"مَنْ هَمَّ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَرَكَهُ كَانَتْ لَهُ حَسَنَةٌ".
#sin (41)
"مَنْ قَرَأَ يس ابتغاءَ وَجْهِ اللهِ ﷻ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبهِ، فَاقْرَأُوهَا عِنْدَ مَوْتَاكُمْ".
"مَنْ قَرَأَ كُلَّ يَوْم مِائَتَىْ مَرَّة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، مُحِي عَنْهُ ذُنُوبُ خَمْسِينَ سَنَةً، إِلا أَنْ يَكُونَ عَلَيهِ دَينٌ".
"مَنْ قَرَأَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مَرَّةً بُورِكَ عَلَيهِ، ومَنْ قَرَأَهَا مَرَّتَينِ بُورِكَ عَلَيهِ وَعَلَى أَهلِهِ، فَإِنْ قَرَأَهَا ثَلاثًا بُورِكَ عَلَيه وَعَلَى أَهْله وَجيرَانِهِ، فَإِنْ قَرَأَها اثْنَتَي عَشْرَةَ مَرَّةً، بَنَى اللهُ لَهُ اثْنَي عَشَرَ قَصْرًا فِي الجَنَّةِ، وتَقُولُ الحفَظَةُ: انْطَلِقُوا بِنَا نَنْظُر إِلَى قُصُور أَخينَا، فَإِنْ قَرَأَهَا مِائَةَ مَرَّة كُفِّرَ عَنْهُ ذنُوبُ خَمْس وَعِشْرِينَ سَنَة، مَا خَلا الدِّمَاءَ والأَمْوَال [فَإِنْ قَرَأَهَا مِائَتَىْ مَرَّة كُفِّرَ عَنْهُ ذُنُوبُ خَمْسِينَ سَنَةٍ مَا خَلا الدِّمَاءَ والأَمْوَال] فَإِنْ قَرَأَهَا ثَلَثَمِائَةِ مَرَةً كتِبَ لَهُ أَجْرُ أَرْبَعِمِائَةِ شَهِيد، كُلٌّ قَدْ عُقِرَ جوَادُهُ وَأُهْريقَ دَمُهُ، وَإِنْ قَرَأَهَا أَلف مَرة لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَكَانَهُ مَنَ الجَنَّةِ، أَوْ يُرَى لَهُ".
"نَوْمُ الصَّائِمِ، عِبَادَةٌ وَصَمْتُهُ تَسْبِيحٌ، وَعَمَلُهُ مُضَاعَفٌ، وَدعُاؤُهُ مُسْتَجَابٌ، وَذَنْبُهُ مَغْفُورٌ".
"مَنْ مَرِضَ لَيلَةً فَصَبَرَ وَرَضِي بِها عَن اللهِ خَرَج مِنْ ذُنُوبِه كَيَوْمَ وَلَدَتْه أُمُّه".
"مَنْ مَرِضَ يَوْمًا في سبيلِ الله، أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ، أَوْ سَاعَةً غُفِرَتْ له ذُنُوبُه، وَكُتِب له من الأجْرِ عَدَدُ عِتْقِ مِائِة أَلْفِ رَقَبة قِيمةُ كُلِّ رَقَبَة مِائةُ أَلْفٍ".
"مَنْ مَشَى إِلَى غَرِيمٍ بحَقِّهِ صَلَّتْ عَلَيهِ دَوَابُّ الأَرْضِ وَنُونُ الْمَاءِ، وَيُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ خُطوَةٍ شَجَرَةٌ تُغْرسُ في الْجَنَّةِ وَذَنْبٌ يُغْفَرُ".
"مَنْ مَشَى في حَاجَة أَخيه كَتَبَ اللهُ لَه بِكُلِّ خُطوَةٍ يَخْطُوهَا سَبْعِين حَسَنَة، ومَحى عَنْه سبعين سيِّئةً إِلَى أَنْ يَرْجعَ مِنْ حَيثُ فَارَقَهُ، فَإن قُضِيَتْ حَاجَتهُ
عَلَى يَدَيه خَرَجَ مِن ذُنُوبِه كَيَومَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَإنْ هَلَك فيما بَين ذَلِك دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ".
"مَنْ مَاتَ لا يَعْدِلُ بِالله شَيئًا ثُمَّ كَانَتْ عَلَيهِ مِنَ الذُّنُوبِ مِثْلُ الرِّمَالِ غُفِرَ لَهُ".
"مَنْ قَضَى نُسُكَهُ وَسَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لسانه وَيَده غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
"عَنِ الحسين بن خير بن حَوْثَرةَ بن يَعيش بن الموَفَّق بن أَبى النُّعْمَانِ الطَّائى الحِمْصِى، حَدَّثَنَا أبو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن أَبى النقاش، حدَّثَنا عبد اللَّه ابن عبد الجبّار الخبايرى، حدَّثنَا الحكم بن عبد اللَّه بن خَطَّافٍ، حَدَّثَنا الزُّهرى عن أَبِى وَاقدٍ قَالَ: لما نَزَلَ عمرُ بن الخطاب بالجابيةِ أَتَاهُ رَجُل مِنْ بنى تَغْلِب يُقَالُ لهُ (رَوْحُ بن حبيب) بِأَسَدٍ في تَابوتٍ حَتَّى وَضَعَه بينْ يَدَيْهِ فَقَال: كسَرتُم لَهُ نَابًا أَوْ مِخْلَبًا؟ فَقَالُوا: لَا، قَالَ: الحمْد للَّه سِمْعتُ رَسول اللَّه ﷺ يَقُولُ: مَا صِيدَ صَيْدٌ إِلَّا بنقصٍ في تسبيحه، يا قسورةُ اعبد اللَّه، ثُمَّ خَلَّى سَبيلَهُ، وَبِه عَنْ أَبى وَاقدٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا عند أَبى بَكْرٍ إذْ أُتِى بِغُرابٍ فلَمَّا رآهُ بِجنَاحْينِ حَمِدَ اللَّه ثُمَّ قال: قَالَ النَّبىُّ ﷺ : مَا صيد صيدٌ إِلَّا بنْقصٍ مِن تسبيح إِلَّا أَنْبَتَ اللَّه نَابَهُ وإِلَّا وَكَّل مَلَكًا يُحْصى تسبيحهَا حَتَّى يأتِى بِه يَوْمَ القْيامةِ، وَلَا عُضِد مِنْ شجرةٍ وَشِيجَةٌ يَعْنِى شَجرة تُقْطَعُ إلَّا بنقصِ تَسبيحٍ، ولَا دَخَل عَلَى امْرِئٍ مَكُرُوه إلَّا بِذَنب، وَمَا عَفَا اللَّه عَنْهُ أَكْثرُ، يا غراب اعبد اللَّه، ثم خلى سبيله".
"عن عُمَر قَال: الصَّفْحُ عنِ الإِخْوانِ مَكْرُمَةٌ، وَمُكَافَأتُهم عَن الذُّنوبِ إِسَاءةٌ".
"عن الليثِ بن سَعْدٍ أَنَّ النَّاسَ بالمَدينَةِ أَصَابَهُم جَهْدٌ شَديدٌ في خِلافَةِ عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ في سَنَةِ الرَّمادَةِ فَكَتَبَ إلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ وهُو بمصرَ، مِنْ عَبدِ الله عُمَرَ أَميرِ المؤمنينَ إلَى العَاصِ بنِ العَاصِ، سَلاَمٌ أَمَّا بَعْد: فَلَعَمْرِى يَا عَمْرو مَا تُبالِى إذَا شبَعْتَ أنْتَ ومَنْ مَعَكَ، أَنْ أَهْلِكَ أَنَا وَمَنْ مَعِى، فَياغَوْثَاهُ، ثُمَّ يا غَوْثَاه يُرَدِّدُ قَولَه، فَكتَبَ إلَيْه عَمْرُو بنُ العَاصِ: لِعَبدِ الله عُمَرَ أميرِ المؤْمِنَين مِنْ عَمرِو بْنِ العَاصِ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَيَالَبَّيْكَ ثُمَّ يَا لَبَّيْكَ، وَقَد بَعَثْتُ إليْك بِعِير أَوَّلُهَا عِنْدَكَ وآخِرُهَا عِنْدي، وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمةُ اللهِ وبرَكَاتُه، فَبَعثَ عَمْرٌو إلَيْه بِعِيرٍ عَظِيمَةٍ فَكَانَ أوَّلُهَا بالمَدِينَةِ وآخِرُهَا بِمِصْرَ يَتْبَعُ بَعْضُها بَعْضًا، فَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَى عُمَرَ وَسَّعَ بِها عَلَى النَّاسِ وَدَفَعَ إلَى أهْلِ كُلِّ بَيْتٍ بِالمِدِينَةِ ومَا حَوْلَهَا بَعيرًا بِمَا عَلَيْهِ مِنَ الطَّعَامِ، وَبَعَثَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ، وَالزُّبَيْرَ بنَ العَوَّامِ، وَسعْدَ ابنَ أَبِى وَقَّاصٍ يَقْسِمُونُها عَلَى النَّاسِ، فَدَفَعُوا إلَى أَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ بَعِيرًا بمَا عَلَيْهِ مَن الطَّعَامِ أَنْ يَأَكُلُوا الطَّعَامَ وَيْنَحرُوا البَعِيرَ وَيَأكُلوا لَحْمَهُ وَيْأتَدِمُوا شَحْمَهُ ويَحْتَذُوا جِلْدَه، وَيْنتَفعُوا بالوِعَاءِ الَّذي كَانَ فِيه الطَّعَامُ لِمَا أَرَادُوا مِنْ لِحَاقٍ أَوْ غَيْره، فَوَسَّعَ الله بِذَلِكَ على النَّاسِ، فَلَمَا رَأَى ذَلِكَ عُمَرُ حَمِد الله وَكَتَبَ إلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ يَقْدُمُ عَلَيْهِ هُو وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، فَقَدمُوا عَلَيْه، فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَمْرُو إنَّ الله قَد فَتَحَ عَلَى المُسْلِمين مِصْرَ وَهِيَ كَثِيرَةُ الخَيرِ والطَّعَامِ وقَد أُلْقِى في رُوْعِى (*) لِمَا أَحْبَبْتُ مِنَ الرِّفْقِ بأَهْلِ الحَرمَيْنِ وَالتَّوسُّعِ عَلَيهم
حين فَتَح الله عَلْيهم مِصْرَ، وَجَعَلَها قُوَّةً لَهُمْ وَلِجميع المُسلِمين أَن أحْفُرَ خَلِيجًا مِن نِيلِها حَتَّى يَسيلَ في الْبَحْرِ، فَهُو أسْهَلُ لِما نُريدُ مِنْ حَمْلِ الطَّعَامِ إلَى المَدِينَةِ وَمَكَّةَ، فَإنَّ حَمْلَهُ عَلَى الظَّهْرِ يَبْعُد وَلاَ يَبْلُغُ مِنْه، ما يزيدُ، فَانطلِقْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ فَتَشَاوَرُوا في ذَلِكَ حَتَّى يَعْتَدِلَ فِيه رَأيُكُم، فَانْطَلَق عَمْروٌ فَأخْبَرَ بِذَلِك مَنَ كَان مَعَه مِنْ أَهْلِ مِصْرَ فَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِم، وَقَالُوا: نَتَخَوَّفُ أَنْ يَدْخُلَ مِنَ هَذَا ضَرَرٌ عَلَى أَهْلِ مِصْرَ فَنَرَى أَنْ يُعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَى أَميرِ المُؤْمِنينَ، وَنَقُولُ لهُ إِنَّ هَذَا أَمْرٌ لا يَعْتَدِلُ وَلاَ يَكونُ، وَلاَ نَجدُ إلَيْه سَبِيلًا، فَرجَعَ عَمْرٌو إلَى عُمَرَ، فَضَحِكَ عُمَرُ حِينَ رَآهُ وقَالَ: والَّذى نَفْسِى بيَدِه لَكَأَنِّى أَنْظُرُ إلَيْكَ يَا عَمْرُو أو إلَى أصْحَابِكَ حِينَ أَخْبَرَتَهُم بَمَا أَمرْتُكَ به مِنْ حَفْرِ الخَلِيج فَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهم وَقَالُوا: يَدْخُلُ في هَذَا ضَرَرٌ عَلَى أَهْلِ مِصْرَ فَنَرَى أَنْ تُعَظِّمَ ذَلِكَ عَلَى أميرِ المُؤْمِنِينَ وَتَقُولَ لَه: إنَّ هَذَا الأمرَ لا يَعْتَدلُ وَلاَ يَكونُ ولا نَجِدُ لَه سَبِيلًا، فعَجِبَ عَمْرو مِنَ قَولِ عُمَرَ وَقَال: صَدَقْتَ وَالله يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ لَقَدْ كَانَ الأمْرُ عَلَى مَا ذَكَرْتَ، فَقَالَ لَه: انْطَلِقْ يَا عَمْرُو بِعَزِيمةٍ مِنِّي حَتَّى تَجِدَّ في ذَلِكَ وَلاَ يَأتِى عَلَيْكَ الحَوْلُ حَتَّى تَفْرُغَ مِنْه إنْ شَاءَ الله، فَانصَرفَ عَمْرٌو وَجَمَع لِذَلِكَ مِنْ الفَعَلَةِ ما بَلَغَ مِنْه مَا أَرَاد، وَحَفَرَ الخَلِيجَ الَّذي في جَانِبِ الفُسْطَاطِ الَّذى يُقَالُ لَه (خَلِيجُ أَميرِ المُؤْمِنِينَ) فَسَاقَه مِنَ النِّيل إلَى القُلْزُمِ، فَلَمْ يَأتِ الحَوْلُ حَتَّى جَرَتْ فِيه السُّفُنُ تحمل فِيهِ مَا أَرَادَ مِنَ الطَّعَامِ إلَى المَدِينَةِ وَمكَّةَ، فَنَفَع الله بِذَلِك أَهْلَ الحَرَمَيْن، وسُمِّىَ (خَلِيجَ أَميرِ المُؤْمِنِينَ) ثُمَّ لَم يَزَلْ يُحْمَلُ فِيه الطَّعَامُ حَتَّى حُمِلَ فِيهِ بَعْدَ عُمَرَ بنِ عَبد العَزيزِ ثمَّ ضَيَّعَه الوُلاَةُ بَعْدَ ذَلِكَ فَتُركَ، وَغَلَبَ عَلَيْه الرَّمْلُ فَانقطع فَصَار مُنْتَهَاهُ إلَى ذَنَبِ التِّمْسَاحِ مِنْ نَاحِيةِ طَحَا القُلْزُم".
"عَنْ عَلقَمَةَ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ فِى أَحْفَلِ مَا يَكُون المَجْلِسُ إِذْ نَهَضَ وَبَيدِهِ الدّرَّةُ فَمَرَّ بأبِى رَافِعٍ مَوْلَى رَسولِ اللهِ ﷺ وَهُوَ صَائِغ يَضْرِبُ
بمطرَقَتهِ، فَقَالَ عُمَرُ: يا أبَا رافِعٍ! أقُولُ ثَلاَثَ مِرَارٍ، فَقَالَ أبُو رافِعٍ: يَا أميرَ المؤْمِنين! وَلِمَ ثَلاَثَ مِرار؟ قَالَ: وَيْل للصَّائِغ وَوَيل لِلتُّجارِ مِنْ لاَ وَالله، وَبِلاَ والله، والله يَا مَعْشَرَ التُّجَارِ إِنَّ التِّجارَة يَحْضُرُها الأيْمانُ فشُوبُوهَا بالصَّدَقَةِ، ألا إِنَّ كُلَّ يَمِينٍ فَاجِرَةٍ تذْهَبُ بالبَرَكةِ وَتُثْبِتُ الذنْبَ فَاتَقُوا لاَ وَاللهِ، وَبَلا وَالله فَإنَّها يَمِينُ سُخْطَةٍ".
"عَنِ الْقَاسِم بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنَّ أَبَا السَّيَّارةِ أُولِعَ بامْرَأَةِ أَبى جُنْدَبٍ يُرَاوِدُهَا عَنْ نَفْسِهَا، فَقَالَتْ: لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ أَبَا جُنْدَبٍ إِنْ يَعْلَمْ بِهَذَا يَقتُلْكَ، فَأَبَى أَنْ يَنْزعَ، فَكَلَّمَتْ أَخَا أَبِى جُنْدَبٍ: فكلمه، فأبى أن ينزع فأخبرت بذلك أبا جندب، فقال أبو جندب: إِنِّى
مُخْبِرُ الْقَوْم أَنِّى ذَاهِبٌ إِلَى الإِبِل، فَإِذَا أَظْلَمَتْ جِئْتُ فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ، فَإنْ جَاءَ فَأدْخِليهِ عَلَىَّ، فَوَدَّعَ أَبُو جُنْدَبٍ الْقَوْمَ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ ذَاهبٌ إِلَى الإِبِلِ، فَلَمَّا أَظْلَمَ الليْلُ جَاءَ فَكَمَنَ فِى الْبَيْتِ، وَجَاءَ أَبُو السَّيَّارَةِ وَهِى تَطْحَنُ فِى ظُّلتِهَا، فَرَاوَدَهَا عَنْ نَفْسِهَا، فَقَالَتْ لَهُ: وَيْحَكَ أَرَأَيْتَ هَذَا الأَمْرَ الَّذِى تَدْعُونِى إِلَيْهِ: هَلْ دَعَوْتُكَ إِلَى شَىْءٍ مِنْهُ قَطُّ؟ ! قَالَ: لَا، وَلَكِنْ لَا صَبْرَ عَنْك، فَقَالَتْ: ادْخُلِ الْبَيْتَ حَتَّى أَتَهَيَّأَ لَكَ، فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْت أَغْلَقَ أَبُو جُنْدَبٍ الْبَابَ، ثُمَّ أَخَذَهُ أَبُو جُنْدَبٍ فَدَقَّ منْ عُنقِهِ إِلَى عَجْبِ ذَنَبِهِ، فَذَهَبَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى أَخِى أَبِى جُنْدَبٍ، فَقَالَتْ: أَدْرك الرَّجُل، فَإنَّ أَبَا جُنْدَبٍ قاتله، فجعَل أخوه يناشده اللَّه فتركه وحمله أبو جندب إِلَى مَدْرجَةِ الإبِلِ فَأَلْقَاهُ، فَكَانَ كُلَّمَا مَرَّ بِهِ إِنْسَانٌ قَالَ لَهُ: مَا شَأنُكَ؟ فَيَقُولُ: وَقَعْتُ عَنْ بكْرٍ فَحَطَمَنِى فَأْسٌ مُحْدَوْدِبًا، ثُمَّ أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَشَكَى إلَيْه، فَبَعَثَ عُمَرُ إِلَى أَبى جُنْدَبٍ، فَأَخْبَرَهُ بالأَمرِ عَلَى وَجْهِهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَهْل الْمَاءِ فَصَدَّقُوهُ، فَجَلَدَ عُمَرُ أَبَا السَّيَّارَةِ مِائَةَ جَلْدَةٍ وَأَبْطَلَ دِيَتَهُ".
"مَا مِنْ ذَنْبٍ إِلَّا وَلَهُ عِنْدَ الله تَوْبَة إِلَّا سُوءَ الخُلُقِ، فَإِنَّهُ لَا يَتُوبُ من ذَنْبٍ إِلَّا رَجَعَ إِلَى مَا هُوَ شَر مِنْهُ".
"مَا مِنْ رَجُلٍ يُحسِنُ الوُضَوءَ فَيَغْسِلُ يديهِ ورجليهِ ووجْهَهُ، ثمَّ يُمَضْمضُ فَاهُ، ثُمَّ يَتَوضأُ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ - تَعَالى - إِلا حَطَّ عَنْهُ عَمَلَ يَوْمِهِ مَا نَطَقَ فُوهُ وَمَشَى إِلَيهِ حَتَّى إِنَّ الذُّنَوبَ لَتَتَحَادَرُ مِنْ أَطْرَافِهِ، ثُمَّ إِذَا مَشَى إِلَى الْمَسْجِدِ كَانَتْ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةٌ، ثُمَّ تَكُونُ صَلاتُهُ لَهُ نَافِلَةً، ثُمَّ إِذَا هُوَ دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ، فَسَلَّمَ عَلَيهِمْ، وَأَخَذَ مَضْجَعَهُ كَانَتْ لَهُ قِيَامُ لَيلَتِهِ".
"مَا مِنْ شَيءٍ أَحَب إِلي الله ﷻ من شابٍّ تائبٍ، ومَا منْ شيءٍ أَبغض إِلي الله من شَيخ مُقيم على مَعَاصيه، وما في الحَسَنَات حَسَنَةٌ أحب إِلي الله من حَسَنةٍ تُعْملُ في لَيلَة الجُمعَة، أَو يَوْمِ الجمعة، وما من الذنوبِ ذَنبٌ أَبغْضُ إِلي الله من ذَنْب يعملُ في لَيلَة الْجُمعَة أَو يومِ الجمعة".
"مَا مِنْ صَوْتٍ أَحَب إِلي الله من صَوْتِ عَبْدٍ لَهْفَانَ، عَبْدٌ أَصَابَ ذَنْبًا كُلَّما ذَكر ذَنْبَه امْتَلأَ قَلْبُهُ فَرَقًا مِن اللهَ، فَقَال: يَارَبَّاه".
"مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُصِيبُه مَرَضٌ، إِلا غَفَرَ اللهُ لَه مَا تَقَدَّمَ من ذنْبِه وَكَتَبَ لَه أَجْرَ مَا كانَ يَعْمَلُ وَهُو صَحِيح".
"مَا مِنْ مُسْلِمٍ وَلَا مُسْلِمَةٍ يَمْرَض إِلا (كَانَ) (*) كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ".
"مَا مِنْ مُسْلِمٍ يتوضَّأُ فَيُسْبغُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُومُ في صلاتِهِ فيعْلَمُ ما يَقُولُ إِلا انْفَتَلَ وَهُوَ كيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الْخَطَايا لَيسَ عَلَيهِ ذنْبٌ".
"مَثلُ هَذِه الشَّجَرةِ مَثَلُ المُؤْمِن إِذَا اقْشَعَّر مِن خَشَيةِ اللهِ ﷻ وَقَعَتْ عَنه ذُنُوبُهُ، وبَقِيَتْ لَهُ حَسَنَاتُهُ".
"مَثلُ الَّذِي يُعِينُ قَوْمَهُ عَلَى غير الحقِّ، مَثلُ بعِيرٍ رَدِئٍ وَهُوَ يُجَرُّ بِذَنَبِه".
"مَثلُ الَّذِي يُعِينُ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ، مثلُ الْبَعِير الَّذي يَتَرَدَّى بَينَ (*) الرِّكَاءِ يُنْزعُ بذنبهِ".
"مَرَّ رَجُلٌ مِمَّكنْ كَانَ قَبْلَكُم بجُمْجُمَة، فَنَظَر إِلَيهَا فَحَدَّثَ نَفْسَهُ بشَيْءٍ فَقَال: اللَّهُمَّ أَنْتَ أَنْتَ، وأَنَا أَنَا، أَنْتَ الْعوَّادُ بالْمَغْفِرَة، وَأَنَا الْعَوَّادُ بالذُّنوبِ، فَاغْفِرْ لِي" وخَرَّ علَى جبْهَتِه (*) ساجدًا [فَنُودِى (*) ارْفَعْ رأسَكَ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعوَّادُ بِالذَّنْب، وأَنَا الْعَوادُ بالْمَغْفِرةِ، قَدْ غَفَرْتُ لَكَ]، فَرفَع رأسَهُ وَغَفر اللهُ - ﷻ - لَهُ".
"مَا مِن وَصَبٍ يُصيبُ العَبْدَ في دَارِ الدُّنْيا ولَا نكْبةٍ إلَّا كان كفارةً لذنَبٍ قد سَلَف (*) مِنه، وَلَم يَكُنِ الله ليعودَ في ذنبٍ قد عَاقبه مِنْه".
"مَا مِن امْرِئ مُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ يمرَضُ إِلا جَعَلَه اللهُ كفَّارَةً لما مَضَى مِن ذُنُوبِه".
"مَا تَوَادَّ اثْنَان في الإِسْلام فَيُفَرَّقُ بَينَهُمَا إِلَّا منْ ذَنْب يُحْدِثُهُ أحَدُهُمَا".
"مَا تَوَادَّ اثْنَانِ في الله فَيُفرَّق بَينَهُما إلا بذَنْب يُحْدثُهُ أَحَدُهُمَا".
"مَا رَاحَ مُسْلم رَوْحَةً في سَبِيلِ الله ﷻ مُجَاهدا أوْ حَاجّا يُهَلِّلُ أوْ يُلبِّى إِلا غَربَت الشَّمْسُ بذُنُوبِه وَخَرَجَ مِنْهَا".
"مَا صِيدَ مَصِيدٌ إِلَّا بنقْصٍ مِنْ تَسْبيح إلا أنْبَتَ اللهُ نَابِهُ، وَإِلَّا وَكَّلَ مَلَكًا يُحْصِى - تَسْبيحَهَا حَتَّى يأتِى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة، ولَا عُضِدَ مِنْ شَجَرَةٍ وَشَيجَة إِلا بنقْصٍ في تَسبيح، ولا دَخَلَ على امْرِئٍ مَكْرُوهُ إلا بِذَنْبٍ وَمَا عَفَا اللهُ عَنْهُ أَكْثَرُ".
"مَا كُنْتُ لأَسْتَعْمِلَكَ فِي (*) غُسَالةِ ذُنُوبِ النَّاسِ".
"مَا مِنْ عَبدٍ تُصيبُهُ زمَانَةٌ وتَمْنَعُهُ ممَّا يَصِلُ إِلَيهِ الأَصِحَّاءُ بعْد أَنْ يَكُون مُسدَّدًا إلَّا كانَتْ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ، وَكَانَ عَمَلُهُ بَعْدُ تَفَضُّلًا".
"مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ (*) يَبْسُطُ كفَّيه فِي دُبُرِ كُلِّ صلاة، ثُمَّ يقُولُ: اللَّهُمَّ إِلهِى وَإِلهَ إِبْرَاهِيمَ وَإسْحَاق وَيعْقُوب، وَإِله جبْرِيل وَمَيكائِيل وإسْرَافيلَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَسْتجيب دَعْوَتِى فإِنِّي مَضطرٌ، وَأَنْ تَعْصمنى في دينى، فَإنِّي مُبْتلى، وتَنَالنِى برحْمتِك فإِنى مُذْنِبٌ، وَتَنْفِى عَنى الفقْرَ فَإِنِّى مُتَمسكِنٌ إلا كَانَ حقًّا عَلى اللهِ أَنْ لا يَرُدَّ يدَيهِ خائِبتَيِن".
"مَا منْ عَبْدٍ ابْتلِى بِبليَّةٍ فِي الدُّنْيا إِلا بِذَنب (*)، وَاللهُ أَكْرمُ وأَعْظَمُ عَفْوًا مِنْ أَنْ يسْأَلَهُ عَنْ ذَلِك الذّنْب يوْم القِيَامةِ".
"مَا مِنْ عبدينِ مُتحابَّين فِي اللهِ، فَيسْتقْبِلُ أَحدُهُمَا صَاحِبَهُ فَيُصافِحُهُ وَيُصلِّيانِ عَلى النَّبِيِّ، إلَّا لَمْ يَتفرَّقَا حتَّى يُغْفَرَ لهُمَا ذُنُوبُهُمَا مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّر".
"عن محمدِ بن سلامٍ قال: استعمل عمرُ بنُ الخطاب رجلًا على عمل، فَرَأى عمرَ يُقَبِّل صبيًّا له، فقال: تُقَبِّله وأنت أميرُ المؤمنين! لو كُنْتُ أنا مَا فَعلتُه، فقال عمر: فما ذَنْبِى إِنَّ كان نُزع من قلْبِك الرحمةُ! إِنَّ اللَّه لا يرحمُ من عباده إلا الرُّحماءَ؛ ونزعه عن عملِه، وقال: أنت لا ترحمُ ولدَك فكيف ترحم الناس؟ ! ".
"عن الزهرى أن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّاب أَصَابَهُ حَجَرٌ وَهُوَ يَرمِى الْجِمَارَ فَشَجَّهُ، فَقَالَ: ذَنْبٌ بِذَنْبٍ وَالبَادِى أَظْلَمُ".
"عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِى يَكْرِب قَالَ لِقَيْسِ بْنِ مَكْشُوحِ المُرادِىِّ حِينَ انْتَهى إِلَيْهِمْ أمْرُ رَسُولِ اللَّه ﷺ : يَا قَيْسُ أَنْتَ سَيِّدُ قَومِكَ الْيَوْمَ، وَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْش، يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ خَرَجَ بِالحِجَازِ يَقُولُ إِنَّهُ نَبِىٌّ، فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ حَتَّى نَعْلَمَ عِلْمَهُ، فَإنْ كَانَ نَبيًّا كَمَا يَقُولُ فَإِنَّهُ لَنْ يَخْفَى عَلَيْنَا، إِذَا لَقِيبنَاهُ اتَّبَعْنَاهُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ عَلِمْنَا عِلْمَهُ، فَإِنَّهُ إِنْ سَبَقَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِكَ سَادَنَا وَتَرَأسَ عَلَيْنَا، وَكُنَّا لَهُ أَذْنَابًا، فَأَبَى عَلَيْهِ قَيْسٌ وَسفَّهَ رَأيَهُ، فَرَكِبَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيَكرِبَ في عَشَرَةٍ مِنْ قَومِهِ حَتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ فَأَسْلَمَ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بِلَادِهِ، فَلَمَّا بَلَغَ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ خُرُوجُ عَمْرٍو أَوْعَدَ عَمْرًا وَتَحَطَمَ عَلَيْهِ وَقَالَ: خَالَفَنِى وَتَرَكَ رَأيى، وَجَعَلَ عَمْرٌو يَقُولُ: يَا قَيْسُ قَدْ خَبَرْتُكَ أَنَّكَ سَتَكُونُ ذَنبًا تَابِعًا لِفَرْوَةَ بْنِ مَسِّيكٍ وَجَعَلَ فَرْوَةُ يَطلُبُ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ كُلَّ الطَّلَبِ حَتَّى هَرَبَ مِنْ بِلَادهِ وَأَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَمَّا ظَهَرَ العَنْسِىُّ خَافَهُ قَيْسٌ عَلَى نَفْسِهِ فَجَعَلَ يَأْتِيهِ وَيُسَلّمُ عَلَيْه وَيَرْصُدُ لَهُ في نَفْسِهِ مَا يُرِيدُ وَلَا يَبُوحُ بِهِ إِلَى أحَدٍ، حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ وَقَدْ أَوْثَقَ فَيْرُوزُ بْنُ الدَّيلَمِىِّ عُنُقَهُ وَجَعَلَ وَجْهَهُ في قَفَاهُ وَقَتَلَهُ، فَجَرَّ قَيْسٌ رَأسَهُ
وَرَمَى بِهِ إِلَى أَصْحَابِهِ، ثُمَّ خَافَ مِنْ قَوْم العْنَسِىِّ فَعَدَا عَلَى دَاذَوَيْه فَقَتَلَهُ لِيُرْضِيَهُمْ بِذَلِكَ، وَكَانَ دَاذَوَيْهِ فِيمَنْ حَضَرَ قَتْلَ العَنْسِىِّ أَيْضًا، فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى المُهَاجِرِ بْنِ أُمَيَّةَ أَنِ ابْعَثْ إِلَىَّ بِقَيْسٍ في وَثَاقٍ، فَبَعَثَ (بِهِ) إِلَيْهِ، فَكَلَّمَهُ عُمَرُ فِى قَتْلِهِ وَقَالَ: اقْتُلهُ بِالرَّجُلِ الصَّالِحِ -يَعْنِى دَاذَوَيْهِ- فَإِنَّ هَذَا لِصٌّ عَادٍ، فَجَعَلَ قَيْسٌ يَحْلِفُ مَا قَتَلَهُ، فَأَحْلَفَهُ أبُو بَكْرٍ خَمْسِينَ يَمينًا عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّه ﷺ مَا قَتَلَهُ وَلَا أَعْلَمُ لَهُ قَاتِلًا، ثمَّ عَفَا عَنْهُ، فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: لَوْلَا مَا كَانَ مِن عَفْوِ أَبِى بَكْرٍ عَنْكَ لَقَتَلتُكَ بَداذَوَيْه، فَيَقُولُ قَيْسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ وَاللَّه أَشْعَرْتَنِى! مَا يَسْمَعُ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ إِلَّا اجْتَرَأ عَلَىَّ وَأَنَا بَرِئٌ مِنْ قَتْلِهِ، فَكَانَ عُمَرُ يَكُفُّ بَعْدُ عَنْ ذِكْرِه، وَيَأْمُرُ إِذَا بَعَثَهُ في الجُيُوشِ أَنْ يُشَاوَرَ وَلَا يُجْعَلَ إِلَيْهِ عَقْدُ أَمْرٍ، وَيَقُولُ: إِنَّ لَهُ عِلمًا بِالْحَرْبِ وَهُوَ غَيْرُ مَأْمُونٍ".
أَقْبَل رَجُلٌ مِنْ بَنِى عَامِرٍ شَيْخٌ كَبِيرٌ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصَاهُ حَتَّى مَثَلَ بَيْنَ يَدَىْ رَسُول الله ﷺ ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ تَفُوهُ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ: تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ الله أُرْسِلْتَ إِلَى النَّاسِ كَمَا أُرْسِلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ، وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِهِمْ، وَإِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ، فَمَا لَكَ وَالنُّبُوَّة؟ وَلَكِن (لِكُلِّ) قَوْلِ حَقِيقَةٌ، وَلِكُل بَدْءِ شَأنٌ، فَحَدِّثْنِى بِحَقِيقَةِ قَوْلِكَ وَبَدْءِ شَأنِكَ، وَكَانَ رَسُولُ الله ﷺ حَليمًا لاَ يَجْهَلُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَخَا بَنِى عَامِرٍ، إِنَّ للأَمْرِ الَّذِى سَأَلْتَنِى عَنْهُ قِصَصًا وَنَبأً، فَاجْلِسْ أُنْبِئْكَ بحَقيقَةِ قَوْلِى وَبَدْءِ شَأنِى، فَجَلَسَ العَامِرِىُّ بَيْنَ يَدَىْ رَسُول الله ﷺ ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : إِنَّ وَالِدِى لَمَّا بَنَى بِأُمِّى حَمَلَتْ، فَرَأَتْ فَيمَا يَرَىْ النَّائِمُ أَنَّ نُورًا خَرَجَ مِنْ جَوْفِهَا، فَجَعَلَتْ تُتْبِعُهُ بَصَرَهَا حَتَّى مَلأَ مَا بَيْنَ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ نُورًا، فَقَصَّتْ ذَلِكَ عَلَى حَكِيمٍ مِنْ أَهْلِهَا، فَقَالَ لَهَا: والله لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ لَيَخْرُجَنَّ مِنْ بَطْنِكَ غُلاَمٌ يَعْلُو ذكْرُهُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَكَانَ هَذَا الْحَىُّ مِنْ بَنِى سَعْدِ بْنِ هَوَازِنَ يَنْتَابُونَ نِسَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَيَحْضُنُونَ أَوْلاَدَهُمْ وَينْتَفِعُونَ بخَيْرِهِمْ، وَإِنَّ أُمِّى وَلَدَتْنِى فِى العَامِ الَّذِى قَدمُوا فيهِ وَهَلَكَ وَالِدِى، فَكُنْتُ يَتِيمًا فِى حِجْرِ عَمِّى أَبِى طَالِبِ، فَأَقْبَلَ النِّسْوَانُ يَتَدَافَعْنَنِى وَيَقُلْنَ: ضَرْعٌ صَغِير لاَ أَبَا لَهُ فَمَا عَسَيْنَا أَنْ نَنْتَفِعَ بِهِ مِنْ خَيْرٍ، وَكَانْ فِيهنَ امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ كبشة ابْنَةُ الْحَارِثِ، فَقَالَتْ: وَالله لاَ أَنْصَرِفُ عَامِى هَذَا خَائِبَةً أَبَدًا، فَأَخَذَتنِى وَأَلْقَتْنِى عَلَى صَدْرِهَا فَدِرَّ لَبَنُهَا فَحَضَنَتْنِى، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عَمِّى أَبَا طَالِب أَقْطَعَهَا إِبِلًا وَمُقَطَّعَاتٍ مِنَ الثِّيَاب، وَلَمْ يَبْقَ عَمُّ مِنْ عُمُومَتِى إِلَّا أَقْطَعَهَا وَكسَاهَا، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ النِّسْوَانَ، أَقْبَلْنَ إِلَيْهَا، يَقُلْنَ. أَمَا وَالله يَا أُمَّ كبْشَةَ لَوْ عَلِمْنَا بَرَكَةَ هَذَا يَكُونُ هَكَذَا؟ مَا سَبقْتينَا إِلَيْه، ثُمَّ تَرَعْرَعْتُ وَكَبِرْتُ، وَقَدْ بُغَّضَتْ إِلَىَّ أَصْنَامُ قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ، فَلاَ أَقْرَبُهَا وَلاَ آتِيهَا حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ زَمَنٍ خَرَجْتُ بَيْنَ أَتْرَابٍ لِى مِنَ الْعَرَبِ نَتَقَاذَفُ بِالأَجِلَةِ يَعْنِى البَعْرَ فِإِذَا بثَلاثَةِ نَفَرٍ مُقْبِلِينَ الأَنْهارُ، ذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَإِلَى المُسْمِعَاتِ أَسْمَعُ. قَالَ: جَوْف اللَّيْلِ الدَامِسِ إِذَا هَدَأَتِ العُيُونُ فَإِنَّ الله حَىٌّ قَيُومٌ يَقُولُ: هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتوُبُ عَلَيْهِ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرُ لَهُ ذَنْبَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعطِيهُ سُؤْلَهُ؟ فَوَثَبَ العَامِرِىُّ فَقالَ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِله إِلَّا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله
"إذا أَمرَ الله مَلَك الموْتِ بَقْبض أرْوَاح منْ استْوْجبَ النَّارَ مِنْ مُذْنبي أمَّتى، قال: بَشّرْهم بالجنَّة بَعْدَ انْتقام كَذَا وَكذا عَلَى قَدْرِ ما يُحْبسَونَ في النَّارِ".
"إذَا أويتَ إلى فراشِك قلْ: باسمِك اللهمَّ وضعتُ جنْبى، طهّرْ لي قلبى، وطيّبْ كسْبى، واغْفرْ ذَنْبى".
"إذا تابَ العبدُ أنْسَى اللهُ الحفظَةَ ذُنُوبَه وأنْسَى ذلكَ جوارحَه ومعالِمَه من الأرض حتَّى يلقى اللهَ وليسَ عليه شاهدٌ من اللهِ بذنبِ".
"إِذا خَرجَ الحاجُّ من أهله فسار ثَلاثَة أيام أو ثلاثَ ليالٍ خرج من ذنوبه كيَوْمَ ولدته أمُّهُ، وكان سائرُ أيَّامهُ درَجاتٍ، ومن كفَّنَ ميِّتًا كساهُ اللهُ من
ثياب الجنة، ومن غسَّلَ ميِّتًا خرجَ من ذنوبه، ومن حَثَا عليه الترابَ في قبرِه، كانت لهُ بكل هَبَاءَةٍ أثْقَلُ في ميزانِه من جبل من الجبَالِ" .
"إِذا دَخَلَ الضيفُ على قومٍ دخلَ برِزْقِهِ، وإِذَا خَرَجَ خَرجَ بمغفِرةِ ذنُوبهم" .
"إذا أحدثت ذنبًا فأحدث عنده توبةَ، إن سرًا فسرًا وإن علانيةً فعلانيةً".
"إِذَا اشتْكى المؤمنُ أخْلصَهَ ذَلِك مِنَ الذنوبِ كما يُخْلِصُ الكيرُ خَبَثَ الحديدِ" .
"الحَمْدُ لله الذي سقانا عذْبًا فُرَاتًا برحمتِه ولم يَجْعله مِلحًا أجَاجًا بذنُوبِنا. كان ﷺ يقوله إِذا شَرِبَ الماء" .