"عن القَاسِم: أَنَّ عُمَرَ كَرِهَ السَّلَمَ فِى الحَيوَانِ".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (58/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٥٨
"عَنْ ابْنِ نِيَاقٍ قَالَ: قَدِمَ عُمَرُ فَإِذَا عَلَيْهِ قَمِيصُ كَرَابِيسَ (*) وسخٌ قَدْ كَادَ يَتَقَطَّعُ مِنَ الوَسَخِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا أَغْسِلُ قَمِيصَكَ هَذَا؟ قَالَ: بَلَى إِنَّ شِئْتَ، فَدَعَوْتُ بِقَميصٍ قِبْطِىٍّ (* *) فَلَبِسَهُ فَلَمَّا وَجَدَ لِينَهُ قَالَ: وَيْحَكَ يَا بْن نِيَاقٍ ائتِنِى بِقَمِيصِى، فَجِئْتُهُ بِهِ وَلَمَّا يَجِفَّ بَعْدُ، فَذَهَبْتُ أُدْخِلُهُ بَيْتًا فَرَأَى فِيهِ صُورَةً فَأَبَى أَنْ يَدْخُلَهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِعَسَلٍ فَشَرِبَهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَا يَسَعُ النَّاسَ (فَهَلْ مِنْ شَرَابٍ يَسَعُ النَّاسَ) (* * *) فأتَيْتُهُ بِطِلَاءٍ قَدْ طُبخَ عَلَى الثُّلُثَيْنِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا أَشْبَهَ هَذَا بِطلَاءِ الإِبِلِ، ثُمَّ سَقَى رَجُلًا مِنْهُ فَشَرِبَهُ، فَقَالَ: أَتَجِدُ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا، ثم ثَنَّى فَقَالَ: أَتَجِدُ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا، ثم ثلَّث فقال: أتجد شيئا؟ (لا): (قم فامش فمشى حتى رجع، فقال: أتجد دبيبا؟ أتجد شيئا؟ قال: لا، قَالَ): نَعَمْ ارْزُقِ النَّاسَ مِنْ هَذَا، وَكَتَبَ به إِلَى سَعْدٍ بِالكُوفَةِ".
"عَنِ الشَّعْبِىِّ أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَسْتَوْضِعَ بَعْدَمَا يَجِبُ الْبَيْعُ".
"عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَبِيعُ مَالَ يَتِيمٍ عِنَدَهُ ثَلَاثُ سِنِينَ".
"عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ قَالَ: كَتَبَ النَّبِىُّ ﷺ صَدقَةً إِلَىَّ فَأَتَيْتُ مَحْمُودَ بنَ لَبِيدٍ فَسَألْتُهُ فَقَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَبِيعُ مَالَ يَتِيمٍ عِنْدَهُ ثَلَاث سِنِينَ -يَعْنِى- ثَمَرَهُ".
"عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ لَمْ يَزَلْ بَالْجَنَدِ (*)، إِذْ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّه ﷺ (إِلَى الْيَمَنِ حَتَّى مَاتَ النَّبِىُّ ﷺ ) (* *) وَأَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ، فَرَدّهُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُعَاذٌ بِثُلُثِ صَدَقَةِ النَّاسِ، فَأَنْكَرَ ذلك (* * *) عُمَرُ فَقَالَ: لَمْ أَبْعَثْكَ جَابِيًا وَلا آخِذَ جِزْيَةٍ وَلَكِنْ بَعَثْتُكَ لِتَأخُذَ مِنْ أَغْنِيَاءِ النَّاسِ (فَتَرُدَّها على فُقَرَائهِمْ) (* * * *)، قَالَ مُعَاذٌ: مَا بَعَثْتُ إِليكَ بِشَىْءٍ وَأَنَا أَجِدُ أَحَدًا يَأخُذُهُ مِنِّى، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الثَّانِى بَعَثَ إِلَيْهِ شَطْرَ الصَّدقَةِ، فَتَراجَعَا مِثْل ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الثَّالِثُ بَعَثَ إَليْهِ بِهَا كُلِّهَا، فَرَاجَعَهُ عُمَرُ بِمِثْلِ مَا رَاجَعَهُ قَبْلَ (ذَلِكَ) فَقَالَ مُعَاذٌ: مَا وَجَدْتُ أَحَدًا يَأْخُذُ مِنِّى شَيْئًا".
"عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّه الْخَوْلَانِىِّ قَالَ: خَرجَ سَعْدٌ حَتَّى قَدِمَ على عُمَرَ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْجِهَادَ، فَقَالَ: ارْجِعْ، فَإِنَّ عَمَلًا بِالْحَقِّ (خَيْرُ جِهَادٍ (*)) فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ قَالَ لَهُ عُمَرُ: إِذَا مَرَرْتُمْ بِصَاحِبِ الْمَالِ فَلَا تَنْسَوا الْحَسَنَةَ، وَلَا تُنَسُّوهَا صَاحِبَهَا، وَفَرِّقُوا المَالَ ثَلَاثَ فِرَقٍ، فَخَيِّرُوا صَاحِبَ الْمَالِ ثُلُثًا، ثُمَّ اختَارُوا مِنْ أَحَدِ الثُّلُثَيْنِ، ثُمَّ ضَعُوهَا في كَذَا وَكَذَا، قَالَ أُمُورًا وَصَفَهَا".
"عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ الدُّؤَلِىِّ قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ نِصْفَ النَّهَارِ قَائِلٌ في ظِلِّ شَجَرَةٍ إِذَا أَعْرابِيَّةٌ فَتَوَسَّمَتِ النَّاسَ فَجَاءَتْهُ فَقَالَتْ: إِنِّى امْرَأَةٌ مِسْكِينَةٌ وَلِى بَنُونَ، وَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمنِينَ عُمَر بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ بَعَثَ مُحَمَّد بْنَ مَسْلَمَةَ سَاعِيًا فَلَمْ يُعْطِنا، فَلَعَلَّكَ -يَرْحَمُكَ اللَّه- أَنْ تَشْفَعَ لَنَا إِلَيْهِ. فَصَاحَ بِيَرْفَأ أَنِ ادْعُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ أَنْجَحُ لِحَاجَتِى أَنْ تَقُومَ مَعِى إِلَيْهِ، قَالَ: إِنَّه سَيَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّه (فَجَاءَهُ يَرْفَأ) (* *) فَقَالَ: أَجِبْ، فَجَاءَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ، فَاسْتَحْيَتِ الْمَرْأةُ مِنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّه مَا آلُو أَنْ أَخْتَارَ خِيَارَكُم، كَيْفَ أَنْتَ قَائِلٌ إِذَا سَأَلَكَ اللَّه تَعَالَى عَنْ هَذِهِ؟ فَدَمَعَتْ عَيْنُ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ
عُمَرُ: إِنَّ اللَّه بَعَثَ إِلَيْنَا نَبِيَّهُ ﷺ فَصَدَّقْنَاهُ وَاتَّبعْنَاهُ فَعَمِلَ بِمَا أَمَرَهُ اللَّه تَعَالَى، فَجَعَلَ، الصَّدَقَةَ لأَهْلِهَا مِنَ المَسَاكِينِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّه -تَعالَى- عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَخْلفَ اللَّه أَبَا بَكْرٍ، فَعَمِلَ بِسُنَّتِهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّه، ثُمَّ اسْتَخْلَفَنِى فَلَمْ آلُ أَنْ أخْتَارَ خِيَارَكُم، إِنْ بَعَثْتُكَ فَأَدِّ إِلَيْهَا صَدَقَةَ الْعَامِ وَعَامِ أَوَّلَ، وَمَا أَدْرِى لَعَلى لَا أَبْعَثُكَ، ثُمَّ دَعَا لَهَا بِجَمَلٍ فَأعْطَاهَا دَقِيقًا وَزَيْتًا فَقَال: خُذِى هَذَا حَتَّى تَلْحَقِينَا بِخَيْبَرَ، فَإِنَّا نُرِيدُهَا، فَأَتَتْهُ بِخَيْبَرَ فَدَعَا لَهَا بِجَمَلَيْنِ آخَرَيْنِ، فَقَالَ: خُذِى هَذَا فَإِنَّ فِيه بَلَاغًا حَتَّى يَأْتِيَكمْ مُحَمَّدُ (بنُ مَسْلَمَةَ) (*) فَقَدْ أَمَرْتُهُ أَنْ يُعْطِيَكِ حقك (* *) لِلْعَامِ وَعَامِ أَوَّلَ".
"عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ ابْنَ أَبِى رَبِيعَةَ أَتَى بِصَدَقَاتٍ قَدْ سَعَى إِلَيْها، فَلَمَّا قَدِمَ خَرَجَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ فَقَرَّبَ لَهُمْ (عُمَرُ) تَمْرًا وَلَبَنًا وَزُبْدًا فَأَكَلُوا، وَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَأكُلَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِى رَبِيعةَ: وَاللَّه -أَصْلَحَكَ اللَّه- إِنَّا لنشْرَبُ مِنْ أَلْبَانِها وَنُصِيبُ مِنْهَا، فَقَالَ: يَا بنَ أَبِى رَبِيعَةَ، إِنِّى لَسْتُ كَهَيْئَتِكَ، إِنَّكَ تَتْبَعُ (أو تَتَّبِع) (* * *) أَذْنَابَهَا وَتُصيبُ مِنْهَا فَلَسْتَ كَهَيْئَتِى".
"عَنْ سعيد (*) بْنِ مَالِكٍ الْعَبْسِىِّ قال: حَجَجْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لى عَلَى بَعِيرَيْنِ فَقَضَيْنَا نُسُكَنَا وَقَدْ أَدْبَرْنَا (* *)، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّاب، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنِّى حَجَجْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لى، فَقَضَيْنَا نُسُكَنَا وَقَدْ أَدْبَرْنَا، فَبَلِّغْنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ وَاحْمِلْنَا، (فقال: ائْتِنِى بِبَعِيرَيْكُمَا، فجئت بِهِمَا فَأَنَاخَهُمَا ثم نَظَرَ إلَى دَبَرِهما، ثم دَعَا غُلَامًا لَهُ، يُقَال لَهُ: عَجْلَانُ، فقال: انطلق بهذين البعيرين فألقهما في نَعَمِ الصدقة بِالْحِمَى) (* * *) وَائْتِنِى بِبَعِيريْنِ ذَلُولَيْنِ فَتِيَّيْنِ فَجَاءَ بِهِمَا، فَقَالَ، خُذَا هَذَيْنِ الْبَعِيرَيْنِ، فَإِنَّ اللَّه يَحْمِلُكُمَا وَيُبَلِّغُكُمَا، فَإِذَا بَلَغْتَ فَأَمْسِكْ أَوْ بِعْ وَاسْتَنْفِقْ".
"عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ تَسْأَلُهُ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ لَهَا عُمَرُ: إِنْ كَانَ لَكِ (*) أُوقِيَّةٌ فَلَا تَحِلُّ لَكِ الصَّدَقةُ، قَالَ: وَالأُوَقِيَّةُ يَوْمئِذٍ فِيمَا ذَكَرَ مَيْمُونٌ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا، فَقَالَتْ: بَعِيرِى هَذَا خَيْرٌ مِنْ أُوقِيَّةٍ، قِيلَ لِمَيْمُونٍ: أَأَعْطاهَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِى".
"عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ وَالشَّعْبِىِّ قَالَا: الْقَفِيزُ الْحَجَّاجِىُّ صَاعُ عُمَرَ".
"عَنْ سَعِيد بْنِ الْمُسَيّبِ قَالَ: كَانَتِ الصَّدَقَةُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّه ﷺ صَاعَ تَمْرٍ، أَوْ نصْفَ صَاعِ حنْطَةٍ عَنْ كُلِّ رَأسٍ، فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ كَلَّمَهُ نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالُوا: إِنَّا نَرَى أَنْ نُؤَدِّى عَنْ أَرِقَّائِنَا عَشَرَةً عَشَرَةً كُلَّ سَنَةٍ إِنْ رَأَيْتَ ذَلِكَ، قَالَ: نِعْمَ مَا رَأَيْتُم، وَأَنَا أَرَى أَنْ أَرْزُقَهُمْ جَرِيبَيْنِ كُلَّ شَهْرٍ، فكانَ الَّذِى يُعطِيهِمْ عُمَرُ أَفْضَلَ مِنَ الَّذِى يَأَخُذُ مِنْهُم".
"عَنْ أَبِى الْمِنْهَالِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ لى عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَى أَجَلٍ، فَقُلْتُ: عَجِّلْ لى وَأَضَعُ لَكَ، فَنَهَانِى (عَنه) (*) وَقَالَ: نَهَانَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ نَبِيعَ الْعَيْنَ بِالدَّيْنِ".
"عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَهْلِ نَجْرَانَ أَنِّى قَدِ اسْتَوْصَيْتُ يَعْلَى بِمَنْ أَسْلَمَ مِنْكُمْ خَيْرًا، وَأَمَرْتُهُ أَنْ يُعْطِيَنَّ نِصْفَ مَا عَمِلَ مِنَ الأَرْضِ، وَلَسْتُ أُرِيدُ إِخْرَاجَكُم مِنْهَا مَا أَصْلَحْتُم وَرَضِيتُ عَمَلَكُمْ".
"عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: نَهَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنِ الْوَرِقِ (بالْوَرِقِ) (*) إلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَوِ الزُّبَيْرُ: إِنَّهَا تُزَيَّفُ عَلَيْنَا الأَوْزَانَ فَنُعطِى الْخَبِيثَ وَنَأَخُذُ الطَّيِّبَ، فَقَالَ: لَا تَفْعَلُوا وَلكِنِ انْطَلِقْ إِلَى الْبَقِيعِ فَبِعْ وَرِقَكَ بِثَوْبٍ أَوْ عَرَضٍ، فَإذَا قَبَضْتَهُ وَكَانَ لَكَ فَبِعْهُ وَاهْضِمْ مَا شِئتَ وَخُذْ مَا شِئْتَ".
"عَنْ يَسَارِ بْنِ نُمْيرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ قَالَ في الرَّجُلِ يَسْأَلُ (*) الرَّجُلَ الدَّنَانِيرَ أَيَأخُذُ الدَّرَاهِمَ؟ قَالَ: إِذَا قمت (* *) عَلَى الثَّمَنِ فَأَعْطِهَا إِيَّاهُ بِالْقِيمَةِ".
