"عَن ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِى مَنْ أُصَدِّقُ أَنَّ عُمَرَ بَيْنَا هُوَ يطُوفُ سَمِعَ امْرَأةً تَقُولُ:
تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ وَاسْوَدَّ جَانِبُه ... وَأَرَّقَنِى أَنْ لَا حَبِيبَ أُلَاعِبُه
فَلَوْلَا حِذارُ اللَّه لَا شَىْءَ مِثْلُهُ ... لَزُعْزعَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبهُ
فَقَالَ عُمَرُ: وَمَالَكِ؟ قَالَتْ؟ أغْرَبْتَ زَوْجِى مُنْذُ شَهْرٍ (* *) وَقَدِ اشْتَقْتُ إِلَيْهِ، قَالَ: أرَدْتِ سُوءًا؟ قَالَتْ: مَعَاذَ اللَّه، قَالَ: فَامْلِكِى عَلَيْكِ نَفْسَكِ، فَإِنَّمَا هُوَ البَرِيدُ إِليْهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ، فَقَالَ: إِنِّى سَائِلُكِ عَنْ أَمْرٍ قَدْ أَهَمَّنِى فَأَفْرِجِيهِ عنِّى، في كَمْ تَشْتَاقُ المَرْأَةُ إِلَى زَوْجِهَا؟ فَخفَضَتْ حَفْصَةُ رَأسَهَا وَاسْتَحْيَتْ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّه لَا يَسْتَحْى مِنَ الحَقِّ، فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا ثلَاثَةَ أَشْهُرٍ، وَإلَّا فَأَرْبَعَة أَشْهُرٍ، فَكَتَبَ عُمَرُ: أَنْ لَا يُحْبَسَ (* * *) الْحَبِيسُ فَوْقَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ".