"عن ابن عمر قال: دَخَلَ على عمَر بن الخطاب حينَ نزلَ به الموتُ عثمانُ بن عفانَ، وعلىُّ بن أَبى طالب، وعبدُ الرحمن بن عوفٍ، والزبيرُ بن العوَّام، وسعدُ بن أَبى وقاصٍ، وكان طلحةُ بن عبيد غائِبًا بأرضِ بالسراة، فنظر إليهم عمر ساعةً، ثم قال: إنى نظرتُ لَكُمْ في أمرِ الناس فلم أَجِدْ عند النَّاسِ شِقَاقًا إلَّا أن يكونَ مِنكم شَىْءٌ، فإِنْ كان شِقَاقٌ فهو مِنْكُمْ، وإِنَّ الأمر إلى ستَّةٍ: إلى عثمان، وعلىِّ بن أَبى طالب، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وطلحةَ، وسعدٍ، ثم إن قومكم إنَّمَا يُؤَمِّرونَ أحدَكم أيها الثلاثة، فإن كنتَ على شَىْءٍ من أمر الناس يا عثمان فلا تحملنَّ بَنِى أَبى مُعيطٍ على رقاب الناس، وإن كنت على شَئ من أمرِ الناس يا عبد الرحمن، فلا تحملن أقارِبَك على رقابِ الناس، وإن كنت على شَىْءٍ يا علىُّ فلا تَحِمْلنَّ بنى هاشم على رقابِ النَّاسِ (ثم قال): قوموا فتشاوَرُوا وأمِّروا أحدَكُم، فقاموا يتشاوَرُون قال عبد اللَّه: فدعانى عثمان مرةً أو مرتين لِيُدْخِلنى في الأمرِ، ولم يُسمِّنِى عمرُ، وَلَا واللَّه مَا أحَبَّ أَنِّى كُنْتُ مَعَهُمْ عِلْمًا مِنْهُ بأنه سَيكُونُ في أمرهم ما قَالَ، إِنِّى واللَّه لقَلّمَا واللَّه رأيته يُحَرِّك شفتيه بشئ قط إِلا كان حقا، فَلَمَّا أَكثر عثمانُ دعائى قلت: ألا تَعْقلِون؟ أتؤمرون وأميرُ المؤمنين حَىٌّ؟ ! فواللَّه لكأنما أيقظت عمرَ من مرْقَدٍ، فقال عمر: أَمهلوا فإن حدث بى حدَث فليصل بالناس صهيبٌ ثلاث ليال، ثم اجْمَعُوا في اليوم الثالث أشرافَ الناس وَأُمَرَاءَ الأَجْنَادِ فَأمِّروا أحدَكم، فمن تأمَّر من غير مشورةٍ فاضْربُوا عُنقَه".
Request/Fix translation