41. Actions > Letter Sīn (2/4)
٤١۔ الأفعال > مسند حرف السين ص ٢
"عَنْ طَارِق بنِ شِهَاب: أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ سَلْمَانَ يَنْظُرُ اجْتَهَادَهُ، فَقامَ يُصَلِّى آخِرَ اللَّيْلِ، فَكَأَنَّهُ لَمْ يَرَ الَّذى كَانَ يَظُنُّ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقالَ سَلْمَانُ: حَافِظُوا عَلَى هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فَإِنَهُنَّ كَفَّارَاتٌ لِهَذِهِ الْجِرَاحَاتِ مَا لَمْ تُصَبِ الْمُقْتَلَةَ، فَإِذَا أَمْسَى النَّاَسُ كَانُوا عَلَى ثَلَاثِ مَنَازِلَ، فَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ وَلَا عَلَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ عَلَيْهِ وَلَا لَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا لَهُ وَلَا عَلَيْه، فَرَجُلٌ اغْتَنَمَ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ، وَغَفْلَةَ النَّاس، فَقَامَ يُصَلِّى حَتَّى أَصْبَحَ، فَذَلِكَ لَهُ وَلَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ اغَتْنَمَ غَفْلَةَ النَّاسِ وَظُلْمة اللَّيْلِ، فَرَكِبَ رَأسَهُ فِى الْمعَاصِى فَذلِكَ عَلَيْه ولَا لَهُ، وَرَجُلٌ صَلَّى الْعِشَاءَ وَنَامَ فَذَاكَ لَا لَهُ وَلَا عَلَيْه، فَإِيَّاكَ وَالْحَقْحَقَةَ (* *)، وَعَلَيْكَ بِالْقَصْدِ وَدَاوِمْ".
"عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: أوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ آدَمَ رَأسُهُ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ وَهُوَ يُخْلَقُ، فَبَقِيتْ رِجْلَاهُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ، قالَ: يَا رَبِّ! عَجِّلْ قَبْلَ اللَّيْلِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (*)} ".
"عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّب: أَنَّ سَلْمَانَ الْفارِسِىَّ، كَاتَبَ عَلَى أَنْ يَغْرِسَ مِائَةَ وَدِيَّةٍ (* *)، فَإِذَا أَطْعَمَتْ فَهُوَ حُرٌّ".
"عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: كُنْتُ فِى أَهْلى بَرَامَهُرْمُز، وكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى مُعَلِّمى الْكِتابِ، وَكَانَ فِى الطَّرِيق رَاهِبٌ، فَكُنْتُ إِذَا مَرَرْتُ جَلَسْتُ عِنْدَهُ فَيُخْبِرُنِى مِنْ خَبرِ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ، وَنَحْو مِنْ ذَلِكَ، حَتَّى اشْتَغَلْتُ عَنْ كِتَابَتِى وَلَزمْتُهُ فَأَخْبَرَ أَهْلِى الْمُعَلِّمُ، وَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا الرَّاهِبَ قَدْ أَفْسَدَ ابْنَكُمْ فَأَخْرِجُوهُ، فَاسْتَخْفَيْتُ مِنْهُمْ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ، حَتَّى جِئْنَا الْمَوْصِلَ فَوَجَدْنَا فِيها أَرْبَعِينَ رَاهِبًا، فَكَانَ بِهِمْ مِنَ التَّعْظِيم لِلرَّاهِب الَّذى جِئْتُ مَعَهُ شَىْءٌ عَظِيمٌ، فَمَكَثْتُ مَعَهُمْ أَشْهُرًا، فَمَرِضْتُ، فَقَالَ رَاهبٌ مَنْهُمْ: إِنِّى ذَاهِبٌ
إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَأُصَلِّى فِيهِ، فَفَرِحْتُ بِذَلِكَ فَقُلْتُ: أَنَا مَعَكَ، فَخَرَجْنا فَما رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَصْبَرَ عَلى مَشْى مِنْهُ، كَانَ يَمْشِى فَإِذَا رآنِى أَعْيَيْتُ، قَالَ: ارْقُد، وَقَامَ يُصَلِّى، فَكَانَ كَذَلِكَ، لَمْ يَطْعَمْ يَوْمًا، حَتَّى جِئْنا بَيْتَ الْمَقْدسِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا بِهَا رَقَدَ، وَقَالَ لِى: إذا رَأَيْتَ الظِّلَّ هُنا فَأَيْقظْنِى، فَلَمَّا بَلَغَ الظِّلُ ذَلِكَ الْمَكانَ، أَرَدْتُ أَنْ أُوقِظَهُ، ثُمَّ قُلْتُ: سَهِرَ وَلَمْ يَرْقُدْ، وَاللهِ لأَدعنَّهُ قَليلًا فَتَرَكْتُهُ سَاعَةً فَاسْتَيْقَظَ (*)، فَرَأَى الظِّلَّ قَدْ جَاوَزَ ذَلِكَ الْمَكانَ، فَقالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ أَنْ تُوقِظَنِى، قُلْتُ: كُنْتَ لَمْ تَنَمْ، فَأَحَبَبْتُ أَنْ أَدَعَكَ تَنَامُ قَليلًا، قالَ: إِنِّى لَا أُحِبُّ أَنْ يَأتِى عَلىَّ سَاعَةٌ إِلَّا وَأَنَا أَذْكُرُ اللهَ فِيهَا، ثُمَّ دَخَلْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَإِذَا سَائِلٌ مُقْعَدٌ يَسْأَلُ فَسَأَلَهُ، فَلَا أَدْرِى مَا قَالَ لَهُ، فَقالَ لَهُ الْمُقْعدُ: دَخَلْتَ وَلَمْ تُعْطِنِى شَيئًا (* *) قَالَ: هَلْ تُحبُّ أَنْ تَقُومَ، قَالَ: نَعَمْ، فَدَعا لَهُ، فَقَامَ، فَجَعَلْتُ أَتَعَجَّبُ وَأتَّبِعُهُ، فَسَهَوْتُ، فَذَهَبَ الرَّاهِبُ، ثُمَّ خَرَجْتُ أَتَّبِعُهُ، وَأَسْأَلُ (* * *) عَنْهُ. فَلَقِيتُ رَكْبًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْهُ، فَقُلْتُ: أَرَأَيْتُمْ رَجُلًا، كذَا وَكَذَا؟ فَقالُوا: هَذَا عَبْدٌ آبقٌ، فَأَخَذُونِى فَأَرْدَفونِى خَلْفَ رَجُلٍ مِنْهُمْ، حَتَّى قَدِمُوا بِى الْمَدِينَةَ، فَجَعَلُونِى فِى حَائطٍ لَهُمْ، فَكُنْتُ أَعْمَلُ هَذَا الْخَوصَ (* * * *)، وَقَدْ كَانَ الرَّاهِبُ قَالَ إِنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِ الْعَرَبَ مِنَ الأَنْبِياءِ أَحَدًا، وَإِنَّهُ سَيخْرُجُ مِنْهُمْ نَبِىٌّ، فَإِنْ أَدْرَكتَهُ فَصَدِّقهُ وآمِنْ بهِ، وَإِنَّ آيَتَهُ أَنْ يَقْبَلَ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأكُلُ الصَّدَقَةَ، وَإِنَّ فِى ظَهْرِهِ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ، فَمَكَثْتُ مَا مَكَثْتُ، ثُمَّ قَالوا جَاءَ النَّبِىُّ ﷺ إِلَى الْمَدِينَةِ فَخَرَجْتُ مَعِى بِتَمْرٍ جِئْتُ بِهِ إِلَيْهِ، فَقالَ: مَا هَذَا؟ قُلْتُ: صَدَقَةٌ، قَالَ: لَا نَأكُلُ الصَّدَقَةَ، فَأَخَذْتُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِتَمْرٍ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقالَ: مَا هَذَا؟ قُلْتُ: هَدِيَّةٌ، فَأَكَلَه، وَأَكَل مَنْ عِنْدَهُ، ثُمَّ قُمْتُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ لأَنْظُرَ إِلَى الْخَاتَمِ، فَفَطِنَ بِى، فَأَلْقَى رِدَاءَهُ عَنْ مَنْكَبِيْهِ، فَأَبْصَرْتُهُ فآمَنْتُ بِهِ وَصدَّقْتُهُ، فَكَاتَبْتُ عَلَى مِائَةِ نَخْلَةٍ، فَغَرَسَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ بِيَدِهِ، فَلَمْ يَحُلِ الْحَوْلُ حَتَّى بَلَغَتْ وَأَكَلَ مِنْها".
"عَنْ أَبِى مسلم مولَى زَيد بن صوحان قال: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ فَرَأَى رَجُلًا يَنْزَعُ خُفَّيْهِ لِلْوُضُوءِ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: امْسَحْ عَلَى خَديكَ (خُضَّيْكَ) (*) وَعَلَى خِمَارِكَ، وَامْسَحْ بِنَاصِيَتِكَ، فَإِنِّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ".
"عنْ علقمة قال: أَتَيْنَا سَلْمَانَ الْفارِسِى، فَخرَجَ عَلَيْنا مِنْ كَنِيفٍ لَهُ، فَقُلْنَا لَهُ: لَوْ تَوَضَّأتَ يَا أَبَا عَبْد اللهِ، ثُمَّ قَرَأتَ عَلَيْنَا سُورَةَ كَذَا وَكَذَا، فَقالَ: إِنَّمَا قَالَ اللهُ {فِى كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (* *)} وَهُوَ الذَّكْرُ الَّذِى فِى السَّمَاءِ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمَلَاَئِكَةُ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا مِنَ الْقُرْآنِ مَا شِئْنَا (مَاشِيًا) ".
"عَنْ سَلْمَانَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ لِبِلَالٍ: اجْعَلْ بَيْنَ أَذَانكَ وَإِقامَتِكَ نَفَسًا حَتَّى يَقْضِىَ الْمُتَوَضِّئُ (* * *) حَاجَتَهُ فِى مَهَلٍ، وَيَفْرَغَ الآكِلُ مِنْ طَعامِهِ فِى مَهَلٍ".
"عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ رِزَّا مِنْ غَائطٍ أَوْ بَوْلٍ فَلْيَنْصَرِفْ، فَلْيَتَوَضَّأ غَيْرَ مُتَكَلِّمٍ وَلَا راعٍ لَصَنْعةٍ يَعْنِى - عَمَلٍ- ثُمَّ لِيَعُدْ إِلَى الآيةِ الَّتِى كَانَ يَقْرَأُ".
"عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: الصَّلَاةُ مِكْيَالٌ، مَنْ أَوْفَى، أَوْفَى بِهِ، وَمَنْ طَفَّفَ، فَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا لِلْمُطَفِّفِينَ".
"عَنْ عَامِرِ بْنِ عَطِية قَالَ: رَأَيْتُ سَلْمَان أُكْرِه عَلَى طَعامٍ فَقالَ: حَسْبِى. إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: إِنَّ أَطْولَ النَّاسِ جرما (جُوعًا (*)) يَوْمَ القِيامَةِ أَكْثَرُهُمْ شِبَعًا فِى الدُّنْيَا، يا سلمانُ! إِنَّما الدنْيا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الكَافِرِ".
"عَنْ سلْمانَ قَالَ: إِذا كَانَ لَكَ صَدِيقٌ عامِلٌ أَوْ جَارٌ عامِلٌ، أَوْ ذُو قَرابَةٍ (عامِلٌ)، فَأَهْدَى لَكَ هَدِيَّةً، أَوْ دَعاكَ إِلَى طَعامٍ فَاقْبَلْهُ، فَإِنَّ مَهْنأَه لَكَ واثْمَهُ عَلَيْكَ (*) ".
"عَنْ سلْمانَ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَإِذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مَعَهُ طَشْتٌ يَشْربُ ما فِيهِ، فَقالَ رَسُولُ الله ﷺ : "مَا شَأنُكَ يا بْنَ أَخِى؟ "، فَقالَ: إِنِّى أَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ مِنْ دَمِ رَسُولِ الله ﷺ فِى جَوْفِى، فقالَ: "وَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ، وَوَيْلٌ لِلنَّاس مِنْكَ، لَا تَمَسُّكَ النَّارُ إِلَّا قَسَم اليَمِينِ".
"عَنْ عَامر بن عبد الله المعروفِ بابن عبد قيس: أَنَّ سلمانَ حِينَ حَضَرَه الْمَوْتُ عَرَفُوا مِنْهُ بَعْضَ الْجَزَعِ، قَالُوا: وَما يُجْزِعُكَ يا أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَقَدْ كانَتْ لَكَ سَابِقَةٌ فِى الْخَيْرِ، شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ مَغَازِىَ حَسَنَةً وَفُتُوحًا عِظَامًا؟ ، قَالَ: يُجْزِعُنِى أَنَّ نَبِيَّنا ﷺ حِينَ فَارَقَنا عَهِدَ إِلَيْنَا، قَالَ: لِيَكْفِ الرَّجُلُ مِنْكُمْ كَزَادِ الرَّاكِبِ، فَهَذا الَّذِى أَجْزعَنِى، فَجُمِعَ مَالُ سَلْمانَ، فَكانَ قِيمَتُهُ خَمْسَةَ عشَرَ دِينارًا".
"عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرةَ قَالَ: قَدِمْتُ إِلَى سَلْمانَ إِلَى المَدائِن، فَوجَدْتُهُ فِى مَدْبَغةٍ لَهُ يعرك (*) إِهابًا بِكَفِّهَ، فَلَمَّا سَلَّمَتُ عَلَيْهِ، قَالَ: مَكَانَكَ حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ، قُلْتُ: واللهِ مَا أَراكَ تَعْرِفُنِى، قَالَ: بَلَى. قَدْ عَرَفَتْ رُوْحِى رَوْحك قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَكَ، فَإِنَّ الأَرْواحَ جُنودٌ مُجَنَّدةٌ فَما تَعارَفَ منْها فِى الله ائْتَلَفَ، وَمَا كَانَ فِى غَيرِ اللهِ اخْتَلَفَ".
"عَنْ سلمانَ. كُنْتُ مِنْ أَبْنَاءِ أَسَاوِرَةِ فَارِسَ وَكُتِبَ (* *) لِى كِتابٌ وَمَعِى غُلَامانِ، وَكانَا إِذا رجعا مِنْ عِنْدَ مُعَلِّمِيْهِما أَتيا نَفْسًا (* * *) فَدَخَلا عَلَيْهِ، فَدَخَلْتُ مَعَهُما، فَقَالَ: أَلَمْ أَنَهَكُما أَنْ تأتِيانِى بِأَحدٍ؟ ! فَجَعَلْتُ أخْتَلِفُ إِلَيْهِ حَتَّى كُنْتُ أَحبَّ إِلَيْهِ مِنْهُما. فَقالَ لِى: إِذَا سَأَلَكَ أَهْلُكَ مَنْ حَبَسَكَ فَقُلْ: مُعَلِّمِى، وإِذَا سَأَلَكَ مُعَلِّمُكَ مَنْ
حَبَسَكَ فَقُلْ: أَهْلى، ثُمَّ إِنَّهُ أَرادَ أَنْ يَتَحَوَّلَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنَا أَتَحَوَّلُ مَعَكَ، فَتَحَوَّلْتُ مَعَهُ، فَنَزَلْتُ قَرْيَةً، فَكانَت امْرأَةٌ تَأتِيه، فَلَمَّا حَضَرَ، قَالَ لى: يَا سَلْمانُ! احْفُرْ عِنْدَ رَأسِى، فَحَفَرْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَاسْتَخْرَجْتُ جَرَّةً مِنْ دراهَم، فَقَالَ لِى: صُبَّها عَلَى صَدْرى، فَصَبْبتُهَا عَلَى صَدْرِهِ، فَكَانَ يَقُولُ: وَيْلٌ لَاقْتَنَائِى، ثُمَّ إِنَّهُ مَاتَ، فَقُلْتُ للرُّهْبَانِ، مَنْ لِى بِرَجُل عَالِمٍ أَتَّبِعُهُ، فَدَلُّونِى عَلَى رَجُلٍ فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: ما جَاءنِى إِلا طَلَبُ العِلْمِ، قَالَ: فَإِنِّى واللهِ ما أَعْلَمُ اليَوْمَ رَجُلًا أَعْلَم مِنْ رَجُلٍ خَرَجَ بِأَرْضِى يَتِما (تهامة) (*) وَإِنْ تَنْطَلِقْ الآنَ تُوافِقْه وَفيه ثَلَاثُ آياتٍ، يَأكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأكُلُ الصَّدَقَةَ، وَعنْدَ غُضْروفِ كَتِفِهِ اليُمْنَى خَاتَمُ النُّبوَة مِثْل بَيْضَةِ الْحَمَامَة لَوْنُها لَوْنُ جِلْدِهِ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى مَرَرْتُ بِقَوْمٍ مِنَ الأَعرابِ، فاسْتَعْبَدُونِى، فباعُونى حَتَّى اشْتَرَتْنى امْرأَةٌ منَ الْمَدِينَة، فسَمِعْتُهُمْ يَذْكُرون النَّبِىَّ ﷺ فَقُلْتُ لَها: هَبى لى يَوْمًا، قالَتْ: نعمَ، فَاحْتَطَبْتُ حَطَبًا، فَبعْتُهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِىَّ ﷺ وَكَانَ يَسيرًا فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْه، فَقالَ: ما هَذَا؟ قُلْتُ: صَدَقَةٌ، فَقالَ لأصْحابه. كُلُوا وَلَمْ يَأكُلْ، قُلْتُ: هَذَا مِنْ عَلَامَتِهِ، ثُمَّ مَكَثْتُ ما شَاءَ الله أَنْ أَمْكُثَ، ثُمَّ قُلْتُ لِمَوْلَاتِى: هِبِى لى يَوْمًا، قَالَتْ: نَعَمْ، فانطلقت واحْتَطَبْتُ حَطبًا فَبِعْتُهُ بِأكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَصَنَعْتُ طَعَامًا، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِىَّ ﷺ وَهُوَ جالِسٌ بَيْنَ أَصْحابِهِ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقالَ: مَا هَذَا؟ قُلْتُ: هَدِيَّةٌ، فَوَضَعَ يَدَهُ فَقالَ لأَصْحَابِهِ: خُذوا بسْمِ اللهِ، وَقُمْتُ خَلْفَهُ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ، فَإِذَا خَاتَمُ النُّبَوَّة، فَقُلْتُ: إِنَّكَ رَسُولُ اللهِ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ فَحَدَّثْتُهُ عَن الرَّجُلِ، ثُمَّ قُلْتُ: أَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ! فَإِنَّهُ حَدَّثَنِى أَنَّكَ نَبِىٌّ، قالَ: لَن يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسلِمَةٌ".
"عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَة قالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَلْمَان الفَارِسِى فَأَخْرَجَ لِى خُبْزًا وملحًا، فَقالَ لِى: لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ نَهانَا أَنْ يَتَكلَّفَ لأَحَدٍ لَتَكَلَّفتُ لَكَ".
"عَنْ سَلْمانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها في اللهِ ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ منْها في الله اخْتَلَفَ، إِذَا ظهَرَ الْقَوْلُ، وخُزِنَ العَمَلُ، وَائْتُلِفَتِ الأَلْسُنُ، وَباغَضَتِ القُلوبُ، وَقَطعَ كُلُّ ذِى رَحِمٍ رَحِمَهُ، فَعنْدَ ذَلكَ لَعَنَهُمُ اللهُ، فَأَصَمَّهُمْ، وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ".
"عَنْ سَلْمَان الفَارسِىِّ قَالَ: ليُحَرَّقَنَّ هَذَا الْبَيْتُ عَلَى يَد رَجُلٍ منْ آل الزُّبَيْرِ".
