"عن الزهرى، عن عروة! أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن، فاستفتى أصحاب رسول اللَّه ﷺ في ذلك، فأشاروا عليه، فطفِقَ عمر يستخير اللَّه فيها شهرًا، ثم أصبح يوما وقد عزم اللَّه له، فقال: إنى كنت أريد أن أكتب السنن وإنى ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبًا فأكبوا عليها وتركوا كتاب اللَّه، وإنى لا أسوى كتاب اللَّه بشئ أبدًا".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (63/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٦٣
"عن ابن وهب قال: سمعت مالكا يحدث أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب هذه الأحاديث -أو كتبها- ثم قال: لا كتابَ مع كتابِ اللَّه".
"عن يحيى بن جعدة قال: أراد عمر أن يكتب السنة ثم بدا له أن لا يكتبها، ثم كتب في الأمصار: من كان عنده شئ من ذلك فليمْحُه".
"عن قيس بن عبادة قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: من سمع حديثا فأداه كما سمع فقد سلم".
"عن عمر ؓ قال: السنةُ ما سنه اللَّه ورسوله، لا تجعلوا خطأ الرأى سنة للأمة".
"عن عمر قال: ما أخاف على هذه الأمة من مؤمن يُنْهَى، ولا من فاسق بيّن فسقه، ولكنى أخاف عليها رجلا قد قرأ القرآن حتى أذلقه بلسانه ثم تأوله على غير تأويله".
"عن ابن عمر قال: لا تسألنى عما لم يكن؛ فإنى سمعت عمر يلعن من يسأل عما لم يكن".
"عن عمر قال: لو كان المهر سناءً ورفعةً في الآخرة كان بنات النبى ﷺ ونساؤه أحقَّ بذلك".
"عن مصعب بن سعد قال: فرض عمر بن الخطاب لأمهات المؤمنين عشرة آلاف، وزاد عائشةَ ألفين وقال إنها حبيبةُ رسول اللَّه ﷺ ".
"عن عمر قال: إذا رزقك اللَّه وُدَّ امرئ مسلم فتمسك به".
"عن عمر: أنه كتب إلى معاوية بن أَبى سفيان أما بعد: فالزم الحق يُبيِّنْ لك الحق منازل أهل الحق يوم لا يقضى إلا بالحق. والسلام".
"عن ابن عمر: أن عمر لقى أبا موسى الأشعرى فقال له: يا أبا موسى! أيسرك أن عملك الذى كان مع رسول اللَّه ﷺ خلص لك وأنك خرجت، من عملك كفافا خيره بِشَرِّهِ، وشره بخيره لا لك ولا عليك؟ قال: لا يا أمير المؤمنين! واللَّه لقد قدمتُ البصرة وإن الجفاء فيهم لفاش، فعلمتهم القرآن والسنة وغزوت بهم في سبيل اللَّه، وإنى لا أرجو بذلك فضيلة، قال عمر: وددت أنى خرجت من عملى خيره بشره وشره بخيره كفافًا لا علىَّ ولا لى، وخلص لى عملى مع رسول اللَّه ﷺ ".
"عَنْ سَعيدِ بْنِ عُيَيْنَةَ قَال: قَالَ عُمَرُ: مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا وأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقُولَ عَلَيْهِ: إِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ خَلَا عَبْدَ اللَّهِ فَإِنِّى أُحِبُ أَنْ يَبْقَى لِيَأخُذَ بِهِ النَّاسُ".
"عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُقْسِمٍ قَالَ: قَالَ المُغيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ لِعُمَرَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى القَوِىِّ الأَمِينِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: عَبْدُ اللَّه بْنُ عُمَرَ، قَالَ: مَا أَرَدْت بِقَوْلِكَ هَذَا اللَّهَ؟ وَلأَنْ يَمُوتَ فَأُكُفِّنَهُ بِيَدِى أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أُولَيهُ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ فِى النَّاسِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ".
"عن مُجاهِد قال: كُتِبَ إلَى عُمَرَ: يَا أَمِيرَ المُؤمِنينَ! رَجُلٌ لا يَشْتَهِى المَعْصِيةَ وَلَا يَعْملُ بِها أَفْضَلُ، أَمْ رَجُل يَشْتَهِى المَعْصِيَةَ وَلَا يَعْمَلُ بها؟ فَكَتَبَ عُمَرُ: إِنَّ الذينَ يَشْتَهونَ المَعْصِيةَ ولَا يَعْمَلُون بِهَا أَولَئِكَ الذينَ امْتَحَنَ اللَّه قُلُوبَهُمْ لِلتَّقوَى لَهُمْ مَغفِرَةٌ وأَجْرٌ عَظِيم".
"عن ابن مروانَ الأَسْلَمِىِّ: أَنَّهُ خَرَج مَع عُمَرَ بن الخطَّابِ يَسْتَسْقِى، فَلَم يَزَلْ عُمَرُ يَقولُ مِنْ حينِ خَرَجَ مِنْ مَنْزِلهِ: اللَّهم اغْفِرْ لَنَا إنَّكَ كنْتَ غَفَّارًا -يَجْهَرُ بِذَلِكَ وَيَرْفَعُ صَوْتَه- حَتَّى انْتَهى إِلَى المُصَلَّى".
"عَنْ عروةَ بن رُوَيْم: أَنَّ عُمَرَ بن الخطَّاب تَصَفَّحَ فَمَرَّ به أَهْلُ حِمْصَ، فَقَالَ: كَيْفَ أَمِيركمْ؟ فَقَالُوا: خَيْرُ أَميرٍ إِلا أَنَّهُ بَنَى عِلِيَّةً يَكونُ فِيهَا؛ فَكَتَبَ إِليه كِتَابًا وَأَرْسَلَ بَريدًا وَأَمَرَهُ أَنْ يُحَرِّقَهَا. فَلَمَّا جَاءَهَا جَمَع حَطبًا وَأَحْرَقَ بَابَها فَأُخْبرَ بذَلكَ، فَقَال: دَعُوهُ فإنَّهُ رَسُولٌ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الكتَابَ فَلَم يَضَعْهُ مِنْ يَده حَتَّى رَكبَ إلَيْه، فَلَمَّا رَآهُ عُمَرُ، قَالَ: الْحَقْنِى إلَى الحَرَّة وَفِيهَا إِبلُ الصَّدقَة، قَال: انْزِعْ ثِيابَك! فَأَلْقَى إِليه نَمِرةً مِنْ أَوْبَارِ الإِبِل، ثمَّ قَالَ: افْتَحْ وَاسْقِ هَذِه الإِبلَ، فَلَمَ يَزَلْ يَنْزعُ حَتَّى تَعِبَ، ثُمَّ قَالَ: مَتَى عَهْدُكَ بِهَذا؟ قَالَ: قَريبٌ يَا أَميَر المُؤْمنينَ قَال: فَكَذلِكَ بَنيْت العِلِيَّةَ وَارْتَفَعْتَ بِهَا عَلَى المِسْكِينِ والأَرْمَلَةِ وَاليَتيم؟ ! ارْجِعْ إلى عَمَلِك وَلا تَعُدْ".
"عَنِ السُّدِّىِّ قَالَ: قَال عُمَرُ: (وَأَلَّوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَة لأسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا. لنِّفْتِنَهُمْ فِيه)، قَال: حَيْثمَا كَانَ المَاءُ كَانَ المَالُ، وحَيْثمَا كَانَ المَالُ كَانَت الفِتْنَةُ".
"عن عبد الرحمن بنِ يزيدَ قالَ: قال عُمَرُ بن الخطاب لعَبْدِ اللَّهِ ابنِ مسعود: هو أحقُّ النَّاسِ بذلكَ: كان صاحبَ السِّواك، والوسادَةِ، والنعليَن، وَلَم يَكُن لَه ضَرْعٌ وَلَا زَرعٌ، وكانَ يَشْهدُ إذا غبْنَا، وَيدْخُل إِذَا حُجَبْنَا".
"عن كمَيْل (*) قال: قال عُمَرُ بنُ الخطابِ: كُنْتُ معَ رسولِ اللَّه ﷺ وَمَعَه أبو بَكْرٍ وَمَن شَاء اللَّه، فَمَرَرْنَا بعبدِ اللَّه بنِ مسعودٍ وهو يُصَلّى؛ فقالَ رسُول اللَّه ﷺ مَنْ هَذَا الَّذِى يَقْرَأُ؟ فقيل لَهُ: هَذَا عبدُ اللَّه بنُ أُمِّ عبْدٍ، فَقَال: إِنَّ عَبْدَ اللَّه يَقْرَأُ الْقُرْآنَ غَضّا كما أُنزِلَ؛ فَأَثْنَى عبدُ اللَّهِ عَلَى ربِّهِ وَحَمدَه كَأَحَسْن مَا أَثْنَى عَبد عَلَى ربِّه، ثمَّ سَأَلَهُ فَأَخَفَى الَمسْأَلَةَ وسَأَلَه كَأَحْسَنِ مَسْأَلَةِ عبْد ربَّه، ثمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، ويقينا لا ينْفَدُ، ومرافَقَةَ محمَّدٍ ﷺ في أَعْلَى عليِّينَ فِى جَنَّاتكَ جَناتِ الخُلْدِ، وكان رَسُولُ اللَّه ﷺ يَقولُ: سَلْ تُعْطَهُ، سَلْ تُعْطَهُ، فَانْطَلَقْتُ لأُبَشِّرَه؛ فَوَجدْتُ أَبا بكرٍ سبقنى -وكَانَ سَبَّاقا بالخيرِ".
"عن عُمَر: أَنَّه كرِهَ أَنْ يَصونَ الرَّجُل نَفْسَه كَمَا تَصُونُ المَرْأَةُ نَفْسَها، وَلَا يَزَالُ يُرَى كُلَّ يومٍ مكْتَحِلًا، وأَنْ يُخِفَّ لِحيتَه كَما تُخِفُّ المَرْأةُ".
"عن سَيَّار أَبِى الحَكَم: أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ قَرأَ {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} الآية، ثم قال: الآن يا رب وَقَدْ زَيَّنْتها فِى القُلوبِ".
"عن سعيدِ بنِ وَهْبٍ قَالْ كُنْتُ أَتَّقِى أَنْ آكُلَ مِنَ الثَّمَرةِ حَتَّى لَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النبىِّ ﷺ قَال: كان فيمَا بايَعَ عَلَيْه عُمرُ بنُ الخَطَّابِ أَهْلَ الجِزْيةِ أَنَّ يَأكُلَ ابنُ السَّبيلِ يَوْمَه غَيَر مُفْسدٍ".
"عن حسن بن محمد بن علىِّ بن أَبِى طَالب: أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ كَانَ يَقْرَأُ فِى خُطبَتِهِ يَومَ الجُمعةِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} حَتَّى بَلَغَ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} ثمَّ يَقْطَعُ".
"عن حُمَيدِ بنِ هلال قَال: أُتِى عُمرُ بْنُ الخَطَّابِ برَجلٍ يُصلِّى عَلَيْه، فَدَعَا بِوَضُوءٍ لِيُصَلِّى عَليه وَعِنْدَه حُذيْفَةُ فَمرزَهُ (*) مَرْزَةً شَديدَةً، قَال عُمَرُ: اذْهَبُوا فَصَلُّوا علَى صَاحِبكُم مِن غَيرِ أَنْ يُخْبِرَهُ، فَقالَ عُمَر: يَا حُذَيْفَةُ! أَمِنْهم أَنَا؟ قَال: لَا، قالَ: فَفِى عُمَّالى أَحَدٌ مِنهم؟ قالَ: رَجُلٌ وَاحِدٌ فَكَأنَّما دَلَّ عَلَيْه حَتَّى نَزَعَهُ مِنْ غيرِ أَنْ يُخْبرَهُ".
