31.01. Actions > Abū Bakr al-Ṣiddīq (4/8)
٣١.٠١۔ الأفعال > مسند أبى بكر الصديق ص ٤
"عَنْ سهل بن سعد قال: قال أبو بكر الصديق لأبي عبيدة لما وجهه إلى الشام: إنى أحب أن تعلم كرامتك على ومنزلتك منى، والذى نفسِى بيده ما على الأرض رجل من المهاجرين ولا غيرهم أعدله بك، ولا هذا - يعنى عمر - وله من المنزلة عندي إلا دون مالك وابن عباس".
"عَنْ أَبِى الطفيل عامر بن وَاثلَة أَن أبا بكرٍ الصديقَ: سُئِل عن ماء البحر، فقال: هو الطَّهُورُ ماؤُه الْحِلُّ مِيْتَتُه".
"عَنْ أَبِى بكر الصديق قال: نزل النبىُّ ﷺ منزلًا، فبعثت إليه امرأةٌ مع ابن لها شاةً، فَحَلَبَ ثم قال: انطلق به إلى أُمِّك فشربتْ حتى رويتْ، ثم جاء بشاةٍ أخرى فَحَلَبَ ثم سقى أبا بكر، ثم جاءه بشاةٍ أخرى فحلب ثم شرِبَ".
"عَنْ جبيرِ بن نُفَيْرٍ قال: قام أبو بكر بالمدينةِ إلى جانبِ مِنْبَرِ رسول الله ﷺ فذكر رسول الله ﷺ وبَكى ثم قال: إن رسول الله ﷺ قامَ في مقامى هذا عامَ أَوَّل، فقال: أيها الناسُ: سَلُوا الله العافية - ثلاث مرات - فَإِنَّه لم يؤت أَحدٌ مِثْلَ العافيةِ بعد اليقين".
"عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عبد الرحمن بن أَبِى بَكْرٍ عَنْ أَبِيهَا عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ لَمَّا غَربَتِ الشَّمْسُ بِعَرَفَة أَفَاضَ مِنَ المزدَلِفَةِ قَبْل طُلُوعِ الشَّمْسِ".
"عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمْ يَجْلِسْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ في مَجْلِسِ رَسُولِ الله ﷺ عَلَى الْمِنْبَرِ حَتَّى لَقِىَ الله، وَلَمْ يَجْلِسْ عُمَرُ في مَجْلِسِ أبِي بَكْرٍ حَتَّى لَقِىَ الله، وَلَمْ يَجْلِسْ عُثْمَانُ فِى مَجْلِسِ عُمَرَ حَتَّى لَقِى الله - ﷻ -".
"عَنْ عبد الله بن عمرو بن العاص قال: كتبَ أَبُو بَكْرٍ الصديق إلى عمرو بن العاص: سلامٌ عليك، أما بعدُ؛ فقد جاءنى كتابُك تذكرُ ما جَمَعَت الرومُ من الجمُوع، وإن الله لم ينصرْنا مع نَبِيِّه ﷺ بِكَثْرَةِ عَدَدٍ، ولا بكثرةِ جُنودٍ، فقد كُنَّا نغزو مع رسول
الله ﷺ وما معنا إلا فُرَيْسَاتٌ، وإن نحن إلا نتعاقبُ الإبلَ، وكُنَّا يومَ أُحُدٍ مع رسول الله ﷺ وما معَنا إلا فرسٌ واحدٌ، كان مع رسول الله ﷺ يركبُه، ولقد كان يُظْهِرنا ويعينُنُا على من خالَفَنا، واعلم يا عمرو أن أطوعَ الناسِ لله أَشَدُّهم بُغْضًا للمعاصِى، فأَطعِ الله ومر أَصْحَابَك بِطَاعَتِه".
"عَنْ عبد العزيز بن أبى سلمة الماجشون قال: حدثنى من أُصدقه أن أبا بكر الصديق كان يقول في دعائه: أَسْأَلُك تَمَامَ النِّعْمَةِ في الأَشْيَاءِ كُلِّهَا، والشُّكْرَ لَكَ عَلَيْهَا حَتَّى تَرْضَى وَبَعْدَ الرِّضَى، والخِيَرَة في جميع ما يكونُ فيه الخيرةُ بجميع ميسورِ الأمورِ كلها بمعسورها، يا كريم".
"عَنْ عيسى بن عَطِيَّةَ قَالَ: قَامَ أبو بَكْر الغدَ - حِينَ بُويِعَ - فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: يَأَيُّها النَّاسُ: إِنِّى قَدْ أَقَلْتكُمْ رَأيَكُم، إِنِّى لَسْتُ بِخَيْرِكُمْ، فَبَايِعُوا خَيْرَكُمْ، فَقَامُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله: أَنْتَ والله خَيْرُنَا، فَقَالَ: يَا أَيُّها النَّاسُ: إِنَّ النَّاسَ دَخَلُوا فِى الإِسْلَامِ طوْعًا وكرهًا فَهُمْ عُوَّاذُ الله وَجِيرَانُ الله، فَإِنِ استطعتُمْ أَنْ لا يَطلُبَنَّكُمُ الله بِشئٍ مِنْ ذِمَّتهِ فَافعَلُوا، إِنَّ لِى شَيْطَانًا يَحْضُرُنِى فَإِذَا رَأَيْتُمُونِى قَدْ غَضِبْتُ فاجْتَنِبُونِى، لا أَمَثِّلُ بأشْعارِكُمْ وأَبْشَارِكُمْ، يَا أَيُّها النَّاسُ: تَفَقَّدوُا ضَرَائِبَ غِلْمَانِكُمْ، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِى لِلحْمٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، أَلَا وَرَاعونِى بِأَبْصَارِكُمْ، فَإِن اسْتَقَمْتُ فاتَّبِعونِى، وَإِنْ زُغْتُ فَقَوِّمُونِى، وَإِنْ أَطَعْتُ الله فَأَطِيعُونِى، وَإِنْ عَصَيْتُ الله فَاعْصُونى".
"عَنْ عَبْد الكَريم بنِ أُمَيَّة قَالَ: بَلَغَنِى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كَانَ يَسْجُدُ أَوْ يُصَلِّى عَلَى الأَرْضِ مُفْضِيًا إِلَيْهَا".
"عَنْ ابن أَبى حازمٍ عن مولاةٍ له يقالُ لَهَا عَزَّةُ قالتْ: خطبنا أبو بكر فنهانا أنْ نُصَلِّىَ عَلَى البَرَادعِ".
"عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِى مَنْ أُصَدِّقُ، عَنْ أَبِى بَكرٍ، وَعَن عُمَرَ، وَعَنْ عُثْمَانَ، وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُمْ كَانُوا إذَا اسْتَفْتَحُوا قَالُوا: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وتَعَالَى جَدُّكَ، وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ".
"عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ لَهُ في مَرَضِ مَوْتِهِ: إِنِّي لَا آسَى عَلَى شَىْءٍ إِلَّا عَلَى ثَلَاثٍ فَعَلْتُهُنَّ، وَدِدْتُ أَنِّى لَمْ أَفْعَلْهُنَّ، وَثَلَاثٍ لَمْ أَفْعَلْهُنَّ وَدِدْتُ أَنِّى فَعَلْتُهُنَّ، وَثَلَاثٍ وَدِدْتُ أَنِّى سَأَلْتُ رَسُولَ الله ﷺ عَنْهُنَّ، فَأَمَّا اللَّاتِى فَعَلْتُهَا وَوَدِدْتُ أَنِّى لَمْ أَفْعَلْهَا: فَوَدِدْتُ أنِّى لَمْ أَكُنْ كَشَفْتُ بَيْتَ فَاطِمَةَ وَتَرَكْتُهُ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ غَلَّقُوهُ عَلَى الْحَرْبِ، وَوَدِدْتُ أَنِّى يَوْمَ سَقِيفَةِ بَنى سَاعدَةَ كُنْتُ قَذَفْتُ الأَمْرَ فِى عُنُقِ أحَدِ الرَّجُلَيْنِ: إِلَى أَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ أَوْ عُمَرَ، فَكَانَ أَميرًا وَكُنْتُ وَزِيرًا، وَوَدِدْتُ أَنِّى حَيْثُ
وَجَّهْتُ خَالِدًا إلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ أَقَمْتُ بِذِى القَصَّةِ، فَإِنْ ظَهَرَ الْمُسْلِمُونَ ظَهَرُوا، وَإلَّا كُنْتُ بِصدَدِ لِقَاءٍ أَوْ مَدَدٍ، وَأمَّا الثَّلَاثُ الَّتِى تَرَكْتُهَا وَوَدِدْتُ أَنى فَعَلْتُهَا، فَوَدِدْتُ أَنِّى يَوْمَ أُتِيتُ بِالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ أَسِيرًا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، فَإِنَّهُ يُخَيَّلُ إِلَىَّ انَهُ لَا يَرَى شَرًا إِلَّا أَعَانَ عَلَيْهِ، وَوَدِدْتُ أَنِّى يَوْمَ أُتِيتُ بِالْفُجَاءَةِ لَمْ أَكُنْ أَحْرَقْتُهُ، وَقَتَلْتُهُ سَرِيحًا، أَوْ أَطْلَقْتُهُ نَجِيحًا، وَوَدِدْتُ أَنَّى حَيْثُ وَجَّهْتُ خَالِدًا إِلَى الشَّامِ كُنْتُ وَجَّهْتُ عُمَرَ إِلَى الْعِرَاقِ؛ فَأَكُونُ قَدْ بَسَطْتُ يَدِي يَمِينًا وَشِمَالًا في سَبِيلِ الله، وَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِى وَدِدْتُ أَنِّى سَأَلْتُ عَنْهُنَّ رَسُولَ الله ﷺ : فَوَدِدْتُ أَنِّى سَأَلْتُهُ فِيمَنْ هَذَا الأَمْرُ فَلَا يُنَازَعُهُ أَهْلُهُ، وَوَدِدْتُ أَنِّى كُنْتُ سَأَلْتُهُ: لِلأَنْصَارِ فِى هَذَا الأَمْرِ شَئٌ؟ ، وَوَدِدْتُ أَنَّى سَأَلْتُهُ عَنْ مِيرَاثِ الْعَمَّةِ وابْنَةِ الأُخْتِ، فَإِنَّ فِى نَفْسِى مِنْهُمَا حَاجَةً".
"عَنِ الصُّنَابِجِىِّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَأَى رَجُلًا يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِالْمَغْفَلَةِ وَالْمَنْشَلَةِ".
"عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهيمَ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ أبَا بَكْرٍ الصِّدّيقَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: وَالَّذِى نَفْسِى بيَدِهِ لَئِنِ اَتَّقَيْتُمْ وَأَحْسَنْتُمْ لَيُوشِكنّ أَنْ لَا يَأتِىَ عَلَيْكُمْ إِلَّا يَسِيرٌ حَتَّى تَشْبَعُوا مِنْ الْخُبزِ وَالسَّمْنِ".
"عَنِ الْحَسَنِ أنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسى أَتَى أبَا بَكْرٍ الصِّدَّيقَ في مَرَضِه الَّذِى مَاتَ فيهِ فَقَالَ: أَوْصِنِى يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله، فَقَالَ أبُو بَكْرٍ: إِنَّ الله فَاتِحٌ عَليْكُمْ الدُّنْيَا فَلَا يَأخُذَنَّ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا بَلَاغًا".
"عَنِ الْمَدَاينِى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ أَوْصَى يَزِيدَ بْنَ أَبِى سُفْيَانَ حينَ وَجَّهَهُ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ سِرْ عَلَى بَرَكَةِ الله، فَإِذَا دَخَلْتَ بِلَادَ الْعَدُوِّ فَكُنْ بَعِيدًا مِنَ الْحَمْلَةِ، فَإِنِّي لَا
آمَنُ عَلَيْكَ الْجَوْلَةَ، وَاسْتَظْهِرْ في الزَّادِ، وَسِرْ بِالأَدِلَّاءِ، وَلا تُقَاتِلْ بِمَجْرُوحٍ فَإِنَّ بَعْضَهُ لَيْسَ مَعَهُ، وَاحْتَرِسْ مِنَ البَيَاتِ فَإِنَّ في الْعَرَبِ غِرَّة، وأَقْلِلْ مِنَ الْكَلَامِ فَإِنَّمَا لَكَ مَا وُعِىَ عَنْكَ، فَإِذَا أَتَاكَ كتَابِى فَأَنْفِذْهُ، فَإِنَّما أَعْمَلُ عَلَى حَسَبِ انْفَاذِهِ، وَإِذَا قَدِمَتْ وُفُودُ الْعَجَمِ فَأَنْزِلْهُمْ مُعْظَمَ عَسْكَرِكَ، وَأسْبِغْ عَلَيْهِمُ النَّفَقَةَ، وَامْنَع النَّاسَ مِنْ مُحَادَثَتِهِمْ، لِيَخْرُجُوا جَاهِلينَ، وَلَا تَلِجَّنَّ في عُقُوبَةٍ، وَلَا تُسْرِعَنَّ إِلَيْهَا، وَأَنْتَ تَكْتَفِى بِغَيْرِهَا، وَاقْبَلْ مِنَ النَّاسِ عَلَانِيَتَهُمْ، وَكِلْهُمْ إِلَى الله في سَرَائِرِهِمْ، ولَا تَجَسَّسْ عَسْكَرَكَ فَتَفضَحهُ، وَلَا تُهْمِلْهُ فُتُفْسِدَهُ، وَأَستَوْدِعُكَ الله الَّذِى لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ أبُو بَكْرٍ: وَالله إِنَّ عُمَرَ لأحَبُّ النَّاسِ إِلَىَّ، ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ؟ قُلتُ: قَالَتْ عَائِشَة: قُلْت: وَالله إِنَّ عُمَرَ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَىَّ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَعَزُّ الْوَلَدِ ألْوَطُ".
"عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ ثَوَّبَ بِصَلَاةِ الصُّبْحِ عَلَى عَهْدِ أَبِى بَكْرٍ بِلَالٌ، فَكَانَ إِذَا قَالَ: حَىَّ عَلَى الْفَلَاحِ قَالَ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّومِ".
"عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: لَمَّا بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَنَزَلَ مِرْقَاةً مِنْ مَقْعَدِ النَّبِىِّ ﷺ فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: اعْلَمُوا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ أكْيَسَ الكَيْسِ التُّقَى، وَإِنَّ أَحْمَقَ الْحُمْقِ الْفُجُورُ، وَإِنَّ أَقْواكُمْ عِنْدِى الضَّعِيفُ حَتَّى آخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَإِنَّ أَضْعَفَكُمْ عِنْدِى الْقَوِىُّ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُ، إِنَّمَا أنا مُتَّبِعٌ وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ، فَإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِى، وَإِنْ زغْتُ فَقَوِّمُونِى، وَحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أنْ تُحَاسَبُوا، وَلَا يَدَعُ قَوْمٌ الْجِهَادَ في سَبِيلِ الله إِلَّا ضَرَبَهُمْ الله بِالْفَقْرِ، وَلَا ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِى قَوْمٍ إِلَّا عَمَّهُمُ الله بِالْبَلَاءِ، فَأَطِيعُونِى مَا أَطَعْتُ الله وَرَسُولَهُ، فَإذَا عَصَيْتُ الله وَرَسُولَهُ فَلَا طَاعَةَ لِى عَلَيْكُمْ، أَقُولُ قَوْلِى هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ الله لِى وَلَكُمْ".
"عَنْ رَافِعٍ الطَّائِىِّ عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ فَذَكَّرَ الْمُسْلمِينَ فَقَالَ: مَنْ ظَلَمَ مِنْهُمْ أَحَدًا فَقَدْ أَخْفَرَ ذِمَّةَ الله، وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أُمُورِ النَّاسِ شَيئًا فَلَمْ يُعْطِهمْ كِتَابَ الله فَعَلَيْهِ بُهْلَةُ الله، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَقَدْ خَفَرَهُ الله".
"عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قالَ: قَالَ أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: خَلَقَ الله الْخَلْقَ
فَكَانُوا فِى قَبْضَتِهِ، فَقَالَ لِمَنْ في يمينه: ادْخُلوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ، وَقَالَ لِمَنْ في يَدِهِ الأُخْرَى: ادْخُلُوا النَّارَ وَلَا أُبَالِى، فَذَهَبَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
"عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِى بَكْرٍ أَنَّهُ رَأى في الْمَنَامِ كَأَنَّ عَلَيْهِ حُلَّةً حِبَرةً وَفِى صَدْرِهِ كَيَّتَانِ، فَقَصَّهُمَا عَلَى رَسُولِ الله ﷺ فَقَالَ: حُلَّةٌ حِبَرَةٌ لَكَ مِنْ وَلَدِكَ، وَالْكَيَّتانِ: إِمَارَةٌ لِسَنَتَيْنِ، أَوْ تَلِى أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ سَنَتَيْنِ".
"قال أبو الفضل أحمد بن الفرات في جزئه: أخبرنا عبد الله بن محمَّد بن يعقوب، أخبرنا أبو إِسحاق إبراهيم بن فرات بمكة، حدثنا محمَّد بن صالح الرازى، حدثنا مسلم بن مسيب، حدثنا سهل بن عاصم، حدثنا سعيد بن يزيد السباحى، عن بكر بن خنيس قال: سمعت أبا عبد الرحمن بن عبد السميع يَقُولُ: قَالَ أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَجِدُ لَذَّةَ طَاعَةِ الله - ﷻ - إِلَّا شَغَلَهُ عَنْ طَلَبِ الرِّزْقِ".
"عَنْ زَيْد بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِى بَكْرٍ فَأَتَاهُ غُلَامٌ بِطَعَامٍ، فَأَهْوَى بِيَدهِ إِلَى لُقْمَةٍ فَأَكَلَهَا، ثُمَّ سَأَلَهُ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ قَالَ: كُنْتُ قَيْنًا لِقَوْمٍ في الْجَاهِلِيَّةِ فَأَوْعَدُونِى فَأَطْعَمُونِى هَذَا اليَوْمَ، فَقَالَ: مَا أَراكَ إِلَّا أَطعَمْتَنِى مَا حَرَّمَ الله وَرَسُولُهُ، ثُمَّ أَدَخَلَ أُصْبُعَهُ فَتَقَيَّأَ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: "أَيُّمَا لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ حَرَامٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ".
"عَنْ أَسْلَمَ أنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اِطَّلَعَ عَلَى أَبِى بَكْرٍ وَهُوَ يَمُدُّ لِسَانَهُ، فَقَالَ: مَا تَصْنَعُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله؟ قَالَ: إِنَّ هَذَا الَّذى أَوْرَدَنِى الْمَوَارِدَ، إِنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: لَيْسَ شَئٌ مِنَ الْجَسَدِ إِلَّا يَشْكُو ذَرَبَ اللِّسَانِ، إِلا يَشْكُو ذَرَبَ اللِّسانِ عَلَى حِدَّتِهِ".
"عَنْ سَالِم بْنِ عُبَيْدَةَ - وَكَانَ رَجُلًا مِن أهْلِ الصُّفَّةِ - قَالَ: أُغْمِىَ عَلَى رَسُولِ الله ﷺ فِى مَرَضِه فَأَفَاقَ فَقَالَ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ, فَقَالَ: مُرُوا بِلاَلًا فَلْيُؤَذِّن، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، ثُمَ أُغْمِىَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَت عَائِشَةُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، فَقَالَ: إنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُروا بِلالًا فَلْيُؤَذِّنْ،
وَمُرُوا أبا بَكْرٍ فَليُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَأُقِيمَت الصَّلَاةُ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ادْعُوا لِى إِنْسَانًا أَعْتَمِدُ عَلَيْهِ، فَجَاءَتْ بَرِيرَةُ وآخَرُ مَعَهَا، فَاعْتَمَدَ عَلَيْهِمَا، وَإِنَّ رِجْلَاهُ لَتَخُطَّانِ في الأَرْضِ حَتَّى أتَى أبا بَكْرٍ وَهُوَ يُصَلِّى بالنَّاسِ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ، فَذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يَتَأَخَّرُ، فَحَبَسَهُ حَتَّى فَرغَ مِنَ الصَّلَاةِ، فَلَمَّا تُوُفِّىَ نَبِىُّ الله ﷺ قَالَ عُمَرُ: مَنْ يَتَكَلَّم بِمَوْتِهِ لأَضْرِبَنَّهُ بِسَيْفِى هَذَا، فَأَخَذَ بسَاعدِ أَبِى بَكْرٍ، ثُمَّ أقْبَلَ يَمْشِى حَتَّى دَخَلَ، فَأوْسَعُوا لَهُ حَتَّى دَنَا مِنْ نَبِىِّ الله ﷺ فَانْكَبَّ عَلَيْهِ حَتَّى كَادَ يَمَسُّ وَجْهُهُ وَجْهَهُ، حَتَّى اسْتَبَانَ لَهُ أَنَّهُ قَدْ تُوُفِّى، فَقَالَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} فَقَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ الله ﷺ تُوُفِّى رَسُولُ الله ﷺ ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَعَلِمُوا أنَّهُ كمَا قَالَ، فَقَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ الله: بَيِّنْ لَنَا كَيْفَ نُصَلِّى عَلَيْهِ، قَالَ: يَجِئُ قَوْمٌ فَيُصَلُّونَ، وَيَجِئُ آخَرُونَ، قَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ الله: هَلْ يُدْفَنُ النَّبِىُّ ﷺ ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: وَأَيْنَ؟ قَالَ: حَيْثُ قَبَضَ الله رُوحَهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَقْبَضْ رُوحَهُ إِلَّا في مَكَانٍ طَيِّبٍ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ، ثُمَّ قَالَ: دُونَكُمْ صَاحِبَكُمْ، وَخَرَجَ أبُو بَكْرٍ، وَاجتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ يَبْكُونَ وَيَتَدَابَرُونَ بَيْنَهُمْ، فَقَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الأَنْصَارِ، فَإِنَّ لَهُمْ فِى هَذَا الْحَقِّ نَصِيبًا، فَأَتَوْهُمْ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَقَالَ عُمَرُ - وَأَخَذَ بِيَدِ أَبِى بَكْرٍ -: سَيْفَانِ في غِمْدٍ واحِدٍ لَا يَصْطلِحَانِ، أَوْ قَالَ: لَا يَصْلُحَونِ، وَأخَذَ بِيَدِ أَبِى بَكْرٍ فَقَالَ: مَنْ لَهُ هَذِهِ الثَّلَاثَةُ: إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ مَنْ صَاحِبُهُ إِذ هُمَا في الْغَارِ؟ مَنْ هُمَا؟ لَا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا، مَعَ مَنْ؟ ثمَّ بَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعَهُ، ثُمَ قَالَ: بَايِعُوا؛ فَبَايَعَ النَّاسُ بِأَحْسَنِ بَيْعَةٍ وَأَجْمَلِهَا".
"عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ الْوَفَاةُ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَأَمْلَى عَلَيْهِ عَهْدَهُ، ثم أغمى على أبى بكر قبل أن يسمى أحدًا، فكتب عثمان، عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَأفَاقَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ لِعُثْمَانَ: كَتَبْتَ
أَحَدًا؟ فَقَالَ: ظَنَنْتُكَ لِمَا بكَ وَخَشِيتُ الْفُرْقَةَ فَكَتَبْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّاب، فَقَالَ: يَرْحَمُكَ الله، أمَا لَوْ كتَبْتَ نَفْسَكَ لَكُنْتَ لَهَا أَهْلًا، فَدَخَلَ عَلَيْه طَلحَةُ بْنُ عُبَيْد الله فَقَالَ: أنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِى إِلَيْكَ، يَقُولُونَ: قَدْ عَلمْتَ غِلظَةَ عُمَرَ عَلَيْنَا في حَيَاتِكَ، فَكَيْفَ بَعْدَ وَفَاتِكَ إِذَا أُفْضيتْ إِلَيْه أمُورُنَا؟ ! وَالله سَائِلُكَ عَنْهُ، فانْظُرْ مَا أنْتَ قَائِلٌ لَهُ، فَقَالَ: أَجْلِسُونِى، أَبِالله تُخَّوِّفُونِى؟ ! قَدْ خَابَ امْرُؤٌ ظَنَّ منْ أمْرِكُمْ وَهمًا، إِذَا سَأَلَنِى الله قُلْتُ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَى أَهْلِكَ خَيْرَهُمْ لَهُمْ، فَأَبْلِغْهُمْ هَذَا عَنِّى".
"عَنْ عَائِشَةَ أنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَقُلْ شِعْرًا فِى الإِسْلَامِ قَطُّ حَتَّى مَاتَ، وَأَنَّهُ قَدْ كَانَ حَرَّمَ الْخَمْرَ هُوَ وَعثمَانُ فِى الْجَاهِلِيَّةِ".
"عَن يَحْيىَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عُثْمَانَ عَنِ الْقُنُوتِ فِى الصُّبْحِ، قَالَ: بَعْدَ الرُّكُوعِ، قُلتُ: عَمَّنْ؟ قَالَ: عَنْ أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثمَانَ".
"عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَانَ مِنْ فَضَائِلِ أبِى بَكْر الصِّدِّيقِ أَنَّهُ لَمْ يَكْفُرْ بِالله سَاعَةً قَطُّ".
"عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُوتِرُ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَيَقُولُ: وَاحَرَّ دَمِى وَاحَرَّ دَمِى ، وأَبْتَغى النوافل ".
"عَنْ عَمْرو بْنِ مُرَّةَ أَنَّهُ سَأَلَ سَعِيدَ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ الْوِتْرِ فَقَالَ: كَانَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ يُوتِرُ أَوَّلَ اللَّيْلِ فَإِذا قَامَ نَقَضَ وِتْرَهُ ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ أَوْتَرَ آخِرَ صَلَاتهِ، وَكَانَ عُمَرُ يُوتِرُ آخِرَ اللَّيْلِ، وَكَانَ خَيْرٌ مِنِّى وَمِنْهُمَا أَبُو بَكْرٍ يُوتِرُ أَوَّلَ اللَّيْلِ ويُشْفِعُ آخِرَهُ، يُريدُ بِذَلِكَ يُصَلِّى مَثْنَى مَثْنَى وَلَا يَنْقُضُ وِتْرَهُ".
"عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَدِمَ رَاهِبٌ عَلَى قَعُودٍ لَهُ فَقَالَ: دُلُّونِى عَلَى مَنْزِلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَدُلَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: صِفْ لِى النَّبِىَّ ﷺ فَقَالَ أبُو بَكْرٍ: لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، رَبْعَة أَبْيضُ اللَّوْنِ، مُشربٌ بحُمْرَةٍ، جَعْدٌ، لَيْسَ بالْقَطَطِ، شَارعُ الأَنْفِ، وَاضِحُ الْجَبينِ، صَلْتُ الْخَدَّيْنِ، مَقْرُونُ الْحَاجِبَيْنِ، أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ، مُفَلَّجُ الثَّنَايَا، كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، فَقَالَ الرَّاهِبُ: أشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رسُولُ الله، وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ".
"عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: تُسْبَى الْمُرْتدَّةُ، تُبَاعُ، كَذَلِكَ فَعَلَ أَبُو بَكْرٍ بِنِسَاءِ أهْلِ الرِّدَّةِ، بَاعَهُنَّ".
"عَنِ الشِّعْبِىِّ قَالَ: رَأى أبُو بَكْرٍ عَلِيًّا، فَقَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَعْظَمِ النَّاسِ مَنْزِلَةً مِنْ رَسُولِ الله ﷺ وَأَقْرَبِهِ قَرَابَةً، وأَفْضَلِهِ دَالَّةً، وَأَعْظَمِه غِنًى مِنْ نَبيِّهِ فَليَنْظُرْ إِلى هَذَا، فَبَلغَ عَلِيًا قَوْلُ أَبِى بَكْرٍ فَقَاَل: أما إِنَّهُ ذَلِكَ، إِنَّهُ لأَوَّاهٌ، وَإِنَّهُ لأَرْحَمُ الأُمَّةِ، وَإِنَّهُ لَصَاحِبُ رَسُولِ الله ﷺ فِى الغَارِ، وَإِنَّهُ لأَعْظَمُ النَّاسِ غِنًى عن نبيهِ ﷺ في ذَاتِ يَدِهِ".
"عَنِ ابْنِ سيرِينَ أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ قَسَّمَ مَالَهُ بَيْنَ بَنِيهِ فِى حَيَاتِهِ، فَوُلِدَ لَهُ وَلَدٌ بَعْدَمَا مَاتَ، فَلَقِىَ عُمَرُ أبا بَكْرٍ فَقَالَ: مَا نِمْتُ اللَّيْلَةَ مِنْ أَجْلِ ابْنِ سَعْدٍ، هَذَا الْمَوْلُودُ وَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا، فَقَالَ أبُو بَكْرٍ: وَأَنَا وَالله مَا نِمْتُ اللَّيْلَةَ مِنْ أَجْلِه، فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ فَكَلِّمْهُ فِى أَخِيهِ، فَأَتَيَاهُ فَكَلَّمَاهُ، فَقَالَ قَيْسٌ: أمَّا شَىْءٌ أَمْضَاهُ سَعْدٌ فَلَا أَرُدُّهُ أَبَدًا، وَلَكِن أُشْهِدُكُمَا أَنَّ نَصِيبِى لَهُ".
"عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرِى قَالَ: قَالَ أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِى بَعْضِ خُطَبِهِ: نَحْنُ وَالله (*) والأَنْصَار كَمَا قَالَ:
جَزَى الله عَنَّا جَعْفَرًا حينَ أَشْرَفَتْ ... بنَا نَعْلُنَا لِلْوَاطِئِينَ فَزَلَّتِ
أَبَوْا أنْ يَمَلُّونا وَلَو أَنَّ أُمَّنَا ... تُلَاقِى الَّذِى لَاقَوْامِنَ (* *) الشَّرَّمَلِّتِ
"عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَريمِ قَالَ: كُتِبَ إِلَى أَبِى بَكْرٍ فِى أَسِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أُعْطِىَ بِهِ كَذَا وَكَذَا، فَكَتَبَ: لَا تُفَادُوا بِهِ، اقْتُلُوه".
"عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ قَالَتْ: إِنَّ أَبِى أبَا بَكْرٍ قَالَ: إِنَّ خَيْرَ مَرَاضِعَ أَثْقَلْنَ رِقَابَ الإِبِلِ نِسَاءُ هُذَيْلٍ".
"عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أنَّ جَزُورًا عَلَى عَهْدِ أَبِى بَكْرٍ قُسِّمَتْ عَلَى عَشْرَةِ أَجْزَاءٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَعْطُونِى جُزْءًا بِشَاةٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا يَصْلُحُ هَذَا".
"عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعِ أنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ: إِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ يَمْشِى فِى النَّاسِ، وَمَا عَلَيْهِ خَطِيَّةٌ، قِيلَ: وَلِمَ ذَاكَ يَا أبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: بِالْمَصَايِبِ وَالْحَجَرِ وَالْشَّوْكَةِ وَالشِّسْعِ يَنْقَطِعُ".
"قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: رُوِىَ أَنَّ أَعْرَابيًا جَاءَ إِلَى أَبِى بَكْرٍ فَقَالَ: أَنْتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ الله؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَا أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الْخَاَلِفَةُ بَعْدَهُ، أَىِ الْقَاعِدَةُ بَعْدَهُ".
"عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُوَيْدٍ بْنِ جَابِرٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَطَعَ لِعُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ قَطِيعَةً وَكتَبَ لَهُ بِهَا كِتَابًا فَقَالَ لَهُ طَلْحَة (أَوْ غَيْرُهُ): إِنَّا نَرَىَ هَذَا الرَّجُلَ سَيَكُونُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ بِسَبِيلٍ (يَعْنِى عُمَرَ) فَلَوْ أَقْرَأتَه كِتَابَكَ، فَأَتَى عُيَيْنَةُ عُمَرَ فَأَقْرَأَهُ كِتَابَهُ، فَشَقَّ الكِتَابَ وَمَحَاهُ، فَسَأَلَ عُيَيْنَةُ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُجَدِّدَ لَهُ كِتَابًا، فَقَالَ: وَاللهِ لا أُجَدِّدُ شَيْئًا رَدَّهُ عُمَرُ".
"عَنْ أَبِى بَكْرٍ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ ﷺ يَقُولُ لِسَعْدٍ: اللَّهُمَّ سَدِّدْ سَهْمَهُ، وأَجِبْ دَعْوَتَهُ، وحَبِّبْه".
"عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ جُوَيَرَة (*) بْنِ أَسْمَاء قَالَ: أَغْلَظَ أَبُو بَكْرٍ يَوْمًا لأَبِى سُفْيَانَ، فَقَالَ أَبُو قُحَافَةَ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ: لأَبِى سُفْيَانَ نَقُولُ هَذِه الْمَقَالَةَ؟ قَالَ يَا أبَتِ: إنَّ اللهَ رَفَعَ بِالاسْلامِ بُيُوتًا وَوَضَعَ بُيُوتًا، فَكَانَ بَيْتِى فِيمَا رُفِعَ، وَبَيْتُ أَبِى سُفْيَانَ فِيمَا وَضَعَ اللهُ".
"عَنْ إسْمَاعِيلَ بنِ سَمِيعٍ عَنْ مُسْلِمٍ قَالَ: بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ إلَى عُبَيْدَةَ هَلُمَّ حَتَّى أَسْتَخْلِفَكَ، فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَأَنْتَ أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَقَالَ أَبُو عَبَيْدَةَ: مَا كُنْتُ لأَتَقَدَّمَ رَجُلًا أَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ يَؤُمَّنَا".
"عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرِ الصِّدَّيقُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ لأَبِى عُبَيْدَةَ ثَلاثَ كَلِمَاتٍ، لأَنْ يَكونَ قَالَهُنَّ لِى أحَبّ إلَىَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، قَالُوا: وَمَا هنَّ يا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ؟ قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَامُ أَبُو عُبَيْدَةَ فَأَتْبَعَهُ رسُولُ اللهِ ﷺ (بَصَرَه) (*) ثُمَّ أقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: إِنَّ هَهُنَا لَكَنَفَيْنِ مُؤْمِنَيْن وَخَرجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله ﷺ وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ فَسَكَتْنَا، فَظَنَّ أنَّا كنَّا في شَىْءٍ كَرِهْنَا أَنْ يَسْمَعَهُ، فَسَكَتَ سَاعَةً لا يَتَكَلَّمُ ثُم قَالَ: (ما) (* *) مِنْ أَصحَابِى إِلا وَقَدْ كُنتُ قَائِلًا فِيهِ لا بُدَّ إِلا أَبَا عُبَيْدَةَ، وقَدِمَ عَلَيْنَا وَفَدُ نَجْرانَ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ! ابْعَثْ لَنَا مَنْ يَأَخُذُ لَكَ الْحَقَّ وَيُعْطِينَاهُ فَقَالَ: وَالَّذِى بَعَثَنِى بِالحَقِّ لأُرْسِلَنَّ مَعَكُمْ الْقَوِىَّ الأَمِينَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَمَا
تَعَرَّضْتُ للإِمَارَةِ غَيْرَهَا، فَرَفَعْتُ رَأسِى لأُرِيَهُ نَفْسِى، فَقَالَ: قُمْ يَا أبا عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ فَبَعَثَهُ مَعَهُمْ".
"عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِىُّ ﷺ اشْرَأَبَّ (*) النِّفَاقُ بِالْمَدِينَةِ، وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ، وَأَرْعَدَتِ الْعَجَمُ وَأَبْرَقَتْ، وَتَوَاعَدُوا نَهَاوَنْدَ، وَقَالُوا: قَدْ مَاتَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِى كَانَتِ الْعَرَبُ تُنْصَرُ بِهِ، فَجَمَعَ أبُو بَكْرٍ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارَ وَقَالَ: إنَّ هَذِهِ الْعَرَبَ قَدْ مَنَعُوا شَاتَهُمْ وَبَعِيرَهُمْ وَرَجَعُوا عَنْ دِينِهِمْ، وَإنَّ هَذِهِ الْعَجَم قَدْ تَوَاعَدوا نَهَاوَنْدَ لِيَجْمَعُوا لِقَتَالِكُمْ، وَزَعَمُوا أنَّ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِى كُنْتُمْ تُنْصَرُونَ بهِ قَدْ مَاتَ، فَأَشْيرُوا عَلَىَّ، فَمَا أنا إِلا رَجُلٌ منْكُمْ، وَإِنَّى أَثْقَلُكُمْ حِمْلًا لِهَذِهِ الْبَلِيَّةِ، فَأَطرَقُوا طَوِيلا، ثُمَّ تَكَلَّمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَابِ فَقَالَ: أَرَى وَاللهِ يَا خَلِيفَةَ رسُولِ اللهِ أَنْ تَقْبَلَ مِنَ الْعَرِب الصَّلاةَ وَتَدعَ لَهُمُ الزَّكَاةَ فَإِنَّهُمْ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ لَمْ يَقُدْهُمُ الإِسْلامُ، فَإِمَّا أَنْ يَرُدَهُمُ اللهُ إِلى خَيْرٍ، وَإِمَّا أَنْ يُعِزَّ الله الإِسْلامَ فَتَقْوَى عَلَى قِتَالِهِمْ، فَمَا لِبَقِيَّةِ الْمُهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ يَدَانِ بِالْعَرَبِ والْعَجَمِ قَاطِبَةً، فَالْتَفَتَ إِلَى عُثْمَانَ فَقَالَ مِثْلَ ذَلكَ، وَقَالَ عَلِىٌّ مثْلَ ذَلِكَ وَتَابَعَهُمُ الْمُهَاجِرُونَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إلَى الأَنْصَارِ فَتَابَعُوهُمْ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا ﷺ وَالْحَقُّ (* *) قلٌّ شَرِيدٌ، وَالاسْلامُ غرِيبٌ طَرِيدٌ قَدْ رَثَّ حَبْلُهُ، وَقَلَّ أَهْلُهُ، فَجَمَعَهُمُ اللهُ بِمُحَمَّدٍ ﷺ وَجَعَلَهُمُ الأُمَّةَ الْبَاقِيَةَ الْوسْطَى، وَاللهِ لا أَبْرحُ أَقُومُ بِأَمْرِ اللهِ وَأُجَاهِدُ في سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يُنجِزَ اللهُ لَنَا وَعْدَهُ وَيَفِىَ لَنَا بِعَهْدِهِ، فَيُقْتَلُ
مَنْ قُتِلَ مِنَّا شَهِيدًا في الْجَنَّةِ، وَيَبْقَى مَنْ بَقِىَ مِنَّا خَلِيفَةَ اللهِ فِى أَرْضِهِ، وَوَارِثَ عِبَادَةِ الْحَقِّ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ لَنَا وَلَيْسَ لِقَوْلِهِ خُلْف: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} , وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِى عِقَالًا مِمَّا كَانُوا يُعْطُونَ رَسُولَ اللهِ ﷺ ثُمَّ أقْبلَ مَعَهُمُ الشَّجَرُ وَالْمَدَرُ وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ لَجَاهَدْتُهُمْ حَتَّى تَلحَقَ رُوحِى بِاللهِ، إِنَّ اللهَ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الصَّلاة وَالزَّكَاةِ ثُمَّ جَمَعَهُمَا فَكبَّرَ عُمَرُ وَقَالَ: عَلِمْتُ واللهِ (*) حِينَ عَزَمَ اللهُ لأَبِى بِكْرِ عَلَى قِتَالِهِمْ أَنَّهُ الْحَقُّ".
"عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: كَانَ رسُولُ اللهِ ﷺ وَاضِحَ الْخَطِّ".