"عن الشَّعْبِىِّ قَالَ: كَتَبَ أبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ أَنَّهُ يَأْتِينَا مِنْ قِبَلِكَ كُتُبٌ لَيْسَ لَهَا تَارِيخٌ فَأرِّخْ، فَاسْتَشَارَ عُمَرُ في ذَلِكَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أرِّخْ لِمَبْعَثِ رَسُولِ اللَّه ﷺ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِوَفَاتِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: بَلْ نُؤَرِّخُ لِمُهَاجَرِهِ فَإِنَّ مُهَاجَرَهُ فَرَّق بَيْنَ الحَقِّ وَالْبَاطِلِ".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (40/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٤٠
"عن أَبى الزِّنَادِ قَالَ: اسْتَشَارَ عُمَرُ في التَّارِيخ، فَأَجْمَعُوا عَلَى الهِجْرَةِ".
"أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدِمَ "مِنْ" أَرْضِ اليَمَنِ فَقَالَ لِعُمَرَ: رَأَيْتُ باليَمَنِ شَيْئًا يُسَمُّونَهُ التَّارِيخَ، يَكْتُبُونَ مِنْ عَامِ كَذَا، وَشَهْرِ كَذَا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ هَذَا لَحَسَنٌ فَأرِّخُوا، فَلَمَّا أجْمَعَ "عَلَى" أَنْ يُؤَرِّخَ شَاوَرَهُمْ، فَقَالَ قَوْمٌ: بِمَوْلِدِ النَّبِىِّ ﷺ ، وَقَالَ قَوْمٌ: بِالمَبْعَثِ، وَقَالَ قَوْمٌ: حِينَ خَرَجَ مُهَاجِرًا مِنْ مَكَّةَ، وَقَالَ قَائِلٌ لوفاته حِينَ تُوفِّى، فَقَالَ قَوْمٌ: أَرِّخُوا خُرُوجَهُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، ثُمَّ قَالَ: بِأىِّ شَىْءٍ نَبْدَأُ فَنُصَيِّرُهُ أَوَّلَ السَّنَةِ؟ فَقَالُوا: رَجَبٌ فَإنَّ أَهلَ الجَاهِلِيَّة كَانُوا يعظمونه، وَقَالَ آخَرُونَ: شَهْرُ رَمَضَانَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: ذُو الحِجَّةِ، وَقَالَ آخَرُونَ: الشَّهْرُ الَّذِى خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ، وَقَالَ آخَرُونَ: الشَّهْرُ الَّذِى قَدِمَ فِيهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أرِّخوا مِنَ المُحَرَّم أَوَّلَ السَّنَةِ، وَهُوَ شَهرٌ حَرَامٌ، وَهُوَ أَوَّلُ الشُّهُورِ في العِدَّةِ، وَهُوَ مُنْصَرَفُ النَّاسِ مِنَ الحَجِّ، فَصَيِّرُوا أَوَّلَ السَّنَةِ المُحَرَّمَ، وَكَانَ ذَلِكَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَيُقَالُ: سِتَّ عَشْرَةَ في رَبِيعٍ الأَوَّلِ".
"عن مَيْمُونِ بْنِ مَهْرَانَ قَالَ: رُفِعَ إِلَى عُمَرَ صَكٌّ محلُّهُ شَعْبَانُ، فَقَالَ: أىُّ شَعْبَانَ: الَّذِى يَجِئُ، أَوْ الَّذِى مَضَى، أَوْ الَّذِى هُوَ آت؟ (ثُمَّ) (*) قَالَ لأَصْحَابِ النَّبىِّ ﷺ ضَعُوا للِنَّاسِ شيْئًا يَعْرِفُونَهُ مِنَ التَّارِيخ، فَقَالَ بَعْضُهمُ: اكتبوا عَلَى تَارِيخ الرُّوم، فَقَالُوا: إِنَّ الرُّومَ يَطُولُ تَأرِيخُهُم، يَكْتُبُونَ مِنْ ذِى القَرْنَيْن، فَقَالَ: اكتُبُوا عَلَى تَارِيخ فَارِسَ، فَقَالَ: إِنَّ فَارِسَ كُلَّمَا قَامَ مَلِكٌ طرح مَن كَانَ قَبْلهُ، فَأَجْمَعَ رَأيُهُم عَلَى أَنَّ الهِجْرَةَ كَانَتْ عَشْرَ سِنِينَ، فَكَتَبوا التَّارِيخَ مِن هِجْرَةِ النَّبِىِّ ﷺ ".
