"عن عقبة بن الحارث قال: خَرَجْتُ مَعَ أَبِى بَكْرٍ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ الله ﷺ لَيَالٍ وَعَلِىٌّ يَمْشِى إِلَى جَنْبِهِ، فَمَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ يَلْعَبُ مَعَ غِلْمَانٍ، فَاحْتَمَلَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: وَأَنَا لِى شَبه النَّبِىِّ لَيْسَ شَبِيهًا بِعَلىٍّ، وَعَلىٌّ يَضْحَكُ".
31.01. Actions > Abū Bakr al-Ṣiddīq (8/8)
٣١.٠١۔ الأفعال > مسند أبى بكر الصديق ص ٨
"عن أبى برزة الأسلمى قال: أَغْلَظَ رَجُلٌ لأَبِى بَكْرٍ الصِّديقِ، فَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ: أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ فَانْتَهَرَهُ وَقَالَ: مَا هِىَ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ الله ﷺ ".
"عن أبى بكر: أن النبى ﷺ بعثه ببراءة إلى أهل مكة: لَا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ الله ﷺ مُدَّةٌ فَأَجَلُهُ إِلَى مُدَّتِهِ، وَاللهُ بَرِئٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ، فَسَارَ بِهَا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ لِعَلِىٍّ: الْحَقْهُ فَرُدَّ عَلَىَّ أَبَا بَكْرٍ وَبَلِّغْهَا أَنْت، فَفَعَلَ، فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو بَكْرٍ بَكَى، قَالَ: يَا رَسُولَ الله! حَدَثَ فِىَّ شَئٌ؟ قَالَ: مَا حَدَثَ فِيكَ إِلا خَيْرٌ، وَلَكِنْ أَمَرْتُ أَنْ لَا يُبَلِّغَهُ إِلا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّى".
"عن قيس بن أبى حازم قال: لَمَّا وَلِىَ أَبُو بَكْرٍ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ الله ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! تَقْرَأُونَ هَذِهِ الآيَةَ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} وَإِنَّكُمْ تَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَوَاضِعِهَا، وإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ وَلَا يُغَيِّرُونَهُ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ بِعِقَابِهِ".
"عن أبى بكر قال: قال رسول الله ﷺ : لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَىِّءُ الْمَلْكةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَلَيْسَ قَدْ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ أَكْثَرُ الأُمَمِ مَمْلُوكِينَ وَأَيْتَامًا؟ قَالَ: بَلَى، فَأَكْرِمُوهُمْ كَرَامَةَ أَوْلَادِكُمْ، وَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ، قَالَ: فَمَا يَنْفَعُنَا مِنَ الدُّنْيَا يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: فَرَسٌ صَالِحٌ تَرْتَبِطُهُ تُقَاتَلُ عَلَيْهِ فِى سَبِيلِ اللهِ، وَمَملوكُكَ يَكْفِيكَ، فَإِذَا صَلَّى فَهُوَ أَخُوكَ، فَإِذَا صَلَّى فَهُوَ أَخُوكَ".
. . . .
