31.01. Actions > Abū Bakr al-Ṣiddīq (1/8)
٣١.٠١۔ الأفعال > مسند أبى بكر الصديق ص ١
"عنْ عائشة قالت: مَات أَبُو بَكْرٍ فَمَا تَرَكَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَكَانَ قَدْ أَخَذَ قَبْلَ ذَلِكَ مَالَهُ فَأَلْقَاهُ فِى بَيْتِ الْمَالِ".
"عنْ محمد بن سيرين قال: (لَمْ أَعْلَمْ أحَدًا اسْتَقَاءَ مِنْ طَعَامٍ أَكَلَهُ غَيْرَ أَبِى بَكْرٍ: فَإِنَّهُ أُتِىَ بِطَعَامٍ فَأَكَلَهُ، ثُمَّ قِيلَ لَهُ: جَاءَ بِهِ ابْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: فَأَطْعَمْتُمُونِى كَهَانَةَ ابْنِ النُّعْمَانِ؟ ثُمَّ اسْتَقَاءَ".
"عنِ الأشياخ أن الْمُهَاجِرَ بْنَ أبِى أُمَيَّةَ وَكَان أمِيرًا عَلَى الْيَمَامَةِ رُفِعَ إِلَيْهِ امرأتان مغنِّيتان، غَنَّتْ إحداهُمَا بِشَتْمِ النَّبِىِّ ﷺ فَقَطَعَ يَدَهَا وَنَزعَ ثَنَايَاهَا، وغَنَّتِ الأخْرى بِهِجَاءِ الْمُسْلِمينَ، فَقَطَعَ يَدَهَا، ونَزع ثنِيَّتهَا، فَكَتبَ إِلَيْهِ أَبو بَكْر: بَلَغَنِى الَّذِى
فَعَلْتَ فِى الْمَرْأَةِ الَّتِى تَغَنَّتْ بشَتْمِ النَّبِىَّ ﷺ فَلَوْلَا مَا سَبَقْتَنِى فِيهَا لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا؛ لأَنَّ حَدَّ الأَنْبِيَاءِ لَيْسَ يُشْبِهُ الْحُدُودَ، فَمَنْ تَعَاطَى ذَلكَ مِنْ مُسْلِمٍ فَهُوَ مُرْتَدٌّ، أوْ مُعَاهَدٌ فَهُوَ مُحَارِبٌ غَادِرٌ، وَأَمَّا الَّتِى تَغَنَّتْ بِهِجَاءِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ كَانَتْ مِمَّنْ يَدَّعِى الإِسْلَامَ فَأَدِّبْ دونَ الْمُثْلَةِ، وَإِنْ كَانَتْ ذِمِّيَّةً فَلعَمْرِى لَمَا صَفَحْتَ عَنْهُ مِنْ الشِّرْكِ أَعْظَمُ، وَلَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ إِلَيْكَ فِى مِثْلِ هَذَا لَبَلَغْتُ مَكْرُوهًا وَإِيَّاكَ والْمُثْلَةَ فِى النَّاسِ فَإِنَّهَا مَأثَمٌ وَمنَفِّرَةٌ إِلَّا فِى قِصَاصٍ".
"عنْ سالم بن عبيد قال: كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَقُولُ لِى: قُمْ بَيْنِى وَبَيْنَ الْفَجْرِ حَتَّى أَتَسَحَّرَ".
"عَنْ عائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا اشْتَدَّ مَرضُ أَبِى بَكْرٍ بَكَيْتُ، وَأُغْمِىَ عَلَيْهِ فَقُلْتُ:
مَنْ لَا يَزَالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعًا ... فَإِنَّهُ فِى مَرَّة مَدْفُوقٌ
فَأَفَاقَ فَقَالَ: لَيْسَ كَمَا قُلْتِ يَا بُنَيَّةُ: وَلَكِنْ جَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ، ثُمَّ قَالَ: أَىُّ يَوْمٍ تُوُفِّىَ فِيه رسُولُ الله ﷺ ؟ فَقُلْتُ: يَوْمَ الاثْنَيْنِ، قَالَ: فَأَىُّ يَومٍ هَذَا؟ فَقُلْتُ: يَوْمُ الاثْنَينِ، قَالَ: فَإِنِّى أَرجُو مِنَ الله مَا بيْنِى وبَيْنَ هَذَا اللَّيْلِ، فَمَاتَ لَيْلةَ الثُّلَاثَاءِ، وَقَالَ: فِى كَمْ كُفِّنَ رسولُ الله ﷺ ؟ فَقُلْتُ: كَفَّنَّاهُ فِى ثَلَاثَةِ أَثْوابٍ سُحُولِيَّةٍ بِيضٍ جُدُد لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ ولَا عِمَامَةٌ، فَقَالَ لِى: اغْسِلُوا ثَوْبِى هَذَا، وَبِهِ رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَانَ، واجْعلَوا مَعَهُ ثَوْبَينْ جَدِيدَيْنِ، فَقُلْتُ: إِنَّه خَلَق، فَقَالَ: الحَىُّ أَحَوُج إِلَى الْجَديدِ مِنَ الْميِّتِ، إِنَّمَا هوَ لِلْمُهْلَةِ".
"عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ انَّ أَبَا بَكْرٍ شَرِبَ لَبَنًا مِنَ الصَّدَقَةِ وَلَمْ يَعْلَمْ، ثُمَّ أُخْبِرَ بِهِ فَتَقَيَّأَ".
"عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ قَالَ: كَانَ لأَبِى بَكْرٍ مَمْلُوكٌ يُغِلُّ عَلَيْهِ فَأَتَاهُ لَيْلَةً بِطَعَامٍ، فَتَنَاوَلَ مِنْهُ لُقْمَةً، فَقَالَ لَهُ الْمَمْلُوكُ: مَا لَكَ كُنْتَ تَسْأَلُنِى كُلَّ لَيْلَةٍ وَلَمْ تَسْأَلْنِى اللَّيلَةَ؟ قَالَ: حَمَلَنِى عَلَى ذَلكَ الجُوعُ، مِنْ أَيْنَ جَئْتَ بِهَذَا؟ قَالَ: مَرَرْتُ بِقَومٍ فِى الْجَاهِليَّةِ فَرَقَيْتُ لَهُمْ فَوَعَدُونِى، فَلَمَّا أَنْ كَانَ الْيَوْمُ مَرَرْتُ بِهِمْ فَإذَا عُرْسٌ لَهُمْ فَأَعْطوْنِى، قَالَ: أُفٍّ لَكَ كِدْتَ أَنْ تُهْلِكَنِى، فَأَدْخَلَ يَدَهُ في حَلْقِهِ فَجعَلَ يَتَقيَّأُ وَجَعَلَتْ لا تَخْرُجُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ هَذَا لَا يَخْرُجُ إِلَّا بالْمَاءِ، فَدَعَا بِعُسٍّ مِنْ مَاء فجَعَلَ يَشْرَبُ وَيَتَقَيَّأُ حتَّى رَمَى بِهَا، فَقِيلَ لَهُ: يَرْحَمُكَ الله، كُلُّ هَذَا مِنْ أجْلِ هَذِه اللُّقْمَةِ؟ فَقَالَ: لَوْ لَمْ تَخْرُجْ إِلَّا مَعَ نَفْسِى لأَخْرَجْتُهَا؛ سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: (كُلُّ جَسَدٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ) فَخَشِيتُ أَنْ يَنْبُتَ شَئٌ مِنْ جَسَدِى مِنْ هَذِهِ اللُّقْمَةِ".
"عن عائشة قالت: لَمَّا حَضَرَ (*) أَبَا بَكْرٍ الْوَفَاةُ اسْتَخْلَفَ عُمَرَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَلِىٌّ وَطَلْحَةُ فَقَالَا: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ؟ قَالَ: عُمَرُ، قَالَا: فَمَاذَا أَنْتَ قَائِلٌ لِرَبَّكَ؟ قَالَ: أَبِالله تُفْرِقَانِى؟ لأَنَا أَعْلَمُ بِالله وَبِعُمَرَ مِنْكُمَا، أَقُولُ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أهْلِكَ".
"عن قيس بن أبى حازم قال: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ مُجَانِبٌ لِلإيمَانِ".
"عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِى عُبَيْدٍ أَنَ أَبَا بَكْر الصِّديقَ أُتِىَ بِرَجُلٍ قَدْ وَقَعَ عَلَى جَارِيَةٍ بِكْرٍ فَأَحْبَلَهَا، ثُمَّ اعْتَرفَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ زَنَى وَلَمْ يَكُنْ أَحْصَنَ، فَأَمَرَ به أبو بَكْرٍ فجُلِدَ الْحَدَّ ثُم نُفِى إِلَى فَدَكَ".
"عَنْ مَسْروقٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكرٍ الصِّديقُ: كُفْرٌ: تَبَرُّؤٌ مِنْ نَسَبٍ وَإِنْ دَقَّ، وَكُفْرٌ بِالله ادِّعَاءُ نَسَبٍ لَا يُعْلَمُ".
"عَنْ أبِى بَكْرٍ الصِّديقِ قَالَ: ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ، وَجِلْدُهُ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا".
"عَنْ عبْد الرحمن بن الأصبهانى قال: جاء الحسن بن علىٍّ إلى أبى بَكْرٍ وهو على منبر رسول الله ﷺ فقال: انْزِلْ عَنْ مَجْلِسِ أَبِى، قَالَ: صَدَقْتَ إِنَّهُ مَجْلِسُ أَبِيكَ، وَأَجْلَسَهُ فِى حِجْرِهِ وَبَكى، فَقَالَ علىٌّ: وَالله مَا هَذَا عَنْ أَمْرِى، فَقالَ: صَدَقْتَ، والله مَا اتَّهمْتُكَ".
"عن إسماعيل بن سميع قال: قال رجل لأبى وائل: إِنَّ أَبَا بُرْدَةَ يَزْعُمُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَعَلَ الْجَدَّ أَبًا، فَقَالَ: كَذَبْتَ، لَوْ جَعَلَهُ أبًا لَمَا خَالَفَهُ عُمَرُ".
"عن الليث بن سعدٍ عن أبى الأزهرِ أن أبا بكر الصديقَ قال: لأَنْ أُعْرِبَ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أنْ أَحْفَظَ آيَةً".
"عن عَلِى بن رَبَاحٍ قال: بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - ؓ - بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ الله ﷺ حَاطِبًا إِلَى الْمُقَوْقِسِ بِمِصْرَ، فَمَرَّ عَلَى نَاحيَة قُرَى الشَّرْقِيَّةِ فَهَادَنَهُمْ وَأَعْطَوْهُ، فَلَمْ يَزَالُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى دَخَلَهَا عَمْرو بْن الْعَاصِ فَقَاتَلُوهُ فانْتَقَضَ ذَلِكَ الْعَهْدُ".
"عن إبراهيم قال: صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ الله ﷺ فَكَبَّرَ عَليهَا أَرْبَعًا".
"عن داود بن أبى هند: أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ تُوُفِّىَ وَقَدْ مَلَكَ امْرَأَةً مِنْ كِنْدَةَ يُقَالُ لَهَا "قُتَيْلَةُ" فَارْتَدَّتْ مَعَ قَوْمِهَا وَتَزَوَّجَهَا بَعْدَ ذَلِكَ عِكْرِمَةُ بْنُ أبِى جَهْلٍ، فَوَجَدَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ ذَلِكَ وَجْدًا شَدِيدًا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله: إِنَّهَا وَالله مَا هِىَ مِنْ أَزْوَاجِهِ، مَا خَيَّرَهَا وَلَا حَجَبَهَا، وَلَقَدْ بَرأَّهَا الله مِنْهُ بِالارْتِدادِ الَّذِى ارْتَدَّتْ مَعَ قَوْمِهَا".
"عن هشام بن عروة قال: لَمَّا اسْتَحرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فَرِقَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى
الْقُرْآنِ أَنْ يَضِيعَ، (فَقَالَ لِعُمَرَ) (*) بْنِ الْخَطَّابِ وَلِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، اقْعُدَا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَمَنْ جَاءَكُمَا بِشَاهِدَيْنِ عَلَى آيَةٍ مِنْ كَتَابِ الله فَاكْتُبَاهُ".
"عن شهاب عن سالم بن عبد الله وخارجة: أَنَّ أبَا بَكْرٍ كَانَ جَمَعَ الْقُرْآنَ فِى قَرَاطِيسَ، وَكَانَ قَدْ سَأَلَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ النَّظَرَ فِى ذَلِكَ فَأبِى حَتَّى اسْتَعَانَ عَلَيْهِ بِعُمَرَ فَفَعَلَ، فَكَانَت الْكُتُبُ عِنْدَ أَبِى بَكرٍ حَتَّى تُوُفِّىَ، ثُمَّ عنْدَ عُمَرَ حَتَّى تُوُفِّى، ثُمَّ كَانَتْ عِنْدَ حَفْصَةَ زَوْج النَّبِىِّ ﷺ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا عُثْمَانُ فَأَبَتْ أَنْ تَدْفَعَهَا حَتَّى عَاهَدَهَا لَيَرُدُّهَا إِلَيْهَا، فَبَعَثَتْ بِهَا إِلَيْهِ فَنَسَخَهَا عُثْمَانُ هَذِهِ الْمَصَاحِفَ ثُمَّ رَدَّهَا إِلَيْهَا، فَلَمْ تَزَلْ عِنْدَهَا، قَالَ الزُّهْرِىُّ: أَخبَرَنِى سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الله أَنَّ مَرْوَانَ كَانَ يُرْسِلُ إِلَى حَفْصَةَ يَسْأَلُهَا الصُّحُفَ الَّتِى كُتِبَ فِيهَا الْقُرْآنُ فَتَأبَى حَفْصَةُ أَنْ تُعْطِيَهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ حَفْصَةُ وَرَجَعْنَا مِنْ دَفْنِهَا، أَرْسَلَ مَرْوَانُ بِالْعَزِيمَةِ إِلَى عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ لِيُرْسِلَ إِلَيْهِ بِتِلْكَ الصُّحُفِ فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ، فَأَمَرَ بِهَا مَرْوَانُ فَشُقِّقَتْ، وَقَالَ مَرْوَانُ: إِنَّمَا فَعَلْتُ هَذَا لأَنَّ مَا فِيهَا قَدْ كُتِبَ وَحُفِظَ بِالصُّحُفِ فَخَشِيْتُ إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أنْ يَرْتَابَ فِى شَأنِ هَذِهِ الصُّحُفِ مُرْتَابٌ، أَوْ يَقُولَ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيهَا شَىْءٌ لَمْ يُكْتَبْ".
"عن محمد بن إبراهيم قال: كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُنْفِقُ عَلَى مَارِيَةَ حَتَّى تُوُفِّىَ، ثُمَّ كَانَ عُمَرُ يُنْفِقُ عَلَيْهَا حَتَّى تُوُفِّيَتْ فِى خِلَافَتِهِ".
"عن أُنَيْسَةَ قَالتْ: كُنَّ جَوَارِى الْحَىِّ يَأتِينَ بِغَنَمِهِنَّ إِلَى أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَيَقُولُ: أَيْنَ؟ أَتُحِبُّونَ أَنْ أَحْلِبَ لَكُنَّ حَلْبَ ابْنِ عَفْرَاءَ".
"عن زينب بنت المهاجر قالت: خَرَجْتُ حَاجَّةً وَمَعِى امْرَأَةٌ، فَضَرَبْتُ عَلَىَّ فُسْطَاطًا وَنَذَرْتُ أَنْ لاَ أَتَكَلَّمَ؛ فَجَاءَ رَجُلٌ فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْخَيْمَةِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ؛ فَرَدَّتْ عَلَيْهِ صَاحِبَتِى، فَقَالَ: مَا شَأنُ صَاحِبَتِكِ لَمْ تَرُدَّ عَلَىَّ، قَالَتْ: إِنَّهَا مُصْمِتَةٌ، إِنَّهَا نَذَرَتْ أَنْ لَا تَتَكَلَّمَ، فَقَالَ: تَكَلَّمِى؛ فَإِنَّمَا هَذَا مِنْ فِعْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ الله؟ قَالَ: امْرُؤٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، قُلْتُ: مِنْ أَيِّ الْمُهَاجِرِينَ؟ قَالَ: مِنْ قُرَيْشٍ، قُلْتُ: مِنْ أَىِّ قُرَيْشٍ؟ قَالَ: إِنَّكِ لَسَؤُولٌ، أَنَا أَبو بَكْرٍ قُلْتُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله: إِنَّا كُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِجَاهِلِيةِ لَا نَأمَنُ بَعْضَنَا بَعْضًا، وَقَدْ جَاءَ الله مِنَ الأَمْرِ بِمَا تَرَى، فَحَتَّى مَتَى
يَدُومُ لَنَا هَذَا؟ قَالَ: مَا صَلَحَتْ أَئِمَّتُكُمْ، قُلْتُ: وَمَنِ الأَئِمَّةُ؟ قَالَ: أَلَيْسَ فِى قَوْمِكِ أَشْرَافٌ يُطَاعُونَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: أُولَئِكَ".
"عن أبى الضُّحى قال: اسْتَنْشَدَ أَبُو بَكْرٍ مَعْدِى كَرِبَ قَالَ: إِنَّكَ أَوَّلُ مَنِ اسْتَنْشَدْتُهُ فِى الإِسْلَامِ".
"عن عروة: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَطبَ يَوْمًا فَجَاءَ الْحَسَنُ فَصَعِدَ إِلَيْهِ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: انْزِلْ عَنْ مِنْبَرِ أَبِى، فَقَالَ عَلِىٌّ: إِنَّ هَذَا لشَىْءٌ عَنْ غَيْرِ مَلَامِنَا".
"عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: أَمَرَ أَبُو بَكْرٍ بِقَتْلِ الْكِلَابِ، وَلعَبْدِ الله بْنِ جَعْفَرٍ كَلْبٌ تَحْتَ سَرِيرِ أَبِى بَكْرٍ فَقَالَ: يَا أَبَهْ: كَلْبِى، فَقَالَ: لَا تَقْتُلُوا كَلْبَ ابْنِى، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَأُخِذَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ قَدْ خَلَفَ عَلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيسٍ بَعْدَ جَعْفَرٍ".
"عن مجاهد عن عبد الله بن الزبير أَنَّهُ كَانَ يَقُومُ فِى الصَّلَاةِ كَأَنَّهُ عُودٌ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَفْعَلُ ذَلِكَ، قَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ الْخُشُوعُ فِى الصَّلَاةِ".
"عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: أَدْرَكْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَمَنْ بَعْدَهُمَا مِنَ الْخُلَفَاءِ يَضْرِبُونَ الْمَمْلُوكَ فِى الْقَذْفِ الأَرْبَعِينَ".
"عن سعيد بن المسيب عن أبى بكر الصديق قال: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ مَرْوَ مِنْ يَهُودِيَّتِهَا".
"عن عكرمة عن أبى بكر الصديق قال: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مِنْ أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ".
"عن أبى جعفر الأنصارى قال: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَرَأسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهَا جَمْرُ الْغَضَا".
"أخبرنا محمد بن عمر - هو الواقدى - حدثنى عمرو بن عمير بن هنى مولى عمر بن الخطاب، عن أبيه، عن جده: أَنَّ أبَا بَكْرٍ الصِّدَّيقَ لَمْ يَحْمِ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ إِلَّا الْبَقِيعَ وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ حَمَاهُ، فَكَانَ يَحْمِيِهِ لِلْخَيْلِ الَّتِى تُغْزَى عَلَيْهَا، وَكَانَت إِبِلُ الصَّدَقَةِ إِذَا أُخِذَتْ عِجَافًا أَرْسَلْتُ بِهَا إِلَى الرَّبَذَةِ وَمَا والَاهَا تَرْعَى هُنَاكَ، وَلَا يَحْمِى لها شَيْئًا، وَيَأمُرُ أَهْلَ الْمِيَاهِ لَا يَمْنَعُونَ مَنْ وَرَدَ عَلَيْهِمْ لِيَشْرَبَ مَعَهُمْ وَيَرْعَى عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَكَثُرَ الْبُعُوثُ إِلَى الشَّامِ وَإِلَى مِصْرَ وَإلَى الْعِرَاقِ حَمَى الرَّبَذَةَ وَاستَعْمَلَنِى عَلَى حِمَى الرَّبَذَةِ".
"عن أسلم قال: اشْتَرَانِى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَنَةَ اثْنَتَى عَشَرَةَ، وَفِى السَّنةِ الَّتِى قُدِمَ بِالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ فِيهَا أَسِيرًا فَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْه فِى الْحَدِيدِ يُكَلِّمُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، وَأَبُو بَكْرٍ يَقُولُ لَهُ: فَعَلْتَ وَفَعْلَتَ حَتَّى كَانَ آخِرُ ذَلِكَ، أَسْمَعُ الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ يقُولُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله اسْتَبْقِنِى لِحَرْبِكَ، وَزَوِّجْنِى بِأُخْتِكَ، فَفَعَل أَبُو بَكْرٍ، فَمَنَّ عَلَيْهِ وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ (أُمَّ) فروةَ".
"عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لَمَّا قُتِلَ أَهْلُ الْيَمَامةِ أَمَرَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - ؓ - عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَقَالَ: اجْلِسَا عَلَى بَاب الْمَسْجِدِ فَلَا يَأتِيكُمَا أَحَدٌ بِشَئٍ مِنَ الْقُرْآنِ تُنْكِرَانِهِ لِيَشْهَدْ عَلَيْهِ رَجُلَانِ إِلَّا أَثْبَتَّاهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قُتِلَ بِاليَمَامَةِ نَاسٌ مِنْ أصْحَابِ رَسُولِ الله ﷺ قَدْ جَمَعُوا الْقُرْآنَ".
"عن الحارث بن الفضيل قَال: لَمَّا عَقَدَ أَبُو بَكْرٍ ليزيد بْنِ أَبِى سُفْيَانَ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: يَا يَزِيدُ: إِنَّكَ شَابٌّ تُذكَرُ بِخَيْرٍ، قَدْ رَبَى مِنْكَ، وَذَلِك سَبْىٌ حَلُوبٌ بِهِ فِى نَفْسِكَ، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَبْلُوَكَ وَأَسْتَخْرِجَكَ مِنْ أَهْلِكَ فَأَنْظُرَ كيْفَ أَنْتَ، وَكَيْفَ وِلَايَتُكَ، وَأَخْبُرَكَ؟ فَإِنْ أَحْسَنْتَ زِدْتُكَ، وَإِنْ أَسَأتَ عَزَلْتُكَ، وَقَدْ ولَّيْتُكَ عَمَلَ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، ثُمَّ أَوْصَاهُ بِمَا
أَوْصَاهُ بِمَا يَعْمَلُ بِهِ فِى وَجْهِهِ، وَقَالَ لَهُ: وَأُوصِيكَ بِأَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ خَيْرًا فَقَدْ عَرَفْتَ مَكَانَهُ مِنَ الإِسْلَامِ، وَإِنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَاعْرِفْ لَهُ فَضْلَهُ وسَابِقَتَهُ، وَانْظُرْ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَقَدْ عَرَفْتَ مَشَاهِدَهُ مَعَ رَسُولِ الله ﷺ وَإِنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: يَأتِى أَمَامَ الْعُلَمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِرَتْوةٍ، فَلَا تَقْطَعْ أَمْرًا دُونَهُمَا فَإِنَّهُمَا لَنْ يَألُوَا بِكَ خَيْرًا، فَقَالَ يَزِيدُ: يَا خَلِيفَةَ رسُولِ الله: أَوْصيتَهُما بِى كَمَا أَوْصَيْتَنِى بِهِمَا؟ قالَ أَبُو بَكْرٍ: لَنْ أَدَعَ أَنْ أوصيهما بِكَ، فَقَالَ يَزِيدُ: يَرْحَمُكَ الله، وَجَزَاكَ عَنِ الإِسْلَامِ خَيْرًا".
"عن جعفرِ بنِ عبدِ الله بنِ أبِى الحَكَمِ قَالَ: لَمَّا بَعثَ أَبُو بَكْرٍ أُمَرَاءَهُ إِلَى الشَّامِ: يَزِيدَ بْنِ أبِى سُفْيانَ، وَعَمْرَو بْنَ العَاصِ، وَشُرْحَبِيْلَ بن حَسَنَةَ، وَيَزِيدَ بِنَ أَبِى سُفْيَانَ عَلَى النَّاسِ، قَالَ: إِنِ اجْتَمعتُمْ فِى كَيْدٍ فَيزيدُ عَلَى النَّاسِ، وَإِنْ تَفَرَّقْتُمْ، فَمنْ كانتْ الوقعةُ مِمَّا يَلِى مُعسكَرهُ فَهوَ عَلَى أَصْحابِهِ".
"عن أبى عونٍ وغيره أن خالدَ بن الوليد ادَّعَى أَنَّ مالِكَ بنْ نويْرَة ارتدَّ بِكَلَامٍ بَلَغهُ عَنْهُ، فَأنْكرَ مالِكٌ ذَلِكَ وقَالَ: أَنَا عَلَى الإِسْلَامِ ما غَيَّرْتُ ولَا بَدَّلْتُ، وشَهِدَ لَهُ أَبُو قَتَادَةَ وعبْدُ الله بنُ عُمَرَ، فَقَدَّمَهُ خَالدٌ وَأَمر ضرارَ بنَ الأزورِ الأَسَدِىَّ فَضَربَ عُنُقَهُ، وَقَبضَ خالدٌ امرأتَهُ أُمَّ مُتَمِّم فَتَزَوَّجهَا، فَبلَغ عُمَرَ بْنَ الْخَطابِ قَتْلُهُ مَالِكَ بْنَ نُوَيْرَة وَتَزَوُّجُهُ
امْرأَتَهُ فَقَالَ لأَبِى بَكْرٍ: إِنَّهُ قَدْ زَنى فارجُمْهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا كُنْتُ لأَرْجُمَهُ، تَأَوَّلَ فأَخْطأَ، قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ قَتَلَ مُسْلِمًا فَاقْتُلْهُ، قَالَ: مَا كُنْتُ لأَقْتُلَهُ تَأَوَّلَ فَأَخْطَأَ، قَال: فَاعْزِلْهُ، قَالَ: "ما كُنْتُ لأَشِيمَ سَيْفًا سَلَّهُ الله عَلَيْهِمْ أَبدًا".
"عن يزيد بن عبيد السَّعدى، أبي وجزَةَ قال: مر أبو بكر بالناس فِي مُعَسْكَرِهِمْ بِالجُوف يَنْسُبُ القَبائِلَ حَتَّى مَرَّ ببنى فَزَارة، فقَام إِليْهِ رجلٌ مِنْهُمْ فقَال: مَرْحبًا بِكُمْ، فقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسولِ الله نَحنُ أَحْلَاسُ الخَيْلِ وقَدْ قُدْنَا الخُيول مَعَنَا، فَقَالَ: بَاركَ
الله فِيكُمْ، قَالوا: فاجْعَلِ اللواءَ الأَكْبَر مَعَنَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا أُغيِّرُهُ عَنْ مَوْضِعِه، هو فِي بَنِى عَبْسٍ، فَقَالَ الْفَزَارى: أَيَقُومُ عَلَىَّ مَنْ أَنَا خيرٌ مِنْهُ؟ فَقَال أَبُو بَكْرٍ: اسْكُتْ يا لُكَعُ، هوَ خَيْرٌ مِنْكَ: أَقْوَمُ إِسْلامًا، ولَمْ يَرْجِعْ مِنْهُمْ رَجُلٌ رَجُلٌ، وَقَدْ رَجَعْتَ وقَوْمُكَ عَنِ الإِسْلَامِ، فَقَالَ العَبْسِىُّ - وهُوَ مَيْسَرَةُ بنُ مَسْرُوقٍ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ يَا خَلِيفَة رسولِ الله؟ فَقَالَ: اسْكُت فَقدْ كُفيتَ".
"عَنْ عَبد الرحْمَنِ بْنِ سَعِيد بن يَرْبُوع قال: قال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب لأَبَانَ بنِ سَعيدٍ حينَ قَدِمَ الْمَدِيْنَةَ: مَا كَانَ حَقُّكَ أَنْ تَقدمَ وَتَتْرُكَ عَمَلَكَ بِغَيْرِ إِذْنِ إِمَامِكَ، ثُمَّ عَلَى هَذِهِ الْحَالةِ، وَلَكِنَّكَ أَمِنْتَهُ، فَقَالَ أَبَانُ: أَمَا إِنِّى والله ما كُنْتُ أَعملُ لأَحدٍ بعْدَ رسولِ الله ﷺ ، ولَو كُنْتُ عامِلًا لأَحدٍ بَعْدَ رَسُولِ الله كُنْتُ عامِلًا لأَبِى بَكْرٍ فِى فَضْلِهِ وَسَابِقَتِهِ, وقَديمِ إِسْلَامِهِ، ولَكِن لَا أَعْمَلُ لأَحدٍ بَعْد رسُولِ الله، وشَاوَرَ أَبُو بَكْرٍ أَصْحَابَهُ فِي مَن يُبْعَثُ إِلى البَحْريْنِ؟ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ: ابعَثْ رَجُلًا قَدْ بَعَثَهُ رسُولُ الله ﷺ إِليْهِمْ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ بِإِسْلَامِهِمْ وَطَاعتِهمْ، وَقَدْ عَرفُوهُ وَعَرَفَهُمْ - وَعُرِفَ بِإِمَارَتِهِمْ - يَعْنِى الْعَلَاءَ بْنَ
الْحَضرمِى - فأَبَى ذَلَكَ عُمَرُ علَيْهِ، وقَالَ: أَكْرِهْ أَبَانَ بنَ سَعِيدِ بْنِ العَاصِ فَإِنَّهُ رَجُلٌ قَدْ حالَفَهُمْ، فَأَبِى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يُكْرِهَهُ، وَقَالَ: لَا أَفْعَلُ، لا أُلزِمُ رَجُلًا يَقُولُ: لَا أَعْمَلُ لأَحدٍ بَعْدَ رَسُولِ الله، وَأَجْمَعَ أَبُو بَكْرٍ بَعْثةَ الْعَلَاءِ بنِ الحَضْرمى إِلى البَحْرَيْنِ".
"عن الْمُطَّلِبِ بْنِ السَّائب بْنِ وداعَة قَالَ: كَتَبَ أَبُو بَكْرٍ الصِّديقُ إِلى عَمْرو بنِ العَاصِ أَنِّى كَتَبْتُ إِلى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يسيرُ إِليْكَ مَدَدًا لَكَ، فَإِذَا قَدِمَ عَلَيْكَ فَأَحْسِنْ مُصَاحَبَتَهُ، وَلاَ تَطَّاوَلْ عَلَيْهِ، ولا تَقَطَعِ الأُمورَ دُونَهُ لِتَقْدِيمى إِيَّاكَ عَلَيْهِ وَعَلَى غيْرِهِ، شَاوِرْهُمْ وَلَا تُخَالِفْهُمْ".
"عن عَبْدِ الله بْنِ أَبِى بَكْرِ بن محَمَّدٍ بْنِ عَمْرو بْن حَزْمٍ قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ أَبُو بَكْرٍ أنْ يَبْعَثَ الْجُيُوشَ إِلى الشَّامِ: كَانَ أَولَ من سَارَ مِنْ عُمَّالِهِ عَمْرو بَنُ العَاصِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْلُكَ عَلَى أَيْلَةَ عامدًا لفلسطين، وَكانَ جُندُ عَمْرٍو الذِينَ خَرَجوا مِنَ المَدِينَةِ ثَلَاثَةَ آلَاف، فِيهِمْ ناسٌ كَثيرٌ مِنْ الْمُهاجرينَ وَالأَنْصَارِ، وخَرَجَ أَبو بَكْرٍ الصِّديقُ يَمْشِى إِلى جَنْبِ راحِلَة عَمْرِو بنِ العاصِ وَهوَ يُوصِيهِ وَيَقُولُ: يَا عَمْرو: اتَّقِ الله في سِرِّ أَمْرِكَ وَعَلَانِيَتِهِ، واسْتَحْيِهِ، فإِنَّهُ يَراكَ وَيَرَى عَمَلَكَ، وَقَدْ رَأَيتَ تَقْدِيمِى إِيَّاكَ عَلَى مَنْ هُمْ أَقدَمُ سَابِقةً مِنْكَ، وَمنْ كَانَ أَعظَمَ غِنَاءً عَنِ الإِسلامِ وَأَهِلِهِ مِنْكَ، فكُنْ مِنْ عُمَّالِ الآخِرَةِ، وأَرِدْ بِمَا تَعْمَل وَجْهَ الله وكن والدًا لِمَنْ مَعَكَ، وَلا تَكْشِف النَّاسَ عَنْ أَسْتَارِهمْ، واكتفِ بِعَلَانِيَتِهِمْ، وَكُنْ مُجدًا فِي أَمْرِكَ، واصدُقِ اللقاءَ إِذا لاقَيْتَ وَلَا تَجْبُنْ، وتقدَّم فِي الغُلول وَعَاقبْ عَلَيْهِ، وَإِذَا وَعَظْتَ أَصْحَابَكَ فَأَوْجِزْ، وأَصْلِح نَفْسَكَ يَصْلُحْ لَكَ رَعِيَّتُكَ".
"عن (عبد) (*) الحميد بن جعفر عن أبيه أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِعَمرِو بْنِ
الْعَاصِ: إِنِّى قَدِ استَعمَلتُكَ عَلَى مَنْ مررتَ بِه مِنْ "بَلِىَّ" وَعُذْرةَ وَسَائِر قُضاعة، وَمَنْ سَقط هُنَاكَ مِنَ العَربِ فَانْدُبْهُمْ إِلَى الجِهَادِ في سَبيلِ الله ورغِّبهم فِيهِ، فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فاحمِلْهُ وَزوِّدْهُ ورافقْ بينَهُمْ، واجعَل كُلَّ قَبِيلَةٍ عَلَى حِدَتِهَا وَمَنْزِلَتِهَا".
"عن عَلىّ بنِ أَبِى طالِبٍ قَالَ: لمَا أَخَذْنا في جِهَازِ رسُولِ الله ﷺ أَغْلقْنا البابَ دونَ النَّاسِ جمِيعًا، فَنَادَتِ الأَنْصَارُ، نَحنُ أَخْوالُه ومَكَانُنَا مِنَ الإِسْلَامِ مكانُنُا، ونادتْ قُريشٌ: نَحنُ عُصْبَتُه، فَصَاح أَبو بَكْرٍ: يَا معشرَ الْمُسْلِمينَ: كُلُّ قَومٍ أَحقُّ بِخَبازتهِمْ مِنْ غيرهِم، فَننشدُكمُ الله فَإِنَّكُمْ إِنْ دخلتُمْ أَخَّرْتُموهُمْ عَنْهُ، والله لا يدخلُ عليهِ أَحدٌ إلَّا مَنْ دُعِىَ".
"عن عَلىِّ بنِ حسيْنٍ قَالَ: نادتِ الأَنْصَارُ: إِنَّ لَنَا حقًا، وَإِنَّمَا هُو ابنُ أُخْتِنَا وَمَكانُنَا مِنَ الإسْلَام مَكانُنَا، فاطْلُبوا إِلى أَبِى بَكْرٍ، فقَالَ: القومُ أَولَى بِهِ، فانْطَلِقُوا إِلَى عَلىٍّ وَعبَّاسٍ فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ إِلَّا مَنْ أَرَادُوا".
"عن مُوسى بْنِ مُحمدِ بنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِث التَّيْمِىِّ قَالَ: وجدتُ هَذَا فِي صحيفةٍ بِخطِّ أَبِى فِيهَا: لَمَّا كُفِّنَ رَسولُ الله ﷺ وَوُضِعَ عَلَى سرِيرِهِ دخلَ أَبُو بَكْرٍ وعُمر فقالَا: السَّلَامُ عَليْكَ أَيُّهَا النَّبِىُّ ورحمةُ الله وَبركَاتُه، وَمعَهُمَا نَفرٌ مِنَ الْمُهَاجِرينَ والأنْصارِ قَدْرَ ما يسعُ الْبَيْتُ، فَسَلَّمُوا كَمَا سلَّم أَبُو بَكْرٍ وَعمرُ وَهُمَا في الصَّفِّ الأَوَّلِ حِيَالَ رسولِ الله ﷺ اللهُمَّ إِنَّا نَشهدُ أَنْ قَدْ بَلَّغَ ما أَنْزَل الله، وَنَصَحَ لأُمَّتِه، وَجاهَد فِي سبيلِ الله حتَّى أَعَزَّ دِينَهُ، وتَمَّتْ كَلِماتُهُ، فآمَنَ بِهِ وحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، فَاجْعَلْنا يا إلَهَنَا مِمَّنْ يَتَّبِعُ القَوْلَ الذِى أُنْزِلَ مَعَهُ، وَاجْمَعْ بَيْنَنَا وَبَيْنَه حتَّى يعرِفَنَا وَنَعْرِفَهُ، فَإِنَّهُ كَانَ بِالْمُؤمِنِينَ رءوفًا رحِيمًا، لا نبتغِى بِالإِيمَانِ بَدلًا، ولَا نشْتَرى بهِ ثَمنًا أَبدًا، فَيقولُ النَّاس: آمِين آمِين، ثُمَّ يَخْرجُونَ ويَدْخُل آخَرونَ حتَّى صلَّوْا عَلَيْهِ: الرِّجَالُ، ثُمَّ النِّسَاءُ، ثُمَّ الصبيانُ، فكلَّما فَرَغُوا مِنَ الصَّلَاةِ تَكلَّمُوا في مَوْضِع قَبْرِهِ".
"عَنْ عروةَ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رسُولُ الله ﷺ جعَلَ أَصْحابُهُ يَتَشَاوَرُونَ أَيْنَ يَدْفِنُونَهُ؟ فقَالَ أَبو بَكْرٍ: ادفِنُوهُ حيثُ قَبَضَهُ الله، فَرُفِعَ الفراشُ ودُفِنَ تحتَهُ".
"عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بنِ عبد الرَّحْمَنِ وَيَحْيى بْنِ عبدِ الرَّحمَنِ بْنِ حاطِبٍ قَالَا: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَيْنَ نَدْفِنُ رسُولَ الله ﷺ ؟ فقَالَ قائِلٌ منْهُمْ: عِنْدَ الْمِنْبَرِ، وقَالَ قائِلُ منْهُمْ: حيثُ كَان يُصَلِّى يَؤُم النَّاسَ، فَقالَ أبو بَكْرٍ: بَلْ يُدْفَنُ حَيْثُ تَوَفَّى الله نَفْسَهُ، فَأَخَّرَ الفِراشَ، ثُمَّ حُفِرَ لَهُ تَحْتَهُ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ. لمَّا ماتَ النَّبِىُّ ﷺ قالُوا: أَيْنَ يُدْفَنُ؟ فقَالَ أَبو بَكْرٍ: في الْمَكَانِ الَّذِى ماتَ فِيهِ".
"عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ قالَ: لَمَّا فُرغَ مِنْ جِهَازِ رَسُولِ الله ﷺ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ في بَيْتِهِ، وَكانَ الْمُسْلِمونَ قدِ اخْتَلَفُوا في دَفْنِهِ، فقَالَ قَائِلٌ: ادْفِنُوهُ فِي مَسْجِدِهِ، وقَالَ قَائِلٌ: ادفِنُوهُ مَعَ أَصْحَابِهِ بالبقِيع، قَالَ أَبو بَكْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ
يَقُولُ: "مَا ماتَ نَبىٌّ إِلَّا دُفِنَ حيثُ يُقْبَضُ" فَرُفِعَ فِرَاش النَّبى ﷺ الَّذِى تُوُفِّى عَلَيْهِ، ثُمَّ حُفرَ لَهُ تَحْتَهُ".
"عَنْ عمَرَ بْنِ ذَرٍّ قالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ عُمَر بْنِ حفصٍ قالَ: قَالَ أَبو بَكْرٍ: سَمِعْتُ خَلِيلِى ﷺ يَقُولُ: (مَا ماتَ نَبِىٌّ قَطُّ في مَكانٍ إِلَّا دُفِن فِيهِ) ".