"عَنْ عمَرَ قَالَ: مَنْ مَلأَ عَيْنَيْهِ مِنْ قَاعَةِ بْيتٍ قَبْلَ أنْ يؤذَنَ لَه فَقَدْ فَسَقَ".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (12/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ١٢
"عَنْ عُمَرَ أن تميمًا الدارىَّ سأل عمرَ بنَ الخطاب عن ركوبِ البحرِ فأمره بتقصيرِ الصلاةِ، قال: يقولُ الله: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: قال رسولُ الله ﷺ إن من عبادِ الله عبادًا ما هُم
بأنبياءَ ولا شُهدَاءَ يغبِطُهم الأنبياءُ والشهداء لِمكَانِهم من الله، قيل: من هم يا رسولَ الله؟ وما أَعْمَالُهم؟ قال: هم قومٌ تحابّوا بروحِ الله على غيرِ أرحامٍ بينهم، ولا أموالٍ يتعاطَوْنَها بَيْنَهم، فوالله إن وجوهَهم لنورُ، وإنهم لعلى نورٍ، لا يخافون إذَا خاف الناسُ، ولا يحزَنون إذا حزِن الناسُ، ثم تلا رسول الله ﷺ : {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: لما استقرت السفينةُ على الجودِىِّ، لبثت ما شاءَ الله، ثم إنه أذن له فهبَط على الجُودِى فدعَا الغرابَ فقال: ائتِنِى بخبرِ الأرضِ، فانحدر الغرابُ على الأرضِ وفيها الغَرقى، من قومِ نوحٍ فأبطأ عليه، فلَعَنه، ودعا الحمامةَ فوقعت على كفِّ
نوح، فقال: اهبطى فأتنى بخبرِ الأرضِ فانحدرت فلم تلبث إلا قليلا حتى جاء ينفض ريشه في منقاره، فقال: اهبط فقد أتيت الأرض، قال نوح ش باركَ الله فيكِ، وفى بيتٍ يؤويك وَحَبَّبَكَ إلى الناسِ لولا أن يغلبَك الناسُ على نفسكِ لدعوتُ الله أن يجعل رأسَك من ذَهَبٍ".
"عَنِ الشعبى قَالَ: خرج عمرُ يَسْتَسْقِى فلم يزل على الاستغفارِ حتى رجعَ، فقيل له: ما رأيناك استسقيت، قال: لقد طلبتُ المطر بمَجادِحِ السماء التى يستنزل بها المطر ثم قرأ: {وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} ".
"سمع عمر رجلًا يقرأُ هذا الحرفَ (ليسجُننَّهُ عَتَّى حينِ) ثم كتب إلى ابن مسعود: "سلامٌ عليك، أما بعد: فإن الله أنزل القرآن، فجعله قرآنا عربيًا مبينًا وأنزله بلغة هذا الحِىِّ من قريشٍ، فإذا أتاك كتابى هَذا فأقرئ الناس بلغةِ قريش، ولا تقرئهم بلغةِ هُذَيْل".
"عَنْ عمر أنه قَالَ: وهو يطوف بالبيتِ، اللهم إن كنت كتبت على شِقوةً أو ذنبًا فامحُه فإنك تمحو ما تشاءُ وتثبتُ وعندَك أمُّ الكتاب، واجعله سَعَادَةً ومغفرةً".
