"عَنْ عَامِر بْنِ عُبَيْدَةَ الْبَاهِلِىِّ قَالَ: سَألْتُ أَنَسًا عن (الْخَزِّ) فَقَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ (اللَّه) لَمْ يَخلُقْهُ، وَمَا أحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ ﷺ إِلَّا وَقَدْ لَبِسَهُ مَا خلَا عُمَرَ وَابْنَ عُمَرَ".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (38/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٣٨
"عَنْ أَبِى جَعْفَر أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ تَخَتَّمَ فِى الْيَسَارِ".
"عَنْ عَمْرو بْنِ مَيْمُون أَنَّ عُمرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ فِى دُعَائه الَّذى يَدْعُو بِهِ: اللَّهُمَّ تَوَفَّنِى مَعَ الأَبْرَارِ (ولَا تَجْعَلْنَى) فِى الأَشْرَارِ وَقِنِى عَذَابَ النَّارِ، وَأَلْحِقنِى بِالأَخْيَارِ".
"عَنْ حَفْصَةَ أنَّهَا سَمِعَتْ أَبَاهَا يَقُولُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِى قَتْلًا فِى سَبِيِلكَ، وَوَفَاةً فِى بَلَدِ نَبِيِّكَ، قُلتُ: وَأَنَّى ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّه يَأْتِى بِأَمْرِهِ أَنَّى شَاء".
"عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأى عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّاسَ (قَدْ) جُمِعُوا فِى صَعِيدٍ وَاحدٍ، فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ عَلَا النَّاسَ بثَلَاثَةِ أَذرعٍ، قُلتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قُلتُ: بمَا يَعْلُوهُمْ؟ قَالُوا: إِنَّ فيهِ ثلَاثَ خِصَالٍ: لَا يَخَافُ فِى اللَّه لَوْمَةَ لَائِمٍ وَأَنَّهُ شَهِيدٌ مُسْتَشْهَدٌ، وَخَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ، فَأَتَى عَوْفٌ أَبَا بَكْرٍ فَحَدثهُ فَبَعثَ إِلَى عُمَرَ فَبَشَّرَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَصَّ رُؤْيَاكَ (فَقَصَّهَا)، فَلَمَّا قَالَ: خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ انْتَهَرَهُ عُمَرُ فَأسْكَتهُ، فَلَمَّا ولى عُمَرُ قَالَ لِعَوْفٍ: اقْصُصْ رُؤْيَاكَ، فَقَصَّهَا، فَقَالَ: أَمَّا لَا أَخَاف فِى اللَّه لَوْمَةَ لَائِمٍ فَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِى اللَّه فِيهمْ، وَأَمَّا خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ فَقَدِ اسْتخْلِفْتُ فَأَسْألُ اللَّه أَنْ يُعِينَنِى عَلَى
مَا وَلَّانِى، وَأَمَّا شَهِيدٌ مُسْتَشْهَدٌ فَأَنَّى لِى بِالشَّهادَةِ وَأَنَا بَيْنَ ظَهْرَانَى جَزِيرَةِ الْعَرَبِ لَسْتُ أَغْزُو والنَّاسُ حَوْلِى؟ ثُمَّ قَالَ: وَيْلِى! وَيْلِى! يَأتِى اللَّه (بهَا) إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى".
"عَنْ (سَعْدِ) الْجَارِى، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ (أَنَّهُ) دَعَا أُمَّ كُلثُومٍ بنْتَ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالبٍ وَكَانَتْ تَحْتَهُ فَوَجَدَهَا تَبكْى، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ فَقَالَتْ: يَا أميرَ الْمُؤْمِنينَ هَذَا الْيَهودِى -تَعْنِى: كَعْب الأَخْبَارِ- يَقُولُ: إِنَّكَ عَلَى بَابِ مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا شَاءَ اللَّه، وَاللَّه إِنِّى لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّه خَلَقَنِى سَعِيدًا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى كَعْبٍ، فَدَعَاهُ، فَلَمَّا جَاءَهُ كَعْبٌ قَالَ: يَا أَميرَ الْمُؤْمِنينَ (لَا تَعْجَلْ عَلَىَّ) وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ (لا يَنْسَلِخُ ذُو الْحجَّةِ حَتَّى تَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ عُمَرُ: أى شَىْءٍ هَذَا؟ مَرَّةٍ فِى الْجَنَّةِ وَمَرَّةٍ فِى النَّارِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ) إِنَّا لَنَجِدُكَ فِى كِتَابِ اللَّه عَلَى بَابٍ مِنْ أبْوَابِ جَهَنَّمَ تَمْنَعُ النَّاسَ أَنْ يَقَعُوا فِيهَا، فَإِذَا مِتَّ لَمْ يَزَالُوا يَقْتَحِمُونَ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
"عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُمَرَ لَمَّا أفَاضَ مِنْ مِنًى أَنَاخَ بِالأَبْطَح، فَكَوَّمَ كَوْمَةً مِنْ بَطْحَاءَ فَطَرَحَ عَلَيهَا طَرَفَ ثَوْبِهِ ثُمَّ اسْتَلقَى عَلَيْهَا، وَرَفَعَ يَديْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّى، وَضَعُفَتْ قُوَّتِى، وَانْتَشَرَتْ رَعيَّتِى، فَاقْبِضْنِى إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّع وَلَا مَفَرِّطٍ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فُرضتْ لَكُمُ الْفَرَائِضُ، وَسُنَّتْ لَكُمُ السُّنَنُ، وَتُرِكْتُمْ عَلَى الْوَاضحَةِ ثُمَّ صَفَّقَ بِيَمينِهِ عَلَى شِمَالِهِ إِلَّا أَنْ تَضلُّوا بِالنَّاسِ يَمِينًا وَشِمَالًا، ثُمَّ إِيَّاكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْم، وَأَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: لَا نُحَدُّ حَدَّيْنِ فِى كِتَابِ اللَّه فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ رَجَمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، فَوَاللَّه لَولَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ أحْدَثَ عُمَرُ فِى كتَابِ اللَّه لَكَتَبْتُهَا فِى الْمُصْحَفِ، فَقَدْ قَرَأنَاهَا الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا (الْبَتَّةَ) قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا انْسَلَخَ ذُو الْحَجَّةِ حَتَّى طُعِنَ".
"عَنْ مُحَمَّدِ بن سيرينَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِى نَقْرَتَيْنِ، فَقُلْتُ: يَسُوقُ اللَّه إِلىَّ الشَّهَادَةَ، وَيَقْتُلُنِى أَعْجَمُ أَوْ أَعْجَمِىٌّ".
"عَنْ سَعدِ بْنِ أَبِى هِلَالٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى رَأَيْتُ رُؤْيَا لَا أُرَاهَا إِلَّا لِحُضُورِ أَجَلِى، رَأَيْتُ أَنَّ دِيكًا أَحْمَرَ نَقَرَنِى نَقْرَتَيْنِ فَحَدَّثْتُهَا أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ فَحَدَّثتْنِى أَنَّهُ يَقْتُلُنِى رَجُلٌ مِنَ الأَعَاجِمِ".
"عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ يَوْمَ طُعِنَ، فَمَا مَنَعِنى أَنْ أَكُوُنَ فِى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ إِلَّا هَيْبَتُهُ، وَكَانَ رَجُلًا مَهِيبًا، فَكُنْتُ فِى الصَّفِّ الَّذِى يَلِيهِ، وَكَانَ
عُمَرُ لَا يُكَبِّرُ حَتَّى يَسْتَقْبِلَ الصَّفَّ الْمُقَدَّمَ بِوَجْهِهِ، فَإِنْ رَأَى رَجُلًا مُتَقَدِّمًا مِنَ الصَّفَ أَوْ مُتَأَخِّرًا ضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ، فَذَلِكَ الَّذى مَنَعَنِى مِنْهُ، وَأَقْبَلَ عُمَرُ، فَعَرَضَ لَهُ أَبو لَؤْلُؤَةَ فَطَعَنَهُ ثَلَاثَ طَعَنَاتٍ، فَسَمِعْتُ عُمَرَ وَهُوَ يَقُولُ -هَكَذَا بِيَدهِ قَدْ بَسَطَهَا-: دُوَنكُم الْكَلْبَ قَدْ قَتَلَنِى وَمَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِى بَعْضٍ فَصَلَّى بنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ (في الْقُرْآنِ) {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّه}، وَ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}، وَاحْتُمِلَ عُمَرُ فَدَخَلَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّه بْنَ عَبَّاسٍ اخْرُجْ فَنَادِ فِى النَّاسِ؛ أَيُّهَا النَّاسُ: (إِنَّ) أَميرَ الْمُؤْمِنينَ يَقُولُ: أعَنْ مَلأٍ مِنْكُمْ هَذَا؟ فَقَالُوا: مَعَاذَ اللَّه مَا عَلِمْنَا وَلَا أطَّلَعْنا، فَقَالَ: ادْعوا لِى طَبِيبًا، فَدُعِى لَهُ الطَّبِيبُ فَقَالَ: أىُّ شَرَاب أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ (قَالَ) نَبِيذٌ، فَسُقى نَبِيذًا فَخَرَجَ (مِنْ بَعْضِ طَعَنَاتِهِ)، فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا صَدِيدٌ، اسْقُوهُ لَبنًا، فَسُقِى لَبنًا فَخَرَجَ، فَقَالَ الطَّبيبُ: (مَا أُرَاكَ تُمْسِى) فَمَا كُنْتَ فَاعِلًا فَافْعَلْ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّه بْنَ عُمَرَ إِيتنِى بِالْكَتِفَ الّتِى كَتَبْتُ فِيهَا شَأنَ الْجَدِّ بِالأَمْسِ، فَلَوْ أَرَادَ اللَّه أَنْ يُمْضِى مَا فِيهِ أَمْضَاهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: (أَنَا) أكْفِيكَ مَحْوهَا فَقَالَ: لَا، وَاللَّه لَا يَمْحُوهَا أَحَدٌ غَيْرِى، فَمَحَاهَا عُمَرُ بيَدِهِ، وَكَانَ فِيهَا فَرِيضَةُ الْجَدِّ، ثُمَّ قَالَ: ادْعُو لِى عَلِيًا وَعُثْمَانَ وَطَلحَةَ وَالزُّبيْرَ وَعَبْدَ الرَّحَمِن بْنَ عَوْفٍ وَسَعْدًا، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ عنْده قَالَ عُمَرُ: إِنْ وَلَّوْهَا الأَجْلَحَ سلَكَ بهِمُ الطَّرِيقَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا يَمْنَعُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنيِنَ؟ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَتَحَمَّلَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا".
"عَنْ سِمَاكٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا حُضِرَ قَالَ: إِنْ أَسْتَخْلفْ فَسُنَّةٌ، وَإِنْ لَا أَسْتَخْلِفْ فَسُنَّةٌ، تُوُفِّى رَسُولُ اللَّه ﷺ وَلَمْ يَسْتَخْلِفْ، وَتُوُفِّى أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَخْلَفَ، فَقَالَ عَلِىٌّ: فَعَرَفْتُ وَاللَّه أَنَّهُ لَنْ يَعْدِلَ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّه ﷺ ، فَذَاكَ حِينَ جَعَلَهَا عُمَرُ شُورَى بَيْنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان وَعَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالبٍ وَالزُّبيْرِ وَطَلْحَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ عَوفٍ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ، وَقَالَ لِلأَنْصَارِ: ادْخَلو (هُمْ) بَيْتًا ثَلَاثَةَ أَيَّامِ فَإِنِ اسْتَقَامُوا، وَإلَّا فَادْخُلُوا عَلَيْهِمْ (فَاضْرِبوا) أَعنَاقَهُمْ".
"عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: قَالَ عُمَرُ: هَذَا الأَمْرُ فِى أَهْلِ بَدْرٍ مَا بَقِى مِنْهُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ فِى أَهْلِ أُحُدٍ مَا بَقِى مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَفِى كَذَا وَكَذَا، وَلَيْسَ فِيهَا لِطَلِيقٍ، وَلَا لِوَلَدِ طَلِيقٍ، وَلَا لِمُسْلِمَةِ الْفَتْحِ (شَىْءٌ) ".
"عَن إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: مَنْ أَسْتَخلِفُ؟ لَوْ كَانَ أبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ! فَقَالَ لَهُ رَجْلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ عَبْد اللَّه بْنِ عُمَرَ؟ فَقَالَ: قَاتَلَكَ اللَّه، وَاللَّه مَا أَرَدْتَ اللَّه بِهذَا؛ أَسْتَخْلِفُ رَجُلًا لم يُحْسِنْ (لَيْسَ) أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأتَهُ".
"عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ لَا (يَأذَنُ) لِصَبِىٍّ قَدْ احْتَلَمَ في (دُخولِ) الْمَدِينَةِ (عَلَيْهمْ) حتى كَتَبَ الْمُغيرَةُ بْنُ شُعْبةَ وَهُوَ عَلَى الْكُوفَةِ يَذْكُر لَهُ غُلَامًا عِنْدَهُ صَنَعًا وَيَسْتَأْذِنُهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْمَدِينَةَ ويَقُولُ: إِنَّ عِنْدَهُ أعْمَالًا كَثيرَةً فِيهَا مَنَافِعُ للِنَّاسِ: إنَّهُ حَدَّادٌ، نَقَّاشٌ، نَجَّارٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ أَنْ يُرْسِلَ بِهِ إِلَى الْمَدينَة، وَضرَبَ (عَلَيْه) الْمُغِيرَةُ مِائَةَ دِرْهَمٍ كُلَّ شَهْرٍ، فَجَاءَ إِلَى عُمَرَ يَشْتَكِى (إِلَيْهِ) شِدَّةَ الْخَرَاج، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَاذَا تُحْسِنُ مِنَ الْعَمَلِ؟ فَذَكَرَ لَه الأعْمَالَ الَّتِى يُحْسِنُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا خَراجُكَ بِكَثِيرٍ في كُنْه عَمَلكَ، فَانْصَرَفَ سَاخِطًا يَتَذَمَّرُ، فَلَبِثَ عُمَرُ لَيَالِى، ثُمَّ إِنَّ الْعَبْدَ مَرَّ بِهِ فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: لَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَقولُ: لَوْ أَشَاءُ لَصَنَعْتُ (رَحَى) تَطْحَنُ بِالرِّيحِ؟ فَالْتَفَتَ الْعَبْدُ سَاخِطًا عَابسًا إِلَى عُمَرَ، وَمَعَ عُمَر رَهْطٌ، فَقَالَ: لأَصْنَعَنَّ (لَكَ) رحًى يَتَحَدَّثُ النَّاسُ بِهَا، فَلَمَّا وَلَّى الْعَبْدُ أَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى الرَّهْطِ الَّذِينَ مَعَهُ فَقَالَ (لَهُمْ): أَوْعَدَنِى الْعَبْدُ آنِفًا، فَلَبِثَ لَيَالِى، ثُمَّ اشْتَمَلَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عَلَى خِنْجَرٍ ذِى رَأسَيْنِ، نِصَابُهُ في وَسَطِهِ، فَكَمَنَ في زَاوِيَة مِنْ زَوَايَا الْمَسَجدِ في غَلَسِ السَّحَر، فَلَمْ يَزَلْ هُنَالِكَ حَتَّى خَرَجَ عُمَرُ يُوقِظُ النَّاسَ لِلصَّلَاةِ -صَلَاةِ الْفَجْرِ- وَكَانَ عُمَرُ يَفْعَلُ ذَلِكَ- فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ عُمَرُ وَثَبَ عَلَيْه فَطَعَنَهُ ثَلَاثَ طَعَنَاتٍ إِحْدَاهُنَّ
تَحْتَ السُّرَّةِ، وَقَدْ خَرَقَتِ الصِّفَاقَ وَهِى الَّتِى قَتَلَتْهُ ثُمَّ انحَازَ أَيْضًا عَلَى أَهْلِ الْمَسْجِد فَطَعَنَ مَنْ يَلِيهِ حَتَّى طَعَنَ سوَى عُمَرَ أحَدَ عَشَرَ رَجُلًا، ثُمَّ انْتَحَرَ بِخِنْجَرِه، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ (أَدْرَكَهُ) النَّزفُ (وانْقَصَفَ) النَّاسُ عَلَيْهِ: قُولُوا لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ، ثُمَّ غَلَبَ عُمَرَ النَّزْفُ حَتَّى غُشِى عَلَيْه قَالَ ابْنُ عَبَاسٍ: فَاحْتَمَلتُ عُمَرَ في رَهْطٍ حَتَّى أَدْخَلتُهُ بَيتَهُ ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَأَنْكَرَ الْنَّاسُ صَوْتَ عَبد الرَّحْمَنِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَمْ أزَلْ عِنْدَ عُمَرَ وَلَمْ يَزَلْ في غَشْيَةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى أَسْفَرَ الصُّبُحُ، فَلمَّا أَسْفَرَ أَفَاقَ فَنظَرَ في وُجُوهِنَا فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: لَا إِسْلَامَ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ دعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ قَالَ: اخْرُجْ يَا عَبْدَ اللَّه بْنَ عَبَّاسٍ فَسَلْ مَنْ قَتَلَنِى؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَخَرَجْتُ حَتَّى فَتَحْتُ بَابَ الدَّارِ، فَإِذَا النَّاسِ مُجْتَمِعُونَ جَاهِلُونَ بِخَبَرِ عُمَرَ، فَقُلتْ: مَنْ طَعَنَ أميرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقالُوا: طَعَنَهُ عَدُوُّ اللَّه أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ المُغِيرَة بْنِ شُعْبَةَ (قَالَ): فَدَخَلتُ فَإذَا عُمَرُ (يُبدُّ فِىَّ) النَّظَرَ وَيَسْتَأنَّى خَبَرَ مَا بَعَثَنِى إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: أَرْسَلَنِى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لأَسْأَلَ (عَمَّنْ) قَتَلَهُ، فَكَلَّمْتُ النَّاسَ فَزَعَمُوا أَنَّهُ طَعَنَهُ عَدُوُّ اللَّه أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ المُغِيرَة بْن شُعْبَةَ، ثُمَّ طَعَنَ مَعَهُ رَهْطًا، ثُمَّ قَتَل نَفْسَهُ، فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِى لَمْ يَجْعَلْ قَاتِلِى يُحَاجُّنِى عنَد اللَّه بِسَجْدَةٍ سَجَدَهَا لَهُ قَطّ، مَا كَانَتِ الْعَرَبُ لِتَقْتُلنِى؛ أَنَا أحَبُّ إِلَيْهَا مِنْ ذَلِكَ، قَالَ سَالِمٌ: فَبَكَى عَلَيهِ الْقَوْمُ (حينَ سَمِعُوا)، فَقَالَ: لَا تَبْكُوا عَلَيْنَا، مَنْ كَانَ بَاكِيًا فَليخْرُجْ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ ؟ قَالَ: يُعَذَّبُ (الْميتُ) بِبُكَاء أَهْلِهِ عَلَيْهِ، فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ عَبْدُ اللَّه بْنُ عُمَرَ لَا يُقِرُّ أَنْ يُبْكَى عِنْدَهُ عَلَى هَالِكٍ مِنْ وَلَدٍ وَلَا غَيْرِهِمْ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ تُقِيمُ (النَّوْحَ) عَلَى الْهَالِكِ مِنْ أَهْلِهَا، فَحُدِّثْتْ بِقَوْل عُمَرَ عَنْ رَسُولِ (اللَّه) ﷺ فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللَّه عُمَرَ وَابْنَ عُمَرَ، فَوَاللَّه مَا كَذَبَا، وَلَكِنَّ عُمَرَ وَهِلَ (*)، إنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّه ﷺ عَلَى نُوَّحٍ يَبْكُونَ عَلَى هَالِكٍ لَهُمْ فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ يَبْكُونَ وَإِنَّ صَاحبهُمْ لَيُعَذَّب، وَكَانَ قَدِ اجْتَرَمَ ذَلِكَ".
"عَنْ أَبِى الْحُوَيْرثِ قَالَ: لَمَّا قَدمَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ضَرَبَ عَلَيْه عِشْرِينَ ومِائَةَ دِرْهَمٍ كُلَّ شَهْرٍ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: وَكَانَ خَبِيثًا، إِذَا نَظَرَ إِلَى السَّبْى الصِّغَارِ يَأبَى فَيمْسَحُ رُءُوسَهُمْ وَيَبْكِى وَيَقُولُ: إِنَّ الْعَرَبَ أَكَلَتْ كَبِدى، فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ مِنْ مَكَّةَ جَاءَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ إِلَى عُمَرَ يُرِيدُهُ فَوَجَدَهُ غَاديًّا إِلَى السُّوقِ وَهُوَ مُتكِئٌ عَلَى يَدِ عَبْد اللَّه بْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إنَّ سَيِّدى الْمُغِيرَةَ يُكَلِّفُنِى مَا لَا أُطيقُ مِنَ الضَّريبَة، قَالَ عُمَرُ: وَكَمْ كَلَّفَكَ؟ قَالَ: أَرْبَعةَ دَرَاهِمَ كُلَّ يَوْم، قَالَ: وَمَا تَعْمَلُ؟ قَالَ: الأَرْحَاءُ -وَسَكَتَ عَنْ سَائِرِ أَعْمَالِهِ- فَقَالَ: في كَمْ تَعْمَلُ الرَّحَى؟ فَأَخْبَرَهُ، قَالَ: وَبِكَمْ تَبِيعُهَا؟ فَأَخْبَرهُ، فَقَالَ: لَقَدْ كَلَّفَكَ يَسِيرًا، انْطَلِق فأعْطِ مَوْلَاكَ مَا سَأَلَكَ، فَلَمَّا وَلَّى قالَ عُمَرُ: أَلَا تَجْعَلْ لَنَا رَحًى؟ قَالَ: بَلْ أَجْعَلُ لَكَ رَحًى يَتَحدَّثُ بِهَا أَهْلُ الأَمْصَارِ، فَفَزعَ عُمَرُ مِن كَلِمتِهِ، قال: وَعَلىٌّ معَهُ، فَقَالَ مَا تُرَاهُ أَرَادَ؟ قَالَ: أَوْعَدَكَ يَا أَمِيَر المؤمِنينَ قَالَ عُمَرُ: يَكْفِينَاهُ اللَّه، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ يُرِيدُ بِكَلِمَتِهِ غَوْرًا (*) ".
"عَنِ ابْنِ عُمَر قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: لَقَدْ طَعَنَنِى أَبُو لُؤْلُؤَةَ وَمَا أظُنُّهُ إِلَّا كَلْبًا (حَتَّى) طَعَنَنِى الثَّالِثَةَ".
"عَنِ (ابْن) عُمَرَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَكْتُبُ إِلَى أُمَرَاء الْجُيُوشِ: (لَا تجْلِبُوا) عَلَيْنَا مِنَ الْعُلُوجِ (*) أَحَدًا جَرَتْ عَلَيْهِ الْمَواسى (* *)، فَلَمَّا طَعَنَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: ألَمْ أقَلْ لَكُمْ لَا تَجْلِبُوا عَلَيْنَا مِنَ الْعُلُوجِ أَحَدًا (فَغَلَبْتُمُونِى)؟ ! ".
"عن محمد بن سيرين قال: لما طُعِنَ عمر جعل النَّاسُ يدخلون عليه، فقال لرجلٍ: انظر، فأدخل يده فنظر، فقال: ما وَجَدْتَ؟ فقال: إِنِّى أَجِدُهُ قد بقى لك من وَتِينك ما تَقْضِى منه حَاجَتَكَ، قال: أَنْتَ أصْدَقُهم وخَيْرهُمْ، فقال رجل: واللَّه إنى لأرجو أَنْ لَا تَمَسَّ النَّارُ جِلْدَكَ أَبدًا، فنظر إليه (حتى رثينا أَوَيْنَا له) ثم قال: إن عِلْمَكَ بِذَلِكَ يا ابن فلانٍ لَقِليلٌ، لو أن لى ما في الأَرْضِ لافْتَدَيْتُ به من هولِ المُطَّلَعِ".
"عن شدادِ بن أوسٍ، عن كعبٍ قال: كان في بنى إسرائيلَ مَلِكٌ إذا ذكرناه ذكرنا عمر، وإذا ذكرنا عمر ذكرناه، وكان إلى جَنْبِه نَبىٌّ يوحى إليه، فأوحى اللَّه إلى النبىِّ أن يقول له: اعْهَدْ عَهْدَكَ، واكتب وصيتَك فإنك مَيِّتٌ إلى ثلاثةِ أيام، فأخبره النبىُّ بذلك، فلما كان اليوم الثالث وقع بين الْجَدْرِ والسَّرِيرِ ثم جَارَ إلى ربه فقال: اللهم إن كنتَ (تعلم أنى كنت) أعْدِلُ في الحكم، وإذا اختلفت الأمور اتَّبعْتُ هُدَاكَ وَكُنْتُ وكنتُ فزدنى في عمرى حتى يكبرَ طِفلى وَتَرْبُوَ أَمَتِى، فأوحى اللَّه إلى النبى أنه قد قال: كذا وكذا، وقد صَدَقَ، وقد زدته في عمره خمس عشرة سنة، ففى ذلك، ما يَكبرُ طِفْله وتربو أمَتُه، فلما طُعِنَ عمر قال كعبٌ: لئن سأل عمر ربه ليبقينهُ اللَّه، فأخبر بذلك عمر، فقال: اللهم اقبضنى إليك غير عاجزٍ ولا مَلومٍ".
"عن الشعبى قال: لما طُعِنَ عمر جعل جلساؤُه يُثْنُونَ عليه، فقال: إِنَّ من غرَّه عمره لمغرور، واللَّه لودِدْتُ أَنِّى أخرجُ منها كما دخلتُ فيها، واللَّه لو كان لى ما طلعتْ عليه الشمس لافتديتُ به من هول المُطَّلَعِ".
"عن ابن عمرَ: أن عمرَ أوصى إلى حفصةَ فإذا ماتَتْ فإلى الأكابرِ من آل عمر".
"عن قتادة قال: أوصى عمر بن الخطاب بالرُّبُعِ".
"عن عروة أن عمر بن الخطاب لَمْ يتشَهَّدْ في وَصِيَّتِهِ".
"عن ابن عروة أن عمر أوصى عند الموتِ أن يُعْتَقَ من كان يصلى السجدتين من رقيق الإمارة، وَإِنْ أَحَبَّ الوالى بعدى أَنْ يَخْدُمُوهُ سَنَتَين؛ فذلك له".
"عن ربيعة بن عثمان أن عمر بن الخطاب أوصى أن يُقرَّ عُمالُه سَنَةً، فَأَقرَّهُمْ عثمانُ سَنَةً".
"عن عامر بن سعد قال: قال عمر بن الخطاب: إِنْ وَلَّيْتُمْ سعدًا فسبيل ذاك، وإلا فليستشره الوالى؛ فإنى لم أعزله عن سَخْطة) ".
"عن عثمان بن عفان قال: آخرُ كلمة قال عمر حتى (قضى: ) ويلى وويل أمى إن لم يغفر اللَّه لى".
"عن أَبى مليكة قال: لما طُعِن عمر جاء كعبٌ فجعل يبكى بالباب ويقول: واللَّه لو أن أميرَ المؤمنين يُقْسمُ على اللَّه أن يُؤَخِّرَهُ لأَخَّرَهُ، فدخل ابن عباس عليه فقال يا أميرَ المؤمنين هكذا كعبٌ يقولُ كذا وكذا، قال: إِذَنْ واللَّه لا أَسْأَلُهُ (ثم قالَ: ويل لى ولأمى إن لم يغفر اللَّه لى) ".
"عن المقدام بن معديكرب قال: لما أصيب عمر دخلتْ عليه حَفْصَةُ فقالت: يا صاحبَ رسولِ اللَّه ﷺ ويَا صِهْرَ رسول اللَّه، ويا أَميرَ المؤمنين؟ فقال عمر لابنه عبد اللَّه: أجلسنى فلا صَبْرَ لى على ما أسمع، فأسنده إلى صدْره، فقال لها: إنى أُحَرِّجُ عليك بما لى عليك من الحقِّ أن تَنْدُبِينِى بعد مَجْلِسِك هذا، فأما عَيْنُكِ فلن أملكها، إنه ليس من ميت يُنْدبُ بما ليسَ فيه إلا الملائكةُ تَمْقُتُهُ".
"عن أنس بن مالك أن عمرَ بن الخطاب لما طُعن عَوَّلَتْ حفصةُ، فقال: يا حفصةُ أما سمعت النبىَّ ﷺ يقول: إِنَّ الْمُعَوَّلَ عليه يعُذَّبُ؟ وعول صهيب (فقال عمر: يا صهيبُ أما علمتَ أن المعوَّلَ عليه يعَذَّبُ؟ ) ".
"عن عبد الملك بن عمير (عن أَبى بردة عن أبيه قال: لما طعن عمرُ أقبل صهيبٌ) يبكى رافعا صوتَه، فقال عمرُ: أعَلىَّ؟ قال: نعم، قال عمر: أما علمت أن رسول اللَّه ﷺ قال: من يُبْكَ عليه يُعَذَّب؟ قال عبد الملك: فحدثنى موسى بن طلحة، عن عائشة أنها قالت: أولئك يعذبُ أمواتُهم ببكاء أحْيائهم، تعنى الكفارَ".
"عن ابن عمر، ان عمرَ نَهَى أهلهُ أن يَبْكُوا عليه".
"عن المطلب بن عبد اللَّه بن حَنْطَبٍ أن عمرَ بنَ الخطابِ صلَّى في ثِيَابِه التى جُرحَ فِيهَا ثلاثًا".
"عن ابن عمر أن عمر قال: اذْهَبْ يا غلام إلى أُمِّ المؤمنين فقل لها: إِنَّ عمرَ يَسْألُكِ أن تأذنى له: أن تأذنَ لى أَنْ أُدْفَنَ مع أَخوىَّ، ثم ارجع إِلَىَّ فَأَخْبِرنى، (قال: فَأَرْسَلَتْ) أَنْ نَعمْ قَدْ أَذِنتُ لَكَ، قال: فَأَرسلَ فَحُفِرَ لَهُ في بيتِ النبى ﷺ ، ثم دعا ابن عمر فقال: يا بُنى إنِّى قد أَرْسَلتُ إلَى عائشةَ أسْتَأذِنُهَا أن أُدْفَنَ مع أخوى فأَذنت لى وأنا أخشى أن يكونَ ذلك لمكانِ السلطانِ، فإذا أنَا متُّ فاغْسِلْنِى، وكفنِّى، ثم احْمِلْنى حتَّى تَقِفَ بى على بابِ عائشةَ فَتَقُولَ: هذا عمرُ يستأذِنُ، ويقولُ: أَأَلِجُ؟ فإِنْ أَذِنتْ لى فادْفِنِّى معهما وإلا فادْفِنِّى في البَقِيعِ".
"عن المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب قال: لَمَّا أرسل عمرُ إلى عائشة فاستأذنها أن يدفن مع النبى ﷺ وأبى بكر فأَذِنت، قال عمر: إن البيت ضيّقٌ فَدعا بِعَصًا فأُتى بها فَقدَّرَ طولَه ثم قال: احفرُوا على قَدْرِ هذه".
"عن عبد اللَّه بن معقل أن عمر بن الخطاب أَوْصَى أَنْ لَا يُغَسِّلُوهُ بمسكٍ، أو لا يُقَرَبوهُ مِسْكًا".
"عن الفضيل بن عمرو قال: أوصى عمرُ أن لا يُتْبَع بِنَارٍ، ولا تتبعه امرأةٌ، ولا يُحَنَّط بِمِسْكٍ".
"عن عُرْوةَ بْنِ الزُّبيْرِ أن خَوْلَةَ بنتَ حكيمٍ دخلتْ على عُمَر بنِ الخطَّابِ فقالت: إِنَّ ربيعةَ بْنَ أُمَيَّةَ استمتعَ بامرأةٍ مُوَلَّدَة فَحملتْ مِنْهُ؛ فخرج عمرُ يَجرُّ ثَوْبَهُ فَزِعًا وقال: هذه المتعةُ، ولو كُنْتُ تقدمتُ فيها لرجمت".
"عن عمرَ أَنَّه كان يذهبُ إِلى العَوالِى في كل سَبْتٍ، فإذا وجدَ عبدًا في عملٍ لا يُطِيقُه وَضَعَ عَنْه".
"عن مالك أنه بلَغه أن أمةً كانت لعبد اللَّه بن عمر رآها عمر بن الخطاب وقد تهيأت بهيئةِ الحرائرِ (فدخل على ابنته فقال: لم أر جارية أخيك وقد تَهيأت بهيئة الحرائر؟ )، وأنكر ذلك عمرُ بن الخطاب".
"عن ابن عمر قال: سئل عمر بن الخطاب (عن الجراد) فقال: وَدِدْت أن عِنْدنا منه قُفْعَةً نأكُلُ مِنها".
"عن أنس بن مالك قال: رأيت عمرَ بنَ الخطابِ -وهو يومئذٍ أميرُ المؤمنين- وقد رقع بين كَتِفَيه برقائِع ثلاثٍ، لَبَّد بعضها فوق بعض".
"عن ابن شهاب قال: فحص عمر بن الخطاب حتى أتاه الثَّلَجُ واليقين أن رسول اللَّه ﷺ قال: لا يَجتمع دينان في جزيرة العرب؛ فأجلى عمرُ يهودَ خيبر".
"عن محمود بن لبيدٍ الأنصارى أن عمرَ بن الخطاب -لما قَدِم- شَكَى إليه أهلُ الشام وباء الأَرْضِ، وثِقَلها، وقالوا: لا يصلِحنَا إلا هذا الشرابُ، فقال عمر: اشرَبوا هذا العَسلَ، قالوا: لا يُصْلِحُنا، فقال رجال من أهل الأرض: هل لكَ أن نجعلَ لكَ من هذَا الشرابِ شيئًا لا يُسْكِرُ؟ قال: نعم، فطبخوه حتى ذَهَب منه الثُّلُثَان وبَقِى الثُّلثُ فأتَوْا به عُمرَ، فأدخل عمرُ إصبَعَه فيه، ثم رفَعَها فتَبِعها يَتَمَطَّطُ، فقال عمر: هذا الطلى، هذا مثل طلى الإبل، فأمرهم أن يشربوه، فقال له عبادةُ بن الصامت أحْلَلْتَها وَاللَّه، فقال عمر: كَلا واللَّه، اللهم إنى لا أُحِلُّ لهم شيئا حَرَّمْتَه عليهم، ولا أُحرِّم عليهم شيئًا أَحْلَلْته لَهم".
"عن نافعٍ أن عبدًا كان يقومُ على رقيقِ الخُمس، وأَنَّه اسْتكرهَ جاريةً من ذلِك الرقيقِ فوقعَ بها، فجلَدَه عُمَرُ الحَدَّ ونَفَاه، ولم يَجْلِد الوليدة لأنَّه اسْتَكْرَهَهَا".
"عن عبدِ اللَّه بن عياشِ بنِ أَبى ربيعةَ المخزومى قال: أمرنى عمرُ ابن الخطاب في فِتْيَةٍ من قريشٍ فَجلدنا ولائد من وَلَائِد الإِمَارَةِ خمسينَ خمسينَ في الزِّنَا".
"عن أَبى واقدِ الليثى: أن عمرَ بن الخطاب أتاه رجلٌ وهو بالشامِ؛ فذكر لَه أنَّه وجد مع امرأتِه رجلًا، فبعث أبَا واقدٍ إلى امرأتِه يسألُها عن ذَلِك، فأتاها فذكرَ لها الذى قالَ زوجُها لعمر، وأخبرَها أنها لا تؤخذ بقوله، وجعل يُلَقِّنها أشباه هذَا لِتَنْزِع، فأبت أن تَنْزِع وثَبَتَتْ على الاعترافِ، فأمر بها عُمر بن الخطاب فَرُجِمَتْ".
"عن سليمانَ بن يسار أن ثابتَ بن الضحاك الأنصارى أخبره أنه وجد بَعِيرا بالحرَّةِ فَعَرفه (ثم ذكره لعمر بن الخطاب فأمَره أن يُعَرِّفه، فَقال: قد فعلت، فقال عمر: عرفه أيضا)، فقال له ثابت: إنَّه قد شَغَلنى عن ضيعتى، فقال له عمر: أَرْسِلْه حَيْثُ وجَدْتَه".
"عن ابن شهاب قال: كَانَتْ ضوالُّ الإبِل في زمنِ عُمَر بنِ الخطابِ إبلا مُؤبَّلَةً تتناتج لا يمسُّها أحد، حتى إذا كَانَ عثمانُ بن عفانَ أَمرَ بِمَعْرِفَتها وتعريفها، ثم تباعُ فإذا جاءَ صاحِبُها أُعْطِى ثَمَنَها".
"عن سعيد بن المُسيِّب أن عمر اخْتصم إليه مسلمٌ ويهودىٌّ، فرأى أن الحقَّ لليهودِى فقضى له، فقال اليهودِى: واللَّه لقد قضيت لى بالحقِّ، فضرَبه عمرُ بالدِّرة ثم قال له: وما يُدْريك؟ قال: إنَّا نجد أنَّه ليس قاضٍ يقضِى بالحقِّ إلا كان عن يمينه ملك وعن يساره ملك يسددانه ويُوفِّقانِه للحقِّ ما دامَ مع الحقِّ، فإذا تركَ الحق عَرجَا وتَرَكَاه".