"عَنْ رَبِيعِ بْنِ فَضلَة (*) الأسَدِى: أَنَّهُ خَرَجَ في اثْنَى عَشَرَ رَاكِبًا كُلُّهُمْ قَدْ صَحِبَ النَّبِىَّ ﷺ غَيرهُ وَهُمْ سَفْرٌ فَحَضَرَت الصَّلَاةُ، فَتَدافَعَ الْقَوْمُ أَيَّهُمْ يُصَلِّى، فَقَدَّمُوا رَجُلًا مِنْهُمْ، فَصَلَّى بِهمْ أَرْبَعًا، فَلَمَّا انْصَرفَ، قال سَلْمَانُ (* *) ما هَذا؟ نَحْنُ إِلَى التَّخْفِيف أَفْقَرُ، فَقالَ الْقَوْمُ لِسلْمانَ: تَقَدَّمْنَا، فَصَلِّ لَنا، فَأَنْتَ أَحَقُّنا لذَلِكَ، فَقالَ سَلْمَانُ: لَا، أَنْتُمْ بَنُو إِسْمَاعيلَ الأَئِمَّةُ، وَنَحْنُ الوُزَراءُ".
"عَنْ مَصْروح بْنِ الْحَكَم، قَالَ: صَحِبْتُ سَلْمَانَ فَصُمتُ يَوْمًا، فَقَالَ: حَسَنٌ، ثُمَّ صُمْتُ يَوْمًا آخَرَ، فَقالَ: حَسَنٌ، ثُمَّ صُمْتُ يَوْمًا آخَرَ، فَقَالَ حَسَنٌ: ثُمَّ صُمْتُ يَوْمًا آخَرَ، فَقالَ: إِنَّ لِنَفْسكَ عَلَيْكَ حَقّا، وَإنَّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقّا، وِإنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقّا، فَإِنَّ صَوْمَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ".
"عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ في أَرْضٍ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، صَلَّى خَلْفَهُ مَلَكَان، فَإِنْ أَذَّنَ وَأقامَ صَلَّى خَلْفَهُ من المَلَائكَةِ ما لَا تَرى فَطراهُ (*) يَرْكَعونَ بِرُكوعِه وَيَسْجُدُون بِسُجُودِهِ وَيُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِ".
"عَنْ سَلْمَان: أنه نظر إلى الكوفة، فقال: واها لك أرض البلية وأرض البنية، والذى نفس سلمان بيده إنى لأعلم أن لك زمانا، لا يبقى تحت أديم السماء مؤمن إلا وهو فيكِ، أو يجئ إليك، والذى نفس سلمان بيده، كأنى أنظر إلى البلاء يصب عليك صبا، ثم يكشفه عنك قاصم الجبارين، والذى نفس سلمان بيده، ما أعلم تحت أديم السماء أبياتًا يدفع الله عنها من البلاء والحزن إلا دون ما يدفع عنك إلا أبياتا أحاطت ببيت
الله الحرام أو بقبر نبيه عليه السلام، والذى نفس سلمان بيده كأنى أنظر إلى المهدى قد خرج منك في اثنى عشر ألفا عناقا لا يرفع له راية إلا كبه الله على وجهها، حتى يفتح مدينة القسطنطينية".
"عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ ، أَنْ لَا نَتَكَلَّفَ للضَّيْف مَا لَيْس عنْدَنا، وَأَنْ نُقَدِّمَ مَا حَضَر".
"عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: خُذُوا العَطَاءَ مَا صَفَا لَكُمْ، فَإِذَا كَرَرَ (*) عليكم، فَاتْرُكُوهُ أَشَدَّ التَّرْكِ".
"عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: إِنَّمَا يُهْلِكُ هَذِه الأُمَّةَ نَقْضُها عُهُودَهَا".
"عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عنْدَ رَسُول الله ﷺ ، فَمَرَّ رَجلٌ مِنْ الأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَعَلَى رَسُول الله ﷺ ، فَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ مِنَ الأَنْصَارِ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ : إِنِّى لأُحِبُّه يَا رسُولَ اللهِ قَالَ: وَفِيمَ أَحْبَبْتَهُ؟ قَالَ: فِى اللهِ، قَالَ: واللهِ لأَحْبَبْتَهُ فِى الله قَالَ: وَاللهِ لأَحْبَبْتُهُ فِى اللهِ ثَلَاثَ مَراتٍ وَذَكَرَهُنَّ. قَالَ: فَإِنَ لَكَ تَحِيَّة الجَنَّةِ والْقَهُ بِهَا، فَإِنَّهُ أَبْقَى فِى الْمَوَدَّةِ، وَخَيْرٌ فِى المِعَادِ".
"عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ ﷺ وَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ وَهُوَ يُعَذَّبُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَكَذَا الدَّهْرُ أَبَدًا؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لآلِ يَاسِرٍ مَوعدُهُمْ الْجَنَّةُ".
"عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَبْتَسِمُ في وَجْهِهِ وَيَقُولُ: بَطَلٌ مُؤْمِنٌ سَخِىٌّ تَقِىٌّ، حِيَاطَةُ الدِّينِ وَمُلْكُ الإِسْلَامِ، وَنُورُ الْهُدَى وَمَنازِلُ التُّقَى، فَطُوبَى لِمَنْ تَبِعَكَ، وَالْوَيْلُ لِمَنْ خَذَلَكَ".
"عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : سَمَّى هَارُونُ ابْنَيْه شِبْرا وَشُبَيْرًا، وَإِنِّى سَمَّيْتُ ابْنَىَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ بِاسْمِ ابْنَىْ هَارُونَ شِبْرًا وَشُبَيْرًا".
"عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ فِى آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ، فَقَالَ: يَأَيُّهَا النَّاسُ! قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيْهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْف شَهْرٍ، جَعَلَ اللهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَنْ تَقَرَّبَ فيْه بخَصْلَةٍ مِنَ الخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَريضَةً فِيما سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَواُبهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ المُواسَاةِ، وَشَهْرٌ يُزَادُ فِيهِ فِى رِزْقِ الْمُؤْمِن، مَنْ فَطَّرَ فِيه صَائِمًا كَانَ لَهُ مَغْفِرَة لِذُنُوبِهِ وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَىْءٌ، قُلْنَا: يَا رسُولَ اللهِ! لَيْسَ كُلُّنَا
يَجِدُ مَا يُفْطِّرُ الصَّائِمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : يُعْطِى الله هَذَا الثَّوابَ مَنْ فَطَّرَ صَائمًا عَلَى مَذقَةِ (*) لَبَنٍ أَوْ تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ، وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا سَقَاهُ اللهُ مِنْ (حَوْضى) شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُه رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفرَةٌ، وآخِرُهُ عِتِّقٌ منَ النَّارِ، فَاسْتَكْثِرُوا فِيْه منْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: خَصْلَتَيْن ترْضُونَ بِهِما رَبَّكُمْ، وَخَصْلَتَيْن لَا غِنَى بِكُمْ عَنْهُما، فَأَمَّا الْخَصْلَتانِ اللَّتَّانِ تُرْضُونَ بِهمَا رَبَّكُمْ: شهَادَةُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَتَسْتَغْفِرُونَهُ، وَأَمَّا اللَّتان لَا غِنَى بِكُمْ عَنْهُمَا، فَتَسْأَلُونَ اللهَ الْجَنَّةَ، وَتَتَعَوَّذُونَ بِهِ مِنَ النَّارِ".
