"عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَوْفٍ الأَعَرَابِىِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِى الْحَسَنِ قَالَ: مَرَّ عَبْدُ اللَّه بْنُ سَلَامٍ بِعَبْدِ اللَّه بْنِ عُمَرَ وَهُوَ رَاقِدٌ فَقَالَ لَهُ: قُمْ يَا ابْنَ قُفْلِ جَهَنَّمَ فَقَامَ عَبْدُ اللَّه -وَقَدْ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ- حَتَّى أَتَى عُمَرَ فَقَالَ: أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالَهُ ابْنُ سَلَامٍ لِى؟ قَالَ: وَمَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: قَالَ لِى: قُمْ يَا ابْنَ قُفْلِ جَهَنَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: الْوَيَلُ لِعُمَرَ إِنْ كَانَ بَعْدَ عِبَادَةِ أَرْبَعينَ سَنَةً وَمُصَاهَرَتهِ لِرَسُولِ اللَّه ﷺ وَقَضَايَاهُ بَيْنَ الْمُسْلمَيِنَ بِالاقْتِصَادِ أَنْ يَكُونَ مَصِيُرهُ إِلَى جَهَنَّمَ حَتَّى يَكُونَ قُفْلًا لِجَهَنَّمَ! ! ثُمَّ قَامَ وَتَقَنَّعَ بِطَيْلَسَانٍ لَهُ وَأَلْقَى الدِّرَّةَ عَلَى عَاتِقِهِ، فَاسْتَقْبَلَهُ عبْدُ اللَّه بْنُ سَلامٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا ابْنَ سَلَامٍ: بَلَغَنِى أَنَّكَ قُلْتَ لابْنِى: قُمْ يَا ابْنَ قُفْلِ جَهَنَّمَ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: أخبَرَنِى أَبِى عَنْ آبَائِهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَنْ جِبْرِيلَ أَنَّهُ قَالَ: يَكُونُ فِى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، أَحْسَنُ النَّاسِ دِينًا، وَأَحْسَنُهُمْ يَقِينًا، مَا دَامَ بَيْنَهُمْ الدِّينُ عَالٍ والدِّينُ فَاشِ، فَجَهَنَّمُ مُقْفَلَةٌ، فَإِذَا مَاتَ عُمَرُ يَرِقُّ الدِّينُ، وَيَقِلُّ الْيَقِينُ، وَافْتَرَقَ النَّاسُ عَلَى فِرَقٍ مِنَ الأَهْوَاءِ، وَفُتِحَتْ أَقْفَالُ جَهَنَّمَ، فَيَدْخُلُ فِى جَهَنَّم مِنَ الآدَمِيِّينَ كَثِيرٌ".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (68/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٦٨
"عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: السَّنَةُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُونُ يَوْمًا، وَإِنَّ حَقَّ اللَّه عَلَى عُمَرَ أَنْ يَكْسَحَ بَيْتَ الْمَالِ فِى كُلِّ سَنَةٍ يَوْمًا عُذْرًا إِلَى اللَّه أَنِّى لَمْ أَدَعْ فِيهِ شَيْئًا".
"عَنْ مَخْلَدِ بْنِ قَيْسٍ الْعِجْلِىِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ سَيْفُ كِسْرَى وَمِنْطَقَتُهُ وَزَبَرْجَدَتُهُ عَلَى عُمَرَ قَالَ: إِنَّ أَقْوَامًا أَدَّوَا هَذَا لَذَوُو أَمَانَةٍ، فَقَالَ: إِنَّكَ عَفَفْتَ فَعَفَّتِ الرَّعِيَّةُ".
"عَن خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ قَحْطٌ شَدِيدٌ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَخَرجَ عُمَرُ بِالنَّاسِ فَصَلَّى بِهِم رَكْعَتَيْنِ وَخَالَفَ بَيْنَ طَرَفَى رِدَائِهِ، فَجَعَلَ الْيمينَ عَلَى الْيَسَارِ وَالْيَسَارَ عَلى الْيَمينِ، ثُمَّ بَسَطَ يَديْهِ فَقَالَ: اللَّهمَّ إِنَّا نسْتَغفِرُكَ وَنَسْتَسْقِيكَ، فَمَا بَرحَ مَكَانَهُ حَتَّى مُطِرُوا، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَا الأَعرَابُ قَدْ قَدِمُوا فَأَتَوْا عُمَرَ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ بَيْنَا نَحْنُ فِى بَوَادِينَا فِى يَوْمِ كَذَا فِى سَاعَةِ كَذَا إِذْ أظَلَّنَا غَمَامٌ فَسَمِعْنَا فِيهَا صَوْتًا: أَتَاكَ الْغَوْثُ أَبَا حَفْصٍ، أَتَاكَ الْغَوْثُ أَبَا حَفْصٍ".
"عَنَ أَبِى بَكْرَةَ قَالَ: وَقَفَ أَعْرَابِىُّ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ:
يَا عُمَرَ الْخَيْرِ جُزِيتَ الْجَنَّةْ ... جَهِّزْ بُنَيَّاتِى وَاكْسُهُنَّه
أُقْسِمُ بِاللَّه لَتَفْعَلَنَّه
قَالَ عُمَرُ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ يَكُونُ مَاذَا؟ قَالَ: أُقْسِمُ أَنّى سَوْفَ أَمْضِينَّهْ، قَالَ: فَإِنْ مَضَيْتَ يَكُونُ مَاذَا؟ قَالَ:
وَاللَّه عَنْ حَالِى لَتُسْأَلَنَّه ... يَوْمَ يَكُونُ المسألات ثَمَّه
وَالْوَاقِفُ الْمَسْئُولُ بينهنَّه ... إِمَّا إِلَى نَارٍ وَإمَّا إِلَى جَنَّة
قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ بدموعه، وَقَالَ لِغُلَامِهِ: أَعْطِهِ قَمِيصِى هَذَا لِذَلِكَ الْيَوْمِ لَا لِشَعْرِه، وَاللَّه ما أَمْلِكُ قَمِيصًا غَيْرَهُ".
"أَنْبَأَنَا أبُو الْقَاسِم هِبَةُ اللَّه بْنُ عَبْدِ اللَّه، انَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ أنبأنا الْقَاضِى أَبُو بَكْرِ الْخيْرِىُّ، حدثنا أَبُو الْعبَّاسِ مُحَمَّدُ بن يَعْقوبَ الأَصَمَّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ البيروتى، أَخْبَرَنِى مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخبَرنَى يُوسُفُ بن سعيد بْن يَسَارِ، عَنْ عَبْدِ الْملِكِ بْنِ عَيَّاشٍ الْجُذَامِىّ [أَبِى عَفِيفٍ أنَّهُ حَدَّثَهُم عَنْ عَرْزَبٍ الْكِنْدِىّ أَنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ: سَيَحْدُثُ بَعْدِى أَشْيَاءُ فَأَحَبُّهَا [إِلَىَّ] أَنْ تَلزَمُوا مَا أَحْدَثَ عُمَرُ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: لَا تَنَالُوا عَلِيًّا، فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ: ثَلَاثَةٌ لأَنْ تَكُونَ لِى وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَىّ مِمَّا طَلَعَتْ [عَلَيْه الشَّمْسُ] كُنْتُ عِنْدَ النَّبِىِّ ﷺ وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحابِ رَسُولِ اللَّه ﷺ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِ عَلِىٍّ فَقَالَ: أَنْتَ أَوَّلُ النَّاسِ إِسْلَامًا، وَأَوَّلُ النَّاسِ إِيمَانًا، وَأَنْتَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى".
"عَنْ أَسْلمَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّه بْنُ عُمَرَ بَعْدَ أَنْ طُعِنَ عُمَرُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ مَا عَلَيْكَ لَو أجهدت نَفْسَكَ ثُمَّ أَمَّرْتَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا، فَقَالَ عُمَرُ: أَقْعِدُونِى، قال
عَبْدُ اللَّه فَتَمَنَّيْتُ لَوْ أَنَّ بَيْنِى وَبَيْنَهُ عُرْضَ الْمَدِينَةِ فَرَقًا مِنْهُ حِينَ قَالَ: أَقْعِدُونِى، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَمَّرْتُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ؟ فَقُلْتُ: فُلَانًا، قَالَ: إِنْ تُؤَمِّرُوهُ فَإِنَّهُ ذُو شِيعَتِكُمْ، ثُمَّ أَقَبْلَ عَلَى عَبْدِ اللَّه فَقَالَ ثَكلَتْكَ أُمُّكَ! ! أَرَأَيْتَ الْوَلِيدَ يَنْشَأُ مَعَ الْوَلِيد وَلِيدًا أَوْ يَنْشَأُ مَعَهُ كَهْلًا؟ أَتُرَاهُ يَعْرِفُ مَنْ خَلَقَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ، قَالَ: فَمَا أَنَا قَائِلٌ للَّه إِذَا سَأَلَنِى عَمَّنْ أَمَّرْتُ عَلَيْهمْ؟ فَقُلْتُ: فُلَانًا وَأَنَا أَعْلَمُ مِنْهُ مَا أَعْلَمُ، فَلَا وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لأرُدَّنهَا إِلَى الَّذِى رَفَعَهَا إِلَىَّ أَوَلَ مَرَّةٍ، وَلَوَ دِدْتُ أَنَّ عَلَيْهَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنىِّ، لَا ينقصنى ذَلِك مِمَّا أَعْطَانِى اللَّه شَيْئًا".
"عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يُصَابُ بِالْمُصِيَبةِ فَيَقُولُ: أُصِبْتُ بِزَيْدِ بنِ الْخَطَّابِ فَصَبَرْتُ، وَأَبْصَرَ قَاتِل أَخِيه زَيْدٍ فَقَالَ لَه: وَيحْكَ لَقَدْ قَتَلْتَ لِى أَخًا، مَا هَبَّتِ الصَّبَا إِلَّا ذَكَرْتُهُ".
"عَنْ عمرَ بنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِقَاتِلِ زَيْدٍ: غَيِّبْ عَنِّى وَجْهَكَ".
"عَنِ ابْنِ الْمعزَّى قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحمَّدٍ أَلَسْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ قَالَ: مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ، قَالَ: بَلَى، فَإِنِّى قَدْ شَرِبْتُهُ لِتُحَدِّثَنِى بمائتَى حَديثٍ، قَالَ: اقْعُدْ، فَحَدّثَهُ بِهَا، قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: الَّلهُمَّ إِنِّىِ أَشْرَبُهُ لِظَمَأ يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
"عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ بَيْنَمَا عُمَرُ يَمُرُّ فِى الطّرِيقِ إِذْ هُوَ بِرَجُلٍ يُكَلِمُ امْرَأةً فَعَلَاهُ بِالدِرَّةِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّمَا هِى امْرَأَتِى، فَقَامَ عُمَر: فَانْطَلَقَ فَلَقِى عَبْدَ الرَّحْمنِ بْنَ عَوفٍ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَال: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ: إِنَّما أَنَتَ
مُؤَدِبٌ، وَلَيْسَ عَلَيْكَ شَىْءٌ، وَإِذَا شِئْتَ حدَّثْتُكَ بحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّه ﷺ يَقُولُ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُنَادِى مُنَادٍ: لَا يَرْفَعَنَّ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ كِتَابَهُ قَبْلَ أَبِى (بَكْرٍ) وَعُمَرَ".
"عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عَامِلهِ أَنَّهُ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ".
"عَنِ القَاسِم بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ عُمَرَ قِيلَ لَهُ فِى رَجُلٍ وَقَعَ عَلَيْه حَدٌّ وَهُوَ مَرِيضٌ، إِنَّهُ مَرِيضٌ، فَقَالَ: وَاللَّه لأَنْ يَمُوتَ تَحْتَ السِّيَاطِ أَحَبُّ إِلىَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّه وَقَدْ ضَيَّعْتُ حَدًا مِنْ حُدُودِهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ".
"عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَعيدٍ قَالَ: أُتِى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِمَالٍ فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ عَوفِ فَقَالَ: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ حَبْستَ مِنْ هَذَا الْمَالِ فِى بَيْتِ الْمال لِنَائِبَةٍ تَكونُ أَوْ أَمْرٍ يَحْدُثُ؟ فَقَالَ: كَلِمَةً ما عَرَضَ بِهَا إِلَّا شيْطَانٌ لقَانِى اللَّه حُجَّتَهَا وَوَقَانِى فِتْنَتَهَا، أَعْطى اللَّه الْعَامَ مَخَافَةَ قَابِلٍ؟ أُعِدُّ لَهُمْ تَقْوى اللَّه، قَالَ اللَّه تَعَالَى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}، وَلْتكُنْ فِتْنَةٌ عَلَى مَنْ يَكُونُ بَعْدى".
"عَن الْحَسنِ قَالَ: أَتَى عُمرَ بنَ الْخَطَّابِ أَعْرَابِىٌّ، فَقَالَ: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنِّى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ وَإِنَّ لِى أَشْغَالًا، فَأوْصِنِى بِأَمْرٍ يكُونُ لِى ثِقَةً وَأبْلُغُ بِهِ، فَقَالَ: اعْقِلْ، أَرِنِى يَدَكَ، فَأعْطَاه يَدَهُ، فَقَالَ: تَعْبُدُ اللَّه لَا تُشْرِكْ به شَيْئًا، وَتُقيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَحُجُّ وَتَعْتِمِرُ، وَتُطِيعُ، وَعَليْكَ بِالْعَلانِيَةِ، وَإِيَّاكَ والسِّرَّ، وَعَلَيْكَ بِكُلَّ شَئٍ إِذَا ذُكِرَ نُشِرَ لَمْ تَسْتحَ مِنْهُ وَلَمْ يَفْضَحْكَ وَإِيَّاكَ وَكُلَّ شَىْءٍ إِذا ذُكِرَ وَنُشِرَ اسْتَحيَيْتَ وَفَضَحَكَ، فَقَالَ: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: أَعْملُ بِهِنَّ، فَإِذَا لَقِيتُ رَبِّى أَقولُ: أخْبرَنِى بِهِنَّ عُمرُ بنُ الخطَّابِ، فَقَالَ: فَإِذَا لَقِيتَ رَبَّكَ فَقُلْ لَهُ مَا بَدَا لَكَ".
"عَن عُمَرَ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ : إِنِّى مُمِسْكٌ بِحُجُزِكُمْ عَنِ النَّارِ (وَأَنْتُمْ) تقَاحَمُونَ فِيهَا تَقَاحُمَ الْفَرَاشِ والْجَنَادِبِ، وَيُوشِكُ أَنْ أرْسِلَ حُجُزَكُمْ وَأُفْرِطَ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَتَرِدُونَ عَلَىَّ مَعًا وَأَشْتَاتًا، فأَعْرِفُكُمْ بِأسْمَائكُمْ وَسِيمَاكم كَمَا يَعرِفُ الرَّجُلُ الْغَرِيبَةَ مِنَ الإِبِلِ فِى إِبِلِهِ فَيُذْهَبُ بِكُمْ ذَات الشِّمَالِ، وَأُنَاشِدُ فِيكُمْ رَبَّ الْعَالَمِينَ، فَأَقُولُ: يَا رَبّ أُمَّتِى، فَيُنَادى: إِنَّكَ لَا تَدْرِى ما أحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُم كَانُوا يَمْشُونَ الْقَهْقَرَى بَعْدَكَ، فلأَعْرِفَنَّ أَحَدَكُمْ يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ شَاةً لَهَا ثُغَاءٌ يُنَادى: يَا مُحَمَّدُ يَا مُحمَّدُ فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّه شَيْئًا، قَدْ بَلَغْتُ، وَلأَعْرِفَنَّ أَحَدَكُمْ [يَأتِى] يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ يْنَادِى: يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّه شَيْئًا، قَدْ بَلَّغْتُ، وَلأَعْرِفَنَ أَحَدَكُمْ يَأتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ فَرسًا لَهُ حَمْحمةٌ يُنَادِى: يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّه شَيْئًا".
"عَنْ المُغِيرَة بْنِ النُّعْمَانِ النَّخَعِى قَالَ: حَدَّثَنِى أَشْيَاخُنَا قَالُوا: صَارَ فِى قَسْم النَّخَعى رَجُلٌ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ [يَوْمَ] الْقَادِسِيَّةِ، فَأَرَادَ سَعْدُ أَنْ يَأْخُذَهُ مِنْهُمْ فَعَدَوْا عَلَيْهِ بِسيَاطِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ إِنِى كَتَبْتُ إِلِى عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ فَقَالُوا: قَدْ رَضِينَا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ: إِنَا لا نُخْمِسُ أَبْنَاءَ الْمُلُوكِ، فأَخَذَهُ مِنْهُمْ سَعْدٌ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: لأَنَّ فِدَاءَهُ أكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ".
