ كَذلِكَ".
"اغْزُوا باسْمِ اللهِ، وَفِى سَبِيلِ اللهِ، وَقَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ باللهِ، اغْزُوا وَلاَ تَغُلُوا، وَلاَ تَغْدِروُا، وَلاَ تَمْثُلُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ فَأيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَولِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهاجِرِينَ، وَأخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلمُهَاجِرِينَ، وَعَليْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، فَإنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأخْبِرْهُمْ أنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِى عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللهِ الَّذِى يَجْرِى عَلَى الْمُؤْمِنيِنَ، وَلاَ يَكُونُ لَهُمْ فِى الْغَنِيمَةِ وَالْفَىْءِ شَىْءٌ إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَإنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمُ الْجِزْيَةَ، فَإنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، فَإِنْ هُمْ أبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَقَاتِلهُمْ، وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ، فَلاَ تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَلاَ ذِمَّةَ نَبِيِّهِ، وَلَكِن اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ، فَإِنَّكُمْ إِنْ تَخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحابكُمْ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ تَخْفِرُوا (*) ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ، وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزَلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ فَلاَ تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ، وَلَكِنْ أَنزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ فَإنَّكَ لاَ تَدْرِى أَتُصِيبُ حُكْمَ اللهِ فِيهِم أَمْ لاَ".
الشافعى، حم، م، د، ت، ن، هـ، والدرامى، وابن الجارود، والطحاوى،
"اغْسِلْ ذَكَرَكَ، وَتَوَضَّأ وضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ".
"اغْفِرْ فَإِنْ عَاقَبْتَ فَعَاقِبْ بِقَدرِ الذَّنْبِ وَاتَّقِ الْوَجْهَ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَخَذَ اللِّوَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَرَجَعَ وَلَم يُفْتَحْ لَهُ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَخَذَ عُمَرُ وَلَم يُفْتَحْ لَهُ، وَقُتِلَ ابْنُ مَسْلَمَةَ، وَرَجَعَ النَّاسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : لأَدْفَعَنَّ لِوَائِى هذَا إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ الله وَرَسُولُهُ، لَنْ يَرْجِعَ حَتَّى يُفْتَحَ عَلَيْهِ، فَبِتْنَا طَيِّبَةً أَنْفُسُنَا أَنَّ الْفَتْحَ غَدًا، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ الْغَدَاةَ ثُمَّ دَعَا بِالَّلوَاءِ وَقَامَ قَائمًا، فَمَا مِنَّا مِنْ رَجُلٍ لَهُ مَنْزِلَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِلاَّ وَهُوَ يَرْجُو أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الرَّجُلَ، حَتَّى تَطَاوَلْتُ أَنَا لَهَا، وَدَفَعْتُ رَأسِى لمَنْزِلَة كَانَتْ لِى مِنْهُ، فَدَعَا عَلَىَّ ابْنَ أَبِى طَالِبٍ وَهُوَ يَشْتَكِى عَيْنَيْهِ، فَمَسَحَهَا، ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ اللِّوِاءَ فَفُتِحَ لَهُ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بحَضْرَةِ خَيْبَرَ فَزِعَ أَهْلُ خَيْبَرَ، فَقَالُوا: جَاءَ مُحَمَّدٌ فِى أَهْلِ يَثْرِبَ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِالنَّاسِ، فَلَقِىَ أَهْلَ خَيْبَرَ فَرَدُّوهُ، وَكَشَفُوهُ هُوَ وَأَصْحَابهُ، فَرَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ يُخْبرُ أَصْحَابَهُ، وَيُجِيبُهُ أَصْحَاُبهُ. فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : لأُعْطِيَنَّ اللِّوَاءَ غَدًا رَجُلًا يُحبُّ الله وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ الله وَرَسُولُهُ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ تَصَادَرَ لَهَا أبو بكر، وَعُمَرُ، فَدَعَا عَلِيّا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أرْمَدُ، فَتَفَلَ فِى عَيْنِهِ، وأعْطَاهُ اللِّوَاءَ، فَانْطَلَقَ بالنَّاسِ فَلَقِىَ أَهْلَ خَيْبَرَ وَلَقِىَ مَرْحَبًا الْخَيْبرِىَّ فَإذَا هُوَ يَرْ تَجِزُ وَيَقُولُ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّى مَرْحَبُ ... شَاكِى السِّلاح بطلٌ مُجَرِبُ
إذا الليُوثُ أقْبلَتْ تلهبُ ... أَطْعَنُ أحْيانا وحينًا أَضْرِبُ
فَالْتَقَى هُوَ وَعَلَىٌّ، فَضَرَبَهُ عَلىٌّ ضَرْبَةً عَلَى هَامَتِهِ بِالسَّيْفِ، عَض السَّيْفُ مِنْها بِالأَضْرَاسِ.