"إِنَّ الله تَعَالَى خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَةٍ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَواتِ وَالأَرْضَ كُلُّ رَحْمَةٍ مِنْها طِباقُ مَا بَيْنَ السَّماءِ وَالأرضِ، فَأَهْبَطَ رَحْمَةً منْها إِلَى الأَرْضِ فَبِهَا تَرَاحَمَ الْخَلْقُ، وَبِها تَعْطِفُ الوَالِدةُ عَلَى وَلَدِها، وبِها يَشْرَبُ الطَّيْرُ وَالْوَحْشُ مِنَ الماءِ، وَبِها تَعِيشُ الْخلَائِقُ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ انْتَزَعَهَا مِنْ خَلْقِهِ، ثُمَّ اقْتَصَرَها عَلَى النَّبيِّينَ، وَزَادَهُمْ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، ثُمَّ قَرأَ: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ (* *)} ".
"أَنْ تُؤمِنَ باللهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَالْمَلَائِكَةِ، (والكتَاب (* * *))، وَالنَّبِيِّينَ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ، وَشَرِّهِ مِنَ اللهِ، وَأَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَبوضُوءٍ سابِغ لِوَقْتِها، وَتُؤْتِىَ الزَّكَاةَ،
وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحجَّ البَيْتَ إِنْ كانَ لَكَ مَالٌ، وَتُصَلِّى اثْنَتَى عَشْرَةَ رَكْعَةً في كُلِّ يَوْمٍ وَليْلَةٍ، والوِتْرُ لَا تَتْرُكْهُ فِى كُلِّ لَيْلةٍ، وَلَا تُشْرِكْ باللهِ شَيْئًا، وَلَا تَعُقَّ وَالدَيْكَ، وَلَا تَأكُلْ مالَ الْيَتِيمِ ظُلْمًا، وَلَا تَشْربِ الْخَمْرَ، وَلَا تَزنْى، وَلَا تَحْلِفْ بالله كَاذِبًا، وَلَا تَشْهَدْ شَهَادَةَ زُورٍ، وَلَا تَعْمَلْ بالْهَوَى، وَلَا تَغْتَبْ أَخَاكَ، ولَا تَقْذِفْ الْمُحْصَنَةَ، وَلَا تَغل أَخَاكَ الْمُسْلِمَ، وَلا تَلْعَبْ، وَلَا تَلْهُ مَعَ اللَّاهِينَ، وَلَا تَقُلْ لِلْقَصَيرِ يا قَصِيرُ تُرِيدُ بِذَلِكَ عَيْبَهُ، وَلَا تَسْخَرْ بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، وَلَا تَمْش بِالنَّمِيمَة بَيْنَ الإخْوان، واشْكُرِ اللهَ عَلَى نعْمتِه، وَتَصَبِّرْ عِنْدَ البَلَاءِ وَالْمُصِيبَةِ، وَلَا تَأَمَنْ عِقَابَ اللهِ، وَلَا تَقْطَعْ أَقْربَاءَكَ وَصِلْهُمْ، وَلَا تَلْعَنْ أَحدًا مِنْ خَلْق اللهِ، وَأَكْثِرْ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّهْلِيلِ، وَلَا تَدَعْ حُضُورَ الْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ يُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ ليُصِيبَكَ، وَلَا تَدَعْ قِراءةَ الْقُرآنِ عَلَى كُلِّ حَالٍ".
"عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ الله ﷺ عَن الأَرْبَعِينَ حَدِيثًا الَّتِى قَالَ: مَنْ حَفِظَها مِنْ أُمَّتى دَخَلَ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: وَمَا هِىَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ! قَالَ: فَذَكَرَهُ، وَفى آخِرَه قُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ! مَا ثَوابُ مَنْ حَفِظَ هَذِهِ الأَرْبَعِينَ؟ قَالَ: حَشَرَهُ اللهُ مَعَ الأَنْبِياءِ، والْعُلَمَاءِ يَوْمَ القِيامَةِ".
"ابن عَسَاكر: قَرأتُ بِخَطِّ أَبى الْحَسَنِ الْحنائِى، أَنَا أبو الْحَسَنِ عَلِىٌّ بنُ محمدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَجْلِىُّ الْبَلُّوطِى، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ مَهْدىِّ البَلُّوطِى، ثَنا عَلِىُّ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِىُّ، عَنْ مُحَمَّد بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابى، عَنْ سُفْيانَ الثَّوْرِىِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجاهِدِ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَقُلْت: يَا رَسُولَ الله الأَرْبَعِين حَدِيثًا الَّذِى ذَكَرْتَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : مَنْ حَفِظَها عَلَى أُمَّتِى دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَحُشِرَ مَعَ الأَنْبِياءِ والْعُلَمَاءِ".
41.14 Section
٤١۔١٤ مسند سلمة بن الأكوع
" كنَّا نُصَلِّى مَعَ النَّبِىِّ ﷺ الْجُمُعَةَ إِذَا زَالَت الشَّمْسُ، ثُمَّ نَرْجِعُ نَتْبَعُ الْفَىْءَ".
"مَا سَمِعْتُ رسُولَ اللهِ ﷺ يَسْتَفْتحُ الدُّعَاءَ إِلَّا يَسْتَفْتِحُهُ: سُبْحانَ ربِّىَ الْعَلِىِّ الأَعلَى الْوَهَّابِ".
"ابْتَاعَ طَلْحَةُ بْنُ عَبْد الله بِئْرًا بِنَاحِيَةِ الْجَبَلِ، وأَطْعَمَ النَّاسَ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : انْهَكَ (*) يَا طَلْحَةُ الفَيَّاضُ".
"غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ سَبْعَ غَزَواتٍ، وَمَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ سَبْعَ غَزَواتٍ، يُؤمِّرُهُ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ ".