"عن عائشة قالت: كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا ذُكرَ يَوْمُ أُحُدٍ بَكَى، ثُمَّ قَالَ: ذَاكَ كَانَ كُلُّهُ يَوْمَ طَلْحَةَ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ قَالَ: كُنْتُ أَوَّلَ مَنَ قَامَ يَوْمَ أُحُدٍ فَرَأَيْتُ رَجُلًا يُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ الله ﷺ دُونَهُ - وَأرَاهُ قَالَ: يَحْمِيهِ - فَقُلْتُ: كُنْ طَلْحَةَ حَيْثُ فَاتَنِى (ما فاتنى) (*) فَقُلْتُ: يَكُونُ رَجُلًا مِنْ قَوْمِى أَحَبُّ إِلَىَّ، وَبَيْنِى وَبَيْنَ الْمَشْرِقِ رَجُلٌ لَا أَعْرِفُهُ، وَأَنَا أَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ مِنْهُ، وَهَوَ يَخْطَفُ الْمَشْى خَطْفًا لاَ أَعْرِفُهُ، فَإِذَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَقَدْ كُسِرَتْ رُبَاعِيَتُهُ، وَشُجَّ فِى وَجْنَتَيهِ، وَقَدْ دَخَلَ فِى وَجْهِهِ حَلَقَتَانِ مِنْ حِلَقِ الْمِغْفَرِ، قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : "عَلَيْكُمَا صَاحِبَكُمَا - يُرِيدُ طَلْحَةَ - (وقد) (*). نَزَفَ، فَلَمْ يُلْتَفَتْ إِلَى قَوْلِهِ، وَذَهَبْتُ لأَنْزعَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّى لَمَا تَرَكْتَنِى، فَتَرَكْتُهُ أَنْ يَتَنَاوَلَهُمَا بِيَدِهِ فَيُؤْذِىَ النَّبِى ﷺ فَأَزَمَّ عَلَيْهِمَا بفِيهِ فَاسْتَخْرَجَ إِحْدَى الْحَلَقَتَيْنِ وَذَهَبَتْ ثَنِيَّتُهُ مَعَ الْحَلَقَةِ، وَذَهَبْتُ لأَصْنَعَ مَا صَنَعْتُ فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بحَقِّى لَمَا تَرَكْتَنِى، فَفَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِى الْمَرَّةِ الأُولَى فَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ الأُخْرَى مَعَ الْحَلَقَةِ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ هَتْمًا، فَأَصْلَحَا مِنْ شَأنِ النَّبِى ﷺ ، ثُمَّ أَتَيْنَا طَلْحَةَ فِى بَعْضِ تِلْكَ الْحِصَارِ فَإِذَا بِهِ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ أَقَلُّ أَوْ أَكْثَرُ مِنْ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ وَضَرْبَةٍ، وَإِذَا قَدْ قُطِعَتْ أُصْبُعُهُ، فَأَصْلَحْنَا مِنْ شَأنِهِ".
. . . .
"عن أَبى بكر قال: قال لى رسول الله ﷺ : اخْرُجْ فَنَادِ فِى النَّاسِ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّى رَسُولُ الله وَجَبَتْ لهُ الْجَنَّةُ، فَخَرَجْتُ فَلَقِيَنِى عُمَرُ فَسَأَلَنِى فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَاَل عُمَرُ: ارْجعْ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ قُلْ لَهُ: دَعِ النَّاسَ يَعْمَلُونَ؛ فَإِنِّى أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَيْهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ فَقَالَ: مَا رَدَّكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ عُمَرَ، فَقَالَ: صَدَقَ عُمَرُ، فَأَمْسَكْتُ".
"عن أَبى بكر قال: رأيت النبى ﷺ نَهَشَ مِنْ كَتفٍ ثُمَّ صَلَّى ولَمْ يَتَوَضَّأ".
"عن أَبى بكر: نَهَى رَسُول الله ﷺ عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ".
"عن محمد بن حاطب قال: أُتِىَ رَسُولُ الله ﷺ بِلِصٍّ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ سَرَقَ، قَالَ: اقْطَعُوهُ، ثُمَّ جِئَ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى أَبِى بَكْرٍ وَقَدْ قُطِعَتْ قَوَائِمُهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَجِدُ لَكَ شَيئًا إِلَّا مَا قَضَى فِيكَ رَسُولُ الله ﷺ يَوْمَ أَمَرَ بِقَتْلِكَ؛ فَإِنَّهُ كَانَ أَعْلَمَ بِكَ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ".
"عن أَبى بكر قال: كنت مع النبى ﷺ فِى الْغَارِ، فَقَال: اللَّهُمَّ طَعْنًا وَطَاعُونًا، قُلْتُ: إِنِّى أَعْلَمُ أَنَّكَ سَأَلْتَ مَنَايَا أُمَّتِكَ فَهَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُونُ؟ قَال: ذَرَبٌ كَالدُّمَّلِ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ فَسَتَرَاهُ".
"عن أَنس قالْ لَمَا قُبِضَ رسول اللهِ ﷺ قال أبو بكر لعمر: انْطَلِقْ بِنَا نَزُورُ أُمَّ أَيْمَنَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَزُورُهَا، فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهَا فَجَعَلَتْ تَبْكِى، فَقَالَا لهَا: يَا أُمَّ أَيْمَنَ! إِنَّ مَا عِنْدَ اللهِ خَيرٌ لِرَسُولِ الله [فَقَالت: مَا أبكِى أن لا أَكُونَ أَعْلَم أنَّ مَا عِندَ اللهِ خير لرسوله] (*) وَلَكِنْ أَبْكِى عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ انْقَطَعَ عَنَّا، فهيجتهمَا عَلَى الْبُكَاءِ، فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ مَعَهَا".
"عن أَبى بكر قال: كَانَ النَّبِىُّ ﷺ إِذَا أَرَادَ أَمْرًا قَالَ: اللَّهُمَّ خِرْ لِى وَاخْتَرْ لِى".
"عن أَبى بكر قال: سُئِلَ رَسُولُ الله ﷺ أَىُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الَعَجُّ وَالثَّجُّ".
"عن القاسم بن محمد، عن أبيه، عن أَبى بكر: أَنَّهُ خَرَجَ حَاجّا مَعَ رَسُولِ الله ﷺ وَمَعَهُ أَسْمَاءُ بِنتُ عُمَيْسٍ فَوَلَدَتْ بِالشَّجَرَةِ مُحمَّدَ بنَ أَبِى بَكْرٍ، فَأَتَى أَبُو بَكْرٍ النَّبِىَّ ﷺ فَأَخْبَرهُ أَنْ تَغْتَسِلَ ثُمَّ تُهِلَّ بِالْحَجِّ، وَتَصْنَعَ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ إِلا أَنَّهَا لَا تَطُوفُ بِالْبَيْتِ".
"عن أَبى هريرة قال: حدثنى أبو بكر أن رسول الله ﷺ قال له ولعمر: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْواقِفِىِّ، فَانْطَلَقْنَا فِى الْقَمَرِ حَتَّى أَتَيْنَا الْحَائِطَ، فَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ ثُمَّ جَالَ فِى الْغَنَمِ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : "إيَّاكَ وَالْحَلُوبَ أَوْ قَالَ: ذَاتَ الدَّرِّ".
"عن طارق بن شهاب عن أَبى بكر قال: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَاللهِ لاَ أُكَلِّمُكَ إِلا كَأَخِى السِّرَارِ".
"عن عائشة قالت: قَالَ لِىَ أَبِى: أَلَا أُعَلِّمُكِ دُعَاءً عَلَّمَنِيه رَسُولُ الله ﷺ ؟ وَقَالَ: كَانَ عِيسَى يُعَلِّمُهُ الْحوارَييِّنَ، لَوْ كَانَ عَلَيْكِ مِثْلُ أُحُدٍ دَيْنًا لَقَضَاهُ اللهُ عَنْكِ، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: قُولِى: اللَّهُمَّ فَارِجَ الْهَمِّ، وَكَاشِفَ الْكَرْبِ، مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، رَحْمَانَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، أَنْتَ رَحْمَانِى فَارْحَمْنِى رَحْمَةً تُغْنِينِى بِهَا عَمَّنْ سِوَاكَ".
"عن أَبى بكر قال: بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ الله ﷺ إِذْ رَأَيْتُهُ يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ شَيْئًا وَلاَ أَرَى شَيْئًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: مَا الَّذِى أَرَاكَ تَدْفَعُ عَنْ نَفْسِكَ وَلاَ أَرَى شَيْئًا؟ قال: الدُّنْيَا تَطَوَّلَتْ لِى فَقُلْتُ: إِلَيْكِ عَنِّى، قَالَتْ: أَمَا إِنَّكَ لَسْتَ بِمُدْرِكِى".
