"عَنْ عمرو بنِ الحارثِ الفهمى، عن عبدِ الملك بنِ مروانَ، عن أَبى بحرية الكندى، عن عمرَ أنه خرجَ على مجلسٍ فيه عثمان بن عفانَ، وعلىُّ بن أَبى طالبٍ، والزبيرُ بن الْعَوَّامِ، وطلحةُ بنُ عبيدِ اللَّه، وسعدُ بنُ أَبى وقاصٍ فقال: كلكم يُحَدِّثُ نفسَهُ بالإِمارِة بعدى [فسكتوا] فقال: أكلكم يحدث نفسَهُ بالإِمارة بعدى؟ فقال الزبيرُ: نعم كلُّنَا يحدثُ نفسَهُ بالإِمارَةِ بَعْدَكَ ويَرَاهُ لها أهلًا، قال: أفلا أُحدِّثكُمْ عنكمْ؟
فسكتُوا، ثم قال: أَلَا أُحدِّثكم عنكمْ؟ فَسكَتُوا، ثم قال: ألا أحدثكم عنكُمْ؟ (فسكتوا) قال الزبير: فحدثْنَا؛ ولو سكتْنَا لحدثْتَنَا، فقالَ: أما أنتَ يا زُبَيْرُ: فإِنَّكَ كافرُ الغضبِ مؤمن الرضَى، يومًا تكُونُ شيطَانًا ويومًا تكون إنسانًا أفرأيتَ يوم تكونُ شيطانًا مَنْ يَكُونُ الخليفةُ يومئذٍ؟ وأَمَّا أنتَ يا طلحةُ فلقد ماتَ رسولُ اللَّه ﷺ وَإنَّهُ عليكَ لعاتبٌ، وأما أنتَ يا عبد الرحمن فإنك لما جاءَكَ من خيرٍ لأهلٌ، وأمَّا أنتَ يا علىُّ: فإِنكَ صاحبُ رَأىٍ وفيك دُعَابَةٌ، وإن منكم لرجلًا لو قُسِّمَ إِيِمَانُهُ بين جندٍ من الأجنادِ لأَوْسَعَهُمْ -يريدُ عثمانَ بن عفانَ- وأمَّا أَنْتَ يا سعدُ فأنتَ صاحبُ مالٍ.
وقال عمروُ بنُ الحارثِ: مجهولُ العدالةِ والمحفوظُ عن عمر وشهادتُه لهم أن رسول اللَّه ﷺ توفِى وهو عنهم راض".