وَسَمِعَ صَوْتَ ضَرْبَتِهِ أَهْلُ الْعَسْكَرِ، فَما تَتَامَّ آخِرُ النَّاسِ حَتَّى فَتَحَ لأَوْلَهُمْ".
"عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُرَيْدَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ يَوْمَ حُنَيْنٍ انْكَشَفَ النَّاسُ عَنْهُ فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلاَّ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: زَيْدٌ آخِذٌ بِعِنَانِ بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءٍ، وَهِىَ الَّتِى أَهْدَاهَا لَهُ النَّجَاشِىُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ : وَيْحَكَ! حُضَّ الأَوْس وَالْخَزْرَجَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَوْسِ وَالْخَزْرجِ! هَذَا رَسُولُ اللهِ يَدْعُوكُمْ، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ: وَيْحَكَ
ادْعُ المُهَاجِرِينَ فَإِنَّ للهِ فِى أَعْنَاقِهِمْ بَيْعَةً، قَالَ فَحَدَّثَنِى بُرَيْدَةُ أَنَّهُ أَقْبَلَ مِنْهُمْ أَلْف قَدْ طَرَحُوا الْجُفُونَ (*) وَكَسَرُوهَا ثُمَّ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ ﷺ حَتَّى فُتِحَ عَلَيْهِمْ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ فِى أَعْرَابِ الْمُسلِمِينَ: لَيْسَ لَهُم فِى الْفَىْءِ وَالْغَنِيمَةِ شَىْءٌ إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ عَنِ النَّبِىِّ ﷺ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ يوم (* *) فَقَالَ: أَنْتَ فِى الظِّلِّ، وَأَصْحَابُكَ فِى الشَّمْسِ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِىُّ ﷺ إِذَا دَخَلَ السُّوقَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهَا وَخَيْرِ مَا فِيهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشرِّ مَا فِيهَا، اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ أَنْ لاَ أُصِيبَ فِيهَا يَمِينًا فَاجِرَةً، أَوْ صَفْقَةً خَاسِرَةً".