"عَنْ نَاشِرةَ [بن] سَمِىّ الْيَزْنِى قَالَ: سَمعْتُ عُمَرَ بنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ يَوْمَ الْجَابِيَّة وَهُو يَخْطُبُ النَّاسَ: إِنَّ اللَّه جَعَلَنِى خَازِنًا لِهَذَا الْمَالِ، وَقَاسِمًا لَهُ ثُمَّ قال: بَل اللَّه يَقْسِمُهُ، وَأَنَا بادئٌ وبِأَهْلِ النَّبىِّ ﷺ ، ثُمَّ أَشْرَفِهِمْ، فَفَرضَ لأَزْوَاجِ النَّبِىِّ ﷺ إلّا جُوَيرةَ، وَصَفيَّة، وَمَيْمُونَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ ، كَانَ يَعْدِلُ بَيْنَنَا، فَعَدَلَ بَيْنَهُنَّ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّى بَادِئُ (ربى) وَبِأَصْحَابِى الْمُهاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، فَإنَّا أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا ظُلْمًا وَعُدْوَانًا، ثُمَّ أَشْرفَهُمْ، فَفَرضَ لأَصْحَابِ بَدْرٍ مِنهُمْ خَمْسَةَ آلَافٍ، وَلِمنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الأَنْصَارِ أَرْبعَةَ آلَافٍ، وَفَرضَ لِمَنْ شَهِدَ الْحُدَيبيَةَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ، وَقَالَ: مَنْ أَسْرَعَ فِى الْهجْرَةِ أَسْرَعَ بِهِ الْعَطَاءُ، ومَنْ أَبْطَأَ فِى الْهِجْرَةِ أَبْطَأَ بِهِ الْعَطَاءُ، فَلَا يلْومَنَّ رَجُلٌ إِلَّا مُنَاخ رَاحِلَته".
"عَن الشَّافعىِّ أَخْبَرَنِى غَيرُ وَاحِدٍ من أَهْلِ الْعِلْمِ وَالصِّدْقِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ مِنْ قَبَاِئِلِ قُرَيْشٍ وَمِنْ غَيْرِهمْ، وَكانَ بَعْضُهُمْ أَحْسَنَ اقْتصَاصًا لْلحَدِيثِ مِنْ بَعْضٍ، وَقَدْ زَادَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فِى الْحَدِيثِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا دَوَّنَ الدَّوَاوِينَ قَالَ: أَبْدَأُ بِبَنِى هَاشِمٍ فَإِنِّى حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يُعْطِيهِمْ وَبَنِى الْمُطَّلِبِ، فَإذَا كَانَ الِسْنُّ فِى الْهَاشِمِى قَدَّمَهُ عَلَى الْمُطَّلِبِى، وَإِذَا كَان فِى الْمُطَّلِبِى يقَدِّمُهُ عَلَى الْهَاشِمِىِّ، فَوَضَعَ الدَّوَاوِينَ عَلَى ذَلِكَ، وَأَعْطَاهُمْ عَطَاءَ الْقبِيلَة الْوَاحِدَةِ، ثُمَّ اسْتَوتْ لَهُ عَبْدُ شَمسٍ وَنَوْفلَ فِى جَذْمِ النَّسَبِ، فَقَالَ: عَبْدُ شَمْسٍ أَخُو النَّبَىِّ ﷺ لأَبِيهِ وَأُمَهِ دُونَ نَوْفَل فَقَدَّمَهُمْ، ثَمَّ دعَا بَنِى نَوْفَلٍ يَتْلُونَهُمْ، ثُمَّ [اسْتَوَتْ] لهُ عَبْدُ العُزَّى وَعَبْدُ الدَّارِ، فَقَالَ فِى بَنِى أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى أَصْهَارُ النَّبِىِّ ﷺ وَفِيهِمْ أَنَّهُمْ مِنَ الْمُطَيِّبِينَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُمْ حِلْفٌ [مِنَ] الْفُضُولِ، وفيها كَانَ رَسُولُ اللَّه ﷺ ، وَقَدْ قِيلَ: ذَكَرَ سَابِقَةً فَقَدَّمَهُمْ عَلَى [بَنِى] عَبْدِ الدَّارِ، ثُمَّ دَعَا بَنِى عَبْدِ الدَّارِ يَتْلُونَهُمْ، ثُمَّ انْفَرَدَتْ لَهُ زُهْرَةُ فَدَعَاهَا تَتْلُو عَبْدَ الدَّارِ، ثُمَّ اسْتَوَتْ لَهُ تَيْمٌ وَمَخْزومٌ، فَقَالَ فِى بَنِى تَيْمٍ إِنَّهُمْ مِنْ حِلفِ الفُضُوِل والْمُطَّيِّبِينَ، وَفِيهَا كَانَ رَسُولُ اللَّه ﷺ ، وَقيلَ ذَكَرَ سَابِقَةً، وَقِيلَ: ذَكَرَ صِهْرًا فَقَدَّمَهُمْ عَلَى مَخْزُومٍ، ثُمَّ دَعَا مَخْزُومًا يَتْلُونَهُمْ، ثُمَّ اسْتَوَتْ [لَهُ] سَهُمٌ وَجُمَعٌ وَعَدِىُّ بْنُ كَعْبٍ، فَقِيلَ لَهُ: إبْدَأ بِعَدِى، فَقَالَ: بَلْ أُقِرُّ نَفْسِى حَيْثُ كُنْتُ، فَإِنَّ الإِسْلَامَ دَخَلَ وَأَمْرُنا وأَمْرُ بَنِى سَهْمٍ وَاحِدٌ، وَلَكِن انظُرُوَا بَنِى جُمَحٍ وَسَهْمٍ، فَقِيلَ: قَدَّمَ بَنِى جُمَحٍ، ثُمَّ دَعَا بَنِى سَهْمٍ، وَكَانَ دِيوَانُ عَدِىٍّ وَسَهْمٍ مُخْتَلِطًا كَالدَّعوَةِ الوَاحِدَةِ، فَلَمَّا خَلُصَتْ إِلَيْهِ دَعْوَتُهُ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً عَالِيَةً، ثُمَّ دَعَا قَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِى أَوْصَلَ إِلَى حَظِّى مِنْ رَسُوله، ثُمَّ دَعَا بنِى عَامِرِ بْنِ لُؤَىٍّ، قَالَ الشَّافِعِى: فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ الْفِهْرِىِّ لَمَّا رَأَى مَنْ تَقَدَّمَ عَلَيْه قَالَ: أَكُلُ هَؤُلاءِ تَدْعُو أمَامِى؟ فَقَالَ: يَا أَبَا عُبَيْدةَ اصْبِرْ كَمَا صَبَرْتُ وَكَلِّمْ قَوْمَكَ فَمَنْ
قَدَّمَكَ مِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ لَمْ أَمْنَعْهُ، فَأَمَّا أَنَا وَبنُو عَدِىّ فَنُقَدِّمُكَ إِنْ أَحْبَبْتَ عَلَى أَنْفُسِنَا، فَقَدَّمَ مُعَاويَةَ بَعْدَ بَنِى الْحَارث بْنِ فِهْرٍ فَصَلَ بِهِمْ بَيْنَ عَبْد مَنَافٍ وَأسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزّى، وَشَجَرَ بَيْنَ بَنِى سَهْمٍ وَعَدى شَىْءٌ فِى الْمَهْدِى وافتَرقُوا، فَأَمَرَ الْمَهدِىُّ بِبَنِى عَدِىّ فَقُدِّمُوا عَلى سَهْمٍ وَجُمَح لِلسَّابِقَةِ فِيهِمْ".
"عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: أَرْبَعٌ يُخْفَيْنَ عَنِ الإِمَامِ: التَّعَوُّذُ، وَبِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيم، وآمِين، وَالَّلهُمَّ ربَّنَا ولَكَ الْحَمْدُ".
"عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ فَرُّوخٍ عَنْ أَبِيهِ قالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ "لَا تُفَرِّقُوا بَيْنَ الأَخَوَيْنِ، وَلَا بَيْنَ الأُمِّ وَوَلَدِهَا".
"عَنْ مَالِكِ بْنِ أوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ: قَرَأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} حَتَّى بَلَغَ {عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ لِهَؤُلَاء، ثُمَّ قَرَأَ: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} الآيَةُ، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ لِهؤُلَاءِ (الْمُهَاجِرِين)، {الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ}، ثُمَّ قَرَأَ: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} حَتَّى بَلَغَ {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، [ثُمَّ] قَالَ: اسْتَوْعَبَتْ هَذهِ الآيَةُ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً، وَلَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا لَهُ فِى هَذَا الْمَالِ حَقٌّ إِلَّا مَا تَمْلِكُونَ مِنْ رَقيقِكُمْ، ثُمَّ قَال: لَئِنْ عِشْتُ لَيَأْتِيَنَّ الرَّاعِى وَهُو بِسَر وحِمْيَرٍ نُصيبُهُ مِنْهَا لَمْ يْعَرقْ فِيهِا جَبِينهُ".
"عَنِ المسور بن مخرمة قال: خرجنا حُجاجًا مع عمر بن الخطاب فنزلنا منزلًا بطريق مكة يقال له: الأبواء، فإذا نحن بشيخ على قارعة الطريق فقال الشيخ: يأيها الركب قفوا فقال عمر: قفوا؛ فوقفنا، فقال [عمر: قل يا شيخ! قال: ] أفيكم رسول اللَّه ﷺ ؟ فقال عمر: أمسكوا لا يتكلمَّن أحد. ثم قال: أتعقل يا شيخ؟ قال: العقل ساقنى إلى ههنا، ثم قال: توفى النبى ﷺ . قال: وقد تُوفى ﷺ ؟ قال: نعم، فبكى حتى ظننا أن نفسه ستخرج من جنبيه، ثم قال: فمن ولى أمر الأمة من بعده؟ قال: أبو بكر، قال: نحيف بنى تميم؟ قال: نعم، قال: أفيكم هو؟ قال لا، قال: وقد تُوفى؟ قال: نعم، فبكى حتى سمعنا لبكائه شحيجا، ثم قال: فمن ولى أمر الأمة بعده؟ قال: عمر بن الخطاب، قال: فأين كانوا عن أبيضَ بنى أميةَ؟ -يريد عثمانَ بنَ عفان-
فإنه كان أَلْيَنَ جانبا وأقربَ؟ قال: قد كان ذاك، قال: إن كانت صداقة عمر لأبى بكر لمسلمة إلى خير أفيكم هو؟ قال: هو الذى يكلمك منذ اليوم، قال: أغثنى؛ فإنى لم أجد مغيثًا، قال: ومن أنت؟ بلغك الغوث، قال: أنا أبو عقيل أحد بنى مليل لقيت رسول اللَّه ﷺ على ردهة بنى جعل، دعانِى إلى الإسلام فآمنت به وصدقت بما جاء به، سقانِى شربة من سويق، شرب رسول اللَّه ﷺ أولها وشربت آخرها، فما برحت أجد شبعها إذا جعت، ورِيِّها إذا عطشت، وبردها إذا أصبحت، ثم تَيَمَّمْتُ رأس الأبيض أنا وقطعة غنم لِى، أصلى في يومى وليلتى خمس صلوات، وأصوم شهرًا وهو رمضان، وأذبح شاة لعشر ذى الحجة، أنسك بها، ذاك علمى حتى ألفت بها السنة فما أبقت لنا منها إلا شاة واحدة، كنا ننتفع بدرها فَغَبَنَهَا الذيب البارحة الأولى، فأدركنا ذكاتها، فأكلنا وبلغناك ببعض فأغث أغاثك اللَّه، فقال عمر: الغوث بلغك، الغوث. الغوث، أدركنى على الماء، قال المسور ابن مخرمة: فنزلنا المنزل، وأفضنا من فضل زادنا وكأنى أنظر إلى عمر مُتْعَبًا على قارعة الطريق، آخذًا بزمام ناقته لُمْ يطعم طعاما، ننتظر الشيخ وَنَرْمُقهُ، فلما رحل الناس دعا عمر صاحب الماء، فوصف له الشيخ وجلاه له وقال: إذا أتى عليك فأنفق عنيه وعلى آله حتى أعود إليك إن شاء اللَّه، قال المسور: فقضينا حجنا وانصرفنا، فلما نزلنا المنزل، دعا عمر صاحب الماء فقال: أحَسَسْتَ الشيخ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، الماء لِى وهو مُوعَكٌ، فمرض عندى ثلاثا، فمات ودفنته، وهذا قبره، فَكَأَنِّى أنظر إلى عمر وقد وثب مباعدا بين خطاه حتى وقف على القبر فصلى عليه، ثم اضطجع وبكى حتى سمعنا لبكائه شَحِيجًا، ثم قال: كره اللَّه له منَّتَكمُ وسبق به، واختار له ما عنده إن شاء اللَّه، ثم أمر بأهله فحملوا معه، فلم يزل ينفق عليهم حتى قبض".
"عَنْ أَبى الشّعثاءِ قالَ: سألتُ ابنَ عمرَ عن لحمِ الصيدِ يَهْدِيه الحلالُ للحرامِ قال: كان عمرُ يأكلُهُ، فقلت: أنا أسألك عن نفسِكَ أتأكلُهُ؟ فقالَ: كان عمر خيرًا مِنِّى".
"عَن ابن عباسٍ قالَ: أَكْثِرُوا ذِكْرَ عمرَ، فإنَّ عمرَ إِذَا ذُكِرَ ذُكِرَ العدلُ، وإِذَا ذُكِرَ العدلُ ذُكِرَ اللَّه".
"عَنْ عائشة قالَت: إِذَا ذُكِرَ عمرُ فِى المجلسِ حَسُنَ الحدِيثُ".
"عَنْ عائشة قالَت: زَيِّنُوا مَجَالِسَكُمْ بذِكرِ عُمَرَ".
"عَنْ عائشة قالَت: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فحى هَلَا بِعُمَرَ".
"عَنِ ابن مسعود قالَ. إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فحى هَلَا بِعُمَرَ".
"عَنْ سَعِيدِ بنِ المُسيَّب قالَ: يا عباسُ يا عمَ رسول اللَّه كم بقى من نوء الثريا؟ فقال: العلماء بها يزعمون أنها تعترض في الأفق بعد سقوطها سبعا، قال: فما ذَهَبَتْ سَابِعَةٌ حتى مُطروا".
"عَن الهرماسِ بنِ حبيبٍ، عن أبيه، عن جدِّهِ أنهُ صلَّى معَ عمرَ بْنِ الخطابِ المغربَ، فلمَّا انصرف دَوَّر من حَصى المسجدِ فألقَى عليها رِدَاءَهُ ثم استلْقَى، ثم قَالَ: هل نَاءَتِ المِرْزَم بعد؟ فلم يُجِبْهُ أحدٌ، قلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ: وما المِرْزَمُ؟ قالَ: النسرُ الطائرُ مرزَم الخريفِ، قلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ فإنا ندعُو الْمِرْزَمَ السماكَ، قال: النَّسرُ الطائرُ مِرْزَمُ الخريفِ".
"عَن ابن عمرَ، عن أبيهِ قالَ: خرجتُ معَ رسولِ اللَّه ﷺ في ثمانِى عشرةَ ليلةً خلت من شهر رمضَان، فإذا برجلٍ يحتجمُ، فلما رآهُ رسولُ اللَّه ﷺ قالَ: أفطرَ الحاجمُ والمحجُومُ، فقلت: يا رسولَ اللَّه- صلى اللَّه عليك- أفلَا آخُذ مِنْ عُنُقِهِ حتى أكسِرَهُ؟ قالَ: ذَرْهُ فما لزمَهُ من الكفارةِ أعظمُ مِمَّا تريدُ بِهِ، قلت: وما كفارَة ذلكَ يا رسول اللَّه؟ قال: يومٌ مثلُهُ، قلتُ: إذن لا تَجِدهُ، قال: إذن لا أُبَالِى".
"عَنِ ابن عباسٍ قال: خدمتُ عمرَ بنَ الخطابِ وكنتُ له هائبًا، ومعظِّمًا، فدخلتُ عليه ذاتَ يومٍ في بيته وقد خَلَا بِنَفْسِهِ فتنفَّسَ تَنَفُّسًا ظننتُ أَنَّ نَفْسَهُ خَرَجَتْ، ثم رفَعَ رأسَهُ إلى السَّمَاءِ فتنفس [الصعداء]، قال: فتحاملت وتشدَّدْتُ وقلتُ: واللَّه لأسأَلَنَّهُ فقلتُ: واللَّه ما أخرجَ هَذَا منكَ إلَّا هَمٌ يَا أَمِيرَ المؤمنينَ؟ قالَ: هَمُّ واللَّه. هَمُّ شَدِيدٌ، هَذَا الأمرُ لَمُ أَجِدْ لَهُ موضعًا -يعنى الخلافَةَ- ثم قالَ: لعلَّكَ تَقُولُ: إِنَّ صاحِبَكَ لَهَا -يَعْنِى عَليًّا- قالَ: قلتُ: يَا أَمِيرَ المؤمنين أَوَلَيْسَ هُوَ أَهْلَهَا في هجرتِهِ وأهلَهَا في صُحْبِتَهِ، وأهلَهَا في قَرَابَتِهِ؟ قَال: هُوَ كَمَا ذكرتَ، لكنه رجلٌ فيهِ دُعَابَةٌ، قالَ: فقلتُ: الزُّبَيْرُ، قال: وُعْقَة لَقَسٌ يقاتلُ على الصَّاعِ بالبقيعِ، قالَ: قلتُ: طلحَة، قالَ: إن فيهِ لَبَأْوًا وما أَرَى اللَّه مُعطيهِ خيرًا، وما بَرحَ ذلكَ فيهِ منذُ أُصيبَتْ يَدُهُ قَالَ: فقلتُ سعدًا، قالَ: يَحْضُرُ الناس ويقاتلُ وليسَ بصاحبِ هذا الأمرِ، قالَ: قُلْتَ: وعبد الرحمنِ بْن عوفٍ، قالَ: نعم المرءُ ذكرتَ، ولكنه ضعيفٌ، قَالَ: وأخرتُ عثمانَ لكثرةِ صَلاتِهِ وكان أحبَّ النَاس إلى قريشٍ، قال: فقلتُ: فعثمانَ، قالَ: أَوَّاهٌ، كَلِفَ بأَقَارِبِهِ، ثم قال: لو اسْتَعْمَلْتُهُ اسْتَعَمل بنى أميةَ أجمعينَ أكتَعِينَ، ويحملُ بَنِى معيط على رقابِ النَّاسِ، واللَّه لو فعلتُ لفَعَلَ، واللَّه! لو فعلت لفعل، إن هذا الأمرَ لا يحملُهُ إلا اللَّيِّن في غيرِ ضَعْفٍ، والقوىُّ في غير عُنفٍ، والجوادُ في غيرِ سَرَفٍ، والممسكُ في غيرِ بُخْل، قال: وقالَ عُمَرُ: لا يطيقُ هَذَا الأمرَ إلا رجلٌ لا يُصَانَعُ ولا يضَارع، ولا يتبعُ المطامِعَ، ولا يطيقُ أمرَ اللَّه إلا رجلٌ لا يتكلمُ بلسانِهِ كلمةً لا ينتقدُ عزمه، ويحكمُ في الحقِّ على حِزْبِهِ -وفِى الأَصْلِ- عَلَى وُجُوبِهِ".
"عَن الأسود أن كعبًا قالَ لِعُمَرَ: إن ناسًا استَفْتُونِى في لحم صيدٍ أهدى محلٌ لمحرمٍ أيأكلُهُ؟ قال: فما أَفْتَيْتَهُمْ؟ قالَ: أفتيتُهُمْ أن يأكلوه، قال: لو أفتيتَهُمْ بغيرِ ذَلِكَ لم تكن فقيهًا".
"عَنِ الحسن: أن عمرَ وأبَا هريرةَ كَانَا لا يَريَانِ بأسًا بأكلِ لحم الصيد إِذَا لم يُصَدْ له -يَعنِى لِلمُحْرِمِ".
"عَنْ سعيد بن المسيب أن عمرَ كان يُوتِرُ من آخر الليل".
"عَنْ عمرو بنِ الحارثِ الفهمى، عن عبدِ الملك بنِ مروانَ، عن أَبى بحرية الكندى، عن عمرَ أنه خرجَ على مجلسٍ فيه عثمان بن عفانَ، وعلىُّ بن أَبى طالبٍ، والزبيرُ بن الْعَوَّامِ، وطلحةُ بنُ عبيدِ اللَّه، وسعدُ بنُ أَبى وقاصٍ فقال: كلكم يُحَدِّثُ نفسَهُ بالإِمارِة بعدى [فسكتوا] فقال: أكلكم يحدث نفسَهُ بالإِمارة بعدى؟ فقال الزبيرُ: نعم كلُّنَا يحدثُ نفسَهُ بالإِمارَةِ بَعْدَكَ ويَرَاهُ لها أهلًا، قال: أفلا أُحدِّثكُمْ عنكمْ؟
فسكتُوا، ثم قال: أَلَا أُحدِّثكم عنكمْ؟ فَسكَتُوا، ثم قال: ألا أحدثكم عنكُمْ؟ (فسكتوا) قال الزبير: فحدثْنَا؛ ولو سكتْنَا لحدثْتَنَا، فقالَ: أما أنتَ يا زُبَيْرُ: فإِنَّكَ كافرُ الغضبِ مؤمن الرضَى، يومًا تكُونُ شيطَانًا ويومًا تكون إنسانًا أفرأيتَ يوم تكونُ شيطانًا مَنْ يَكُونُ الخليفةُ يومئذٍ؟ وأَمَّا أنتَ يا طلحةُ فلقد ماتَ رسولُ اللَّه ﷺ وَإنَّهُ عليكَ لعاتبٌ، وأما أنتَ يا عبد الرحمن فإنك لما جاءَكَ من خيرٍ لأهلٌ، وأمَّا أنتَ يا علىُّ: فإِنكَ صاحبُ رَأىٍ وفيك دُعَابَةٌ، وإن منكم لرجلًا لو قُسِّمَ إِيِمَانُهُ بين جندٍ من الأجنادِ لأَوْسَعَهُمْ -يريدُ عثمانَ بن عفانَ- وأمَّا أَنْتَ يا سعدُ فأنتَ صاحبُ مالٍ.
وقال عمروُ بنُ الحارثِ: مجهولُ العدالةِ والمحفوظُ عن عمر وشهادتُه لهم أن رسول اللَّه ﷺ توفِى وهو عنهم راض".
"عَنْ عمرَ قال: الْفَخِذُ مِن الْعَوْرَةِ".
