39. Actions > Letter Rā (2/2)
٣٩۔ الأفعال > مسند حرف الراء ص ٢
"كُنْتُ أَبيتُ مَعَ رَسُولِ الله ﷺ ، فَأَتَيْتُهُ (*) بِوَضُوئِهِ وَبِحَاجَتِهِ، فَكَانَ
يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّى وَبِحَمْدِهِ الْهَوِىَّ، (* *) سُبْحَانَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، سُبْحَانَ
رَبِّ الْعَالَمينَ الْهَوِىِّ، فَقَال: رَسُولُ الله ﷺ : "هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ؟ " فَقُلْتُ: يَا
رَسُولَ الله! مُرَافَقَتُكَ في الْجَنَّةِ، قَالَ: "أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! هِىَ حَاجَتِى،
قَالَ: "فَأَعِنِّى عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ".
"كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ الله ﷺ فَأَعْطَانِى أَرْضًا، وَأَعْطَى أَبَا بَكْرٍ أَرْضًا، وَجَاءَتِ الدُّنْيَا فَاخْتَلَفْنَا (* * *) فِى عَذْقِ نَخْلَةٍ، فَقَالَ أبو بكرٍ: هِىَ في حَدِّى، فَقُلْتُ أَنَا: هِىَ فِى حَدِّى، فَكَان بَيْنِى وَبَيْنَ أَبِى بَكْرٍ كَلَامٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ كَلِمَةً كَرِهْتُهَا، وَقَدِمَ فَقَالَ لِى: يَا رَبِيعَةُ رُدَّ عَلَىَّ مِثْلَهَا حَتَّى يَكُونَ قِصَاصًا، فَقُلْتُ: لَا أَفْعَلُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَتَقُولَنَّ أَوْ لأَسْتَعْدِينَّ عَلَيْكَ رَسُولَ الله ﷺ ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ، قَالَ. وَرَفَضَ الأَرْض، فَانْطَلَق أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَانْطَلَقَتُ أَتْلُوهُ، فَجَاءَ أُنَاسٌ مِنْ أَسْلَمَ فَقَالُوا: يَرْحَمُ الله
أَبَا بَكْرٍ في أَىِّ شَىْءٍ يَسْتَعْدِى عَلَيْكَ رَسُولَ الله ﷺ ؟ وهُوَ الَّذِى قَالَ لَكَ مَا قَالَ، فَقُلْتُ: أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هَذَا أَبُو بَكْر الصَّدِّيقُ، وَهُوَ ثَانِى اثْنَيْنِ، وَهُوَ ذُو شَيْبَةِ المسلمين، فَإِيَّاكُمْ يَلْتَفِتُ فَيَرَاكُمْ تَنْصُرُونِى عَلَيْهِ فَيَغْضَب فَيَأتِى رَسُولَ الله ﷺ فَيَغْضَبُ لِغَضَبِهِ، فَيغْضَبُ الله لِغَضَبِهِمَا فَيَهْلِكُ رَبِيعَةَ، قَالُوا: فَمَا تأمُرُنَا؟ قُلْتُ: ارْجِعُوا، فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ ، وَتَبِعْتُهُ وَحْدِى حَتَّى أَتَى رَسُولَ الله ﷺ فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ كَمَا كَانَ، فَرَفَعَ إِلَىَّ رَأسَهُ فَقَالَ: يَا رَبِيعَةُ! مَالَكَ وَلِلصِّدِّيقِ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، كَانَ كَذَا، كَانَ كَذَا. فَقَالَ لِى كَلِمَةً كَرِهْتُهَا، فَقَالَ لِى: قُلْ لِى كَمَا قُلْتُ لَكَ، حَتَّى يَكُونَ قِصَاصًا، قَالَ: أَجَلْ! فَلاَ تَرُدَّ عَلَيْهِ، لَكِنْ قُلْ: غَفَر الله لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، غَفَرَ الله لَكَ يَا أَبَا بَكَرٍ، فَوَلَّى أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ يَبْكِى".
"كُنْتُ أَخْدُمُ النَّبِىَّ ﷺ فَقَالَ يومًا: يَا رِبَيعَةُ! أَلَا تَتَزَوَّجُ؟ فَقُلْتُ:
وَالله يَا رَسُولَ الله لَخَير مِنْكُمْ (*) أحَبُّ إِلَىَّ، ثُمَ أَعَادَ إِلَىَّ بَعْدُ مَرَّةً أُخْرَى، فَقُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ،
فَقُلْتُ: وَالله لَرَسُولُ الله ﷺ أَعْلَمُ بِمَا يُصْلِحُنِى مِنِّى، فَلَئِنْ قَالَ مَرَّةً فَلأَقُولَنَّ: بَلَى
يَا رَسُولَ الله! فَقَالَ لِى: يَا رَبَيعَةُ أَلَا تَتَزَوَّجُ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله! قَالَ لِى: ائْتِ فُلَانًا -
لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ- فَلْيُزَوِّجُوكَ ابْنَتَهُمْ فُلَانَةَ فَأَتَيْتُهُمْ، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ الله ﷺ
يَأمُرُكُمْ أَنْ تُزَوِّجُونِى، قَالُوا: مَرْحَبًا بِرَسُولِ رَسُولِ الله، لَا يَذْهَبُ رَسُوْلُ رَسُولِ الله إِلَّا
بِحَاجَتِهِ، فَزَوَّجُونِى، وَلَمْ يَسْأَلُونِى بَيِّنَةً، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ وَأَنَا كَئِيبٌ، فَقَالَ لِى:
مَا لَكَ يَا رَبِيعةُ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتَيْتُ قَوْمًا كِرامًا، فَزَوَّجُونِى وَلَمْ يَسْأَلُونِى بَيِّنَةً، وَلَيْسَ عِنْدِى مَا أُصْدِقُ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : اجْمَعُوا لَهُ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَمَعُوا وَزْنَ نَواتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَتَيْتُهُمْ بِهِ، فَقَبِلُوا، فَقَالُوا: كَثِيرٌ طَيِّبٌ، فَأتَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ وَأَنَا كَئِيبٌ، فَقَالَ: مَا لَكَ يا رِبَيعَةُ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! أَتَيْتُ قَوْمًا كِرَامًا، فَقَبِلُوا، وَقَالُوا: كَثِيرٌ طَيِّبٌ، وَلَيْسَ عِنْدِى مَا أُولِمُ، فَقَالَ: اجْمَعُوا لَهُ فِى ثَمَنِ كَبْشٍ، فَجَمَعُوا لِى فِى ثَمَنِ كَبْشٍ، وَأَرْسَلَ رَسُولُ الله ﷺ إِلَى أَهْلِهِ، فَأُتِى بِمْكتَلٍ فِيهِ شَعِيرٌ، فأَتَيْتُهُمْ بِهِ. فَقَالُوا: أَمَّا الْكَبْشُ فَاكْفُونَاهُ أَنْتُمْ، وَأَمَّا الشَّعِيرُ فَنَحْنُ نَكْفِيكُمُوهُ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ، وَأَصْبَحْتُ فَدَعَوْتُ رَسُولَ الله ﷺ وَأَصْحَابهُ".
"كُنْتُ مَعَ أَبِى حَيْثُ أتى رَسُول الله ﷺ وَأَنَا غُلَامٌ، فَوَجَدتُّهُ مَحْلُولَ الإِزَارِ".
"كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ ﷺ فَلَوْ قُلْتُ: إِنَّ رُكْبَتِى تَمَسُّ رُكْبَتَهُ، فَسَكَتَ عَنْهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ السَّحَرِ أَغَارَ عَلِيهِمْ وَقَالَ: "إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ".
