"عن صفيةَ بنتِ أَبى عُبيد أن عمر بن الخطاب قال: ما بَال رجال يطئون وَلائِدهم، ثم يدعُونَهُن يَخْرُجْنَ، لا تَأتينى وليدةٌ تعرفُ سيِّدهَا أنه قد كان ألمَّ بها إلَّا ألحقَتُ بهِ ولَدَها، فأرْسِلوهنَّ بَعْدُ أَوْ أَمْسِكُوهُنَّ".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (39/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٣٩
"عن عبد اللَّه بن عبدِ اللَّه بن أُميَّة المخزومى: أن امراةً هلك عنها زوجها؛ فاعتَدَّت أربعةَ أشهرٍ وعَشْرًا، ثم تزوَّجت حين حَلَّت، فمكثت عند زوْجها أربعةَ. أشْهر ونِصْفًا، ثم وَلَدت ولدًا تمامًا، فجاء زوجُها عمرَ بنَ الخطابِ فذكرَ ذلك له، فدعا عمرُ نساءً من نساءِ الجاهليةِ قُدَماءَ فَسألهن عن ذلك، فقالت امرأةٌ منهن: أُخْبِرُك عن هذهِ المرأة، هلك (عنها) زوجُها حين حَمَلت (مِنْهُ) فَأهْرِيقَت الدماء، فَحَشَّ ولدُها في بَطْنها، فلما أصابَها زوجُها الذى نكَحَت وأصابَ الولدَ الماءُ تحرَّك الولدُ في بطنِها (وكبر) فصدَّقها عمر بذلك، وفرَّق بَيْنَهما، وقال لها عمر: أمَا إِنه لم يبلُغْنى عَنْكِ إلا خيرًا، وألحقَ الولدَ بالأول".
"عن ميمون بن يسار، أن عمر بن الخطاب كان يُلِيطُ أولاد الجاهلية بمن ادَّعاهم في الإسلام، فأتاه رجلان كلاهما يدعى ولدَ امرأة، فدعا عمرُ قائفًا، فنظر إليهما فقال القائف: لقد اشتركا فيه، فضربه عمرُ بالدرّة، ثم دعا المرأةَ فقال لها: أخبرينى خَبَرك، قالت: كان هذا لأحد الرجلين، يأتيها وهى في إبل أهلِها فلا يفارقها حتى يَظُنَّ وتظنَّ أن قد استمر بها حمل ثم انصرف عنها فأُهرقَت عليه دماءٌ، ثم خلف عليها هذا -يعنى الآخر- فلا أدرى من أيهما هو، فكبَّر القائف، فقال عمر للغلام: وَالِ أيَّهما شِئتَ".
"عن سليمانَ بن يسارٍ أن محمدَ بن الأشعثِ أخبره أن عَمَّةً له يهوديَّةً أو نصرانيةً تُوفيت وأنه أتى عمرَ بن الخطابِ فقال له: من يرثُها؟ فقال: يرثُها أهلُ دينِها".
"عن ابن عمرَ أن عمرَ بن الخطابِ قال: من ضفر فليحلق ولا يشبه بالتلبيد".
"عَنْ زيد بن أسلمَ أن رجلًا جاءَ إلى عمرَ فقال: يا أمير المؤمنين: إنى أصبتُ جرادات بسوطى، فقال له عمر: أطعِم قبضةً من طعامٍ".
"عَنْ يحيى بن سعيد أن رجلًا جاء إلى عمرَ يسألُه عن جرادةٍ قتلها وهو محرم، فقال عمر لكعبٍ: تَعَالَ نحكمْ، فقال كعبٌ: درهم، فيل عمر: إنك لتجدُ الدراهم، لتمرةٌ خيرٌ من جرادةٍ".
"عَنْ مالكٍ أنه بلَغه أن عمر بن الخطابِ كان يقف عند الجَمْرتَيْنَ وقوفًا طويلًا حتى يمَلَّ القائم لطول قيامه".