"عن زَيدِ بنِ وَهْبٍ قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ مِنَ المُنَافِقِينَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيه حُذَيْفَةُ، فَقَال لَهُ عُمَرُ: أَمِنَ الَقومِ هَذَا؟ قَال: نَعَمْ، قَالَ: بِاللَّه أَمِنْهم أَنَا؟ قَال: لَا، وَلَنْ أُخْبِرَ بهِ أحدًا بعدك".
"عَنْ عبدِ الرَّحمنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مالكٍ الأنْصَارِىِّ أَنَّ أبَا بَكْرٍ الصِّديقَ أتِى بِأسْيَافٍ ثَلاثَةٍ منَ اليَمَنِ: أَحَدُهَا مُحَلّى، فَسَأَلهُ ابْنُهُ عَبْدُ الرحمنِ السيفَ المُحَلىَّ، فَبَسَطَ بِهِ يَدَهُ إِلَيْهِ فقَالَ لَهُ عُمَرُ إِلَى: بَلْ إِياهُ فأعطِنِيهِ، فَقالَ لَهُ: أَنْتَ -لَعَمْرُ اللَّه- أَحَقُّ بِهِ، فَأَعْطاهُ إِياهُ، فانْطَلقَ بِهِ عُمَرُ إِلَى مَنْزِلِهِ فَنَزعَ حِليَتَهُ ثُمَّ لَفها فِى ظَبيةٍ -يعنِى قِرَابَةٍ - ثمَّ راحَ بالظبيةِ وبالفَضْلِ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَن، ثُمَّ قال لَهُ: يا عبْد الرَّحمن: إِنَّهُ -واللَّه- ما حَمَلَنِى عَلَى ما صَنَعْتُ النفاسَة عليكَ، ولكنِ النظَرُ لأبى بَكْرٍ؛ فَبَكى أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قالَ: يَرْحمُكَ اللَّهُ، يَرْحَمُكَ اللَّهُ".
"عن أَبِى إسحاقَ، عَن بَعْضِ أَصْحَابهِ قَال: لمَّا جَمَعَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ المُصْحفَ سَأَلَ: مَنْ أَعْربُ الناس؟ قيل: سَعيدُ بنُ العاصِ، فَقالَ: مَن أَكْتَبُ النَّاس؟ قيلَ: زَيدُ بنُ ثَابتٍ، قَال: فَليُملِ سَعيدٌ وَليَكْتُبْ زَيدٌ، فَكَتَبُوا مَصَاحفَ أَربَعَةً، فَأَنْفَذَ مُصْحفًا منهَا إلى الكُوفَةِ، وَمُصْحَفًا إلَى البَصْرَةِ، وَمُصْحَفًا إلى الشَّامِ، وَمُصْحَفًا إلى الحِجَازِ".
"عنْ أَبى عُبَيْدَةَ قَال: سَافَرَ عَبْدُ اللَّه بنُ مَسْعُودٍ سَفَرًا، فذكَرُوا أَنَّ العَطشَ قَتَلهُ هُو وأصْحابهُ، فَذَكَروا ذَلِكَ لِعُمر فَقالَ: لَهُوَ أَنْ يَفُجِّرَ اللَّهُ لَهُ عَيْنًا يَسْقِيهِ منهْا هُو وَأَصحابه أَظَنُّ عِنْدِى مِنْ أَنْ يَقْتُلَهُ عَطَشًا".
"عَنْ أَبِى وائِل: أَنَّ ابنَ مَسْعُودٍ رأَى رَجُلًا قد أَسْبَلَ، فَقَالَ: ارْفَعْ إزَارَكَ، فقَالَ: وأَنْتَ يَابْنَ مَسْعودٍ ارْفَعْ إزارَكَ، فَقَالَ لَهُ عبدُ اللَّهِ: إِنِّى لَسْتُ مِثْلَكَ، إِنَّ بِسَاقَىَّ حُمُوشَةً وَأَنا أَؤُمُّ النَّاسَ، فَبَلَغ ذَلِكَ عُمَرَ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ الرَّجُلَ وَيَقُولُ: أَتَردُّ عَلَى ابنِ مَسْعودٍ؟ ! ".
"عَنِ الأَعْمَشِ عَن العَلَاءِ عَنْ أَشْيَاخ لَهُمْ قَالَ: كَانَ عُمَرُ على دَارٍ لابْنِ مسْعودٍ بالمدينةِ يَنْظُرُ إِلَى بِنائِهَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيشٍ: يَا أَميرَ المُؤمِنينَ! إنّك تُكْفَى هَذَا، فَأَخَذ لَبِنَةً فَرَمَى بِها، وَقَالَ: أَترْغَبُ بِى عَن عَبدِ اللَّهِ".
"عَنِ الحسن قال: كَانَ شابٌّ عَلَى عَهد عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ يُلازِمُ المسجِدَ والعِبادَةَ، فَعَشِقَتْهُ جَارِيةٌ، فَأَتَتْهُ فِى خَلْوةٍ فَكَلِّمتْه، فَحَدَّثَ نَفْسَه بذَلِك، فَشَهِقَ شَهْقَةً فَغُشِى عَلَيْه، فَجَاء عَمٌّ لَهُ فَحَملَه إِلَى بَيْتهِ، فَلمَّا أَفَاقَ قالَ: يَا عَمُّ! انْطلِق إلَى عُمرَ فَأقْرئه مِنَى السَّلَام وَقُلْ لَه: مَا جَزَاءُ مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ؟ فَانْطَلقَ عَمُه فَأَخْبَر عُمَرَ، وقَدْ شَهِقَ الفَتَى شَهْقَةً أُخُرَى فَمَاتَ مِنها، فَوقَفَ عَلَيْه عُمَر فَقَالَ: لَكَ جَنَّتَانِ، لَكَ جَنَّتَانِ".
"عَنْ أَبِى الأَحْوَصِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: أَتَدْرُونَ ما {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِى الْخِيَامِ}؟ دُرٌّ مجَوَّفٌ".
"عَنْ أَسْتَق الرُّومِىِّ قَالَ: كُنْتُ مَملوكًا لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ: فَكَانَ يَقُولُ لِى: أَسْلِمْ، فَإِنَّكَ لَوْ أَسْلَمْتَ اسْتَعَنْتُ بِكَ عَلَى أَمَانَةِ المُسْلِمينَ، فَإِنِّى لَا أَسْتَعيِنُ عَلَى أَمانَتِهِمْ مِمَّنْ لَيْسَ مِنْهُمْ، فَأَبَيْتُ عَلَيْه، فَقَالَ لِى: لَا إِكرَاهَ فِى الدِّينِ".
"عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ قَرَأَ هَذه الآيَةَ {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} فَقَالَ: غَرَّهُ واللَّهِ جَهْلُهُ".
"عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أُتِىَ عُمَرُ بَنُ الخَطَّابِ بِرَجُل سَبَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ (فَقَتَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ سَبَّ رَسُولَ ﷺ ) أَوْ أَحَدًا مِنَ الأَنْبِياءِ فَاقْتُلُوهُ".
"عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ أَتَاهُ مِسْكِينٌ وَفِى يَدِهِ عُنْقُودٌ مِنْ عِنَبٍ، فَنَاوَلَهُ مِنْهُ حَبَّةً، ثُمَّ قَالَ: فِيهَا مَثَاقِيلُ دُرٍّ كَثِيرٍ".
"عَنِ "ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ" عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: مَا فِى شِعْرِ الْعَرَبِ أَحْكَمُ مِن قَوْلِ بَعْضِ العَبْديِّينَ:
لَقَدْ غَرَّتِ الدُّنْيا رِجَالًا فَأَصْبَحُوا ... بِمَنْزِلَةٍ مَا بَعْدَهَا مُتَحَوَّلُ
فسَاخِطُ أَمْرٍ لَا يُبَدَّلُ غَيْرَهُ ... وَرَاضٍ بِأمْرٍ غَيْرهُ سَيُبَدَّلُ
وَبَالِغُ أَمْرٍ كَانَ يأمُلُ دُونَهُ ... وَمُخْتَلَجٌ مِنْ دُونِ مَا كَانَ يَأْمُلُ
"عَنْ عَبْد الحَمِيد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيد بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِى عَنِ الوُضوءِ [فَقَبضَ يَدَهُ، ثُمَّ بَسَطها، وَقالَ: سَأَلْتُ عَمَّكَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ عَنِ الوُضُوء] فَقَبَضَ عَلَى يَدَىَّ وَقالَ: سَأَلتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الوُضِوءِ فَفَعَلَ مِثْلَ ذلِكَ وَقَالَ: الوُضُوءُ ثَلاثًا ثَلاثًا".
"عَنْ إبْرَاهِيمَ: أَنَّ غُلَامًا لآلِ الأَسْوَدِ شَهِدَ القَادِسيَّةَ فأبْلَى، فَأَرَادَ الأَسْوَدُ أَنْ يُعْتِقَهُ، فَذَكر ذَلِكَ لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ فَقَالَ: دَعْهُ يَشِبَّ (عَبدُ الرَّحْمَنِ مَخَافةَ الضَّمَانِ) ".
"عَنْ زِيَادِ بْنِ (حُدَيْرٍ) أَنَّ عمر بْنَ الخَطَّابِ قَالَ: يَا زِيَادَ بْنَ حُدَيْرٍ! هَلْ تَدْرِى مَا يَهْدِمُ الإِسْلَامَ؟ إِمَامُ ضَلَالَةِ، وَجَدالُ مُنَافِقٍ بِالقُرآنِ، وَدَيْن يَقْطَعُ أَعْناقَكُمْ، وَأخْشَى عَلَيْكُمْ زَلَّةَ العَالِم فَإِنِ اهْتَدَى فَلَا تُقلِّدُوه دِينَكُمْ، وَإِنْ زَلَّ فَلَا تَقْطَعُوا مِنْهُ إِيَاسَكُمْ، فَإِنَّ العَالِم يَزِلُّ ثُمَّ يتَوُبُ، وَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِى قَلبِهَ فَقَدْ أَفَلحَ".
"عَنْ أَسْلَمَ قَالَ: كَانَ (عُمَرُ) يَنْهَانَا أَنْ نَتَّخِذَ المِنْخَلَ وَيَقُولُ: إِنَّمَا عَهْدُنَا بِالشَّعِيرِ حَدِيثًا، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَأْكُلُوا سَمْراءَ الشَّام حَتَّى تَنْخُلُوهُ".
"عَن ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَقَدْ تُوُفِّى عُمَرُ وَمَا يَقْرَأُ هَذه (الآيةَ) الَّتِى في سُورَةِ الجُمُعةِ إِلا {فَامْضُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} "
"عَنْ إِبْرَاهِيمَ: قِيلَ لِعُمَرَ! إِنَّ أُبَيّا يَقْرَأُ: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّه}، قَالَ عُمَرُ: أُبَىٌّ أَعْلَمُنَا بِالمَنْسُوخِ، وَكَانَ يَقْرَأُهَا: {فَامْضُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} ".
"عَنْ أَبِى سَنَّان قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ عَنْ أَبِى عُبَيْدَةَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ يَلبَسُ الغَلِيظَ مِنَ الثِّيَابِ، وَيَأْكُلُ أَخْشَنَ الطَّعَامِ، فَبَعَثَ إِلَيْه بِأَلفِ دِينَارٍ، وَقَالَ لِلرَّسُولِ: انْظُرْ مَا يَصْنَعُ بِهَا إِذَا هُوَ أَخَذَهَا؟ فَمَا لَبِثَ أَنْ لَبِسَ أَليَنَ الثِّيَابِ، وَأَكَلَ أَطْيَبَ الطَّعَامِ، فَجَاءَ الرَّسُولُ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ تَأَوَّلَ هَذِه الآيَةَ: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةِ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْه رِزْقُهُ فَليُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} ".
"عَنْ أَبِى عِمْرَانَ الجُونِىِّ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ بِراهبٍ فَوَقَفَ، وَنُودِى الرَّاهِبُ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فاطَّلَعَ فَإِذَا إِنْسَانٌ بِهِ مِنَ الضُّرِّ والاجْتِهَادِ وَتَرْكِ الدُّنْيَا، فَلَمَّا رآهُ عُمَرُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ نَصْرَانِىٌّ، فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ عَلِمْتُ وَلِكنِّى رَحِمْتُهُ، ذَكَرْتُ قَوْلَ اللَّهِ ﷻ {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} فَرَحِمْتُ نَصَبَهُ وَاجْتِهَادَهُ وهُوَ فِى النَّارِ".
"عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ بِرَجُلٍ مُبْتَلًى أَجْذَمَ أَعْمَى وَأَبْكَمَ، فَقَالَ لِمَنْ مَعَهُ: هَلْ تَرَوْنَ فِى هَذَا مِنْ نِعَمِ اللَّه شيْئًا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: بَلَى أَلاَ تَرونَهُ يَبُولُ فَلَا يعتصِر وَلَا يَلتَوِى؟ ، يَخْرُجُ بَوْلُهُ سَهْلًا؟ فَهَذِهِ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ".
"عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: صَلَّى عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ بِالنَّاسِ بِمكَّةَ عِنْدَ البَيْتِ فَقَرأَ {لإيلَافِ قُرَيْشٍ} قَالَ: {فَلْيَعْبدُوا رَبَّ هَذَا البَيْتِ} وَجَعَلَ يُومِئُ بإصْبعِهِ إِلَى الكَعْبَةِ فِى الصَّلَاةِ".
"عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ مُوسَى بْنِ خَلَف: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ مَرَّ بِرَجُلٍ يُكَلَّمُ امْرأَةً عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ، فَعَلَاهُ بِالدِّرة، فَقَالَ [لَهُ] الرَّجُلُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّهَا امْرَأَتِى، قَالَ: فَهَلَّا حَيْثُ لاَ يَرَاكَ النَّاسُ؟ ! ".
"عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ لكَعْبِ الأَحْبَارِ: أَخْبِرْنَا عَنْ فَضَائِلِ رَسُول اللَّهِ ﷺ قَبْلَ مَوْلِدِهِ، قَالَ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: قَرَأْتُ أَنَّ إِبْرَاهيمَ الخَلِيلَ وَجَدَ حَجَرًا مَكْتُوبًا عَلَيْهِ أَرْبعَهُ أَسْطُرٍ، الأَوّلُ: أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِى، وَالثَّانِى: أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَا أَنَا، مُحمَّدٌ رَسُولِى، طُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِى وَاتَّبعَهُ، والثَّالثُ: إِنِّى أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، مَنِ اعْتَصَمَ بِى نَجَا، والرَّابِعُ: إِنِّى أَنَا اللَّه لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، الحَرَمُ لِى وَالكَعْبَةُ بَيْتِى، مَنْ دَخَلَ بَيْتى أَمِنَ مِنْ عَذَابِى".