"عَنْ بُرَيْدَةَ: أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ تَفَلَ عَلَى جُرْحِ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ حِينَ قُطِعَتْ رِجْلُهُ فَبَرأَ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قال: لَمَّا رَجَمَ النَّبِىُّ ﷺ مَاعِزَ بْنَ مَالكٍ كَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ، قَائِلٌ يَقُولُ: لَقَدْ هَلَكَ عَلَى أَسْوَأ حَالَةٍ، فَقَدْ أَحَاطَتْ به خَطِيئَتُهُ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: أَتَوْبَةٌ أَفْضَلُ مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزِ بْنِ مَالِك؟ إِنَّهُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ فَوَضَعَ يَدَهُ في يَدِهِ وَقَالَ: اقْتُلْنِى بالْحِجَارَةِ، فَلَبِثُوا كَذَلِكَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَهُمْ جُلُوسٌ فَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ: اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالُوا: غَفَرَ الله لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ رَسُول اللهِ ﷺ : لَقَدْ تَابَ تَوْبَة لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ وَسِعَتْهُمْ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: لَمَّا رُجِمَ مَا عِزٌ قَالَ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ: هذَا مَا عِزٌ أَهْلَكَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : لَقَدْ تَابَ إِلَى اللهِ تَوْبَة لَوْ تَابَهَا فِئةٌ مِنَ النَّاسِ لَقُبِلَ مِنْهُمْ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ: أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ اسْتَغْفَرَ لِماعِزِ بْنِ مَالِكٍ بَعْدَ مَا رَجَمَهُ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ: أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ لَمَّا أَقَرَّ النَّاسُ أَنْ يَرْجُمُوا الْغَامِدِيَّةَ أَقْبَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَرَمَى رَأسَهَا فَنَضَحَ الدَّمُ عَلَى خَالِد فَسَبَّهَا، فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ سَبَّهُ إِيَّاهَا، فَقَالَ: مَهْلًا يَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ لاَ تَسُبَّهَا؛ فَوَ الَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْتَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ، فَأَمَرَ بِهَا فَصُلِّى عَلَيْهَا، وَفِى لفظ: لَوْ تَابَها صاحِبُ مَكْسٍ (*)، أَوْ سَبْعُونَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَقُبِلَتْ مِنْهُمْ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَى خَالِدِ بنِ الْوَلِيدِ
ليُقَسِّمَ (*) الْخُمُسَ، وَفِى لَفْظٍ: لِيَقْبِضَ الْخُمُسَ، فَأصْبَحَ عَلِىٌّ وَرَأسُهُ تَقْطُرُ، فَقَالَ خَالِدٌ: أَلاَ تَرَى مَا يَصْنَعُ هَذَا! فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى النَّبِىِّ ﷺ ! أَتُبْغِضُ عَلَيّا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَلاَ تُبْغِضْهُ، وَفِى لَفْظٍ قَالَ: فَأحِبَّهُ فَإَنَّ لَهُ فِى الْخُمُسِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيْسأَلُهُ رَبُّ الْعَالمِينَ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلاَ تَرْجُمَانُ (* *) ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: أَهْدَى أَمِيرُ الْقِبْطِ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ بَغْلَةً شَهْبَاءَ وَجَارِيَتَيْنِ فَكَانَ يَرْكَبُ الْبَغْلَةَ، وَوَهَبَ إحْدَى الْجَارِيَتَيْنِ لِحَسَّان بْنِ ثَابِتٍ، وَتَسَرىَّ الأُخرَى فَوَلَدَتْ لَهُ ابْنَ النَّبِىِّ ﷺ ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: رَأسُ مِائَةِ سَنَةٍ تُبْعَثُ رِيحٌ طيِّبَةٌ بَارِدَةٌ، يقْبَضُ فِيهَا رُوحُ كُلِّ مُسْلِمٍ".
جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! طَهِّرْنِى، قَالَ: وَيْحَكَ، ارْجِعْ واسْتَغْفرِ الله وَتُبْ إلَيْهِ، فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! طَهِّرِنِى، فَقَالَ النَّبىُّ ﷺ مِثْلَ ذلِكَ. حَتَّى إذَا كَانَتِ الرَّابِعَةُ قَالَ لَهُ النَّبِىُّ ﷺ : فَفِيمَ أُطَهِّرُكَ؟ قَالَ: مِنَ الزِّنَا. فَسَأَلَهُ ﷺ أَبِهِ جُنُونٌ؟ فَأُخْبِرَ: أَنَّهُ لَيْسَ بِمَجْنُونٍ، فَقَالَ: أَيَشْرَبُ خَمْرًا؟ فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَنكهَهُ فَلَمْ يَجِدْ مِنْهُ رِيحَ خَمْرٍ، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ : أَثَيِّبٌ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ تَقُولُ فِرْقَةٌ: لَقَدْ هَلَكَ مَاعِزٌ عَلَى سُوءِ عَمَلِه، لَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: أَتَوْبَةٌ أَفْضَلُ مِنْ توبَةِ مَاعِزٍ! إِذْ جَاءَ إِلَى النَّبِىِّ ﷺ فَوَضَعَ يَدَهُ فِى يَدِهِ، فَقَالَ: اقْتُلْنِى بالْحِجَارَة، فَلَبِثُوا بِذَلِكَ يَوْميْنِ أَوْ ثَلاَثَةً، ثُمَّ جَاءَ النَّبِىُّ ﷺ وَهُمْ جُلُوسٌ فَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ الله لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهَا، قَالَ: ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ غَامِدٍ مِنَ الأَزْدِ فَقَالَتْ: يَارَسُولَ الله! طَهِّرنِى، قَالَ: وَيْحَكِ (*) ارْجِعِى فَاسْتَغْفِرِى الله وَتُوبِى إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: لَعَلَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَرُدَّنِى كَمَا رَدَدْتَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَتْ: إِنَّهَا حُبْلَى مِنَ الزِّنَا، فَقَالَ: أَثَيِّب أَنْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: إِذَنْ لاَ نَرْجُمَنَّكِ حَتَّى تَضَعِى مَا فِى بَطْنِكِ، فَكَفَلَهَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ حَتَّى وَضَعَتْ، فَأَتَى النَّبِىَّ ﷺ فَقَالَ: قَدْ وَضَعَتِ الْغَاَمِدِيَّةُ، قَالَ: إِذَنْ لاَ نَرْجُمهَا، ونَدَع وَلَدَهَا صَغِيرًا فَلَيْسَ لَهُ مَنْ يُرْضِعُهُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: إِلَىَّ رَضَاعُهُ يَانَبِىَّ اللهِ! فَرَجَمَهَا
"عَنْ بُرَيْدَةَ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِىَّ ﷺ فَقَالَ: يَارَسُول اللهِ! هَلْ فِى الْجَنَّةِ خَيْلٌ؟ قَالَ: إِنْ يُدْخِلْكَ الله الْجَنَّةَ فَلاَ تَشَاءُ تَرْكَبُ علَى فَرَسٍ مِنْ يَاقُوتَة حَمْرَاءَ تَطِيرُ بِكَ فِى الْجَنَّة حَيْثُ شِئْتَ، فَجَاءَ رَجُلٌ آخرُ فَقَالَ: يَارَسُولَ اللهِ! هَلْ فِى الْجَنَّةِ إِبِلٌ؟ فَلَمْ يَقُلْ لَهُ مِثْلَ الَّذِى قَالَ لِصَاحِبِهِ، قَالَ: إِنْ يُدْخِلْكَ الله الْجَنَّةَ يَكُنْ لَكَ فِيهَا مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِىُّ ﷺ فِى مَسِير لَهُ إذْ أَتَى عَلَى رَجُلٍ يَتَقَلَّبُ ظَهْرًا لبَطْنٍ فِى الرَّمْضَاءِ وَيَقُولُ: يَا نَفْسُ نَوْمٌ بالَّليْلِ وَبَاطِلٌ بالنَّهَارِ! وَتَرْجِينَ أَنْ تَدْخُلِى الْجَنَّةً؟ فَلَمَّا قَضَى دَأبَ (*) نَفْسِهِ أَقْبَلَ إلَيْنَا فَقَالَ: دُوْنَكُمْ أَخُوكُمْ، قُلْنَا: ادْعُ الله يَرْحَمكَ الله، قَالَ اللَّهمَّ اجْمَعْ عَلَى الهُدَى أَمْرَهُمْ، قُلْنَا: زِدْنَا، قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ التَّقْوَى زَادَهُمْ، قُلْنَا: زِدْنَا، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ زِدْهُمُ اللَّهُمَّ وَفّقْهُ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلِ الْجَنَّةَ مأوَاهُمْ" (* *).
