"عَنْ أَسْلمَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّه بْنُ عُمَرَ بَعْدَ أَنْ طُعِنَ عُمَرُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ مَا عَلَيْكَ لَو أجهدت نَفْسَكَ ثُمَّ أَمَّرْتَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا، فَقَالَ عُمَرُ: أَقْعِدُونِى، قال
عَبْدُ اللَّه فَتَمَنَّيْتُ لَوْ أَنَّ بَيْنِى وَبَيْنَهُ عُرْضَ الْمَدِينَةِ فَرَقًا مِنْهُ حِينَ قَالَ: أَقْعِدُونِى، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَمَّرْتُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ؟ فَقُلْتُ: فُلَانًا، قَالَ: إِنْ تُؤَمِّرُوهُ فَإِنَّهُ ذُو شِيعَتِكُمْ، ثُمَّ أَقَبْلَ عَلَى عَبْدِ اللَّه فَقَالَ ثَكلَتْكَ أُمُّكَ! ! أَرَأَيْتَ الْوَلِيدَ يَنْشَأُ مَعَ الْوَلِيد وَلِيدًا أَوْ يَنْشَأُ مَعَهُ كَهْلًا؟ أَتُرَاهُ يَعْرِفُ مَنْ خَلَقَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ، قَالَ: فَمَا أَنَا قَائِلٌ للَّه إِذَا سَأَلَنِى عَمَّنْ أَمَّرْتُ عَلَيْهمْ؟ فَقُلْتُ: فُلَانًا وَأَنَا أَعْلَمُ مِنْهُ مَا أَعْلَمُ، فَلَا وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لأرُدَّنهَا إِلَى الَّذِى رَفَعَهَا إِلَىَّ أَوَلَ مَرَّةٍ، وَلَوَ دِدْتُ أَنَّ عَلَيْهَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنىِّ، لَا ينقصنى ذَلِك مِمَّا أَعْطَانِى اللَّه شَيْئًا".