"عَنْ عليٍّ أَنَّ الْعَبَّاسَ سَأَلَ النَّبِىَّ ﷺ فِى تَعْجِيلِ صَدَقَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ فَرَخَّصَ لَهُ فِى ذَلِكَ ".
31.06. Actions > ʿAlī b. Abū Ṭālib (5/59)
٣١.٠٦۔ الأفعال > مسند على بن أبى طالب ص ٥
" عَنْ حُبَيْشٍ (*) قَالَ: كَانَ عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ يُضَحِّى بِكَبْشٍ عَنْ رَسُولِ الله ﷺ وَبِكَبْشٍ عَنْ نَفْسِهِ، قُلنَا لَه: يَا أمِيرَ الْمُؤمِنينَ؛ تُضَحِّىَ عَنْ رَسُولِ الله ﷺ ؟ قَالَ: أَمَرنِى رَسُولُ الله ﷺ أَنْ أُضَحِّىَ عَنْهُ، فَأَنَا عَنْهُ أَبَدًا " (*).
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ الله مَنْ يُؤَمَّرُ بَعْدَكَ؟ قَالَ: إِنْ تُؤَمِّرُوا أَبَا بَكْرٍ تَجِدُوهُ أَمِينًا زَاهِدًا فِى الدُّنْيَا، رَاغِبًا فِى الآخِرَة، وِإنْ تُؤَمِّرُوا عُمَرَ تَجِدُوهُ قَوِيّا أَمِينًا لاَ يَخَافُ فِى الله لَوْمَةَ لاَئمٍ، وِإنْ تُؤَمِّرُوا عَليّا - وَلاَ أَرَاكُمْ فَاعلينَ - تَجدُوهُ هَاديًا مَهْديّا يَأخُدُ بِكُمُ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ ".
" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: وُضِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى سَرِيرِهِ فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، فَإذَا عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ فَتَرحَّمَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: (ما) خلَّفْت أَحَدًا أحَب إِلىَّ أَنْ أَلْقَى الله بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ (الله) إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ الله مَعَ صَاحِبَيْكَ، وَذَلكَ أَنِّى كُنْتُ أُكْثِرُ أَنْ أَسْمَعَ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: ذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وعُمَرُ وَدَخَلْتُ أَنَا وأبو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَإنْ كُنْتُ لأَظَنُّذ لَيَجْعَلَنَّكَ الله مَعَهُمَا ".
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُخَافِتُ بِصَوْتِهِ إِذَا قَرَأَ، وَكَانَ عُمَرُ يَجْهَرُ بقِرَاءَتِهِ، وَكَانَ عَمَّارٌ إِذَا قَرَأَ يَأخُذُ منْ هَذِهِ السُّورَةِ وَهَذِهِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبىِّ ﷺ فَقَالَ لأَبِى بَكْرٍ: لِم تُخَافِت؟ قَالَ: إِنِّى لأُسْمِعُ مَنْ أُنَاجِى، وَقَالَ لِعُمَرَ لِمَ تَجْهَرُ بِقِرَاءَتِكَ قَالَ: أُفْزعُ الشَّيْطَانَ، وأُوقِظُ الْوسْنَانَ، وَقَالَ: لِعَمَّارٍ لِمَ تَأخُذُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ وَهَذِهِ؟ قَالَ: أتَسْمَعُنِى أَخْلِطُ بِهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ؟ قَالَ: لاَ: قَالَ: " فَكُلُّهُ طَيِّبٌ ".
"عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ أَنَّ عَليّا سُئِلَ عَنْ وضُوءِ رَسُولِ الله ﷺ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَذِراعَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَح عَلَى رَأسهِ حَتَّى لَمَّا يَقْطُرْ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ وضُوءُ رَسُولِ الله ﷺ ".
"عَنْ عَلِىٍّ أَنَّ امْرَأةَ الْوَلِيد بْنِ عُقْبَةَ أَتَتِ النَّبىَّ ﷺ فَقَالَت: - يَا رَسُولَ الله إِنَّ الْوَلِيدَ يَضْرِبُهَا، قَالَ: قُولِى لَهُ: إِنَّ رَسُولَ الله قَدْ أَجارَنِى، فَلَمْ تَلْبَثْ إلَّا يَسيرًا حَتَّى رَجَعَتْ فَقَالَتْ: مَا زَادَنِى إِلاَّ ضَرْبًا، فَقَطَعَ النَّبىُّ ﷺ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهِ فَدَفَعَهَا إِلْيهَا وَقَالَ: قُولِى لَهُ: إِنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَدْ أجَارَنِى، فَلَمْ تَلبَثْ إِلَّا يَسيرًا حَتَّى رَجَعَتْ فَقَالَتْ: مَا زَادَنِى إِلَّا ضَرْبًا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: " اللَّهُمَّ عَلَيْكَ الْوَلِيدَ أَثِمَ بِى مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا".
"عَنْ عَبْدِ الله بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ لِى عَلِىٌّ: أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا طَلَبْتَ حَاجَةً وَأَرَدْتَ أَنْ تَنْجحَ فَقُلْ: لاَ إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ العلىُّ الْعَظِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ ".
" عَنْ عليٍّ قَالَ: إنَّ الله هُوَ الَّذِى سَمَّى أَبَا بَكْرٍ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ الله ﷺ صِدِّيقًا".
" عَنْ أَبِى يحيى قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًا يَحْلِفُ بِالله فِيه: أُنْزِلَ (اسْمُ) أَبِى بَكْرٍ مِنْ السَّمَاءِ الصِّديق ".
"عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبُرَةَ قَالَ: سَأَلْنَا عَلِيّا عَنْ عُثْمَانَ فَقَالَ: ذَاكَ امْرُؤٌ يُدْعَى فِى الْمَلأِ الأَعْلَى ذَا النُّورَيْنِ، خَتَنَ رَسُولِ الله ﷺ عَلَى ابْنَتَيْهِ، ضَمِنَ لَهُ رَسُول الله ﷺ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ ".
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : " أَلاَ أَسْتَحِى مِمَّنْ تَسْتَحِى مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ: عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ".
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يَرْكَبُ حِمَارًا اسْمُهُ عُفَيْرٌ".
كَانَ رَسُولُ الله ﷺ إِذَا قَامَ إلَى الصَّلاَةِ كَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ: وَجَّهْتُ وَجهِى لِلَّذِى فَطَرَ السَّمَوات وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكينَ، إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكى وَمَحْيَاى وَمَمَاتِى لله ربِّ الْعَالمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، اللَهُمَّ أنْتَ الْمَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ربِّى وأنا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِى وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِى فَاغْفِرْ لى ذُنُوبِى جميعًا، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، وَاهْدِنِى لِأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ، لاَ يَهْدِى لأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنّى سيِّئَها، لاَ يَصْرِفُ عنِّى سيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ، لَبَّيْكَ
وَسَعْديْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِى يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ، وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِركَ وأتُوبُ إليكَ، وإذَا ركَعَ قَالَ: اللَّهُمَّ لكَ رَكَعْتُ وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِى وَبَصَرِى وَمُخِّى وَعظْمِى وَعَصَبِى، وَإذَا رَفَعَ قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئتَ مِنْ شَئٍ مِنْ بَعْدُ، وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِى لِلَّذِى خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ الله أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّى، أَنْتَ الْمُقِدِّمُ وَأَنْتَ الْمؤخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ
"عَنْ عَلىٍّ قَالَ: لَمَّا قَتلْتُ مَرْحبًا جِئْتُ بِرَأسِهِ إِلَى النَّبِى ﷺ ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: إِنَّ مِنَ السُّنَةِ فِى الصَّلاَةِ وَضْع الأكُفِّ عَلَى الأكُفِّ، وَفِى لَفْظٍ: وَضْعُ الْيَمينِ عَلَى الشِّمِالِ تَحْتَ السُّرَّةِ".
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: إِن مِنَ السُّنَّة فِى الصَّلاَةِ المَكْتُوبَةِ، إِذَا نَهَضَ الرَّجلُ فِى الركْعَتَيْنِ الأولَتَيْنِ أنْ ألا يَعْتَمِدَ عَلَى الأرْضِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ شَيْخًا كَبِيرًا لاَ يَسْتَطِيعُ ".
" عَنْ عَلىٍّ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا نَؤوما وَكُنْتُ إِذَا صَلَّيْتُ المَغْرِبَ وَعَلَى ثِيَابِى نِمْتُ ثَمَّ، فَأنَامُ قَبْلَ العِشَاءِ، فَسَألْتُ رَسُولَ الله ﷺ عَنْ ذَلِكَ فَرَخَّصَ لِى".
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِه الآيَةُ {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} وقَالُوا يَا رَسُولَ الله: أفِى كُلِّ عَامٍ؟ فَسَكَتَ، فَقَالُوا: أَفِى كُلِّ عَامٍ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالُوا: افِى كُل عَامٍ؟ قَالَ: لاَ. وَلَوْ قُلتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، فأنْزَلَ الله {يَاأَيُّهَا آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ ".
" عَنِ الْحكَم، عَمَنْ سَمِعَ عَلِيّا وَابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولاَنِ: قَضَى رَسُولُ الله ﷺ بِالجِوَارِ".
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُول الله ﷺ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالحَرَّة بِالسُّقْيَا قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : ائْتُونِى بِوَضُوء، فَلَمَّا تَوَضأَ قَامَ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، ثُمَّ كَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ عَبْدَكَ وَخَلِيلَكَ دَعَاكَ لأِهْلِ مَكَّة بِالبَرَكَةِ، وَأَنَا مُحَمَدٌ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَإنِّي أَدْعُوكَ لأهْلِ المَدِينَةِ أَنْ تُبَارِكَ لَهُمْ في مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ مِثْلَىْ مَا بَارَكتَ لأِهْلِ مَكَّةَ مَعَ البَرَكَةِ بَركَتَيْنِ ".
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: سَيَأتِى عَلَى النَّاسِ زَمَان عَضُوضٌ، يَعَضُّ المُوسِرُ عَلَى مَا فِى يَدَيْه وَلَمْ يُؤْمَرْ بِذَلِكَ، قَالَ الله تَعَالَى: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} ويَنْهَدُ الأشرارُ، وَيُستَذَل الَأخْيَارُ ويُبَايَعُ المُضطَّرُونَ، وَقَدْ نَهَى رَسُولُ الله ﷺ عَنْ بَيْع المُضْطَرِّينَ، وَعَنْ بَيعْ الغَرَرِ، وَعَنْ بَيعْ الثَّمَرِة قَبْلَ أنْ تُدْرِكَ".
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ أصَبْنَا مِنْ ثمَارِهَا، فَاجْتَوَيْنَاهَا وَأصَبْنَا بِهَا وَعْكٌ وَكَانَ النَّبِىُّ ﷺ يَتَخَبَّرُ عَنْ بَدْرٍ، فَلَمَّا بَلَغَنَا أَنَّ المُشْرِكِينَ قَدْ أقْبَلُوا سَارَ رَسُولُ الله ﷺ إِلَى بدر وَبَدْرٌ بِئْرُ، فَسَبقْنَا المُشْرِكينَ إِلَيْهَا فَوَجدْنَا فِيهَا رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ؛ رَجُلًا مِنْ قُرَيشٍ، وَمَوْلى لِعُقْبَةَ بْنِ أبِى مُعَيْطٍ، فَأمَّا القُرشِيُّ فَانَفَلَتَ، وَأمَّا مَوْلَى
عُقْبَةَ فَأخَذْنَاهُ، فَجَعَلنَا نَقُولُ لَهُ: كَمِ القَوْمُ؟ فَيَقُولُ: هُمْ وَالله كَثِير عَدَدُهُمْ شَدِيدٌ بَأسُهُمْ، فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا قَالَ ذَلكَ ضَرَبُوهُ حَتَّى انْتَهُوا بِهِ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ فَقَالَ لَهُ: كَمِ القَوْمُ؟ قَالَ: هُمْ وَالله كَثير عَدَدُهُمْ شَدِيدٌ بَأسُهُمْ، فَجَهِدَ النبِيّ ﷺ أنْ يُخْبرهُ كمْ هُمْ، فَأبَى، ثُمَّ إِنَّ النَّبِىَّ ﷺ سَألَه: كمْ يَنْحَرُونَ مِنَ الجُزُرِ؟ فَقَالَ: عَشْرًا كُل يَوْمِ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ القُوْمُ ألْفٌ، كُل جَزُورٍ لمِائَة وَتَبعهَا، ثُمَّ إِنَّهُ أَصَابَنَا مِنَ اللَّيْلٍ طَمشٌّ مِنْ مَطَرٍ، فَانْطَلَقْنَا تَحْتَ الشَّجَرِ وَالجَحَفِ نَسْتَظِل تَحْتَهَا مِنَ المَطَرِ، وَبَاتَ رَسُولُ الله ﷺ يَدْعُو رَبَّهُ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْفئَة لاَ تُعْبَدْ، (قال: ) فَلَمَّا أَنْ طَلَعَ الْفَجْرُ نَادَى: الصَّلاةَ عِبَادَ الله، فَجَاءَ النَّاسُ مِنْ تَحْتِ الشَّجَرِ وَالجَحَفِ، فَصَلَّى بنَا رَسُولُ الله ﷺ وَحَرَّضَ عَلَى الْقتَالِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ جَمْعَ قُرَيْشٍ تَحْتَ هَذه الضِّلَعِ الْحَمْرَاء مِنَ الْجَبَلِ، فَلَمَّا دَنَا القَوْمُ مِنَّا وَصَافَقْنَاهُمْ إِذَا رَجُلٌ مِنهُمْ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحمرَ يسِيرُ فِى القَوْمِ فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : يَا عَلِىُّ، نَادِ لِى حَمْزَةَ، وَكَانَ أقْرَبَهُمْ إِلَى المشركين من صاحب الجمل الأحمر يقول لهم، ثم قال رسول الله ﷺ إِنْ يَكُنْ في القَوْمِ أَحدٌ يأمُرُ بِخَيْرٍ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ الجَمَلِ الأحْمَرِ، فَجَاءَ حَمْزَةُ فَقَالَ: هُوَ عُتبَةُ بْنُ رَبِيَعةَ وَهُوَ يَنْهَى عَنِ القِتَالِ وَيَقُولُ لَهُمْ: يَا قُوْمُ إِني أَرَى قَوْمًا مُسْتَمِيتينَ، لاَ تَصِلُونَ إِلَيْهِمْ وَمِنكُمْ خَيْرٌ، يَا قَوْمُ، اعْصِبُوهَا اليَوْمَ بِرَأسِى وَقُولُوا جَبُنَ عُتبَةُ بْنُ ربَيَعةَ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أني لَسْتُ بَأجْبَنِكُمْ، فَسَمِعَ ذَلِكَ أبُو جَهْل فَقَالَ: أنْتَ تَقُولُ هَذَا؟ وَالله لَوْ غَيْرُكَ يَقُولُ (هَذَا) لأعْضَضْتُهُ، قَدْ مَلأَتْ رِئَتُكَ جوفك رُعبًا، فَقَالَ عتبَةُ: إِيَاىَّ تُعَيِّرُ يا مُصَفِّرَ إسْتِهِ سَتَعْلمُ اليَوْمَ أيُّنَا الجَبَانُ، (قَالَ) فَبَرزَ عتبَةُ وَأخُوهُ شَيْبَةُ وابْنَهُ الْوَلِيْدُ حَمِيَّةً، فَقَالُوا: مَنْ يُبَارِزُ؟ فَخَرجَ فِتْيَةٌ مِنَ الأنْصْارِ ستَّة، فَقَالَ: عُتْبَةُ: لاَ نُرِيدُ هَؤُلاَءِ، وَلَكِنْ يُبَارِزُنَا مِنْ بَنِى عَمِّنَا مِنْ بَنِى عَبْد المُطلِبِ فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : قُمْ يَا عَلِى وقم يَا حَمْزَةُ، وَقُمْ يَا عُبَيْدَةُ بْنَ الْحَارَثِ (بْنِ الْمُطلِبِ)، فَقَتَلَ الله عُتبَةَ وَشَيْبَةَ ابْنَى رَبِيعَةَ وَالوَلِيدَ بْنَ عتبَةَ، وَجُرحَ عُبَيْدَةُ، فَقَتلنَا منْهُمْ سَبْعِينَ، وأسَرْنَا سَبْعِينَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ (قَصِيرٌ) بالعِباسِ بْنِ عَبْد المُطلِبَ أسِيرًا، فَقَال العباسُ يَا رَسُولَ الله، إِنَّ هَذَا وَالله مَا أسَرَنِى، لَقَدْ أَسَرَنِى رَجُلٌ
أجْلَحٌ مِنْ أحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا عَلَى فَرَس أَبْلَقَ مَا أَرَاهُ في القَوْمِ، فَقَالَ الأنْصَارِىُّ: أَنَا أَسَرْتُهُ يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ: اسْكُتْ فَقَدْ أَيّدَكَ الله بِمَلَك كَرِيمٍ، فَقَالَ عَلِىٌّ: (فَأسَرْنَا) وَأسَرْنَا مِنْ بَنِى عَبْدِ المُطلِبِ الْعَبَّاسَ وَعُقيلًا، وَنَوْفَلَ بْنَ الحَارِثِ".
" عَنْ عَلِىٍّ أَنَّهُ سُئِلَ هَلْ يَرْكَبُ الرَّجُلُ هَدْيَهُ؟ فَقَالَ: لاَ بَأسَ بِهِ، قَدْ كَانَ النَّبِى ﷺ يَمُر بِالرِّجالِ يَمْشُونَ فَيَأمُرُهُمْ يَرْكبُونَ هَدْىَ النَّبِىَّ ﷺ قَالَ: وَلاَ تَتَّبِعُونَ شَيْئا أفْضَلَ مِنْ سُنةِ نَبِيِّكُمْ ﷺ ".
"عَنْ عَلِى قَالَ: كَانَ النَّبِي ﷺ إذَا رَكَعَ لَوْ وُضِعَ قَدَحٌ مِنْ مَاءٍ عَلَى ظَهْرِهِ لَمْ يُهْرَاق".
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يُصَلِّى عَلَى أَثَرِ كُل صلاة مَكْتُوبَةٍ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا الْفَجْرَ. وَالْعَصْرَ".
" عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلىِّ عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَن عَلِيّا كان يَسِيرُ حتى إِذَا غَرَبَتِ الشَّمسُ وَأظلَمَ نَزَلَ فَصَلَّى الْمَغرِبَ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ عَلَى أَثَرِهَا، ثُمَّ يَقُولُ: هَكَذَا رَأيْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَصْنَعُ ".
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: كَانَ النَّبِى ﷺ يَصُومُ عَاشُورَاءَ وَيَأمُرُ بِهِ".
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: لَقَدْ رأيْتنِى مَعَ رَسُولِ الله ﷺ وَإنِّى لأرْبِطُ الْحَجَرَ عَلَى بَطنِى مِنَ الْجُوع، وَإنَّ صَدَقَتِى اليَوْمَ لتَبْلُغُ أرْبَعينَ أَلفًا".
"عَنْ مُحمَّدِ بْنِ كَعْب القُرظِىِّ أَنَّ أَهْلَ العرَاقِ أصَابَتْهُمْ أَزْمَةٌ، فَقَامَ بَيْنَهُمْ عَلِى بْنُ أَبِى طَالبِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أبْشرُوا، فَوَالله إِني لأرْجُو أَنْ لاَ يَمُرَّ عَلَيْكُمْ إِلَّا يَسِيرٌ حَتَّى تَرَوْا مَا يَسُركُمْ مِن الرَّفاء وَاليُسْرِ، قَدْ رَأيْتُني مَكَثْتُ ثَلاَثَةَ أَيامٍ مِنَ الدَّهْرِ مَا أَجدُ شَيْئًا آكُلُهُ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَقْتُلَنِى الجُوعُ، فَأرْسلتُ فَاطِمَةَ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ تَسْتَطعِمُهُ لِى، فَقَالَ: يَا بُنَيةُ: وَالله مَا فِى البَيْتِ طَعَامٌ يَأكلُهُ ذُو كَبِد إِلَّا مَا تَرَيْنَ - لِشَىْء قَليلٍ بَيْنَ يَدَيْهِ - وَلَكِنْ ارْجِعي فَسَيْرزُقُكُمُ الله، فَلَمَّا جَاءَتْنِى فَأخْبَرَتْنِى وَانْفَلَتتْ وَذَهَبَتُ حَتَّى آَتِى بَنِى قُرَيظَةَ فَإِذا يَهُودِىٌّ عَلَى شَفةِ بِئْرٍ فَقَالَ: يَا عَرَبِى: هَلْ لَكَ أَنْ تَسْقِى لِى نَخْلِى وَأُطْعِمُكَ؟ قُلتُ: نَعَمْ، فَبايَعْتُهُ عَلَى (أَنْ) أَنْزعَ كُلَّ دَلوٍ بِتَمْرَة، فَجَعَلتُ أَنْزعُ فَكُلَّمَا نَزَعْتُ دَلوا أَعطَانِى تَمْرَةً، حَتَّى إِذَا امْتَلأتْ يَدَىَّ مِنَ التَّمْرِ قَعَدْتُ فَأكلتُ وَشَرِبْتُ مِنَ المَاء، ثُمَّ قُلتُ: يَا لَكِ بَطنًا لَقَدْ لَقِيتُ اليَوْمَ (ضُرّا)، ثُمَّ نَزَعْتُ مِثْل ذَلِكَ لابْنَةِ رَسُولِ الله ﷺ ثُمَّ وضَعْتُ ثُمَّ (انفلتُّ) رَاجِعًا، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ إِذَا أَنَا بِدِينارٍ مُلقىً، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَقَفْتُ أنْظُرُ إِلَيْهِ وَأؤَامِر نَفْسِى أآخُذُهُ أمْ أَذَرُهُ، فَأبَتْ نَفْسِى إِلاَّ أَخْذهُ وَقُلتُ: أَسْتَشِيرُ رَسُولَ الله ﷺ فَأخَذْتُهُ، فَلَمَّا جِئْتُهَا أَخْبَرْتُهَا الخَبَرَ، قَالَتْ: هَذَا رِزْقٌ مِنَ الله فَانْطَلِقْ فَاشْتَرِ لَنَا دَقِيقًا، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى جِئْتُ السُّوقَ، فَإِذَا يَهُودِىّ مِنْ يَهُودِ فَدكَ جَمَعَ دَقَيقًا مِنْ دَقِيقِ الشَّعِيرِ فَاشْتَرَيْتُ منه، فَلَمَّا اكتَلتُ (مِنْهُ) قَالَ: مَا أنْتَ مِنْ أبِى القَاسِم؟ قُلتُ: ابْنُ عَمِّى وَابْنَتُهُ امْرَأَتِى، فأعطَانِى الدِّينَارَ، فَجِئْتُهَا فَأَخْبَرْتُهَا الخَبَرَ، فَقَالَتْ: هَذَا رِزْقٌ مِنَ الله - عَزَ وَجَل - فَاذهَب بِهِ فَارْهَنْهُ بِثَمَانِيَة قَرَارِيطَ ذَهَبٍ في لَحْمٍ، فَفَعَلتُ، ثُمَّ جئْتُهَا به فَقَطَّعْتُهُ لَهَا وَنَصَبْت، ثُمَّ عَجَنَتْ وَخَبَزَتْ، ثُمَّ صَنَعْنا طَعَامًا وَأَرْسَلتُهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَجاءَنَا، فلَمَّا رَأَى الطَّعَامَ قَالَ: مَا هَذَا؟ ألَمْ تَأتِنِى آنِفًا تَسْأَلنِى؟ فَقُلنَا: بَلَى اجْلسْ يَا رَسُولَ الله نُخْبِركَ الخَبَرَ فَإِنْ رَأيْتَهُ طَيِّبًا أكَلتَ وَأكَلنَا، فَأخْبَرْنَاهُ الخَبَرَ فَقَالَ: هُوَ طَيّب فَكُلُوا بِسْم الله، ثُمَّ قام رَسُولُ الله ﷺ فَخَرَجَ، فَإذا هُوَ بَأعرَابِية تَشْتَدُّ كأَنَّهُ نُزِعَ فُؤَادُهَا، فَقَالَتْ: يا رَسُولَ الله إِنّى أبْضَعُ مَعِى بِدِينَار فَسَقَطَ مِنِّى وَالله مَا أدْرِى أيْنَ سَقَطَ، فَانْظُرْ بِأبِى وَأمِّي أيْنَ (أَنْ) يُذْكر
لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : ادع لِى عَلِى بْنَ أَبِى طَالِبٍ، فَجِئْتُهُ فَقَالَ: اذهَبْ إِلَى الجَزَّارِ فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: إِنَّ قَرَارِ يطَكَ عَلَيَّ فَأرْسِلْ بِالدِّينَارِ، فأرْسَلَ بِهِ، فأعْطَاهُ الأعْرَابِيَّةَ فَذَهَبَتْ بِهِ".
"عَنْ عَلىٍّ قَالَ: سَألَتْ خَدِيجَةُ النَّبِىَّ ﷺ عَنْ وَلَديْنِ مَاتَا لَهَا فِى الجَاهلِيةِ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : هُمَا فِى النَّارِ، فَلَمَّا رَأى الكَرَاهِيَةَ فِى وَجْهِهَا قَالَ: لَوْ رَأيتِ مَكَانَهُمَا لأبْغَضْتِهِمَا، قَالَتْ يَا رَسُولَ الله: فَوَلَدَىَّ مِنْكَ؟ قَالَ: فِى الجَنَّةِ، ثُمَّ قال رَسُولُ الله ﷺ : إِنَّ الْمُؤْمِنينَ وَأَوْلاَدهُمْ فِى الجَنَّةِ، وَإنَّ الْمُشْرِكينَ وأَولاَدهُمْ فِى النارِ، ثُمَّ قَرَأ رَسُولُ الله ﷺ {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} (*).
"عَن ابْنِ الحَنَفِيَّة قَالَ: لَوْ كَانَ عَلِىٌّ ذَاكِرًا عثمَانَ بِشر ذَكَرَهُ يَوْمَ جَاءَهُ نَاسٌ فَشكُوا سُعَاةَ عثمَانَ فَقَالَ لِى عَلِىٌّ: اذهَبْ بِهَذَا الكِتَاب إِلَى عثمانَ فأخْبِرْهُ أنَّ فيهِ صَدَقَةَ رَسُولِ الله ﷺ فَمُرْ سُعَاتَكَ يَعْمَلَوُن بِهَا، فأتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ: أَغْنِهَا عَنَّا، فَأتَيْتُ بِهَا عَلِيا فَأخْبَرْتُهُ فَقَالَ: لاَ عَلَيْكَ ضعْهَا حَيْثُ أَخَذْتَهَا".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: كَانَتْ لِى شَارِفٌ مِنْ نَصيبي مِنَ المَغْنَم يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ النبِيُّ ﷺ أَعْطَانِى شَارِفَا مما أفاء الله عَلَيْهِ مِنَ الخُمْسَ يَوْمَئِذ، فَلَمَّا أرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِى
بِفَاطِمَةَ ابْنَةَ النبِيِّ ﷺ وَاعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغا فِى بَنِى قَيْنُقَاع أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِى فَنَأتِى بِإِذخِرٍ، وَأرَدْتُ أنْ أبيعَهُ فِى الصَّوَاغِينَ، فَأسْتَعِين بِهِ فِى وَلِيمَةِ عُرْسِى، فَبَيْنَا أَنَا أَجْمَعُ لِشَارِفَىَّ مَتَاعًا مِنَ الَأقْتَابِ وَالغَرَائِرِ وَالْحِبَالِ وَشَارِفَاىَ مُنَاخَانِ إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ حَتَّى جَمَعْتُ مَا جَمَعُت فَإِذَا أَنَا بِشَارِفِىَّ قَد أجتُبَّتْ أسْنمتُهُمَا، وَبُقِرَتْ خَوَاصرُهُمَا، وَأُخِذَ مِنْ أَكبَادِهِمَا، فَلَمْ أمْلِكْ عَيْنَىَ حينَ رَأيْتُ ذَلِكَ المَنْظَر (مِنْهُمَا) فَقُلتُ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ قَالُوا: فَعَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَهُوَ في هَذَا البَيْتِ في شَرْبٍ مِنَ الأنْصَارِ غَنَّتْهُ قَيْنَةٌ وَأصْحَابَهُ، فَقَالَت في غِنَاهَا: ألاَ يَا حَمْزَ لِلشُّرُفِ النَّوَاءِ فَوَثَبَ حمزَةُ إِلَى السَّيْفِ، فَاجْتَث أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَأَخَذَ مِنْ أكبادِهِمَا، (قَالَ عَلِىٌّ). فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى النَّبِي ﷺ وَعنْدهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَعَرفَ النَّبِي ﷺ فيَ وجْهِى الَّذِى لَقِيتُ، فَقَالَ: مَا لَكَ؟ قُلتُ: يَا رَسُولَ الله (وَالله) مَا لَقِيت كَاليَوْمِ (قَطُّ) عَدَا حَمْزَةُ عَلَى نَاقَتَىَّ فَاجْتَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَر خَوَاصِرَهُمَا، وهَا هُوَ ذَا في بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ، فَدَعَا رَسُولُ الله ﷺ بِرِدَائِهِ فَارْتَدَاهُ ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشي وَاتبعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، حَتَّى جَاءَ البَيْتَ الَّذِى فِيهِ حَمْزَةُ فَاستَأذَنَ عَلَيْهِ فَأذِنَ لَهُ (فإذا هُمْ شَرْبٌ) فَطَفِقَ النَّبِىُّ ﷺ يَلُومُ حَمْزَةَ فِيمَا فَعَلَ، فَإذَا حَمْزَةُ ثَمِلٌ مُحْمَرَةٌ عَيْنَاهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إِلَى النَّبِى ﷺ فَصَعَّدَ النظَرَ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ صَعَدَ النظَرَ (فَنَظَرَ) إِلَى سُرَّتهِ، ثُمَّ صَعَدَ النَّظَرَ فنظر إِلَى وَجْههِ، ثُمَّ قَالَ حَمْزة: وَهَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبيدٌ لأِبِى؟ فَعَرَفَ النبِيّ ﷺ أَنَهُ ثَمِلٌ، فَنَكَصَ رَسُولُ الله ﷺ عَلَى عَقِبَيْهِ القَهْقَرَى فَخَرَجَ وَخَرجْنَا مَعَهُ".
. . . .
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: وَالله مَا عَهِدَ إِلَى رَسُولُ الله ﷺ عَهْدًا إِلاَّ شَيْئًا عَهِدَهُ إِلَى النَّاسِ، وَلَكِن النَّاسِ وَقَعُوا عَلَى عثمَانَ فَقَتَلُوهُ، وَكَانَ غَيْرِى مِنه أَسْوَأَ حَالًا وَفِعْلًا مِنِّى، ثُمَّ إِنى رَأَيْتُ أَنى أَحَقُّهُمْ بِهَذَا الأمْرِ فَوَثَبْتُ عَلَيْهِ، فَالله أعْلَمُ أصَبْنَا أمْ أَخْطَأنَا".
"عَنْ حِنْشٍ قَالَ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى عَلِىَّ بِالنَّاسِ فَقَرَأ يَس أو نَحْوَهَا، وَفِى لَفْظٍ: بِالحِجْرِ أو يَس، وَفِى لَفْظٍ بيس وَالرومِ، وَفِى لَفْظ سُورَة مِنَ المِئِين أوْ نَحْوِهَا، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِنْ قَدْرِ السُّورَةِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ قَامَ قَدْرَ السُّورَةِ يَدْعُو ويكبر، ثُمَّ رَكَعَ قَدْرَ قِرَاءَتِه أَيْضًا ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ قَامَ أيْضًا قَدْرَ السُّورِة، ثُمَّ رَكعَ قَدْرَ ذَلِكَ أَيْضًا، ثُمَّ صَلَّى أَرْبَعَ رَكعَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدهُ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ في الركعَةِ الثانِيةِ فَفَعَلَ كَفِعْلِهِ في الركعَةِ الأولَى، وَفي
لَفْظ: فَقَرأ بِإِحْدَى هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ - يَعْني: الحِجْرَ أوْ يَس - ثُمَّ جَلَسَ يَدْعُو وَيَرْغَبُ حَتَّى انكَشَفَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ حَدثهُمْ أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ كَذَلِكَ فَعَلَ".
" عَنْ عَلِىٍّ أنَّ النَّبِىَّ ﷺ خَيَّرَ نِسَاءَهُ الدُّنيَا وَالآخرةَ، وَلَمْ يُخَيِّرْهُن الطَّلاَقَ".
"عَنْ عَلِىٍّ كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يُصَلِّى مِنَ الضُّحَى".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ الله ﷺ الضُّحَى حَينَ كَانَتِ الشَّمْسُ المَشْرِقِ في مَكَانِهَا مِنَ المَغْرِبِ صَلاَةَ العَصْرِ".
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : مَنْ سَألَ مَسْأَلَةً عَنْ ظَهْرِ غنًى اسْتَكْثَرَ بِهَا مِنَ رَضْفِ جَهَنَّمَ، وَفِى لَفْظ: اسْتَكْثَرَ بِهَا فَإنَّهَا هِى رَضْفٌ مِن رَضْفِ جَهَنَّمَ، قَالُوا يَا رَسُولَ الله: وَمَا ظَهْرُ غِنًى؟ قَالَ: عَشَاءُ لَيْلَةٍ".
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: قِيلَ لي وَلأبِى بَكْر يَوْمَ بَدْر: مَعَ أحَدِكمَا جِبْرِيلُ (ومع أحدكما جبريل) وَمَعَ الآخَرِ مِيكَائيلُ، وَإسْرَافِيلُ مَلَكٌ عَظِيمٌ يَشْهَدُ القتَالَ أوْ يَقِفُ فِى الصَّفِّ".
" عَنْ عَلىٍّ قَالَ: كانَ لِلمُغِيرَة بْنِ شُعْبَةَ رمحٌ فُكنا إِذَا خَرَجْنَا مَعَ رسُولِ الله ﷺ في غَزَاة خَرجَ بِهِ مَعَهُ فَيرْكُزُهُ فَيَمُرُّ النَّاسُ عَلَيْهِ فيَحْمِلُونَهُ، فَقُلتُ: لَئِنْ أَتَيْتُ النَّبِىَّ ﷺ لأخْبِرَنهُ، فَقَالَ: لاَ تَفْعَلْ، فَإنَّكَ إِن فَعَلتَ لم تُرْفَعْ ضَالتكَ، فَتَركَهُ ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَشْرُ آيَات مِنْ بَرَاءَةَ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ دعا النَّبِى ﷺ : أبَا بَكْرٍ فَبَعَثَهُ بِهَا ليَقْرَأهَا عَلَى أهْلِ مَكَّةً، ثُمَّ دَعَانِى النَّبِىُّ ﷺ : أَدْرِكْ أبَا بَكْرٍ فَحَيْثُمَا لَحِقْتَهُ فَخُذِ الكِتَابَ مِنْهُ فَاذْهَبْ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَاقْرَأهُ عَلَيْهِمْ، فَلَحِقْتُهُ بالجُحْفَةِ فَأخذتُ الكتَابَ مِنْهُ وَرَجَعَ ابُو بَكْرٍ إِلَى النبِيِّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله: نَزَلَ فىَّ شَىْءٌ؟ قَالَ: لاَ، وَلَكِن جِبْرِيلَ جَاءَنِى فَقَالَ: لَنْ يُؤَدِّىَ عَنْكَ إِلاَّ أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ".
" عَنْ عَلِىٍّ أَن النَّبِىَّ ﷺ حِينَ بَعَثَهُ بِبَراءَةَ قَالَ يَا نَبِىَّ الله: إِنِّى لَسْتُ بِاللَّسِنِ وَلاَ بِالخَطِيبِ، قَالَ: مَا بُدٌّ لي أَنْ أَذْهَبَ بِها أَنَا، أَوْ تَذْهَبَ بِهَا أَنْتَ، قَالَ: فَإِنْ كانَ وَلاَ بُدَّ فَسَأذهَبُ أَنَا، قَالَ: انْطَلِقْ فَإِنَ الله يُثبَتُ لِسَانَكَ، وَيَهْدِى قَلبَكَ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَه عَلَى فِيهِ وَقَالَ: انْطَلِقْ فَاقْرَأهَا عَلَى النَّاسِ، وَقَالَ: إِن النَّاسَ سَيَتَقَاضَوْنَ إِلَيْكَ فَإِذَا أَتَاكَ خَصْمَانِ فَلاَ تَقْضِيَن لِوَاحِدٍ حَتَّى تَسْمَعَ كَلاَمَ الآخَرِ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ تَعْلَمَ لِمَنِ الحَقُّ ".
" عَنْ زَيْدِ بن أُثيَع قَالَ: سَألنَا عَلِيّا بِأَى شَىْءٍ بُعثْتَ فِى الحَجَّةِ؟ قَالَ: بُعِثْتُ بأرْبَعٍ (*) ولاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلاَّ نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ، وَلاَ يَطُوفُ بِالبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَلاَ يَجْتَمِعُ مُسْلِم وَمُشْرِكٌ فِى المَسْجِدِ الحَرَام بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا، وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِىَّ ﷺ عَهْدٌ فَعَهْدُهُ إِلَى مُدَتِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَهْدٌ فَأجَلُهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ".
" عَنْ أبِى وَائلٍ قَالَ: أَتَى عَلِيّا رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَميرَ الْمُؤْمنيِنَ إِنِّى عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِى فَأعِنِّى، فَقَالَ: ألاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنيهِن رسُولُ الله ﷺ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صَبِيرٍ دَنَانِيرُ لأدَّاهَا الله عَنكَ؟ قُلْ: اللَّهُمَ اكفِني بِحَلاَلِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَاغْنِنِى بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ".
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ الله ﷺ وَأَنَا قَاعِدٌ فَقَالَ: يَا رسُولَ الله أى شَهْرٍ تَأمرنى أنْ أصومَ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ قَالَ: إِنْ كُنْتَ صَائِمًا بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ فَصُم المُحَرَّمَ فَإِنَّهُ شَهْرُ الله، وَفِيهِ يَوْمٌ تَابَ الله فِيهِ عَلَى قَوْمٍ وَيَتُوبُ فِيهِ عَلَى آخَرِينَ".
" عَنْ عَلِىٍّ: أُتِىَ رَسُولُ الله ﷺ بِرَجُل قَتَلَ عَبْدَهُ مُتَعَمَدًا فَجَلَدَهُ رَسُولُ الله ﷺ مِائَة، وَنَفَاهُ سَنَة، وَمَحَا سَهْمَهُ مِنَ الْمُسْلِمينَ وَلَمْ يُقدهُ بِهِ".
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: بِتُّ عنْدَ النَبِىِّ ﷺ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاَتهِ وَتَبَوَّأَ مَضْجَعَهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، اللَّهُمَّ لاَ أَسْتَطِيعُ ثَنَاءً عَلَيْكَ وَلَوْ حَرَصْتُ، وَلَكِنْ أَنْتَ كَمَا أثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ".
" عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: أُهْدِىَ لِرَسُولِ الله ﷺ رَقِيقٌ أَهْدَاهُ لَهُ بَعْضُ مُلُوكِ الأعَاجِمِ، فَقُلْتُ لِفَاطِمَةَ: إِيتِ أَبَاكِ فَاسْتَخْدِمِيهِ خَادِمًا، فَأَتَتْ فَاطِمَةُ فَلَمْ تَجِدْهُ، وَكَانَ يَوْمَ عَائِشَةَ، ثُمَّ رَجَعَتْ مَرَّةً أُخْرَى فَلَمْ تَجِدْهُ، وَاخْتَلَفَتْ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يَأتِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى صَلاَة العِشَاءِ، فَلَمَّا أَتَى أخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ أَنَّ فَاطِمَةَ أَتَتْهُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَأَتَى فَاطِمَةَ فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكِ مِنْ بَيْتِكِ؟ قَالَ: وَطَفقْتُ أَغْمِزُهَا أَقُولُ: اسْتَخْدِمِى أَبَاكِ، فأَدْنَتْ إِلَيْه يَدَهَا فَقَالَتْ: قَدْ مَجَلَتْ يَدَاىَ مِنَ الرَّحَى، لَيْلَتِى جَمِيعًا أُدِيرُ الرَّحَى حَتَّى أُصْبِحَ، وَأَبُو الْحَسَنِ
" عَنْ عَلىٍّ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ قَالَ لِفَاطِمَةَ: قُومِى يَا فَاطِمَةُ فَاشْهَدِى أُضْحِيَتَكِ، أَمَا إِنَّ لَكِ بَأَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُر مِنْ دَمِهَا مَغْفِرَةً لِكُلِّ ذَنْبٍ أَصَبِتْيِه، أَمَا إِنَّهُ يُجَاءُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلُحُومِهَا وَدِمَائِهَا سَبْعينَ ضِعْفًا، ثُمَّ تُوضَعُ في مِيزَانِكِ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِىُّ أَىْ رَسُولَ الله: أَهَذِهِ لِآلِ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً فَهُمْ أَهْلٌ لِمَا خُصُّوا بِهِ مِنْ خَيْرٍ أَمْ لآلِ مُحَمَّدٍ وَلِلنَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ؟ بَلْ هُنَّ لآلِ مُحَمَّدٍ وَلِلنَّاسِ عَامَّةً ".