"عَن الزهرى أن عمر أَغْرَم ثلاثة كُلُّهم يرثُ الصبى أَجْرَ رَضَاعِه".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (28/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٢٨
"عَنْ القاسمِ بن أَبى برزة أن رجلًا (مُسْلما قتل رجلًا) من أهل الذِّمَّة بالشامِ، فرُفِع إلى أَبى عبيدة بن الجرّاحِ فكتب فيه إلى عمر بن الخطاب، فكتب عمر: إذا كان ذَلك فيه خُلُقًا فَقَدِّمه فاضربْ عُنُقَهُ، وإن كانت هى طِيَرَةٌ طَارَهَا، فَأَغْرِمْه ديتَه أربعةَ آلافٍ".
"عَن ابن عباسٍ قال: جاءَت جاريةٌ إلى عمرَ بن الخطاب فقالت: إِنَّ سيدى اتَّهَمَنى فأَقْعَدَنى على النَّارِ، حتى احترقَ فَرْجِى، فقالَ لها عمر: هل رَأَى ذلك عليك؟ قالت: لا، قالَ: فهلْ اعترفِت له بشئٍ؟ قالت: لا، فقال عمر: عَلَىَّ بِهِ، فلما رأى عمرُ الرجلَ، قال: أتعذبُ بعذابِ اللَّه؟ ، قال: يا أميرَ المؤمنينَ اتْهمْتُها في نَفْسِها، قال: رأيتَ ذلِك عليها؟ قال: لا، قال: فاعترفت به؟ قال: لا، قال: والذى نفسى بيدهِ لو لَم أسمع من رسولِ اللَّه ﷺ يقولُ: لا يقادُ مملوكٌ من مالِكه، ولا ولدٌ من والدهِ لاقتدْتها منك، فبرَزَه وضربَه مائةَ سوطٍ، وقال للجارية: اذهبى فأنت حُرَّةٌ لوجهِ اللَّه، وأنتِ مَوْلاةُ اللَّه ورسولِه، أشهدُ لسمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: من حُرِق بالنارِ أو قتِل به فهو حُرٌّ".
"عَنْ الأحنف بن قيسٍ عن على وعمرَ في الحر يقتلُ العبدَ: قالا: فيه ثَمَنُه مَا بَلَغ".
"عَنْ سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطابِ قتل نفرًا خمسةً أو سبعةً برجلٍ قتلوه قتلَ غِيلةٍ، وقال: لو تمالأ عليه أهلُ صنعاءَ لقتلتُهم به جميعًا".
"عَنْ عمرَ قال: حضرتُ النبىَّ ﷺ يقِيدُ الأبَ من ابنهِ ولا يقَيدُ الابنَ من أبِيه".
"عَنْ عمرَ قال: يَضربُ أحدُكم أخاه بمثلِ أَكْلِه اللحمَ، ثم يرى أنى لا أقِيدُه، واللَّه لا يفعلُ ذلك أحدٌ إلَّا أقدته".
"عَنْ جرير أن رجلًا كان مع أَبى موسى فغنِموا مغنمًا، فأعطاه أبو موسى نصيبَه ولم يُوفِه فأبى أن يأخذَه إلا جميعَه، فضربهَ عشرين سوطًا، وحلق رأسَه، فجمع شعرَه وذهب به إلى عمرَ، فأخرج شعرًا من جيبه، فضربَ به صدرَ عمر، قال: مالك؟ فذكر قِصَّتَه، فكتب عمر إلى أَبى موسى: سلامٌ عليك أما بعدُ؛ فإنَّ فلانَ ابن فلانٍ أخبرنَى بكذا وكذا وإنّى أُقْسِم عليك، إن كنتَ فعلتَ ما فعلتَ في ملأٍ من النَّاسِ، جلستَ له في ملأٍ من النَّاسِ فاقتص منكَ، وإن كنتَ فعلتَ ما فعلتَ في خلاءٍ فاقعد له في خلاءٍ فَليَقْتصَّ منكَ، فلما دُفع إليه الكتاب قعدَ للقصاصِ، فقال: الرَّجُل: قد عفوتُ عَنْه للَّه".