"عَنْ سَلَمَةَ بْن الأَكْوَعِ قَالَ: لَمَا قَدِمَ خَالِدُ بْنُ الوَليدِ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ بعدما صَنَعَ بِبَنى جَذيَّة مَا صَنَعَ عَابَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ عَلَى خالِدٍ مَا صَنَعَ، قَالَ: يَا خَالِدُ! أَخَذْتَ بِأَمْرِ الْجاهِلِيةِ قَتَلْتَهُمْ بِعَمِّكَ الْفَاَكِهِ قَاتلكَ اللهُ، وأَعَانَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى خَالِدٍ، فَقَالَ خَالدٌ: أَخَذْتُهُمْ بقَتْل أَبِيكَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: كَذَبْتَ وَاللهِ لَقَدْ قَتَلْتُ قَاتِلَ أَبِى بِيَدِى، وَأَشْهَدْتُ عَلَى قَتْلِهِ عُثْمانَ بْنَ عَفَّانَ، ثَمَّ الْتَفَتَ إِلَى عُثْمانَ فَقالَ: أُنْشِدُكَ اللهَ هَلْ عَلِمْتَ أَنِّى قَتَلْتُ قَاتِلَ أَبِى؟ فَقَالَ عُثْمَانُ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَن: ويْحَكَ يا خَالِدُ وَلوْ لَمْ أَقْتُلْ قاتِلَ أَبى كُنْتَ تَقْتُلُ قَوْمًا مُسْلِمِينَ بِأَبِى فِى الْجَاهِلِيَّةِ؟ ، قَالَ خَالِدْ: وَمَنْ أَخْبَرَكَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوا؟ فَقالَ: أَهْلُ السَّرِيَّة كُلُّهُمْ يُخْبِرُونَ أَنَّكَ قَدْ وَجَدتَهُمْ قَدْ بَنَوْا الْمَساجِدَ وَأَقَرُّوا بِالإِسْلَامِ، ثمَّ حَمَلْتَهُمْ عَلَى السَّيْفِ، قَالَ: جَاءَنِى رَسُولُ رسولِ اللهِ ﷺ أَنْ أُغِيرَ عَلَيْهِمْ، فَأَغَرْتُ بأَمْرِ النَّبِىِّ ﷺ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَن: كَذَبْتَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَغَالَطَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ. وأَعْرَضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنْ خَالِدٍ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَبَلَغَهُ مَا صَنَعَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقالَ: يَا خَالِدُ! ذَرُوا لِى أَصْحَابِى مَتَى أَنْتَ نَيْكُ المَرء نيكا (*) المرء وَلَوْ كَانَ أُحُدٌ ذَهبًا تُنْفِقُهُ قِيرَاطًا قِيراطًا في سَبِيلِ اللهِ، لَمْ تَدْركْ غَدْوَةً أَوْ رَوْحَةً مِنْ غَدَواتِ أَوْ رَوْحاتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ".
"عَنْ إِياسِ بْن سَلَمَةَ، عَنْ أَبيه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ لَهُ غُلَامٌ يُسَمِّى رَباحًا".
"عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبيه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَى غَزْوَةِ الحُدَيْبِيَة، فَنَحَرَ مِائَةَ بَدَنَةٍ، وَنَحْنُ سَبْعَ عَشَرَةَ، وَمَعَهُمْ عُدَّةُ السَّلَاح وَالرِّجَالِ وَالْخَيْلِ، وَكَانَ فِى بُدْنِهِ جَمَلٌ، فَنَزَلَ الْحُدَيْبِيةَ، فَصَالَحَتْهُ قُرَيْشٌ عَلَى أَنَّ هَذَا الْهدىَ مَحِلُّهُ حَيْثُ حَبَسْنَاهُ".
"عَنْ سَلَمَةَ بْن الأَكْوَع قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُصَلِّى بِأَصْحابِه، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُولُ لأَصْحابِهِ: لِيَأَخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بقَدْرِ مَا عِنْدَهُ، فَيَذْهَبُ الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ وَبِالرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَة، وَيَذْهَب رَسُولُ الله ﷺ بِالْبَاقِينَ".
"عَنْ إِيَاسِ بِن سَلَمَةَ، عَنْ أَبيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ بَعَثَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَأَجَارَهُ أَبانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعاصِ، فَحَمَلَهُ عَلَى سَرْجٍ وَرَدِفَهُ قَدْ قَدِمَ بِهِ مَكَّةَ، فَقالَ لَهُ: يَا عَمِّ! أَرَاكَ مُتَخَشِّعًا أَسْبِلْ كَما يُسْبلُ قَوْمُكَ، قالَ: هَكَذَا، اتَّزَر صَاحِبُنا إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ. قَالَ: يَا بْنَ عَمِّ! طُفْ بِالْبَيْتِ. قَالَ: إِنَّا لَا نَصْنَعُ شَيْئًا حَتَّى يَصْنَعَ صَاحِبُنا فَنَتْبَع أَثَرَهُ".
"عَنْ إِيَاسِ بِن سَلَمَةَ، عَنْ أَبيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ بَايَعَ لِعُثْمانَ ابْن عَفانَ بإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرى، وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ عُثْمانَ فِى حاجَتِكَ وَحاجَةِ رَسُولكَ".