"كُنْتُ أَمْشِى مَعَ رَسُولِ الله ﷺ وَنَحْنُ نُرِيدُ الصَّلَاةَ، فَكَانَ يُقَارِبُ الْخُطَى، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ أُقَارِبُ الْخُطَى؟ قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ: لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِى صَلَاةٍ مَا دَامَ فِى طَلَبِ الصَّلَاةِ".
"كُنْتُ فِى بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ الَّليْلِ، فَقُمْتُ مَعَهُ عَلَى يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِى، فَجَعَلَنِى عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، حَزَرْتُ (*) قِيَامَهُ فِى كُلِّ رَكْعَةٍ قَدْرَ: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ".
39.3 Section
٣٩۔٣ مسند رفاعة بن رافع الزرقى
" جَمعَ رَسُولُ الله ﷺ قُرَيْشًا، فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ مِنْ غيْرِكُمْ؟ ، قَالُوا: لَا؛ إِلَّا ابْن أُخْتِنَا وَمَوْلَانَا وَحَلِيفُنَا، فَقَالَ: ابنُ أُخْتِكُمْ مِنْكُمْ، وَحَلِيفُكُمْ مِنْكُمْ، وَمَوْلَاكُمْ مِنْكُمْ، إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ صِدْقٍ، وَأَمَانَةٍ، فَمَنْ بَغَى لَهُمُ الْعَواثِرَ (*) أَكَبَّهُ الله عَلَى وَجْهِهِ".
"قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ ، فَقَالَ مَا تَعُدَّونَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا؟ ، فَقَالَ: مِنْ أَفَاضِلِ الْمُسْلِميِنَ، أَوْ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِميِنَ؟ قَالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ فِينَا".
"عن عَبَايَةَ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: وَضَّأتُ ابْنَ عُمَرَ، فَقُمْتُ عَنْ يَمِينهِ، فَقَالَ: مِمَّنَ أَخَذْتَ هَذَا؟ فَقُلْتُ: مِنْ رِفَاعَةَ، فَقَالَ: مِنْ هُنَاكَ".
"كُنَّا جُلُوسًا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى صَلَاةً خَفِيفَةً لَا يُتمُّ رُكُوعًا، وَلَا سُجُودًا، وَرَسُولُ الله ﷺ يَرْمُقُهُ، وَلاَ يَشْعُرُ، فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ ، فَرَدَّ عَليْه السَّلَامَ، فَقَالَ: أَعِدْ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَفَعَلَ ذلِكَ ثَلَاثًا، فَقَالَ: أَىْ رَسُولَ الله، بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى، وَالَّذِى أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ، لَقَدِ اجْتَهَدْتُ وَحَرَصْتُ فَأَرِنِى وَعَلِّمْنِى، فَقَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُصَلِّىَ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ، ثُمَّ استْقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأ، ثُمَّ ارْكعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ، قَالَ: ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ، فَإِذَا أَتْمَمْتَ عَلَىَ هَذا صَلَاتَكَ فَقَدْ أَتْمَمْتَ، وَمَا نَقَصْتَ مِنْ هَذَا شَيْئًا، فَإِنَّمَا تَنْقُصُهُ مِنْ نَفْسِكَ".
"إِذَا اسْتَقبَلْتَ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، ثُمَّ اقْرَأ بِمَا شِئْتَ، فَإِذَا رَكَعْتَ فَاجْعَلْ رَاحَتَيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ، وَامْدُدْ ظَهْرَكَ وَمَكِّنْ لِرُكُوعِكَ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأَسَكَ فَأَقِمْ صُلْبَكَ حَتَّى تَرْجِعَ الْعِظَامُ إِلَى مَفَاصِلِهَا، فَإِذَا سَجَدْتَ فَمَكِّنْ سُجُودَكَ، فَإِذَا جَلَسْتَ فَاجْلِسْ عَلَى فَخَذِكَ الْيُسْرَى، ثُمَّ اصْنَعْ كَذَلِكَ فِى كُلِّ رَكْعَةٍ، وَسَجْدَةٍ".
"أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ أَمَانَةٍ، مَنْ بَغَاهُمْ الْعَوَاثِرَ كَبَّهُ لِمِنْخَرِهِ، قَالَها ثَلَاثًا".
"اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِىَ عَلَى رَبِّى، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، الَّلهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ وَلَا هَادِىَ لِمَا أَضْلَلْتَ، وَلَا مُضِلَّ لِمَن هَدَيْتَ، وَلَا مُعْطِىَ لِمَا مَنَعتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُقَارِبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ، وَرَحْمَتِكَ، وَفَضْلِكَ، وَرِزْقِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمِقُيمَ الَّذِى لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ، اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ النَعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَة، والأَمْنَ يَوْمَ الْخَوفِ، اللَّهُمَّ عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا، وَمِنْ شَرِّ مَا مَنَعْتَ مِنَّا، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِى قُلُوَبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمينَ، وَأحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وأَلْحقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ اَلَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيِلكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَهَ الْحَقِّ".
"اسْتَوُوا وَاعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ".
"لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ فَجَمَعَ النَّاسُ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، فَنَظَرْتُ إِلَى قِطْعَةٍ مِنْ دِرْعِهِ قَدِ انْقَطَعَتْ مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ، فَأَطْعَنُهُ بِالسَّيْفِ فِيهَا طَعْنَةً فَقَتَلْتُهُ، وَرُمِيتُ بِسَهْمٍ يَوْمَ بَدْرٍ فَفَقَأَتْ عَيْنِى، فَبَصَقَ فِيهَا رَسُولُ الله ﷺ وَدَعَا لِى، فَمَا آذَانِى مِنْهَا شَىْءٌ".
"لَمَّا رَأَى إِبْلِيسُ مَا تَفْعَلُ الْمَلَائِكَةُ بِالمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَشْفَقَ أَن يَخْلُصَ الْقَتْلُ إِلَيْهِ فَتَشَبَّثَ بِهِ الْحَاَرِثُ بْنُ هِشَامٍ، وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ، فَوَكَزَ فِى صَدْرِ الْحَارِثِ فَأَلْقَاهُ، ثُمَّ خَرَجَ هَارِبًا حَتَّى أَلْقَى نَفْسَهُ فِى الْبَحْرِ، فَدَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ نَظرَتَكَ إِيَّاىَ، وَخَافَ أَنْ يَخْلُصَ الْقَتْلُ إِلَيْهِ".
"لَمَّا ظَهَرَ الإِسْلَامُ وَلَنَا بِئْرٌ بِالْمَدِينَةِ خِفْنَا أَنْ يَغْلِبَنَا عَلَيْهَا مَنْ حَوْلَنَا، فَأَتَيْتُ النَّبِىَّ ﷺ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَكَتَبَ لَنَا كِتَابًا: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ لَهُمْ بِئْرَهُمْ إِنْ كَانَ صَادِقًا، وَلَهُمْ دَارهُمْ إِنْ كَانَ صَادِقًا، فَمَا قَاضَيْنَا فِيهِ إِلَى أَحَدٍ مِنْ قُضَاةِ الْمَدِينَةِ إِلَّا قَضَوْا لَنَا بِهِ، وَفِى كِتَابِ النَّبِيِّ ﷺ كَانَ ك ون (*) وَزَعَمَ أَنَّهُ كَذَا كَانَ كِتَابُ النَّبِىِّ ﷺ ".
"لَمَّا صَبَّحَ النَّبِىُّ ﷺ خَيْبَرَ وَقَدْ أَخَذُوا مِسَاحَهُمْ (*) وَمَكَاتِلَهُمْ (*)
وَغَدَوْا عَلَى حُرُوثِهِمْ (* *) فَلَمَّا رَأَوا النَّبِىَّ ﷺ مَعَهُ الْجَيْشُ نَكَصُوا مُدْبِرِينَ. فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّمَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ".
"لَمَّا تُوفِّىَ النَّبِىُّ ﷺ قَامَ خُطَبَاءُ الأَنْصَارِ فَقَالُوا: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، إِنَّ رَسُولَ الله ﷺ كَانَ إِذَا بَعَثَ رَجُلًا مِنْكُمْ قَرَنَهُ بِرَجُلٍ مِنَّا، فَنَحْنُ نَرَى أَنْ يَلِىَ هَذَا الأَمْرَ رَجُلَانِ: رَجُلٌ مِنْكُمْ، وَرَجُلٌ مِنَّا، فَقَامَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله ﷺ كَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَكُنَّا أَنْصَارَ رَسُولِ الله ﷺ فَنَحْنُ أَنْصَارُ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: جَزَاكُمُ الله خَيْرًا مِنْ حَىٍّ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ، وَالله لَوْ قُلْتَ غَيْرَ هَذَا مَا صَالَحْنَاكُمْ".
"عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَأَخِى
خَلَّادٌ إِلَى بَدْرٍ عَلَى بَعِيرٍ لَنَا أَعْجَبَنِى حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَوْضِعِ الْبَرِيدِ الَّذِى خَلْفَ الرَّوْحَاءِ بَرَكَ بِنَا بَعِيرُنَا، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ لَكَ عَلَيْنَا لَئِنْ أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ لَنَنْحَرَنَّ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ مَرَّ بِنَا رَسُولُ الله ﷺ ، قَالَ: مَا لَكُمَا؟ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ بَرَكَ عَلَيْنَا، فَنَزَلَ رَسُولُ الله ﷺ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ بَزَقَ فِى وَضُوئِهِ، ثُمَّ أَمَرَنَا فَفَتَحْنَا لَهُ فَمَ الْبَعِيرِ فَصبَّ فِى جَوْفِ الْبَعِيرِ مِنْ وَضُوئِهِ، ثُمَّ صَبَّ عَلَى رَأسِ الْبَكْرِ، ثُمَّ عَلَى عُنُقِهِ، ثُمَّ عَلَى حَارِكِه (*) ثم على سَنَامِهِ ثُمَّ عَلَى عَجُزِهِ، ثُمَّ عَلَى أُذُنِهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ احْمِلْ رَافِعًا وَخَلَّادًا. فَمَضَى رَسُولُ الله ﷺ فَقُمْنَا نَرْتَحِلُ، فَارْتَحَلْنَا، فَأَدْرَكْنَا النَّبِىَّ ﷺ عَلَى رَأسِ النَّضِيفِ، وَبَكْرُنَا أَوَّلُ الرَّكْبِ، فَلَمَّا رَآنَا رَسُولُ الله ﷺ ضَحِكَ، فَمَضَيْنَا حَتَّى أَتَيْنَا بَدْرًا، حَتَّى إِذَا كُنَّا قَرِيبًا منْ وَادِى بَدْرٍ بَرَكَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: الْحَمْدُ لله فَنَحَرْنَاهُ وَتَصَدَّقْنَا بِلَحْمِهِ".