"عَنْ زيدِ بنِ وهبٍ أن رجلًا قتلَ امْرأَتَه فاستعدى ثلاثةُ إخوةٍ لها عليه عمرَ بنِ الخطاب، فعفا أحدُهم، فقال عمرُ للباقين: خذا ثُلُثَى الدِّيَةِ؛ فإنه لا سبيل إلى قتله".
"عَن الحكم قال: كتب عمرُ: لا يَؤُمَّنَ أحدٌ جالسًا بعد النبىِّ ﷺ وعمدُ الصبىِّ وخطؤه سواءٌ، فيه الكفارةُ، وأيُّما امرأَةٍ تزوجت عبدَها فاجلِدُوها الحدَّ".
"عَنْ عمر قال: لا أَقِيدُ منَ العِظَامِ".
"عَنْ عطاء بن أَبى رباح أن رجلًا كسر فَخِذَ رجلٍ فخاصمه إلى عمرَ ابنِ الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين، أَقِدْنى. قال: ليس لك القَوَدُ، إنما لك العقلُ، قال الرجل: فاسمعنى كالأرقم إن يُقْتَلْ ينْقَم وإن يترك يلقم، قال: فأنت كالأرقم".
"عَنْ عمر قال: الديةُ المغلَّظةُ: ثلاثون حِقَّة وثلاثون جَذَعَةً، وأربعون خلفة، وهى شبه العمد".
"عَنْ عم أَبى قلابة، قال: رُمى رجلٌ بحجرٍ في رأسِه فذهبَ سَمْعُه ولِسانُه وعقلهُ وذَكَرُه فلم يقرب النساءَ، فقَضَى فيه عمرُ بأربعِ دِيَاتٍ وهُو حَىٌّ".
"عَنْ عمر قال: في الذراعِ إذا كُسِرَ: مائتا دِرْهم".
"عَنْ عُمَرَ أنَّهُ قَضى في سَاقِ رجلٍ كُسِرَتْ بِثَمانٍ من الإِبِلِ".
"عَنْ إبراهيم أن الزبيرَ وعليّا اختصما في موالى لِصَفِيَّة إلى عمر بن الخطاب، فقال على: مولى عمتى وأنا أعقِل عنه، وقال الزبير: مولى أَبى وأنا أرثه، فقضى بالميراثِ للزبير والعقل على علىٍّ".
"عَنْ شَهر بن حَوشَبٍ أن عمر صاح بامرأةٍ فَأَسْقَطتْ، فَأَعْتَقَ عمر غُرَّةً".
"عَنْ سعيد بن المسيب، قال: لمَّا حَجَّ عمر حَجتَهُ الأخيرةَ وجدَ رجلًا من المسلمين قتيلًا بفناء ببنى وادعة، فقال لهم: هل علمتم لهذا القتيل قاتِلًا مِنكُمْ؟ قالوا: لا، فاستخرجَ منهم خمسين شيخًا فأدخلَهم الحطيم، فاسْتَحْلَفَهُمْ باللَّهِ ربِّ هذا البيت الحرام، وربِّ هذا البلد الحرام، ورَبِّ هذا الشَّهر الحرام، أَنكُمْ لم تقتلوه ولا علمتم له قاتلًا، فحلفوا بذلك، فلما حلفوا، قال: أَدُّوا دِيَتَهُ مغلظة، فقال رجُلٌ منهم: يا أمير المؤمنين، أَمَا يُجْزِينِى يمينِى من مالى؟ قال: لا، إنما قضيتُ عليكم بقضاءِ نبيكم ﷺ ".