"عن عبد الله بن عمرو قال: كَتَبَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ إِلَى عَمْرو بْنِ العَاصِ أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ شَاوَرَ فِى أَمْرِ الْحَرْبِ فَعَلَيْكَ بِه، قَالَ: وَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ عَرَفْتَ وَصِيَّةَ رَسُولِ الله ﷺ بِالأَنْصَارِ بَعْدَ مَوْتِهِ، اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مسِيئهِمْ".
"عن أَبى بكر قال: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ الله ﷺ خَيْبَرَ وَقَعَ النَّاسُ فِى الثُّومِ، فَجَعَلُوا يَأكُلُونَهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : (مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا) ".
"عن جابر بن عبد الله، عن أَبى بكر الصديق قال: سُئِلَ رَسُولُ الله ﷺ عَنْ مَاءِ الْبَحْرِ، فَقَالَ: هُو الطَّهورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ".
"عن أَبى بكر قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله لَقَدْ أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ، قَالَ: شَيِّبَتْنِى سُورَةُ هُودٍ، وَالْوَاقِعَةِ، وَالْمُرْسَلَاتِ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ".
"عن أَبى بكر قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله عَجَّلَ إِليْكَ الشَّيْبُ، قَالَ: شَيِّبَتْنِى هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا: الْحَاقَّةُ، وَالْوَاقِعَةُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ".
"عن أَبى بكر قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله مَا شَيَّبَ رَأسَكَ؟ قَالَ: هُودٌ وَأَخوَاتُهَا، شَيِّبَتْنِى قَبْلَ الْمَشِيبِ، قُلْتُ: وَمَا أَخَوَاتُهَا؟ قَالَ: إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، شَيِّبَتْنِى قَبْلَ الْمَشِيبِ".
"عن أَبى بكر أنه كان يصلى هكذا: يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوع، وَقَالَ: صَلَّيْتُ خَلفَ رَسُولِ الله ﷺ فَكَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ".
"عن أَبى بكر أن أعرابيا جاء إلى النبى ﷺ فقال: يا رسول الله: بلغنى أنك تقول: الْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائرُ، فَقَال: نَعَمْ، ثُمَّ زادَهُ فَقَالَ: الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ، وَالْمَشْىُ إِلَى الْجُمُعَةِ كُلُّ قَدَمٍ مِنْهَا كَعَمَلِ عِشْرِينَ سَنَةً، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاَةٍ الْجُمُعَةِ أُجِرَ بِعَمَلِ مِائَتَىْ سَنَةٍ".
"عن أَبى بكر قال: سَأَلْتُ رَسُولَ الله ﷺ عَنِ الإِزَارِ، فَأَخذَ بِعَضَلَةِ السَّاقِ، فَقُلْتُ: زِدْنِى، فَأَخَذَ بِقَدمِ الْعَضَلَةِ فَقُلْتُ: زِدْنِى، فَقَالَ: لَا خَيْرَ فِيمَا هُوَ أَسْفَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَقُلتُ: هَلَكْنَا يَا رَسُولَ الله، قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ سَدِّدْ وَقَارِبْ تَنْجُ".
"عن زيد بن أرقم أن أبا بكر الصديق استسقى فَأُتِىَ بإناء فيه ماء وعسل، فلما وضع يده بكى وانتحب، فما زال يبكى حتى بكى من حوله، فسألوه: ما الذى هيجك على البكاء؟ قال: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ الله ﷺ وَجَعَلَ يَدْفَعُ عَنْهُ شَيْئًا (*): إِلَيْك عَنِّى، إِلَيْك عَنِّى، وَلَمْ أَرَ مَعَهُ أَحَدًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: أَرَاكَ تَدْفَعُ شَيْئًا وَلاَ أَرَى مَعَكَ أَحَدًا؟ فَقَالَ: هَذِهِ الدُّنْيَا تَمَثَّلَتْ لِى بِمَا فِيهَا، فَقُلْتُ لَهَا: إِلَيْكِ عَنِّى، فَتَنحَّتْ ثُمَّ رَجَعَتْ، فَقَالَتْ: أَمَا وَالله إِنْ فَلَتَّ مِنِّى فَلَنْ يَفْلِتَ مِنِّى من بَعْدَكَ، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ لَحِقَتْنِى، فَذَاكَ أَبْكَانِى".
"عن أَبى بكر أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ أَهْدَى جَمَلًا لأَبِى جَهْلٍ".
"عن أَبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أَنَّ أَبَا بَكْرِ الصِّدِّيقَ وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَهُمَا رَاكِعَانِ فَرَكَعَا دُونَ الصَّفِّ، ثُمَّ مَشَيَا دَخَلَا الْمَسْجِدَ والإمَامُ راكِعٌ حَتَّى لَحِقَا بِالصَّفِّ".
"عن زيد بن ثابت قال: أرسل إلىَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة، وإذا عنده عمر بن الخطاب، فقال: إِنَّ هَذَا أَتَانِى فَأَخْبَرَنِى أَنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحرَّ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ فِى
"عن عُمَر قَالَ: لَقَدِ اجْتَمَعَ رَأىُ الْمُهَاجِرِينَ وَأنَا فِيهِمْ حِينَ ارْتَّدَّتِ الْعَرَبُ فَقُلْنَا: يَا خَلِيفَةَ رسُولِ الله: اتْرُكِ النَّاسَ يُصَلُّونَ وَلَا يُؤَدُّونَ الزَّكَاةَ، فَإِنَّهُمْ لَوْ قَدْ دَخَلَ الإيمَانُ فِى قُلُوبِهِمْ لأَقْرُّوا بِهَا، فَقَالَ أبُو بَكْرٍ: وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لأَنْ أَقَعَ مِنَ الْسَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أنْ أَتْرُكَ شَيْئًا قَاتَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ الله ﷺ لَا أُقَاتِلُ عَلَيْه، فَقَاتَلَ الْعَرَبَ حَتَّى رَجَعُوا إِلَى الإِسْلَامِ، قَالَ عُمَرُ: وَالَّذِى نَفْسى بِيَدِهِ لَذَلِكَ الْيَوْمُ خَيْرٌ مِنْ آلِ عُمَرَ".
"عن أم هانئ أن فاطمة قالت: يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ يَرِثُكَ إِذَا مِتَّ؟ قَالَ: يَرِثُنِى وَلَدِى وَأَهْلِى، قَالَتْ: فَمَا شَأنُكَ وَرِثْتَ رَسُولَ الله ﷺ دُونَنَا؟ قَالَ: يَا بِنْتَ رَسُولِ الله: مَا وَرِثْتُهُ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً، وَلَا شَاةً، وَلَا بَعِيرًا، وَلَا دَارًا، وَلَا عَقَارًا، وَلَا غُلَامًا، وَلَا مَالًا، قَالَتْ: فَسَهْمُ الله الَّذى جَعَلَهُ لَنَا وَصَافِيَتُنَا الَّتِى بِيَدِكَ، فَقَالَ: إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِىَّ يُطْعِمُ أهْلَهُ مَا دَامَ حَيًا فَإِذَا مَاتَ رُفِعَ ذَلِكَ عَنْهُمْ، وَفِى لَفْظ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّمَا هِىَ طُعْمَةٌ أطعَمَنِيهَا الله، فَإِذَا مِتُّ كَانَ بَيْنَ الْمُسْلِمينَ".
"عَنْ أبِى سَعَيدِ الْخُدْرِىِّ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَلَسْتُ أَحَقَّ الناسِ بِهَا؟ أَلَسْتُ أوَّل مَنْ أَسْلَمَ؟ أَلَسْتُ صَاحِبَ كَذَا؟ أَلَسْتُ صَاحِبَ كَذَا؟ ".
