"عَن عمرو بن يحيى بن سعيد الأموى عن جدِّه أن سعيدَ بن العاص أتى عمرَ يستزيدُه في دارهِ التى بالبَلاطِ وخطط أعمامه مع رسولِ اللَّه ﷺ فقال عمرُ: صلِّ مَعِى الغدَاةَ ونمشى ثم ذَكِّرْنِى حَاجَتَكَ، قالَ: ففعلتُ حتى إذا هو انصرفَ قلتُ: يا أمير المؤمنين: زدنى فإنه ينبت إِلَىَّ نابتةٌ من ولد وأهل، فقال: أحسبك وأختى عندك أن سيلى الأمر بعدك من يصل رحمك، ويقضى حاجتك، فمكثت خلافة عمر بن الخطاب حتى استخلف عثمان فوصلنى وأحسن، وقضى حاجتى وأشركنى في أمانته".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (44/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٤٤
"عَن الشعبى قال: كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمى وهو بالبحرين أن سِرْ إلى عُقبة (*) بن غزوان فقد وَلَّيتُك عمله، واعلم أنك تقدمُ على رجلٍ من المهاجرين الأولين الذين قد سبقت لهم من اللَّه الحسنى، لم أعزِلهُ أن لا يكون عفيفًا طليبًا (*)
شديد البأس، ولكنى ظننتُ أنك أغنى عن المسلمين في تلك الناحية منه، فاعرف له حقَّه، وقد وليتُ (قبلك) رجلًا فمات قبل أن يصلَ، فإن يُردِ اللَّه (تعالى) أن تلى وليت، وإن يرد اللَّه أن يلى عقبة فالخلق والأمر للَّه رب العالمين، واعلم أن أمر اللَّه محفوظ، يحفظه الذى أنزله، فانظر الذى خلقت له فاكدح له ودع ما سواه، فإن الدنيا أمد والآخرة أبد، فلا يشغلنك شئ مُدبرٌ خيره عن شئ باق شرة واهرب إلى اللَّه من سخطه، فإن اللَّه يجمع لمن يشاء الفضيلة في حكمه وعلمه، نسال اللَّه لنا ولك (التقوى) على طاعته والنجاة من عذابه".
"عَن نافع قال: استعمل عمر بن الخطاب زيد بن ثابت على القضاء وفرض له رزقا".
"عَن خزيمة بن ثابت قال: جئتُ بهذه الآية {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى عمر بن الخطاب وإلى زيد بن ثابت، فقال زيد: من يشهد معك؟ لا واللَّه ما أدرى، فقال عمر: أنا أشهد معه على ذلك".
"عَن عمرو بن يحيى بن سعيد الأموى عن جده أن أبا (سفيان) دخل على عمر بن الخطاب فعزاهُ عمر بابنه يزيد قال: آجرك اللَّه في ابنك يا أبا سفيان، فقال: أى بنىَّ يا أمير المؤمنين؟ قال: يزيدُ، قال: فمن بعثتَ على عملهِ؟ قال: معاوية أخاه، وقال عمر: ابناك مصلحان، وإنه لا يحلُّ لنا أن ننزع مصلحًا".
"عَن ابن هشام قال: كان هشام بن حكيم بن حرام يأمر بالمعروف في رجال معه، فكان عمر بن الخطاب إذا بلغه الشئ يقول: ما عشت أنا وهشام فلا يكون هذا".
"عَن المطلب بن عبد اللَّه بن حنْطَب وأبى جعفر قالا: قال عمر لأهل الشورى: إذا اختلفتم دخل عليكم معاوية بن أَبى سفيان من الشام وبعده عبدُ اللَّه بن أَبى ربيعة من اليمن فلَا يريان لكم فضلًا إلا لسابقتكم".
"عَن المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب قال: قال لهم عمر بن الخطاب: إن هذا الأمر لا يصلح للطلقاء ولا لأبناء الطلقاء، فإن اختلفتم فلا تظنوا عبد اللَّه بن أَبى ربيعة عنكم غافلا".
"عَن ابن أَبى مليكة قال: بلغنى أن عمر بن الخطاب أمر عبد اللَّه بن السائب المخزومى حين جمع الناس في رمضان أن يقوم بأهل مكة".
"عَن عبد اللَّه بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة قال: جاء عمرُ بن الخطاب سعدَ بن يربوع إلى منزله فعزَّاه بذهاب بصره، وقال: لا تدع الجمعة ولا الصلاة في مسجد رسول اللَّه ﷺ قال: ليسَ لى قائِد، قال: نبعث إليك بقائدٍ، فبعث إليه بغلامٍ من السَّبى".
"عَن ابن أَبى مليكة أن رسول اللَّه ﷺ أعطى أبا محذورة الأذان، فقدم عمر مكة، فنزل دار الرومة، فأذن أبو محذورة ثم أتاه يسلم عليه، فقال عمر: يا أبا محذورة إنك بأرض شديدة الحر فأدبر عن الصلاة، ثم أبرد عنها، ثم أدبر عنها، ثم أذن ثم أقم تجدنى عندك".
"عَن إبراهيم بن عبد العزيز قال: حدثنى جدى عن أبيه أن عمر قال له: يا أبا محذورة: إنك بأرض حارةٍ ومسجد ضاحٍ، فأدبر ثم أدبر ثم أذن واركع ركعتين وأقم الصلاة آتيكَ لا تأتينى".
"عَن السائب بن يزيد قال: بينا نحن مع عبد الرحمن بن عوف فاعتزل عبد الرحمن الطريق ثم قال: لم ناح ابن المعترف، غننا يا أبا حسان، وكان يحسن النصب، فبينا رباح يغنيهم أدركهم عمر بن الخطاب فقال: ما هذا؟ فقال عبد الرحمن: نلهو ونقصر عنا الليل، قال: فإن كنت آخذا فعليك بشوار ضرار بن الخطاب".
"عَن ابن أَبى عوف وعبد العزيز بن يعقوب الماجشون قالا: قال عمر ابن الخطاب لمتمم بن نويرة: يرحم اللَّه زيد بن الخطاب لو كنت أقدر أَنْ أقول الشعر لبكيته كما بكيت أخاك، فقال متمم: يا أمير المؤمنين لو قتل أخى يوم اليمامة كما قتل أخوك ما بكيتُ أبدا، فأبصر عمر وتعزَّى عن أخيه، وقد كان حزن حزنا شديدا، وكان عمر يقول: إن الصبا لتهب فتأتينى بريح زيد بن الحطاب، قيل لابن عوف: ما كان عمر يقول الشعر؟ قال: لا ولا بيتا واحدا".
"عَن عروة أن مطيع بن الأسود قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: لو عهدت عهدا أو تركت تركة لكان أحب إلى من أن أجعلها إليه الزبير فإنه ركن من أركان الدين".
"عَن عروة قال: أوصى عثمان بن عفان إلى الزبير بن العوام، وكذلك ابن مسعود، وعبد الرحمن بن عوف، ومطيع بن الأسود، فقال الزبير بن العوام لمطيع: لا أقبل لك وصيةً، قال: أنشدك اللَّه ما أبتغى في ذلك إلا قول عمر، سمعت عمر يقول: قال رسول اللَّه ﷺ : لو عهدت عهدا إلى وتركت تركة ما أوصيت إلا إلى الزبير، إن الزبير ركن من أركان الدين".
"عَن مطيع بن الأسود قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: من عهد منكم إلى الزبير عمود من عمد الإسلام".
"عَنْ المسور بن مَخْرمة، عن عبد الرحمن بن عوف أنه حَرس مع عمر ابن الخطاب ليلةً المدينة، فبينا هم يمشون شبَّ لهم سراجٌ في بيت فانطلقوا يؤمُّونه، فلما دنوا منه إذا بابٌ مجافٌ على قومٍ، لهم فيه أصوات مرتفعة ولغطٌ، فقال عمر -
وأخذَ بيد عبد الرحمن بن عوف: أتدرى بيْتَ من هذا؟ قال: هذا بيتُ ربيعة بن أُمية بن خلف، وهم الآن شِرْبٌ فما ترى؟ قال: أرى أن قد أتينا ما نهى اللَّه عنه، قال اللَّه تعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا} فقد تجسسنا، فانصرفَ عمر عنهم وتركهم".
"عَن الشعبى أن عمر بن الخطاب فقد رجلا من أصحابه، فقال لابن عوف: انطلقْ بنا إلى منزل فلانٍ ننظر، فَأتَيَا منزله فوجدا بابه مفتوحًا وهو جالسٌ وامرأتُه تصب له في إناء فتناوله إياه، فقال عمر لابن عوف: هذا الذى شغله عنا؟ فقال ابن عوف لعمر: وما يدريك ما في الإناء؟ فقال رجل: أخاف أن يكون هذا التجسس، قال: بل هو التجسس، قال: وما التوبةُ من هذا؟ قال: لا تُعْلِمْهُ بما اطلعت عليه من أمره؛ ولا يكونن في نفسك إلا خَيْرٌ، ثم انصرفا".
"عَن الحسن قال: أتى عمر بن الخطاب رجلٌ فقال: إن فلانًا لا يصحو، فدخل عليه عمر فقال: إنى لأجد ريح شراب يا فلان (أيَّةُ أيةُ هذا)، فقال الرجل يا بن الخطاب: رأيت بهذا؟ ألم ينهك اللَّه أن تتجسس؟ فعرفها عمر فانطلق وتركه".
"عَن ثورٍ الكِنْدى: أن عمر بن الخطاب كان يَعُسُّ بِالمَدِينَةِ منَ اللَّيْلِ فَسَمِعَ صَوْتَ رَجُلٍ فِى بَيْتٍ يَتَغَنَى، فَتَسَوَّرَ عَلَيْهِ فَوَجَدَ عِنْدَهُ امْرَأةً وعِنْدَهُ خَمْرٌ: فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللَّه: وَاللَّه أَظَنَنْتَ أَنَّ اللَّه يَسْتُرُكَ وَأَنْتَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ؟ فَقَالَ: وَأَنْتَ يَا أَمِيرَ المُؤْمنِينَ لَا تَعْجَلْ عَلَى؛ إِنَّ أَكُنْ عَصَيْتُ اللَّه وَاحِدَةً فَقَدْ عَصَيْتَ اللَّه في ثَلَاثٍ، قَالَ {وَلَا تَجَسَّسُوا} فَقَدْ تَجَسَّسْتَ، وَقَالَ: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} وَقَدْ تَسَوَرْتَ عَلَىَّ، وَدَخَلتَ عَلَىَّ بِغَيْرِ إِذْنٍ، وَقَالَ: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} قَالَ عُمَرُ: فَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ خَيْر إِنْ عَفَوَتُ عَنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَعَفَا عَنْهُ وَخَرَجَ وَتَركَهُ".
"عَن مجاهد قال: قال لى عُمَرُ: هَلْ تَدْرِى كَمْ لَبِثَ نُوحٌ في قَوْمِهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسينَ عَامًا، قال: فَإِنَّ مَنَ كَانَ قَبْلُ كَانُوا أَطوَلَ أَعْمَارًا ثُمَّ لَمْ يَزَلِ النَّاسُ يَنْقُصُونَ في الْخُلُق والْخَلقِ وَالأَجَلِ إِلى يَوْمِهِم هَذَا".
"عَن سليمان بن الربيع العدوى قال: خرجتُ من البصرةِ في رجالٍ نُسَّاكٍ فقدمنا مكة، فلقينا عبدَ اللَّه بن عمرو فقال: يوشك بَنُو قَنْطُورا أن يسوقُوا أهلَ خُراسانَ وأَهلَ سَجِسْتَانَ سَوْقًا عنيفًا، ثم يربِطُوا خيولَهم بنخل شطر دِجْلَةَ، ثم قالَ: كم بُعْدُ الأبُلَّةِ من البَصرَة؟ قلنَا: أربعُ فراسخَ، قال: فتجيئون فتنزلونَ بها، ثم تَبعثون إلى أهل البصرة، إما أن تُخْلوا لنا أرضَكم وإما أن نَسِيرَ إليكم، فتتفرقون على ثلاثِ فِرَقٍ، فتلحق فرقة بالشام، وفرقة تلَحق بالبادية، وفرقة تلحق بهم، قال: فقدمنا على عمر فحدَّثناه بها سمعنا من عبد اللَّه بن عمرو، فقال عبد اللَّه بن عمرو: فحدثناه بما قال عمرو فقال: نعم إذا جاء أمر اللَّه جاء ما حدثتكم به، فقلنا: ما نراك إلا قد صدقت".
"عَن سعيد بن المسيب قال: شَهِدَ أَبُو بَكْرَةَ وَشِبْلُ بنُ معبد وَنَافِعُ بْنُ الحارث وَزِيَادٌ عَلَى المُغيَرة بْنِ شُعْبةِ بِالحَدِيث الَّذِى كَانَ مِنْهُ بِالبَصْرَةِ عِنْدَ عُمَرَ بن الخَطَّابِ، فَضَرَبَهُمْ عُمَرُ الحدَّ غَيْرَ زِيَادٍ؛ لأَنَّهُ لم يُتِمَّ الشهادةَ عليه".
"عَنْ مكحولٍ أَنَّ سَعِيد بْنَ عَامِرِ بن حِذْيم الجُمَحِى مِنْ أَصْحابِ النّبى ﷺ قال لعمر بن الخطاب: إِنِّى أُرِيدُ أَنْ أُوصِيكَ يَا عُمَرُ، قَال: أَجَلْ فَأَوْصِنِى، قَالَ: أُوصِيكَ أَنْ تَخْشَى اللَّه في النَّاسِ، وَلَا تَخْشَى النَّاسَ في اللَّه وَلَا يَخْتَلِفْ قَوْلُكَ وَفِعْلُكَ، فَإِنَّ
خَيْرَ القَوْلِ مَا صَدَّقَهُ الفِعْلُ، وَلَا تَقْضِ (فِى أَمْرٍ وَاحِدٍ بقَضَاءَيْن فَيخْتَلِفَ عَلَيْكَ أَمْرُكَ وتزيغَ عَنِ الْحَقِّ، وَخُذْ بالأَمْرِ ذِى) (*) الحُجَّةِ تَأخُذْ بِالْفَلْج (* *) ويُعينُكَ اللَّه وَيُصْلِحُ رَعِيَّتَكَ عَلَى يدَيْكَ، وَأَقِمْ وَجْهَكَ وَقَضَاءَكَ لِمَنْ وَلَّاكَ اللَّه أَمْرَهُ، مِنْ بَعِيدِ المُسْلِمِين وَقَرِيبهِمْ، وَأَحِبَّ لَهُمْ مَا تُحِبُّ لنَفْسِكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ، وَاكْرَهْ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكِ وَأَهْلِ بَيْتِكَ، وَخُضِ الْغَمرَاتِ إِلَى الحَقِّ، وَلَا تَخَفْ فِى اللَّه لَوْمَةَ لَائِمٍ، فَقَالَ عُمَر: مَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؟ فَقَال سَعِيدٌ: مِثْلُكَ مَنْ ولّاهُ اللَّه أَمْرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ لَمْ يَحُلْ بَيْنَهُ وبَيْنَ اللَّه أحَدٌ".
"عَنْ عَلىّ بْنِ رَبَاح أَنَّ عمرَ بنَ الخَطابِ أجازَ رجلًا بألفِ دينارٍ ابن حذيم الجمحى".
"عَن عثمانَ بن محمد الأخنسِ قال: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ سَعيدَ بن عَامِرِ بنِ حِذْيَمِ الجُمَحِى عَلَى حِمْص، وَكَانَ يُصِيبُهُ غَشْيَةٌ وَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَانَى أَصْحَابهِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمُرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَسَألَهُ في قَدْمَةٍ قَدمَ عَلَيْهِ مِنْ حِمْصَ، فَقَالَ: يَا سعيدُ مَا الَّذِى يُصِيبُكَ؟ أَبِكَ جِنَّةٌ؟ قَالَ: لَا وَاللَّه يَا أَمِيرَ المؤْمِنِين، وَلَكِنى كُنْتُ فِيمَنْ حَضَرَ خُبَيْبًا حِينَ قُتِلَ: وَسَمِعْتُ دَعْوَتَهُ، فَوَاللَّه مَا خَطَرَتْ عَلَى قَلْبِى وَأَنَا فِى مَجْلِسٍ إِلّا غُشِىَ عَلَىَّ، فَزَادَتْهُ عِنْدَ عُمَرَ خَيْرًا".
"عَنْ عبدِ الرحمنِ بنِ سَابطٍ قَالَ: أَرْسَلَ عُمَرُ بنُ الخطابِ إلى سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ الجُمَحِى فَقَالَ: إِنَّا مُسْتَعْمِلُوكَ عَلَى هَؤُلَاءِ: تَسِيرُ بِهِمْ إِلَى أَرْضِ العَدُوَ، فَتُجَاهدُ بِهِمْ، فَقَالَ: يَا عُمَرُ: لَا تَفْتِنِّى، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّه لَا أَدَعُكُمْ، جَعَلْتُموهَا فِى عُنقى، ثُمَّ تَخَلَّيْتُمْ عَنِّى، إِنَّمَا أَبْعَثُكَ عَلَى قَوْمِ لَسْتَ أَفْضَلَهُم، وَلَسْتُ أَبْعَثُك لِتَضرِب أَبْشَارَهُمْ (*)، وَلا تَنْتَهِك أَعْرَاضَهُمْ، وَلَكِنْ تُجَاهِد بِهِمْ عَدُوَّهُمْ، وَتَقْسِمُ بَيْنَهُمْ فيئهُمْ".