"عَنْ سُلَيمانَ بْنِ يَسار، وعراك بن مالك أنَّ رجلًا من بنى سعد بن لَيثٍ
أجرى فرسًا فوطئ على أصبع رجلٍ من جهينة فَنَزَى منها فمات، فقال عمر بن الخطاب لِلَّذِى ادَّعَى عليهم: أتَحْلِفُونِ باللَّهِ خمسينَ يمينًا ما مات منها؟ فأبَوْا وتَحَرَّجوا من الأيمان فقال لِلآخَرِينَ: احلفوا أنتم فَأبَوْا، فقضى عمر بشطر الدية على السعديين".
"عَنْ أَبى عمران الجونِى، قَال: كَتَبَ عمرُ بن الخطاب إلى أَبى موسى
الأشعرى أنه لَمْ يَزلْ لِلَّناسِ وجوهٌ يرفعون حوَايج الناس، فأكرم وجوهَ الناس فَبِحَسْبِ المسلم الضعيفِ من العدل أَنْ يُنْصَفَ في الحُكْمِ وَالْقِسْمَةِ".
"عَنِ ابن عباس، قال: قال عمرُ بن الخطاب: إنه كان مِنْ خَبرِنَا حيث تَوفَّى اللَّه نبيه ﷺ أن الأنصار خالفونا، واجتمعوا بأسْرِهم في سَقيفةِ بنى ساعدة، وخالف عنا علىٌّ والزبيرُ ومن مَعَهُما، واجتمعَ المهاجرون إلى أَبى بكرٍ، فقلت لأبى بكر: يا أبا بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا نريدهم، فلما دَنَوْنَا منهم لَقِينَا منهم رجلان صالحان فذكرا ما تمالأ عليه القوم، فقال: أين تريدونَ يا معشر المهاجرين؟ فقلنا: نرجو إخواننا من الأنصار، فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم، اقْضُوا أمركم، فقلت: واللَّه لنأتينهم، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بنى ساعدة فإذا رَجُلٌ مُزَمَّل (*) بين ظهرانيهم، فَقُلْتُ: من هذا؟ قالوا: سعدُ بن عبادة، فقلت: ما له؟ قالوا: يَوْعَكُ، فلما جلسنا قليلًا تَشهَّدَ خطيبهم فأثنى على اللَّهِ بِما هُو أَهْلُهُ، ثم قال: أما بعدُ، فنحن أنصارُ اللَّهِ وَكَتِيبَةُ الإسلام، وأنتم مَعْشَرَ المهاجرين رهطٌ مِنَّا وقد دَفَّتْ دَافَّةٌ من قوْمِكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا مِنْ أَصْلِنَا وأنْ يَخضُنُونا من هذا الأمر، فلما سكت أردت أن أتكلم، وكلنتُ زَوَرْتُ مقالةً أعجبتنى أريدُ أن أقدمَها بين يدى أَبى بكر، وكنت أدارى منه بعض الحِدَّة، فلما أردت أن أتكلم، قال أبو بكر: على رسلك فكرهت أن أغضبه، فتكلم فكان هوَ أعْلَمَ مِنِّى وَأَوْفَرَ، واللَّه ما ترك من كلمة أعجبتنى في تزويرى إلا قال في بديهته مِثْلَهَا وأفضل منها حتى سكت، قال: ما ذكرتم من خيرٍ فأنتم لَهُ أَهْلٌ، ولَنْ نَعْرفَ هذا الأمر إلا لهذا الحى من قريش، هُمْ أوسطُ العرب نَسَبًا وَدَارًا، وقد رَضِيتُ لكم أحدَ هذين الرجلين، فَبَايعُوا أَيَّهُمَا شِئْتُم، وأخذ بيدى وبيد أَبى عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا، فلم أكره مما قال غيرها، كان واللَّه أُقَدَّمَ فَيَضْرِبَ عُنُقى يقرينى ذَلِكَ مِنْ إِثْمٍ أحبَّ إلىّ من أن أَتَامَّرَ على قوم فيهم