"عَنِ السائبِ بن مهجانَ مِن أهل الشامِ وكان قد أدرك الصحابةَ قال: لما دخل عمرُ الشامَ حَمِد الله وأثنى عليه ووعظَ وذَكَّرَ وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ثم قال: إن رسول الله ﷺ قام فينا خطيبا كقيامى فيكم فأمر بتقوى الله وصلةِ الرحم وصلاحِ ذات البين، وقال: عليكم بالجماعةِ وفى لفظ بالسمع والطاعةِ؛ فإن يد الله مع الجماعةِ، وَإن الشيطان مع الواحدِ، وهى من الاثنين أبعد، لا يَخْلُونَّ رجلٌ بامرأةٍ فإن الشيطانَ ثالثُهما، ومن ساءته سَيئتهُ وسرته حسنته فهو أماوةُ المُسلم المؤمن، وأمارة المنافقِ الَّذِى لا تسؤه سيئةٌ، ولا تسرُّه حسنة، إن عمل خيرًا لم يرج من الله في ذلك الخيرِ ثوابًا، وإن عملَ شرًا لم يخف من الله في ذلك الشَّرِّ عقوبةً، وأجملوا في طلب الدنيا، فإن الله قد تكفل بأرزاقكم، وكل سيتم له عملهُ الذى كان عامِلًا، أستعينوا الله على أعمالكم، "فإنه يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب" - صلى الله على نبينا محمد وآله وعليه السلام ورحمة الله -، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
"عَنْ عمر قال: السبعُ المثَانِى: فاتحةُ الكتاب".
"عَنْ عمر قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} قال: السبع الطوال".
"عَنْ عمر قال: إن موسى - عليه السلام - لما وردَ مدين وجد عليه أمةً من الناس يسقون، فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر ولا يطيقُ رَفْعَهَا إلا عشرةُ رجالٍ، فإذا هو بامرأتين، قال: ما خطبكما؟ فحدثتاه، فأتى الحجر فرفعه وحده، ثم استقى، فلم يستقِ إلا ذنوبا واحدًا حتى رويت الغنم، فرجعت المرأتان إلى أبيهما فحدثتاه، وتولى موسى إلى الظل {فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى
"عَنْ سمرة بنِ جُنْدُبٍ قال: قَالَ عُمَرُ: الرجال ثلاثةٌ، والنساء ثلاثةٌ، أما النساء فامرأةُ عفيفة مسلمةٌ ليّنة ودودةٌ ولودةٌ تُعين أهلهَا على الدهرِ، وقليلًا ما تجدُها، وامرأةٌ عفيفة مسلمة إنما هى وعاء للولد ليس عندها غير ذلك، والثالثة غُل قَمِل يجعلها الله في عنق من شاء، فإذا شاءَ أن ينزعه نزعه، والرجال ثلاثة: رجل عفيف هيِّن ليِّن ذُو رأىٍ ومشورة، وإذا أنزل به أمرٌ يأتمر به وصدر الأمور مصادرها، ورجل لا رأىَ له، إذا نزل به أَمْرٌ أَتَى ذا الرأىِ والمشورةِ ينزلُ عند رأيه، ورجل جايرُ حائر لا يأتمر راشدا ولا يُطيع مرشدًا".
"عَنْ أبِى رَافِعٍ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأنَا أَصُوغُ وَأَقْرَأُ الْقُرآنَ قَالَ: يَا أَبَا رَافِعٍ لأَنْتَ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ، تُؤدِّى حَقَّ الله وَحَقَّ مَوَالِيكَ".
"عَنْ عمَرَ قَالَ: وَالله مَا اسْتَفَادَ رَجُلٌ فَائِدَةً بَعْدَ الإِسْلَامِ خَيْرًا مِنَ امرَأَةٍ حَسَنَةِ الخُلُقِ وَدُودٍ وَلُودٍ، وَالله مَا اسْتَفَادَ رَجُلٌ فَائِدَةً بَعْدَ الشِّرْكِ بِالله شَرًا مِنْ مُرَيَّةٍ سَيِّئَةِ الْخُلُقِ حَدِيدَةِ اللَّسَانِ، وَالله إِنَّ مِنْهُنَّ لَغُلّا مَا يُفْدَى مِنْهُ، وَغُنَمًا (لَا) يُحْذَى مِنْهُ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: مَا مِن امْرِئٍ إِلَّا وَلَهُ أَثَرٌ هُوَ وَاطِئُهُ، وَرِزْقٌ هُوَ آكِلُهُ، وَأَجَلٌ هُوَ بَالِغُهُ، وَحَتْفٌ هو قَاتِلُهُ، حَتَّى لَوْ أَنَّ رَجُلًا هَرَبَ مِنْ رِزْقِهِ لَاتَّبَعَهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ، كمَا أنَّ الْمَوتَ يُدْرِكُ مَنْ هَرَبَ مِنْهُ (ألا) فَاتَّقُوا الله وَأَجْمِلُوا فِى الطَّلَبِ".