"عَنْ بُرَيْدَةَ: أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ أَتَى النَّبِىَّ ﷺ فَأَقَرَّ بِالزِّنَا فَرَدَّةُ، ثُمَّ عَادَ فَأَقَرَّ بِالزِّنا فَرَدَّهُ، ثُمَّ عَادَ فَأَقَرَّ بِالزِّنَا فَرَدَّهُ، فَلَمَّا كَانَ فِى الرَّابعَة سَأَلَ قَوْمَهُ هَلُ تُنْكِرُونَ مِنْ عَقْلِهِ شَيْئًا؟ قَالُوا: لاَ، فَأَمَرَ به فَرُجِمَ فِى مَوْضِع قَلِيلِ الْحِجَاَرَةِ فَأبْطَأَ عَلَيْهِ الْمَوتُ، فَانْطَلَقَ يَسْعَى إِلَى مَوْضِع كَثِيرِ الْحَجَارةِ، وأتْبَعَهُ النَّاسُ فَرَجَمُوهُ حَتَّى قَتَلُوهُ، ثُمَّ ذَكَرُوا شَأنَهُ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ وَمَا صَنَعَ، قَالَ، فَلَوْلاَ خَلَّيْتُمْ سَبِيلَهُ! فَسَأَلَ قَوْمُهُ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَاسْتأذنُوهُ فِى دَفْنِهِ، وَالصَّلاَةِ عَلَيْهِ، فَأذِنَ لَهُمْ فِى ذَلِكَ، وَقَالَ: لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ قُبِلَ مِنْهُمْ".
"عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ فِى سَرِيَّةٍ، واسْتَعْمَلَ عَلَيْنَا عَلَيّا، فَلَمَّا جئْنَا سَألَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ كَيْفَ رَأَيْتُمْ صُحْبَةَ صَاحبِكُمْ؟ قَالَ: فإمَّا شَكَوْتُهُ، وإمَّا شَكَاهُ غَيْرِى، فَرَفَعْتُ رَأسِى وَكُنْتُ رَجُلًا مِكْبَابًا (*)، وَكُنْتُ إِذَا حَدَّثْتُ الْحَدِيثَ أَكْبَبْتُ، وَإِذَا النَّبِىُّ ﷺ قَد احْمَرَّ وَجْهُهُ فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ فَإِنَّ عَلِيّا وَلَيُّهُ، فَذَهَبَ الَّذِى فِى نَفْسِى عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: لاَ أَذْكُرُهُ بِسُوءٍ".
"عَنْ برَيْدَةَ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ أُمِّى مَاتَتْ وَلَمْ تَحُجَّ حَجَّة الإِسْلاَمِ أَفَأحُجُّ عَنْهَا؟ قَالَ: نعَمْ فَحجِّى عَنْهَا".
"عَنْ بُرَيْدَةَ: أَنَّ امْرَاةً أَتَتِ النَّبِىَّ ﷺ فَقَالَتْ: يَارَسُولَ اللهِ! إَنَّ أُمِّى مَاتَتْ وَلَمْ تَحُجَّ فَيُجْزِى عَلَىَّ أَنْ أَحُجَّ عَنْهَا؟ قَالَ: أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ فَقَضَيْتِهِ أَكَانَ يُجْزِى عَنْهَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى".
"عَنْ بُرَيْدَةَ: أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ قَدِمَ مِنْ بَعْضِ مَغَازِيه فَأَتَتْهُ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ: يَارَسُولَ اللهِ! إِنِّى كُنْتُ نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ الله سَالِمًا أَنْ أَضْرِبَ بَيْنَ يَدَيْكَ بِالدُّفِّ، قَالَ: إِنْ كُنْتِ نَذرْتِ فَاضْرِبِى وَإلاَّ فَلاَ، فَجَعَلَتْ تَضْرِبُ، وَالنَّبِىُّ ﷺ جَالسٌ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِىَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ، فَأَلْقَتِ الدُّفَّ تَحْتَهَا وَقَعَدَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخَافُ - وَفِى لَفْظٍ - لَيَفْرَقُ مِنْكَ يَا عُمَرُ، إِنِّى كُنْتُ جَالِسًا وَهِىَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلَ أَبُوبَكْر وَهِىَ تَضْرِبُ، فَلَمَّا دَخَلْتَ أَلْقَتِ الدُّفَّ تَحْتَهَا وَقَعَدَتْ عَلَيْهِ".