أبو بكر، اللهم إلا أن تُسَوِّلَ لِى نفسى عند الموت شَيْئًا لا أَجِدُهُ الآن، فقال قائل الأنصار: أَنَا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ، وعُذَيْقُهَا المرجَّبُ، منا أمير ومنكم أمير يا معشرَ قريش، وكثر اللغط، وارتفعت الأصواتُ حتَّى فَرِقْتُ من أن يقع اختلافٌ، فقلت: ابسطْ يدَكَ يا أبا بكرٍ، فبسط يَدَهُ فبايَعْتُهُ وبايعه المهاجرون، ثُمَّ بايَعَهُ الأنصار وَنَزَوْنَا على سعد بن عبادةَ، فقال قائل منهم: قَتَلْتُم سَعْدًا فَقُلْتُ: قَتَلَ اللَّه سَعْدًا أمَا واللَّه ما وجدنا فيما حضرنا أمرا هو أوفَقُ من مبايعة أَبى بكر، خَشِينا إِنْ فارقنا القوم ولَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ أن يُحْدِثُوا بَعْدَنا بيعةً، فإما أن نُتَابعَهم على ما لا نرضى، وإما أن نخالفهمْ فَيكُونَ فِيهِ فسادٌ، فمن بايع أَميرًا من غير مشورة المسلمين فلا بيعةَ لَهُ، ولا بيعةَ لِلَّذِى بَايعَهُ تَغِرَّةَ أن يُقْتَلا".
. . . .
"عن سالم بن عبيد وكان من أصحاب الصُّفَّةِ قال: كان أبو بكرٍ عند رسول اللَّه ﷺ فقيل له: يا صاحبَ رسول اللَّه، تُوُفِّى رسولُ اللَّه ﷺ ؟ قال: نعم، فعلموا أنه كما قال، ثُمَّ خرج فاجتمعَ المهاجرون يتشاورون، فبينما هم كذلك إذ قالوا: انطَلِقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار، فَقَالَ رَجُلٌ من الأنصار: منا رجلٌ ومنكم رجلٌ، قال عُمَرُ: سَيْفَانِ في غِمْدٍ واحد إِذَنْ لَا يَصْطلِحَانِ، فَأَخَذَ بيد أَبى بكر وقال: من هذا الذى له هذه الثلاث؟ "إِذْ هما في الغار" (من هما؟ ) إذ يقول لصاحبه (من صاحبه) "لا تحزن إن اللَّه معنا" - (مع من هو؟ )، فبسط عمر يد أَبى بكر فقال: بايعوه؛ فبايع الناس أَحْسَنَ بَيْعةٍ وأجملها".
"عن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: إن ناسًا كانوا يؤخذون بالوحى في عهد رسول اللَّه ﷺ وإن الوحى قد انقطع، وإنما نأخذكم الآنَ بما ظهرَ من أعمالكم، فمن أَظْهَرَ لنَا خْيرًا أَمَّنَّاهُ وقرَّبناه وليس منا من سريرته شئ، اللَّه يحاسِبُه في سريرته، وَمَنْ أَظْهَر لنا شَرًا لَم نْأمَنْهُ ولم نُصَدِّقْهُ وإن قال: إِنَّ سريرتى حسنة".
"عَن عبد الرحمنِ بْنِ عبدِ القارِى قال: قَدم على عمرَ بْنِ الْخطَّابِ رَجلٌ من قبلِ أَبى موسى، فَسَأَلَهُ عن النَّاسِ، فأخبرهُ، ثم قال: هَلْ كَان فيكمْ مِنْ مُغْرِبَةِ خَبرٍ؟ قال: نعم، رجلٌ كفر بَعْد إسْلَامِه، قال: فما فعلتم به؟ قال: قَرَّبْنَاهُ فضربنا عُنُقَهُ، قال عمر: فَهلَّا حَبَسْتُموهُ ثلاثًا وأطعمتموه كلَّ يومٍ رغيفًا، واسْتَقيْتُموهُ لَعَلَّهُ يتوبُ ويراجع أَمْر اللَّه، اللهم إِنِّى لَمْ أَحْضُرْ، وَلَمْ آمُرْ ولم أَرْضَ إذْ بَلَغَنِى".