"عَن زيد بن وهب قال: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّاب يَبُولُ قَائِمًا فَفَرَّج به حَتَّى رَحِمْتُهُ".
"عن عبد الرحمن بن أَبى ليلى قال: كان عُمَرُ يَبُولُ ثُمَّ يَمْسَحُ ذَكَرَهُ بِحَجَرٍ أَوْ بِغيْرِهِ، فَإِذَا تَوَضَّأَ لَمْ يَمَسَّ ذَكَرَهُ المَاءُ".
"عن الزهرى أن عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ أَتَى الغَائِطَ وَهُوَ في سَفَرٍ ثم اسْتَطَابَ بِالْمَاء بَيْنَ رَاحلَتَيْنِ، فَجَعَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّه ﷺ يَضْحَكُونَ ويَقُولُونَ: تَوَضَّأَ كَمَا تَوَضَّأُ المَرْأَةُ".
"عَنْ عُثمانَ بنِ عبد الرحمن أَنَّ أبَاهُ حَدَّثهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ يَتَوَضَّأ بِالماءِ وُضُوءًا لِمَا تحتَ إِزَارِه".
"عن عبيد اللَّه بن يحيى قال: قال عُمَرُ للنَّابِغَةِ، نَابِغَةِ بنى جَعْدَةَ: أَنْشِدْنَا ممَّا عَفَا اللَّه عَنْهُ، فَأَسْمَعَهُ كَلِمَةً، قال: وإنَّكَ لَقَائِلُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَالعَرَبُ تُسَمِّى الْقَصِيدةَ كَلِمَةً".
"عن الشَّعْبِىِّ قَال: كَتَب عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إلَى المُغِيرَة بنِ شُعْبَةَ وَهُو عَامِلُهُ عَلَى الكُوفَةِ أَن ادْعُ مَنْ قِبَلَكَ مِنَ الشُّعَرَاءِ فَاسْتَنْشِدْهُم مَا قَالُوا مِنَ الشِّعْرِ فِى الجَاهِلِيَّةِ وَالإِسْلَامِ، ثُمَّ اكْتُبْ بِذَلِكَ إِلىَّ، فَدَعَاهُم المُغِيرَةُ فقال لِلَبِيدِ بْنِ رَبيعَةَ: أَنْشِدْنِى مَا قُلْتَ مِنَ الشِّعْرِ فِى الجَاهِلِيَّةِ والإِسْلَامِ، قَالَ: قَد أَبْدَلَنِى اللَّه بِذَلِكَ سُورَةَ البَقَرَةِ وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، وَقَالَ لِلأَغْلَبِ العِجْلِىِّ: أَنْشِدْنِى فَقالَ لنا:
أَرَجزًا تُرِيدُ أَمْ قَصِيدًا ... لَقَدْ سَأَلْتَ هَيِّنًا مَوْجُودًا
فَكَتَب بِذَلِكَ المُغِيَرةُ إلى عُمَرَ، فَكَتَبَ إلِيْهِ عُمَرُ أَنِ انقصِ الأَغْلَبَ خَمْسَمائةٍ مِنْ عَطَائِهِ وَزِدْهَا فِى عَطَاءِ لَبِيدِ بنِ رَبيعَةَ فَرَحَلَ إِلَيهِ الأَغْلَبُ فَقَالَ: انْقَصْتَنِى أَنْ أَطَعْتُكَ؟ فَكَتَب عُمَرُ إِلَى المُغيرةِ أَنْ رُدَّ عَلَى الأَغْلَبِ الخَمْسَمِائةِ التى نَقَصْتَهُ، وأَقْرِرْهَا زِيَادَةً فِى عَطاءِ لَبِيدِ بنِ رَبيِعةَ".
"عَنْ زيدِ بنِ أسلمَ ويعقوبَ بنِ زيدٍ قالا: خَرَج عمرُ بن الخطاب يومَ الجُمُعَةِ إِلَى الصَّلَاةِ فَصَعِدَ المِنْبَرَ، ثُمَّ صَاحَ: يَا سَارِيَة بْنَ زَنِيمٍ الجَبَلَ؛ ظَلَمَ مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ الْغَنَمَ، ثُمَّ خَطَبَ حَتَّى فَرَغَ، فَجَاءَ كِتَابُ سَارية بن زَنيم إلَى عُمَرَ بن الخَطَّابِ أن اللَّه فَتَح عَلَيْنَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَاعَةِ كَذَا وَكذَا -لِتلكَ الْسَّاعَةِ الَّتِى يَخْرُجُ فِيهَا عُمَرُ فَتَكَلَّمَ عَلَى المِنْبَرِ- قَالَ سَارِيَةُ: وَسَمِعْتُ صَوْتًا: يَا سَارِية بْنَ زَنيمِ الْجَبَل، ظَلَمَ مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ الغَنَمَ، فَعَلَوْتُ بِأَصْحابِى الْجَبَل وَنَحْنُ قَبلَ ذَلِكَ فِى بَطْنِ وَادٍ، وَنَحْن مُحَاصِرُو العَدُوِّ فَفَتَح اللَّه عَلَيْنَا، فَقِيلَ لِعُمرَ بنِ الخَطَّابِ: مَا ذَلِكَ الْكَلَامُ؟ فَقَالَ: وَاللَّه مَا أَلْقَيْتُ لَهُ بَالًا، شَىْءٌ أَتَى عَلَى لِسَانِى".
"عَنْ زيدِ بنِ ثابتٍ قال: كَانَ عُمَرُ يَسْتَخْلِفُنِى عَلَى الْمدِينَةِ، فَوَاللَّه مَا رَجَعَ مِن مَغِيبٍ قَطُّ إِلَّا قَطَعَ لِى حَدِيقَةً مِنْ نَخْلٍ".
"عن يحيى بنِ عبد اللَّه بنِ مَلِك الدار أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ كَتَبَ إلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ أَنْ يَحْملَ طَعَامًا مِنْ مِصْرَ فِى الْبَحرِ حَتَّى يُرْسى بِه إلى بولَاءَ، وكَانَ السَّاحِلُ، يَقْسِمُه عَلَى النَّاس على حَالَاتِهم وَعِيَالَاتِهِم، وَأَنَّ أَهْلَ المَدِينَةِ قَوْمٌ مَحْصُورُونَ وَلَيْسَتْ بِأرْضِ زَرْعٍ، فَبَعَثَ عَمْرُو بنُ العَاصِ بِعشرِينَ مَرْكبًا فِى الْبَحْرِ، وَبَعَثَ فِى مَرْكَبٍ ثَلَاثَةَ آلَاف إِرْدَبَ حَبٍّ وَأَكْثَرَ وَأَقَلَّ حَتَّى انْتَهْتَ إلى الجَارِ (*) وهَوُ المَرفَاةُ اليوْمَ، وبَلَغَ عُمَرُ ابنُ الخَطَّابِ قُدُومَهَا فَخَرَج وَخَرَج مَعَهُ الأَكَابِرُ مِنَ أَصْحَابِ رَسولِ اللَّه ﷺ فَنَظَرَ إلَى السُّفُنِ فَحَمِدَ اللَّه الَّذى ذَلَّلَ لَهمُ البَحْرَ حَتَّى جَرَتْ فيه منافِع المُسْلِمين إِلَى المَدِينَةِ، وَأَمَرَ سَيِّدَ الجَارِ أَنْ يَقْبِضَ ذَلِكَ الطَّعامَ وَأَنْ يَسْتَوْفِيَهُ، فَلمَّا قَدِمَ عُمَرُ المَدِينَةَ قَسَمَ ذَلِكَ الطَّعَامَ عَلَى النَّاسِ وَكتَبَ لَهُمْ بِالصِّكَاكِ (* *) إلَى الجَارِ فَكَانُوا يَخْرُجُون وَيَقْبِضُونَ ذَلِكَ".
"عَنْ أَبِى قلابة أَنَّ عُمرَ بنَ الخطابِ رَأى رَجُلًا يُصلِّى وقد تركَ من رجليه مَوْضعَ ظُفره، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعيدَ الوضوءَ والصلاةَ".
"عَنْ إبراهيمَ قال: أَنبأنِى مَنْ رَأَى عُمرَ بنَ الخطاب في أجياد (*) ثم رجع فاستوهب وَضُوءًا فلم يَهَبوا له، قَالتْ أمُّ مهزولٍ وهى مِن النجايا (* *) التسع اللواتى كُنَّ في الجاهليةِ؛ يا أَميرَ المؤمنينَ: هَذَا مَاءٌ ولكنه في علبة، والعلبة الَّتى لمْ تُدبغ، فقال عمر لخالدِ بنِ طحيل: هِى، قَالَ: نَعَم، فقال: هَلُمَّ فِإنْ اللَّه جعلَ الماءَ طَهُورًا".
"عَنْ أَبِى وائِلٍ عَنْ عُمرَ أَنَّهُ سُئِل عَنْ ميتةٍ فَقَالَ: طُهُورُها دِبَاغُهَا".
"عن عمر أنهُ نَهَى أَنْ تُفْتَرشَ جُلُود السِّبَاعِ أَوْ تُلْبَسَ".
"عن ابن سيرين قال: رأى عمر بن الخطاب رجلا عليه قَلَنْسُوَةٌ فيها من جلودِ الهِرَرِ فأخذها فحرَقَها، وقال: مَا أحْسِبُهُ إِلَّا مَيْتَة".
"عن أَبى سلامة الحربى (*) قال: رأَيتُ عمرَ بنَ الخطابِ أتى حياضًا علَيْها الرجالُ والنساءُ يتوضئون جميعًا، فضربهم بالدِّرَّةِ، ثم قال لصاحب الحوض: اجْعَلْ لِلرّجَالِ حِيَاضًا وَلِلنِّسَاءِ حِيَاضًا".
"عن عكرمة أن عمر بن الخطاب ورد ماءً فقيل له: إن الكلابَ والسباعَ تلغُ فيه، قال: ذَهَبتْ بِمَا وَلَغَتْ فِى بُطُونِهَا".
"عن عكرمة أن عمر بن الخطاب ورد حوض مجنة، فقيل له: يا أمير المؤمنين: إنما ولغ فيه الكلبُ آنفًا، (قال: ) (*) إِنَّمَا وَلَغَ بِلِسَانِهِ فَاشْرَبُوا مِنْه وتَوَضَّئُوا".
"عن أسلم أنه التمسَ لعمرَ وَضوءًا فلم يجده إلا عند نَصْرانِيَّةٍ، فاستوهَبها، ثم جاء به إلى عمرَ فأعجبَه حُسْنهُ، فقال عمر: مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ فقال: من عند هذه النصرانيةِ، فتوضأ ثم دخل عليها فقال أَسْلمِى؛ فكشفت عن رأسِها فإذا هو كأنه ثغَامَةٌ (* *) بيضَاءُ (فقالت: ) (* * *) أَبَعْدَ هَذِهِ السِّنِّ؟ ! ".
"عن أيوب بن أَبى يزيد المدنى قال: حدثنى رجلٌ من الصيادين الذين يكونون بِالْجَارِ -وكان من أهل المدينةِ يرزقونَ من الجارِ- فوجد حبًا منثورا فجعل عمر يلتقطٌ حتى جمع منه مدًا أو قريبا من مُدٍّ ثم قال: أَلَا أَرَاكَ تَصْنَعُ مِثْلَ هَذَا وَهَذَا قُوتُ رَجُلٍ مُسْلِمٍ حَتَّى اللَّيْلِ؟ قال: فقلت: يا أميرَ المؤمنين لو ركبتَ تنظر كيف نصطادُ؟ فركب معهم، فجعلوا يصطادون، فقال عمر: تَاللَّه إِنْ رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ كَسْبًا أَطْيَبَ -أو قَال: أَحَلَّ- قال: ثم صنعنا له طعامًا، فقلت: يا أمير المؤمنين إن شئت سقيناك لبنًا، وإن شئت ماءً، فإن اللبن أيسرُ عندنا من الماء، إنا نستعذب من مكان كذا وكذا، فطعِم ثم دعا بالذى أراد فقلنا يا أمير المؤمنين: إنا نخرج إلى ههنا فنتزود من الماء لِشَفَتِنَا ثم نتوضأُ من ماء البحر، فقال: سُبحَانَ اللَّه! ! وَأَىُّ ماءٍ أَطْهَرُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ؟ ! ".
"عن محمد بن سيرين قال: كان عمر بن الخطاب إذا بعثَ عاملًا كتب في عهده: أن اسمعوا له وأطيعوا ما عدل عليكم، فلما استعملَ حُذيفةَ (على المدائن كتب في عهده أن اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم، فخرج حذيفة) من عند عمر على حمار موكف، وعلى الحمار زاده، فلما قدم الدائن استقبله أهل الأَرْضِ والدهاقين وبيده رغيفٌ وعَرْقٌ من لحم على حمارٍ على إِكافٍ، فقرأ عهدهُ عليهم، فقالوا: سَلْنَا ما شئتَ، قال: أسألكُم طعامًا آكلهُ وعلفَ حِمَارِى هذا ما دمتُ فكم، فأقام فيهم ما شاءَ اللَّه، ثم كتب إليه عمر: أَنْ أَقْدِمْ، فلما بلغ عمرَ قدومه كَمَنَ له على الطريق في مكانٍ لا يراه، فلما رآه عمرُ على الحال التى خرج من عنده (عليه) أتاه فَالْتَزَمَهُ، فقال: أَنْتَ أَخِى وَأَنَا أَخُوكَ".
"عن يحيى بن سهل بن أَبى حثمة قال: أقبل مُظْهِرُ بنُ رافع الحارثى بِأَعْلَاجٍ من الشام عشر ليعملوا له في أرضه، فلما نزل خيبر أقام بها ثلاثًا، فدخلت يهودُ للأعلاجِ وحرَّضوهم على مُظْهِرٍ (وَدَسُّوا لَهُ سِكِّينَيْنِ) أو ثلاثًا فلما خرجُوا من خيبرَ وكانوا بثبار وثبوا عليه فَبَعَجُوا بَطْنَهُ فقتلوه، ثم انصرفوا إلى خيبرَ فزودَتهم يهودُ وقَوَّتْهُمْ
حتى لَحقوا بالشام، وجاء عمرَ بن الخطاب (الخبرُ) بذلك فقال: إِنِّى خَارجٌ إِلَى خيْبَرَ فَقَاسِمٌ مَا كَانَ بِهَا مِنَ الأَمْوَال وَحَادٌ حُدُودَهَا وَمُوَرِّفٌ أُرُفَهَا (*) وَمُجْلٍ يهودَ منها، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ قال لهم: "أُقِرَّكُمْ عَلَى مَا أَقَرَّكُمُ اللَّه" وَقَدْ أَذِنَ اللَّه فِى جَلَائِهِمْ، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمَ".
"عن أَبِى مِجْلَزٍ وغيرهِ أن عمر بن الخطاب وجَّهَ عثمانَ بْنَ حُنْيَفٍ على خَراج السَّوَادِ وَرَزَقَهُ كل يومٍ رُبُعَ شَاةٍ وخمسةَ دراهمَ، وأمْره أن يمسحَ السوادَ عامِرَهُ وغامِره، ولا يمسح سَبَخَةً ولا تَلًا ولا أَجَمَةً ولا مستنقعَ ماءٍ ولا ما لا يبلغه الماءُ، فمسح عثمان (كُلَّ) (* *) شئ دونَ الْجَبَلِ -يعنى (دُونَ) حلوان إلَى أرض العرب- وهو أسفل الفرات، وكتب إلى عمر: إنى وجدت كل شئ بلغه الماء من عامر وغامر ستة وثلاثين ألفَ ألفٍ، فكتب إليه عمر افْرِضِ الْخَرَاجَ عَلَى كُلِّ جَرِيبٍ عَامِرٍ أَوْ غَامِرٍ عَمِلَهُ صَاحِبُهُ أَوْ لَمْ يَعْمَلْةُ دِرْهَمًا، وَعَلَى الرِّطَابِ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، وَأَطْعِمْهُم النَّخْلَ وَالشَّجرَ، وقال: هَذَا قُوَّةٌ لَهُمْ عَلَى عِمَارَتِهِمْ بِلَادَهُمْ، وَفَرَضَ عَلَى رِقَابِهِمْ -يعنى أهل الذمة- عَلَى الْمُوسِرِ ثَمَانِيَةً وَأَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، وَعَلَى مَنْ دُونَ ذَلِكَ أَرْبَعَةً وَعِشْرينَ دِرْهَمًا، وَعَلَى مَنْ لَمْ تَجِدْ شَيْئًا
اثْنَى عَشَرَ دِرْهَمًا، وَقَالَ مُعْتَمِلٌ: دِرْهَمٌ لَا يُعْوِزُ رَجُلًا فِى كُلِّ (شَهْرٍ) وَرَفَعَ عَنْهُمُ (*) الرِّقِ بِالْخَرَاج الَّذِى وَضعَهُ فِى رِقَابِهِمْ، (وَجَعَلَه أَكْرَةَ الأَرْضِ)، فَحَمَلَ من خَراج سوادِ الْكُوفَةِ إِلى عمرَ في أول سنةٍ ثمانين ألفَ ألفِ درهمٍ، ثم حمل من قابل عشرين ومائةَ ألفِ ألف درهمٍ، فلم يزل على ذلك".