39.4 Section
٣٩۔٤ مسند رفاعة بن عرابة الجهنى
" عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ عَرَابَةَ قَالَ: غَزَوْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْكَدِيدِ، أَوْ قَالَ: بِقَدِيد جَعَلَ رِجَال مِنَّا يَسْتَأذِنُونَ إِلَى أهَاليهِمْ فَجَعَلَ رَسُولُ الله ﷺ يَأذَنُ لَهُمْ وَقَالَ: مَا بَالُ شِقِّ الشَّجَرَةِ الَّذِى يَلِى رَسُولَ الله ﷺ أَبْغَضَ إِلَيْكُمْ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ؟ ! فَلَمْ نَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ الْقَوْمِ إِلَّا بَاكِيًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ الَّذِى يَسْتَأذِنُكَ فِى شَىْءٍ مِنْهَا السَّفِيهُ، فَقَامَ رَسُولُ الله ﷺ فَحَمِد الله، وأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: أَشْهَدُ عِنْدَ الله وَكَانَ إِذَا حَلَفَ قَالَ: وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُؤْمِنُ بِالله ثُمَّ يُسَدِّدُ إلَّا سُلِكَ بِهِ فِى الْجَنَّةِ، وَلَقَدْ وَعَدَنِى رَبِّى أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِى الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ، وَإِنِّى لأَرْجُو أَن لَّا يَدْخُلُوهَا حَتَّى تَبْنُوا أَنْتُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَذُرِّيَّاتِكُمْ مَسَاكِنَ فِى الْجَنَّةِ، ثُمَّ قَالَ: إِذَا مَضَى نِصْفُ اللَّيْلِ، أَوْ قَالَ: ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ الله تَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: لَا أَسْأَلُ عَنْ عِبَادِى غَيْرِى، مَنْ ذَا الَّذِى يَسْأَلُنِى أَعْطَيْتُهُ، مَنْ ذَا الَّذِى يَدْعُونِى أَسْتَجِيب لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِى يَسْتَغْفِرُنِى أَغْفِر لَهُ، حَتَّى يَنْصَدِعَ الْفَجْرُ".
"عَنْ يَعْلَى بْنِ الأَشْدَقِ قَالَ: أَدْرَكْتُ عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله ﷺ ، مِمَّنْ صَدَّقَ رَسُولَ الله ﷺ ، مِنْهُمْ رُقَادُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعُقَيْلِىُّ، قَالَ: أَخَذَ مِنَّا رَسُولُ الله ﷺ مِنَ الْغَنَمِ مِنَ الْمِائَةِ شَاةً. فَإِنْ زَادَت فَشَاتَانِ".
"انْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ فِى وَفْدٍ بِصَدَقةٍ نَحْمِلهَا إِلَيْهِ، فَنَهَاهُمْ عَنِ النَّبِيذِ فِى هَذِهِ الظُّرُوفِ، فَرَجَعُوا إِلى أَرْضهِمْ وَهِىَ أَرْضُ تِهَامَة حَارَّة. فَاسْتَوخَمُوا فَرجعُوا إِلَيْهِ الْعَامَ الثَّانِى فِى صَدَقَاتِهِم. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّكَ نَهَيْتَنَا عَنْ هذِهِ الأَوْعِيَةِ، فَتَركْنَاهَا، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: "اذْهَبُوا فَاشْرَبُوا فِيمَا شِئْتُمْ، وَلَا تَشْرَبُوا مَا أُوكِىَ سِقَاؤُهُ عَلَى إِثْمٍ".
"قُرِّبَ لِرَسُولِ الله ﷺ تَمْرٌ وَرُطَبٌ، فَأكَلُوا مِنْهُ حَتَّى لَمْ يُبْقُوا شَيْئًا إلا نَوَاةً وَمَا لَا خَيْرَ فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أعْلَمُ. قَالَ: تَذْهَبُونَ، اَلْخَيِّر فَالْخَيِّر حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ إِلَّا مِثْلُ هَذِهِ".
"عَنْ زُرْعَة بْنِ سَيْفِ بْنِ ذِى يَزَنٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَىَّ رَسُولُ الله ﷺ كِتَابًا هَذَا نُسْخَتُهُ، فَذَكَرَهَا، وَفِيهَا: وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى يَهُودِيَّةٍ، أَوْ نَصْرَانِيَّةٍ فَإِنَّهُ لَا يُغَيَّرُ عَنْهَا، وَعَلَيْهِ الْجِزْيَةُ، عَلَى كُلِّ حَالِمٍ ذَكَرٍ وَأُنْثَى حُرٍ أَوْ عَبْدٍ دِينَارٌ أَوْ قِيمَتُهُ مِنَ الْغَافِرِ".