"عن ابنِ عُمرَ قال: حَضَرْتُ أَبى حِينَ أُصِيبَ فَأَثْنَوْا عليه فَقَالُوا: جَزاك اللَّه خيرًا، فَقَالَ: راغِبٌ ورَاهِبٌ، قالوا: اسْتَخْلِفْ، فقال: أَتَحمَّلُ أمْرَكُمْ حَيًا وَمَيِّتًا؟ ! لَوَدِدْتُ أَنَّ حَظِّى منها الْكَفَاف لَا عَلَىَّ وَلا لِىَ، إِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُو خَيْرٌ مِنِّى: أبو بكر، وَإِنْ أَترُكْكُمْ، فقد تَرَكَكُمْ مَنْ هُو خَيْرٌ مِنِّى: رسول اللَّه ﷺ ، فعرفْتُ حِين ذكر رسول اللَّه ﷺ أنه غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ".
"عن عمر أنه قال: أُوصِى الخليفةَ من بعدِى بالمهاجرينَ الأولين: أن يَعْلَم لَهُم حقَّهم، ويَحْفَظَ لهم حُرْمَتَهم، وأوصيه بالأنصارِ الذين تبوأُوا الدار والإيمان من قبلِهم: أن يقبلَ من مُحْسِنِهم، وأن يَعْفُوَ عن مسيئِهم، وأوصيه بأهلِ الأمصار خيرًا؛ فإنَّهم رِدْءُ الإسلامِ، وجُبَاةُ الأموالِ، وغَيْظُ العَدُوِّ: أن لا يأخذَ مِنهم إِلَّا فَضْلَهم عن رضِاهُم، وأوصيه بالأعرابِ خيرًا، فإنهم العربُ وَمَادَّةُ الإسلامِ: أن يأخُذَ من حواشِى أموالهم فَيَرُدَّ على فُقَرَائِهم، وأوصيه بِذِمَّة اللَّه وذِمَّة رسوله أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يُقاتِلَ مِنْ وَرَائهم، ولا يُكَلَّفوا إلَّا طاقتهم".
"عن ابن عمر قال: دَخَلَ على عمَر بن الخطاب حينَ نزلَ به الموتُ عثمانُ بن عفانَ، وعلىُّ بن أَبى طالب، وعبدُ الرحمن بن عوفٍ، والزبيرُ بن العوَّام، وسعدُ بن أَبى وقاصٍ، وكان طلحةُ بن عبيد غائِبًا بأرضِ بالسراة، فنظر إليهم عمر ساعةً، ثم قال: إنى نظرتُ لَكُمْ في أمرِ الناس فلم أَجِدْ عند النَّاسِ شِقَاقًا إلَّا أن يكونَ مِنكم شَىْءٌ، فإِنْ كان شِقَاقٌ فهو مِنْكُمْ، وإِنَّ الأمر إلى ستَّةٍ: إلى عثمان، وعلىِّ بن أَبى طالب، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وطلحةَ، وسعدٍ، ثم إن قومكم إنَّمَا يُؤَمِّرونَ أحدَكم أيها الثلاثة، فإن كنتَ على شَىْءٍ من أمر الناس يا عثمان فلا تحملنَّ بَنِى أَبى مُعيطٍ على رقاب الناس، وإن كنت على شَئ من أمرِ الناس يا عبد الرحمن، فلا تحملن أقارِبَك على رقابِ الناس، وإن كنت على شَىْءٍ يا علىُّ فلا تَحِمْلنَّ بنى هاشم على رقابِ النَّاسِ (ثم قال): قوموا فتشاوَرُوا وأمِّروا أحدَكُم، فقاموا يتشاوَرُون قال عبد اللَّه: فدعانى عثمان مرةً أو مرتين لِيُدْخِلنى في الأمرِ، ولم يُسمِّنِى عمرُ، وَلَا واللَّه مَا أحَبَّ أَنِّى كُنْتُ مَعَهُمْ عِلْمًا مِنْهُ بأنه سَيكُونُ في أمرهم ما قَالَ، إِنِّى واللَّه لقَلّمَا واللَّه رأيته يُحَرِّك شفتيه بشئ قط إِلا كان حقا، فَلَمَّا أَكثر عثمانُ دعائى قلت: ألا تَعْقلِون؟ أتؤمرون وأميرُ المؤمنين حَىٌّ؟ ! فواللَّه لكأنما أيقظت عمرَ من مرْقَدٍ، فقال عمر: أَمهلوا فإن حدث بى حدَث فليصل بالناس صهيبٌ ثلاث ليال، ثم اجْمَعُوا في اليوم الثالث أشرافَ الناس وَأُمَرَاءَ الأَجْنَادِ فَأمِّروا أحدَكم، فمن تأمَّر من غير مشورةٍ فاضْربُوا عُنقَه".
"عن عمرَ قال: إذا حَضَرْتمونا فاسألونى العفو جهدكم، فإنِّى أَن أخْطِئَ في العَفوِ أحبُّ إلىَّ من أن أخطِئَ في العقوبة".
"عن عمر بن الخطاب أَنَّه كُتِب إليه في رجلٍ قِيلَ لَهُ: متَى عَهْدُكَ بالنِّساء؟ فقال: البارحةَ، قيل: بِمَنْ؟ قَالَ: أم مَثْوَى، فقيل له: قد هَلكت، قال: ما علمتُ أن اللَّه حرَّم الزنا، فكتبَ عمر أن يُسْتَحْلَف ما علم أَن اللَّه حرم الزِّنا ثم يُخلَّى سبيلُه".
"عن ابن عُمر أنه كان يضربُ في التَّعرِيضِ بالفاحِشَة الحدَّ".
"عن عمرةَ بنت عبد الرحمن: أن رجلين اسْتَبَّا في زمن عمر بن الخطاب، فقال أحدُهما للآخرِ: ما أَبى بزانٍ ولا أُمِّى بزانيةٍ، فاستشَار في ذلك عمرُ، فقال قائلٌ: مدَح أباه وأمَّهُ، وقال آخر: كان لأَبيهِ وَأُمِّه مَدحٌ سوى هذا، نَرى أَنْ يُجْلدَ الْحدَّ، فجلدَه عمر بن الخطاب الحد ثمانين".
"عَنْ أَبى رَجَاءٍ العَطَارِدِى قال: كان عمرُ وعُثمانُ يعاقبانِ على الهجاءِ".
"عن عمر قال: اطرُدُوا المُعْترِفين -يعنى المعترفين بالحدُودِ".
"عن الشعبى أنَّ رجلًا اخْتَلسَ طَوْقًا عن إنْسَانٍ، فَرُفِعَ إلى عمارِ بن ياسرٍ، فكتب فيه عمارٌ إلى عمر بن الخطاب، فكتب إليه: أَنَّ ذَاكَ عَادِى الظَّهِيرة، فَأنْهِكْهُ عقوبةً ثُمَّ خلِّ عنه ولا تَقْطَعْهُ".
"عن أسلم قال: كان النبيذُ الذى يَشربُ عمرُ كان يُنْقَعُ له الزبيبُ غُدْوةً فيشرَبُه عشيَّةٍ، ويُنْقَعُ له عَشِيَّةً فيشربُه غُدْوةً، ولَا يُجعلُ فيه دُرْدِىٌّ".