"عَنِ الْوَاقِدِىِّ: حَدَّثَنِى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّه، عن (* * *) أَبِى الْحُوَيْرِثِ قَالَ: كَانَ يَهُودٌ مِنْ بَيْتِ المَقْدِسِ وَكانُوا عِشْرِينَ، رَأسُهُم يُوسُفُ بْنُ نُونٍ، فَأَخَذَ لَهُمْ كِتَابَ أَمَانٍ، وَصَالَحَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ، وَكَتَبَ كِتَابًا وَوَضَعَ عَلَيْهِمُ الْجِزْيَةَ وَكَتَبَ: بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ (الرَّحِيمِ) (* * * *) أَنْتُمْ آمِنُونَ عَلَى دمَائِكُم وَأَمْوَالِكُم وَكَنَائِسِكُم مَا لَمْ تُحْدِثُوا أَوْ تُؤْوُا مُحْدِثًا، فَمَنْ أَحْدَثَ مِنْكُم أَوْ أَوَى مُحْدِثًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّه، وَإنِّى بَرِئٌ مِنْ مَعَرَّةِ الجَيْشِ، شَهِدَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَكَتَبَ (إِلَى) (* * * * *) أُبَىِّ بْن كعْبٍ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: الْعَارِيةُ بِمَنْزِلَةِ الْوَدِيعَة، وَلا ضَمَانَ فيها إِلَّا أَنْ يَتَعَدَّى".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب: اخْرُجُوا بنَا إِلَى أَرْضِ قَوْمنَا، فَخَرَجْنَا، فَكُنْتُ أَنَا وَأُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ في مُؤخَّرِ النَّاسِ، فَهَاجَتْ سَحَابَةٌ، فَقَالَ أُبَىُّ: اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنَّا أذَاهَا فَلَحقْنَاهُم وَقَدِ ابْتَلَّتْ رِحَالُهُمْ، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا أَصَابَكُم الَّذِى أَصَابَنَا؟ قُلتُ: إِنَّ أبَا الْمُنْذِرِ (*) دَعَا اللَّه أَنْ يَصْرِفَ عَنَّا أَذَاهَا، فَقَالَ عُمَرُ: أَلَا دَعَوْتُمْ لَنَا مَعَكُمْ؟ ".
"عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: عَامَّةُ عِلْمِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ ثَلَاثَةٍ: عُمَرَ وَعلِىٍّ وأُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ".
"عَنِ الربيع بن سبرة الجهنِى قال: لما غَزَا عُمَرُ وأرادَ الخروجَ إلى الشَّامِ خَرجْتُ مَعَهُ، فلمَّا أرادَ أَنْ يَذْبَحَ نظرتُ، فإذا القَمَرُ في الدَّبور فأردْتُ أَنْ أذكر ذَلِكَ لعمرَ، فعرَفت أنه يكرهُ ذِكرَ النُّجُومِ، فَقُلْتُ له: يا أبا حفصٍ: انْظُرْ إلى القمرِ ما أحسن اسْتِوَاءَهُ الليلة، فنظر فإذا هُوَ بالدّبران (*) قال: قَدْ عَرَفْتُ مَا تُريدُ يا بن سبرة: تَقُولُ إِنَّ القَمَرَ بالدبرَان! ! اللَّه مَا يَخْرجُ بَشَمسٍ ولا بقمرٍ، ولكِن تَخْرجُ باللَّه الواحِدِ الْقَهَّارِ".
"عَنْ عمرَ قال: لَا يَجُوزُ دَعْواه: وَلَدُ الزِّنَا في الإِسْلامِ".
"عَنْ معمر، عن الزهرى أَنَّ رَجُلًا حدَّثَهُ أنَّهُ جَاء إلِى أهْلهِ وَقَدْ التقطوا منبوذًا، فَذَهَبَ به إلى عُمَرَ فذكرَ لَهُ، فَقَالَ عمر: (عسى الغوير أبؤسًا) كأنَّه اتَّهمَهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا الْتقَطَوه إلَّا وأنَا غَائِبٌ، وَسَأل عنه عمرُ فأُثْنِى عليه خيرًا، فَقَالَ لهُ عمرُ: فَوَلاؤهُ لَكَ، ونَفَقَتُهُ عَلَيْكَ مِنْ بيتِ المالِ".
"عَنْ ابن شهاب أَنَّ رَجُلًا الْتَقَطَ وَلَدَ زِنًا فَقَالَ عمرُ: اسْتَرْضِعهُ وَلَكَ وَلَاؤهُ، وَرَضَاعَتُهُ مِنْ بيتِ المالِ".
"عَنِ الحسين بن خير بن حَوْثَرةَ بن يَعيش بن الموَفَّق بن أَبى النُّعْمَانِ الطَّائى الحِمْصِى، حَدَّثَنَا أبو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن أَبى النقاش، حدَّثَنا عبد اللَّه ابن عبد الجبّار الخبايرى، حدَّثنَا الحكم بن عبد اللَّه بن خَطَّافٍ، حَدَّثَنا الزُّهرى عن أَبِى وَاقدٍ قَالَ: لما نَزَلَ عمرُ بن الخطاب بالجابيةِ أَتَاهُ رَجُل مِنْ بنى تَغْلِب يُقَالُ لهُ (رَوْحُ بن حبيب) بِأَسَدٍ في تَابوتٍ حَتَّى وَضَعَه بينْ يَدَيْهِ فَقَال: كسَرتُم لَهُ نَابًا أَوْ مِخْلَبًا؟ فَقَالُوا: لَا، قَالَ: الحمْد للَّه سِمْعتُ رَسول اللَّه ﷺ يَقُولُ: مَا صِيدَ صَيْدٌ إِلَّا بنقصٍ في تسبيحه، يا قسورةُ اعبد اللَّه، ثُمَّ خَلَّى سَبيلَهُ، وَبِه عَنْ أَبى وَاقدٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا عند أَبى بَكْرٍ إذْ أُتِى بِغُرابٍ فلَمَّا رآهُ بِجنَاحْينِ حَمِدَ اللَّه ثُمَّ قال: قَالَ النَّبىُّ ﷺ : مَا صيد صيدٌ إِلَّا بنْقصٍ مِن تسبيح إِلَّا أَنْبَتَ اللَّه نَابَهُ وإِلَّا وَكَّل مَلَكًا يُحْصى تسبيحهَا حَتَّى يأتِى بِه يَوْمَ القْيامةِ، وَلَا عُضِد مِنْ شجرةٍ وَشِيجَةٌ يَعْنِى شَجرة تُقْطَعُ إلَّا بنقصِ تَسبيحٍ، ولَا دَخَل عَلَى امْرِئٍ مَكُرُوه إلَّا بِذَنب، وَمَا عَفَا اللَّه عَنْهُ أَكْثرُ، يا غراب اعبد اللَّه، ثم خلى سبيله".
"عَنْ أَبانِ بنِ عثمان أن عمر بن الخطاب كان لا يورث الْحَمِيلَ".
"عَنِ ابنِ عباس قال: بينما أنا أقرأ آية من كتاب اللَّه في سكة من سكك المدينة إذ سمعت صوتًا من خلفى: اتبع يا بن عباس، اتبع يا بن عباس -يعنى: أَسند- فالتفت فإذا عمر بن الخطاب، فقلت: أتبعك على أُبى بن كعب، فقال لمولى له: اذهب معه إلى أُبى، فقل له: أنت أقرأته هذه الآية؟ فانطلقنا إلى أُبى، فإنَّا لبابه إِذْ جاء عمر فاستأذن، فأذن له ودخلنا على أُبَى وجاء زيد يَدَّرى رأسه بمدرى، فطرح لعمر وسادة من أَدَم فجلس عليها وَأُبَىٌّ مقبل بوجهه على حائط وظهره إلى عمر، فالتفت إلينا عمر
فقال: ما يرانا هذا شيئا، ثم أقبل أُبى عليه بوجهه فقال: مرحبا يا أمير المؤمنين، أزائرا جئت أو طالب حاجة؟ فقال: لا بل طالب حاجة، على ما تُقنط الناس يا أُبى؟ قال: وكأنها آية فيها شدة، فقال أُبى: إنى تلقيت القرآن ممن تلقاه من جبريلَ وهو رَطْب، فصفق عمر وقامَ وهو يقول: واللَّه ما أنت بمنتهٍ وما أنا بصابرٍ، واللَّه ما أنت بمنته وما أنا بصابرٍ".
"عَنْ عمر قال: من جاء أرضنا بسلعة فليبعها كما أراد، وهو ضيفى حتى يخرج، وهو أُسْوتنا، ولا يَبِع في سوقنا محتكرٌ".
"عَنْ أنس أن عمر بن الخطاب أقبل ليأتى الشام، فاستقبله طلحة بن عبيد اللَّه، وأَبو عبيدة بن الجراح فقالا: يا أمير المؤمنين: إن مَعَك وجوهَ أصحاب رسول اللَّه ﷺ وخيارهم وإنا تركنا بعدنا مثلَ حريق النار يقال له الطاعون، فارجع العام، فرجع، فلما كان العام المقبل جاء فدخل".
"عَنْ عمر قال: إياكم والكذب، فإن الكذب يهدى إلى النار".
"عَنْ زرعة بن رويبة الدمشقى أن عمر بن الخطاب كتب إلى عَامِلِهِ بالشَّامِ: إذا وَقَعَ الْوَبَاءُ بأرضٍ فاكْتُبْ إلَىَّ، فلما وَقَعَ الوْبَاءُ بالشَّامِ كَتَبَ إليه فأقْبَلَ حتى قَدِمَ".
"عَنْ عمر قال: إذا قسمت الأرض، وحددت الحدود فلا شفعة فيها".
"عَن ابن عباس قال: بلغ عمر أن سمرة باع خمرًا، فقال: قاتل اللَّه سمرة! ! أما علم أن رسول اللَّه ﷺ قال: قاتل اللَّه اليهود حرمت عليهم الشحوم فَجَمَلُوهَا فَبَاعُوهَا".
. . . .
"عَنِ ابن عباس قال: قال لى عمر: اعقل عنى ثلاثا: الإمارة شورى، وفى فداء العرب مكان كل عبد عبد، وفى ابن الأمة عبدان، وكتم ابن طاووس الثالثة".
"عَنْ سويد بن غفلة قال: بلغ عمر أن عماله يأخذون الخمر في الجزية -ثلاثا- فقيل: إنهم يفعلون ذلك، قال: فلا تبيعوا، ولكن ولوهم بيعها وخذوا أنتم من الثمن، اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها".
" (عَنِ ابن عباس) (*) قال: رأيت عمرَ يقلب كفه وهو يقول: قاتل اللَّه سمرة، عويملٌ لنا بالعراق؛ خلط في فئ المسلمين ثمن الخمر والخنزير فهو حرام، وثمنها حرام".
"عَنْ ليث بن أَبى سليم أن عمر بن الخطاب كتب إلى العمال يأمرهم بقتلِ الخنازير ويقضى أثمانها لأهل الجزية من جزيتهم".
"عَنِ القاسم بن عبد الرحمن أن عمر بن الخطاب كره حساب القاسم بالأجر".
"عَنْ عمر قال: الفضة بالفضة وزنا بوزن، والذهب بالذهب وزنا بوزن، وأيما رجل زافت عليه ورقة فلا يخرج يخالف الناس عليها أنها طيوب، ولكن ليقل: من يستغنى بهذه الزيوف سحق ثوب".
"عَنْ زاذان قال: قدم علينا عمر بن الخطاب بالجابية على بعير مقتب عليه عباءة قطوانية وبيده عَنْزَةٌ فقال: (*) أيها الناس عليكم بأصحابى ثم الذين يلونهم، ثم
الذين يلونهم، ثلاثة قرون، ثم يجئ قوم لا خير فيهم؛ يشهدون ولا يتشهدون، ويحلفون ولا يستحلفون، من سره أن ينزل بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، ألا إن الواحد شيطان، وهو من الاثنين أبعد ألا ومن ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن".
"عَنْ عمر قال: اكْلَفُوا الحجَّ والعمرةَ، فإِنَّهمَا يَنْفِيَان الفقرَ والذنوبَ كما ينفى الكيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ".
"عَنْ عروةَ أن عمرَ أقطعَ العقيقَ أَجْمَعَ".
"عَنْ مجاهد: أن قومًا غرسوا أرضَ قوم بغيرِ إذْنهم، فقضى فيها عمر ابن الخطاب أن يدفعَ إليهم أهلُ الأَرْضِ قيمةَ نَخْلهم، فإن أبَوْا أعطاهم أهلُ النخلِ قيمةَ أرضِهم".
"عَن ابن لهيعة قال: سمع عمر بن الخطاب رجلًا يقول: أنا ابنُ الحَوارِىِّ، فقال له: ولدَك الزبيرُ من قبَل الرجال؟ قال: لا، قال: فمن قبل النساء؟ قال: لا، قال: فلا (أسمعنك تقُول: أنا ابنُ الحوارى؟ سمعت رسول اللَّه ﷺ ) يقولُ للزبيرِ: الحوارى".
"عن جابر، عن عَامرٍ الشَّعبىِّ، عن زيدِ بن ثابت في المكاتبِ يموتُ وقد بقى عليه من مكاتَبَتهِ، قال: هو عبد ما بقى عليه درهم، وقال عبد اللَّه: إذا أدَّى الثلثَ أو النِّصفَ فهو غَرِيمٌ، وقال: يَعْتِقُ بحساب ما أَدَّى ويَرِثُه ولدُه بحسابِ ذلك، قال جابرٌ: بلغنِى أن عمرَ بن الخطاب جمع عليًا وعبدَ اللَّه وزيدًا في المكاتب، فقال زيد: نقِيسُ لهم، فقال: أرأيتم إن أصابَ حدًا؟ وكيف يدخل على أمهاتِ المؤمنين؟ فجعل يقيس لهم بنحو هذا، ففضله عمرُ علَيْهمَا في المكاتَبِ".
"عن عكرمة قال: لما أسلم تميمٌ الدارى قال: يا رسول اللَّه إِنَّ اللَّه مظهركَ على الأَرْضِ كلِّها فهب لى قرَى من بيتِ لحمٍ، قال: هى لك، وكتَبَ له بها، فلما استُخْلِفَ عمرُ وظهرَ على الشامِ جاءه تميمٌ بكتاب النبى ﷺ فقال عمر: أنا شاهد ذَلِك، فأعطاه إِيَّاه".
"عن سماعة أن تَمِيمًا الدارى سأل رسول اللَّه ﷺ أن يُقْطِعه قُرَيَاتٍ بالشامِ: عينونَ، وفلانة، والموضِعَ الذى فيه قبرُ إبراهيمَ، وإسحاقَ ويعقوبَ، قال: وكان بَها رُكْحُه ووَطيُّه، فأعجب ذلك رسول اللَّه ﷺ فقال: إذا صليتُ فسلنى ذلك ففعل، فأقطعه رسول اللَّه ﷺ إياهن بما فيهن، فلما كان زمنُ عمر وفتح اللَّه عليه بالشامِ أمضى ذَلك لهم".
"عن الليثِ بن سعدٍ أن عمرَ أمضى ذَلك لتميمٍ وقال: ليسَ لك أن تبيعَ، قال: فهِى في أيدىِ أهل بيتِه إلى اليومِ".
"إن رسول اللَّه ﷺ أقطعَ لى البحرين، فقال له عمر: من شهودُك؟ قال: المغيرةُ بن شعبة، قال عمر: ومن معه؟ قال: ليس معه أحدٌ، قال عمر: فَلَا إِذَن، فأبى عمر أن يأخذ باليمين مع الشاهد، فقال له العباس: أَعَضَّكَ اللَّه بِبَظْرِ أمك، فقال عمر لابن عباس: يا عبدَ اللَّه خُذْ بِيَدِ أَبِيكَ فَأَقِمْه".