"عَن ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِى مَنْ أُصَدِّقُ أَنَّ عُمَرَ بَيْنَا هُوَ يطُوفُ سَمِعَ امْرَأةً تَقُولُ:
تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ وَاسْوَدَّ جَانِبُه ... وَأَرَّقَنِى أَنْ لَا حَبِيبَ أُلَاعِبُه
فَلَوْلَا حِذارُ اللَّه لَا شَىْءَ مِثْلُهُ ... لَزُعْزعَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبهُ
فَقَالَ عُمَرُ: وَمَالَكِ؟ قَالَتْ؟ أغْرَبْتَ زَوْجِى مُنْذُ شَهْرٍ (* *) وَقَدِ اشْتَقْتُ إِلَيْهِ، قَالَ: أرَدْتِ سُوءًا؟ قَالَتْ: مَعَاذَ اللَّه، قَالَ: فَامْلِكِى عَلَيْكِ نَفْسَكِ، فَإِنَّمَا هُوَ البَرِيدُ إِليْهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ، فَقَالَ: إِنِّى سَائِلُكِ عَنْ أَمْرٍ قَدْ أَهَمَّنِى فَأَفْرِجِيهِ عنِّى، في كَمْ تَشْتَاقُ المَرْأَةُ إِلَى زَوْجِهَا؟ فَخفَضَتْ حَفْصَةُ رَأسَهَا وَاسْتَحْيَتْ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّه لَا يَسْتَحْى مِنَ الحَقِّ، فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا ثلَاثَةَ أَشْهُرٍ، وَإلَّا فَأَرْبَعَة أَشْهُرٍ، فَكَتَبَ عُمَرُ: أَنْ لَا يُحْبَسَ (* * *) الْحَبِيسُ فَوْقَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ".
"عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه: أنَّهُ جَاءَ إِلَى عُمَرَ يَشْكُو إِليْهِ مَا يَلْقَى مِنَ النِّسَاءِ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّا لَنَجِدُ ذَلِكَ حَتَّى إِنِّى لأُرِيدُ الحَاجَةَ فَتَقُولُ لِى: مَا تَذْهَبُ إِلَّا إِلَى فَتَياتِ بَنِى فُلَانٍ تَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّه بْنُ مَسْعُودٍ عنْدَ ذَلِكَ: أمَا بَلَغَكَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ شَكَى إِلَى اللَّه رَدِئَ خُلُقِ سَارَةَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الضِّلَع فَالْبَسْهَا (*) عَلَى مَا كَانَ فِيهَا مَا لَمْ تَرَ عَلَيْهَا خربة (* *) فِى دِينِهَا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَقَدْ حَشَا اللَّه بَيْنَ أَضْلَاعِكَ عِلمًا كَثِيرًا".
"عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالدٍ قَالَ: دَخَلَ ابْنٌ لِعُمَرَ (*) بْنِ الخَطَّابِ عَلَيْهِ وَقَدْ تَرَجَّل وَلَبِسَ ثِيَابًا حِسَانًا فَضَرَبَهُ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ حَتَّى أَبْكَاهُ، فَقَالَتْ لَهُ حَفْصَةُ: لِمَ ضَرَبْتَهُ؟ قَالَ: رَأَيْتُهُ قَدْ أَعجَبَتْهُ نَفْسُهُ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُصَغِّرَهَا إِلَيْهِ".
"عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِى سليمٍ: أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّاب قَالَ: (لا) (* *) تُسَمُّوا الْحَكَمَ وَلا أَبَا الحَكَمِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ، وَلا تُسَمُّوا (* * *) الطَّرِيقَ السِّكَّةَ".
"عَنْ أَبِى البَخْتَرِىِّ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يَخْطُبُ عَلَى المنبَرِ فَقَامَ إِلَيْه الحُسَيْنُ بْنُ عَلِىٍّ فَقَالَ: انْزِلْ عَنْ مِنْبَرِ أَبِى، فَقَالَ عُمَرُ: مِنْبرُ أَبِيكَ لا مِنْبَرُ أَبى، مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ فَقَامَ عَلِىٌّ فَقَالَ: مَا أَمَرَهُ بِهَذَا أَحَد، أَمَا لأُوجِعَنَّكَ يا غُدَرُ! فَقَالَ: لا تُوجِع ابْنَ أَخِى فَقَدْ صَدَقَ، مِنْبرُ أبِيهِ".
"عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّب: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، وعُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ كَانَا يَتَنَازَعَانِ فِى المَسْئَلَةِ (*) بَيْنَهُمَا حَتَّى يَقُولَ النَّاظِرُ إِلَيْهِمَا: لا يَجْتَمِعَانِ أبَدًا فَمَا (* *) يَفْتَرقَان إِلا عَلَى أَحْسَنِهِ وأَجْمَلِهِ".
"عَنْ أَبِى وَائلٍ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ عُمَرَ الشَّامَ فَنَزَلنَا مَنْزِلًا فَجَاءَ دِهْقانٌ يَسْتَدِلُّ عَلَى أَمِيرِ المؤْمِنِينَ حَتَّى أَتَاهُ، فَلَمَّا رَأَى (* * *) الدِّهْقَانُ عُمَرَ سَجَدَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا هَذَا السُّجُودُ؟ فَقَالَ: هَكَذَا نَفْعَلُ بِالمُلُوكِ، فَقَالَ (عُمَرُ) اسْجُدْ لِربِّكَ الَّذِى خَلَقَكَ، فَقَالَ: يَا أَمَير المؤْمِنينَ إِنِّى قَدْ صَنَعْتُ لَكَ طَعَامًا فَأتِنِى، فَقَالَ عُمَرُ: هَلْ فِى بَيْتِكَ مِنْ تَصَاوِيرِ العَجَمِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لا حَاجَةَ لِى فِى بَيْتكَ، وَلَكِن انْطَلِقْ فَابْعَثْ لَنَا بِلَوْنٍ مِنَ الطَّعَامِ وَلا تَزِدْنَا عَلَيْهِ، فَانْطَلَقَ فَبَعَثَ إلَيْهِ بِطَعَامٍ فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ عُمَر لِغُلَامِهِ: هَلْ فِى إداوتك (* * * *) شَىْءٌ مِنْ ذَلِكَ النَّبِيذِ؟ قَالَ: نعم (قال: فابعث لنا) (* * * * *) فأتاه فصبه في
إِنَاءٍ ثُمَّ شَمَّهُ فَوَجَدَهُ مُنكَرَ الرِّيحِ، فَصَبَّ عَلَيْه مَاءً ثُمَّ شَمَّهُ فَوَجَدَهُ مُنكَرَ الرِّيح، فَصَبَّ) ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ شَرِبَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِذَا رَابَكُمْ مِنْ شَرَابِكُمْ شَىْءٌ فَافْعَلُوا بِهِ هَكَذَا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: لا تَلبَسوا الدِّيبَاجَ وَالحَرِيرَ، وَلا تَشْرَبوا فِى آنِيَةِ الفِضَّةِ والذَّهَبِ فَإِنَّها لَهُمْ فِى الدُّنْيَا وَلَنَا فِى الآخِرَةِ".
"عَن ابْنِ شِهَاب: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ سَأَلَ أبَا بَكْرِ بْنَ سُلَيْمَانَ ابْنِ أَبى حَثْمة : لأىِّ شَىْءٍ كَانَ يَكْتُبُ: مِنْ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِى عَهْدِ أَبِى بَكْرٍ، ثُمَّ كَانَ عُمَرُ كتَبَ أوَّلًا: مِن خَلِيفَةِ أَبِى (بَكْرٍ) فمَنْ أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ (مِنْ) أمِيرِ المُؤْمنين؟ فَقَالَ: حَدَّثَتْنِى الشِّفَاءُ -وهِى جَدَّتهُ، وَكَانَتْ مِنَ المهاجِرَاتِ الأُوَل- أَنَّ عُمَر بْنَ الخَطَّابِ كَتَبَ إلَى عَامِلِ العِرَاقِ أَنْ يَبَعْثَ إلَيْه رَجُلَيْنِ جَلدَيْنِ يَسْألُهُمَا عَنِ العِرَاقِ وَأَهْلِهِ، فَبَعَثَ عَامِلُ العِرَاقِ بِلَبِيد بْنِ رَبيعَةَ، وعَدِىّ بْنِ حَاتِمٍ، فَلَمَّا قَدِمَا المدِينَةَ أنَاخَا راحِلَتَيْهمَا بِفِنَاءِ المسْجِدِ، ثُمَّ دَخَلَا المَسْجِدَ، فَإذَا هُمَا بِعَمْرِو بْنِ العَاصِ، فَقَالَا: اسْتَأذِنْ لَنَا يَا عَمْرو عَلَى أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عَمْرٌو: أَنْتُمَا وَاللَّهِ أَصَبْتُما اسْمَهُ! هُوَ الأَمِيرُ وَنَحْنُ المُؤْمِنُونَ،
فَوَثَبَ عَمْرٌو فَدَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ المؤْمنينَ، فَقَالَ (عُمَرُ) مَا بَدَا لَكَ فِى هَذَا الاسْم يَا بْنَ العَاصِ؟ رَبِّى يَعْلَمُ لَتَخْرُجَنَّ ممَّا قُلْتَ، قَالَ: إِنَّ لبيدَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعَدِىَّ بْنَ حَاتِمٍ قَدِمَا فَأَنَاخَا رَاحِلَتَيْهِمَا بِفِنَاءِ المَسْجِدِ ثُمَّ دَخَلا عَلَىَّ فَقَالا: اسْتَأذِنْ لَنَا يَا عَمْرُو عَلَى أَمِيرِ المَؤْمِنينَ، فَهُمَا وَاللَّهِ أَصَابَا اسْمَكَ، نَحْنُ المؤمِنُونَ وَأَنْتَ أمِيرُنا، فَمَضَى بِهِ الكِتَابُ مِنْ يَوْمِئِذٍ".
"عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَاتَلَ عُمَرُ المُشْرِكينَ فِى مَسْجد مَكَّةَ، فَلَمْ يَزَلْ يُقَاتِلُهُمْ منذُ غُدوةٍ حتى صارت الشمسُ حِيالَ رأسِه وَأَعْيَى وَقَعَدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَيْهِ
بُرْدٌ أحْمَرُ، وقَمِيصٌ قَوْمسِىٌّ (*) حَسَنُ الوَجْهِ، فَجَاءَ حَتَّى أفْرَجَهمْ فَقَالَ: مَا تُرِيدُونَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالُوا: لا وَاللَّهِ إِلا أنَّهُ صَبَأ، قَالَ: فَنِعْمَ رَجُلٌ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ دِينًا، دَعُوهُ وَمَا اخْتَارَ لِنَفْسِهِ، تَروْنَ بَنِى عَدىٍّ تَرْضَى أَنْ يُقْتَلَ عُمَرُ؟ لا وَاللَّهِ لا تَرْضَى بَنُو عَدىٍّ، قَالَ: وَقَالَ: عُمَرُ يوْمَئذٍ: يَا أَعْدَاءَ اللَّهِ: واللَّهِ لَو قَدْ بَلَغْنَا ثَلاثَمِائَة لَقَدْ أخْرَجْنَاكُم مِنْهَا، قُلتُ لأَبِى بَعْدُ: مَنْ ذَاكَ الرَّجُلُ الَّذِى رَدَّهُمْ عَنْكَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: ذَاك الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ أبُو عَمْرِو بْنِ العَاصِ".
"عَنْ سَعيدِ بْنِ المُسيِّبِ: أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ أَمْرَ الْجَدِّ والكَلالَةِ في كَتِفٍ ثُمَّ طَفِقَ يَسْتَخيرُ ربَّهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّى كُنْتُ كَتَبْتُ كِتَابًا فِى الجَدِّ والكَلَالَةِ وَكُنْتُ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهِ، وإنِّى رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّكُمْ إِلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَدْرُوا مَا كَانَ فِى الكَتِفِ".
"عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِىِّ قَالَ: كتَبَ رَجُلٌ مُصْحَفًا وَكَتَبَ عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ تَفْسِيرَهَا فَدَعَا عُمَرُ فَقرَضَهُ بالمقراض".
"عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نَضْلَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ وَعبدُ اللَّهِ يُقَاسِمُونَ الجَدَّ مَعَ الإِخْوَةِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنْ يَكُونَ الثُّلُثُ خَيْرٌ (*) لَهُ مِنْ مُقَاسَمَتِهِم، فَأَخَذَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ".
"عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ جَدٍّ وَرِثَ فِى الإِسْلام عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَأَرَادَ أَنْ يَحْتَازَ المَالَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّهُم شَجَرَةٌ دُونَكَ يَعْنِى بَنِى بَنيهِ".
"عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ لا يَزِيدُ الجَدَّ عَلَى السُّدُسِ مَعَ الإِخْوَةِ، فَقُلْتُ لَهُ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ أَعْطَاهُ الثُّلُثَ مَعَ الإِخْوَةِ، فَأَعْطَاهُ الثُّلُثَ".
"عَنْ حَبَّةَ العُرَنِىِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ قَالَ: يَا أَهْلَ الكُوفَةِ، أْنْتُم رَأسُ العَرَبِ وجُمْجُمَتُها، وسَهْمى الَّذِى أَرْمِى بِهِ إِنْ أَتَانِى شَىْءٌ مِنْ هَهُنَا وَهَهُنَا، إِنِّى بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَاخْتَرْتُهُ لَكُمْ وآثَرْتُكُمْ بِهِ عَلَى نَفْسِى أثَرَةً".
"عَن نافع بن جبيرٍ قال: كتب عمر بن الخطابِ إلى أهل الكوفة، إلى وجوه النَّاسِ".
"عَن الشعبى: أن عمر كتب إلى أهل الكوفةِ، إلى رأسِ العرب".
"عَن عامر قال: كتب عمرُ إلى أهل الكوفة، إلى رأس أهل الإسلام".
"عَن الشعبى: أن عمر بن الخطاب كتبَ إلى سعدِ بن أَبى وقاص، أن اتخذْ للمسلمين دارَ هجرةٍ ومنزلَ جهادٍ، فبعث سعدٌ رجلًا من الأنصار، يقال له الحارث ابن سلمة فارتاد لهم موضعًا -الكوفةَ- اليوم، فنزلها سعدٌ بالناسِ، فخطَّ مسجدها، وخط فيها الخطط، قال الشعبى: وكان ظهرُ الكوفة نَبتَ الخزامى، والشيحِ، والأقحوانِ، وشقائق النعمان، فكانت العربُ تسميه في الجاهلية: خد العذراء، فارتادوا، فكتبوا إلى عمر بن الخطاب، فكتبَ أن أنْزِلوه، فتحول النَّاسُ إلى الكوفة".
"عَن ابن عمرَ قالَ: قال عمرُ لأصحابِ الشورى -للَّه دَرُّهم- لَوْ وَلُّوها الأُصيْلعَ كيفَ يحملُهم على الحقِّ وإِن حُمِلَ على عُنِقه بالسيف، فقلت: تعلمُ ذلك منه ولا تُوَليه؟ قال: إن أستخلِفْ فقد اسْتَخْلَفَ من هو خَيْرٌ منى، وإن أترُك فقد تَرك من هو خَيْرٌ مِنِّى".
" (عن جبير بن مطعم) (*) عن ابن عمر قال: ما سمعتُ عمرَ بْنَ الخطاب يقولُ لِشَئٍ قطُّ: إنى لأَظُنُّ كذا وكذا، إلا كان كما يَظُنُّ، بينا عمرُ جالسٌ إذ مرَّ به رجلٌ جميلٌ فَقال له: أخطأَ ظنى، أو إنكَ على دينك في الجاهلية، أو لقد كُنتَ
كاهِنَهم؟ قال: وما رأَيتُ كاليومِ استقبلَ به رجلٌ مسلمٌ، قال عمر: فإِنى أعزمُ عليك إِلا أخبرتنى، قال: كُنْتُ كاهِنَهم في الجاهليةِ، قال: فما أعجبَك ما جَاءتْكَ به جِنِّيَّتُك؟ قال: بينا أنا يومًا في شرفٍ جاءتنى أعرِفُ فيها الفزع (قالت: ألم تر الجنَّ وإبلاسَها، ويأسَها من بعدِ إنكاسِها، ولحوقها بالقلاص وأحلاسِها) (*) قال عمر: صدقَ، بينا أنا نائمٌ عند آلهتهِم إذ جاء رَجلٌ بعجْلٍ فذبحَه، فصرخ به صارخٌ لم أسمعْ صارخًا قطُّ أشدَّ صوتًا منه يقول: يا جَليحْ! أمرٌ نجيحْ، رجلٌ فصيحْ، يقول: لا إله إلا اللَّه؛ فوثبَ القومَ، قلتُ: لا أبرحُ حتى أعلمَ ما وراءَ هَذَا، ثم نادى كذلك الثانية والثالثة، فقمتُ فما نشبتُ أن قيل: هَذَا نَبِىٌّ".
"عَن الحسن: أن عمرَ بنَ الخطاب سألَ عن آية من كتاب اللَّه، فقيل: كانت مع فلانٍ فقُتِلَ يومَ اليمامةِ، فقال: إنا للَّه! ! وَأمَرَ بالقُرآنِ فَجُمعَ، فكان أولَ من جمعه في المصحف".
"عَن يحيى بن عبد الرحمنِ بن حاطبٍ قال: أراد عمرُ بن الخطابِ أن يُجْمَعَ القرآنُ، فقامَ في النَّاسِ فقال: من كان تَلَقَّى من رسولِ اللَّه ﷺ شيئًا من القرآنِ فليأتِنا به، وكانُوا كتبوا ذلك في الصُّحُفِ والألواح والعُسُب، وكان لا يقبلُ من أحد شيئًا حتى يشهد شاهدان، فقُتِلَ وهو يجمعُ ذلك، فجاء خزيمة بن ثابت، فقال: إِنِّى قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبُوهما، قالوا: ما هما؟ قال: تلقيت من رسول اللَّه ﷺ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ} إلى آخر السورةِ، فقال عثمانُ: وأنا أشهدُ أنهما من عند اللَّه فأين ترى أن نَجْعلَهما؟ قال: اختم بهما آخر ما نزلَ من القرآن، فَخُتِمتْ بهما براءةٌ".
"عَن عبد اللَّه بن فضالةَ قال: لما أرادَ (عمرُ) أن يكتبَ الإمام أَقعدَ له نفرًا من أصحابِه وقال: إذا (اختلفتُم) في اللغة فاكتبُوها بلغةِ مُضَرَ، فإِنَّ القرآنَ نزلَ على رجلٍ من مُضرَ".
"عَن جابر بن سمرة قال: سمعت عمرَ بن الخطاب يقول: لا يُمْلِيَنَّ في مَصَاحِفنَا هذه إلا غِلْمانُ قُريشٍ أو غِلمانُ ثَقِيفٍ".
"عَن عبادة بن نُسَىٍّ أن عمرَ كان يقول: لا تَبيعوا المصاحِفَ، ولا تَشترُوها".
"عَن ابن عباسٍ قال: نهانا أميرُ المؤمنين عمرُ أَنْ نَؤُمَّ النَّاسَ في المُصْحَفِ، ونهانا أن يَؤُمَّنَا إِلا المُحْتَلِم".
"عَن ابن عباسٍ قال: كان عمرُ بنُ الخطابِ إذا دَخل البيتَ نَشَرَ المُصْحَفَ فَقَرأَ فِيه".
"عَن عائشةَ قالت: أولُ من اتُّهم بالأمرِ القبيحِ -يعنى: عمل قومِ لوطٍ- اتُّهم بهِ رجلٌ على عهدِ عمرَ، فأمرَ شبابَ قريشٍ أن لا يجالِسُوه".
"عَن عمر بن الخطاب قال: سمعتُ رسولَ اللَّه ﷺ إِذَا فتح اللَّهُ عليكُم مصرَ، فاتخذوا فيها جندًا كثيرًا، فذَلك الجندُ خَيْرُ أجنادِ الأَرْضِ، فقال أبو بكرٍ: ولِمَ يَا رَسولَ اللَّهِ؟ قال: لأنَّهم وأزواجَهم في رباطٍ إلى يوم القيامةِ".
"عَن يزيد بن أَبى حبيب قال: أقام عمرو بن العاص محاصرَ الأسكندريةِ أَشهرًا، فلما بلغ ذلكَ عمرَ بن الخطاب قال: "ما أبطأوا فَتْحَها إِلا لِمَا أحْدَثوا".
"عَن زيد بن أسلم قال: لما أبطأ على عمر بن الخطابِ فتحُ مصر كتب إلى عمرو بن العاص أما بعدُ: فقد عجبتُ لإِبطائِكم عن فتح مصر، إنكم تقاتلونهم منذ سنين، وما ذَاكَ إلا لِما أحدَثتم وأَحْبَبْتُمُ من الدنيا ما أحبَّ عدوُّكم، وإنَّ اللَّه تبارك وتعالى لا يَنصُر إلا بصدقِ نِيَّاتهم، وقد كنت وجهتُ إليكَ أرْبعةَ نَفَرٍ، وأعلمتُك أن الرجلَ منهم مقام ألفِ رجلٍ على ما كنت أعرفُ إِلا أن يكون غَيَّرهم ما غيَّر غيْرهم، وإذا أَتاك كتابى هذا فاخطُب النَّاسَ وحُضَّهم على قتالِ عَدُوِّهم ورغِّبهم في الصبرِ والنِّيةِ، وقدِّم أولئك الأربعةَ في صدورِ الناس، ومر النَّاسَ جميعًا أن يكون لهم صَدْمَةُ رجلٍ واحدٍ، وليكن ذلك عند الزوال يومَ الجمعَة، فإنها ساعةُ تَنَزُّلِ الرحمةِ، وقتُ الإجابةِ، وليعجَّ النَّاسُ إلى اللَّهِ ويسألونه النَّصرَ على عدوِّهم، فلما أتى عَمْرًا الكتابُ جمع النَّاسَ وقرأ عليهم، ثم دعَا أولئك النفر فَقَدَّمهم أمامَ النَّاسِ، وأمر النَّاسَ أن يتَطَهَّروا ويُصَلُّوا ركعتين، ثم يرغَبُون إلى اللَّهِ ويسألونهُ النصرَ، ففعلوا ففتح اللَّهُ عليهم".
"عَن عبد اللَّه بن جعفر وعياش بن عباس وغيرهما يزيدُ بعضُهم على بعض أن عمرَو بن العاص لما أبطأ عليه فتحُ مصرَ كتب إلى عمرَ بن الخطاب يَسْتَمده فأمدَّه عمرُ بأربعةِ آلافِ رجلٍ على كُلِّ ألفِ رجلٍ منهم رجلٌ (وكتب إليه عمر بن الخطاب: أنى قد أمددتك بأربعةِ آلافِ رجلٍ على كل ألفِ رجلٍ منهم رجلٌ) مقام الألف: الزبيرُ بن العوام، والمقدادُ بن الأسود بن عَمرو، وعبادةُ بن الصامت، ومسلمة بن مخلد، وأعلم أَنَّ معَك اثنى عشَر ألفًا، ولا تغلبُ اثنا عشرَ ألفا من قِلّةٍ".
"عَن معاوية بن خديج قال: بَعَثَنِى عمرو بن العاص إلى عمرَ بْنِ الخطاب بفتحِ الإسكندرية، فقدمتُ المدينةَ في الظُّهر فأنختُ راحلتى ببابِ المسجد ثم دخلت المسجدَ فبينا أنا قاعدٌ فيه، إذ خرجت جاريةٌ من منزلِ عمر بن الخطاب، فقالت: من أنتَ؟ قلت: أنا معاوية بن خديج رسولُ عمرِو بن العاص، فانصرفت عنّى ثم أقبلتْ تشدُّ فقالتْ: قُمْ فأجِبْ أميرَ المؤمنين فتبعتُها، فلما دخلتُ فإذا بعمرِ بن الخطاب يتناولُ رداءَه بإحدَى يديه ويَشُدُّ إِزَارَه بالأخرى، فقال: ما عندك؟ فقلت: خَيْرٌ يا أميرَ المؤمنين فتح اللَّه الإسكندرية، فخرج معى إلى المسجد فقال للمؤذن: أذِّنْ في الناس: الصلاة جامعة، فاجتَمع الناس ثم قال: قُمْ فأخبر النَّاسَ، فقمتُ فأخبرتُهم، ثم صلَّى ودخل منزله واستقبل القبلة فدعا بدعواتٍ ثم جلسَ فقال: يا جَارِيةُ: هل عندك من طعام؟ فأتت بخبزٍ
وزيت، فقال: كُلْ فأكلتُ على حياءٍ، ثم قال: كُل فإن المُسافِرَ يحبُّ الطعامَ فلو كنت آكلًا لأكلتُ معك، فأصبت على حياءٍ، ثم قال: يا جاريةُ: هل من تَمْر؟ فأتت بتمرٍ في طبقٍ، فقال: كُل، فأكلتُ على حياءٍ، ثم قال: ماذا قلت يا معاويةُ حين أتيتَ المسجد؟ قال: قلتُ: أميرُ المؤمنين قائِلٌ، قال: بِئْسما قلت -أو بِئْسما ظننتَ- لئن نمتُ النهار لأُضيعنَّ الرعيةَ، ولئن نمتُ الليلَ لأضيعنَّ نفسى، فكيف بالنوم مع هذين يا مُعاوية؟ ! ".
"عَن جُنادة بن أَبى أُمية أن عمرو بن العاص كتبَ إلى عمرَ بن الخطاب، إِنَّ اللَّهَ قَدْ فَتَحَ عَلَيْنَا الإسْكَنْدرِيَّةَ عَنْوَةً بِغَيْرِ عَقْدٍ وَلا عَهْدٍ، فكتب إليه عمر بن الخطاب يُقبِّحُ رَأيَهُ وَيَأمُرُهُ أَنْ لا يُجَاوِزها".
"عَن حسين بن شُفَىِّ بن عبيدٍ قال: لما فُتِحت الإسكندرية اختلفَ النَّاسُ على عَمْرو في تَقْسِيمها، فقال عمرٌو، لا أَقدرُ على قَسْمها حتى أكتبَ إلى أمير المؤمنين، فكتب إليه يُعلِمه بفَتحها وشأنِها، ويعلمه أن المسلمين طلَبُوا قسْمها، فكتب إليه عُمَر: لا تَقْسِمهَا وَذَرْهُم يَكُونُ خَرَاجُهُمْ فَيْئًا للمُسْلِمينَ وَقُوَّةً عَلَى جِهَادِ عَدُوِّهِم، فَأَقَرَّها عَمْرو وَأحْصَى أهْلَهَا وَفَرَضَ عَلَيْهِمُ الخَرَاجَ".
"عَن ربيعة بن أَبى عبد الرحمن: أنّ عمرو بن العاص فتح مصر بغير عهد ولا عقْد، وأن عمر بن الخطاب حبس دَرَّهَا وَصَرَّهَا أَنْ يَخرُجَ منْهُ شَىْءٌ نَظرًا للإِسْلامِ وَأهْلِهِ".
"عَن زيدِ بن أسلمَ قال: كَانَ تَابُوتٌ لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ فِيه كُلُّ عَهْدٍ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أحدٍ مِمَّنْ عَاهَدَهُ فَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ لأَهِلِ مِصْرَ عَهْدٌ".
"عَن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن عمرو بن العاص كتب إلى عمر بن الخطاب في رُهبانٍ يترَّهبُون بمصْر فيموتُ أحدُهم وليس له وارثٌ، فكتب إليه: أَنَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ لَهُ عَقِبٌ فَادْفَعْ مِيرَاثَهُ إِلَى عَقِبِه، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَقِبٌ فَاجْعَلْ مَالَهُ فِى بَيْتِ مَالِ المُسْلِمينَ، فَإِنَّ وَلاءَهُ لِلمُسْلِمِينَ".
"عَن ابن شهاب قال: كَانَ فَتْحُ مِصْرَ بَعْضهَا عَهْدًا وَذِمَّةٍ، وَبَعْضهَا عَنْوَةً فَجَعَلَهَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ جَمِيعًا ذِمَّةً وَحَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، فَمَضى ذَلِكَ فيهمْ إِلَى الْيَوْمِ".
"عَن يزيد بن أَبى حبيبٍ: أن عمرو بن العاص لما فتحَ الإسكندرية ورأى بيوتها وبناءهَا مفروغًا منها (هَمَّ) أن يسكُنها، وقال: مساكنُ قد (كسبناها) فكتب إلى عمر بن الخطاب (يستأذنُه) في ذلك، فقال عمر للرسول هَلْ يَحُولُ بَيْنِى وَبَيْنَ المُسْلِمينَ مَاءٌ؟ قال: نَعَمْ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنينَ إِذَا جَرَى النِّيلُ. فَكَتَب عمر إلى عمرو: إِنِّى لا
أحِبُّ أَنْ تُنزِلَ المُسْلِمينَ مَنْزِلًا يَحُولُ الماءُ بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ فِى شِتَاءٍ (وَلا صَيْفٍ) فتحول عمرو بن العاص من الإسكندرية إلى الفُسْطَاطِ".
"عن يزيد بن أَبى حبيب: أن عمر بن الخطاب كتبَ إلى سعد بن أَبى وقاصٍ وهو نازلٌ بمدائنِ كسرى، وإلى عاملهِ بالبصرة، وإلى عمرو بن العاص، وهو نازلٌ بالإسكندرية، أَنْ لا تَجْعَلُوا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ مَاءً، مَتَى أَرَدْتُ أَنْ أركبَ إلَيكمْ رَاحِلتِى حَتَّى أقْدمَ عَلَيكمْ قَدِمْتُ. فتحول سعد بن أَبى وقاص من مدائن كسرى إلى الكوفة، وتحوَّل صاحبُ البصرة من المكان الذى كان فيه فنزل البصرةَ، وتحول عمرو بن العاص من الإسكندرية إلى الفُسطاط".
"عن أَبى تميم الجيشانى قال: كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِى أنَّكَ اتَّخَذْتَ مِنْبَرًا تَرْقَى (بِهِ) عَلَى رِقَابِ المُسْلِمينَ أَو مَا بِحَسْبِكَ أَنْ تَقُومَ قَائِمًا وَالمُسْلِمُونَ تَحْتَ (عَقبيك)؟ ! فَعَزَمْتُ عَلَيْكَ لَمَا كَسَرْتَهُ".
"عن أَبى صالح الغفارى قال: كتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب: إنا قد (خططنا) أخططنا لك دارًا عند المسجد الجامع. فكتب إليه عمر: أنَّى لِرَجُلٍ بالْحِجَازِ يَكُونُ لَهُ دَارٌ بِمِصرَ؟ وَأمَرَهُ أَنْ يَجْعَلَهَا "سوقًا" للمُسْلِمينَ".
"عن يزيد بن أَبى حبيب قال: أول مَنْ بنى غُرفَةً بمصر خارجةُ بن حذافة، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فكتب إلى عمرو بن العاص: سَلَامٌ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغنى أَنَّ خَارِجَةَ بْنَ حُذَافَةَ بَنَى غُرْفَةً، وَقَدْ أَرَادَ خَارِجَةُ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَى عَورْاتِ جِيرَانِهِ، فَإِذَا أتَاكَ كِتَابِى هَذَا فَاهْدِمْهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَالسَّلَامُ".
"عن الليث بن سعد قال: لَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخطَّابِ أقْطَع أحدًا مِنَ النَّاسِ شَيْئًا مِنْ أرْضِ مِصْرَ إِلا ابْنَ سَنْدَر فَإِنَّهُ أقْطَعَهُ أرْضَ مِنْيَةِ الأصْبَغ فَلَمْ تَزَلْ (لَهُ) حَتَّى مَاتَ".