"عَنْ أَبِى الْحَارِثِ مُحَمَّد بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هَانِئ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هَانِئ بْنِ مُدْلِجِ بْنِ الْمِقْدَادِ بْنِ زَمْلِ بْنِ عَمْرٍو الْعُذْرِىِّ. حَدَّثَنِى أَبِى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَمْلِ ابْنِ عَمْرٍو الْعُذْرِىِّ قَالَ: كَانَ لِبَنِى عُذْرَةَ صَنَمٌ يُقَالُ لَهُ حَمَامٌ، وَكَانَ سَادِنُهُ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ: طَارِقٌ، فَلَمَّا ظَهَرَ النَّبِيُّ ﷺ سَمِعْنَا صَوْتًا: يَا بَنِى وَهْبِ بْنِ حِزَامٍ: ظَهَرَ الْحَقُّ، وَأَوْدى حَمَامٌ، وَرَفَعَ الشِّرْكَ الاِسْلَامُ، فَفَزِعْنَا لِذَلِكَ وَهَالَنَا، فَمَكَثْنَا أَيَّامًا ثُمَّ سَمِعْنَا صَوْتًا وَهُوَ يَقُولُ: يَا طَارِقُ، بُعِثَ النَّبِىُّ الصَّادِقُ، بِوَحْىٍ بَاطِنٍ، صَدْعٍ صَادِعٍ، بِأَرْضِ تِهَامَةَ، لِنَاصِرِيهِ السَّلَامَةُ، وَفِى دَلْيِهِ النَّدَامَةُ، هَذَا الْوَدَاعُ مِنِّى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. فَوَقَعَ الصَّنَمُ لِوَجْهِهِ. قَالَ زَمْلٌ: فَابْتَعْتُ رَاحِلَةً وَرَحَلْتُ حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِىَّ ﷺ مَعَ نَفرٍ مِنْ قَوْمِى، وَأَنْشَدْتُهُ شِعْرًا قُلْتُهُ:
إِلَيْكَ رَسُولَ الله أَعْلَمْتُ نَصَّهَا ... أُكَفِّلُهَا حُزْنًا وَفوْزًا مِنَ الزَّمْلِ
لأَنْصُرَ خَيْرَ النَّاسِ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ... وَأَعقِدَ حَبْلًا مِنْ حَالِكَ فِى حَبْلِى
وَأَشْهَدُ أَنَّ الله لَا شَىْءَ غَيْرُهُ ... أَدِينُ لَهُ مَا أَثْقَلَتْ قَدَمِى نَعْلِى
قَالَ: فَأَسْلَمْتُ وَبَايَعْتُ وَأَخْبَرْنَاهُ بِمَا سَمِعْنَا، فَقَالَ: ذَلِكَ مِنْ كَلَامِ الْجِنِّ، ثُمَّ قَالَ:
يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ إِنِّى رَسُولُ الله إِلَى الأَنَامِ كَافَّةً، أَدْعُوهُمْ إِلَى عِبَادَةِ الله وَحْدَهُ، وَإِنِّى رَسُولُهُ وَعَبْدُهُ، وَأَنْ تَحُجُّوا الْبَيْتَ وَتَصُومُوا شَهْرًا مِنَ اثْنَىْ عَشَرَ شَهْرًا وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فَمَنْ أجَابَنِى فَلَهُ الْجَنَّةُ نُزُلًا وَثَوَابًا، وَمَنْ عَصَانِى كَانَتْ لَهُ النَّارُ مُنْقَلَبًا. قَالَ: فَأَسْلَمْنَا وَعَقَدَ لَنَا لِوَاءً وَكَتَبَ لَنَا كِتَابًا نُسْخَتُهُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله لِزَمْلِ بْنِ عَمْرٍو وَمَنْ أَسْلَمَ مَعَهُ خَاصَّةً، إِنِّى بَعَثْتُهُ إِلَى قَوْمِهِ عَامَّةً، فَمَنْ أَسْلَمَ فَفِى حِزْبِ الله وَرَسُولِهِ، وَمَنْ أَبى. فَلَهُ أَمَانُ شَهْرَيْنِ. شَهِدَ عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِىُّ".
كر، وقال: غريب جدا .