"عن ابن شهابٍ أنه سُئِلَ عن جَلْدِ العَبْدِ في الخَمْرِ، فقال: بلغَنا أن عليه نصفَ جَلْدِ الحُرِّ، وأن عُمرَ بن الخطاب، وعثمانَ بن عفانَ، وعبد اللَّه بن عمر قد جَلَدُوا عبيدَهم نصفَ جلدِ الحُرِّ في الخمرِ".
"عن زيدِ بن وهبٍ قال: خرج عمرُ ويداه في أذنيه وهو يقولُ: يا لَبَّيْكاه يا لَبَّيْكاه، قال الناس: مالهُ؟ قال: جاءه بَرِيدٌ من بعضِ أمرائه: أن نهرًا حالَ بينهم وبين العبورِ ولم يجدوا سُفُنًا، فقال أميرُهم: اطلبوا لنا رَجُلًا يعلمُ غوْر الماء، فأُتِى بشيخٍ فقال: إنى أخاف البردَ -وذاكَ في البَردِ- فأكرهه فأَدْخَله فلم يلْبِثْه البرد فجعل ينادى: واعُمَراه فغرِق! ! فكتب إليه فأقبل، فمكث أيامًا معرضًا عنه، وكان إذا وجدَ على أحدٍ منهم فعلَ به ذلك، ثم قال: ما فعل الرجل الذى قَتَلْتَهُ؟ قال: يا أميرَ المؤمنين: ما تعمدت قتله، لم نجد شيئًا نَعْبرُ فيه، وأردنا أن نعلمَ غور (الماء) ففتحنا كذا وكذا، فقال عمر له: رجل مسلم أحبُّ إلىَّ من كل شئ جئتَ به، لولا أن يكون سنة لضربتُ عنقَك، أعط أهلهَ دِيتَه، واخرُج فلا أراك".
"عن عُمرَ أنه أُتِى بامرأةٍ زنت فقالَ: ويحَ الزانيةِ أفْسَدَت حَسَبها، اذْهبَا فاضرِباهَا ولا تَخْرِقا جِلْدَها، إنما جَعَل اللَّه أربعةَ شهداءَ سَتْرًا تَسْتركُم دونَ فَواحِشِكم، فلا يَتَطَلَّعَنَّ سِتْرَ اللَّه أحدٌ، ألا وإن اللَّه لو شاءَ لجعله واحدًا صادقًا أو كاذبًا".
"عن ابن عمر أن عمر صَعِد المنبرَ فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: ما بالُ رِجَالٍ ينكحون هَذه المُتعة، وقد نهى رسول اللَّه ﷺ عنها! ! لا أوتَى بأحدٍ نكَحَها إلا رَجَمْتُه".
"عن عبد الرحمن بن السلَمَانى عن عمر بنِ الخطاب، قال: خطَبَنا رسول اللَّه ﷺ فقال: أَنكِحوا الأيامى منْكم، قالوا؟ يا رسول اللَّه: فما العلائق بينهم؟ قال: ما تراضى عَليه أهلُوهم".
"عن قدامةَ بنِ إبراهيمَ بن محمدِ بن حاطب الجُمَحِىِّ: أنَّ رجلًا تدلى ليشتارَ عسلا في زمن عمر بن الخطاب، فجاءته امرأتهُ فوقفت على الحَبْلِ فحلفت لتقطعنَّهُ أو ليطَلِّقنى ثلاثًا، فذكَرها اللَّه والإسلام، فأبت إلا ذَلك، فطلقها ثلاثًا، فلما ظهر أتَى عمر بن الخطاب فذكر له ما كان منها إليه ومنه إليها، فقال: ارجع إلى أهلك فليس هذا بِطلاقٍ".
"عن صفيةَ بنتِ أَبى عُبَيْد أن رجلًا سرَق على عهدِ أَبى بكرٍ مقطوعةً يدُه ورجلُه، فأراد أبو بكرٍ أن يقطعَ رِجلَه ويدعَ يدَه يستطيبُ بها ويتطهَّرُ بها، وينتفِعُ بها، فقال عمر: لا والَّذى نفسى بيدِه لَتَقْطَعَنَّ يدَه الأخرى، فأمر به أبو بكر فُقُطِعت يدُه".
"عن أَبى ضِرارٍ أن عمرَ بن الخطابِ أعطَى امرأةَ عبدِ اللَّه بن مسعودٍ جاريةً من الخُمس، فباعتها من عبد اللَّه بن مسعودٍ بألفِ درهمٍ واشترطت عليه خِدْمَتهَا، فبلغَ عمرَ بن الخطاب، فقال له: يا عبد اللَّه: اشتريت جاريةَ امرأتِك فاشترطت عليكَ خِدْمتهَا؟ قال: نعم، قال: لا تشترِها وفيها مَثْنَوِيَّةٌ".
"عن محمدِ بن سيرين: أن أبىَّ بنَ كعب أهدى إلى عمر بن الخطاب من ثمرةِ أرضِه فردها، فقال أبىٌّ: لم رددت علىَّ هديتى وقد علمتَ أنى من أطيبِ أَهْلِ المدينةِ ثمرةً؟ ! خذ عنى؛ ما تردُّ علىَّ هَدِيَّتى، وكان عمر أَسلَفَه عشرةَ آلافِ درهمٍ".
"عن الحكم بن أَبى الْعَاصِ قال: قال لى عمر بن الخطاب: هل قبلكم مُتَّجِرٌ؟ فإن عندى مالَ يتيمٍ قد كادت الزكاةُ تأتى عَلَيه، قلت له: نعم، فدفع إلىَّ عشرةَ آلافٍ، فَغِبتُ عَنْه ما شاء اللَّه ثم رجعتُ إليه، فقال: ما فعل المالُ؟ قلت: هو ذا قد بلغ مائةَ ألفٍ، قال: رد علينا مالَنا لا حاجة لنا به".
"عن نافع أن عمرَ بن الخطاب كتب إلى عمالِه: إِنَّ أهمَّ أمرِكم عندى الصلاةُ، من حَفِظَها أو حافَظ عليها حَفِظَ دينه، ومن ضيَّعها فهو لمِا سواها أضيعُ، ثم كتب أن صلُّوا الظهر إذا كان الْفَئُ ذِراعًا إلى أن يكون ظلُّ كلِّ أحدِكم مثلَه، والعصرَ والشمسُ بيضاءُ نقيةٌ قدر ما يسير الراكبُ فرسخين أو ثلاثةً، والمغربَ إذا غَرَبت الشمسُ، والعشاءَ إذا غابَ الشفقُ إلى ثلثِ الليل، فمن نام فلا نامت عينُه، والصبحَ والنجومُ باديةٌ مشتبكةٌ، فمن نام فلا نامت عينُه".
"عن عمرَ قال: إذا رفعَ أحدُكم رأسهُ وظنَّ أن الإمامَ قد رفَع فَلْيُعِد رأسهُ فإذا رفع الإمامُ رأسهُ فليمكث قدرَ ما تركَ".
"عن عمر قال: قال لى رسول اللَّه ﷺ يا عمرُ: إنك رجلٌ قَوِىٌّ، لا تُؤذِ الضُّعَفاءَ إذا أردتَ استلامَ الحَجَرِ، فإن خلَا لك فاستلمه وإلا فَاسْتَقْبِله وكَبِّر".
"عن عبد الرحمن بن عبد القارى أنه طافَ مع عمرَ بن الخطاب بعد صلاةِ الصبح بالكعبةِ، فلما قضى عمرُ طوافَه نظَر فلمْ يرَ الشمسَ، فرَكب حتى أناخَ بذى طُوى فَسَبَّح ركْعَتَين".