"عَنْ أَبان بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَتْ قُرَيْشٌ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرو، وَحُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى، وَ (مُكَرِّز بْنَ) حَفْصٍ إِلَى النَّبىِّ ﷺ لِيُصَالحُوهُ، فَلَمَّا رآهُمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِيهِمْ سُهَيْلٌ قَالَ: قَدْ سهَّلَ مِنْ أَمْرِكُمْ الْقَوْم يأتُونَ إِلَيْكُمْ بِأَرْحَامِهِمْ وَسَائِلُوكُمُ الصُّلْحَ فَابْعَثُوا الْهَدْىَ وَأظْهِرُوا بالتَّلْبِيَةِ لَعَلَّ ذَلِكَ يُلِينُ قُلُوبَهُمْ، فَلَبُّوْا مِنْ نَوَاحِى الْعَسْكَرِ حَتَّى ارْتَجَّتْ أَصْوَاتُهُمْ بِالتَّلْبيَةِ، فَجَاءُوهُ، فَسَأَلُوهُ الصُّلْحَ، فَبَيْنَمَا النَّاسُ قَدْ تَوادَعُوا، وَفِى الْمُسْلِمينَ نَاسٌ منَ الْمُشْرِكينَ، وَفِى الْمُشْرِكينَ نَاسٌ منَ الْمُسْلِمِينَ، فَقِيلَ: أَبُو سُفْيَانَ، فَإِذَا الْوَادِى- يَسيلُ بِالرِّجالِ وَالسِّلَاحِ، قَالَ: سَلَمَةُ: فَجِئْتُ بسَتَّةٍ مِنَ الْمُشْركِينَ مُسَلَّحِينَ أَسُوقُهُمْ مَا يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرّا، فَأَتَيْنَا بِهِمْ النَّبِىَّ ﷺ فَلَمْ يَسْلُبْ وَلَمْ يَقْتُلْ وَعَفَا، فَشَدَدْنا عَلَى مَا فِى أَيْدِى الْمُشْرِكينَ مِنَّا فَمَا تَرَكْنا فِيهِمْ رَجُلًا مِنَّا إِلَّا اسْتَنْقَذْنَاهُ وَغُلِبْنا عَلَى مَنْ فِى أَيْدِينَا مِنْهُمْ، ثُمَّ إِنَّ قُرَيْشًا أَتَتْ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو، وَحُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى، فَوَلُّوا صُلْحَهُمْ، وَبَعَثَ النَّبِىُّ ﷺ عَلِيّا، وَطَلْحَةَ، فَكَتَبَ عَلِىٌّ بَيْنَهُمْ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ قُرَيْشًا صَالَحَهُمْ عَلَى أَنَّهُ لَا إِغْلَالَ وَلَا إِسْلَالَ، وَعَلَى أَنَّهُ مَنْ قَدِمَ مَكَّةَ مِنْ أَصْحابِ مُحَمَّدٍ حَاجًا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ يبتغى مِنْ فَضْل اللهِ فَهُوَ آمِنٌ عَلَى دَمِهِ وَمَالِه، وَمَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ قُرَيْش مُجْتَازًا إِلَى
مِصْرَ، وإِلَى الشَّامِ يَبْتَغِى مِنْ فَضْلِ اللهِ فَهُوَ آمنٌ عَلَى دَمِه وَمَالِهِ، وَعَلى أَنَّه مَنْ جَاءَ مُحَمَّدًا مِنْ قُرَيْشٍ فَهُوَ رَدٌّ، وَمَنْ جَاءهُمْ مِنْ أَصْحاب مُحَمَّدٍ فَهُوَ لَهُمْ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمينَ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : مَنْ جَاءَهُمْ مِنَّا فَأَبْعَدَهُ اللهُ، وَمَنْ جَاءَنا مِنْهُمْ رَدَدْنَاهُ إِلَيهمْ، يَعْلَم اللهَ الإِسْلَامَ مِنْ نَفْسه يَجْعَل لَهُ مَخْرَجًا، وَصَالَحُوهُ عَلَى أَنَّهُ يَعْتَمِرُ عَامًا قَابِلًا فِى مِثْلِ هَذا الشَّهْرِ، لَا تَدْخُلُ عَلَيْنَا خَيْلٌ وَلَا سِلَاحٌ إِلَّا مَا يَحْمِلُ الْمُسافِرُ فِى قِرَابِهِ، فَيَمْكُثُوا فِيها ثلَاثَ لَيالٍ، وَعَلَى أَنَّ هَذَا الْهَدْى (حَيْثُ) (*) حَبَسْنَاهُ فَهُوَ مَحِلُّهُ لَا يُقْدِمُهُ عَلَيْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : نَحْنُ نَسُوقُهُ، وَأَنْتُمْ تَرُدُّونَ وَجْهَهُ".
"عَنْ إِياسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَتْ قُرَيْشٌ خَارَجَةَ بْنَ كُرْزٍ يَطْلُبُ لَهُمْ طَليعَةً، فَرَجَع حَامدًا بحُسْنِ الثَّنَاءِ، فَقَالُوا: إِنَّكَ أَعْرَابِىُّ قَعْقَعُوا لَكَ السِّلَاحَ فَطَارَ فُؤَادُكَ، فَمَا دَرَيْتَ مَا قِيلَ لَكَ وَمَا قُلْتَ، ثُمَّ أَرْسَلُوا عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ، فَجَاءَهُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! مَا هَذَا الْحَدِيثُ تَدْعُو إِلَى ذَاتِ الله، ثُمَّ جِئْتَ قَوْمَكَ بِأَوْبَاشِ النَّاسِ مَنْ تَعْرِفُ وَمَنْ لَا تَعْرِفُ لِتَقْطَعَ أَرْحَامَهُمْ وَتَسْتَحِلَّ حُرَمَهُمْ وَدِمَاءَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ؟ ! فَقالَ: إِنِّى لَمْ آت قوْمِى إِلَّا لأَصِلَ أَرْحَامَهُمْ يُبْدِلُهُمْ اللهُ بِدينٍ خَيْرٍ مِنْ دِينِهِمْ، وَمعايِشَ خيْرٍ مِنْ مَعَايِشِهِمْ، فَرَجَعَ حَامِدًا بِحُسْنِ الثَّنَاءِ، قَالَ سَلَمَةُ: فَاشْتَدَّ الْبَلَاءُ عَلَى مَنْ كَانَ فِى يَدِ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْمُسْلمِينَ، فَدَعا رَسُولُ اللهِ ﷺ عُمَرَ فَقالَ: يَا عُمَرُ! هَلْ أَنْتَ مُبْلِغٌ عَنِّى إِخْوَانَكَ مِنْ أُسَارَى الْمُسْلمِينَ؟ ! فَقَالَ: يَا نَبِىَّ اللهِ! وَاللهِ مَالِىَ بِمَكَّةَ مِنْ عَشِيرَةٍ غَيْرِى أَكْثَرُ عَشِيرةً مِنِّى، فَدعا عُثْمَانَ فَأَرْسَلَهُ إِلَيْهِمْ، فَخَرَجَ عُثْمَانُ عَلَى رَاحِلَتِهِ حَتَّى جَاءَ عَسْكَرَ الْمُشْرِكِينَ فَعَتِبُوا بِهِ وَأَساءوا لَهُ الْقَوْلَ، ثُمَّ أَجَارَهُ أَبَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعاصِ ابْنِ عَمِّهِ، وَحَمَلَهُ السَّرْج
وَرَدِفَهُ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: يَا بْنَ عَمِّ! مَالِىَ أَرَاكَ مُتَخَشِّعًا؟ أَسْبِلْ، قَالَ: وَكَانَ إِزَارُهُ إِلَى نِصْف سَاقِه، ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: هَكَذَا إِزْرَةُ صَاحِبنَا، فَلَمْ يَدَعْ أَحَدًا بِمَكَّةَ مِنْ أُسَارَى الْمُسْلمِينَ إِلَّا بلَّغَهُمْ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ، قَالَ سَلَمَةُ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ قَائِمُونَ نَادَى مُنَادِى رَسُول اللهِ ﷺ : أَيُّها النَّاسُ! الْبَيْعَةَ الْبَيْعَةَ؛ نَزَلَ رُوحُ الْقُدُسِ، فَسرنَا إِلَى رَسُولِ الله ﷺ وَهُوَ تَحْتَ شَجَرَةِ سَمُرَةٍ فَبَايَعْنَاهُ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} (*)، قَالَ: فَبَايَعَ لِعُثْمَانَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى، فَقالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لِأَبى عَبْدِ اللهِ؛ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَنَحْنُ هَاهُنَا، فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : لَوْ مَكَثَ كَذَا وَكَذَا سَنَةً مَا طَافَ حَتَّى أَطُوفَ".
"عَنْ أبَان بْن سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرنِى أَبى قَالَ: بَارَزَ عَمِّى يَوْمَ خَيْبَرَ مَرْحَبًا الْيَهُودِىَّ، فَقَالَ مَرْحَبٌ:
قَدْ عَلِمتْ الحباير (* *) بْن مَرْحَبُ ... شَاكِى السِّلَاحِ بَطلٌ مُجَرِّبُ
إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ
فَقالَ عَمِّى عَامِرٌ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّى عَامِرُ ... شَاكِى السِّلَاحِ بَطَلٌ مُعافِرُ
فاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْن، فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ في تُرْس عَامِرٍ، فَرَجَعَ السَّيْفُ عَلَى سَاقِه
فَقَطَع أَكْحَلَهُ، فَكَانَتْ فيهَا نَفْسُهُ، قَالَ سَلَمَة: فَلَقيتُ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِىِّ ﷺ فَقالُوا: بَطَلَ (عَمَلُ) عامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ! فَجِئْتُ إِلَى النَّبِىِّ ﷺ أبكى، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَبَطَلَ عَمَلُ عَامرٍ؟ قَالَ: مَنْ قالَ ذَلِكَ؟ قُلْتُ! أُناسٌ مِنْ أَصْحابِكَ! قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ! بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْن، حِينَ خرج إِلَى خَيْبَرَ. جَعَلَ يَرْجُزُ بِأَصْحابِ النَّبىِّ ﷺ ، وَفِيهِمُ النَّبِىُّ ﷺ يَسُوقُ الرِّكَابَ وَهُوَ يَقُولُ:
تَالله، لَوْلَا الله مَا اهْتَدَيْنا ... وَلَا تَصَدَّقْنا وَلَا صَلَّيْنا (*)
إِنَّ الَّذِينَ (قَدْ) (* *) بَغوْا عَلَيْنَا ... إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
وَنَحْنُ عَنْ فَضْلكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا ... فَثَبِّتْ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقيْنا
وأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عامرٌ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ! قَال: وَمَا اسْتَغفَرَ لإِنْسانٍ قَطُّ يَخُصُّهُ إِلَّا اسْتُشْهِدَ، فَلَّما سَمعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! لَوْ مَا مَتَّعتنَا بِعَامِرٍ: فَقَامَ فَاسْتُشْهِدَ، قَالَ سَلَمَةُ: ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَرْسَلَنِى إِلَى عَلِىٍّ فَقالَ: لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَومَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُه، فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ أَرْمَدَ، فَبَصَقَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِى عَيْنَيْه، ثُمَّ أَعْطاهُ الرَّايَةَ، فَخَرَجَ مَرْحَبٌ يَخْطُرُ بِسَيْفهِ فَقَالَ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّى مَرْحَبُ ... شاكِى السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرِّبُ
إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلْهبُ
فَقالَ عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالبٍ:
أَنَا الَّذى سَمَّتْنى أُمِّى حَيْدَرَةْ ... كَلَيْث غَابَاتٍ كَرِيه الْمَنْظَرَةْ
أُوَفيهِمُ (*) بِالصَّاع كَيْلَ السَّنْدَرْة
فَفَلَقَ رَأسَ مَرْحَبٍ بالسَّيْف، وَكَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ".
"عَنْ إِياسِ بْن سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِى أَبِى قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ هَوَازِنَ (* *)، فَبَيْنَما نَحْنُ نَتَضَحَّى وَعَامَّتُنَا مُشَاةٌ، فَبِنَا ضَعَفَةٌ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ فَانْتَزعَ طَلَقًا مِنْ حَقَبِهِ (* * *) فَقَيَّدَ بِهِ جَمَلَهُ رَجُلٌ شَابٌّ، ثُمَّ جَاءَ يَتَغَذَّى مَعَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا رَأَى ضَعْفَهُمْ وَقِلَّةَ ظَهْرِهِمْ خَرَجَ يَعْدُو إِلَى جَمَلِهِ فَأَطْلَقَهُ (* * * *)، ثُمَّ أَنَاخَهُ فَقَعَدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ يَرْكُضُهُ، وَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ مِنْ صَحَابَة النَّبِىِّ ﷺ عَلَى نَاقَةٍ وَرْقَاءَ هِىَ أَمْثَلُ ظَهْرِ الْقَوْمِ، فَقَعَدَ فَاتَّبَعَهُ، فَخَرَجْتُ أَعْدو، فَأَدْرَكْتُهُ وَرَأسُ النَّاقَةِ عِندَ وَركِ الْجَمَلِ، وَكُنْتُ عنْدَ وَرِكِ النَّاقَةِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِخِطَامِ الْجَمَلِ فَأَنَخْتُهُ، فَلَمَّا وَضَعَ رُكْبَتَيْهِ بِالأَرْضِ اخْتَرَطْتُ سَيْفِى فَأَضْرِبُ رَأْسَهُ، فَنَدَرَ (* * * * *)، فَجِئْتُ بِرَاحِلَتِهِ
وَمَا عَلَيْها أَقودُهُ، فَأسْتَقْبِلُ رَسُولَ اللهِ ﷺ مُقْبِلًا، فَقالَ: مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟ فَقالُوا: ابْنُ الأَكوَعِ، فَنَفَّلَهُ سَلَبَهُ".
"عَنْ سَلَمَةَ بْن الأَكْوَعِ: أَنَّ الأَذَانَ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ مَثْنَى مَثْنَى، وَالإِقَامَة وَاحِدَة وَاحِدَة".
"عَنْ إِياسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبيهِ: أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ أَبْصَرَ بُسْرَ بْنَ رَاعِى الْعِيرِ يَأكُلُ بِشمَالِه، فَقَالَ: كُلْ بِيَميِنِكَ، فَقَالَ: لَا أَسْتَطيعُ. فَقَالَ: لا اسْتَطَعْتَ، فَمَا نَالَتْ يَمِينُهُ إِلَى فِيهِ بَعْدُ".