"عَنِ ابن سيرين أن امرأةً طفَقها زوجُها ثلاثًا، وكان مسكينٌ أعرابىٌّ يقعدُ ببابِ المسجدِ فجاءتْهُ امرأةٌ، فقالت: هل لكَ في امرأةٍ تنكحُهَا، فَتَبِيتَ مَعَهَا الليلةَ وَتُصْبِحَ فتفارقَهَا؟ فقال: نعم، فكان ذلك، فقالت: له امرأتُهُ: إنكَ إِذا أصبحتَ فإنهم سيقولونَ لَك فارِقْهَا فلا تفعلْ ذلك، فإنِّى مقيمةٌ لكَ مَا تَرَى، وَذَهَبَ إلى عمرَ، فلما أصبحت أتوهُ وأتوْهَا، فقالت: كلموه فأنتم جئتم به، فكلموه فأبى، فانطلق إلى عمر، فقال: الْزَم امرأتَكَ فإن رابوك بِرَيْبٍ فأْتِنِى، وأرسلَ إلى المرأةِ التى مشتْ لذلك فنكلَ بِهَا ثم كان يَغْدُو على عُمَرَ ويروحُ في حُلَّةٍ، فيقولُ: الحمد للَّه الذى كساكَ ياذا الرُّقْعَتَيْنِ حُلَّةً تغدُو فيها وتروحُ".
"عَنْ سعيدِ بنِ عبيدِ بنِ السباقِ أن رجلًا تزوجَ امرأةً على عهدِ عمر بْنِ الخطابِ وشرطَ لهَا أن لا يُخْرِجَهَا، فوضع عمرُ بنُ الخطابِ عنه الشرطَ، وقال: المرأة مع زوجها".
"عَنْ عبد الرحمن بن غَنْم قال: شهدتُ عمرَ أُتِىَ في امرأةٍ جعل لها زوجُهَا دَارَهَا فقالَ: شرطُهَا، فقال لهُ الرجلُ: يا أمير المؤمنين إذن طلقَتنَا قال: إن مقاطعَ الحقوقِ عندَ الشُّرُوطِ".
"عَنْ عباد بن عبد اللَّه الأسْدِىِّ عن علىٍّ في الرجلِ يتزوجُ المرأةَ وشرطَ لهَا دَارَهَا، قَالَ: شرطُ اللَّه قبلَ شَرْطِهَا".
"عَن ابن سيرين أَنَّ رجلًا طلَّق امْرَأَةً وَأَمَرَ رجلًا يُقَالُ لَهُ ذُو الْخُرَيْقَتَيْنِ أَنْ يَتَزَّوجَهَا لِيُحِلَّهَا لَهُ، فَمَكَثَ ثَلَاثًا لَا يَخْرُجُ، ثُمَّ خَرَجَ وَعلَيْه ثَوْبٌ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَيْنَ مَا قَاوَلْتُكَ عَلَيْهِ؟ فَأَبى أَنْ يُطَلِّقَهَا، فَأتَى فِى ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ: (اللَّه) رَزَقَ ذَا الْخُرَيْقَتَيْنِ. وَأَمْضَى نِكَاحَهُ".
"عَنِ ابنِ عباسٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، بَالَ ثُمَّ أتَى الْحَائِطَ وَتَمَسَّحَ بِه، ثُمَّ مَسَحَ إِحْدَى يَدَيْهِ بِالأُخْرَى، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا لِلتَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيحِ حَتَّى تَلْقَى الْمَاءَ".
"عَنْ عبدِ اللَّه بْنِ جَرَادٍ أَنَّ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ قَالَ: حَدُّ الْخَمْرِ ثَمَانُونَ".
"عَنْ بَكْرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَكتُبَ فِى الْمُصْحَفِ: هَذَا مَا شَهِدَ عَلَيْه عُمَرُ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ -عَشَرَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ- إِنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قَدْ رَجَمَ وَأَمَرَ بِالرَّجْمِ، وجَلدَ فِى الْخَمْرِ وَأمَرَ بِالْجَلْدِ".
"عَنْ سالم بنِ عَبْدِ اللَّه قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَنْهَى عَنِ الْعَزْلِ، وَكَانَ عبدُ اللَّه ابنُ عُمَرَ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ. وَكَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِى وَقَاصٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يَعْزِلَانِ".
"عَن الشَّعْبِىِّ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَحَمِدَ اللَّه وَأثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: لَا لَا لَا تْغَالُوا فِى صَدَاقِ النِّساء، وَإنَّهُ لَا يَبْلُغُنى عَنْ أَحَد ساقَ أَكْثَر شَىْءٍ سَاقَهُ رَسُولُ اللَّه ﷺ أَوْ سِيقَ إِلَيْهِ إِلَّا جَعَلْتُ فَضْلَ ذَلِكَ فِى بَيْتِ الْمَالِ، ثُمَّ نَزَلَ، فَعرَضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: أَكِتَابٌ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ؟ أَوْ قَوْلُكَ؟ قَالَ: كِتَابُ اللَّه فَمَا ذَاكَ؟ قَالَتْ: نَهَيْتَ النَّاسَ آنِفًا أَنْ يَتَغَالَوْا فِى صَدَاقِ النِّساءِ، واللَّه يَقُولُ فِى كِتَابِهِ: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا}، فَقَالَ عُمَرُ: كل أَحَدٍ أَفْقَهُ مِنْ عُمَرَ! ! مرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: نَهَيْتُكُمْ أَنْ تُغَالُوا فِى صَدَاقِ النِّساءِ، أَلَا فَلْيَفْعَلْ رَجُلٌ فِى مَالِهِ مَا بَدَا لَهُ".
. . . .
"عَن الْحَسَنِ أَنَّ رَجُلًا تَزَوَجَ امْرَأَةً سِرًّا، فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهَا، فَرَآهُ جَارٌ لَهُ، فَقَذَفَهُ بِهَا، فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: بيِّنَتَكَ عَلَى تَزْوِيجِهَا؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: كَانَ أَمْرٌ دُونَ مَا شَهِدَتْ عَلَيْهِ أَهْلُهَا. فَدَرَأَ عُمَرُ الْحَدَّ عَنْ قَاذِفِهِ، وَقَالَ: حَصِّنُوا فُرُوجَ هَذِهِ النِّسَاءِ، وَأَعْلِنُوا هَذَا النِّكاحَ".