"عَنْ يَحيى بن سعيد أنه بلغه أن عمرَ بن الخطاب خرجَ الغد من يوم النحر حين ارتفع النهار شيئًا فكبر، فكبر الناس بتكبيره، ثم خرج الثانية من يوم ذلك بعد ارتفاع النهار فكبر، فكبر الناس بتكبيره، ثم خرج الثالثة حين زاغت الشمس فكبر، فكبر الناس بتكبيره حتى يتصل التكبير ويبلغ البيت فيعلم أن عمر قد خرج يرمى".
"عَنِ ابن شهاب أن عمر بن الخطابِ كان يأمر بقتلِ الحياتِ في الحرم".
"عَنْ محمد بن سيرين أن رجلًا جاء إلى عمر بن الخطاب فقال: إنى أجريت أنا وصاحب لى فرسين فنستبق إلى ثغرة ثنية، فأصبنا ظبيا ونحن محرمون، فماذا ترى؟ فقال عمر لرجل (إلى جنبه: تعال حتى أحكم أنا وأنت، قال: فحكم عليه بعنز،
فولى الرجل (*)) وهو يقول: هذا أمير المؤمنين لا يستطيع أن يحكم في ظبى حتى دعا رجلا فحكم معه، فسمع عمر قول الرجل فدعاه فسأله، هل تقرأ سورة المائدة؟ فقال: لا، قال: فهل تعرف هذا الرجل الذى حكم معى؟ فقال: لا، فقال: لو أخبرتنى أنك تقرأ سورة المائدة لأوجعتك ضربا، ثم قال: إن اللَّه يقول في كتابه {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} وهذا عبد الرحمن بن عوف".
"عَنِ ابن غطفان بن طريف المرى أن أباه طريفا تزوج بامرأة وهو محرم، فرد عمر بن الخطابِ نكاحه".
"عَنْ أسلم: أن عمر وجد ريحَ طيبٍ وهو بالشجرة، فقال: فيمن ريح هذا الطيب؟ فقال معاوية بن أَبى سفيان: منى يا أمير المؤمنين: فقال عمر: منك لعمرى! ! فقال معاوية: إن أم حبيبة طيبتنى، فقال عمر: عزمت عليك لترجعن فلتغسلنه".
"عَن الصلت بن زبيد، عن غير واحد من أهله أن عمر بن الخطاب وجد ريح طيب وهو بالشجرة وإلى جنبه كثير بن الصلت، فقال عمر: ممن ريح هذا الطيب؟ فقال كثير: منى لبَّدْتُ رأسى وأردت أن أحلق، فقال عمر: فاذهب إلى شَرَبةٍ فادلك منها رأسك حتى تنقيه، ففعل".
"عَنْ أَبى سهل بن مالك، عن أبيه أن عمر بن الخطاب كان يجهر بالقراءة، وإن قراءته كانت تسمع عند دار أَبى جهم بالبلاط".
"عَنْ على بن أَبى طالب قال: ما علمت أحدا هاجر إلَّا مختفيا إلَّا عمر ابن الخطاب؛ فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه، وتنكب قوسه، وانتضى في يده أسهما؛ وأتى الكعبة وأشراف قريش بفنائها فطاف سبعا، ثم صلى ركعتين عند المقام، ثم أتى حِلَقَهم واحدةً واحدة، فقال: شاهت الوجوه، من أراد أن تثكله أمه ويُؤتَم (وَلَدُه، وتَرْمَلَ) (*)) زوجته فَليَلقَنِى وراء هذا الوادى، فما تبعه منهم أحد".
"عنْ أسلم بن عبد اللَّه أن كعب الأحبار قال لعمر بن الخطاب: إنا لنجد: "ويل لملك الأرض من ملك السماء" فقال عمر: إلا من حاسب نفسه، فقال كعب: والذى نفسى بيده إنها لفى التوراة، فكبر عمر ثم خر ساجدا".
"عَنْ طارق بن شهاب قال: إن كان الرجل ليحدث عمر بالحديث فيكذبه الكذبة فيقول: احبس هذه، ثم يحدثه الحديث فيقول: احبس هذه، ثم يحدثه الحديث فيقول: احبس هذه، فيقول له: كل ما حَدَّثْتُكَ حق، إلا ما أمرتنى أن أحبسه".
"عَنِ الحسن قال: إن كان أحد يعرف الْكَذِبَ إذا حُدِّثَ بِه أنَّهُ كَذِبٌ فهو عمر بن الخطاب".
"عَنْ إسماعيل بن زياد قال: مَرَّ على بن أَبى طالب على المساجد في رمضان، وفيها القناديل، فقال: نور اللَّه على عمر في قبره، كما نور علينا مساجدنا".
"عَنْ معاوية بن قرة قال: كان يكتب: من أَبى بكر خليفة رسول اللَّه ﷺ ، فلما كان عمر بن الخطاب أرادوا أن يقولوا خليفة رسول اللَّه، فقال عمر: هذا يطول، قالوا: لا، ولكنا أمرناك علينا فأنت أميرنا، قال: نعم أنتم المؤمنون، وأنا أميرهم فكتب: أمير المؤمنين".
"عَنِ البهى أن عبيد اللَّه بن عمر شتم المقداد، فقال عمر: على نذر إن لم أقطع لسانه، فكلموه وطلبوا إليه فقال: دعونى حتى أقطع لسانه، حتى لا يشتم بعده أحدا من أصحاب رسول اللَّه ﷺ ".
"عَنْ عمر قال: خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة".
"عَنْ رجل شهد القادسية قال: رجعنا من القادسية فكان أحدنا يَنْتِجُ فرسه من الليل، فإذا أصبح نحر مهرها فبلغ ذلك عمر؛ فكتب إلينا: أن أصلحوا إلى ما رزقكم اللَّه فإن في الأمر نفس (*) ".
"عَنِ الشعبى: أن رجلا أتى عمر بن الخطاب فقال: إن لى ابنة كنت وَأدْتُهَا في الجاهلية، فاستخرجناها قبل أن تموت، فأدركت معنا الإسلام فأسلمت، فلما أسلمت أصابها حد من حدود اللَّه -تعالى- فَأَخَذَتِ الشَّفرةَ لتذبح نفسها فأدركناها وقد قطعت بعض أوداجها، فداويناها حتى برئت، ثم أقبلت بعدُ بِتَوْبَةٍ حَسَنَةٍ، وهى تخطب إلى قوم، فأخبرهم من شأنها بالذى كان؟ فقال عُمرُ: أتعمدُ إلى ما يستر اللَّه فتؤذيه، واللَّه لئن أخبرت بشأنها أحدًا من الناس لأجعلنَّك نكالا لأهل الأمصار، بل أنكحها إنكاح العفيفة المسلمة".
"عن إبراهيم قال: قال عمر: إياكم والمعاذير، فإن كثيرا منها كذب".
"عن سلمة بن شهاب العبدى قال: قال عمر بن الخطاب: أيها الرعية، إن لنا عليكم حقا: النصيحة بالغيب، والمعاونة على الخير، وإنه ليس شئ أحب إلى اللَّه وأعم نفعا من حلم إمام ورفقه، وليس شئ أبغض إلى اللَّه من جهل إمام وخُرْقه".
"عن عبد اللَّه بن حكيم قال: قال عمر بن الخطاب: إنه لا حلم أحب إلى اللَّه من حلم إمام ورفقه، ولا جهل أبغض إلى اللَّه من جهل إمام وخُرقه، ومن يعمل بالعفو فيما بين ظهرانيه تَأتِه العافية، ومن ينصف الناس من نفسه؛ يُعْطَ الظفر في أمره، والذل في الطاعة أقرب إلى البر من التعذُّر بالمعصية".
"عن قيس بن أَبى حازم قال: قال عمر: إنه من يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ اللَّه ﷻ به".
"عن سعيد بن عمر الْقُرَشِىِّ: أَنَّ عُمَرَ رأى رُفْقَةً مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ رِحَالُهُمُ الأُدمُ، فَقَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنظُرَ إِلى أَشْبَهِ رُفْقَةٍ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّه ﷺ فَليَنْظُر إِلَى هؤُلَاءِ".
"عن إبراهيمَ قال: كَانَ عُمَرُ إِذَا اسْتَعْمَلَ عَامِلًا فَقَدِمَ إِلَيْه الْوَفْدُ مِنْ تِلْكَ الْبِلَادِ، قَالَ: كَيْفَ أَمِيرُكُم؟ أيَعُودُ الْمَمْلُوكَ؟ أَيَتْبَعُ الجِنَازَة؟ كَيْفَ بَابُهُ؟ أَلَيِّنٌ هو؟ فَإِنْ قَالُوا: بَابُهُ لَيِّنٌ، ويَعُودُ الْمَمْلُوكَ، وَيَتْبعُ الْجِنَازَةَ؛ تَرَكَهُ، وَإِلَّا بَعَثَ إِلَيْهِ فَنَزَعَهُ".
"عن أَبى وائل: أن عمرَ أُتِىَ بِطَعَامٍ، فقالَ: ائْتُونِى بِلَوْنٍ وَاحِدٍ".
"عن (أَبى وائل) قال: قال عمرُ: يَا غُلَامُ أَنْضِجِ الْعَصيدَةَ تَذْهَبْ حَرَارَةُ الزَّيْتِ، وَإِنَّ أَقْوَامًا تَعَجَّلُوا طَيِّبَاتِهِم في حَياتِهِمُ الدُّنْيَا".
"عن عتبةَ بن فرقدٍ قال: قَدِمتُ عَلَى عُمَرَ بِسِلَالِ خَبيصٍ فَقَالَ: مَا هذَا؟ فَقُلْتُ: طَعَامٌ أتَيْتُكَ بِهِ لأَنَّكَ تَقْضِى في حَاجَاتِ النَّاسِ أَوَّلَ النَّهَارِ فَأَحْبَبْتُ إِذَا رجَعْتَ أَنْ تَرجِعَ إِلَى طَعَامِ فَتُصِيبَ مِنْهُ فَقَوَّاكَ، فَكَشَفَ عَنْ سَلَّةٍ مِنْهَا فَقَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ يَا عتبة، أَرزَقْتَ كُلَّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سَلةً؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! لَوْ أَنْفَقْتَ مَالَ قَيْسٍ كُلِّهَا مَا وَسِعَتْ ذَلِكَ، فَقَالَ: فَلَا حَاجَةَ لِى فِيهِ، ثُمَّ دَعَا بِقَصْعَة ثَرِيدٍ خُبْزًا خَشِنًا وَلَحْمًا غَلِيظًا وَهُوَ يَأْكُلُ مَعِى أَكْلًا شَهِيًا فَجَعَلْتُ أَهْوِى إِلَى البَيضةِ الْبَيْضَاء أَحْسِبُهَا سَنَامًا فَإِذَا هِى عَصَبَة: وَالْبَضْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ أَمْضُغُهَا فَلَا أسيغها، فَإِذَا غَفَل عَنِّى جَعَلتُهَا بَيْنَ الْخِوَانِ وَالْقَصْعَةِ، ثُمَّ دَعَا بعُسٍّ مِنْ نَبيذٍ قَدْ كَادَ أَنْ يَكُونَ خَلًا، فَقَالَ: اشْرَبْ، فَأَخَذْتُهُ وَمَا أَكَادُ أُسِيغُهُ، ثُم أخَذَهُ فَشَرِبَ ثُمَّ قَالَ: اسْمَعْ يَا عُتْبَةُ إِنَّا نَنْحَرُ كُلَّ يَوْمِ جَزُورًا، فَأمَّا وَدَكُهَا وَأَطَايِبُها فَلِمَنْ حَضَرَنَا مِنْ آفَاقِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَا عُنُقُهَا فَلآلِ عُمَرَ نأْكُلُ هذَا اللَّحْمَ الْغَلِيظَ، وَنَشْرَبُ هذَا النَّبِيذَ الشَّدِيدَ يقطع فِى بُطُونِنَا أَنْ يُؤذِيَنَا".
"عن أَبى عثمان النهدى قال: لَمَّا قَدِمَ عُتْبَةُ بْنُ فَرقَد أذْرَبِيجَانَ أُتِىَ بِالْخَبِيصِ، فَلَمَّا أَكَلَهُ وَجَدَ شَيْئًا حُلْوًا طَيَّبًا فَقَالَ: لوَ صَنَعْتُ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَذَا! ! فَأَمَر فَجعَلَ لَهُ سَفَطَيْن عَظِيمَيْنِ ثُمَّ حَمَلَهُمَا عَلَى بَعير مَعَ رَجُلَيْنِ فَسَرَحَ بِهِمَا إِلَى عُمَرَ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْه فَتَحَهُمَا فَقَالَ: أَىُّ شَىْءٍ هَذَا؟ قَالُوا: خَبِيصٌ، فَذَاقَهُ فِإذَا شَىْءٌ حُلوٌ، فَقَالَ لِلرَّسوَلِ: أَكُلُّ المُسْلِمِينَ يَشْبَعُ مِنْ هَذَا في رَحْلِهِ؟ قَالَ: لا، قَالَ: أَمَّا لَا فَارْدُدْهُمَا؛ ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّكَ، وَلَا مِنْ كدِّ أَبِيكَ، وَلَا مِنْ كَدِّ أُمِّكَ، أَشْبعِ المُسْلِمِينَ فِى رِحَالِهمْ مِمَّا تَشْبَعُ مِنْهُ في رَحْلِكَ".
"عن عمر أَنَّهُ دُعِىَ إِلَى طَعَامٍ، فَكَانُوا إِذَا جَاءُوا بِلَوْنٍ خَلَطَه مَعَ صَاحِبِهِ".
"عن حبيب بن أَبى ثابت، عن بعض أصحابه، عن عمر: أَنَّهُ قَدِمَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فِيهِم جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّه، فَأَتَاهُم بِجَفْنَةٍ قَدْ صُنِعَتْ بِخُبْزٍ وَزَيْت، فَقَالَ لَهُمْ: خُذُوا فَأَخَذُوا (أَخْذًا) (*) ضَعِيفًا، فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ: قَدْ أرَى مَا تَفْعَلُونَ، فَأَىَّ شَىْءٍ تُرِيدُونَ؟ أحُلْو أو حَامِضٌ أو حارٌّ أو باردٌ ثم قَذْفٌ في البُطُونِ؟ ! ".
"عن مسروق قال: خَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ ذَاتَ يَوْمٍ وَعَلَيْهِ حُلَّةُ قِطر فنَظَرَ إِلَيْه النَّاس نَظَرًا شَدِيدًا، فَقَالَ:
لَا شَىْءَ فِيمَا تَرَى إِلا بَشَاشَتُهُ ... يبقَى الإِلَهُ ويُودِى الْمَالُ وَالْوَلَدُ
وَاللَّه مَا الدُّنْيَا في الآخِرَةِ إِلَّا كَنَفْجَة أرْنَبٍ".
"عن أنس قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ احْمِلْنِى، فَإِنِّى أُرِيدُ الجِهَادَ، فَقَالَ عُمَرُ لِرَجُلٍ: خُذْ بِيَدِهِ فَأَدْخِلهُ بَيْت الْمَال يَأْخُذُ مَا شَاءَ، فَدَخَلَ فَإذَا هُوَ بِبيضاء وَصَفْراء، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ مَا لِى في هَذَا حَاجَةٌ، إِنَّمَا أَرَدْتُ زَادًا وَرَاحِلَةً، فَردُّوهُ إِلَى عُمَرَ، فَأَخْبرُوهُ بِمَا قَالَ: فَأَمَرَ لَهُ بِزَادٍ وَرَاحِلَةٍ وَجَعَلَ عُمَرُ يَرْحَلُ لَهُ بِيَدِه، فَلَمَّا رَكِبَ رَفَعَ يَدَهُ فَحَمدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ لِمَا صَنَعَ بِهِ وأَعْطَاهُ، وَعُمَرُ يَمْشِى خَلفَهُ يَتَمَنَى أَنْ يَدْعُوَ لَهُ: فَلَمَّا فَرغَ قَالَ: اللَّهُمَّ وَعُمَر فَاجْزِهِ خَيْرًا".
"عن سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ فَقَال احْمِلْنِى: فَوَاللَّه لَئِنْ حَمَلْتَنِى لأَحْمَدَنَّكَ، وَلَئِنْ مَنَعْتَنِى لأَذُمَّنَّكَ، قَالَ: إِذَنْ وَاللَّه أَحْمِلُكَ، فَلَمَّا حَمَلَهُ جَعَلَ يَحْمَدُ اللَّه وَيَشْكُرُهُ وَيُثنى عَلَى اللَّه، وَعُمَرُ خَلْفَهُ يَسْمَعُ، وَلَا يَذْكُر عُمرَ بِشَىْءٍ، فَلَمَّا هَبَط قَالَ: اللَّهُمَّ سَدِّدْ عُمَرَ، اللَّهُمَّ، فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ أَتَا لَكَ".
"عن الضحاك قَالَ: قال عمر: يَا لَيْتَنِى كُنْتُ كَبْشَ أَهْلِى سَمَّنُونِى مَا بَدَا لَهُمْ حَتَّى إِذَا كُنْتُ أَسْمَنَ مَا أَكُونُ زَارَهُمْ بَعْضُ مَنْ يُحِبُونَ فَجَعَلُوا بَعضِى شَوِيًا وَبَعْضِى قَدِيدًا ثُمَّ أَكَلُونِى فَأَخْرَجُونِى عُذْرَةً وَلَمْ أَكُنْ بَشَرًا".
"عن الزهرى أن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّاب أَصَابَهُ حَجَرٌ وَهُوَ يَرمِى الْجِمَارَ فَشَجَّهُ، فَقَالَ: ذَنْبٌ بِذَنْبٍ وَالبَادِى أَظْلَمُ".
"عن مجاهد قال: قَالَ عُمَرُ: إِيَّاى وَالمُكَايَلَةَ -يَعْنِى- المُقَايَسَةَ".
"عن ابن عمر قال: وَجَّه عُمَرُ جَيْشًا وَأَمَّر عَلَيْهِم رَجُلًا يُدْعَى بِسَارِيَة، فَبَيْنَا عُمَرُ يَخْطُبُ يَومًا يُنَادِى: يا سَاريةُ الْجَبَلَ -ثَلاثًا- ثُمَّ قَدمَ رَسُولُ الْجَيْشِ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا أَميرَ الْمُؤْمنينَ لَقِينَا عَدُوَّنَا فهزَمَنَا، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذلَكَ إِذ سَمِعنَا صَوْتًا يُنَادِى: يَا سَارِيَةُ: الْجَبَلَ -ثَلاثًا- فَأَسْنَدْنَا ظُهُورنَا إِلَى الْجَبَلِ فَهَزَمَهُم اللَّه، فَقِيلَ لِعُمَرَ: إِنَّكَ كُنْتَ تَصيحُ بِذَلِكَ".
"عن ابن عمر قال: كَانَ عُمَرُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَعَرضَ في خُطبَتِه أَنَّهُ قَالَ: يَا سَارِيَةُ: الْجَبَلَ، مَنِ اسْتَرعَى الذّئبَ ظَلَمَ، فَالتَفَتَ النَّاسُ بَعْضُهُم إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ لَهُمْ عَلِىٌّ: لَيَخْرُجَن مِمَّا قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ سَألُوهُ، فَقَالَ: وَقَعَ في خَلَدِى أَنَّ المُشْرِكِينَ هَزَمُوا إِخْوَانَنَا وَأنَّهُم يَرْمُونَ بِجَبَلٍ، فَإِنْ عَدَلُوا إِلَيْهِ قَاتَلُوا مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ، وَإِنْ جَاوَزُوا أُهْلِكُوا، فَخَرجَ مِنَى مَا تَزْعُمُونَ أَنَّكُم سَمعتُمُوهُ، فَجَاءَ البَشِيرُ بَعدَ شَهْرٍ فَذَكَرَ أَنَّهُم سَمِعُوا صَوْتَ عُمَرَ فِى ذَلِكَ الْيَوْمِ، قَالَ: فَعَدَلنَا إِلَى الْجَبَلِ فَفَتَحَ اللَّه عَلَيْنَا".
"عن عمرو بن الحارث قال: بَيْنَا عُمَرُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذْ تَرَكَ الْخُطبَةَ فَقَالَ: يَا سَارِيَةُ، الْجَبَلَ -مَرَّتيْنِ أَوْ ثَلاثًا- ثُمَّ أقْبَلَ عَلَى خُطبَتِهِ، فَقَالَ بَعْضُ الْحَاضرِينَ: لَقَدْ جُنَّ، إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوفٍ وَكَانَ يَطمَئِنُّ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّكَ لَتَجْعَلُ لهم عَلَى نَفْسِكَ؟ فَقَالَ: بَيْنَا أَنْتَ تَخْطُبُ إِذْ أَنْتَ تَصِيحُ، يَا سَارِيةُ: الجَبَلَ؛ أَىُّ شَىْءٍ هَذَا؟ قَالَ: إِنِّى وَاللَّه مَا ملكت ذَلِك رَأَيْتُهُمْ يُقَاتِلُونَ عِنْدَ جَبَلٍ يؤْتَوْنَ مِنْ بَيْن أَيديهم وَمنْ خَلْفِهِم فَلَمْ أَمْلِكْ أَنْ قُلْتُ: يَا سَارِيةُ: الْجَبَلَ، فَلَحِقُوا بِالجَبَلِ فلَبِثُوا أَنْ
جَاءَ رَسولُ سَارِيَةَ بِكِتَاب أَنَّ الْقَوْمَ لَقُونَا يَومَ الجُمُعَةِ فَقَاتلنَاهُم حَتَّى إِذَا حَضَرتِ الجُمُعَةُ سَمِعنَا مُنَادِيًا يُنَادِى يَا سَاريةُ: الْجَبَلَ -مَرتيْنِ- فَلَحِقْنَا بِالجَبَلِ فَلَم نَزَل قَاهِرِينَ لِعَدُوِّنَا حَتَّى هزَمَهُمُ اللَّه وَقَتَلَهُمْ فَقَالَ: أَولَئِكَ الَّذينَ طَعَنُوا عَلَيْهِ: دَعُوا هَذَا الرَّجُلَ فَإِنَّهُ مَصْنُوع لَهُ".
"عن أسلم قال: قال عمر: لَقَدْ خَطَر عَلَى قَلبِى شَهْوَةُ السَّمكِ الطَّرِىِّ، فَرَحَلَ يَرْفَأُ رَاحِلَتَهُ وَسَارَ أرْبعًا مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا واشْتَرَى مِكْتلًا، فْجَاءَ بِهِ وَعَمَدَ إِلَى الرَّاحِلَةِ فَغَسَلَها، فَأَتَى عُمَر فَقَالَ: انْطَلقْ حَتَّى انْظُرَ إِلَى الرَّاحِلَةِ، فَنَظَرَ وَقَالَ: نَسِيتَ أَنْ تَغْسِلَ هَذَا الْعَرَقَ الَّذِى تَحْتَ أذُنِهَا، عَذَّبْتَ بَهِيمَة في شَهْوةِ عُمَرَ، لَا وَاللَّه؛ لَا يَذُوقُ عُمَرُ مكْتَلَكَ".
"عن قتادة قال: كَانَ عُمَرُ يَلْبَسُ وَهُوَ خَلِيفَةٌ جَبة مِنْ صُوفٍ مَرقُوعَةً بَعْضُها بأُدُم، وَيَطُوفُ في الأَسْوَاقِ عَلَى عَاتِقِه الدِّرَّةُ يُؤَدِّبُ النَّاسَ بِها، ويمُرّ بِالنِّكَثِ وَالنَّوَى فَيَلْقُطُهُ وَيُلْقيهِ في مَنَازِلِ النَّاسِ لِيَنْتَفِعُوا بِهِ".
"عن ابن المسيب قال: أَوَّلُ مَنْ كتَبَ التَّاريخَ عُمَرُ لِسَنَتَيْنِ وَنِصْفٍ مِنْ خِلَافَتِهِ، فَكَتَبَ لِسِتَّ عَشْرَةَ مِنَ الهِجْرَةِ بِمَشُورَةِ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ".
"عَن ابْن المُسيِّبِ قال: قَالَ عُمَرُ: مَتَى نَكْتُبُ التَّارِيخَ؟ فَجَمَعَ المُهَاجِرينَ، فَقَالَ لَهُ عَلِىٌّ: مِنْ يَوْم هَاجَرَ النَّبِىُّ ﷺ وَتَرَكَ أَرْضَ الشِّرْكِ، فَفَعَلَهُ عُمَرُ".