"عَنْ أَبِى بَكْرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِىَّ ﷺ جَالسًا فَجَاءَهُ رَجُلٌ وَقَدْ تَوَضَّأَ وبَقِىَ عَلَى ظَهْر قَدَمَيْهِ مِثْلُ ظُفُرِ إبْهَامِهِ لَمْ يَمَسَّهُ الْمَاءُ، فَقَالَ لَه النَّبِىُّ ﷺ : ارْجِعْ فَأَتِمَّ وَضُوَءَكَ، فَفَعَلَ".
"عَنْ أَبِى بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ أَكَلَ لَحْمًا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأ".
"عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بكْرٍ وعمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًا يَقُولُونَ: قَنَتَ رَسُولُ الله ﷺ فِى آخِرِ الْوِترِ، وَكَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ".
"عَن الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جِئْتُ بِأَبِى قُحَافَةَ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ فَقَالَ: هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِى بَيْتِهِ حَتَّى آتِيَهُ؟ فَقُلْتُ: بَلْ هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَأتِيَكَ، قَالَ: إِنَّا لَنَحْفَظُهُ لأَيَادِى ابْنِهِ عِنْدَنَا".
"عَن ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ يَوْمًا وَهُوَ يَخْطُبُ: اسْتَحْيُوا مِنَ الله، فَوَالله مَا خَرَجْتُ لِحَاجَةٍ مُنْذُ بَايَعْتُ رَسُولَ الله ﷺ إِلَّا مُقَنِّعًا رَأسِى حَيَاءً مِنْ رَبِّى".
"عَنْ أَبِى بَكْرٍ قَالَ: كَانَتْ لِلنَّبِىِّ ﷺ خِرْقَةٌ إِذَا تَوَضَّأَ تَمَسَّحَ بِهَا".
"عَنْ أَبِى بَكْرِ الصِّدِّيقِ قَالَ: السَّلَامُ أَمَانُ الله فِى الأَرْضِ".
"عَنْ أَبِى بَكْرِ الصِّدِّيقِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله ﷺ : فِيمَ نَجَاةُ هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: فِى الْكَلِمَة الَّتِى رَاوَدْتُ عَلَيْهَا عَمِّى (*) فَأَبَاهَا: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، وَفِى لَفْظٍ: فَإِنِّى رَسُولُ الله".
"عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَبَّلَ النَّبِىَّ ﷺ بَعْدَ مَوْتِهِ".
"عَنْ أَبِى وَائلٍ (*) قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَقِىَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ الله فَقَالَ: مَا لِى أَرَاكَ وَاجِمًا؟ قَالَ: كَلمَةٌ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ الله ﷺ يَقُولُ: إِنَّهَا مُوجِبَةٌ؛ فَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا أَعْلَمُ مَا هِىَ: لَا إِلهَ إِلَّا الله".
"عَنْ أَبِى بَكْرٍ قَالَ: جَاءَ رَجلٌ مِنَ الْمشْرِكِينَ حَتَّى اسْتَقْبَلَ رَسُولَ الله ﷺ بِعَوْرَتِهِ - يَعْنِى وَهُمَا فِى الْغَارِ".
"عَنْ أَبِى بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا موَاجِهَ الْغَارِ فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله: إِنَّه (لَوْ نَظَرَ إِلَى قدَمَيْهِ) (*) لَرَآنا، قَالَ: كَلَّا، إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَسْتُرُةُ، فَلَمْ يَنْشبِ الرَّجُلُ أَنْ قَعَدَ يَبُولُ مُسْتَقْبِلَنَا، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ يَا أَبَا بَكْرٍ: لَوْ كَانَ يَرَاكَ مَا فَعَلَ هَذَا".
"عَنْ أَبِى بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ اشْدُدِ الإسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ) ".
"عَنْ عِيسَى بنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: كُنتُ جَالِسًا بفِنَاءِ الْكَعْبَةِ وَكَانَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قاعِدًا، فَمَرَّ بِهِ أمَيَّةُ بْنُ أبِى الصَّلْتِ فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ، قَالَ: هَلْ وَجَدتَ؟ قَالَ: لَا، فَقَالَ: كُلُّ دِينٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَا قَضَى الله فِى الْحَنِيفِيَّة بُورٌ، أَمَا إنَّ هَذَا النَّبِىَّ الَّذِى يُنْتَظَرُ مِنَّا أَوْ مِنْكُمْ، وَلَمْ أَكُنْ سَمِعتُ قَبْلَ ذَلِكَ بِنَبِىٍّ يُنْتَظَرُ وَلَا يُبْعَثُ، فَخَرَجْتُ أُرِيدُ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ وَكَانَ كَثِيرَ النَّظَر إِلَى السَّمَاءِ، كَثِيرَ هَمْهَمةِ الصَّدْرِ، فَاسْتَوْقَفْتُهُ ثُمَّ قَصَصْتُ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: نَعَمْ يَابْنَ أَخِى: إنَّا أهْلُ الْكُتُبِ وَالْعُلَمَاءُ؛ إلَّا أنَّ هَذَا النَّبِىَّ يُنْتَظَرُ مِنْ أَوْسَطِ الْعَرَبِ نَسَبًا، وَلِى عِلْمٌ بِالنَّسَبِ، وَقَوْمُكَ أَوْسَط الْعَرَبِ نَسَبًا، قُلْتُ: يَا عَمُّ! وَمَا يَقُولُ النُّبِىُّ؟ قالَ: يَقُولُ: مَا قِيلَ لَهُ إِلَّا أَنَّه" لَا يَظْلِمُ وَلَا يَظَّالَمُ، فَلَمَّا بُعِثَ رَسُولُ الله ﷺ آمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ".
"عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْد الله، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِى أَبُو بَكْرٍ قَالَ: فَاتَنِى الْعَشَاءُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَأَتَيْتُ أَهلِى فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكُمْ عَشَاءٌ؟ قَالُوا: لَا والله؛ مَا عِنْدَنَا عَشَاءٌ، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِى فَلَمْ يَأتِنِى النَّوْمُ مِنَ الْجُوعِ، فَقُلْتُ: لَوْ خَرَجْتُ إِلَى
الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ وَتَعَلَّلتُ حَتَّى أُصْبَحَ، فَخَرَجْتُ إِلى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ تَسَانَدْتُ إِلَى نَاحِيةِ الْمَسْجِدِ فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَة؟ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ: وَالله مَا أَخْرَجَنِى إِلَّا الَّذِى أَخْرَجَكَ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِى، فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسولُ الله ﷺ فَأَنْكَرَنَا، فَقَالَ: "مَنْ هَذَا"؟ فَبَادَرَنِى عُمَرُ فَقَالَ: هَذَا أَبو بَكْرٍ وَعُمرُ، فَقَالَ: مَا أخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَة؟ فَقَالَ عُمَرُ: خَرَجْتُ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأيْتُ سَوَادَ أَبِى بَكْرٍ فَقُلتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، فَقُلتُ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَة؟ فَذَكَرَ لِى الَّذِى كَانَ، فَقُلْتُ: أَنَا وَالله مَا أَخْرَجَنِى إِلا الَّذِى أَخْرَجَكَ، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ : "وَأنَا وَالله مَا أَخْرَجَنِى إِلَّا الَّذى أَخَرَجَكُمَا فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْوَاقِفِىِ (أبِى الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ) فَلَعَلَّنَا نَجِدُ عِندَهُ شَيْئًا يُطْعِمُنَا" فَخَرَجْنَا نَمْشِى فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْحَائِطِ فِى الْقَمَرِ فَقَرَعْنَا الْبَابَ، فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا رَسُولُ الله وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَفَتَحَتْ لَنَا فَدَخَلْنَا، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : "أَيْنَ زَوْجُكِ"؟ قَالَتْ: ذَهَبَ يَستَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ مِنْ حُشِّ بَنِى حَارِثَةَ، الآنَ يَأتِيكُمْ؛ فَجَاءَ يَحْمِلُ قِرْبَةً حَتَّى أَتَى بِهَا نَخْلَةً وَعَلَّقَهَا عَلَى كُرْنَافَةٍ، مِنْ كَرَانِيفهَا ثُمَّ أَقبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا، مَا زَارَ نَاسٌ أَحَدًا قَطُّ مِثلُ مَنْ زَارَنى، ثُمَّ قَطَعَ لَنَا عِذْقًا فَأَتَانَا بِهِ، فَجَعَلْنَا نُنَقِّى مِنْهُ فِى الْقَمَرِ وَنَأَكُلُ، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ فَجَالَ فِى الْغَنَمِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله ﷺ : "إيَّاكَ وَالْحَلُوبَ" أوْ قَالَ: "إِيَّاكَ وَذَوَاتِ الدَّرِّ؟ " فَأَخَذَ شَاةً فَذَبَحَهَا وَسَلَخَهَا وَقَالَ لامْرَأَتِهِ: قُومِى؛ فَطَبَخَتْ وَخَبَزَتْ وَجَعَلَتْ تَقْطَعُ فِى الْقِدْرِ مِنَ اللَّحْمِ وَتُوقِدُ تَحْتَهَا حَتَّى بَلَغَ اللَّحْمُ وَالْخُبْزُ، فَثَرَدَ وَغَرَفَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَرَقِ وَاللَّحْم، ثُمَّ أَتَانا بِهِ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْقِرْبَةِ وَقَدْ سَفَعَتْهَا الرِّيحُ فَبَرَدَ، فَصَبَّ فِى الإِنَاءِ، ثُمَّ نَاوَلَ رَسُولَ الله ﷺ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِى فَشَرِبْتُ، ثُمَّ نَاوَلَ عُمَرَ فَشَرِبَ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : "الْحَمْدُ لله خَرَجْنَا لَمْ يُخْرِجْنَا إِلَّا الْجُوعُ، ثُمَّ خَرَجْنَا وَقَدْ أَصَبْنَا هَذَا، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَذَا مِنَ النَّعِيمِ" ثُمَّ قَالَ لِلواقِفِى: "مَا لَك
خَادِمٌ لِيَسْقِيَكَ الْمَاءَ"؟ قَالَ: لَا وَالله يَا رَسُولَ الله، قالَ: "فَإِذَا أَتَانَا سَبْىٌ فَأتِنَا حَتَّى نَأمُرَ لَكَ بِخَادِمٍ" فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى أَتَاهُ سَبْىٌ، فَأَتَاهُ الْوَاقِفِىُّ، قَالَ: "مَا جَاءَ بِكَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ الله وَعْدُكَ الَّذِى وَعَدْتَنِى، قَالَ: "هَذَا سَبْىٌ فَقُمْ فَاخْتَرْ مِنْهُ" فَقَالَ: كُنْ أَنْتَ تَخْتَارُ لِى، قَالَ: "خُذِ الْغُلَامَ وَأَحْسِنْ إِلَيْهِ" فَأَخَذَهُ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا؟ فَقَصَّ عَلَيْهَا الْقِصَّةَ، قَالَتْ: فَأىُّ شَىْءٍ قُلْتَ لَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كُنْ أَنْتَ الَّذِى تَخْتَارُ لِى، قَالَتْ: قَدْ أَحْسَنْتَ، قَالَ لَكَ: أَحْسِنْ إِلَيْهِ فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ، قَالَ: مَا الإِحْسَانُ إِلَيْهِ؟ قَالَتْ: أنْ تُعْتِقَهُ، قَالَ: هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ الله".