"عَنْ سَعِيد بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اشْتَكَى، فَدَخَلَ عَلَيْهِ
النَّبِيُّ ﷺ يَعُودُهُ فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ يَا عُمَرُ؟ فَقَالَ: أَرْجُو وَأَخَافُ، فقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : مَا اجتَمَعَ الرَّجَاءُ وَالْخَوْفُ فِى قَلْبِ مُؤْمِنٍ إِلَّا أَعْطَاهُ الله الرَّجَاءَ وَآمَنَهُ الْخَوْفَ".
"عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ أَمَرَ بِضَرْبِ رَجُلَيْنِ، فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا يَقولُ: بِاسْمِ الله، والآخَرُ يَقُولُ: سُبْحَانَ الله، فَقَالَ: وَيْحَكَ خَفِّفْ عَنِ الْمُسَبِّحِ فَإِنَّ التَّسْبِيحَ لَا يَسْتَقِرُّ إِلَّا فِى قَلْبِ مُؤْمِنٍ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالأحْمَرَيْنِ اللَّحْمَ وَالنَّبِيذَ، فَإِنَّهُما مَفْسَدَةٌ لِلْمَالِ مَمْرَقَةٌ لِلدِّينِ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَاللَّحْمَ، فَإِنَّ لَهُ ضَرَاوَةً كَضَرَاوَةِ الْخَمْرِ".
"عَنْ أَنَسٍ أَنَّ امْرَأةً أَتَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمؤْمِنينَ إِنَّ دِرْعِى تَخَرَّقَ، قَالَ: لَمْ أكْسُكِهِ، قَالَتْ: بَلَى، وَلَكِنَّهُ تَخَرَّقَ؛ فَدَعَا لَهَا بدرْعٍ (قَجِيبٍ) وَخَيْطٍ وقَالَ لَهَا: (الْبَسِى) هَذَا - يَعْنِى الْخلِقَ - إِذَا خَبَزْتِ وَإِذَا جَعَلْتِ الْبُرْمَةَ، وَالْبِسِى هَذَا إِذَا فَرَغْتِ، فَإِنَّهُ لَا جَديدَ لِمَنْ لَا يَلْبَسُ الْخَلِقَ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَنْ يَزَالُوا مُسْتَقِيمِينَ مَا اسْتقَامَتْ لَهُم أَئِمتَّهُمُ
وَهُدَاتُهُم".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: الرَّعِيَّةُ مُؤَدِّيَةٌ إِلَى الإِمَامِ مَا أَدَّى الإِمَامُ إِلى الله، فَإِذَا رَتَعَ الإِمَامُ رَتَعُوا".
"عَن الْقَاسِم بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ طُعِنَ جَاءَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ وَيُوَدِّعُونَهُ، فَقَالَ: عُمَرُ: أَبِالإمَارَةِ تُزَكُّونَنِى؟ صَحِبْتُ رَسُولَ الله ﷺ فَقَبَضَ الله رسُولَهُ وَهُوَ عَنِّى رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ فَتُوفِّى أَبُو بَكْرٍ وَأَنَا سَامِعٌ مُطِيعٌ وَمَا أَصْبَحْتُ أَخَافُ عَلَى نَفْسِى إِلَّا إِمَارَتَكُمْ هَذِهِ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: وَالله لَوْ كَانَ لِى مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ".
"عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّ عُمَرَ لَمَّا طُعِنَ قَالَ: هَذَا حِينُ لَوْ أَنَّ لِى مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: (يَا أَمِيرَ الْمؤْمِنِينَ وَالله إِنْ كَانَ إِسْلَامُكَ لَنَصْرًا، وَإِنْ كَانَتْ إِمَارَتُكَ لَفَتْحًا، وَلَقَدْ مَلأتَ الأَرْضَ عَدْلًا، فَقَالَ: أَتَشْهَدُ لِى بِهَذَا عِنْدَ الله يَوْمَ تَلْقَاهُ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ) نَعَمْ، فَفَرح عُمَرُ بِذَلِكَ وَأَعْجَبَهُ".
"عَنْ مُوَرِّق العِجْلِىِّ قَالَ: شَهِدْتُ كِتَابَ عُمَرَ إِلَى أَبِى مُوسَى أَنَّهُ: بَلَغَنِى أَنَّ أَهْل الأَمْصَارِ اتَّخَذُوا الْحَمَّامَاتِ، فَلَا يَدْخُلَنَّ أَحَدٌ إِلَّا بِمئْزَرٍ، وَلَا يُذْكُرُ لله تَعَالَى فِيهِ اسْمٌ حَتَّى يَخْرجَ مِنَها، وَلَا يَسْتَنْقِعُ اثْنَانِ في حَوْضٍ".
"عَنْ عَبْدِ الله بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ فِى جِنَازَةٍ فَانْقَطَعَ شِسْعُهُ فَاسْتَرجَعَ، ثُمَّ قَالَ: كُلُّ مَا سَاءَكَ فهُوَ لَكَ مُصِيبَةٌ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: نِعْمَ العِدْلَانِ وَنِعْمَ الْعِلَاوَةُ {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} نِعْمَ العِدْلَانِ {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} نِعْمَ الْعِلَاوَةُ".
"عَن عُمَرَ قَالَ: تَعَلَّمُوا أَنْسَابَكُمْ، لِتَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: تَعَلَّمُوا مِنَ النُّجُومِ مَا تَهْتَدُونَ بِهَا، وَتَعَلَّمُوا مِنَ الأَنْسَابِ مَا تَتَوَاصَلُونَ بِهَا".
"عَنْ أَبِى الشَّعْثَاءِ قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ شُرَحْبِيلَ بْنَ سُمَيْطٍ عَلَى مَسْلَحَةٍ دُونَ الْمَدَائِنِ، فَقَامَ شُرَحْبِيلُ فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ في أرْضٍ: الشَّرَابُ فِيهَا فَاشٍ، والنِّسَاءُ فِيهَا كَثيرٌ، فَمَنْ أَصَابَ مِنكُمْ حَدًا فَليَأْتِنَا فَلنُقِمْ عَلَيْهِ الْحَدَّ، فَإِنَّهُ طَهُورُهُ، فَبَلَغَ عُمَرَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: لَا أُحِلُّ لَكَ أَنْ تَأمرَ النَّاسَ أَنْ يَهْتِكُوا سِتْرَ الله الَّذِى سَتَرَهُمْ".
"عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ خَطَبَ بِالْجَابِيَةِ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْه ثُمَّ قَالَ: مَنَ يَهْدِهِ الله فَلَا مضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِى لَهُ، فَقَالَ لَهُ قَسٌّ بَيْنَ يَدَيْهِ كَلِمَةً بِالْفَارِسِيَّةِ، فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ الله، بَلِ الله خَلَقَكَ وَهُوَ أَضَلَّكَ، وَهُوَ يُدْخِلُكَ النَّارَ إِنْ شَاءَ الله، وَلَوْلَا وَلْثُ عَقْدٍ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الله لَمَّا خَلَقَ آدَمَ نَثَرَ ذُرِّيَّتَهُ فَكَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، وَأَهْلَ النَّارِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ، وَهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَمَا هُمْ يَخْتَلِفُونَ فِى الْقَدَرِ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: الْحَجُّ الأَكْبَرُ يَوْمُ عَرَفَةَ"
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: لَا تَغُرَّنَّكُمْ هَذِهِ الآية: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ} فَإِنَّمَا كانَتْ يومَ بدرٍ، وَأَنَا فِئَةٌ لكلِّ مُسْلمٍ".
"عَنْ حرام بن معاوية قال: كتبَ إلينا عمرُ بنُ الخطابِ أن لا يُجاوِرَنَّكُمْ خِنزيرٌ، وَلا يُرفع فيكم صَلِيبٌ، ولا تأكُلوا على مائدةٍ يُشرَبُ عليها الخمرُ، وأَدِّبُوا الخيلَ، وامشُوا بين الغَرَضَيْنِ".
"عَنْ مكحولٍ أنَّ عُمرَ بنَ الخطابِ كتَبَ إِلَى أَهْلِ الْشامِ: أن عَلِّمُوا أَوْلَادَكُمْ السِّبَاحَةَ والرَّمْى والفُروسِيَّةَ".
"عَنْ سعيدِ بنِ أبِى سَعيدٍ أَنَّ رَجلًا بَاعَ دَارًا لَهُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: احْرِزْ ثَمَنَها، أُحْفرْ تَحْتَ فِرَاشِ امْرأَتِكَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ أَوَلَيْسَ بِكَنْزٍ؟ قَالَ: لَيْسَ بِكَنْزٍ مَا أَدِّى زَكَاتَهُ".
"عَنْ سُفيانَ قَالَ: كتبَ عُمرُ إِلَى أَبِى موسَى الأشْعَرِىِّ: إِنَّكَ لَنْ تَنالَ عملَ الآخرةِ بشئٍ أفضلَ مِنَ الزُّهدِ في الدُّنْيَا".
"عَنْ ضبةَ بنِ مِحْصَنِ العَنْزِى عن حيثمة بن محضر المعتوى قال: قُلتُ لعمرَ بنِ الخطابِ أنتَ خَيْرٌ من أبىِ بكرٍ، فبكَى وقالَ: والله لليلةٌ من أبى بكر ويومٌ خيرٌ من عُمْرِ عُمَرَ، هلْ لكَ أن أُحدثَكَ بليلتِهِ ويَوْمِهِ؟ قُلتُ: نَعَمْ يَا أمِيرَ المؤمِنِينَ قال: أمَّا ليلته فلما خرجَ رسولُ الله ﷺ هَاربًا من أَهلِ مكةَ خرجَ ليلًا فتبعهُ أبو بكرٍ فجعلَ يمشِى مرةً أمامَهُ، ومرةً خلفَهُ، ومرةً عن يمينهِ، ومرةً عن يسارِهِ، فقالَ لهُ رسولُ الله ﷺ : ما هذَا يَا أبَا بكرٍ؟ ما أَعرِفُ هذَا من فِعْلِكَ، فَقَالَ: يَا رسولَ الله: أَذْكرُ الرَّصْدَ فَأَكُونُ أمامَكَ، وأَذْكُرُ الطَّلَبَ، فَأَكُونُ خلفَكَ، ومرةً عن يمينِك، ومرةً عن يسارِكَ، لَا آمنُ عليكَ، فَمَشَى رسولُ الله ﷺ ليلته على أطرافِ أصابِعِهِ حَتَّى حَفِيَت رِجْلَاهُ، فلما رآهَا أبو بكرٍ قد حَفِيَتْ حملَهُ علَى كاهِلِهِ وجعلَ يَشْتَدُّ بِهِ حتى أَتَى بِهِ فَم الغارِ فَأَنْزَلَهُ ثم قَالَ: والذى بَعَثَكَ بِالحقِّ لا تَدخلُهُ حتَّى أدخُلَهُ، فإِذَا كَانَ فِيهِ شئٌ نَزَل بِى قبلَكَ، فدخلَ فلم يَر شيئًا فحملَهُ فَدخَلَهُ، وَكَانَ فِى الغارِ خَرْقٌ فِيه حيَّاتٌ وأفَاعٍ فَخَشَى أبو بكرٍ أن يَخرجَ منهنَّ شئٌ يُؤذِي رسولَ الله ﷺ فَألقمهُ قدَمَهُ فجعلن يضربْنهُ ويلسعْنَهُ الحياتُ والأفاعى، وجعلتْ دموعُهُ تنحدِرُ وَرسولُ الله ﷺ يقولُ لَهُ: "لا تحزنْ إن الله مَعَنَا" فأنزلَ الله سكينتَهُ طمأنينةً لأبِى بكرٍ، فهذه ليلتُهُ، وأمَّا يومُهُ فلما تُوُفِّى رَسولُ الله ﷺ وارتدَّتِ العربُ فَقالَ بَعضهم نُصَلِّى ولا وَنُزَكِّى، وقالَ بَعْضُهمْ: لا نُصلِّى ولا نُزكِّى، فأتيتُهُ وَلَا آلُوهُ نُصْحًا،
فقلتُ: يا خليفةَ رسولِ الله تألَّفِ الناسَ وَارْفُقْ بِهِمْ فقالَ. جَبَّارٌ فِى الجاهليةِ خَوَّارٌ في الإسلام؟ ! فبماذا أَتَأَلَّفُهُمْ؟ أبِشِعْرٍ مُفْتَعَلٍ أَوْ سِحْرٍ مفْتَرًى؟ فَقُبِضَ النَّبى ﷺ ، وارتَفَع الوحىُ، فَوَالله لَوْ مَنَعُونِى عقالًا مِمَّا كَانُوا يُعطون رسولَ الله ﷺ لقاتلتُهُمْ عليهِ، فقاتلنَا مَعَهُ، فكان والله رَشِيدَ الأمرِ، فهذَا يَوْمُهُ".
"عَنْ سَالِمِ بنِ عبيدٍ وَكَانَ من أهل الصُّفَّةِ قَالَ: أَخَذَ عمرُ بيدِ أَبِى بكرٍ فَقَالَ لَهُ: مَنْ لَهُ مِنْ هذهِ الثلاث؟ إِذ يقولُ لصاحِبهِ (مَنْ صَاحِبُهُ) إِذ هُمَا في الغارِ - مَنْ هُمَا؟ لا تحزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا".
"عَنِ ابن أبِى مليكةَ قَالَ: قَدِمَ أَعرابىٌّ فىِ زمانِ عمرَ فَقَالَ: من يُقْرِئُنِى مِمَّا أَنْزَلَ الله على محمدٍ؟ فَأَقرأَهُ رجلٌ بَرَاءَةٌ فَقَالَ: إنَّ الله بَرِئٌ منَ المشركين ورسُولِهِ
(بِالجرِّ) فَقَالَ الأعْرَابِىُّ: أَوَ قَدْ بَرِئَ الله مِن رسولِهِ؟ إِنْ يكنِ الله بَرِئ مِنْ رسولِهِ فَأَنَا أبرأُ مِنْهُ، فبلغَ عُمَرَ مَقَالَة الأعرابىِّ فدعَاهُ فَقَالَ: يَا أَعْرَابِىُّ: أَتَبْرَأُ مِنَ رسُولِ الله ﷺ ؟ ! قَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ إِنِّى قدمتُ المدينةَ ولا عِلْمَ لىِ بالقرآنِ، فسألتُ مَن يقْرِئُنِى؟ فَأَقْرَأَنِى هَذَا سورةَ "بَرَاءَة"، فَقَالَ: "إِن الله برئٌ من المشركين ورسولِهِ"، فَقَلْتُ: أَوَ قَدْ بَرِئَ الله مِنْ رسولِهِ؟ إِنْ يَكُنِ الله بَرِئَ من رسولِهِ فَأَنَا أَبْرَأُ مِنْهُ، فَقَالَ عمرُ: لَيس هكذَا يَا أَعْرَابِىُّ، قَالَ: فَكَيْفَ هِىَ يَا أَميرَ المؤمنينَ؟ فَقَالَ: إِنَّ الله برئٌ من المشركين ورسولُهُ، فَقَالَ الأَعْرَابِىُّ: وَأَنَا وَالله أبرأُ ممَّا بَرِئ الله ورسولُهُ مِنْهُ، فَأَمَرَ عمرُ بنُ الخطَّابِ أَنْ لَا يُقْرِئَ النَّاسَ إِلَّا عالمٌ باللُّغَةِ، وَأَمَرَ أَبَا الأَسْوَدِ فَوَضَعَ النَّحْوَ".
"عَنْ عُمرَ قَالَ: لَا تَجِدُ المؤمِنَ كَذَّابًا".
"عَن عبيد بن عمير قال: كان عمرُ لا يثبتُ آيةً في المُصْحَفِ حتَّى يشَهْدَ رجُلَانِ، فجاء رجلٌ من الأنصار بِهَاتَيْنِ الآيتينِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى آخِرِهَا، فَقَالَ عُمرُ: لا أسألُكَ عَليهَا بَيِّنَةً أبدًا، كذلك كان رسول الله ﷺ ".
"عَنْ عَبَّادِ بنِ عبد الله بن الزبيرِ قال: أَتَى الْحَارِثُ بن خزيمةَ بهاتينِ الآيتينِ في آخرِ براءَة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى قوله: {الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} إلى عمرَ فقالَ: ومن مَعَكَ علَى هذَا؟ قالَ: لا أدرِى والله إِلَّا أنِّى أشهدُ لَسَمِعْتُهُمَا من رسولِ الله ﷺ ووعيتهما وحفظتهما، قال عمر: وأنا أشهد لسمعتهما من رسول الله ﷺ لو كانت ثَلاثُ آياتٍ لجعلتُها سورةً على حدة فانظرُوا سورةً من القرآنِ فأَلحقوهمَا فيها فألحِقَتَا في آخر براءةٍ".
"عَنْ عمرَ قال: لقدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ رِجَالًا إِلَى الأَمْصَارِ فَلَا يَدَعُونَ رَجُلًا ذَا مَيْسَرَةٍ لَمْ يَحُجَّ إِلَّا ضَرَبُوا عَلَيْهِ الْجِزْيَةَ، مَا هُمْ بِمُسْلِمِينَ".
"عَنْ عبدِ الرَّحمنِ بن غُنم الأشعرى قال: سمعتُ عمرَ بنَ الخطابِ يقولُ: لِيَمُتْ يَهودِيًا أَو نَصرانيًا (ثلاثَ مراتٍ) رجلٌ ماتَ ولم يُحجَّ، وجدَ لِذلِكَ سعةً وخليت سبيله، فحجةٌ أحجُّهَا وأنا صَرورةٌ أحبُّ إلىَّ من ستِّ عْزواتٍ أو سبعٍ".
"عَنْ عمرَ قال: مَنْ ماتَ وَهُوَ مُوسِرٌ ولم يحجَّ فلِيَمُتْ إن شاءَ يَهودِيًا وإنْ شاءَ نَصرانيًا".
"عَنْ عمرَ قال: لَوْ تَرَكَ النَّاس الْحَجَّ عَامًا وَاحِدًا لقاتَلْتُهُمْ عليهِ كَمَا نقاتِلُهُمْ عَلَى الصَّلَاةِ والزَّكَاةِ".
"عَنْ مسروقٍ قال: قُلْتُ لعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَرَأَيْتَ الرِّشْوَةَ فِى الْحُكْمِ أَمِنَ السُّحْتِ هِىَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ كُفْرٌ، إِنَّمَا السُّحْتُ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ عِندَ السُّلْطَانِ جاهٌ ومنزلةٌ، ويكونَ للآخَرِ إِلَى السُّلْطَانِ حاجةٌ فَلاَ تُقْضَى حَاجَتُهُ حَتَّى يَهْدِىَ إِلَيْهِ هَدِيَّةً".
"عَنْ عمرَ قال: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مَنْ قَضَى بَيْنَ اثْنَيْن بَعْدَ هَؤُلاَءِ الآيَاتِ الثلاثِ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ".